الطائفة الدرزية

نجمة درزية صاعدة في سماء المجتمع الإسرائيلي

الشابة سبيل خطار تلقي كلمة خلال المظاهرة الكبرى للدورز في تل أبيب (لقطة شاشة)
الشابة سبيل خطار تلقي كلمة خلال المظاهرة الكبرى للدورز في تل أبيب (لقطة شاشة)

الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على الشابة سبيل خطار بعد كلمتها المؤثرة في المظاهرة الكبرى للدروز في تل أبيب.. "يديعوت أحرونوت" وصفت ظهورها بالعنوان "ولادة زعيمة"

06 أغسطس 2018 | 10:37

ما زالت المظاهرة الكبرى للطائفة الدرزية في مدينة تل أبيب ضد قانون القومية، والحقيقة أن عشرات الآلاف من أبناء الطائفة احتشدوا إلى جانب عشرات الألاف من اليهود في ميدان رابين- ما زالت تشغل الإعلام الإسرائيلي. وبين الأصوات التي صدحت على منبر الخطباء وحظيت على تصفيق قوي من المتظاهرين، بزر صوت الشابة الدرزية سبيل خطار، ابنة ال23 عاما، التي مثّلت الصوت النسائي الشبابي للطائفة.

وخصصت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الصحيفة الأكثر انتشارا في إسرائيل، في تقريرها عن المظاهرة، مقالة للشابة، واصفة في عنوانها ظهورها بأنه يدل على “ولادة زعيمة”. وفي حديث معها، قالت سبيل للصحيفة إنها تطمح إلى دخول السياسة بهدف التأثير وتغيير الواقع وتعزيز المساواة.

“لسنا بحاجة في زمننا هذا لتصنيف البشر أو لترتيبهم، هذه ممارسة عنصرية بامتياز. أنا شخصيا لا أواجه عنصرية، لكنني أشعر بالتمييز في كل ما يتعلق بخطط البناء والتطوير والبنى التحتية لطائفتي” وأضافت “يجب ألا نقحم الخدمة العسكرية للدروز في الجيش الإسرائيلي في النقاش ضد قانون القومية، لكن يجب احترام كل إنسان لكونه إنسان، وليس فقط منح الحقوق البسيطة لمن يخدم في الجيش”.

وعن قانون القومية، قالت: “الخطر في قانون القومية تشريعه قانون أساس في البرلمان.فقد يكون له أثر كبير، ويصبح فاتحة لسن قوانين أخرى مخيفة”.

الشابة سبيل خطار (فيسبوك)

وجاء في تقرير “يديعوت أحرونوت” أن سبيل من قرية يركا (قرية سكانها دروز تقع شرقي مدينة عكا)، درست علوم الاجتماع والإنسان في جامعة تل أبيب وكذلك تخصصت في دراسات المرأة والجندرية، وحصلت على لقب أول في هذه المواضيع. وهي تتطوع في مركز للشبيبة في قريتها يركا، وناشطة من أجل حقوق الإنسان والمساواة في جمعية إسرائيلية.

وكانت سبيل قد قالت في خطابها في تل أبيب ضد قانون القومية بأن رسالتها إنسانية قبل أي شيء، وهي تمثل كل الأقليات في إسرائيل خاصة النساء الشابات الدرزيات. ونادت سبيل إلى إلغاء قانون القومية الذي يحبط طموح وآمال الشبان والشابات الدروز بالمساواة في إسرائيل. “لقد اخترت أن تهمش اللغة العربية الجميلة من خلال قانون القومية” وجهت سبيل انتقادا للرئيس الحكومة نتنياهو، “قانون القومية يضعضع ثقتنا بتحقيق المساواة والديموقراطية في إسرائيل” أضافت.

اقرأوا المزيد: 310 كلمة
عرض أقل

التظاهرة الدرزية الأكبر في تاريخ إسرائيل

التظاهرة الكبيرة في تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)
التظاهرة الكبيرة في تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

وصل احتجاج الدروز ضد قانون القومية إلى ذروته في التظاهرة الكبيرة في تل أبيب: "رغم إخلاصنا اللامتناهي للدولة، لا نحظى فيها بحقوق متساوية"

بعد أسبوع مستعر بشكل خاصّ، وصلت أمس (السبت)، تظاهرة الدروز ضد قانون القومية إلى ذروتها. شارك 90 ألف مشارك، في التظاهرة الكبيرة ضد قانون القومية ودعما للمساواة في ميدان رابين، في تل أبيب. كان مبنى البلدية مضاء بألوان علم الدروز، وناشد المشاركون العمل وفق وثيقة الاستقلال، كما رفعوا لافتات كُتِب عليها: “إذا كنا إخوة فيجب المساواة بيننا” و-“وحدتنا هي مصدر قوتنا”. كما وشارك كبار الطائفة الدرزية وكبار الشخصيات العسكرية والأمنية سابقا في التظاهرة.

التظاهرة الكبيرة في تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

العميد أمل أسعد، الذي ناشد قبل التظاهرة كل مواطني إسرائيل بدعم الدروز، قرأ من على المنصة المقطع الأول من وثيقة الاستقلال قائلا: “انطلاقا من هذه التظاهرة، التي وحدتنا وجمعت قلوبنا معا، ننطلق إلى حياة أخرى من العيش المشترك في دولة إسرائيل بما يتماشى مع وثيقة الاستقلال. نحن مستعدون لإجراء حوار مع أية جهة في الحكومة من أجل حل هذه القضية ولصالح مستقبل مشترك”.

التظاهرة الكبيرة في تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، فضيلة الشيخ موفق طريف، في بداية التظاهرة: “نفتخر بدولة إسرائيل الديمقراطية وباحترام الفرد وحريته، اللذين يشكلان قيمة عليا، ولم نشكك في هوية الدولة اليهودية أبدا. رغم إخلاصنا اللامتناهي للدولة، لا نحظى فيها بالمساواة. صرخة أبناء الطائفة الدرزية حقيقية. فهم يشعرون، وبحق، أنهم يتعرضون لنزع هويتهم الإسرائيلية”.

فضيلة الشيخ موفق طريف (Tomer Neuberg/Flash90)

قال رئيس الشاباك سابقا، يوفال ديسكين: “لا يهدف قانون القومية إلى تعزيز دولة إسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي، بل إلى خدمة أهداف سياسية صغيرة وبائسة. وهو يهدف إلى زعزعة الأسس المتينة التي وُضِعت طيلة عشرات السنوات، إحداث شرخ، وتعزيز الكراهية فينا، وكل هذا بسبب التفكير على الأمد القصير قبيل الانتخابات التي باتت قريبة”.

رئيس الشاباك سابقا، يوفال ديسكين (Tomer Neuberg/Flash90)

أثارت التظاهرة ردود فعل كثيرة ومتنوعة في إسرائيل، إذ أعرب الكثيرون عن دعمهم وتأثروا من استعراض الوحدة العظيم، بينما ادعى آخرون أن الحديث يجري عن تظاهرة سياسية فقط، تهدف إلى إسقاط حكومة نتنياهو. “كم من المؤثر سماع نشيد ‘هتكفاه’ من عشرات آلاف الدروز، البدو، اليهود، والإسرائيليين. لماذا يجب تدمير هذا الواقع؟”، غرد الصحفي بن كسبيت في تويتر.

أعربت رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، عن دعمها للاحتجاج وغردت أيضًا: “بيبي، عليك أن تختار بين قانون القومية هذا وبين وثيقة الاستقلال. أي منهما تختار؟ الإجابة واضحة. فقد ذكّر الكثيرون الحكومة أنها نسيت وثيقة الاستقلال. كان هناك سياسيون عرفوا كيف يتخطون خلافات سياسية. ولكن نتنياهو مستعد لتلبية الاحتياجات السياسية تمزيق وثيقة الاستقلال والمجتمع الإسرائيلي”.

التظاهرة الكبيرة في تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

وقال رئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد، في مقابلة معه أمس: “أدعم قانون القومية للشعب اليهودي، علم إسرائيل، والنشيد القومي الإسرائيلي، والهوية اليهودية. ولكني أعارض قانون القومية هذا، لأنه يمس بالمواطنين الذين خدموا في الجيش والموالين للدولة”.

