الصندوق القوميّ اليهودي

شعار الصندوق القومي اليهودي (Flash 90)
شعار الصندوق القومي اليهودي (Flash 90)

نتنياهو يشن حربا ضد المنظمة الصهيونية الأقوى في إسرائيل

حكومة نتنياهو تطالب الصندوق القومي اليهودي، صاحب الفضل الكبير في شراء الأراضي لليهود ودعم الاستيطان اليهودي قبل قيام الدولة وبعدها، بنقل 80% من أرباحه إلى خزنة الدولة أو فرض الضرائب عليه

08 نوفمبر 2017 | 10:56

“لا ينسى أحد الدور التاريخي المشرف لصندوق القومي اليهودي، لكن هذا الدور انتهى واليوم أصبح الصندوق الذي لا يخضع لرقابة ويتمتع باستقلالية عبئا على خزنة الدولة، يخدم أعضاؤه والأحزاب التي تدعمه فقط” هذا ما قاله نائب وزير المالية الإسرائيلي، عضو الكنيست يتسحاق كوهن، عن الصندوق القومي اليهودي أو باسمه العبري “كيرين كايمت” في خضم الصراع الدائر بين الحكومة والمنظمة المستقلة.

فحسب التوجه الجديد للحكومة، هنالك خياران أمام الصندوق القومي اليهودي الذي لم يتجرأ أحد على المساس به إلى اليوم، إما نقل 80% من أرباح المنظمة إلى خزنة الدولة أو دفع الضرائب، علما أن المنظمة كانت معفية من دفع الضرائب حتى اليوم.

لكن هذه القرارات لن تمر بسهولة أمام أقوى المنظمات اليهودية في دولة إسرائيل، والكيان الذي كان مسؤولا في الماضي عن جمع تبرعات اليهود في العالم لشراء الأرضي في فلسطين. وفي الحاضر يملك نحو 13% من أراضي الدولة ويتصرف كأنه دولة داخل دولة. وتقتصر نشاطات الصندوق في الراهن على تطوير الأراضي بملكه والمساهمة في التربية اليهودية – الصهيونية وتشجير الأراضي والحفاظ على الأشجار.

وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في حديثه عن خطوات الحكومة ضد المنظمة “الصندوق القومي – كيرين كيميت- تبيع سنويا أراضٍ عديدة وتدخل إلى صندوقها مليارات الشواكل. يجب أن تنتقل هذه الأموال إلى الخير العام”.

وكان الخلاف بين الدولة والمنظمة الصهيونية الأقوى في إسرائيل قد نشب بعد أن أخلت المنظمة باتفاق مع الوزارة المالية نقل 2 مليار شيكل لخزنة الدولة، مقابل أن تسمح الدولة للمنظمة في مواصلة ممارسة نشاطاتها واستقلالها. ورفضت المنظمة نقل الأموال.

والغريب في القصة أن جزء عظيم من الأراضي التي يملكها الصندوق القومي هي أملاك غائبين استولت عليها الدولة بعد عام 1948 وبيعت للصندوق. وحسب الاتفاق الأخير بين الدولة والصندوق، تقوم سلطة أراضي إسرائيل – المؤسسة الرسمية المسؤولة عن أراضي الدولة- بإدارة هذه الأراضي ونقل الأرباح إلى الصندوق القومي.

وقد أثيرت تساؤلات عديدة على مر الزمان حول تصرف الصندوق بهذه الأموال، وحامت شبهات حول رواتب خيالية للمسؤولين في الصندوق. يذكر أن المنظمة تتمتع بامتياز ليس له مثيل في إسرائيل، وهي أنها لا تختضع لرقابة رسمية أو غير رسمية، وحساباتها غير شفافة ومكشوفة.

وقد قرر المسؤولون الكبار في الصندوق الدفاع عن لمنظمة في وجه هجمة الحكومة بدعوى أن الحكومة تخل بالاتفاق معها عن طريق تشريعات تضيق نشاطات الصندوق. وقال مسؤولون في الصندوق إن الحكومة حصلت على 2 مليار شيكل من الصندوق، لكنها تطمع الآن وتريد المزيد.

ودافع مسؤولون عن المنظمة بالقول إنها مسؤولة عن تشجير الأراضي ودعم الزراعة والمناطق القروية في إسرائيل والحكومة ستدمر كل هذه النشاطات فقط لأنها تطمع بأموال الصندوق. “الحكومة تذبح بقرة مقدسة بعملها هذا” قال أحدهم.

