مرت عشر سنوات منذ تولّي المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، منصبها الحالي، كرئيسة للدولة الغربية الأقوى من الناحية الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي. لقد نجحت أنجيلا ميركل، من دون تجربة سياسية سابقة، بالعديد من الطرق في جعل نفسها شخصية سياسية محبوبة في أوساط مؤيديها وناخبيها وناخبي حزبها، الحزب المسيحي – الديمقراطي الألماني (CDU).
وقد وضعت على الطريق أيضًا أهدافا أوسع وأصبحت إحدى القياديات الأكثر انشغالا في الساحة الأوروبية بشكل خاص والغربية بشكل عام، حيث تقف وراءها قرارات كثيرة مثل تشجيع هجرة اللاجئين السوريين ودخولهم إلى ألمانيا، مواجهة الأزمة المالية الكبرى التي هدّدت السياسات النقدية للكتلة الأوروبية وإنقاذ اليونان من أزمة عميقة بل ومواجهة غير مسبوقة للمشاكل الداخلية للمجتمع الألماني، والذي تُعتبر مشكلة شيخوخة البلاد التي تخيّم عليه إحدى أكبر مشاكله في السنوات الماضية. هناك متقدمون في العمر بألمانيا وميركل تدرك جيدا الدلالة الاقتصادية لهذه الحقيقة (متوسط العمر 45، وهو الثاني في ارتفاعه في العالم بعد اليابان).
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (AFP)
وتُعتبر ميركل أيضًا، إلى جانب القليل من الحقائق التي نُشرت حتى الآن، المرأة الأولى في تاريخ ألمانيا التي تتولّى منصب المستشار. وهي أيضًا الأولى من بين المستشارين التي ترعرعت في ألمانيا الشرقية (قبل الاتحاد عام 1990) والأولى من بينهم التي وُلدت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (من مواليد عام 1954).
عندما سُئلت ميركل في إحدى المرات، من قبل صحيفة ألمانية “من هي المرأة التي تحكم بلادنا”؟، أجابت: “امرأة تأسف بأنّها لا يمكنها الذهاب للتسوّق من دون أن يتعرّفوا عليها. امرأة كانت تريد أكثر من أي شيء آخر أن تتناول وجبة العشاء مع مدرّب المنتخب الإسباني لكرة القدم. امرأة تحبّ التنزّه مشيا، أن تطهو وتضحك والشيء الذي تخاف منه أكثر من أي شيء آخر ليس انهيار ال3.يورو، وإنما إمكانية أن تُحاصر من دون حماية في عاصفة رعدية”.
كي نفهم بشكل أفضل سيّدة ألمانيا الأولى، جمعنا من أجلكم 10 حقائق مثيرة للاهتمام ساهمت بالطبع في شخصية المرأة الأقوى في أوروبا اليوم:
1.إلى جانب حقيقة أنها تولت منصب المستشارة الألمانية في 3 ولايات متتالية، فلدى ميركل أيضًا هوايات أخرى أقلّ علنية أمام العالم. فهي هاوية طهو معروفة، طاهية متميّزة فازت بعدة جوائز مثيرة للإعجاب على طهوها الدقيق.
2.وُلدت ميركل في هامبورغ، ألمانيا الغربية عام 1954 لأب راهب وأم معلّمة اللغة الإنجليزية، ولكن أسرتها اضطرت إلى مغادرة ألمانيا الغربية والانتقال شرقا (في فترة الستار الحديدي) في أعقاب عمل الوالد.
تعد ميركل من أقوى زعماء العالم (AFP)
3.في عهد ألمانيا الشيوعية لم تحلم ميركل حتى ولو ليوم واحد بالاشتغال بالسياسة ولكنها مارست سيرة مهنية ثرية باعتبارها باحثة وعالمة بعد أن أنهت دراسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ.
4.تعلّمت ميركل خلال دراستها التحدث بالروسية والإنجليزية بطلاقة، بل ومُنحت جائزة على تفوّقها في الروسية والرياضيات.
5.عندما دخلت مجال السياسة، اعتادت على التباهي بقدراتها في الطبخ والخَبز. كانت معروفة بسبب حساء البطاطا الممتاز الذي أعدّته، أطباق اللحوم وأكثر من أي شيء آخر إحضار كعكة الخوخ.
6.كسياسية، عملت ميركل على مدى ثلاث سنوات كوزيرة للنساء والشباب، وبعد ذلك تولت على مدى أربع سنوات منصب وزيرة جودة البيئة. وهي اليوم تقود الحزب المسيحي – الديمقراطي (الـ CDU مركّب في الواقع من حزبين، الحزب المسيحي – الديمقراطي والحزب المسيحي – الاجتماعي الذي يترشّح في بافاريا).
معروف بأن ميركل تخاف الكلاب (AFP)
7.في حين أنّ معظم الزعماء الآخرين في أوروبا أنهوا منصبهم مع أزمة مالية، ازدهرت ميركل خلالها. لقد دفعت ركودا طويل الأمد في ألمانيا في فترة الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال تقديم حوافز اقتصادية وتقليص ساعات العمل. لقد مكّنت سياسة الفائدة المنخفضة على السندات الماليّة وزادت الصادرات. وتحدّياتها المستقبلية هي مواجهة النظام التعليمي الناقص والمتساهل والنقص في العمال المؤهلين، والذين ستضطر ألمانيا من أجلهم إلى استيعاب المزيد من المهاجرين وتأهيلهم.
8.يُعرف عن ميركل أنها تخاف كثيرا من الكلاب. وقد استغل هذه الحقيقة جيّدا الرئيس الروسي بوتين خلال لقائهما عام 2007 عندما أدخل كلبه إلى غرفة المحادثات مع المستشارة. ردّا على ذلك قالت ميركل للمراسلين إنّ هذا التصرّف يدل على أنّ بوتين كان مضطرا إلى إثبات رجولته.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (AFP)
9.اعتادت ميركل على أن تقلّد بشكل ساخر العديد من زعماء العالم. رغم ظهورها العلني الجادّ، يعلم مقرّبوها أنّها خبيرة في التقليد وقد قلّدت من بين آخرين ملك المملكة العربية السعودية الأسبق الملك عبد الله، وبوتين والمرشّح الأسبق لرئاسة الولايات المتحدة آل جور.
10.تهتم ميركل بمعرفة لماذا لا يوجد فيس بوك ألماني. وتُعرف ميركل أيضا بصفتها هاوية الابتكار التكنولوجي والفكري وهي قلقة من حقيقة أن الفيس بوك لم يكن اختراعا ألمانيا ولماذا لم يخترع الألمان AMAZON.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني