(Al-Masdar / Guy Arama)
(Al-Masdar / Guy Arama)

مبادرة جديدة.. تعزيز المنظر الطبيعي اليهودي لإسرائيل

وفق برنامج جديد بمبادرة وزير الإسكان الإسرائيلي، ستُنصب عشرات رموز نجمة داود في مناطق بارزة في إسرائيل لإبراز طابع الدولة اليهودي

بادر وزير الإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى خطة جديدة لتغيير طابع الدولة، مقترحا نصب العشرات من نجمة داود في أماكن بارزة في الدولة. أعد الوزير برنامج “منظر إسرائيل” اعتقادا منه أن إسرائيل تبدو كدولة مسيحية أو إسلامية، بسبب كثرة مآذن المساجد وصلبان الكنائس.

لإبراز طابع الدولة اليهودي يقترح غالانت نصب العشرات من نجمة داود في مناطق مختلفة في الدولة، لمنح طابع يهودي للدولة. بدأت وزارة الإسكان بتطوير برنامج عمل قبل بضعة أشهر وقد نُقِل إلى سكرتارية الحكومة. “هناك شك إذا كان سيلاحظ من يتجول في الدولة الرموز اليهودية الرسمية، التي تؤكد طابع الدولة”، جاء في البرنامج.

وفقًا للبرنامج المقترَح، في المرحلة الأولى سينصب عدد كبير من نجمة داود عند مداخل الدولة الرئيسية البرية والمائية، وكذلك في طرقات ومدن مركزية. وستنصب لاحقا مئات الرموز الأخرى الشبيهة على أسطح البنايات العامة التابعة للدولة. تجدر الإشارة إلى أن غالانت لا يهدف إلى إزالة الرموز الإسلامية أو المسيحية بل إلى إضافة الرموز اليهودية.

وزير الإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانت (Flash90 / Hadas Parush)

“يصعب على من يتجوّل في أرجاء البلاد أن يعرف أن هذه الدولة هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. أشعر أن هذا المشروع يشكل ارتباطا بين حب البلاد وبين التأكيد على طابعها الصهيوني. حلمت أجيال كثيرة بهذه البلاد التي تشكل مصدر فخر”، قال غالانت لصحيفة “يديعوت أحرونوت”.

اقرأوا المزيد: 192 كلمة
عرض أقل
  • الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Flash 90)
    الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Flash 90)
  • الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Gershon Elinson/Flash 90)
    الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Gershon Elinson/Flash 90)
  • الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Michal Fattal /FLASH90)
    الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Michal Fattal /FLASH90)
  • طفلة إسرائيلية تحتفل بعيد غرس الأشجار (Omer Miron/Flash90)
    طفلة إسرائيلية تحتفل بعيد غرس الأشجار (Omer Miron/Flash90)

العيد اليهودي الذي يُحتفل به مجددا بفضل الصهيونية

أصبح "عيد غرس الأشجار" العبري (طو بشباط) عيدا احتفاليا وطنيا هاما بعد أن كان يحتفل به القليلون وهو يشير إلى عطاء الأرض ويشجع الزراعة

30 يناير 2018 | 15:12

يصادف يوم غدا (الأربعاء) عيد “غرس الأشجار العبري” الذي يدعى “طو بشباط” (اليوم الخامس عشر من شهر شباط حشب التقويم اليهودي) ويحتفل به الإسرائيليون في أنحاء البلاد، ولكن قبل حتى 100 عام لم يسمع أحد عن هذا العيد. لقد ورد ذكر الخامس عشر من شهر “شفات” العبري، للمرة الأولى، في القرن الأول حتى الثاني للميلاد، ولكنه لم يكن تاريخا هاما  في التقاليد اليهودية. لقد كان يعتبر في اليهودية بصفته تاريخا هاما لدى المزارعين فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية، ولكنه لم يعتبر عيد “رأس السنة للأشجار” اليهودي الأساسي. ولكن عند بداية الصهيونية حظي هذا العيد باهتمام مجددا.

تبنت الحركة الصهيونية “رأس السنة للأشجار” كعيد زراعي يؤكد على أهمية مبدأ الارتباط بالأرض وهو مبدأ أساسي هام في معظم التيارات الصهيونية. بهدف التأكيد على أهمية الارتباط بأرض إسرائيل، اهتم اليهود الذين وصلوا إلى الأراضي المقدّسة في القرن الماضي بالاحتفال بعيد رأس السنة للأشجار كعيد لغرس الأشجار، إذ يزرع فيه كل طلاب المدارس الإسرائيلية الأشجار. ثمة عادة أخرى هامة في هذا العيد وهي تناول مجموعة من الفواكه الإسرائيلية، إضافة إلى أن أصحاب العمل الكثيرون يوزعون الفواكه الجافة على العمال.

الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Gershon Elinson/Flash 90)
الاحتفال بعيد غرس الأشجار في المدارس الإسرائيلية (Michal Fattal /FLASH90)
طفلة إسرائيلية تحتفل بعيد غرس الأشجار (Omer Miron/Flash90)
طفل إسرائيلي يحتفل بعيد غرس الأشجار (Nati Shohat/Flash90)
اقرأوا المزيد: 173 كلمة
عرض أقل
ميخائيل الشاب العربي الذي قرر اعتناق الديانة اليهودية في مقابلة تلفيزيونية (لقطة شاشة)
ميخائيل الشاب العربي الذي قرر اعتناق الديانة اليهودية في مقابلة تلفيزيونية (لقطة شاشة)

من غزة إلى تل أبيب.. الفلسطيني الذي اعتنق اليهودية وتجند في صفوف الجيش الإسرائيلي

قصة الشاب العربي المثيرة للجدل، الذي تعاون والده مع قوات الأمن الإسرائيلية، وقرر اعتناق اليهودية والتجنّد في صفوف الجيش الإسرائيلي

ميخائيل هو شاب عربي، والده فلسطيني غادر غزة وأصبح متعاونا مع قوات الأمن الإسرائيلية مثل الكثير من الآخرين الذين غادروا غزة.

وتحدث أمس (الإثنين) الصحفي البارز، عوديد بن عامي، من القناة الثانية الإسرائيلية عن القصة الخاصة بالشاب ميخائيل، الذي نشأ كمسلم.

وُلد ميخائيل ونشأ في قرية في الجليل وتعرضت عائلته لمضايقات الجيران العرب والأقارب الذين كانوا يعرفون طبيعة عمل والده وكيف خدم الشاباك وقوات الأمن الإسرائيلية.

وخلال المقابلة، قال ميخائيل الذي لم يكشف عن وجهه أمام الكاميرا خوفا من مضايقة أسرته، إنه كان في خضم عملية اعتناق اليهودية وإنه يعتزم الالتحاق بالجيش الإسرائيلي قريبا. وتحدث عن أن القرية بأكملها عرفت بطبيعة عمل والده، لهذا تعرض لمضايقات كثيرة، وقال أيضا إنه تعرض لإطلاق النار عدة مرات في الماضي، وهذا ما دفعه إلى دراسة الصهيونية أكثر وتعلم التوراة، موضحا: “أشعر أن التوراة قريبة مني وقررت اعتناق اليهودية”.

وشم على صدر ميخائيل – نجمة داود التي تشير إلى اليهودية. (تصوير القناة الثانية الإسرائيلية)

وتحدث أيضا عن الكثير من حالات الاعتداءات والعنف التي تتعرض لها أسرته بسبب عمل والده في السابق: “كان ينعتونني بدءا من الصف الأول “ابن الخائن”. عرف الجميع والدي وعلّم أبناء القرية أطفالهم على كراهية عائلتي. تعرضت عائلتنا للمقاطعة”. وعلى الرغم من ذلك، أكد أنه كان فخورا بوالده لأنه “خدم قوات الأمن الإسرائيلية وساعدها”.

