كان عام 2017 عاما فتاكا. فحدثت خلاله ثمانية عمليات إرهابية أسفر كل منها عن 100 قتيل. وقد خططت حركة طالبان، داعش أو القاعدة، وهي التنظيمات الإرهابية الثلاثة التي يسطع نجمها في قائمة التنظيمات الإرهابية الأكثر ثراء في العالم، لهذه العمليات وموّلتها، وقد نُفذت في سوريا، ليبيا، أفغانستان، مصر، والصومال، وأسفرت عن قتل 1500 شخص.
وليس صدفة أن المنظمات الإرهابية الأكثر فتكا هي من بين أغنى المنظمات. وفي مُقابلة مع “فوربس إسرائيل” قال عموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية والرئيس السابق للمكتب السياسي – الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن “الأموال في المنظمات الإرهابية تشكل عاملا هاما ومصيريا، وضروريا لممارسة الأعمال الإرهابية وهي أشبه بوقود السيارة”.
وفي الواقع فإن منظمة إرهابية، مثل أية منظمة أخرى، تحتاج إلى أموال لمتابعة أعمالها. هناك حاجة إلى الأموال لتمويل العمليات، دفع راتب النشطاء، تمويل معسكرات التدريب، شراء الأسلحة ومواد التفجير، وسائل النقل والعتاد، ومن أجل الصيانة الدورية. تتطلب هذه النشاطات أموالا كثيرًا جدًا.
مثلا، المنظمات الإرهابية، مثل حزب الله وحماس أو حتى داعش مؤخرا، لديها احتياجات أكبر بكثير إضافة إلى الأنشطة المطلوبة من منظمة إرهابية “عادية”. وتحتفظ هذه المنظمات بالمنظومات الاجتماعية، الدينية، السياسية، والاقتصادية، وهي تتطلب موارد كثيرة لإدارة احتياجات السكان الخاضعين لسلطتها أو نفوذها.
وفي عدد كبير جدا من الحالات، تتشابه طبيعة أنشطة جمع الأموال بشكل ملحوظ مع طبيعة المنظمات الإجرامية – بداء من المتاجرة بالمخدرات، الأسلحة، التبغ، الإتجار بالبشر، السطو على المصارف أو رعايتها مقابل جمع الأموال وانتهاء بعمليات الاختطاف والفدية.
وفق لمجلة فوربس إسرائيل، هناك أيضا نشاطات علنية لتحويل مبالغ ضخمة من الأموال بين الجمعيات، الجمعيات الخيرية، الشركات التجارية، المؤسسات المالية، ورجال الأعمال الأثرياء فضلا عن الحكومات والبلدان المهتمة برعاية الأنشطة الإرهابية في العالم مثل إيران التي تموّل نشاطات حزب الله.
أصبحت إيران قادرة الآن على دعم معظم المنظمات والهيئات الإرهابية في العالم بسبب تخلصها من العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الغرب على مر السنين بسبب طموحاتها النووية. أدت هذه الحقيقة إلى تحسّن كبير في الحالة الاقتصادية للمنظمات التي تدعمها إيران، وأهمها حزب الله، بصفته أغنى تنظيم إرهابي في العالم، حيث تبلغ عائداته حوالي 1.1 مليون دولار سنويا.
إليكم التصنيف الكامل وفق مجلة “فوربس إسرائيل”:
المرتبة الأولى- حزب الله: مدخولاته السنوية 1.1 مليار دولار.
المرتبة الثانية- طالبان: مدخولاتها السنوية نحو 800 مليون دولار.
المرتبة الثالثة- حماس: مدخولاتها السنوية نحو 700 مليون دولار.
المرتبة الرابعة – القاعدة: مدخولاتها السنوية نحو 300 مليون دولار.
المرتبة الخامسة- داعش: مدخولاتها السنوية نحو 200 مليون دولار.
المركز الثامن – الجهاد الإسلامي: مدخولاته السنوية نحو 100 مليون دولار.