كتبت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن قطر تسعى إلى تحسين صورتها في واشنطن عبر مستشار يهودي أمريكي متدين “حاريدي”، فتح أمامها الأبواب للوصول إلى شخصيات تعد “مؤثرة في الرأي العام”، وذلك لكسب تعاطف الرأي العام اليهودي في الولايات المتحدة والحزب المحافظ الأمريكي.
وأشار تقرير الصحفي الإسرائيلي في “هآرتس”، أمير تيبون، إلى أن قطر استأجرت خدمات مستشار إعلام يهودي أمريكي متدين “حاريدي” يدعى نيك موزن، كان المستشار الإعلامي للسناتور الجمهوري تيد كروز.
وجاء في التقرير أن المستشار حاريدي للملكة فتح أمام قطر أبواب يهود مؤثرين في الرأي العام اليهودي في أمريكا، وفي صناع القرار في واشنطن. ومن هذه الشخصيات، الحقوقي الأمريكي، ألن دورشويتس المعروف بدفاعه عن إسرائيل في واشنطن والذي أجرى زيارة مفاجئة لأمير قطر، كتب بعدها ان انطباعاته عن قطر تغيّرت في أعقاب الزيارة.
وجاء في مقالة نشرها المحامي المعروف على موقع الأخبار “The Hill” أنه لم يعد مقتنعا أن قطر تدعم حماس ومنظمات إرهابية أخرى كما يزعم البعض. وأضاف أن قطر تسمح لرياضيين إسرائيليين الدخول إليها في حين ترفض السعودية ذلك، فعلق على ذلك: “لم أعد مقتنعا أن السعودية هي الطرف الجيد في الأزمة مع قطر”.
وفاجأ دفاع دورشويتس عن قطر، منظمات يهودية عديدة في الولايات المتحدة، خاصة أنه قارن قطر بإسرائيل، قائلا “قصة قطر في الخليج مشابه لقصة إسرائيل. إنها محاطة بأعداء، مهددة بالمقاطعات وتحارب من أجل بقائها”.
وفي حين أعرب يهود أمريكيون عن استعدادهم للنظر مجددا في سياسة قطر بناء على مقالة دورشويتس، لقيت المقالة انتقادات ليست بقليلة أبزرها من باحث يهودي اسمه جونثان شنتر من معهد حماية الديموقراطية والذي استهجن مقالة المحامي اليهودي المعروف وكتب “دورشويتس يستميت في الدفاع عن إسرائيل، ومن ثم يذهب للاجتماع براعية حماس”، ناصحا المحامي بأن لا يدخل في قضايا لا يفهم بها، أي سياسة قطر.
وكشف التقرير أن قطر تدفع للمستشار اليهودي نحو 50 ألف دولار شهريا مقابل فتحه الأبواب أمام قطر لدى الجالية اليهودية والإعلام المحافظ في أمريكا. وكانت قطر قد استضافت في نفس الأسبوع الذي وصل فيه المحامي اليهودي إلى قطر، عضو الكونغرس، مايك هوكبي.
وأضاف التقرير أن قطر لا تستثمر فقط بالعلاقات العامة لتحسين صورتها، إنما تبعث مسؤولين لديها لمخاطبة الأمريكيين مباشرة مثل زيارة الوزير محمود العمادي المسوؤل عن ملف ترميم غزة للتأكيد أن قطر تقدم المساعدات الإنسانية للقطاع غزة وليس ضالعة بالنشاطات العسكرية لحركة حماس.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم يفصح عن اسمه ل “هآرتس” عن هذا أن قطر حقا ملتزمة ببناء قطاع غزة لكن المشكلة مع قطر ان اسمها مرتبط بجميع اللاعبين السيئين في المنطقة: حماس، وإيران ومنظمات سنية متطرفة.