تركيا... جنة عدن للإسرائيليين الصلعان (Guy Arama)
تركيا... جنة عدن للإسرائيليين الصلعان (Guy Arama)

كيف صارت تركيا جنة عدن للإسرائيليين الصلعان؟

وجد مئات الرجال الإسرائيليين أن تركيا هي الحل للمشكلة الرجولية الأصعب.. فهناك توجد عشرات العيادات المختصة بمجال زرع الشعر. تعرفوا إلى سياحة زرع الشعر المزدهرة بين تل أبيب وإسطنبول

17 مايو 2018 | 12:14

شاهد كل إسرائيلي تقريبا سافر في رحلة جوية من إسطنبول إلى تل أبيب مشهدا غريبا – تكون الرحلات الجوية من تركيا إلى إسرائيل مليئة بالرجال الإسرائيليين وهم في طريق عودتهم إلى البلاد بينما تظهر نقاط حمراء بارزة على رؤوسهم المحلوقة، وتغطيها ضمادة أو شريط طبي. هذه النقاط هي شعر مزروع على رؤوسهم الصلعاء. أصبحت تركيا دولة عظمى لزرع الشعر ويستغل الإسرائيليون الفرصة لاستعادة الشعر الكامل الذي كان لديهم ذات مرة، مقابل دفع آلاف اليوروهات وقضاء عدد من أيام العطلة في تركيا.

ما زال مجال زرع الشعر في إسرائيل غير متطور مقارنة بتركيا ذات عشرات العيادات التي تهتم بهذا الموضوع.  أصبح الطلب في إسرائيل على زرع الشعر كبيرا. وفق المعطيات، يعاني رجلان من بين ثلاثة رجال إسرائيليين من الصلع، أي أكثر من النصف.

عملية زرع الشعر في تركيا (لقطة شاشة)

سافر مئات وحتى آلاف الإسرائيليين إلى تركيا لاستعادة مظهرهم الشاب الذي خسروه بسبب الصلع. يستغل الكثير من الإسرائيليين الذين يجتازون عمليات زرع الشعر الفرصة ويتجولون في شوارع إسطنبول بين العمليات الجراحية والعلاجات الطبية للمشتريات، تناول الأكل، وقضاء وقت في السياحة. ولكن من السهل التعرّف إليهم. إنهم يتجولون وضمادة كبيرة على رقبتهم ورأسهم، ما يشير إلى أنهم اجتازوا علاجا لزرع الشعر في ساعات الصباح لتغطية رأسهم بالشعر.

يدفع كل إسرائيل يعاني من الصلع ويجتاز في تركيا عملية زرع الشعر مبلغ 2000-4000  يورو وهناك مئات الإسرائيليين الذين يجتازون عملية كهذه سنويا. تصل عائدات تركيا من عمليات زرع الشعر إلى نحو مليار دولار سنويا. في الواقع، هناك عدد من العيادات التركية التي أصبحت شعبية لدى الرجال الإسرائيليين الصلعان، لدرجة أنه افتُتحت صفحات فيس بوك بالعبرية ومراكز تسويق لهذه العمليات في إسرائيل. هل ستواصل هذه الصرعة تقدمها في ظل الأزمة الدبلوماسية الجديدة بين البلدين بعد الأحداث على الحدود مع غزة؟ ستخبرنا الأيام.

اقرأوا المزيد: 267 كلمة
عرض أقل
تتناول كوز الذرة الموضوع على مثقاب وتدفع ثمنًا باهظًا
تتناول كوز الذرة الموضوع على مثقاب وتدفع ثمنًا باهظًا

شاهدوا: تتناول الذرة على مثقاب وتدفع ثمنا باهظا

شابة صينية أرادت فقط أن تُشارك في مسابقة الأكل الجديدة التي تعصف في الإنترنت. ويا للخسارة أنها لم تتوخَ بعض الحذر وهي تستخدم المثقاب إذ كان سيوفر الكثير من دموعها

ستندم شابة من الصين لسنوات طويلة لأنها قررت أن تُشارك في تحدي شبكة الإنترنت الجديد الذي يتضمن تناول كوز كامل من الذرة موضوع على مثقاب يدور. تبدو الشابة في مقطع الفيديو المُروع وهي تأكل كوز الذرة وفجأة يعلق شعرها بالمثقاب وينقلب التحدي رأسا على عقب. ينزع المثقاب شعر الشابة بسرعة، تاركا دائرة صلعاء في وسط رأسها.

https://www.youtube.com/watch?v=qc49YWkCyBY

هاكم محاولة ناجحة لتناول كوز ذرة موضوع على مثقاب

https://www.youtube.com/watch?v=1ZTj4ZdUgR8

اقرأوا المزيد: 64 كلمة
عرض أقل
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من Twitter)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من Twitter)

صلعة من أجل الأسرى

مواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بصور إيرانيين حلقوا رؤوسهم كاملًا تضامُنًا مع السجناء السياسيين في القِسم350 في سِجن "اوين" سيّئ الصيت

إذا كان لديكم أصدقاء إيرانيون في فيس بوك، أو بدا لكم أنكم رأيتم أشخاصًا عديدين حليقي الرؤوس في صورهم الشخصية في الآونة الأخيرة، فهذه ليست صُدفة. إنها “نزعة سياسية”، احتجاج ينتشر بسرعة في مواقع التواصل الاجتماعي في إيران جرّاء تقارير عن تعذيب سجناء في القسم 350 من سِجن “اوين” السيئ السمعة، الذي يجري فيه اعتقال سجناء سياسيين بشكل أساسيّ.

ثار الاحتجاج الأسبوع الماضي حين تظاهر المئات من أفراد عائلات السجناء خارج مبنى البرلمان في العاصمة احتجاجًا على المعاملة العنيفة التي يتلقاها أحباؤهم في السجن كما يبدو. فحسf ادّعائهم، أصيب أكثر من 20 من أقربائهم في مواجهات بين سجّانين وسجناء في السجن في 17 نيسان.

صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)

يبدو أنّ معظم الاضطرابات حدث في القسم 350 المخصَّص لاعتقال السجناء السياسيين. ووفق موقع إنترنت مقرَّب من زعيمَي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بدأت الاضطرابات بعد أن رفض سجناء مغادرة زنزاناتهم إثر فحصٍ أمنيّ روتينيّ.

رمز صفحة الفيس بوك لتأييد السجناء
رمز صفحة الفيس بوك لتأييد السجناء

هؤلاء السجناء هم جزءٌ من مئات اعتُقلوا خلال تظاهرات المعارضة في إيران صيفَ 2009، إثر انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسيّة ثانية، في انتخاباتٍ شهدت تزويرًا حسب ادّعائهم. وكانت تلك أخطر تظاهرات في إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وقد أحبطتها السلطات بيدٍ قويّة. وفق بعض التقارير، يجري احتجاز السجناء في زنزانات قاسية تنتهك مواثيق حقوق الإنسان، وادّعى بعض أقرباء السجناء أنهم مُنعوا من زيارة السجن. بالتباين، تدّعي السلطات الإيرانية أنّ أيّ حدث استثنائيّ لم يحدُث.

وفق بعض التقارير، اتُّخذ قرار بدء “احتجاج حلاقة الرأس” إثر نشر صورة السجين السياسي الشهير، عبد الفتاح سلطاني، حليقَ الرأس. وكان الادّعاء أنّ السجّانين هم مَن حلقوا رأسه في خطوة هدفت إلى إذلاله.

صورة السجين السياسي الشهير، عبد الفتاح سلطاني (صورة من Twitter)
صورة السجين السياسي الشهير، عبد الفتاح سلطاني (صورة من Twitter)

يرفع المحتجّون صورَهم وهم حليقو الرؤوس أو بشعرٍ قصير جدًّا إلى صفحة “مع السجناء السياسيين في القسم 350 في سِجن اوين” على فيس بوك. ويضيف عدد منهم إلى الصورة الكلمة “فخور”، ويتصّورون فيما يشيرون بأيديهم إشارة V، مع شريط أخضر مربوط بمعصمهم.

صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
صلعة من أجل الأسرى في اوين (صورة من فيس بوك)
اقرأوا المزيد: 288 كلمة
عرض أقل
مستحضرات التجميل للعيون وصابون الوجه وكريم الوجه ليست مقصورة فقط على النساء (Thinkstock)
مستحضرات التجميل للعيون وصابون الوجه وكريم الوجه ليست مقصورة فقط على النساء (Thinkstock)

صعود النمط الرجولي الجديد: المتروسكشوال

من قال إنّ مستحضرات التجميل للعيون وصابون الوجه وكريم الوجه مقصورة على النساء؟ يبدو أنّ الرجال أدركوا في الآونة الأخيرة ما أدركته النساء دائمًا: الاعتناء والاهتمام بالنفس يمنح شعورًا جيدًا للجسد والروح.

“يمكنك ملاحظة شخص “متروسكشوال” من اللحظة التي تراه فيها، لأنه بمجرد أنك داومتَ على النظر إلى رجل ما فهو من هذا النوع”، كما كتب مارك سيمبسون في المجلة الإلكترونية “Salon.com” في تموز 2002، وذلك في تقرير حاول من خلاله تسليط الضوء على ظاهرة الرجل المتروسكشوال، من خلال تناول شخصية لاعب كرة القدم، دايفيد بكهام – رمز “المتروسكشوال”.

حسب التعريف الأشمل، المتروسكشوال هو الشاب الذي يمتلك الكثير من المال لإنفاقه، الذي يعيش في المدينة أو بجوارها، لأنه يحرص على أن يكون قريبًا من أماكن التسوق والمحال التجارية، مصفف الشعر، النادي الرياضي، المطاعم والبارات التي يحرص على أن يزورها، وهو رمز من رموز المدينة وشخص يحرص على الاهتمام بحياته، بجسده، بشرته، شعره، عضلاته، طعامه، وملابسه وغيرها.

التعريف

لاعب كرة القدم دايفيد بكهام – رمز "المتروسكشوال" (AFP)
لاعب كرة القدم دايفيد بكهام – رمز “المتروسكشوال” (AFP)

مصطلح “متروسكشوال” هو دمج بين كلمتين “الهتروسكشوال” (المنجذب إلى الجنس الآخر) و “متروبولين” (وهي مجموعة من البلدات التي في مركزها مدينة كبيرة تعمل على تقديم وتوفير الخدمات). إن الفكرة الأساسية وراء هذا المصطلح هي العوامل الأساسية القائمة على التعامل بحساسية، بالإضافة إلى الإنفاق على الاعتناء بالبشرة والجسد، وهي مسائل كانت تقتصر سابقًا على النساء، ولكنها تحوّلت إلى أمور يهتم بها الرجال أيضًا.

استخدَم الصحفيُّ البريطاني مارك سيمبسون هذا المصطلح أول مرة عام 1994 في تقرير نشره في صحيفة “Independent”. بدأ المصطلح يلقى رواجًا في الصحيفة الإلكترونية “Salon.com”. واهتم هذا التقرير بشخصية اللاعب الأسطورة، دايفيد بكهام، الذي يًعتبر رمز ظاهرة “المتروسكشوال”.

الأمر يصبح عاديًّا

كان للدعاية والإعلان دور مهم وبارز في ولادة النموذج الجديد من الرجال. يؤكد مختصون في مجال التسويق والإعلان أن هذا النموذج ليس نموذجًا خياليًّا، لأنّ المستهلِك الخيالي لا يقوم بشراء المنتوجات، إذ يتضح من الدراسات التي يتم أجراؤها في مجال التسوّق أن هناك تزايدًا في عمليات شراء مستحضرات التجميل والعناية المخصصة للرجال. وتؤكد مواصلة المعلنين إطلاق الحملات الإعلانية التي توجه إلى هذا العنصر والمستهلك الجديد في السوق، وأيضًا تزايد عدد الإعلانات الموجهة إلى هذا النموذج الجديد من الرجال، أن هناك الكثير من الحقيقة حول ما نشر عن هذا الموضوع.