اقرأوا المزيد: 396 كلمة
عرض أقل
شمعدان عيد الأنوار وشجرة عيد الميلاد (بلدية حيفا)
شمعدان عيد الأنوار وشجرة عيد الميلاد (بلدية حيفا)

عيد الميلاد في الدولة اليهودية

كل شيء عن الإسرائيليين الذين يحتفلون بالعيد المسيحي في قلب المدينة اليهودية والبديل الإسرائيلي لشجرة عيد الميلاد الأوروبية والعلاقة بين بابا نويل والسيلفي

يواجه عيد الميلاد هذه السنة منافسة صعبة في إسرائيل. ففي كل سنة، يصادف عيد الميلاد في موعد قريب من عيد الأنوار لدى اليهود، ولكن هذه السنة سيكون الاحتفال بالعيدين في الأيام ذاتها. بدأت رموز العيدين – شجرة عيد الميلاد المُزيّنة والشمعدان مع الشموع المُضاءة، في المنافسة في البروز في المجال العام، وإضاءة الشوارع التي تهطل فيها الأمطار.

فصحيح أن المسيحيين في إسرائيل هم أقلية تعدادها أقل من 170,000 مسيحي، ويشكلون نحو %2 فقط من سكّان إسرائيل، ولكن في السنوات الأخيرة يبدو أن علامات العيد بدأت تُلاحظ أكثر في المجال العام.

مَن هم المحتفلون المسيحيون بعيد الميلاد في الدولة اليهودية؟

سوق عيد الميلاد في مدينة حيفا (Noga Hazan)
سوق عيد الميلاد في مدينة حيفا (Noga Hazan)

المجموعتان الأساسيتان اللتان تحتفلان بعيد الميلاد في إسرائيل هما العرب المسيحيون، واليهود القادمون من الاتّحاد السوفياتي وروسيا. يمكن رؤية أشجار عيد الميلاد المُزيّنة في كل مدينة مختلطة تقريبا، ذات نسبة عالية من المسيحيين، مثل الناصرة، والقدس، ولكن في حيفا، شفاعمرو، ويافا أيضا. يشكل المسيحيون في إسرائيل أقلية تعدادها أقل من 170,000 مسيحي، ونستبها نحو %2 فقط من سكّان إسرائيل، ونحو %80 منهم عربا.

رغم أن عيد الميلاد ليس عيدا يهوديا، ولكن يحتفل بهذا العيد الكثير من اليهود الإسرائيليين، ولا سيما اليهود الناطقون بالروسية والذين قدموا إلى إسرائيل من الاتّحاد السوفياتي. حافظ اليهود الروس الذين قدموا إلى إسرائيل مثل أية مجموعة يهودية أخرى قدمت إلى البلاد طيلة السنوات، على تقاليد حضارتهم، ومن بينها الاحتفال بعيد الميلاد الخاص بهم في المجتمَع اليهودي. فهم يسمّون عيد الميلاد بـ “نوفي جود” (رأس السنة الروسي) ويحتفلون به في التاريخ ذاته، ولكن يتناولون طعاما شرقيا أوروبيا ويحتفلون به بصفته عيدا علمانيا وليس كأحد التقاليد المسيحية.

إضافة إلى هاتين المجموعتين، يصل الكثير من السيّاح إلى إسرائيل في كل عيد ميلاد. حيث يقام في الدولة اليهودية، عدد من الاحتفالات الدينية الهامة في العيد المسيحي، ولا سيما في مدينة الناصرة، القدس، وبيت لحم، لأهميتها في التقاليد المسيحية.

عاصفة احتفالات عيد الميلاد

بابا نويل في القدس (Flash90)
بابا نويل في القدس (Flash90)

ولكن هناك مَن لا ينظر نظرة إيجابية إلى شعبية عيد الميلاد الآخذة بالازدياد. إذ دار مؤخرا جدل عاصف في معهد أكاديمي إسرائيلي في مدينة حيفا، لأنه وُضعت فيه شجرة كبيرة لعيد الميلاد إلى جانب شمعدان عيد الأنوار.

وقد أعرب عن هذه المعارضة الحاخام في المعهد الأكاديمي. فدعا الطلاب الجامعيين اليهود ألا يدخلوا إلى القاعة التي نُصبت فيها شجرة عيد الميلاد، “شجرة عيد الميلاد هي رمز ديني، ليس مسيحي ولكن مثير للمشاكل – وثني”، قال الحاخام وأضاف أنه يعتقد أن وضع الشجرة في مكان عام هو مس بهوية المعهد الأكاديمي اليهودية. “لا يدور الحديث عن حرية تعبير دينية، بل عن مجال عام في الحرم الأكاديمي. هذه هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم”.

نجحت أقوال الحاخام في لفت الأنظار، وأعرب طلاب جامعيون عن استيائهم. وتوجه عضو الكنيست، يوسف جبارين من القائمة المشتركة، إلى المستشار القضائي للحكومة وطلب فتح تحقيق جنائي ضد الحاخام بتهمة التّحريض على العنصرية.

التأثير الحضاري الأوروبي الذي أحضر عيد الميلاد إلى الشرق الأوسط

سيلفي مع بابا نويل في القدس (Flash90)
سيلفي مع بابا نويل في القدس (Flash90)

يحتفل الكثير من الشبّان الإسرائيليين، المسلمين واليهود إضافة إلى المسيحيين بعيد الميلاد أيضا. تعجز الكلمات عن وصف المشاهد الجميلة، فالحديث يدور عن الكثير من الزينة – أضواء، أشجار كبيرة مُزينة، عجوز محبوب مع ذقن وملابس تنكرية يوزع الهدايا، وهذه فرصة جيدة لكم جميعا للخروج وقضاء الوقت من دون علاقة بالديانة.

إضافة إلى هذا فإن عيد الميلاد هو حدث كبير، وفيه الكثير من المشتريات في الغرب، وفي إسرائيل أيضا بدأت تعمل أسواق عيد الميلاد، حيث يمكن فيها العثور على الكثير من زينة العيد. يحتفل الشبّان المتأثرون بالغرب بهذا العيد، وحتى أنهم قد يلتقطون صور السلفي ومن ثم يصلون في المسجد أو في الكنيس.

أشجار السرو الإسرائيلية بدلا من أشجار الشوح الأوروبية

أطلقت جمعية مسؤولة عن الأراضي والطبيعة في إسرائيل (الصندوق القومي اليهودي) في حملة خاصة لتوزيع الأشجار على الجمهور الواسع المعني بتزيين منزله بأشجار السرو – الأشجار الإسرائيلية البديلة لأشجار الشوح التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، زار رئيس بلدية القدس، نير بركات، ممثلي السكان المسيحيين في القدس قُبَيل عيد الميلاد، وأوضح أن احتفالات عيد الميلاد في القدس تشكل جزءا هاما في الحياة المشتركة بين الطوائف الثلاث في المدينة المقدسة.

اقرأوا المزيد: 608 كلمة
عرض أقل
غالب مجادلة (Olivier Fitoussi /Flash90)
غالب مجادلة (Olivier Fitoussi /Flash90)

غالب مجادلة – العربي الأوّل في الصندوق القوميّ اليهودي

مجادلة، الذي دخل التاريخ كأوّل وزير مُسلم في دولة إسرائيل، سيدعم برامج من أجل رفاه عرب إسرائيل. حسب تعبيره، "ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا"

عُيّنَ الوزير السابق غالب مجادلة مستشارًا خاصًّا للمجتمع العربي في الصندوق القوميّ اليهودي (كيرن كييمت ليسرائيل)، كما نشرت اليوم صحيفة “معاريف”. ويُعتبَر الأمر تطوّرًا مثيرًا للاهتمام، لأنه على مدى سنوات كان هدف الصندوق امتلاك أراضٍ لصالح الاستيطان اليهوديّ في إسرائيل، أمّا التعيين فيشهد على تغيُّر دوره في القرن الحادي والعشرين.

أُنشئ “الصندوق القوميّ اليهودي” عام 1901 في إطار “المؤتمر الصهيوني”، من أجل المساعدة على تقوية الاستيطان اليهودي في فلسطين. وكانت أوّل الأراضي التي اشتراها الصندوق عام 1904 في منطقة مدينة اللد في المركز، وفي طبريا شمالًا. وسكن في تلك الأراضي أوائل اليهود الذين قدِموا في مطلع القرن العشرين. واشترى الصندوق لاحقًا أراضي في جميع أنحاء البلاد.

مع إنشاء دولة إسرائيل، غيّر الصندوق أهدافه، وبدأ بغرس غابات في أرجاء البلاد. منذ سنوات، يدّعي كثيرون في إسرائيل أنّ الصندوق أضحى منظمة قديمة لا مبرّر بعد لوجودها. من جهته، يقول الصندوق القوميّ إنه غرس في السنوات المئة الأخيرة ما يقارب 240 مليون شجرة في جميع أرجاء البلاد – لكن يجري التشكيك في هذا الرقم. كذلك، صدرت اتّهامات قاسية حول الإدارة الاقتصادية التبذيرية للصندوق الذي يموّله المال العامّ.

أحد الادّعاءات الأكثر شعبيّة هو أنّ الصندوق يمارس التمييز ضدّ المواطنين العرب، ويهتم بمصالح اليهود حصرًا. إذا كان الأمر كذلك، نأمل أن يكون تعيين مجادلة شاهدًا على اهتمام مستجدّ بالسكّان العرب. كما هو معلوم، سبق لمجادلة أن دخل صفحات التاريخ في الماضي حين عُيّنَ أول وزير عربي (غير درزيّ) في إسرائيل.

وسيكون مركز نشاط مجادلة في الصندوق إنشاء “غابة جماهيريّة” مجاورة لقرى وبلدات عربية إلى جانب الغابات القائمة، إعداد طرق للمشي وطرق للدراجات الهوائيّة، تطوير متنزهات على أطراف قريتَي الطيرة وعيلبون، وغير ذلك. “أنا واثق من أنه عبر العمل المشترك مع الصندوق، سيُدرك جميع مواطني الدولة أنّ ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا”، قال مجادلة لصحيفة “معاريف”، مُضيفًا أنّه “عبر هذا النشاط، سنتمكّن من تعزيز الحياة المشتركة لنا جميعًا، ونساهم في تحسين جودة الحياة والبيئة في البلدات العربيّة”.

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل