الصحفي أوهاد حمو

(لقطة شاشة)
(لقطة شاشة)

صحفي إسرائيلي يوثق الحياة في ظل حكم حماس

يكشف الصحفي الإسرائيلي، أوهاد حمو، في مسلسل وثائقي نادر عن قطاع غزة، حيث لا تصل وسائل إعلام إسرائيلية، عن ضائقة السكان المتزايدة

يكشف الصحفي الإسرائيلي، أوهاد حمو، في سلسلة مقالات، الضائقة واليأس المتزايدين اللذين يشعر بهما مواطني غزة الذين يعيشون في ظروف حياة مكتظة، ولا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، ولا الكهرباء في معظم ساعات اليوم. ينقل حمو في مقالاته التي تحظى بنسب مشاهدة كبيرة، آراء المواطنين وصورا نادرة، لا يمكن مشاهدتها لأن الصحافيين الإسرائيليين لا يدخلون إلى قطاع غزة في الفترة الأخيرة.

منذ أن سيطرت حماس بقوة على غزة قبل 11 عاما، أصبح قطاع غزة مغلقا من كل الجهات ووصل الوضع الاقتصادي فيه إلى ذروة تدهور جديدة. يعاني مليونا سكان غزة، الذين يعيشون في ظروف الحياة الأكثر اكتظاظا في العالم، من نقص خطير بمياه الشرب، إذ إن نحو %97 من المياه التي تصل إلى غزة ملوّثة وغير صالحة للشرب.

أطفال غزة يجمعون الماء (لقطة شاشة)

يعرض حمو أيضا معطيات الفقر والبطالة الهائلة في قطاع غزة. فوفق أقواله، %65 من سكان غزة يعيشون اليوم تحت خطّ الفقر، وسبب هذا الفقر الرئيسي هو البطالة الخطيرة، التي وصلت نسبتها إلى %44 – وهي النسبة الأعلى في العالم. “أريد منزلا آخر، لا أريد الحصول على الطعام، ولا يهمني إذا مت جوعا، ولكن أريد أن يكون لدي منزلا لأحمي به أولادي وبناتي”، قالت منال، من سكان غزة. إضافة إلى ذلك، %63 من شبان غزة لا يعملون، ونحو 216 ألف أكاديمي لا يعملون. “في ظل هذه الأرقام، ليس من المفاجئ أن تنفجر ‘طنجرة الضغط’ في كل لحظة”، أوضح حمو.

وتطرق حمو إلى مشكلة الكهرباء في غزة والمخاطر الصحية، مثل مياه الصرف الصحي التي تجري في الشوارع ويصل جزء منها إلى الوديان الإسرائيلية. أكثر ما يثير الاهتمام وفق ادعائه، هو أن سكان غزة يعتقدون أن المذنب الرئيسي هو أبو مازن، لأن السلطة الفلسطينية قررت معاقبة حماس وخفضت في السنة الماضية رواتب 63 ألف موظف في غزة. هكذا، بشكل ساخر، يعزز أبو مازن قوة حماس تحديدًا.

شباب عاطلين عن العمل في غزة (لقطة شاشة)

رغم الصعوبات الكثيرة، لا يعاني سكان غزة من الجوع، وذلك بفضل دعم الأونروا وجمعيات خيرية أخرى. ولكن بات مستقبل تمويل الأونروا من قبل أمريكيا معرضا للخطر وليس معروفا ما هو مصير هذه الوكالة. الاستنتاج المركزي لمقالة حمو هو أن اليأس الذي يسود في غزة يؤثر في إسرائيل، وهناك علاقة وطيدة بين الوضع الاقتصادي في غزة وبين الفوضى في المنطقة الحدودية.

كتب حمو في صفحته على الفيس بوك بعد نشر المقال: “هذا المقال أهم المقالات التي أعددتها في الفترة الأخيرة. تكمن أهميتها في نقل المعلومات الاستثنائية لكل ما نعرفه ولكننا لا نتخيله. لا تتضمن المقالة الاتهام، بل تنقل صورة عن الوضع واستنتاج بسيطا: عندما لا تحتمل الحياة في غزة، تصبح إسرائيل المتضررة الأولى”.

المظاهرات على حدود غزة (Abed Rahim Khatib / Flash90)
اقرأوا المزيد: 388 كلمة
عرض أقل
الشيخ محمد جابر يتجول في شوارع الخليل (تصوير القناة الثانية الإسرائيلية )
الشيخ محمد جابر يتجول في شوارع الخليل (تصوير القناة الثانية الإسرائيلية )

شيخ حمساوي في السابق ينادي لصنع السلام مع إسرائيل

الشيخ محمد جابر من مدينة الخليل، خطط لقتل جنود إسرائيليين، فسُجن لعدة سنوات. وهو اليوم يتجول في شوارع الخليل ولا يخشى من القول إنه يدعم صنع السلام مع إسرائيل

في هذه الفترة التي يسود فيها توتر، إذ يُسفك الكثير من الدماء بسبب الكراهية بين إسرائيل والفلسطينيين، من الصعب أن نصدّق أنه ما زالت هناك أصوات حقيقية تحاول تهدئة النفوس والحث على المحبة، صنع السلام، والأخوة بين الشعبين.

لو سُئل الشيخ محمد جابر من الخليل في الماضي، ما هو رأيه في اليهود، فكان سيجيب بالتأكيد “أنه يجب ذبحهم”.

وصل مراسل القناة الثانية للشؤون الفلسطينية، أوهاد حمو، إلى الخليل لسماع قصة الشيخ الذي عدل فجأة عن رأيه السياسي والديني فيما يتعلق باليهود، وقرر أن يشن حملة دينية شخصية للكشف عن حقيقة أخرى.

في الثمانينيات، عندما كان متماهيا مع حماس وخطط لقتل جنود في بئر السبع، كان اللونان الأسود والأبيض هما السائدان فيما يتعلق بالواقع، وكان اليهود أعداءه. إلا أنه طرأ تغيير على حياة الشيخ أدى إلى تغيير جذري في آرائه.

ففي حديث صريح مع المراسل حمو في الخليل، معقل حماس، تحدث الشيخ جابر عن التغيير الجذري الذي طرأ على حياته، عندما كان مسجونا لبضع سنوات في السجون الإسرائيلية. لقد خطط مع صديقه من الخليل لتفجير سيارة عند مدخل ثكنة عسكرية في بئر السبع. في الجولة المبكّرة التي أجراها لتخطيط العملية، سألهما جندي ماذا يفعلان بالقرب من الثكنة. فأجابا “نبحث عن الطعام”. لم يتردد ذلك الجندي وأسرع إلى المطبخ وأحضر لهما طعاما.

“نظرت إلى صديقي وفكرت كيف يمكن أن نقتل شخص طيب كهذا. فهو لم يتجنب إطلاق النار علينا فحسب، بل أعطانا طعاما أيضا. ربما الجنود ليسوا سيئين كما يتحدث عنهم زعماؤنا”، قال الشيخ جابر للمراسل حمو.

وفي فترة لاحقة فكر الشيخ في كل مواعظ زعماء الدين الحمساويين. “بدأت أفكر، وأحاول معرفة الحقيقة”، قال مستذكرا. “لم تجعبني أقوال الشيوخ أبدا”.

يعيش الشيخ جابر كما ذُكر آنفًا في الخليل، حيث تتعرض آرائه لانتقادات لاذعة. حتى أنه جرت محاولات في الماضي لإلحاق الضرر به وحرق سيارته. “يصعب على الفلسطينيين قبول آرائي بسبب النزاع السياسي”، قال الشيخ جابر. “في النهاية، يجب أن نتذكر أن الحديث يدور عن طفل يتناول سكينا لتنفيذ عملية. فقد قيل له إنه سيصل إلى الجنة وهو لا يعلم ما يفعله”.

وهكذا يزداد التوتر ويتأجج الوضع الأمني. لا تعكس آراء الشيخ جابر آراء الجميع، ولا آراء الأكثرية، ولكن من الجيد معرفة أن هناك من يؤمن بالسلام والأخوة بين الشعبين.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
الأمهات الثكلى اللاتي تقدن مشروع أزياء (facebook)
الأمهات الثكلى اللاتي تقدن مشروع أزياء (facebook)

الأمهات الثكالى اللاتي تقدن مشروع أزياء

بدلا من الجلوس في المنزل، هؤلاء النساء اللواتي فقدن أحباءهن قررن أن يحددن مصيرهن وأن يواجهن حزنهن على فقدان أبنائهن بطريقة غير متوقعة

تلتقي أمهات فلسطينيات وإسرائيليات في بيت جالا في الضفة الغربية. هذا ليس مشهدا شائعا، ولكن أوجه التشابه  بينهن أكثر من أوجه الاختلاف. ثكلت كل واحدة منهن ابنا، أخا، أو والدا أو والدة، بسبب الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الدامي. الآن يعملن معا على مشروع أزياء، يطرّزن نماذج فريدة على الأحذية ويبعنها. تأتي النساء من أجل العمل بنشاط، ولكن من حين إلى آخر أيضًا يدردشنَ، يتحدثن عن عافية بعضهن البعض، عن سلامة الأسرة والأطفال الذين تبقوا. وقد أجرى مراسل أخبار القناة الثانية الإسرائيلي أوهاد حمو مقابلة معهن في ملتقاهن في بيت جالا.

“كيف لا يمكن أن أتشوق؟ هذا ابني”. قالت روبي دملين بصوت مخنوق من الدموع. “لا يهم كم من الوقت مضى منذ ذلك الحين”.

الأمهات الثكالى اللاتي تقدن مشروع أزياء (لقطة شاشة)
الأمهات الثكالى اللاتي تقدن مشروع أزياء (لقطة شاشة)

في البداية بدا عقد هذه اللقاءات لهؤلاء الأمهات غير ممكنًا. يبدو كل إسرائيلي لهن عدوا، “في نظري هذا أمر غريب أنني قد بدأت أرى هؤلاء النساء. عندما صافحت امرأة إسرائيلية للمرة الأولى- اهتممت بغسل يدي بالصابون. شعرت أن يدي متسخة”، كما قالت عائشة أقطام، بصراحة، وعانقت صديقتها الإسرائيلية روبي.

“نشعر بالكثير من السعادة عندما نلتقي”، كما تقول نيطع شيمش، التي قُتلت والدتها وأخوها في العمليات. “وهناك أيضًا الكثير من الحزن طوال الوقت. إنها هناك دائما”. لقد قُتلت والدة نيطع عندما كانت طفلة. “تزوّجتُ من دون مشاركتها، وكان صعبا جدا عليّ ألا يكون اسمها مسجلا على دعوة حفلة الزفاف. ولدتُ بناتي من دون أن تكون معنا. وأصبحت، للوهلة الأولى، معتادة على العيش من دونها، ولكن في بعض الأحيان أشعر أنه ينقصني شيء ما، ولا أعرف أن أحدد اسمه”. بعد مرور تسع سنوات، قُتل شقيقها الأكبر. “ربما من الجيد أن أمي قُتلت قبله”، كما قالت بألم في مراسم الذكرى في منتدى العائلات الثكلى.

"في نظري هذا أمر غريب أنني قد بدأت أرى هؤلاء النساء" (لقطة شاشة)
“في نظري هذا أمر غريب أنني قد بدأت أرى هؤلاء النساء” (لقطة شاشة)

تتجمع النساء حول الطاولة، يطرّزن على الأحذية، ويبعنها. تُقدّم العائدات إلى النساء الفلسطينيات. من بين سكان الضفة، ربما تكون النساء هنّ المجموعة الأضعف، ويهدف هذا المشروع إلى دعمهنّ اقتصاديا أيضًا، وليس فقط نفسيا، وإلى مساعدتهنّ على الخروج من المنزل وكسب الرزق بكرامة. “بعد ما فقدتُ ابني، بقيت في المنزل لمدة أربع سنوات. لم أخرج منه أبدًا”، كما قالت بشرى عواد من الخليل، وهي ناشطة اليوم في المشروع.

ليس سهلا أن نقرر إذا ما كانت هذه اللقاءات تثير الحزن واليأس أم السعادة والأمل. من جهة، فإنّ كل واحدة من هؤلاء النساء تستيقظ كل صباح وتعيش ألمها الخاص، وليس هناك شيء سيعيد إليهن عزيزهن، الذي فقدنه. “دموعنا نفس اللون”، كما كُتب خلفهنّ. يقلنَ إن الحظّ أعمى، ولكن هؤلاء النساء نجحن في الترفّع عن مشاعر الغضب والانتقام، وأعينهنّ مفتوحة على مصراعيها لرؤية ألم فقدان صديقاتهنّ، سواء كنّ فلسطينيات أو يهوديات.

يطرّزن نماذج فريدة على الأحذية ويبعنها (لقطة شاشة)
يطرّزن نماذج فريدة على الأحذية ويبعنها (لقطة شاشة)
اقرأوا المزيد: 394 كلمة
عرض أقل
الصحفي أوهاد حمو وسطَ  معارك الأزقّة في جنين (لقطة شاشة)
الصحفي أوهاد حمو وسطَ معارك الأزقّة في جنين (لقطة شاشة)

بالفيديو: صحفي إسرائيليّ وسطَ معارك الأزقّة في جنين

تسلّلَ أوهاد حمو، مُراسل القناة الثانية الإسرائيليّة، إلى لُبّ الاشتباكات بين مُسلّحي حماس وبين أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة

17 سبتمبر 2015 | 11:38

“وصلتُ إلى عرين أسود الضفّة الغربيّة”، هكذا قدّمَ صحفيّ القناة الثانية الإسرائيليّة أوهاد حمو جولته في مُخيّم  جنين، والتي أقامها من أجل توثيق الصراع المُسلّح عن كثب بين أفراد من مُخيّم اللاجئين، هذا من جهة، وبين أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينّية من جهة أخرى.

يُلقّب حمو مُخيّم اللاجئين ب”إقليم خارجيّ”، أيّ منطقة مُستقلّة بذاتها واقعة أيضًا داخلَ السلطة الفلسطينيّة. يُطلق ساكنو المُخيّم على أنفسهم أهلَ جنين، وهذا الجزء من هويّتهم أهمّ حتّى من كونهم فلسطينيّين. أوّلا وقبل كل شيء، أهل جنين –  ومن ثم أفراد فتح، الجهاد أو حماس.

صادف حمو في مطلع جولته أولادًا يلعبون، كانوا يحملون معهم مُسدّسات للعب ليُمثّلوا دورَ “المُقاومة” ضدَّ أولاد آخرين يلعبون دورَ الجيش. لكنّه سُرعان ما اكتشفَ أنّه ثمّة أيضًا أشخاص في مُخيّم اللاجئين يحملون سلاحًا حقيقيّا.

عقدَ احتشادٌ في المنطقة، مساءَ زيارة حمو المُخيّم، مُظاهرة تضامُنيّة مع مواطني القدس من أجل المسجد الأقصى، والتي تمّ تنظيمها بالتعاون بين أفراد تابعين لفتح، حماس والجهاد في مُخيَّم اللاجئين. لقّب حمو المُسلّحين بـ “حُكّام المُخيّم الفعليّين، الذين يجولون فيه كالأشباح”.

 

צוות חדשות 2 נקלע לחילופי אש בין מנגנוני הביטחון של הרשות הפלסטינית לפעילי חמאס, הג’יהאד האסלאמי ופתחhttp://bit.ly/1YcJw5F

Posted by ‎חדשות 2‎ on Wednesday, September 16, 2015

بدأت الأمور تؤول للأسوأ حين اقتحمت قوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة المُخيَّمَ. وثّق حمو والمُصوّر الذي رافقه أطفالَ المُخيّم وهم يرمون بالحجارة والزجاجات الحارقة على مراكب الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، في حين كان يتّخذ المطلوبون مواقعَهم ويُطلقون النار. وقامت قوّات السلطة في دورها بالردّ باستعمال الغاز المُسيّل للدموع.

وجاء، تلوَ الحجارةَ والزجاجاتِ الحارقة، دورُ إطلاقِ الرصاص الحيّ والمُتفجّرات التي ألقاها المُسلّحون باتجاه قوّات السلطة. وحين هربَ الصحفيّ إلى زقاق مُجاور، اصطدمَ بمُسلّحين يركضون باتجاه قوّات السلطة، التي يُلقّبونها بـ “حُلفاء الاحتلال”.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
إحتفالات الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين (Flash90/Sliman Khader)
إحتفالات الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين (Flash90/Sliman Khader)

أسرى فلسطينيون محرّرون: لا للنضال المسلّح

بعد أن أدينوا بقتل إسرائيليين بدم بارد، وسجنوا في إسرائيل لفترات طويلة، يتفق الأسرى الفلسطينيون المحررون من السجون الإسرائيلية على أن القتل والعنف لا يجديان

25 فبراير 2015 | 15:20

بثت القناة الإسرائيلية الثانية، قبل أيام، تقريرا مصورا، من إعداد الصحفي أوهاد حيمو، يخص الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية، ويبحث في التغيير الذي طرأ عليهم بعد السنوات الطويلة التي قضوها في السجون الإسرائيلية. ويركز التقرير على 3 سجناء يجمعهم أمر مشترك، رغم الاختلاف في مواقفهم السياسية، وهو رفضهم للعنف كوسيلة للنضال الفلسطيني.

ويتفق الثلاثة، عيسى عبد ربه وعصمت منصور وجلال رمانة، على أن الحياة بعد إطلاق سراحهم من السجن صعبة للغاية، وأنهم رغم الإجلال الذي يحظون به لأيام من الشارع الفلسطيني، يعيشون ظروفا قاسية، إذ لا يساندهم أحد غير ذويهم.

ويقبع في السجون الإسرائيلية في الراهن نحو 5700 أسير فلسطيني، يقضون محكوميات قاسية بعد أن أدينوا بقتل إسرائيليين. ووفق التقرير، ينقسم من يتحرر من السجون الإسرائيلية إلى فئتين: واحدة تشمل أسرى يعودون إلى الإرهاب والنضال المسلح، إما من الأراضي الفلسطينية أو من خارج البلاد، وأبرزهم الأسرى الذين ينتمون إلى حماس، والفئة الثانية تشعر بالتوبة وتترك طريق الإرهاب، خاصة أسرى “فتح” منهم، الذين يقولون اليوم: “لو كان بإمكاننا العودة إلى الماضي، لم كنا قتلنا إسرائيليين”.

ويقول عصمت منصور، من الجبهة الديموقراطية سابقا، وهو أسير سابق أطلق سراحه عام 2013، بعد أن قضى 20 عاما في السجن الإسرائيلي جراء إدانته بتقديم المساعدة لقتل إسرائيلي- “نحن في نضال شعبي ضد الإسرائيليين ويمكننا أن نقاوم ونؤثر على الإسرائيليين، لكن من دون اللجوء إلى العنف”، وموضحا أنه لن يعود إلى طريق الإرهاب ولن يسمح لنجله أن يختار هذه الطريق.

ويضيف منصور، الذي يدرّس اللغة العبرية في الضفة الغربية، أنه على استعداد للاعتراف بدولة إسرائيل والعيش إلى جانبها بسلام في حال تحقّقت مطالب شعبه. حتى أنه ذهب إلى القول خلال التقرير إنه لا يستبعد إمكانية التصويت لرئيس حكومة إسرائيلي في حال أقيمت دولة ديمقراطية واحدة للشعبين.

ويقول عيسى عبد ربه، أسير محرر عام 2013، ضمن مبادرة حسن نية إسرائيلية لأبو مازن مقابل المفاوضات، والذي أدين بمقتل شابين إسرائيليين بطلقة في رأسهما، “لو استطعنا أن نعيد الوقت إلى الوراء لم كنت قتلت هذين الإسرائيليين”. ويوضح عبد ربه، قائلا “أحمل اليوم غضن زيتون بدل البندقية، وأحارب إسرائيل بالكلمة”، مضيفا ” نريد اليوم سلاما ووئاما- قبل 30 سنة كنا نقول “فلسطين كاملة”، اليوم نحن نطالب بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 أو حتى دولة واحدة”.

وعلى نقيض هؤلاء الذين يتغيّرون، ثمة من يبقى على مواقفه المتعصبة ضد دولة إسرائيل، لكن حتى عند هؤلاء يطرأ تغييرا واضحا وهو رفضهم للعنف. وهو حال جلال رمانة الذي تحرر من السجن الإسرائيلي قبل سنة ونصف، وكان رمانة قد حاول أن يفجر سيارة في القدس دون نجاح مما أدى إلى إصابته على نحو خطير. ويقول رمانة إنه لا ينتمي اليوم لحركة حماس، وهو منشغل في تعليم اللغة العبرية.

لكن رمانة متمسك بمواقفه المتعصبة، رغم أنه حصل على لقب ثاني من الجامعات الإسرائيلية، ويقول “يجب على الإسرائيليين أن يدركوا أن التجربة الصهيونية فشلت”، ويضيف “إسرائيل لن تبقى كثيرا، ولن يكون زوالها جرّاء سفك الدماء. اليهود سيفهمون بأنفسهم أنهم أخطأوا”. لكنه يشدد على أن العنف ليس الحل على أية حال.

اقرأوا المزيد: 458 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية لامراءة فلسطينية  (Flash90/Abed Rahim Khatib)
صورة توضيحية لامراءة فلسطينية (Flash90/Abed Rahim Khatib)

قصص يهوديات، أسلَمْنَ، تزوّجنَ ويعشنَ مع أزواجهنّ في الضفة الغربية

ماذا يحدث للنساء اليهوديات اللواتي يقعن في حبّ فلسطينيين ويعتنقنَ الإسلام من أجلهم؟ إنّهن ينكشفنَ لعدسات كاميرات وسائل الإعلام الإسرائيلية ويتحدّثن عن قصصهنّ

تخيّلوا الحالة التالية: شابّة، يهودية، تبلغ من العمر نحو 20 عاما أنهت للتوّ خدمتها في الجيش الإسرائيلي وذهبت للبحث عن عمل في سوق العمل. تصل إلى منتجع مدينة إيلات الجنوبية، على الحدود المصرية وتلتقي هناك بأحد الأصدقاء الفلسطينيين الذين يعملون مع صديقتها في أحد فنادق المدينة. يحدث التعارف بينهما سريعا ويتحدّث الاثنان طويلا. تكتشف عالمه ويكتشف عالمها. ستكون المرة القادمة التي سيلتقيان بها في تل أبيب عند مدخل ملهى ليلي.

الارتباط هو شبه مطلق. يكشف لها عن حياته كفلسطيني من مدينة أريحا، وعن هويته الدينية، عن الإسلام وأسرته التي تعيش في أراضي السلطة الفلسطينية. بعد عدّة شهور، تعتنق الإسلام ويتزوّجان وتنتقل للسكن مع أسرته في أريحا، بعيدا عن أسرتها، والديها وعن المستقبل الذي فكرت يوما ما في إدارته. وإنْ كان ذلك لا يكفي فإنّها ترتدي الحجاب وتتوب الى الله. ومن وقت لآخر، فهي تتلقّى التهديدات من المجتمع اليهودي، الذي نشأت فيه، مطالبين إياها بالرجوع عن قرار إسلامها، والطلاق والعودة إلى حضن أسرتها ودينها وإلا فسيحدث شيء سيّء لها، لزوجها ولأطفالها.

يغطي هذه القصة وقصصا أخرى الصحفي أوهاد حمو، من أخبار القناة الثانية، في مقطع الفيديو التالي، الذي يعرض فيه واقعا شبه مستحيل لأزواج إسرائيليين – فلسطينيين ينجحون في الحبّ، الزواج وإنجاب الأطفال في واقع سياسي واجتماعي تتفجّر فيه “حرب مقدّسة” بين الشعبين.

ووفقا لتقديرات مسؤولين إسرائيليين فهي ظاهرة لا تكاد تُذكر فعلا، ولكنها قوية بما يكفي وتزداد قوة في السنوات الأخيرة: إسرائيليات، يهوديات، شابّات يقعن في حبّ رجال فلسطينيين ويقرّرن إقامة أسرة معهم والعيش على خطّ التماس النازف بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، على خطّ التماس المشبع بالكراهية بين كلا المجتمعين اللذين لا يقبلانهنّ. كسر شامل للمتفق عليه، لا يترك أي خيار لإقامة حياة أسرية طبيعية في واقع مؤلم جدّا.

https://www.facebook.com/video.php?v=439682496179330

تلك الأسر التي وافقت على الكشف عن نفسها، تعيش في خوف دائم من أن يتمّ إيذاؤها من قبل التنظيمات الراغبة في منع الاندماج بين الشعبين. يعمل فعلا تنظيم اليمين الإسرائيلي المتطرّف المسمّى “لاهافا” منذ عدة سنوات على منع هذه الظاهرة بل وتدخّل في عدّة حالات بشكل صارخ من أجل منع الزيجات المختلطة بين الفلسطينيين والإسرائيليات، مثل حالة مورال ومحمود من يافا، اللذين ينتظران في هذه الأيام طفلا.