“بدأت أهتم بالصهيونية إضافة إلى ما علمني إياه والدي وبدأت أيضا في الذهاب إلى الكنيس. شعرت بأن التوراة الإسرائيلية قريبة مني، وكذلك الشعب الإسرائيلي، وفي سن السادسة عشرة قررت اعتناق اليهودية”، وفق أقوال ميخائيل.

وردا عن السؤال حول سبب عدم رغبته في الكشف عن وجهه، ادعى ميخائيل أن عائلته لا تزال تعيش في قرية عربية في الجليل، وأنه يخشى أن تتعرض للمضايقات. لم تنته التغييرات لدى ميخائيل، وهو ينوي الالتحاق بالجيش. “هذا هو حلمي منذ نعومة أظفاري”، قال ميخائيل. “هذا كان حلم والدي الذي مات بسبب مرض السرطان. في أيامه الأخيرة قال إنه كان فخورا لأن جميع أولاده سيلتحقون بالخدمة في الجيش”.

ووجّه الصحفي المخضرم بن عامي إلى ميخائيل أسئلة صعبة وأخبره أنه في إطار جمع المعلومات عنه قبيل البرنامج وجد أن بعض أبناء قريته يدعون أنه مثلي الجنس وأن قراره لاعتناق اليهودية يرجع إلى حقيقة أن سكان القرى والإسلام يعارضون المثليين. وردا عن هذا السؤال، أجاب ميخائيل: “أنا لست مثلي الجنس، ولكن أنا مؤيد متحمس للمثليين. قررت اعتناق اليهودية والالتحاق بالجيش الإسرائيلي بعد دراسة الصهيونية والتوراة والمشاركة في الصلوات في الكنيس”.

اقرأوا المزيد: 353 كلمة
عرض أقل
وفقا لليهودية الأرثوذكسية، لا يمكن للمرأة أن تحمل التوراة (Flash90Miriam Alster)
وفقا لليهودية الأرثوذكسية، لا يمكن للمرأة أن تحمل التوراة (Flash90Miriam Alster)

الشرخ اليهودي.. شعب واحد، ديانتان

تُزعزع التغييرات في المجتمع اليهودي والتناقض السياسي المتنامي في الولايات المتحدة التحالف الذي كان قويا حتى الآن بين اليهود الأميركيين والمؤسسات الإسرائيلية. ما الذي أدى إلى هذا الشرخ وهل هناك أمل في التئامه؟

ترفض العاصفة في وسائل الإعلام والسياسة في ظل أقوال نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبلي، التي هاجمت هذا الأسبوع الشبان اليهود الأمريكيين، بأن تهدأ. وفي مقابلة تلفزيونية، ادعت حوطوبلي أن اليهود في الولايات المتحدة لا يفهمون الصعوبات التي تواجهها إسرائيل. وقالت في المقابلة ذاتها: “إنهم يعيشون حياة مريحة ولا يخدمون في الجيش”.

https://www.youtube.com/watch?v=MZ-ELTSytuc

أثارت أقوالها هذه عاصفة بين السياسيين والشخصيات العامة في كلا البلدين. لقد وبّخها رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، مهددا أنها إذا لم تعدل عن انتقاداتها، فقد تجد نفسها خارج الحكومة. كما وجّه نتنياهو ردا مطمئنا إلى المجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة مُصرّحا: “أدين تصريحات تسيبي الهجومية والماسة بحق اليهود الأمريكيين … إنهم عزيزون علينا ويشكّلون جزء لا يتجزأ من شعبنا … ولا تعبّر تصريحاتها عن موقف دولة إسرائيل”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يودع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب (GPO)

إن الدراما التي وقعت هذا الأسبوع هي علامة تدل على أزمة أكبر بكثير. ففي الآونة الأخيرة، أضحى العالم اليهودي يمر في تسونامي. وقد وصفه عدد من المحللين الإسرائيلين بـ “الشرخ القبلي”، محاولة منهم تقييم التغييرات التي طرأت على العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها الرسمية واليهود الأميركيين، الذين ينقلون الكثير من المال إلى إسرائيل ويؤيدون سياستها غالبًا.

أزمة “الحائط الغربي”

للوهلة الأولى، تبدو العلاقات بين يهود إسرائيل وبين يهود الولايات المتحدة سليمة. فتصل بعثات من الشبان الأمريكيين سنويا لزيارة إسرائيل التي تشكّل “بلد المنشأ الثاني الخاص بهم”. وتتخلى العائلات اليهودية الأمريكية الغنية عن ثروتها وراحة بالها في الولايات المتحدة وتنتقل للعيش في إسرائيل. غالبا، تدعم اللجان القوية واللوبي اليهودي الأمريكي الداعم، مواقف إسرائيل الرسمية مقابل الإدارة الأمريكية، سواء كانت الإدارة الأمريكية جمهورية تقليدية (إدارة ترامب) أو ديمقراطية ليبرالية (إدارة أوباما).

مواجهات بين اليهود الأمريكيين والشرطة الإسرائيلية في باحة الحائط الغربي (Flash90\Yonatan Sindel)

ولكن من ينظر نظرة متعمقة أكثر فسيلاحظ أنه منذ سنوات تدور حرب خفية، داخلية بين معسكرين: اليهود في إسرائيل مقابل اليهود في الولايات المتحدة.

وقد أثر عاملان قويان في العلاقة بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين: الحائط الغربي وقانون الهجرة.

في حزيران من هذا العام، قررت حكومة نتنياهو، التي تعتبر شعبية بين المنظمات اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة (مثل إيباك) تجميد برنامج يُدعى “التسوية بشأن الحائط الغربي” وذلك في ظل ضغط الأحزاب الدينية الأرثوذكسية في إسرائيل.

فمنذ عام 1967، يدير الحائط الغربي، حاخام “الحائط الغربي والمواقع المقدّسة”. في الواقع، يجري الحديث عن موقع رسمي، ولكن بسبب طابعه الديني وسيطرة الحاخامات الأرثوذكسيين عليه، فعلى مر السنين أصبحت تُعتمد فيه تقاليد محافظة: ففيه فصل كامل بين الرجال والنساء في باحة الصلاة ويُحظر على النساء إقامة وصايا دينية تعتبر خاصة بـ “الرجال”، مثل، ارتداء شال الصلاة، (تاليت) أو حتى حمل التوراة.

لا تُعتبر نساء الحائط الغربي من أتباع التيار اليهودي الأرثوذكسي وهن معنيات بحرية العبادة الدينية (Flash90\Hadas Parush)

وفي نهاية الثمانينيات، قامت مجموعة من النساء تُسمى “نساء الحائط الغربي”، وطالبت بممارسة الحرية الدينية في جهة الصلاة الخاصة بالنساء. شنت عضوات هذه المجموعة، التي تدعمها التيارات الليبرالية الأمريكية اليهودية في الولايات المتحدة، نضالا جماهيريا ما زال قائما حتى يومنا هذا. وأقمن في كل بداية شهر صلاة خاصة ووضعن فيها شالات الصلاة واستخدمن التوراة. تحدُث أحيانا مواجهات عنيفة بين هؤلاء النساء ورؤساء الجاليات اليهودية الأرثوذكسية المحافظة احتجاجا ضدهن وضد برنامجهن لفتح باحة الحائط الغربي أمام عدد أكبر من تيارات الجاليات اليهودية غير الأرثوذكسية.

في السنوات الماضية، حُققت تسوية تاريخية بين التيارات الليبرالية ونساء الحائط الغربي من اليسار، وبين الجهات الدينية اليمينية المحافظة. واتفق الجانبان على أن تظل الباحة القائمة منفصلة شريطة أن تُقام باحة إضافية إلى جانبها إذ إنها ستضمن ممارسة الحرية الدينية لجميع المصلين. والآن، نتيجة قرار الحكومة منذ حزيران 2017، لم تُنفّذ جميع هذه الترتيبات لهذا ثار غضب اليهود في الولايات المتحدة.