بالتباين، عارض الصحفي شمعون ريكلين التظاهرة كاتبا: ” الأشخاص هم ذاتهم، الأموال ذاتها، الدافعية ذاتها، الإعلام يبالغ بعدد المتظاهرين، وسائل الإعلام المنظمة والمؤيدة ذاتها، والكراهية ذاتها. إذا، ما الذي تغير حقا في هذه التظاهرة؟ هل يتجسد التغيير في مشاركة بعض الدروز؟”.

اقرأوا المزيد: 424 كلمة
عرض أقل

نتنياهو وزعامة الدروز يعلنان تسوية أزمة قانون القومية

نتنياهو والرئيس الروحي للطائفة الدرزية وزعماء دروز
نتنياهو والرئيس الروحي للطائفة الدرزية وزعماء دروز

انقسام في القيادة الدرزية في إسرائيل حيال مقترح التسوية الذي طرحه رئيس الحكومة لإنهاء أزمة قانون القومية.. الزعيم الديني للطائفة يشكر نتنياهو وقيادة الاحتجاج ضد قانون القومية ينتقدونه

02 أغسطس 2018 | 10:27

في حين أعرب الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، صباح اليوم الخميس، عن رضاه من مقترح التسوية الذي طرحه رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإنهاء أزمة قانون القومية، خلال جلسة خاصة جمعت أمس بين طريف ونتنياهو والوزير الدرزي في الحكومة أيوب قرا، ورؤساء مجالس دروز ووجهاء، قال نشطاء دروز إن الاحتجاجات مستمرة.

ونشر نتنياهو بنود المقترح على صفحته الخاصة على فيسبوك واصفا إياه بأنه “مقترح تاريخي” يعزز التحالف بين الدروز وإسرائيل. ويضم المقترح تشريع قانون يعترف قانونيا بمكانة الأقلية الدرزية في إسرائيل ويعترف بمساهمتها في أمن إسرائيل. ويعد المقترح بتشريع قانون يدعم مؤسسات الطائفة الدرزية (الدينية والتربوية) ويعزز البلدات الدرزية والتراث الدرزي. وثالثا، يعد بتشريع قانون يعترف بأحقية الأٌقليات في إسرائيل بالحصول على امتيازات مقابل خدمتهم العسكرية لضمان المساواة الاجتماعية. وتعهد نتنياهو خلال لقائه مع القيادة الدينية والسياسية للطائفة بإقامة لجنة وزارية برئاسته لمتابعة تقدم المقترح وخروجه إلى حيز التنفيذ.

وقال زعيم الطائفة في حديث مع الراديو الإسرائيلي: “إننا نقبل مقترح رئيس الحكومة. إنها نافذة لتحقيق المساواة للدروز في إسرائيل ولتكريس مكانتهم في الدولة” وأضاف أن المظاهرة المتوقعة يوم السبت لن تكون احتجاجا على قانون القومية كما كان مخططا من قبل وإنما ستكون وقفة تضامنية مع الطائفة الدرزية.

إلا أن موقف الشيخ طريف ومباركته المقترح لم يحظيا باستحسان كثيرين من أبناء الطائفة الذين قالوا إن المقترح لا يرقى إلى مستوى التوقعات، مطالبين بإلغاء قانون القومية المثير للجدل أو بتعديله.

وانتقد بعضهم، وأبرزهم البريغادير في الجيش الإسرائيلي سابقا، أمل أسعد، وهو من منظمي المظاهرة يوم السبت في تل أبيب، مقترح نتنياهو بشده، واصفين المقترح بأنه “إهانة” للطائفة، ويتعامل مع الدروز على أنهم مرتزقة. وأضاف أسعد أن الدورز يناضلون من أجل تحقيق المساواة في إسرائيل لجميع الأقليات وليسوا بصدد الحصول على امتيازات على خدمتهم العسكرية. كما ونشر نشطاء دروز على مواقع التواصل الاجتماعي وصما يقول “لا_نوافق” تعبيرا عن رفضهم للمقترح الذي تم التوصل إليه.

وفي حين أعلن قادة الاحتجاجات في بعض القرى الدرزية عن نيتهم في مواصلة الاحتجاجات، وصف الوزير الدرزي أيوب قرا، المقرب من نتنياهو، المقترح بأنه يوم تاريخي في العلاقات بين الدروز واليهود، قائلا إنه يتوقع من أبناء الطائفة أن يعلنوا فرحتهم من المقترح بدل انتقادهم له. وأشار قرا أن المقترح يكرس مكانة الطائفة الدرزية في إسرائيل بعد مضي 70 عاما على قيام الدولة.

اقرأوا المزيد: 350 كلمة
عرض أقل
المجتمع التكنولوجي "‏She Codes‏" (Instagram / she_codes_community)
المجتمع التكنولوجي "‏She Codes‏" (Instagram / she_codes_community)

افتتاح المركز الأول لتعليم البرمجة للدرزيات في إسرائيل

افتتحت منظمة "‏She Codes‏"، التي تدفع النساء قدما في صناعة التقنية العالية، فرعها الأول في القرية الدرزية، دالية الكرمل

في الأيام الأخيرة، افتُتح المركز الأول للمنظمة الإسرائيلية “‏She Codes‏” بحماس كبير في البلدة الدرزية، دالية الكرمل. هذا هو أول فرع للمنظمة, التي تعمل على تصحيح النقص في تمثيل المرأة في شركات التكنولوجيا الفائقة، الذي أقيم في البلدة الدرزية، ومن المتوقع أن تنخرط الفتيات الدرزيات في هذا المجال.

إن “‏She Codes‏” هو مجتمع تكنولوجي نسائي، أقيم بهدف أن يكون عدد الفتيات اللواتي يطورن البرمجيات في إسرائيل مساو لعدد الرجال الذين يعملون في هذا المجال. منذ إقام المنظمة في عام 2013، بدأت تعمل كمنظمة دون أهداف ربحية، ويعمل في إطارها أكثر من 30 فرعا في أنحاء إسرائيل بواسطة المتطوعين.

وتهدف المنظمة إلى تعزيز الثقة الذاتية، المواظبة وتطوير المجتمع، وتتمتع الفتيات في إطارها بمسارات تعليمية تضمن البرمجة، مجموعات العمل على مشاريع بمرافقة متطوعين من المجتمع المحلي، محاضرات تكنولوجية، استشارة مهنية، وغيرها. يصل تعداد أعضاء “‏She Codes‏” إلى أكثر من 20.000 شابة من أعمار مختلفة، ومن المتوقع أيضا أن يزداد حجمها في السنوات القادمة.

تشهد أبحاث أجريت في إسرائيل على نقص تمثيل النساء بشكل ملحوظ في مجال التقنية العالية بشكل عام وفي الوظائف الأساسية بشكل خاص، وفي ظل هذا الواقع تطمح منظمة “‏She Codes‏” إلى تشجيع النساء من الفئات المختلفة على الانخراط في الوظائف الأساسية ذات الأجر العالي في صناعة التقنية الفائقة الإسرائيلية.

المجتمع التكنولوجي “‏She Codes‏” (Instagram / she_codes_community)
اقرأوا المزيد: 197 كلمة
عرض أقل
العميد كميل أبو ركن (IDF)
العميد كميل أبو ركن (IDF)

تعيين ضابط درزي لشغل منصب منسق عمليات الحكومة في الضفة والقطاع

تعرفوا إلى العميد كميل أبو ركن من عسفيا، وهو أكبر ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي، تم تعيينه مسؤولا عن تنفيذ البرامج المدنية للحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقطاع

17 ديسمبر 2017 | 15:49

قرر وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، تعيين العميد كميل أبو ركن منسقا لعمليات الحكومة في الأراضي وسيبدّل اللواء الحاليّ، يوآف (بولي) مردخاي.

أبو ركن عمره 58 عاما وهو درزي من قرية عسفيا، شمالي إسرائيل، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، ويخدم في المنظومة الأمنية منذ نحو 40 عاما. أثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي، شغل أبو ركن عدة مناصب في الإدارة المدنية، بما في ذلك: كان حاكما لمدينة طولكرم، وقائدا في وحدة التنسيق والاتصال في غزة، ونائبا لمنسق عمليات الحكومة في الأراضي، ورئيسا للإدارة المدنية في الضفة الغربية.

في عام 2002 حصل على رتبة عميد وشغل منصب نائب منسق العمليات في الأراضي. بعد حوالي عام من إنهاء خدمته العسكرية في عام 2007، عاد أبو ركن إلى الخدمة بسبب اندلاع عملية “الرصاص المسكوب” وعُيّن مرة أخرى نائب منسق العمليات الحكومية في الأراضي. في عام 2010، عُيّن رئيس سلطة المعابر البرية في وزارة الدفاع المسؤولة عن المعابر البرية بين إسرائيل وقطاع غزة (معبر إيريز وكيرم شالوم) وعلى طول منطقة التماس الغربية في الضفة الغربية.

أبو ركن حاصل على اللقب الأول في علوم الشرق الأوسط واللقب الثاني في العلاقات الدولية.

وقال ليبرمان عند تعيينه: “كميل أبو ركن هو أحد الخبراء البارزين في دولة إسرائيل بالحلبة الفلسطينية”. وقال ليبرمان عن اللواء مردخاي: “مردخاي هو شخصية هامة في دولة إسرائيل. فبعد أن يُنهي شغل منصبه أيضا، أنا متأكد من أن دولة إسرائيل ستواصل الاستعانة بخبراته المميزة”.

يؤاف مردخاي، منسق نشاطات الحكومة في الأراضي الفلسطينية (فيسبوك)

سينهي اللواء مردخاي فترة عمل دامت لأكثر من أربع سنوات كمنسق للعمليات الحكومية في الأراضي وأكثر من 36 عاما في الخدمة في الجيش. وقد قاد اللواء مردخاي، في منصبه الأخير كمنسق لعمليات الحكومة السياسة الإسرائيلية بشأن الحلبة الفلسطينية في المجالات الأمنية، المدنية، والسياسية أيضا، وفقا لتوجيهات الحكومة الإسرائيلية.

إن وحدة تنسيق عمليات الحكومة في الأراضي، مسؤولة عن تنفيذ السياسة المدنية للحكومة الإسرائيلية والتنسيق الأمني في الساحة الفلسطينية كعامل هام من أجل الأمن القومي الإسرائيلي. ‎ ‎

اقرأوا المزيد: 287 كلمة
عرض أقل
عودة الشارب إلى الموضة (المصدر/ AFP/Guy Arama)
عودة الشارب إلى الموضة (المصدر/ AFP/Guy Arama)

عودة الشارب إلى الموضة

بعد 40 عاما من اختفاء الشارب أصبح منتشرا في الموضة كثيرا. ما هي أهمية الشارب في الثقافات المختلفة، وهل حامد سنو، تشارلي تشابلن، وستالين أثروا في عودته؟

دون أن يلاحظ أحد تقريبا، بدأ يسطع نجم موضة قديمة بعد أن كانت خامدة طيلة أكثر من أربعة عقود. تظهر هذه الموضة في شهر تشرين الثاني تحديدًا، الذي يعتبر شهر الشارب الدولي (‏Movember= Mustache + November‏)، ولكن مؤخرا ظهر الشارب ثانية، وبدأ يغطي وجوه السياسيين، الممثلين المشهورين، الهيبسترز العرب والغربيين، والكثير من المطربين (قائد فرقة مشروع ليلى، حامد سنو) الذين قرروا إطلاق الشارب وإعادته إلى الموضة.

وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس (Flash90/Miriam Alster)

يمكن العثور على إثبات آخر للافتراض بأن موضة الشارب عادت بشكل كبير، في استطلاع أجرته شركة العناية الألمانية ‏Braun‏ في مدن مركزية في أوروبا. ووفقا للاستطلاع، فإن نسبة الرجال في برلين، الذين يطلقون الشارب أو اللحية هي %53، ووُجدت نسبة أعلى من الرجال ذوي الشارب في إسطنبول (‏63%‏)، وهناك نسبة عالية أيضا لدى الرجال في لندن، ميلانو، وبرشلونة.

لمزيد من الدقة، لا نتحدث عن ثورة اللحى، التي تغطي معظم وجوه الرجال في العالم اليوم؛ بل عن الشارب الذي تعرض في الماضي لآراء مسبقة سخرت منه. في الوعي الإنساني، تُذكّر الشوارب بالظالمين (بشار الأسد، هتلر، وستالين) وبالكوميديَين (تشارلي تشابلن وياسر العظمة) وشخصيات تعرضت للفشل (السياسي الإسرائيلي السابق ووزير الدفاع عمير بيرتس).

بشار الأسد (AFP)

وربما تكمن مشكلة الشارب الكبيرة في حقيقة أنه مثير للضحك. أصبح خيار موضة الشارب المثير للجدل على مر السنين مصدرا للضحك الحقيقي. أطلق الكوميدي الصامت، تشارلي تشابلن الشارب وكذلك بورات ساغديب (‏Borat‏) المراسل الكازاخستاني الذي أراد أن يتعلم الثقافة الأمريكية، الشخصية الكوميدية التي أداها الممثل اليهودي ساشا بارون كوهين عام 2006.

وحاول كلاهما بصفتهما مؤثرين في الرأي العام في مجال الأزياء الرجالية التخلص من موضة الشارب إلا أن محاولتهما قد فشلت مرارا وتكرارا. وقد عادت الشوارب إلى الموضة بعد 40 عاما من الاختفاء تماما مثل اللحى رغم أنها مثيرة للضحك.

الشارب القديم

تشارلي تشابلن (AFP)

كانت السبعينيات بمثابة العصر الذهبي للشارب في القرن العشرين. وقد تضاءلت أهميته في الثمانينيات، ومن ثم ظهر في مجال الموضة بعد أن بدأ الهيبسترز في تل أبيب أو بعد أن تأثر رجال بالحملة التسويقية بمجال الأزياء “Movember” التي شجعتهم على إطلاق الشارب، وانتشرت في شهر تشرين الثاني لرفع الوعي وجمع الأموال لإجراء بحث وتقديم علاج لمرضى سرطان البروستات.

ولكن جذور الشارب الصغير عميقة وقديمة ومعروفة في تاريخ البشرية وتحظى بأهمية دينية، اجتماعية، ومكانية.

اعتاد المصريون القدماء والفراعنة، على حلق شعر جسمهم كله، ربما بسبب الحرارة والرطوبة، وليس لأسباب دينية فقط. ومع ذلك، في فترة قصيرة نسبيا من التاريخ المصري القديم الذي دام طويلاً، ظهر في الرسومات الجدارية، رجال مع شوارب دقيقة. في حين أن الناس ما زالوا منقسمين، أطلق الفراعنة لحى مزيّفة ومزخرفة، من الفضة والذهب كانت معلقة حول الأذنين – بدءا من لحية مربعة الشكل وحتى اللحية المعتنى بها التي كانت توضع على أجسادهم بعد الموت.

اعتاد الحكام البابليون أيضا، على التفاخر باللحى والشوارب المجعّدة ذات الألوان التي كان يُحظر على عامة الناس استخدامها.

وقد أمر الإسكندر المقدوني، الذي قاتل ضد الحاكم الفارسي صاحب اللحية، درويش الثالث، جنوده بأن يحلقوا لحاهم أو شواربهم تماما، لئلا يتمكن العدو من الإمساك بها أثناء القتال المباشر.

في عام 1705، فرض القيصر بطرس الأكبر ضريبة تتراوح بين 30 حتى 100 روبل، أو ممارسة الأعمال الشاقة، على كل رجل أطلق لحية أو شارب، مما أدى إلى هجرة المثقفين أصحاب اللحى والشوارب. وبالمناسبة، هناك من يدعي أن الفيلسوف، الاقتصادي، وأب الثورة الاشتراكية، كارل ماركس، أطلق شاربا سميكا ولحية كرد فعل خلافا لما كان مقبولا في الإمبراطورية في تلك الأيام.