في المجتمع الفلسطيني أيضًا لا يُنظر إلى المسألة نظرة جيدة، رغم أنّه بالنسبة للمجتمع الفلسطيني، فإنّ المرأة هي التي تقوم بكل التغييرات من أجل ملاءمة نفسها للمجتمع الفلسطيني: فهي تعتنق الإسلام، وتتعلم القرآن والأمور الدينية، تتوب، ترتدي الحجاب وتربّي الأطفال غالبا بحسب قيم الثقافة والمجتمع الإسلامي – الفلسطيني. بل ويمكننا أن نرى في التقرير بعضهنّ وهنّ يصلّين ويتعلّمن الحديث بالعربية ودراسة آيات القرآن.

يتمّ اختبار هذا الواقع المعقّد من جديد في كلّ مرة يسود فيها توتّر عسكري – أمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا ما حدث أيضًا في الصيف الأخير وقت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. بل وقالت إحدى من أجريَ معهنّ مقابلات إنّ أخاها شارك في تلك الحرب بل واتصل بها وطلب ألا تغضب هي وزوجها منه لمشاركته في الحرب وإنّه مجبر على القيام بذلك.

“منذ اليوم الذي تعلّمت فيه أن أصلّي، في كلّ مرة أصلّي أشعر بالارتياح ببساطة، كما لو أنّ حجرا قد سقط من قلبي، أبدأ ببساطة بالتنفّس. كل ما يؤلمني يختفي. بيني وبين الله، فأنا قبل كل شيء مسلمة” كما تقول ياعيل، المرأة الإسرائيلية التي اعتنقت الإسلام وتزوّجت من زوجها الفلسطيني. عندما تصف ياعيل المجموعة المتنوعة من هويّاتها، يبدو ذلك مستحيلا، فصاميّا تقريبا. منذ 12 عاما وهي تقفز بين الإسلام واليهودية، الإسرائيلية والفلسطينية، بين جانبي الخطّ الأخضر، بين المدينة الإسرائيلية بيتح تكفا والمدينة الفلسطينية أريحا. بل وتشير ياعيل في التقرير إلى أنّها بعد إنجابها لابنهما الأول لم تشعر بارتياح، شعرت بأنّها ستموت ولم يكن على لسانها عبارات من التوراة وإنما آيات من القرآن.

قام حمو أيضًا بتغطية الصعوبة الكبيرة التي تمرّ بها بعض تلك الأسر: فبعضها لا يستطيع السكن تحت سقف واحد لأنّ السلطات الإسرائيلية غالبا لا تعطي تصاريح خاصّة للأزواج الفلسطينيين وتُجبر النساء على العيش على خطّ التماس بين إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية.

“أنا أتضرّر بسبب الجانبين. في عملية “الجرف الصامد” بكيت من أجل كلا الجانبين. لا يمكنني أن أشرح، أنا حساسة جدا للوضع الذين بين إسرائيل والفلسطينيين. أقول لنفسي أحيانا: “مشان الله”، الكثير من الناس يحاربون على قطعة أرض، لن يأخذوها معهم إلى القبر”، هذا ما تقوله ياعيل تلخيصا للحالة الصعبة التي يجب عليها التكيّف معها بسبب قرارها في اعتناق الإسلام والعيش مع زوجها الفلسطيني في أريحا.

أثار هذا التقرير عاصفة كبيرة في إسرائيل، واشتكى معلّقون إسرائيليون في صفحات الفيس بوك التابعة لشركة الأخبار في القناة الثانية من بثّ التقرير الذي يبدو في نظرهم يشجّع على التعاطف مع من اختاروا “خيانة إسرائيل”، على حدّ زعمهم. “يجب منع هذه الظاهرة فورًا”، كما كُتب في أحد التعليقات الغاضبة. “ليست لديّ مشكلة مع اختيارهنّ الشخصي. يجب على إسرائيل ببساطة أن تحرمهنّ من المواطنة وأن ينتقلن إلى فلسطين”، كما كتب معلّق آخر.

اقرأوا المزيد: 740 كلمة
عرض أقل