أزمة اعتناق اليهودية

وفقا لليهودية الأرثوذكسية، لا يمكن للمرأة أن تحمل التوراة (Flash90\Miriam Alster)

جمّدت حكومة نتنياهو قانون “اعتناق اليهودية الخاص” بالكامل أيضا، وهو قانون يسمح للحاخامات الأرثوذكسيين الأمريكيين بأن يجروا عملية اعتناق اليهودية للكثير من الناس في الولايات المتحدة. لقد اعترفت محكمة العدل العليا في الماضي بعملية “اعتناق اليهودية الخاص”. إلا أنه في ظل ممارسة الضغط على الأحزاب الدينية في إسرائيل، جُمّد اعتناق اليهودية الخاص، مما ألحق أضرار جسيمة بالحاخامات الأرثوذكسيين الأمريكيين الذين توقفوا عن ممارسة عملهم.

فيتعيّن على مَن يريد أن يكون يهوديا الخضوع لعملية معقّدة من التأهيل الديني الذي يستغرق وقتا طويلا، واجتياز اختبارات للتأكد من مدى يهوديته عند نهاية تأهيله. الحاخامون الوحيدون الذين سُمِح لهم بتدريب هؤلاء الناس هم الحاخامون الأرثوذكسيون الذين عملوا في وزارة الأديان الإسرائيلية فقط. في المقابل، حُظر على الحاخامات الأمريكيين الأرثوذكسيين العمل من أجل السماح للأفراد باعتناق اليهودية لأن دولة إسرائيل لا توافق على ذلك.

ويعتبر اعتناق اليهودية الخاص هاما جدا بالنسبة لليهود الأميركيين، لأن مَن يخضع لعملية اعتناق اليهودية وفق الطريقة الأرثوذكسية يمكن أن يكون مواطنا في دولة إسرائيل بموجب قانون العودة. والآن بعد تجميد قانون اعتناق اليهودية الخاص، لا تعترف المؤسسات الإسرائيلية بالكثير من الناس الذين بدأوا اعتناق اليهودية في الولايات المتحدة بصفتهم يهودا، ولن تسمح لهم بالهجرة إليها والحصول على الجنسية الإسرائيلية.

هل بدأ اليهود الأمريكيون الشبّان بالابتعاد عن إسرائيل؟

يعارض الحاخامون الذين ينتمون إلى تيار اليهودية الأرثوذكسية دخول النساء إلى المكان الذي يصلي فيه الرجال اليهود في الحائط الغربي (Flash90)

بالنسبة لليهود الأمريكيين الشبّان (الذين وُلِدوا بعد الثمانينيات) ما زالت إسرائيل جزءا لا يتجزأ من هويتهم، وفقا لما يتضح من استطلاع شامل أجراه معهد الأبحاث “بيو” (PEW) عام 2013‏.‏ لكن طرأت تغييرات كبيرة خفيّة: الإهانات التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية لإدارة أوباما فيما يتعلق بالاتفاق مع إيران، المعاملة مع اليهود الذين يجرؤون على انتقاد إسرائيل، الحرب الإسرائيلية في غزة عام 2014، الدمار الشامل في قطاع غزة، ودعم نتنياهو غير المشروط للحملة الانتخابية الأخيرة الخاصة بترامب رغم أن معظم اليهود الأميركيين ينتمون إلى المعسكر الديموقراطي الخاص بهيلري، شكل جميعها مصدرا للخلاف بين الجيل الشاب من اليهود الأميركيين والقيادة الإسرائيلية.

هناك عامل هام آخر يجب أخذه بالحسبان عند تحليل التأثيرات المحتملة للتغييرات التي طرأت على الرأي العام اليهودي الأمريكي فيما يتعلق بإسرائيل: حقيقة أن معظم اليهود في الولايات المتحدة لا يولون أهمية كُبرى لإسرائيل. ووفقا للاستطلاع ذاته، فإن الأمريكين الذين أعمارهم 30 عاما وأقل بدأوا يفقدون اهتمامهم بإسرائيل واليهودية على حدِّ سواء. ربّما في غضون جيل أو جيلين، قد لا يضطر المرشحون الرئاسيون وأعضاء الكونغرس الأمريكيون إلى الانشغال بإسرائيل في حملاتهم الانتخابية. ثمة احتمال آخر وهو أن تصبح إسرائيل تحديدا متماهية أكثر مع اليمين المسيحي الإنجيلي أكثر من تضامنها مع الناخبين اليهود.

لقد سمع الجميع فعلا عن الجبال الجليدية التي تنهار عن بعيد وبدأوا يشعرون بالأجواء المستعرة. بدأت تشن التيارات الإصلاحية والمحافظة تحديا بشكل مستمر ضد الهيمنة اليهودية الأرثوذكسية في إسرائيل، كما تشكك منظمات مثل “جي ستريت” (Jstreet) في الدعم التلقائي للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. تدور في أمريكا كلها، بما في ذلك الجامعات، الكنُنُس، والمراكز الجماهيرية، معارك ومواجهات تقسّم الشعب اليهودي.

اليمين الإسرائيلي: يوضح أن اختلاط اليهود في الولايات المتحدة هو السبب

ما زال خطاب نتنياهو في مؤتمر إيباك عام 2014، محبوبا بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة (GPO)

يعتقد اليمنيون في إسرائيل أن الأزمة بين إسرائيل واليهود في الولايات المتحدة تنبع أساسا من انخراط الشبان الأمريكيين في المجتمع الأمريكي، والزواج المختلط الذي يشكل تغييرا جذريا في المجتمع اليهودي الأمريكي.

ربّما السبب الرئيسي لميل الشبان اليهود في الولايات المتحدة لاتباع مواقف حمائمية وانتقادية أكثر تجاه إسرائيل يعود إلى أن هناك نسبة كبيرة منهم، أكثر بكثير من والديهم، هم أبناء لوالدين تزوجوا زواجا مختلطا. اليهود الأمريكيون الذين أحد والديهم يهودي هم ليسوا ليبراليون أكثر من اليهود الآخرين فحسب، بل إن ارتباطهم بإسرائيل أقل أيضا.

وفقا لذلك الاستطلاع (PEW)، فإن ما يقرب ستة من أصل عشرة من اليهود الأمريكيين الذين تزوجوا منذ عام 2000 قد تزوجوا من غير اليهود. وبالتالي، تبيّن من الاستطلاع أن المجموعة ذات “خلفية يهودية”، وهي الفئة التي تضم بشكل أساسيّ الأشخاص الذين أحد والديهم يهودي، كان مستوى دعمها لإسرائيل قليل بشكل واضح.

إن تراجع التضامن العرقي بين اليهود الأميركيين، وفق تصريحات إسرائيليين يمينيين، يعود إلى حد معيّن إلى انفتاح المجتمع الأمريكي الفريد، إضعاف معاداة السامية، واستيعاب اليهود فيه – استيعاب أسرع وأهم من بقية المجتمعات اليهودية في العالم.

أيا كان، الأزمة قائمة وحقيقة. ويحاول نتنياهو الآن جاهدا التعتيم عليها لأن إسرائيل تحتاج إلى الجالية اليهودية الأمريكية الغنية التي ستواصل دعم سياستها واقتصادها في الوقت ذاته، وستتبرع كثيرا بالأموال لصالح المؤسسة الصهيونية التي يرغب فيها. في المقابل، سئم اليهود في الولايات المتحدة من أن يكون “الداعمين الأمريكيين الأغنياء”، الذين يتبرعون بالمال دون أن يحصلوا على مكافأة مناسبة. علاوة على هذا، يرفرف خطر ابتعاد الجيل اليهودي الأصغر عن إسرائيل وعن رؤياها الصهيونية.

اقرأوا المزيد: 1207 كلمة
عرض أقل
وعد بلفور (Wikipedia)
وعد بلفور (Wikipedia)

وعد بلفور نقطة تحوّل في تاريخ الصراع

اليوم قبل 100 عام تم توقيع وعد بلفور، الذي كان بمثابة كارثة للحلم العربي الفلسطيني بإقامة دولة قومية، وكان إنجازا سياسيا غير مسبوق للمشروع الصهيوني الذي عمل على إقامة دولة إسرائيل

في مثل هذا اليوم قبل 100 عام (1917) وقّع وزير الخارجية البريطاني على وعد بلفور، وبحسبه فإنّ بريطانيا ستدعم إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل). بالنسبة للصهيونية، التي أقامت بعد ذلك دولة إسرائيل (1948)، كان الوعد اختراقا تاريخيا وانطلق مع نشره فرح كبير في العالم اليهودي. ومع ذلك، كانت هناك أقلية يهودية رفضت هذا الوعد وأعلنت حربا عليه وعلى الصهيونية.

تم استقبال هذا الوعد في العالم العربي بالانقسام إلى جزءين، ولم يقبله الفلسطينيون إطلاقا وردّا عليه هدّدوا بأعمال شغب دامية.

كانت أهمية كبيرة لوعد بلفور في خفايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال مستعرا ولم تظهر نهايته بعد في الأفق.

ومن أجل أن نفهم بشكل أفضل ما هو هذا الوعد ومدى تأثيره على الصراع، أحضرنا لكم 5 حقائق وتفسيرات حوله:

1.تم توقيع هذا التصريح، كما ذكرنا، من قبل وزير الخارجية البريطاني حينذاك في 2 تشرين الثاني عام 1917، وهو في أساسه إعلان ستدعم بحسبه بريطانيا إقامة وطن قومي للشعب اليهودي. كان هذا الإعلان بالنسبة للصهيونية العالمية إنجازا غير مسبوق، حيث أنّ قوة عظمى مثل بريطانيا وافقت على رعاية الحركة الصهيونية.

2.وقد عمل الكثير من البريطانيين ضدّ عرض إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل) والذين خشوا من إفساد العلاقات مع العرب، أو اعتبروا فكرة إقامة دولة يهودية خيالا مجنونا. كان أحد أبرز المعارضين لهذا العرض، إدوين مونتاجو، وهو يهودي، وعضو برلمان ووزير شؤون الهند في الإمبراطورية البريطانية، وقد ادعى أن الوعد قد ينشئ ولاء مزدوجا عند اليهود في العالم.

طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)
طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)

3.سبقت الإعلان النهائي 12 مسودّة تم رفضها من قبل البريطانيين أنفسهم. وفي نهاية المطاف تم قبول مسودّة تحدثت عن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل (‏Palestine‏). ومن هنا يظهر أيضًا أن الوعد لم يكن ينفي إقامة سلطة سياسية أو قوميات أخرى في فلسطين (أرض إسرائيل).

4.عوامل إعطاء هذا الوعد: إعادة نظر قيمية – حيث بحسبها يجب إيجاد حلّ لمشكلة الشعب اليهودي المضطهد، وإعطاؤه أرضه الموعودة. هوية القيادة البريطانية – كانت الحكومة البريطانية الجديدة من العام 1916 تميل لأن تكون مصغية لمطالب الحركة القومية الصهيونية لاعتبارات استراتيجية واعتقادية مسيحية. يهود الولايات المتحدة – كان يهدف الوعد إلى إيجاد تماهٍ ليهود الولايات المتحدة مع بريطانيا، وتعزيز الضغوط من قبلهم على الإدارة الأمريكية لمساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. تحقيق السيطرة على فلسطين (أرض إسرائيل) – كانت هناك أهمية استراتيجية كبيرة لفلسطين (أرض إسرائيل) بالنسبة لبريطانيا، بسبب قربها من قناة السويس التي تمكّن من المرور عبر البحر باتجاه الهند.‎ ‎بحسب اتفاقية سايكس – بيكو (1916) كانت فلسطين (أرض إسرائيل) معدّة لتكون تحت سيطرة فرنسية – إنجليزية (“المنطقة البنية”) بعد الحرب العالمية الأولى.‎ ‎كان يفترض أن يساعد الوعد الداعم للصهيونية بريطانيا في أن تحظى بالسيطرة على تلك المنطقة. في نهاية المطاف منحت عصبة الأمم حق الوصاية على أراضي فلسطين (أرض إسرائيل) لبريطانيا في مؤتمر سان ريمو عام 1920.‎ ‎كان في الوعد نوع من التهرّب من الالتزام المناقض لشريف مكة الذي أُعطي في إطار مراسلات حسين – ماكماهون، والتي لم تتم صياغتها في اتفاق رسمي أبدا، وبحسبها فإنّ عرب الشرق الأوسط سيحظون بالاستقلال إذا وقفوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.

5.بعد المصادقة على الوعد فورا أقام القادة الصهاينة سلسلة من اللقاءات السياسية مع قادة العالم العربي من أجل تنفيذ ما ورد في هذا الوعد، ولكن هذه التحركات التي كانت تهدف إلى ترتيب العلاقات بين الصهيونية وبين القيادة العربية لم تنضج أبدا. لم يحبّ الفلسطينيون أبدا هذا الأمر وبدأوا بتنظيم أنفسهم في مؤتمرات وتجمعات احتجاجية ضدّ الوعد. أجريت إضرابات ومظاهرات في القدس بعد التوقيع على الوعد بعام. وتأسست رابطة إسلامية مسيحية بهدف إقناع البريطانيين بإلغاء الاتفاق مع الصهيونية. ادعى العرب الملكية الكاملة على الأرض، واستخدموا تفسيرات تاريخية (إقامتهم الطويلة في البلاد)، وديمغرافية (كونهم غالبية السكان بنسبة 90% من سكان البلاد عام 1918)، وقانونية (عدم دستورية – كما يفترض – هذا الوعد والتناقضات الداخلية فيه)، وسياسية (مراسلات الحسين – ماكماهون، والتي وُعد العرب فيها بفلسطين) وغيرها، من أجل إثبات صحة موقفهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد ادعوا أن اليهودية دين وليست قومية، وأن ادعاء اليهود بخصوص العودة إلى أرضهم بعد ألفي عام، ليس ذا صلة لأنّه “لا يمكن إعادة رسم خريطة العالم من جديد على أساس ادعاءات قديمة”.

اقرأوا المزيد: 640 كلمة
عرض أقل
وزيرة العدل الإسرائيليية أييلت شاكيد (Yonatan Sindel/Flash90)
وزيرة العدل الإسرائيليية أييلت شاكيد (Yonatan Sindel/Flash90)

“الصهيونية لن ترضخ أمام حقوق الفرد العالمية”

وزيرة العدل الإسرائيلية تتهم المحكمة العُليا الإسرائيلية بمعاداة الصهيونية: "في إسرائيل ‏2017‏... أصبحت الصهيونية قيمة منسية في المحاكم"

أعربت وزيرة العدل الإسرائيلية، أييلت شاكيد، عن انتقاداتها اللاذعة أمس في مؤتمر القضاء السنوي للمحامين، ضد المحكمة العُليا الإسرائيلية. علقت الوزيرة على قرار المحكمة بشأن قانون من المفترض أن يسمح بطرد الرعايا الأجانب الأفارقة من إسرائيل، الذي لم ينل إعجابها، مدعية أن المحكمة تمس بهوية إسرائيل الوطنية كدولة يهودية.

وأعربت عن انتقاداتها موضحة أن منظومة حقوق الفرد في إسرائيل “منقطعة عن الأصالة الإسرائيلية، الواجبات الوطنية الإسرائيلية، الهوية الإسرائيلية، التاريخ الإسرائيلي، التحديات الصهيونية الإسرائيلية”. وأضافت موضحة أن هناك قضايا أساسية تحسم فيها المحكمة لصالح حقوق الفرد وليس لصالح الشعب اليهودي، مدعية أنه “لا يجوز أن تواصل الصهيونية خنوعها أمام حقوق الفرد المنصوص عليها عالميا”. قالت شاكيد إن تعليلات المحكمة بشأن كون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية “جعل الأصالة الوطنية الإسرائيلية رمزا فارغا من المضمون”.