شيخ درزي من قرية بقعاثا في الجولان (Flash90/Doron Horowitz)

وفي الشرق الأوسط، ما زال الشارب يشكل علامة طبيعية للرجولة والقبلية التقليدية. انظروا إلى شوارب الأتراك، وُجهاء الطائفة الدرزية المنتشرة في لبنان، سوريا، وإسرائيل. في سُهوب آسيا في كازاخستان وكردستان، يعتبر الرجل مع الشارب المهذب جيدا صاحب مكانة سواء في أوساط عائلته أو في مدينته أو قبيلته.

الشارب العصري

لا شك أن أولئك الذين يشجعون موضة إطلاق الشارب، إضافة إلى إطلاق اللحية أو عدمه، يعرفون أن الموضة تتغير كل الوقت. والدليل على ذلك هو الظهور الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، الذي أصبح هيبسترا خبيرا مع لحية وشارب. فاجأت المغنية أديل العالم بعد أن اعترفت أنها عندما كانت حاملا قد ظهر لديها شارب بسبب التأثيرات الهرمونية وأسمته “لاري” وظل بعد الولادة أيضًا.

يمثل الشارب في العصر الحديث جوانب كثيرة: إنه يُزين الكعك في الإنستجرام أو أنه يظهر على حقائب الظهر والقمصان. خلافا للمسيحية التي كان يشكل فيها الشارب “علامة الوحش”، سمح الإسلام به وكان يمثل علامة وحاجة دينية للتمييز بين أعضاء المجتمع الإسلامي وغيرهم في أيام الجاهلية.

تختلف وجهات النظر في العصر الحديث حول الشارب: في أسوأ الحالات، يشكل الشارب تعبيرا عن العناية الذاتية المفرطة والنرجسية، وفي أفضل الأحوال يمثل الذكاء ومواكبة الموضة. أيا كان الأمر، سيظل الجدل الأبدي حول أهمية الشارب، جماله، وفائدته الاجتماعي مستمرا طيلة سنوات كثيرة.

اقرأوا المزيد: 832 كلمة
عرض أقل
طلاب في مدرسة ثانوية في إسرائيل (Flash90/Yossi Zeliger)
طلاب في مدرسة ثانوية في إسرائيل (Flash90/Yossi Zeliger)

أفضل مدرسة في إسرائيل.. درزية

تتصدر قرية بيت جن للمرة الثالثة على التوالي قائمة المدارس المتفوّقة بفضل البرنامج التعليمي المكثّف حتى أنها تتفوق على مدارس يهودية

تتصدر بيت جن القرية الدرزية في الجليل الأعلى، وعدد سكانها نحو 11 ألف نسمة هذه السنة للمرة الثالثة على التوالي، قائمة السلطات المحلية في مؤشر الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي (البجروت). ويتضح من معطيات نشرتها وزارة التربية الإسرائيلية اليوم صباحا (الثلاثاء) أن هناك 99.5%‏ من الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي. هناك سلطة محلية عربية أخرى حققت نسبة عالية وهي قرية دير حنا ونسبة الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي فيها هي 91.2%.

ومن بين المدن الكبرى يمكن العثور على مدينة بياح تكفا (الواقعة في مركز إسرائيل)، ونسبة الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي فيها هي ‏89.4%‏، وكانت النتائج في مدينة أشكلون بالقرب من غزة (‏77.6%‏)، حيفا (‏76.1%‏)، تل أبيب – يافا (‏72.2%‏)، بئر السبع (‏70.5%‏)، والقدس (‏42.8%‏) أقل نجاحا.

ولم تحتل بيت جن المرتبة الأولى في القائمة صدفة. فقد حققت نجاحا باهرا مماثلا في السنة الدراسية عام 2014 عندما وصلت إلى المرتبة الأولى بعد أن كانت في المرتبة الثالثة سابقا. منذ ذلك الحين أصبحت القرية تتصدر قائمة المدارس الثانوية في التحصيل التعليمي في إسرائيل ونسبة الحاصلين فيها على شهادة التوجيهي ازدادا بشكل خيالي. ورغم النقص الحاد في موارد هذه السلطة، إلا أن الطلاب التزموا بوعودهم وحققوا فخرا للمدرسة في القرية الدرزية.

وكما يؤخذ بعين الاعتبار أيضا عدد الطلاب الذين يتركون تعليمهم عند تقييم المدارس وهذا في ظل الحقيقة أن هناك مدارس تعمل على إبعاد الطلاب الضعفاء لرفع مستوى استحقاق شهادة التوجيهي. كذلك تُفحص في كل قرية نسبة الطلاب الحاصلين على شهادة التوجيهي بتوفق أي أنهم اجتازوا امتحاني الرياضيات أو الإنجليزية بعلامات عالية.

وما زالت هناك فوارق بين السلطات القوية والضعيفة وبين المركز والمناطق في الضاحية والمناطق الجغرافية. مثلا، نسبة استحقاق شهادة التوجهيي بتفوق (في امتحانات الرياضيات والإنجليزية بسمتوى عال جدا) في هود هشارون (مدينة غنية في مركز إسرائيل) تصل إلى 15.9% في حين أن النسبة في كريات أتا الواقعة في شمال إسرائيل هي ‏5.4% فقط.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل
العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل

العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل

قضية فساد في الصناعة الجوية في إسرائيل تكشف عن مدى العلاقة، المشكوك فيها، التي أدارها مسؤولون في مجال الصناعة الأمنية مع مسؤولين بارزين دروز لدفع قدما مصالح اقتصادية خاصة

بدءا من الأسبوعين الماضيَين، تمر المنظومة الأمنية الإسرائيلية بهزة في أعقاب قضية فساد استثنائية. لا يدور الحديث عن قضية فساد في مؤسّسة عامة عادية إضافية بل عن مؤسّسة حساسة ذات أهمية أمنية كبيرة: فساد في الصناعة الجوية – إحدى الصناعات الأكثر سرية في إسرائيل.

أحد المتهمين الأساسيين في قضية الفساد في مجال الصناعة الجوية هو العميد في الاحتياط، أمل سعد، عضو مجلس إدارة في الشركة، وذلك بشبهة الضلوع في ارتكاب أعمال بشكل مخالف للقانون لدفع مصالح شركة “‏Druznet‏” قدما، التي يرأسها صديقه صاحب ماض عسكري أيضا، العقيد أنور صعب، الذي اعتُقِل أيضا.

مدخل إلى مصنع "دروزنت" في قرية عسفيا (Druznet)
مدخل إلى مصنع “دروزنت” في قرية عسفيا (Druznet)

المتهمان الرئيسيان في القضية، التي ما زالت تعصف في البلاد، هما درزيان، شغلا في الماضي مراكز عسكرية هامة، وفقًا للاشتباه استغلا علاقتهما العسكرية لدفع مصالح تجارية خاصة قدما، عملت خلافا للقانون، للوهلة الأولى.

وتشير هذه القضية، أكثر من أي شيء، إلى مدى التدخل المتزايد في السنوات الماضية لرجال أعمال دروز في مجال الصناعة الأمنية، الأكثر تطورا وسرية في إسرائيل. نود الإشارة هنا إلى أن هذا المقال لا يتطرق إلى المجتمَع الدرزي بل إلى محاولة رسم وفهم مدى تعزز مكانة الدروز في السنوات الأخيرة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

مشاركة الدروز في أمن دولة إسرائيل

طلب الدروز منذ إقامة دولة إسرائيل الانخراط في المنظومة الأمنية
طلب الدروز منذ إقامة دولة إسرائيل الانخراط في المنظومة الأمنية

يصل تعداد الطائفة الدرزية في يومنا هذا إلى نحو ‏1.2‏ مليون شخص في العالم، من بينهم نحو ‏600‏ ألف في سوريا (نحو ‏3%‏ من سكان الدولة)، في لبنان نحو ‏420‏ ألف (نحو ‏7%‏ من سكان الدولة)؛ في إسرائيل نحو ‏138‏ ألف (نحو ‏1.7%‏ من سكان الدولة) وهناك ‏100‏ ألف درزي يعيشون في أمريكا الشمالية والجنوبية، الأردن، السعودية، وأستراليا.

بدأ أبناء الطائفة الدرزية خدمتهم في المنظومة الأمنية قبل قيام دولة إسرائيل، في عام 1936 عندما ساعد تنظيم “الهاجاناه” على تدريب مجموعات وتنظيمها من شبان دروز أرادوا إقامة أطر دفاعية ذاتية ضد العصابات العربية. في المقابل، استعانت منظمة “الهاجاناه” بسكان قريتي عسفيا ودالية الكرمل (البلدتان الدرزيتان الأكبر في إسرائيل، إضافة إلى قرية يركا)، في صراعها ضد العصابات، لا سيما في مجال الاستخبارات.

العقيد في لواء جولاني، غسان عليان
العقيد في لواء جولاني، غسان عليان

بناء على طلب زعماء الطائفة الدرزية من رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، فُرض قانون الخدمة الأمنية على أبناء الشبية الدروز في عام 1956، ومن ثم فُرضت عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، مثل الشبان اليهود.

في شباط 1972، اتُخِذ قرار في الجيش الإسرائيلي للسماح لأبناء الأقليات الانخراط في كل وحدات الجيش الإسرائيلي بناء على رغبة الشبان وتأهيلاتهم وليس في وحدات الأقليات الخاصة. في أواسط السبعينيات، سُمحت للشبان الدروز الخدمة في سلاح المخابرات أيضا.

سكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس - حسون حسون (Wikipedia)
سكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس – حسون حسون (Wikipedia)

في عام 1990، عمل وزير الدفاع، موشيه أرنس، دون كلل لفتح وحدات في الجيش الإسرائيلي أمام الدروز، واعتبر أبناء الطائفة الدرزية هذه الخطوة اعترافا آخر بإخلاصهم للدولة.

في يومنا هذا، تصل نسبة الرجال الدروز الذين يتجندون للخدمة العسكرية إلى أكثر من %80 ويخدم نحو ثلثين منهم في وظائف قتالية. في عام ‏2015‏، قرر رئيس الأركان إنهاء عمل كتيبة “حيرف” (كتيبة السيف)، التي أقميت عام 1974 وكانت مؤلفة أثناء تفكيكها من 400 جندي درزي خدموا في وحدات برية مختلفة.

يخدم حاليا في الجيش الإسرائيلي نحو 2500 جندي درزي من بينهم، نحو 300 ضابط برتبة رائد وأعلى. منذ عام 2005، يخدم الدروز في الخدمة المدنية أيضا، وهذا يوفر للفتيات الدرزيات اللواتي لا يخدمن في الجيش بديلا للخدمة العسكرية. طيلة السنوات الماضية، ساهم الدروز كثيرا في حروب إسرائيل ضد حماس، في كل جولات القتال وكذلك ضد التهديدات في الجهة الشمالية، ضد حزب الله.

الصناعة العسكرية الأكثر نجاحا في إسرائيل - "الصناعة الجوية" (IAI)
الصناعة العسكرية الأكثر نجاحا في إسرائيل – “الصناعة الجوية” (IAI)

تمت ترقية الكثير من الضباط الدروز بفضل قدراتهم ومساهمتهم لشغل مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي. مثلا: العقيد في لواء جولاني، غسان عليان، ضابط كتيبة – عماد فارس، رئيس إدارة، ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي – كميل أبو ركن؛ ضابط لوجيستي كبير وسكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس – حسون حسون، والكثير غيرهم.

إن مشاركة الدروز في المنظومة الأمنية الإسرائيلية كبيرة جدا إلى درجة أنه بات في السنوات الماضية يعمل المزيد منهم في وظائف هامة في الشركات الحكومية العسكرية. إن شركات عسكرية مثل ‏Rafael‏، أو شركة الصناعة الجوية هي شركات ذات ميزانيات كبيرة ومسؤولة عن التطويرات العسكرية الأكثر تقدما التي تسوقها إسرائيل في العالم وتتضمن الصورايخ، الطائرات من دون طيار، الأقمار الاصطناعية، المعدات للطائرات الحربية وتحديثها، وغيرها من التطويرات السرية التي لم يُكشَف عنها حتى الآن في وسائل الإعلام.

المصنع الأمني والفتيات الدرزيات

تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)
تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)

وما علاقة كل ذلك بقضية الفساد في شركة الصناعة الجوية؟ وما علاقة قوة المجتمَع الدرزي المتزايدة في الجيش الإسرائيلي؟ للإجمال: “مصنع أمني تعمل فيه الفتيات الدرزيات”

في احتفال رسمي عُقد بتاريخ 29 شباط 2016، قبل سنة، دُشن في قرية عسفيا مصنع جديد لشركة “Druznet”، لإنتاج أجزاء للطائرات من دون طيار، للصناعة الجوية، واستُثمر فيه ما معدله 12 مليون شيكل (نحو 4 ملايين دولار)، لرجال أعمال دروز.

شاركت في الاحتفال لتدشين المصنع، الذي تفاخر أصحابه بأنه يشغّل نحو 30 امرأة (لا تربطهن علاقة بأية قضية فساد كُشفت مؤخرا)، شخصيات حكومية بارزة أيضا، من بينها رئيس الصناعة الجوية، مدير عام الصناعة الجوية، ومدراء بارزون آخرون. وقف إلى جانبهم فخورا مَن كان يشغل وظيفة عضو مجلس إدارة في الصناعة الجوية – العميد في الاحتياط، أمل أسعد، شخصية عسكرية وعامة بارزة في الطائفة الدرزية. كان العميد في الاحتياط، أسعد مرشحا أيضا لشغل منصب كعضو كنيست من قبل حزب أرئيل شارون، حزب كاديما (لم يعد قائما بعد) ويعتبر أنه ساهم في خلق علاقة بين الصناعة الجوية وشركة “دروزنت” بملكية صاحبه وصديقه، أنور صعب.

تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)
تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)

وقد تطرق تحقيق شامل نُشر في أيار 2016، في الصحيفة الاقتصادية “ذا ماركر” (The Marker)، إلى المصنع الجديد، مشيرا إلى أهميته الاجتماعية في دمج الفتيات الدرزيات في دائرة العمل وتشجيعهن على الخروج من دائرة البطالة ولكن في الوقت ذاته أشار إلى صورة إشكالية في إدارة مشكوك فيها ووجود شبهات جنائية في تحريف المناقصات لصالح المصنع الدرزي الجديد.

وكشف التحقيق عن العلاقة الإشكالية بين أسعد وبين شركة “دروزنت” والأفضلية التي حصلت عليها الشركة، في طلبات من الصناعة الجوية على حساب مزوّدين آخرين.

اتضح في التحقيق أنه بعد إقامة شركة “درونت” بـ 3 أشهر فقط، في حزيران 2015، بدأت تتلقى الشركة طلبات من الصناعة الجوية – رغم أنه لم يكن بحوزتها مواصفات جودة معينة (ISO 9000 – مواصفات قياسية دولية)، من قبل معهد المواصفات، وفق ما يُطلب من كل المزودين الذين يعملون مع الصناعة الجوية العمل بموجبه. حصلت الشركة على المواصفات في شباط 2016 فقط.

إضافة إلى الحصول على الطلبات بعد 3 أشهر فقط من إقامة الشركة، دخلت “دروزنت” إلى قائمة المزودين للصناعة الجوية رغم أن عمال الشركة، الفتيات الدرزيات من القرى في الكرمل، لم تكن لديهن خبرة سابقة في العمل من في مجال الصناعة الجوية.

وفق المعطيات التي كُشف عنها في The Marker، نُقِلت إلى “دروزنت” طلبات عمل بما معدله 700 ألف شيكل، نحو 185 ألف دولار. ليس واضحا إذا تم تزويد كافة الطلبات وإذا وصلت الأموال إلى “دروزنت”. وفق ادعاء مدير عامّ الشركة، السيد صعب، فقد حصلت الشركة على آلاف الدولارات القليلة فقط.

العلاقة بين أسعد وصعب

العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية
العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية

يعتبر العميد في الاحتياط، أمل سعد، أحد كبار الصناعة الجوية، وفق ما ورد في “ذا ماركر” وشخصية مؤثرة جدا في المجتمع الدرزي. الآن بعد اعتقاله، يعتبر بأنه ساهم في إقامة علاقة بين الصناعة الجوية و “دروزنت”.

كانت العلاقة بين أسعد وصعب متنية قبل إقامة المصنع. فهما ناشطان قديمان في جمعية “من أجل الأبناء” (بشفيل هبانيم) التي أقامت مسارات نزهات في الكرمل لذكرى ضحايا الجيش الإسرائيلي اليهود والدروز. كان يترأس أسعد الجميعة وكان صعب مستشارا قضائيا فيها في السابق.

العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية (Facebook)
العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية (Facebook)

وفق أقوال صعب، فإن أصحاب شركة “دروزنت” هم ضبّاط بازرون سابقا في الجيش الإسرائيلي، استثمروا في المشروع أموال التقاعد من عملهم في المجال العسكري. في فيلم يوفر لمحة عن الطائفة الدرزية كان قد نُشر مؤخرًا، يقول صعب عن “دروزنت”: “ساهم أصحاب مصالح دروز بأموالهم الخاصة وساعدنا أمل أسعد في التواصل مع الصناعة الجوية لدفع المجتمع الدرزي قدما، وشكل هذان العاملان دمجا مثاليا”.

وتفحص الشرطة في الوقت الراهن مدى أهمية إقامة المصنع للصناعة الجوية، هل حُرفَت المناقصات لصالح المصنع الدرزي؟ وهل استُخدم المصنع كوسيلة لنقل الأموال بشكل غير قانوني?

في الأشهر القادمة، ستضح أكثر فأكثر العلاقات المحظورة، على ما يبدو، بين كبار المسؤولين في الصناعة الجوية (حتى أنه اعتُقِل ابن أحد الوزراء البارزين في حكومة نتنياهو، وعلى ما يبدو، كان متورطا في قضية الفساد أيضًا)، وبين الضابطَين الدرزيَين، اللذين على ما يبدو، استغلا علاقتهما العسكرية لدفع مبادرات خاصة قدما على حساب نساء درزيات، مخاطرَين بمكان عملهمن وملقَين غموضا على أحد المصانع الأمنية الأكثر سرية في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 1262 كلمة
عرض أقل
الوزير الدرزي أيوب قرا (omer Neuberg/Flash90)
الوزير الدرزي أيوب قرا (omer Neuberg/Flash90)

تعيين وزير درزي في حكومة نتنياهو.. الثاني في تاريخ إسرائيل

السياسي أيوب قرا الناشط في حزب ليكود منذ سنوات طويلة يحقق طموحه في أن يصبح وزيرا.. وردود الفعل في الطائفة الدرزية منقسمة بين مرحب ومنتقد

24 يناير 2017 | 10:51

صادق المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، أمس الاثنين، على تعيين السياسي أيوب قرا، من طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، وزيرا من دون حقيبة في حكومة بنيامين نتنياهو، وهو الوزير الدرزي الثاني الذي يصل إلى هذا المنصب المرموق في تاريخ إسرائيل بعد تعيين السياسي الدرزي السابق، صالح طريف، وزيرا عام 2001 في حكومة أريئيل شارون.

ويعد قرا البالغ من العمر 61 عاما، من قرية دالية الكرمل الواقعة على جبل الكرمل المحاذي لمدينة حيفا، واحدا من الوجوه المعروفة في حزب ليكود، وشغل منصب عضو كنيست عن الحزب لسنوات عديدة. وهو مقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إذ شغل حتى القرار الأخير منصب نائب وزير التعاون الإقليمي.

وعائلة الوزير قرا معروفة بولائها لدولة إسرائيل وخدمتها في الجيش الإسرائيلي، بدءا بوالد العائلة الذي خدم في حرب 1948 في الجيش الإسرائيلي، مرورا بنجلي قر الذين قتلا في حرب لبنان عام 1982، وانتهاء بقرا نفسه الذي خدم ضابطا في الجيش وتسرح في أعقاب إصابته بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة.

نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Marc Israel Sellem/POOL)
نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Marc Israel Sellem/POOL)

وحقق قرا أخيرا طموحه في أن يصبح وزيرا بعدما مارس ضغوط عديدة على رئيس الحكومة نتنياهو من أجل تعيينه، منذ تشكيل الحكومة الراهنة، وقال في مقابلات إعلامية “لم أعد أفهم لماذا لا يعينني نتنياهو وزيرا؟” و”هذا سيكون من مصلحته وليس فقط من مصلحتي”.

وكان السياسي الدرزي قد أثار جدلا في الماضي في عدة قضايا، أبرزها حين قال خلال زيارة إلى إيطاليا إن الزلزال الذي ضرب البلد كان عقابا إلهيا بعد القرار المعادي لإسرائيل الذي اتخذته الأمم المتحدة. وقد أثار هذا التصريح موجة غضب في إيطاليا، واضطرت الخارجية الإسرائيلية على إدانة أقوال قرا، الذي اعتذر عن أقواله.

وانقسمت ردود الفعل على مواقع التواصل التابعة للدروز في إسرائيل، الذين يشكلون نحو 10% من المجتمع الإسرائيلي، ويبلغ عددهم نحو 138 ألف شخصا، بين مرحبين بالخطوة ومنتقدين لها. وكتب المرحبون أن قرا جدير بالمنصب على ضوء عمله السياسي، وأن المنصب من شأنه أن يعود بالفائدة على الطائفة الدرزية، واعتبر هؤلاء أن المنصب يعد فخرا للطائفة المعروفية في إسرائيل.

وخلافا لهذا الموقف المرحب، كتب المنتقدون أن تعيين قرا وزيرا دون حقيبة “لا يقدم ولا وضع الدروز في إسرائيل، ولا يتعدى أن يكون مكافأة شخصية من نتنياهو لجهود قرا في حزب ليكود. وأضاف من ينتمي إلى هذه المجموعة أن نتنياهو أقدم على هذه الخطوة من أجل امتصاص الغضب المتزايد في أوساط الدروز في أعقاب إصرار الحكومة على المضي قدما في قرارات هدم البيوت غير المرخصة في القرى الدرزية.

نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)
نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)
اقرأوا المزيد: 368 كلمة
عرض أقل
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع عمال أكراد في لبنان (AFP)
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع عمال أكراد في لبنان (AFP)

عن أصل الدروز وديانتهم

كاتب كردي يكتب لموقع "المصدر"، ردا على مقالة "أصل الدروز ليس عربيًّا": أصل الدروز من منطقة كردستان، وزعماؤهم من أصل كردي

في مقال بعنوان “أصل الدروز ليس عربيًّا“، نشر على موقع “المصدر” الإلكتروني، في تاریخ 26 نوفمبر/ تشرن الثاني 2016، لصاحبه الأستاذ عامر دکة، تحدث الكاتب عن دراسة للباحث الإسرائيلي البروفسور “عوز ألموج”، عالِم الاجتماع والمؤرخ والباحث في المجتمع الإسرائيلي من جامعة حيفا، وزمیل آخر لە هو الدکتور حایك، تخص أصل الدروز ودیانتهم. وقد توصل الباحثان إلی استناج مغایر لما هو شائع حتی الآن عن أصل الدروز. ومفاد الدراسة أن الدروز من الناحیة الإثنیة یرجعون إلی الشعوب الإیرانیة التي عاشت شمال شرقي تركيا وأرمينيا، وبین جبال زاغروس في العراق وجبل أرارات، وهو الأعلى في المنطقة الجبلية في تركيا (منطقة أرمينيا سابقًا). ودّدت هنا أن ألقي الضوء علی بعض الحقائق التاریخیة المتعلقة بالدروز.

الدیانات، وبالأخص الدیانات التي تسمی بالدیانات السماویة، بشکل عام ترتبط وتتداخل بعضها ببعض، وترجع في جذورها وتستند، وإن اختلفت بعض الشيء، إلی نمط واحد من التفكیر وتدعو الناس إلی الطریق نفسها وتبشرهم بالبشائر نفسها، واستنادا إلی ذلك، أستطیع القول إن هناك شبها کبیرا بین الدیانة الدرزیة والعدید من الدیانات الأخری المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص بعض الدیانات في منطقة کردستان، التي تضم شمال غرب إیران، شمال العراق، وسوریا والشمال الشرقي لترکیا وبعض المناط‌ق الجنوبیة من أرمینیا بما فیها جبل أرارات.

شيوخ دروز يُحيون عيد النبي شعيب  (Flash90/Moshe Shai)
شيوخ دروز يُحيون عيد النبي شعيب (Flash90/Moshe Shai)

ما أعنیە من هذە الدیانات، هي الیارسانیة (التي تسمی بالكاکائیة وأهل الحق أیضا) والیزيدیة. هاتان الدیانتان شائعتان في أوساط الكرد في کردستان. لا أرید الولوج في العمق التاریخي للتوصل إلی أصل هذە الدیانات ونشأتها، لكن كثيرا من الدلائل التاریخیة والطقوس التي يتبعها أتباع هذە الدیانات وأصحابها، تُقربنا من أن نقتنع بأن هذە الدیانات ما هي إلا انشعابات وتفرعات من الدین الإسلامي ومذاهبە المختلفة، بعد التوصل إلی اجتهادات وتفسیرات وقراءات أخری ومختلفة للإسلام وبعد الاختلاط والتأثر بالأدیان الأخری کالزرادشتية، والیهودیة، والمسیحیة، والنسطورية، والبوذیة، والهندوسیة، وبعض عناصر الفلسفة الیونانیة والصوفیة وغیرها، أصبحت تتحول إلی طوائف وأدیان مستقلة لذاتها، وینطبق هذا القول علی الدیانة الدرزیة أیضا.

ویٶکد الشیخ الراحل کمال جنبلاط أن العقیدة الدرزیة هي امتداد للمدارس الهرمسیة الیونانیة أو المصریة – مدارس السنة الباطنیة – التي انتقلت إلی التصوف الإسلامي وأن الديانة الدرزیة الحقیقیة هي الحكمة في العرفانیة (الغنوصیة) في الیونان ومصر وفارس والإسلام في آن واحد، وأن الدرزي هو کل توحیدي یؤمن بوحدة أدیان العالم جميعا، کائنا ما کانت طقوسها وشعائرها.

وتنسب بداية المذهب الدرزي إلى أبو عبد اللە محمد المتوفي سنة 1019م، فكان الداعي الأول للحاکم بأمراللە الفاطمي، إذ لجأ إلی لبنان وسوریا وبشر فیهما بمذهبە . ولكن معظم المصادر تؤكد أن الدیانة الدرزیة تعود في جذورها إلی الطائفة الإسماعیلیة – الشیعیة المسلمة.

وتتميز بعض الديانات بأنها تكون خاصة بقوم أو عرق معین من البشر، وتستخدم في طقوسها لغة ذلك العرق أو القوم، کالدیانة الیهودیة التي تخص الشعب الیهودي، والدیانتين الیارسانیة والیزيدیة اللتان تخصان الشعب الكردي، إلا أنني لا أؤمن بحصر دین، أو مذهب، أو فلسفة، أو تیار فکري معین بعرق أو قومیة معینة، وإعطائه هویة قومیة أو عرقیة، وتنطبق هذه الفكرة علی الديانة الدرزية أیضا، إذ من الممكن لأي فرد من أي قومیة أو عرق، استبدال دیانة بأخری، ومذهب بآخر، واعتناق ما یحلو له من أفکار وفلسفات. فالدین لیس شیئا ثابتا، بل قابل للتغییر کما الأشیاء الأخری في الحیاة.

أما من الناحیة الإثنیة، فالباحثان ألموج وحایك، حسب ما كتب الأستاذ دکة، یذکران أن الدروز یرجعون إلی الشعوب الإیرانیة التي عاشت شمال شرقي تركيا وأرمينيا، وبین جبال زاغروس في العراق وجبل أرارات. المناطق التي یذکرها الباحثان، ماهي إلا مناطق مرتبطة بعضها ببعض، وتشكل منطقة ذات طابع خاص، تسمی منطقة “کردستان”، يسكنها شعب یدعی “الشعب الكردي”. لیس الكرد وحدهم يسكنون تلك المنطقة، وإنما هم یشكلون أکثریة سکان تلك المنطقة، وهم السكان الأصلیون في تلك المنطقة.

لا الباحثان ولا السید دکة، کاتب المقال، تطرقوا أو ذکروا اسم “کردستان” أو “الكرد”، عند تحدثهم عن تلك المنطقة التي جاء منها الدروز، وعن انتمائهم الإثنيّ لشعوب تلك المنطقة.

يحرص المجتمع الدرزي على الزواج داخل الطائفة  (Flash90/Moshe Shai)
يحرص المجتمع الدرزي على الزواج داخل الطائفة (Flash90/Moshe Shai)

لست من مؤيدي فكرة النقاء العرقي والصفاء القومي الخالص، أي أن المنتمين لقومیة أو عرق واحد یرجعون إلی أصل واحد ودم واحد، کما کانت النازیة تعتقد بنقاء العرق والدم الآري الخالص، فهذە لیست إلا فکرة عنصریة ومخالفة للطبیعة والتفكیر السلیم. الأقوام والأعراق، کما الدیانات، تختلط مع بعضها وتمسح الحدود وتجعلنا بشرا وأناسا قبل أن نكون أعراقا وأقواما. الانتماء إلی عرق أو قومیة معینة ما هو إلا الإحساس بذلك الانتماء. فحين سئل زعیم الكرد، مصطفی البارزاني، مرة: من هو الكردي؟ أجاب: “من أحس بأنە کردي، ومن يعتبر نفسە کردیا فهو کردي”. ینطبق هذا القول علی کل إنسان وکل قومیة وعرق.

حسب موسوعة بريتانيكا البريطانية (Encyclopædia Britannica)، طبعة 1911، فإن الدروز خلیط من قبائل شرق- أوسطیة ولاجئون، أغلبهم عرب، یعودون أصلا إلی قوم من سكنة الجبال، ودم آرامي. من أشهر هذە القبائل: تنوخ ومعن، التي أنجبت أشهر زعیم درزي وهو فخر الدین بن معن. یٶکد الدکتور محمد الصویري أن “المعنيين هم من سلالة معن بن ربيعة الأيوبي الكردي، كان أجدادهم يعيشون في بلاد فارس ثم في الجزيرة الفراتية، ومنها انتقل جدهم معن بن ربيعة الأيوبي الكردي إلى جبل لبنان في القرن السادس عشر الميلادي”، وقد أكد صحة هذا النسب ما ذكره المؤرخ محمد أمين المحبي في كتابه “خلاصة الأثر” بقوله إن بعض أحفاد فخر الدين المعني كانوا يروون عنه أنه كان يقول: ” أصل آبائنا من الأكراد سكنوا هذه البلاد”، وأصبح أحفاد هذا الأمير من أشهر حكام جبل لبنان والشوف خلال سنوات 1516-1697م، وعرفوا بأمراء الدروز.

زعماء الدروز أصلهم كردي

أما أشهر العوائل التي قادت الطائفة الدرزیة في التاریخ عائلة عماد، التي يرجع أصلها إلی مدینة العمادیة الكردیة في جنوب کردستان، وعائلة جنبلاط (جانبولاد باللغة الكردیة وتعني الروح الفولاذیة) التي ترجع أصلها إلی شمال کردستان، وکذلك عائلة أطرش (أو هتروش) الذین ینحدرون أصلا من منطقة أتروش في جنوب کردستان. وهناك عائلة أرسلان، مع أن الاسم فارسیا وترکیا، لكنها تدعي أنها ترجع إلی ملوك الحیرة العرب. بالنسبة للعائلة الجنبلاطیة، أو “آل جنبلاط”، فهي من العائلات المشهورة في لبنان، وهم کرد في الأصل، دروز المذهب، يسكنون اليوم في الشوف بجبل لبنان، وتعد بلدة ” المختارة” قاعدة لهم.

وقد قامت هذه الأسرة بدور سياسي فاعل أيام الدولة العثمانية في شمالي الشام، وفي جبل لبنان، كما أدت دورًا مماثلاً في تاريخ لبنان الحديث. تنتسب هذه الأسرة إلى الأمير “جان بولاد بن قاسم بك بن أحمد بك بن جمال بك بن عرب بك بن مندك الأيوبي الكردي”، المنحدر من عشائر الأيوبيين الكرد، اشتهر بشجاعته وجسارته، مما حببه إلى السلطان سليمان القانوني، الأمر الذي دعا جان بولاد الطلب منه بإعادة ملك أبيه له، فلبى طلبه وأعادت الدولة ملكه بفرمان سلطاني، وهناك سار في خطة حازمة وأسس مقاطعته (حلب وكلس) بكل جدّ وثبات، وصار أمير الأمراء، عاش 90 عامًا، وتوفي سنة 1572م. ويعد الجد الأكبر والمؤسس لأسرة جان بولاد (جنبلاط)، ويذكر في كتاب “الشرفنامة” أنه ترك 70 ولدًا. وشهد التاريخ لهذه الأسرة بدورها الحافل في حلب واستانبول ولبنان، وكان لبعضهم تحالفات مع المعنيين الكرد في جبل لبنان. وقد بدأت أولى سلالتهم في لبنان سنة 1630م عندما نزل جان بولاد بن سعيد، وابنه رباح، لبنان بدعوة من الأمير فخر الدين المعني الثاني لما كان بينهما من ود وصداقة، ورحب به أكابر جبل لبنان ودعوه إلى الإقامة في بلادهم، فأقام في مزرعة الشوف، واعتمد عليه الأمير فخر الدين الثاني في مهمات أموره.

وكلمة جنبلاط أصلها من كلمة (جان بولاد) كردية التي تعني (الروح الفولاذية)، وقد لقبوا بها لشدة بأسهم، وفرط شجاعتهم، وحسن سياستهم، وقد حرفت لتصبح جنبلاط . وقد جاء في المنجد في اللغة والاعلام أن “جنبلاط، أسرة لبنانیة درزیة، کردیة الأصل، تنتسب إلی جنبلاط بن قاسم، حالفت الأمیر فخرالدین الثاني المعني. استوطنت لبنان منذ 1630 وأصبح مشایخها من زعماء الإقطاع في الشوف”.

أما آل العماد (العماديون) فهم أسرة كبيرة معروفة تقيم في جبل لبنان وذات منابت إقطاعية، تعود بنسبها إلى جدهم (عماد)، وهو كردي الأصل قدم من مدينة ( العمادية) القريبة من مدينة الموصل في كردستان العراق، إذ جاء مهاجرًا إلى لبنان وسكن قرية (مرطحون)، ثم ارتحل إلى الباروك، ومنها انتقل أحفاده إلى منطقة الشوف، فاعتنقوا المذهب الدرزي الشائع هناك وأصبحوا من كبار الملاكين، كما اعتنق بعضهم الديانة المسيحية المارونية. ومما يؤيد كرديتهم ما كتبه الدكتور سليم الهيشي بقوله: “يمتون بصلة القربى إلى عماد الدولة الديلمي الكردي الذي حكم منطقة العمادية…”.

کمال جنبلاط يلتقي الزعیم مصطفی البارزاني في العراق
کمال جنبلاط يلتقي الزعیم مصطفی البارزاني في العراق

سمعت وقرأت مرات ومرات مقابلات وتصریحات للشیخ الراحل کمال جنبلاط، والشیخ ولید جنبلاط، وهما شیوخ وسادة وزعماء الطائفة الدرزیة، أن أصلهم کردي، وأن الطائفة الدرزیة کردیة الأصل. یذکر کمال جنبلاط أن العائلة الجنبلاطیة ترجع أصلا إلی شمال سوریا، إذ أسس جدهم الکبیر الأمیر جانبولاد (الإسم الکردي للعائلة) مملکة تشمل حمص وحماە وحلب ودمشق وقسما من ترکیا الأناضولیة وبعد خلافات وعداء مع الدولة العثمانیة ومعارك معها، إضطر الجنبلاطیون إلی الهجرة إلی لبنان ومنطقة الشوف وسکنوا المختارة وأصبحوا سادة الدروز . إذا فکمال جنبلاط، من عائلة کردیة نزلت من شمال کردستان أصلا إلی غرب کردستان وبعدها إلی جبل لبنان والمختارة وقد هاجرت إلی لبنان في العهود الأیوبیة. في سنة 1973 زار کمال جنبلاط العراق وأصر علی زیارة الزعیم مصطفی البارزاني، فالتقی بە في ناوبردان مقر إقامة البارزاني آنذاك.

کما وأن الشیخ ولید جنبلاط زار أربیل، عاصمة إقلیم کردستان العراق، في تموز/ یولیو سنة 2011، والتقی الرئیس مسعود البارزاني. ولید جنبلاط، أکد مرارا أنە وعائلتە الجنبلاطیة هم کرد في الأصل. إذ عندما التقی الأمير تحسین بك جانبولاد، أمیر الإیزدیة، في معبد لالش في کردستان، أکد الاثنان أنهما يتحدّران من عائلة كردية وأصول واحدة. وفي هذا قال جنبلاط: “أزور كردستان العراق للمرة الأولى، ويسرني أن ألتقي بالأمير تحسين بك وألبي دعوته وتربطنا صلة كل على طريقته. نحن الموحدون الدروز لنا تقاليد وأعراف، لكننا نعود في مكان ما إلى الإسلام ونحن مسلمون، ولا يوجد أي فرق بين الأديان عامة، فلكل دين فلسفته، وطبائعه الدينية وشعائر المحبة”.

وأشار إلى أن والدە كمال جنبلاط عندما زار العراق العام 1973: “أصر على أن يزور المرحوم الملا مصطفى البارزاني في كردستان، ونحن نفتخر لكون أصولنا كردية وقد رحلنا في فترة معينة إلى لبنان“. وأضاف “كان والدي يردد كل الوقت أنه من أصول كردية ويبدو أنه حفظ عن ظهر قلب شجرة العائلة الجنبلاطية وأماكن دفن أجداده في بلاد الكرد” . قلَّة تعرف أصل العائلة الجنبلاطية، التي لعبت دورًا سياسيًا فاعلًا في لبنان والمنطقة، قبل تأسيس دولة لبنان الكبير في العام 1920. اعترف العثمانيون بعائلة جانبولاد، وعينوا علي باشا جانبولاد حاكمًا على حلب، حيث بقوا حكامًا، حتى ثار على العثمانيين. فقضوا على ثورته، واعدموه في العام 1511. يؤكد المؤرخون أن علي باشا جانبولاد كان كرديًا سنيًا، واعتنقت العائلة الديانة الدرزية بعد ذلك.

ولید جنبلاط يلتقي بالرئيس مسعود البارزاني في العراق
ولید جنبلاط يلتقي بالرئيس مسعود البارزاني في العراق

الدروز شأنهم شأن کل الأعراق والأقوام في العالم، فهم لیسوا شعبا خالصا ونقیا من عرق وأصل ودم واحد، لأنە لا یوجد في الكون شعب أو عرق أو قومیة صافية. هم ینتمون إلی أصول مختلفة، أما أنهم یعتبرون أنفسهم عربا في الوقت الحاضر، فلا إشكال في ذلك، لأن الانتماءات القومیة والعرقیة، قابلة للتغییر، والقومیة هي إحساس وثقافة قبل أي شيء آخر.

کاتب من کردستان العراق، مقيم في السوید منذ 1981

اقرأوا المزيد: 1667 كلمة
عرض أقل