الرجل المتروسكشوال يهتم كثيراً باللياقة البدنية (Thinkstock)
الرجل المتروسكشوال يهتم كثيراً باللياقة البدنية (Thinkstock)

“المتروسكشوال” موجود في كل مكان – في تقارير الإعلام، في النوادي الرياضية، المطاعم الفاخرة، ومحال الشبكات الرائدة في مجال الملابس الرجالية. ويبدو أن الرجل الإسرائيلي على اطّلاع، وقد بدأ بالاهتمام ليس فقط في النظارات الشمسية، الساعات، والملابس والإكسسوارات ـ وإنما أيضًا بمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة التي كانت حتى فترة قريبة قصرًا على النساء. وقد بات العديد من الشركات يهتمّ بإنتاج منتجات عناية للرجال مثل النساء، ويقوم بالإعلان عنها، رغم عدم فعل ذلك من قبل.

وإذا لم يكن ذلك كافيًا، ففي دراسة أجريت على 3000 رجل (عام 2010)، يتضح أن زمن الاستعداد والاهتمام بالأمور التجميلية لدى الجنس الخشن يزيد على الاستعداد والاهتمام بنفس الأمور لدى الجنس اللطيف. وأسقطت هذه الدراسة الفكرة النمطية حول الاختلاف بين النساء والرجال. فقد أثبتت الدراسة أن الرجال يقضون حوالي 83 دقيقة في العناية بالبشرة واختيار الملابس قبل الخروج من المنزل، في الوقت الذي تكتفي فيه النساء بـ 79 دقيقة فقط. وكشف الاستطلاع الذي أجري في بريطانيا، أن الوقت الذي يتم تخصيصه للاستعداد قبل الخروج من المنزل، يتضمن أيضًا الاهتمام بالشكل، الاستحمام، القيام بدهن الكريمات، تصفيف الشعر، الحلاقة، وبالتأكيد اختيار الملابس الأفضل.

عروض أزياء للرجال فقط (Flash 90)
عروض أزياء للرجال فقط (Flash 90)

وتخبر الدراسة أنّ الرجال يقضون 23 دقيقة في الاستحمام، مقابل 22 دقيقة متوسط كمعدّل للنساء في الاستحمام. الرجال يقضون 18 دقيقة في حلاقة الذقن، أما النساء فلا تتجاوز عملية حلاقة الرجلَين والإبطين لديهنّ سوى 14 دقيقة. أما تنظيف الوجه ودهن الكريمات فيستغرقان 10 دقائق لدى الشبان مقابل 9 دقائق لدى الفتيات. ويتفوق الرجال على النساء أيضا فيما يتعلق باختيار الملابس، ففي الوقت الذي تقضي فيه النساء حوال 10 دقائق في اختيار الملابس، فان الرجال يحتاجون إلى 13 دقيقة من أجل فعل ذلك.

الأملس أجمل، كثير الشعر فظّ

 

الأملس أجمل ? (Flash90Louis Fisher)
الأملس أجمل ? (Flash90Louis Fisher)

تشهد السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد الرجال الذين يهتمون بتلقي علاجات تجميلية. فإذا كان الرجال في السابق يهتمون فقط بكرة القدم، فإنّ المزيد منهم يهتمون اليوم بمظهرهم الخارجي ويطرقون أبواب مراكز إزالة الشعر. وتُعدّ إزالة الشعر في الصدارة بين الشبان والرجال، ولا سيما كثيري الشعر، ويستمرّ الأمر في الازدياد. ووفقًا لمراكز العناية، فإنّ هناك ارتفاعًا في نسبة الرجال الذين يتوجهون إلى تلك المراكز. وتقترب نسبة الرجال الذين يخضعون لإزالة الشعر بسرعة من نسبة النساء.

موضة الصلع، الشيب ليس لي!!!

صحيح أنه ليس هناك حلّ حتى الآن لتساقط شعر الرجال، لكنّ رجالًا عديدين يعانون من هذه المشكلة بدؤوا بحلاقة رؤوسهم. وُلدت هذه “الموضة” في الولايات المتحدة عام 1980. في البداية قام بذلك بطل كرة السلة، مايكل جوردان، وبعد ذلك انتشر هذا الأمر بصورة كبيرة وسريعة في أنحاء مختلفة من العالم. ولم تعد “الصلعة” إشارة إلى التقدم في العمر، بل أصبحت من الأمور التي يفضلها الشباب. ومن اللحظة التي تحولت فيها عملية حلاقة الرأس إلى نوع من أنواع “الموضة”، أدرك الرجال الإيجابيات الكثيرة لهذه الصرعة الجديدة: في البداية، لن يشيب الشعر، لا مشكلة الشعر الرطب بعد الاستحمام، ويمكن توفير أجرة تصفيف الشعر. مع ذلك، ثمة مساوئ منها إمكانية تعرُّض الشخص الذي يحلق رأسه إلى ضربة شمس، كما أن بعض النساء يفضلن رؤوس الرجال المليئة بخصل الشعر المميزة.

وعلى النقيض تمامًا: الشعر الأبيض هو جزء لا يتجزأ من عملية التقدم في السن. وفيما كان يُنظر إلى الشيب في الماضي كدليل على الخبرة والحكمة، أصبح اليوم إشارة إلى التقدم في السن وعدم العناية والترتيب. وفي ظل العصر الجديد الذي يقدّس الشباب، فلا عجب أنّ الكثير من الشائبين لا يرغبون في الظهور ككبار في السن، فيحاولون إخفاء الشيب باستخدام الصبغة. ويعرض سوق الصبغات اليوم على ذوي الشعر الأبيض العديد من الألوان والمستحضرات المتقدمة لصبغ الشعر. ويلجأ العديد من الرجال إلى مصففي الشعر من أجل الخضوع لعلاج خاص يعيد الشعر إلى ما كان عليه، ومعالجة الاصفرار الناجم عن أشعة الشمس وعوامل الطبيعة.

الحقيبة “أنيقة”

الرجل "المتروسكشوال" ينفق الكثير من المال من اجل الاهتمام بنفسه (AFP)
الرجل “المتروسكشوال” ينفق الكثير من المال من اجل الاهتمام بنفسه (AFP)

تنمو صناعة الأزياء الرجالية بصورة متسارعة للغاية. وتنضم إلى البنطال والقميص والأحذية البسيطة، مجموعة من المنتجات ذات الصلة، لن يتخلى عنها الرجل “المتروسكشوال”: الساعات والأساور والخواتم، وربطات العنق من مختلف الألوان والأشكال، السترات والأحزمة والحقائب والقبعات. والتشكيلة واسعة وبألوان مختلفة حسب الفصول.

الصبغة، تصفيف الشعر، تشذيب الأظافر والعناية بالأقدام، العلاجات التجميلية، تصميم الحواجب والعديد من الأمور الأخرى. الرجل “المتروسكشوال” ينفق الكثير من المال من اجل الاهتمام بنفسه أكثر مما كان عليه في السابق، ويمكن أن نرى ذلك بوضوح من خلال الزيارات المتكررة إلى مصففي الشعر، وأيضا الزيارات التي يقوم بها إلى محلات الملابس ومحلات بيع العطور والكريمات والبحث عن مزيد من الأمور الإضافية. لا ريب أن الاختلاف بين النساء والرجال في مجال العناية والاهتمام بالنفس يتقلص شيئا فشيئا. المتطلبات والتطلعات متشابهة. وبالنسبة لمقدمي الخدمات من خبراء تجميل، مصففي شعر، لا فرقَ بين الخدمة المقدّمة للرجال أو للنساء.

اقرأوا المزيد: 997 كلمة
عرض أقل
الممثل الأصلع المعروف فين ديزل (AFP)
الممثل الأصلع المعروف فين ديزل (AFP)

الحقيقة الصلعاء

الصلع هو أحد أكبر الكوابيس لدى الرجال. في السنوات الأخيرة، تشهد الدراسات على تفشي الظاهرة وإصابة عدد أكبر من الناس بالصلع كل سنة

أقرّ وأعترف أن قضية الصلع قريبة إلى قلبي، أو ربما أقرب إلى رأسي. الصلع هو أحد أكبر الكوابيس لدى الرجال. في السنوات الأخيرة، تشهد الدراسات على تفشي الظاهرة وإصابة عدد أكبر من الناس بالصلع كل سنة. بما أنني أصلع، قررتُ بحث مسألة الصلع لدى الرجال، حتى أفهم لماذا يحدث؟، ما هي الآثار النفسية للظاهرة، المظهر الاجتماعي، الصعوبات الأنثروبولوجيا، ولأفهم هل يمكن حقا إيقاف هذه العملية. أثناء البحث، اكتشفتُ معلومات مثيرة للاهتمام عن الظاهرة الأكثر إخافة للرجال في عصرنا.

يبدو أنّ فكرة أن الجمال يبدأ في الشعر ليست مجرد كليشية. فجميعنا نعرف، طبعا، قصة الكتاب المقدس عن “شمشون الجبار” الذي لم يتمكن أعداؤه، الفلستيون، من التغلب عليه. تروي القصة أن الفلستيين أغروا دليلة، زوجة شمشون الثالثة، بالكثير من المال لتكشف لهم سر قوة الرجل الذي قمعهم سنوات عديدة. راوغها شمشون عدة مرات، حتى كشف لها أخيرا أن قوته تكمن في شعر رأسه الذي لم يُحلق أبدا. سارعت دليلة إلى إخبار الفلستيين الذين طلبوا منها قص شعره، وهكذا استطاعوا إلقاء القبض عليه. لا يزال شمشون وشعره المقصوص يمثلان حتى اليوم القوة والرجولة. لكن الأبحاث التي أُجريت في السنوات الأخيرة تظهر أنّ عددا متزايدا من الرجال يفقدون شعرهم ويصابون بالصلع في سن مبكرة، ومع ذلك يستمرون في تصدر قائمة الأبطال والوسماء.

الظاهرة

ينمو شعرنا من جريبات الشعر في فروة الرأس، ويمكن للشعرة بشكل عام أن تستمر في النمو لسنوات عديدة. لكل جريب شعرة دورية في العمل – فترة النمو (أنجان)، وبعد ذلك فترة قصيرة من الراحة (طلوجان). في معظم الوقت، 80% – 90% من جريبات الشعر هي في حالة نمو، وما تبقى في حالة راحة.

يُعتبر سقوط 100 شعرة في اليوم أمرا عاديا، لكن عندما تبدأ الأعداد بالارتفاع بشكل كبير وفي مناطق كثيفة ومحددة، تبدأ ظاهرة الصلع، وهي تتميز عادة بخفة الشعر في مقدمة الرأس أو أعلاه. يمكن أن يبدأ الصلع مباشرة بعد سن المراهقة، ويبدأ الكثير من الرجال بفقدان الشعر في سن مبكرة (17 أو 18).

يروي د. ألكس غينزبورغ، خبير في زرع الشعر في مستشفى شيبا في إسرائيل، أنه في السنوات الأخيرة يعاني ثلثا (2/3، نحو 70%) من الرجال الإسرائيليين من تساقط الشعر والصلع قبل بلوغ سن الأربعين، ويضيف أنه، على سبيل المقارنة، عانى أقل من ثلث الرجال الإسرائيليين من المشكلة قبل 30 عامًا.

لم تُجرَ حتى الآن دراسة مقارنة شاملة حول ظاهرة الصلع في العالم. لكن من المعطيات التي جُمعت، يتبين أن اليهود الشكناز (ذوي الأصول الأوروبية) هم الأكثر صلعًا، حيث يعانون من هذه المشكلة أكثر من اليهود الشرقيين. يتبين أيضا أنّ نسبة الصلع في إسرائيل هي من بين أعلى النسب في العالَم. في الدول الإسكندنافية، ليس هناك أشخاص لديهم الصلع تقريبا، والنسب منخفضة جدا في الدول العربية.

أسباب الصلع متعددة، وهي تتراوح بين أسباب وراثية، ونقص في التغذية، والاضطراب في المجتمع العصري المتأثر أكثر بالإشعاع والضغوط الجسدية والنفسية في مجابهة تحديات الحياة اليومية.

الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد

بين الصلع ونظرة الآخرين

يحيط بقضية الصلع جهل واسع، ومعتقدات خاطئة عديدة انتشرت عبر السنين في شأن عوامل الصلع وعلاقتها بالذكاء، القدرة الجنسية، الخلفية الإثنية، المهنة، الوضع الاقتصادي، الانتماء الاجتماعي ونظرة الآخرين تجاه الشخص. لا ريب أنه يصعب تخيل الأيقونات الاجتماعية التي نعرفها جميعنا سواء من مجال السينما، عرض الأزياء، أو حتى السياسة دون شعر. تخيلوا مثلا كيف سيبدو الرئيس المصري المخلوع، محمد مرسي، دون شعر. وماذا عن روبرت دي نيرو؟ والرئيس أوباما؟ هل كنتم ستعرفون نجم برنامج الواقع “‏Arab Idol”، محمد عساف، دون غرة أنيقة؟ لا أظن …

ومع ذلك، يبدو أن موضوع الشعر والصلع متصل بالموضة غالبًا. فحص بحث من جامعة بنسلفانيا الذي أجراه ألبرت مان، ووجد أن الرجال الصلعان يبدون رجوليين وأقوياء أكثر من الرجال ذوي الشعر المتساقط، الشعر الخفيف، وحتى الرجال ذوي الشعر الكثيف.

عرض البحث، الذي شمل 3 تجارب منفردة، أمام نساء عددا من الصور لرجال صلعان وآخرين غزيري الشعر. اختارت النساءُ الرجال الصلعان، في الأكثرية الساحقة من الحالات، بصفتهم أكثر رجولة، أقوى وأكثر سيطرة، وذوي صفات قيادية واضحة. في الجزء الثاني من الدراسة، عُرض على النساء 4 رجال، لكل منهم صورة مع شعر، وأخرى من دون شعر. بشكل مفاجئ، اختارت النساء صور الرجال الصلعان على أنهم أكثر رجولة وجاذبية. يبدو أن زعيمَي موضة الصلع الهوليوودية، بروس ويليس وجايسون ستيتهام، فهما الإمكانية الهائلة الكامنة في الصلعة، فبدأ بحلق رأسيهما كتعبير عن الموضة.

وإذا لم تقنعكم اتجاهات الموضة بعد، بأنّ الصلعان هم ظاهرة، تأتي دراسة جديدة تفحص تأثير الشعر و/أو غياب الشعر على صورة المدير في المنظمات. كما هو معلوم، يؤثر المظهر الخارجي على القبول للعمل وعلى ارتفاع الأجر على حد سواء. أظهرت دراسات عديدة العلاقة بين الطول ومبنى الجسم وبين القدرة على الكسب – حيث إن الأشخاص الأطول يكسبون أكثر من الأشخاص الأقصر قامة، والأكثر جمالا يتم قبولهم أسرع للعمل. فحصت الدراسة الأخيرة العلاقة بين شعر الرأس (أو الصلع) وبين الصورة الذهنية، أو كيفية النظر إلى المدير في جمعية، وكانت النتائج مفاجئة: يُنظر إلى الصلعان على أنهم أكثر سيطرة، أقوى، أكثر طموحا ومنافسة، وذوي مهارات قيادية واضحة. بالمقابل، حصل الرجال ذوو الشعر الخفيف على تقييم أقل، وجرى النظر إليهم كذوي قدرة قيادية محدودة.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

وإذا كنا نتعامل مع القادة والثقة بالنفس، فإليكم سرًّا: رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رجل أصلع. في مقالة لا سابق لها في صحيفة “هآرتس”، تجرأ الكاتب، داني بار أون، على الخروج عن التقاليد الإعلامية والكشف عن علاقة مباشرة بين التسريحة الجديدة لنتنياهو الذي يعاني من الصلع وبين صورة وإنجازات الرجل الذي وصفه كمتردد غير قادر على اتخاذ قرار دون حسبان الضرر أو الفائدة التي يجلبها ذلك على صورته، وقد كتب: “قد يبدو أن الطريقة التي يختار بها رئيس الحكومة إخفاء صلعته شأن بينه وبين الحلاق، وهو حر في الإقراض والادخار كما يشاء (القصد هو الطريقة التي يغطي بها نتنياهو صلعته بتحويل قسم من الشعر من اليسار إلى اليمين لتغطية الجبين)… الصورة التي تظهر من تصرفات نتنياهو هي صورة لرجل يخاف خوفا متطرفا من إظهار عيوبه أمام الجمهور”.

مقارنة مع نتنياهو، قرر رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت التخلص من تسريحة “الاقتراض والادخار” التي يتفاخر بها نتنياهو، ومع توليه رئاسة حكومة إسرائيل عام 2006، قرر القيام بخطوة حاسمة، والتخلص من خصل الشعر الأخيرة. قال المطلعون في مكتبه آنذاك إن أزمة حادة مرت على أولمرت كرئيس حكومة أدت به إلى التخلص مما تبقى من الشعر الذي اعتنى به طوال سنوات، وقد تقبل الجمهور الصلعة السلطوية دون نكات، كما تقبل صلعة بن غوريون.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

وفي نقاش لا سابق له حول مظهر الزعماء، من المعتاد إجراء نقاش عاصف وجدي في الديموقراطية الأكبر في العالم، الولايات المتحدة، حول السؤال: “هل سينتخب الشعب الأمريكي يومًا ما رئيسا أصلع؟” تظهر الأبحاث والتقديرات أنّ الأمريكيين لا يحبون الزعماء الصلعان، وأنه كان أسهل عليهم تقبل رئيس من أصل أفرو- أمريكي. كذلك، تبدو احتمالات ترؤس امرأة للولايات المتحدة أكبر من رئيس أصلع أو يعاني من الصلع. التعليل بسيط، ويكمن في ما يُدعى ظاهرة “الرئيس التلفزيوني”. وفقا للاختصاصيين، ثمة أهمية خاصة لمظهر الزعيم على شاشة التلفزيون، وأنّ رئيسا أصلع لن يستطيع، في جميع الأحوال، أن يبدو أفضل ويمثل أفضل المصالح الأمريكية أمام العالم.

القواعد الست للرجل الأصلع

إليكم صيغة شخصية لست قواعد للرجال الصلعان لإدارة الأمر بشكل أفضل، وللتقبل الذاتي.

  1. تقبلوا ذلك: يبدو أن ظاهرة الصلع ستظل دائما ظاهرة وراثية من جهة الأم. إذا كان لديكم أخوال وأجداد (من طرف الأم) صلعان، فالأرجح أنكم ستصابون بالصلع حتى سن 50. تقبلوا ذلك بمحبة. لدينا شركاء: شون كونري، زين الدين زيدان، وبروس ويليس.
  2. إذا قررتم مكافحة الصلع، فافعلوا ذلك بسرعة: إذا كنتم صلعانا تماما، يبدو أن الشعر لن يعود أبدًا. إذا كنتم في منتصف الطريق، يبدو أنه عبر العلاج الدوائي (استخدام أدوية مثل بروبتسيا، زرع الشعر، تناول حبوب كورتيزون، أو دهن مسحوق مينوكسيديل) يمكنكم إعادة قسم صغير. وإذا كنتم في بداية الطريق، استشيروا بسرعة أطباء اختصاصيين، وابدؤوا بعلاج مكثّف.
  3. استشيروا أطباء أخصائيي جلد: إذا بدأتم تعانون من الصلع وتفقدون شعركم في مقدمة الرأس، عيّنوا دورا لدى طبيب جلد واستشيروه، فقد يمنع العلاج الدوائي المركز استمرار الظاهرة ويحافظ على ما تبقى من الشعر.
  4. الشعر المستعار موجود، إن كنتم تصرون على ذلك: تطورت صناعة الشعر المستعار كثيرا في السنوات الأخيرة، وإذا كنتم تصرون على هذا الحل، تأنوا في ملاءمة الشعر المستعار (الباروكة)، ولا تبحثوا عن التوفير.
  5. جديد في السوق: علاج جديد (ميكرو – تصبّغ) تحت الجلد لمحاكاة الشعر. يجري الحديث عن طريقة مبتكرة جرى تطويرها في السنوات الأخيرة، تتيح للمعالِج أن ينتج نقاط متتالية من الوشم (مواد تتلف بعد مدة، تشبه جدا وشم الحناء) على رؤوس الصلعان لإتمام مظهر شعر كامل ومقصوص.
  6. أحبوا نفسكم: أضحى الصلعان في السنوات الأخيرة جزءا من الموضة. فرويدا رويدا يلاقون قبولا أكبر بين الناس، اتجاه في الموضة آخذ بالازدياد، لذلك لا تستاؤوا …
اقرأوا المزيد: 1308 كلمة
عرض أقل