“إن الديموغرافية والحفاظ على الأغلبية اليهودية هما مثالان واضحان على ذلك”، قالت شاكيد. “لا تأخذهما المحكمة الإسرائيلية بالحسبان في قرارتها. لا تأخذ المحكمة أهمية الأكثرية اليهودية بالحسبان في أي حال – حتى عندما نتحدث عن المتسللين الأفارقة الذين يقيمون في جنوب تل أبيب وأقاموا فيها مدينة داخل مدينة، من خلال مضايقة السكان المحليين، ويشكل رد فعل الجهاز القضائي الإسرائيلي إلغاء تاما ومتكررا للقانون الذي يسعى إلى مواجهة الظاهرة”.

تهدف الوزيرة شاكيد في أقوالها إلى قانون منع التسلُّل، الذي تطرقت إليه المحكمة العُليا أربع مرات بعد التماسات قدمتها منظمات حقوق الإنسان ضده. من المفترض أن يسمح هذا القانون للحكومة الإسرائيلية بطرد الرعايا الأجانب الذين تقرر أنه لا يحق لهم الحصول على الحمايا في إسرائيل، ويهدف تحديدا إلى العمل ضد الرعايا الأجانب الأفارقة، الذين ينحدر معظمهم من السودان وإريتريا.

ردت رئيسة المحكمة العُليا سابقا، دوريت بينيش على أقوال شاكيد قائلة: “تشكل أقوال شاكيد تحريضا”.

وأضافت: “إن القول إن المحكمة العُليا في إسرائيل التي تحافظ على كون الدولة يهودية وديمقراطية منذ قيامها، قد نسيت ما هي الصهيونية – كيف توصلت إلى هذه النتائج الخطيرة؟ ليس هناك وصمة عار أصعب من اتهام قُضاة إسرائيل بأنهم ليسوا صهاينة وأنهم نسيوا ما هي الصهيونية. هذه هي أجندتنا في العمل القضائي – نحن نعتبر الدولة دولة يهودية، صهيونية، وديمقراطية”.

اقرأوا المزيد: 319 كلمة
عرض أقل
"قبّعة تمبل" أو "قبعة الاحمق"، مصنوعة من قماش، شاع استخدامها لدى اليهود الإسرائيليين وكانت إحدى علامات الإسرائيلي النموذجي (GPO)
"قبّعة تمبل" أو "قبعة الاحمق"، مصنوعة من قماش، شاع استخدامها لدى اليهود الإسرائيليين وكانت إحدى علامات الإسرائيلي النموذجي (GPO)

القبعة الصهيونية تحتل نيويورك

أصبحت قبعة كان يستخدمها الفلاحون والجنود الإسرائيليون في الخمسينيات، الستينيات، والسبعينيات، في غضون لحظة جزءا من الموضة وباتت تُعرض في معارض متحف الفن الحديث في نيويورك

سيُعرض 111 غرضا تابعا للحضارات المختلفة في متحف الفن الحديث MoMa، في نيويورك في شهر تشرين الأول القادم. إلى جانب ساعات فاخرة، قمصان قصيرة أحذية الرياضة لشركة Nike Air Force 1 الحديثة، ستُعرض أيضا أغراض خاصة بالشرق الأوسط والشرق الأقصى مثل: زي ساري النسائي الهندي، حجاب، قلنسوة وكفية، وملابس خاصة بالحركة الصهيونية: “قبعة تمبل” (تمبل بالعبرية تعني “أحمق”) لونها خاكي، مصنّعة في إسرائيل في مصنع “آتا” ومحتفظ بها منذ الخمسينيات وما زال وضعها جيدا.

يمكن نسب اهتمام متحف MoMa بـ “القبعة الصهيونية” إلى عدة عوامل. منها الاهتمام جدا بالزي العسكري وملابس العمل كإلهام للموضة المستقبلية. هناك ظاهرة عالمية أخرى يمكن أن نقدر أنها عززت اختيار المصنع الإسرائيلي “آتا” وهو إنعاش دور أزياء قديمة لم تعد قائمة حاليا.

“قبّعة تمبل” أو “قبعة الاحمق” هي قبعة مصنوعة من قماش وشاع استخدامها لدى اليهود الإسرائيليين في منتصف القرن العشرين وكانت حتى السبعينيات إحدى علامات الإسرائيلي النموذجي، أي الإسرائيلي الذي وُلِد في إسرائيل ولم يهاجر إليها من أوروبا أو الدول العربيّة.

رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، وعلى رأسه "قبعة تمبل" (GPO)
رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، وعلى رأسه “قبعة تمبل” (GPO)

إن مصدر اسم “قبّعة تمبل” ليس معروفا. كما أنه ليس واضحا إذا سبق استخدام هذه القبعة المصطلح “تمبل” في العامية ولكن هناك عدة افتراضيات حول مصدر الاسم:

على ما يبدو أن مصدر كلمة “تمبل” هو اللغة التركية وتعني “كسول”. وفق رأي آخر، فإن الاسم “قبّعة تمبل” شاع استخدامه لأنه كان مستخدما من قبل التمبرليين. هناك اعتقاد آخر يشير إلى أن مصدر الاسم هو من الكلمة الإنجليزية dumbbell أو dummbell بسبب شكل القبعة الذي يشبه الجرس. فقد جزئت الكلمة إلى قسمين وأصبحت dumb-bell أي “جرس أحمق” وتشكل النغمة الصادرة عن الكلمة مصدر الاسم، على ما يبدو.

حققت القبعة شعبية بين الجنود الإسرائيليين قبل إقامة دولة إسرائيل، واستخدمها عمال صهيونيون وصلوا إلى إسرائيل لكونها صغيرة ويمكن طيها (GPO)
حققت القبعة شعبية بين الجنود الإسرائيليين قبل إقامة دولة إسرائيل، واستخدمها عمال صهيونيون وصلوا إلى إسرائيل لكونها صغيرة ويمكن طيها (GPO)

شركة آتا هي شركة إسرائيلية بدأت في تصنيع “قبعة تمبل” عند إقامتها في عام 1934 ولكن توقفت عن تصنيعها بعد إغلاقها عام 1985.

أصبحت القبعة رمز الموضة وحققت شعبية بين الجنود الإسرائيليين قبل إقامة دولة إسرائيل، واستخدمها عمال صهيونيون وصلوا إلى إسرائيل لكونها صغيرة ويمكن طيها وإدخالها إلى جيب البنطال. وكذلك بفضل سعرها الرخيص لأنها كانت مصنّعة من كمية قليلة من القماش، فأصبحت شائعة الاستخدام.

كانت قبعة تمبل طيلة فترة طويلة رمزا للموضة الإسرائيلية. ولكن تزعزعت مكانة الإسرائيلي من مواليد البلاد وتلاشت أهمية “قبعة تمبل” وحدث كل هذا في إسرائيل التي شهدت حروبا في السبعينيات وفي أعقاب الطائفية.

ولكن المعرض الفاخر الجديد في نيويورك يعرض القبعة مع تحف وتصاميم مميزة عالمية.

اقرأوا المزيد: 442 كلمة
عرض أقل
عضو البرلمان الإسرائيلي، أحمد الطيبي، يطرد من قاعة الجلسة: "قانون عنصري" (Flash90/Yonatan Sindel)
عضو البرلمان الإسرائيلي، أحمد الطيبي، يطرد من قاعة الجلسة: "قانون عنصري" (Flash90/Yonatan Sindel)

طرد نواب ومشادات في الجلسة الأولى لقانون يهودية إسرائيل

ثارت ضجة في الجلسة الأولى للجنة قانون القومية الذي يرمي إلى تعزيز يهودية إسرائيل. عضو الكنيست، أحمد الطيبي: " قانون عنصري"

طُرح قانون القومية الذي يسعى إلى تحديد هوية إسرائيل كـ “دولة يهودية ديمقراطية”، اليوم الأربعاء، في الجلسة الأولى للجنة خاصة تضمنت عددا من أعضاء الكنيست من الأحزاب المختلفة.

وثارت عاصفة عند مطلع الجسلة، قال خلالها عضو الكنيست، أحمد الطيبي عن القانون: ” قانون عنصري”. لهذا أبعد رئيس اللجنة، أمير أوحانا (حزب الليكود) الطيبي عن الجلسة. لم يُطرد عضو الكنيست الطيبي وحده من الجسلة، بل طُرِد أعضاء كنيست آخرون، معظمهم من اليسار الإسرائيلي.

وأوضح رئيس اللجنة، عضو الكنيست أمير أوحانا، الذي عينه رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، رئيسا لها، أن الهدف هو كتابة وثيقة تعريفية تحدد هوية دولة إسرائيل وطابعها. “قد تكون هناك أهمية لكل نقطة وفقرة بعيدة المدى، لهذا سنركّز على جميعها وسنسمع الآراء المختلفة، ومن ثم نتخذ القرارات. مَن يدعي أن القانون عنصري وكأنه يدعي أن الصهيونية عنصرية”، أضاف أوحانا.

رئيس اللجنة، عضو الكنيست أمير أوحانا: "مَن يدعي أن القانون عنصري وكأنه يدعي أن الصهيونية عنصرية" (Flash90/Yonatan Sindel)
رئيس اللجنة، عضو الكنيست أمير أوحانا: “مَن يدعي أن القانون عنصري وكأنه يدعي أن الصهيونية عنصرية” (Flash90/Yonatan Sindel)

وقالت وزيرة العدل، أييلت شاكيد، (البيت اليهودي) “تتألف الدولة التي لديها دستور من ثلاثة أجزاء. في قوانين إسرائيل الدستورية هناك نقص لفقرة تعريف قيم الدولة، نشيدها الوطني، لغتها، وعلمها. في 120 دولة في العالم هناك تحديد للنشيد الوطني في الدستور. في 136 دولة، يُستخدم علم منصوص عليه في القانون. في 170 دولة، هناك تحديد للغة في القوانين الدستورية. الدستور هو إنجاز تاريخي وهذه اللجنة أيضا. لدينا فرصة كبيرة لإرساء القيم اليهودية والوطنية في الدستور إلى الأبد. لا تتفوق القيم اليهودية والديمقراطية على بعضها. يجب أن تكون وفي وسعها أيضا أن تتماشى معا”.

وقال زعيم المعارضة، عضو الكنيست، يتسحاق هرتسوغ: “أنتم تلعبون بالنار. دولة إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي، وهذا واضح. ورد هذا في وثيقة الاستقلال، وفق قرار الأمم المتحدة بتاريخ 29 تشرين الثاني 1947. لا يتعين على الدولة الديمقراطية التي يتمتع مواطنوها بحقوق متساوية أن تحدد هويتها ثانية بسبب عدم الثقة. يبدي اليمين الإسرائيلي عدم ثقة حيال مستقبل دولة إسرائيل. فأنتم تلعبون بالنار التي قد تؤدي إلى شرخ في المجتمع الإسرائيلي. عندما أتحدث عن الفاشية فهذا مثال على ذلك”.

وألغى رئيس الحكومة نتنياهو في اللحظة الأخيرة مشاركته في الجلسة الأولى الخاصة التي تجريها اللجنة. كان من المفترض أن يفتتح نتنياهو الذي وضع أحد بنود القانون الجلسة إشارة إلى نيته إكمال التصويت على مشروع القانون في الأشهر القادمة.

وكانت الجلسة صاخبة، وساد فيها توتر. وطُرِد نواب كنيست كثيرون من المعارضة الذين احتجوا على مشروع القانون.

اقرأوا المزيد: 349 كلمة
عرض أقل
فيلات جديدة في الكيبوتس.. فلم يبقَ اليوم أي ذكر تقريبا لأيدولوجية الكيبوتس وطابعه الخاص (Moshe Shai/FLASH90)
فيلات جديدة في الكيبوتس.. فلم يبقَ اليوم أي ذكر تقريبا لأيدولوجية الكيبوتس وطابعه الخاص (Moshe Shai/FLASH90)

العائلة البدوية الأولى التي انتقلت للعيش في الكيبوتس

في الأسبوع الماضي، أصبح محمود وهديل اللذان انتقلا من قرية عرب العرامشة إلى الكيبوتس إيلون أعضاء فيه، وأقاما فيه عيادة وموقع ألعاب للأطفال. "نؤمن بالتعايش، وهذه عائلتنا الجديدة"

نُشرت قصة استثنائية لعائلة مزعل من كيبوتس (القرية التعاونية) “إيلون” اليوم صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت” وأثارت أملا وحماسا في قلوب إسرائيليين كثيرين. يوم الجمعة الماضي، أصبح محمود وهديل وأولادهما الثلاثة، يزن، آدم، وأمري، أعضاء في القرية التعاونية.

الكيبوتس أو القرية التعاونية هي استيطان تعاوني إسرائيلي بدأ للمرة الأولى في بداية القرن العشرين. في البداية، كان المبدأ الأساسي الذي تستند إليه القرية التعاونية هو المساواة بين كل الأعضاء ومشاركتهم التامة في مجالي الاقتصاد، والزراعة. ولكن مع مرور الوقت تغير جزئيا طابع هذه القرية التعاونية، إلا أنها ظلت رمزا صهيونيا واضحا وحظيت بصورة نخبوية بين السكان في إسرائيل. تتجسد هذه الصورة بأنه يجب اجتياز لجنة قبول والحصول على مصادقة السكان بهدف العيش في القرية التعاونية.

لذا فإن قصة محمود وهديل استثنائية: فنادرا ما يمكن العثور في إسرائيل على قرية تعاونية يعيش فيها عرب، لا سيما كأعضاء قرية تعاونية متساويين. حظيت العائلة أثناء التصويت الذي جرى يوم الجمعة الماضي في القرية التعاونية “إيلون” بدعم استثنائي من قبل 116 عضوا من بين إجمالي 124 مصوتا.

عائلة مزعل البدوية من كيبوتس (القرية التعاونية) "إيلون" (لقطة شاشة)
عائلة مزعل البدوية من كيبوتس (القرية التعاونية) “إيلون” (لقطة شاشة)

ينحدر محمود (ابن 49 عاما) وهديل (ابنة 32 عاما) من قرية عرب العرامشة، القريبة من القرية التعاونية. غادر والدا هديل قرية عرب العرامشة قبل ثلاثين عاما، وانتقلا للعيش في الرملة حيث ترعرعت هديل فيها. ولكن عادت هديل إلى القرية بعد أن تزوجت من محمود.

محمود هو من مواليد القرية أيضا ولكنه ليس أول أفراد العائلة الذين يسكنون في القرية التعاونية – ففي مقابلة معه لصحيفة “يديعوت أحرونوت” قال إن والده قد تبنته عائلة في صغره وعاش في قرية تعاونية حتى سن عشر سنوات. في عام 2000، استأجر محمود شقة في القرية التعاونية وعاش فيها فترة معينة. عندما وُلد أطفاله، كان يحلم بالانتقال إلى القرية التعاونية و “العودة إلى نقطة البداية”.

درس محمود وهديل مهنة التمريض وقبل أن يصبحا عضوين في القرية التعاونية أقاما فيها مركز طوارئ يتضمن أطباء، ممرضين لتقديم العلاج في حالات تنفيذ عمليات أو اندلاع حرب. أقامت هديل موقع لعب لقضاء ساعات الفراغ للأطفال وذويهم، وأصبحت هي وزوجها معروفَين في القرية التعاونية الصغيرة التي يصل تعداد سكانها إلى نحو 1000 نسمة.

“نحن نؤمن بالتعايش، ونحب الدفء والمحبة “، قال محمود. “عندما تقول لي عضوة في القرية التعاونية عمرها 90 عاما سأصوت لك بأصابعي العشرة”، فهذا يوضح كثيرا.

بعد التصويت كتب محمود منشورا مؤثرا في صفحته على الفيس بوك، شكر فيه كل من صوت من أجل العائلة، وعبر عن “الدفء والمحبة اللذين لم يحظيا بهما سابقا”. كتب محمود في المنشور: “الصوت الموحد هو المنتصر، يفوز صوت التكتل على صوت التفريق، ويتغلب السلام والأخوة على الحرب، ويمكن العيش معا بهدوء واحترام متبادل. حققت حلما كوني جزءا من عائلة “إيلون”، وأشكر الله على تحقيقه، وعلى كوني جزءا من عائلة جديدة، وإسرائيل هي بلادي، وأنا جزء من هذا الشعب دون شك”.

اقرأوا المزيد: 424 كلمة
عرض أقل
منظر لآثار مدينة بابل التاريخية (AFP)
منظر لآثار مدينة بابل التاريخية (AFP)

على أنهار بابل.. قصّة يهود العراق

يعيش اليوم في بغداد 8 يهود فقط، بقية لجالية عريقة تعود جذورها إلى أكثر من 2500 عام. اقرأوا قصة هذه الجالية وتعرفوا إلى 5 إسرائيليين معروفين انحدروا منها

01 يونيو 2017 | 11:16

“يهود بابل” – هذا هو اللقب الذي يستخدمه حتّى اليوم كثير من اليهود ذوي الأصل العراقيّ الذين يقطنون في إسرائيل للإشارة إلى أنفسهم. يهود بابل، لا يهود العراق. ليس بلا سبب تفضيلُ عديدين اللقب القديم على اسم الدولة العصرية التي أتَوا منها – فالجالية اليهودية في العراق ذات جذور تاريخية ضاربة في العمق، تصل إلى دمار الهيكل الأول في أورشليم عام 607 قبل الميلاد.

فقد سبا ملك الإمبراطورية البابلية، نبوخذنصر الثاني، اليهود من موطنهم التاريخي إلى بابل البعيدة، حيث نشأت جالية يهودية جديدة ومزدهرة. لم يتوقف يومًا الحنين إلى الموطن، ويتجلى ذلك في المزمور 137، العدد 1: “عَلَى أَنْهَ‍ارِ بَ‍ابِ‍لَ،‏ هُنَ‍اكَ جَلَسْنَ‍ا.‏  بَ‍كَيْنَ‍ا أَيْضً‍ا عِنْ‍دَمَ‍ا تَ‍ذَكَّرْنَ‍ا صِهْيَ‍وْنَ”. لكن في فترةٍ متأخرة أكثر تاريخيًّا، مثل فترة كورش، التي أُجيز فيها لليهود بأن يعودوا إلى أورشليم، بقيت جالية يهود بابل قائمة وكبيرة.

النموّ والازدهار

كانت جالية يهود بابل الأكبر والأكثر ازدهارًا بين الجاليات اليهودية، حتّى حين تشتّت اليهود في كلّ أرجاء المعمورة. فقد كانت الجالية مركزًا تجاريًّا وحضاريًّا مزدهرًا، فضلًا عن كونها مركزًا روحيًّا ودينيَّا ذا أهمية كبرى. تجمّع جميع حكماء الديانة اليهودية بين نهرَي دجلة والفرات، وأقاموا هناك قرونًا. تعاملت الإمبراطورية البارثية التي سيطرت على المنطقة جيّدًا مع اليهود، ومنحتهم حقوقًا بإدارة مستقلّة وحريّة ثقافيّة. في هذه الفترة، بلغ الفِكر اليهودي إحدى ذُراه، في تأليف “التلمود البابلي”. كذلك في السنوات اللاحقة، تحت حُكم الساسانيّين، كان اليهود محميّين من أيّ أذى.

قبر حزقيال (ذو الكفل) في مدينة الكفل العراقيه (AFP)
قبر حزقيال (ذو الكفل) في مدينة الكفل العراقيه (AFP)

مع انتشار الإسلام وسيطرة الخلفاء، بدءًا من القرن السابع الميلادي، تحسّن كثيرًا وضع يهود بابل، إذ أصبح للمرة الأولى معظم يهود العالم تحت السيادة نفسها – سيادة الإسلام. لكنّ هذا التعامُل لم يكُن ثابتًا، إذ كان وضع اليهود يعتمد على نظرة الحاكم. ورغم أنّهم نعموا غالبًا بالأمان، لكنهم كانوا تحت تهديد أحكامٍ – مثل حظر الخليفة عُمر بن عبد العزيز في مطلع القرن الثامن أن يلبسوا كالعرب أو أن يعيشوا حياة رفاهية، أو حُكم الخليفة المتوكّل في القرن التاسع، الذي ألزمهم بلبس ثياب خاصّة تكون علامة عار. في فترة الخليفة المأمون، دُعي اليهود “أخبث الأمم”، ودُمّرت مجامع يهودية كثيرة في عهده. في القرون الوسطى، هجر يهود كثيرون بغداد ومحيطها للسكن في الأندلُس، التي أصبحت مركزًا إسلاميًّا مزدهرًا في العالم.

كانت الفترة العثمانية أيضًا فترةً مفعمة بالتقلّبات بالنسبة للجالية في العراق. لكن كلّما ازدادت موجات الدمقرطة، تحسّن وضع اليهود، الذين شكّلوا جزءًا هامًّا من الحياة العامّة والتجاريّة في العراق. عام 1908، حصل جميع يهود العراق على مساواة في الحقوق وحرية دينية كفلها القانون، حتّى إنّ بعضهم أُرسل لتمثيل العراق في البرلمان العُثمانيّ.

كنيس مهجور في مدينة الفلوجة (ِAFP)
كنيس مهجور في مدينة الفلوجة (ِAFP)

بعد الحرب العالمية الأولى وتتويج فيصل ملكًا على البلاد، تحسّن وضع اليهود أكثر فأكثر. كان وزير المالية الأول للعراق في العصر الحديث يهوديًّا، اسمه حسقيل ساسون‎ ‎‏. اتّخذ ساسون عددًا من القرارات التي أسهمت في استقرار الاقتصاد العراقي في القرن العشرين، بما فيها تنظيم تصدير النفط إلى بريطانيا. وبشكل عامّ، أضحت أسرة ساسون البغداديّة إمبراطوريّة اقتصاديّة امتدّت من الهند شرقًا حتّى أوروبا غربًا.

أمّا ما زاد شهرة يهود العراق أكثر من أيّ شيء آخر في العصر الحديث فهو موسيقاهم. ‏‎ ‎فقد اشتُهر الكثير من اليهود بفضل مواهبهم الموسيقيّة، وفي مسابقة الموسيقى في العالم العربي التي أُقيمت في القاهرة في الأربعينات، فاز الوفد العراقي، الذي تألّف من موسيقيين يهود ومُطرب مسلم واحد. ويُذكَر بشكل خاصّ صالح وداود الكويتي، اللذان أنشآ فرقة الإذاعة الموسيقية الوطنية في العراق، حتّى إنهما غنّيا في حفل تنصيب الملك فيصل الثاني.

التدهوُر والمغادَرة

حدث التدهوُر الأكبر في وضع يهود العراق مع صعود النازيين في ألمانيا في ثلاثينات القرن العشرين. فقد عملت السفارة الألمانية في بغداد بوقًا لرسائل لاساميّة أدّت تدريجًا إلى تغيّر نظرة العراقيين المسلمين إلى إخوتهم اليهود. فعام 1934، فُصل عشرات الموظَّفين اليهود من وزارة الاقتصاد، عام 1935 فُرضت قيود على عدد اليهود في المدارس، وعام 1938 أُقفلت صحيفة “الحصاد”، لسان حال يهود العراق.

مجموعة حاخامات يهود في بغداد عام 1910 (Wikipedia)
مجموعة حاخامات يهود في بغداد عام 1910 (Wikipedia)

وكانت الذروة عام 1941، بعد فشل الانقلاب الذي قاده رشيد عالي الكيلاني، الذي سعى إلى طرد البريطانيّين وإنشاء سُلطة ذات رعاية ألمانية – نازيّة. في تلك السنة، حدث ما يُعرف بالفرهود – المجزرة الأكبر بحقّ يهود العراق. في إطار الاضطرابات، قُتل 179 يهوديًّا، أصيب 2118، تيتّم 242 طفلًا، وسُلب الكثير من الممتلكات. وصل عدد الأشخاص الذين نُهبت ممتلكاتُهم إلى 50 ألفًا، ودُفن الضحايا في مقبرة جماعيّة في بغداد.

كانت النتيجة المباشرة للمجزرة تعزيز قوة الصهيونية، والإدراك أنّ فلسطين (أرض إسرائيل) وحدها تشكّل ملاذًا آمنًا ليهود العراق. فاقم إنشاء دولة إسرائيل ونتائج حرب العام 1948 أكثر وأكثر التوتر بين اليهود والمسلمين في العراق. فاليهود الذين اشتُبه في ممارستهم نشاطاتٍ صهيونية قُبض عليهم، احتُجزوا، وعُذِّبوا.

عام 1950، سنّت الحكومة العراقية قانونًا يسري مفعوله لعامٍ واحد، أتاح لليهود الخروج من البلاد شرطَ تنازُلهم عن جنسيّتهم العراقية. أُتيح لكلّ يهودي يبلغ عشر سنوات وما فوق أن يأخذ معه مبلغًا محدَّدًا من المال وبضعة أغراض. أمّا الممتلكات التي خلّفوها وراءهم فكان يمكنهم بيعها بمبالغ ضئيلة.

نتيجة ذلك، أطلقت دولة إسرائيل عملية باسم “عزرا ونحميا” تهدف إلى إحضار أكبر عددٍ ممكن من يهود العراق إلى البلاد. وكلّما زاد تدفّق اليهود الذين غادروا العراق، ازدادت مضايقات اليهود، حتّى إنّ البعض منهم فقد حياته.

عائلة يهودية عراقية
عائلة يهودية عراقية

منذ 1949 حتّى 1951، فرّ 104 آلاف يهودي من العراق ضمن عمليات “عزرا ونحميا”، و20 ألفًا آخرون هُرِّبوا عبر إيران. وهكذا، تقلّصت الجالية التي بلغت ذروة من 150 ألف شخص عام 1947، إلى مجرّد 6 آلاف بعد عام 1951. أمّا الموجة الثانية من الهجرة فحدثت إثر ارتقاء حزب البعث السلطة عام 1968، إذ هاجر نحو ألف يهودي آخرين إلى إسرائيل. اليوم، يعيش في بغداد عددٌ ضئيل من اليهود، كما يبدو مجرّد ثمانية.

جمّدت السلطات العراقية الممتلكات الكثيرة لليهود الذين هجروا البلاد. ويُقدَّر أنّ قيمة الممتلكات كانت تبلغ نحو 30 مليون دولار في الخمسينات. أمّا بقيمة اليوم، فيمكن القول إنّ يهود العراق تركوا وراءهم ممتلكاتٍ تُقدَّر قيمتها بـ 290 مليون دولار.

خمسة إسرائيليّين – عراقيين عليكم أن تتعرفوا إليهم

عائلة يهودية عراقية تصل الى مطار اللد عام 1950 (WIKIPEDIA)
عائلة يهودية عراقية تصل الى مطار اللد عام 1950 (WIKIPEDIA)

بدءًا من الخمسينات، ازدهرت جماعة يهود بابل في دولة إسرائيل. لم تكُن صعوبات الاستيعاب في الدولة الفتيّة بسيطة، وكان عليهم أن يناضلوا للحفاظ على هويّتهم الفريدة مقابل يهود أوروبا الشرقية، الذين رأوا فيهم ممثّلين أقل قيمة للحضارة العربية. لم تقدِّر السلطات الإسرائيلية الممتلكات الكثيرة والغنى الحضاري الذي تركوه وراءهم في بغداد والبصرة، ولم يتمكّن يهود العراق من إيجاد مكانة لهم بين سائر المهاجرين: المهاجرين من أوروبا الشرقية من جهة، والمهاجرين من شمال إفريقية من جهة أُخرى.

لكن كلّما مّرت السنون، تعرّف الشعب الإسرائيلي إلى أهمية وإسهامات المهاجرين من العراق، ووصل بعضٌ منهم إلى مواقع مركزيّة في السياسة، الثقافة، والمجال المهنيّ في إسرائيل. إليكم خمسة عراقيين يهود إسرائيليين، عليكم أن تتعرّفوا إليهم:

  • الحاخام عوفاديا يوسف – وُلد عام 1920 في بغداد باسم “عوفاديا عوفاديا”، وأصبح مع الوقت الزعيم الديني دون منازع لجميع يهود الشرق في إسرائيل. وضع الحاخام، الذي اعتُبر معجزة دينيّة منذ طفولته، أولى مؤلفاته الدينية في التاسعة من عُمره. يتذكّره كثيرون في إسرائيل بسبب إجازته الفقهيّة لعمليّة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن أيضًا بسبب زلّات لسانه العديدة. فقد قال مثلًا عن أريئيل شارون: “ليُنزل عليه الله – تبارك وتعالى – ضربةً لا يقومُ منها”، ووصف رئيس الحكومة نتنياهو بأنه “عنزة عمياء”.
  • بنيامين “فؤاد” بن إليعيزر – الطفل الصغير من البَصرة الذي أمسى قائدًا عسكريًّا بارزًا في إسرائيل، وبعد ذلك سياسيًّا شغل عددًا كبيرًا من المناصب الوزارية، وكان صديقًا مقرَّبًا من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. فبعد أن كان وزير الإسكان في حكومة رابين، وزير الدفاع في حكومة شارون، ووزير الصناعة في حكومتَي أولمرت ونتنياهو، تتجه أنظار “فؤاد” الآن إلى المقام الأرفع، إذ يسعى إلى أن يكون أوّل رئيس عراقي لدولة إسرائيل.
  • دودو طاسا – حفيد داود الكويتي الذي أضحى هو نفسه موسيقيًّا كبيرا ورياديًّا في إسرائيل. يدمج تاسا بين الأسلوب الغربي وبين الموسيقى العراقية التقليدية، ويُذكَر بشكل خاصّ أداؤه لأغنية فوق النخل‏‎ ‎‏، التي اشتُهرت بأداء جدّه.‎ قادت الأغنية إلى ألبوم يعزف فيه تاسا أغاني الكويتيَّين (داود وصالح).
  • إيلي عمير الأديب الذي جسّد أفضل من أيّ شخص آخر مشاعر القادِمين من العراق. عبّر كتابه “ديك الفِداء”، الذي كتبه على مدى 13 عامًا، بشكل دقيقٍ عن مصاعب شابّ ذي أصل عراقي يستصعب الوصل بين عالم والدَيه الماضي وبين عالَم رجال الكيبوتز ذوي الأصول الأوروبية، الذي أراد الاندماج فيه. بقيت لغته الأم عربية، وهو حزين للإكراه الثقافي الإسرائيلي، الذي ألزمه بمحو ماضيه. مع السنوات، أضحى عمير ناشطًا في حزب العمل الإسرائيلي.
  • إيلي يتسفان – كبير الكوميديين الإسرائيليين هو في الواقع من أصل عراقيّ. فرغم أنه وُلد في إسرائيل، والداه كلاهما عراقيّان. سمع يتسفان، أصغر خمسة أبناء، العربية العراقية تصدح في بيته، وأصبح مقلّدًا موهوبًا قادرًا على تمثيل شخصية أيّ إنسان، ولا سيّما شخصيات من العالم العربي. كاد تقليده للرئيس المصري محمد حسني مبارك (الذي أعطى مبارك لهجة مختلطة – مصريّة وعراقيّة) يقود إلى أزمة في العلاقات الإسرائيلية – المصريّة.

شاهدوا إيلي يتسفان العراقي يقلّد حسني مبارك:

اقرأوا المزيد: 1338 كلمة
عرض أقل