يتحدّث الأطباء عن طريقة التلقيح الصناعي كمفهوم غيّر طبيعة الخلق. التكاثر البشري بشكل طبيعي هو تكاثر داخل الجسم، كما هو الحال في عالم الحيوان الآخذ بالتطوّر. وحينئذ جاءت التقنية التي تم تطويرها في بريطانيا وأثبتت أن الاستنساخ ممكن خارج الجسم، وحينئذ بدأت الثورة طريقها. واليوم هناك ملايين الناس ممن ولدوا بواسطة التلقيح الصناعي.
ما هو التلقيح الصناعي؟
التلقيح الصناعي هو عملية تخصيب بويضة المرأة بواسطة خلية منوية، خارج جسم المرأة، وإعادة البويضة المخصّبة إلى رحمها، أو تجميد البويضة المخصّبة، وإعادتها في المستقبل إلى رحمها. يسمّى المولود الذي يولد بهذه الطريقة “طفل الأنبوبة”، على اسم المرحلة الأولى من التخصيب بالأنبوبة.
وهنا تمييز آخر مهم: المرأة التي تحمل في رحمها حملا لامرأة أخرى، بهدف إعطاء الطفل بعد الولادة للمرأة الأخرى، تسمّى المرأة البديلة.
امرأة تحقن مخديرات لتلقي علاج التلقيح الصناعي (Thinkstock)
حقائق مثيرة للاهتمام بخصوص التلقيح الصناعي:
تم تطوير تقنية التلقيح الصناعي في بريطانيا على يد الدكتور باتريك ستبتو والدكتور روبرت إدواردز. عام 1978، كانت “طفلة الأنبوبة” الأولى في العالم هي لويس براون، التي ولدت في 25 تموز عام 1978 في المستشفى العمومي أولدهام بعملية قيصريّة.
بعد عقدين من ذلك الحين توفي ستبتو، وكان إدوارز هو من تلقّى تقديرًا على عملهما سويًّا، وفاز بجائزة نوبل في الطبّ عام 2010.
تعتبر إسرائيل الدولة الخامسة في العالم التي قامت بالتلقيح الصناعي والذي ولدت على إثره رومي نويمارك عام 1982. اليوم هي مقدّمة أخبار في القناة العاشرة.
رومي
في حزيران 1985 ولدت في مستشفى رمبام الطفلة الأولى التي تولد لأم عربية مسلمة من التلقيح الصناعي.
عدد أطفال الأنبوبة في إسرائيل آخذ بالارتفاع بشكل ملحوظ. عام 1997 كان معدّل التلقيح الصناعي يقف على 2.5% من مجمل المواليد في إسرائيل، بينما وصل معدّله في عام 2010 إلى 4.1% من مجمل المواليد.
وقد أظهرت دراسة بريطانية من عام 2010 أنّ الأطفال الذين يولدون من خلال التلقيح الصناعي هم بالمعدّل أكثر ذكاءً من أبناء جيلهم الذين ولدوا بالحمل العادي. وبالمناسبة، بسبب عدم وجود أي فرق بيولوجي يمكنه أن يفسّر هذه الفجوات، اتّجه الباحثون إلى التفسيرات الاجتماعية – الاقتصادية، ووجدوا أن والديّ أطفال الأنبوبة، والذين يعيش معظمهم في وضع اقتصادي جيّد، يستثمرون في أطفالهم أكثر.
عام 2009، نشرت السلطة الحكومية التي تشرف على علاجات التلقيح الصناعي في بريطانيا تحذيرًا رسميًّا، الأول من نوعه، والموجّه للأزواج الذين يرغبون بالتخطيط للولادة بواسطة التلقيح الصناعي. ووفقا للإعلان، يتعرّض الأطفال الذين ولدوا من خلال علاجات الإخصاب بمستوى مفرط إلى مخاطر صحّية يمكنها أن تضرّ بنموّهم بل وأن تشكّل خطرًا على حياتهم. ويبدو أنّ المخاطر مرتبطة بوزن أطفال الأنبوبة الذي هو أقلّ، وبأنّ الكثير منهم يُولَد بواسطة عمليّات قيصريّة.
هل معدّل العيوب الخلقية لدى الأطفال الذين ولدوا في أعقاب تلقيح صناعي هو أكبر من عامّةً الأطفال؟ تمّ دراسة هذه المسألة على نطاق واسع، والنتائج متعارضة. رغم ذلك فمن الشائع اليوم أن نفكّر باحتمال وجود زيادة طفيفة بنسبة 1% من خطر الإصابة بعيوب خلقية لدى الأطفال الذين ولدوا في أعقاب تلقيح صناعي.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني