الشباب في إسرائيل

طالبة في الجامعة العبرية في القدس (Miriam Alster/FLASh90)
طالبة في الجامعة العبرية في القدس (Miriam Alster/FLASh90)

لماذا يفضل الطلاب الإسرائيليون الكليات على الجامعات؟

دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تنشر معطيات مثيرة عن الطلاب الجامعيين الإسرائيليين: أين يفضّلون التعلم؟ ما هي المواضيع التي يرغبونها؟ ما هي الفوارق بين الطلاب الجامعيين والطالبات وبعد..

29 مارس 2018 | 10:19

هذا الأسبوع، نشرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية معطيات جديدة عن الطلاب الجامعيين الإسرائيليين – أين يفضّلون التعلم، ما هي المواضيع التي يرغبونها، ما هي الفوارق بين الطلاب الجامعيين والطالبات، وغيرها.

كشفت دائرة الإحصاء بشكل أساسي أنه طرأ انخفاض على عدد الطلاب الجامعيين الإسرائيليين الذين يلتحقون بالجامعات، وبالمقابل طرأت زيادة على عدد الطلاب الذين يتعلمون في الكليات. ففي العقد الأخير، انخفض عدد الطلاب الذي يتسجلون للجامعات الإسرائيلية بـ 4.500 طالب، ووصلت النسبة إلى %12.

كما أن عدد الطلاب الذين اجتازوا امتحان السيكومتري للانضمام إلى المؤسسات الأكاديمية العالية الإسرائيلية، كان أقل من الماضي. يتضح من المعطيات أنه في السنوات الماضية طرأ انخفاض على عدد الممتحَنين، في الجامعات والكليات على حدٍّ سواء. ففي عام 2010 اجتاز %90 من المرشحين امتحانات القبول للجامعات، مقابل %83 في عام 2017. اجتاز %52 من الطلاب الذين درسوا في الكليات في عام 2017 امتحان السيكومتري.

ويتضح أيضا أن هناك فجوة كبيرة (103 علامة) بين علامة السيكومتري ومعدل المرشحين الذين انضموا إلى الجامعات مقارنة بالذين انضموا إلى الكليات. كان هناك فارق بين الطلاب الذين درسوا المحاماة (فارق معدله 138 علامة).

السؤال هو لماذا يفضّل الشبان الإسرائيليون الحصول على لقب من الكليات بدلا من اللقب الجامعي الهام. ربما هناك عدة أسباب، أهمها وفق المعطيات، هو أن شروط الالتحاق في الجامعات تتضمن علامات عالية لهذا من الأصعب الالتحاق بها.

وهناك سبب آخر لعدم التعلم في الجامعات وهو سلبيات التعليم فيها مقارنة بالكليات، ففي الكليات هناك إمكانيات أكثر للحصول على ألقاب تخصص تخدم المتعلمين في سوق العمل مثل الهندسة، التمريض، العمل الاجتماعي، شهادة التدريس، ميكانيكا السيّارات، الكهرباء، شهادة فني، وغيرها. بالمقابل، يتضمن التعليم في الجامعات مواضيع نظرية في مجالات يصعب العمل في مهنة محددة عند الانتهاء من الدراسة، ويؤهل الطلاب الجامعيين للحصول على لقب أكاديميّ ولكن لا يحصلون على شهادات لمزاولة مهن أخرى.

يختار الطلاب الإسرائيليون الدراسة  في الكليات والحصول على ألقاب معتبرة أقل علما منهم أنه من الأصعب على الحاصلين على  لقب أكاديميّ العمل مقارنة بهؤلاء الحاصلين على شهادة تخصص في مجال معين في إسرائيل. يصعب أيضا على الطلاب الذين أنهوا الدراسة للدكتوراه العثور على وظيفة جامعية لأن المنافسة كبيرة وعدد الوظائف محدود. إضافة إلى هذا فإن الرواتب قليلة نسبيًّا في هذا المجال.

يبدو أنه على الرغم من أن الوالدين الإسرائيليين يسعدهم أن يتعلم أولادهم للقب المحاماة، الهندسة، أو إدارة الحسابات في جامعة عريقة، يدرك الشبان أن الدراسة في الجامعات ليست ملائمة للجميع ولا الطريق الوحيدة لمزاولة مهنة ناجحة.

اقرأوا المزيد: 371 كلمة
عرض أقل
الجيل زد. (Nati Shohat/Flash90;Guy Arama)
الجيل زد. (Nati Shohat/Flash90;Guy Arama)

هل جيل أولادكم ناجح أكثر من جيلكم؟

هناك فرق كبير بين أولادكم الذين وُلدوا منذ أن أصبحت المنازل مرتبطة بالإنترنت وبينكم وبين إخوتهم الأكبر منهم سنا أيضا.. ولكن تشير الأبحاث إلى أن هذه الحقيقة ليست سيئة بالضرورة

30 ديسمبر 2017 | 09:17

يتنمي إلى جيل الـ ‏Z‏ كل من وُلِد بين منتصف التسعينيات وبداية عقد الألفين. خلال هذه السنوات طرأت ثورة تكنولوجية أدت إلى دخول أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية إلى كل منزل تقريبا. بما أن جيل الـ  Z‏  قد وُلِد في العصر التكنولوجي على عكس الآباء والأمهات والأشقاء الأكبر سنا، فهو يتمتع بخصائص عديدة تجعله مميزا، لهذا يريد العديد من الباحثين معرفة هذه الخصائص، وكيف سيتصرف هذا الجيل بشكل مختلف عن الأجيال السابقة في المستقبل.

الإدمان على استخدام الشبكات الاجتماعية

إن العادات الاستهلاكية الخاصة بجيل الـ Z تثير اهتمام الباحثين في أنحاء العالم. فمن جهة، لم يعش هذا الجيل تجربة الانتظار حتى وصول رسالة عبر البريد، ومن جهة أخرى، إنه معتاد على مشاركة الأحداث اليومية من حياته عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفي إسرائيل أيضا، كما هي الحال في معظم الأماكن في العالم اليوم، يقضي الأطفال وقتا أطول بكثير أمام شاشات الكمبيوتر، التلفزيون، والهواتف الذكية مقارنة بالبالغين.

وفق تقرير المجلس الإسرائيلي لسلام الطفل، فإن %87 من الشبيبة الإسرائيليين يتصفحون الإنترنت ساعتين وأكثر يوميا و %60 من بينهم يقضون أكثر من 4 ساعات يوميا في تصفح النت. يسطع نجم الواتس آب بين الشبيبة الذين أعمارهم 13 حتى 17 عاما، و %90 من بينهم يعرّفون أنفسهم كمستخدمين نشيطين. %75 يتصفحون الفيس بوك، %61 يستخدمون الإنستجرام، ونصف الشبان لديهم حساب سناب شات.

إدارة اقتصادية حذرة

لا يجلس جيل الـ Z‏ لا مكتوف الأيدي ولا يعتمد على مساعدة والديه اقتصاديا فقط. فإن %38 من الشبان يخططون للعمل بهدف تمويل تعليمهم، في حين يوضح %24 منهم أن الأموال التي يدخرونها معدّة للتعليم. وفقا لدراسات أجراها مركز علم الحركة بين الأجيال في الولايات المتحدة، هناك اختلافات كبيرة بين جيل Y وجيل Z فيما يتعلق بالعمل والمال.

وفقا لباحثين أمريكيين، فإن السبب في توخي الحذر الاقتصادي لهذا الجيل يعود إلى أنه رأى والديه يمرون بأزمة اقتصادية كبيرة في أمريكا، لهذا يحاول أن يدير أموره اقتصاديا بشكل حذر أكثر. %21 من المشاركين في البحث لديهم توفير مالي بدأوه منذ أن كانوا في سن أقل من عشر سنوات. ويتضح من بحث آخر أن %89 من أبناء هذا الجيل متفائلون جدا فيما يتعلق بمستقبلهم الاقتصادي: لدى %64 من المستطلَعة آراؤهم حساب توفير. رغم أن هذا التوقيت ما زال بعيدا، إلا أن جيل الـ Z الذي أصبح في نهاية سن المراهقة وبداية العشرينيات بدأ يوفر لسن التقاعد، دورة الكارميكا، والبريدج. %12 من الشبيبة بدأوا يوفرون منذ الآن، و %35 منهم قالوا إنهم بدأوا بالتوفير منذ سن عشرين عاما.

فجوات أكبر من أي وقت مضى

“يعتقد كل جيل أن جيل البالغين أحمق، بدائي، ولا يفهم شيئا. ويؤيد جيل الـ Z ذلك أيضا”، هذا وفق أقوال دكتور سوزي كغان، معالجة عائلية إسرائيلية. ولكن إذا تم حساب الفوارق بين الأجيال بفترات زمنية مدتها 20-25 سنة، فإن فارق من  خمس سنوات فقط قد يمثل فجوة بين الأجيال، مثلا، بين الأطفال المولودين في أوائل التسعينيات وأشقائهم الذين وُلدوا بعد خمس سنوات من ولادتهم، وذلك بعد أن كان هناك جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت في منزلهم.

“تكمن المشكلة اليوم أن جيل الـ Z يشعر أن الأشخاص الأكبر منهم سنا بخمس سنوات فقط هم بدائيون نسبيا مقارنة به وأقرب إلى جيل آخر. إذا تحدث بالغ مع شاب عمره 15 عاما، فسيعتقد الأخير أن ذلك الشخص غير عصري”. تلخص دكتور نيطاع أرنون شوشاني من مساق التربية في الكلية الإسرائيلية “سمينار هكيبوتسيم” قائلة: “أصبح جيلنا اليوم أحد الأجيال التي تشهد الفارق الأكبر بينه وبين أولاده مما شهدناه على مر التاريخ”.

اقرأوا المزيد: 527 كلمة
عرض أقل
المراهقات الإسرائيليات (Flash90/Miriam Alster)
المراهقات الإسرائيليات (Flash90/Miriam Alster)

لمحة إلى حال الشباب الإسرائيلي في عام 2017

كم فتى يعيش في إسرائيل، كم من بينهم قد استهلك المخدرات، كم من هم يقضي ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون والهواتف الذكية، وكم منهم تزوج في سن مبكرة جدا؟

2,851,911‏ فتى يعيشون في إسرائيل في عام 2017‏ – هذا ما يتضح من المعطيات التي نشرها المجلس لسلامة الطفل في إسرائيل. المجلس لسلامة الطفل هو منظمة تعمل على رفع الوعي حول حقوق الأطفال في إسرائيل المعرضين لخطر الفقر والعنف الجسدي وتعزيز رفاهيتهم.

2,851,911‏ فتى يعيشون في إسرائيل (Flash90/Serge Attal)

ويتضح من البيانات أيضا التي نشرتها دائرة الإحصائيات المركزية أنه في حين كان يشكل الأطفال في عام 1970 نحو %40 من إجمالي سكان إسرائيل، فقد انخفضت نسبتهم في عام 2016 ووصلت إلى %33.

وتشكل الفتيات والشابات اللاتي أعمارهن أقل من 19 عاما %7.5 من إجمالي المتزوجات في إسرائيل – وهو معدل عال جدا مقارنة بمعظم البلدان الغربية.

الإدمان على الإنترنت، التلفزيون، والهواتف الخلوية

يتصفح %87 من الفتية الذين أعمارهم 7 حتى 17 عاما الإنترنت لمدة ساعتين وأكثر يوميا (Flash90/Mendy Hechtman)

أعرب أكثر من %77 من الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 7 حتى 17 عاما أنهم تعرضوا للإهانة عبر الإنترنت، وهذه الظاهرة أصبحت منتشرة أكثر فأكثر مؤخرا، وقال أكثر من نصف المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 وحتى 17 عاما إنهم يحتفظون بصور حميمة في هواتفهم المحمولة.

ويتصفح %87 من الفتية الذين أعمارهم 7 حتى 17 عاما الإنترنت لمدة ساعتين وأكثر يوميا. يستخدم %90 من الفتية الذين أعمارهم 13 حتى 17 عاما الواتس آب، %75 الفيس بوك، %61 الإنستجرام، ويستخدم نصف الشبيبة تقريبا تطبيق سناب شات. يرفق %56 من المستخدمين رسومات الإيموجي في كل رسالة نصية قصيرة تقريبا.

الفتية في إسرائيل يعانون من مشاكل في الوزن

من بين 40 دولة شاركت في الدراسة، تحتل إسرائيل المرتبة الثانية في مؤشر نسبة الطلاب الذين يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات يوميا أو أكثر، واحتل الطلاب الإسرائيليون مرتبة واحدة قبل المرتبة الأخيرة في مؤشر نسبة الطلاب الذين يمارسون نشاطا بدنيا. يعاني %18 من طلاب الصفّ الأول و %30 من طلاب الصفّ السابع من السمنة. بينما يعاني %2 من طلاب الصفّ الأول و %4 من طلاب الصف السابع من نقص الوزن.

المخدرات، الكحول، والعنف

6.7%‏ من الطلاب الإسرائيليين الذين أعمارهم ‏15‏ عاما قد تعاطوا المخدّرات مرة واحدة على الأقل (Flash90/Tomer Neuberg)

6.7%‏ من الطلاب الإسرائيليين الذين أعمارهم ‏15‏ عاما قد تعاطوا المخدّرات مرة واحدة على الأقل، مقارنة بـ ‏26.8%‏ من الطلاب في فرنسا، ونحو ‏20%‏ من الطلاب في سويسرا، إنجلترا، وإسبانيا.

8.6%‏ من الطلاب الذين أعمارهم ‏15-11‏ عاما كانوا ثملين مرة واحدة على الأقل‏‎‎‏، وهذه النسبة هي الأقل من بين النسب التي حققتها 40 دولة شاركت في الدراسة فيما عدا دولة واحدة.‎

كان معدّل القاصرين الذين لديهم ملفات جنائية والذين ينحدرون من عائلات لا يكون فيها الوالدان متزوجين أعلى بثلاثة أضعاف تقريبا من العائلات ذات الوالدين المتزوجين.

وصل 773 فتى وشاب في عام 2016 إلى غرف الطوارئ بعد محاولات انتحارية. من بينهم كان هناك 608 شابة حاولت الانتحار وهذا العدد أعلى بأربعة أضعاف من عدد الشبان.

الشبيبة الفقراء

أكثر من مليون طفل إسرائيلي فقير (Flash90/Yonatan Sindel)

31.2%‏ من الأطفال الإسرائيليين وعددهم ‏881,369‏ طفلا، يعيشون تحت خطّ الفقر. 58.7%‏ من الأطفال اليهود المتدينين و ‏62%‏ من الأطفال العرب، هم فقراء.

في عام 2015، تعرض %34.5 من الأطفال الإسرائيليين إلى خطر الفقر، وهذه النسبة أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى التي فُحصت وهي تصل إلى ضعف معدل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وقد جُمِعت البيانات من مصادر عديدة، منها دائرة الإحصاء المركزية، مؤسسة التأمين الوطني، الشرطة، وزارة التعليم، وزارة الصحة، واتحاد الإنترنت الإسرائيلي، وغيرها.

اقرأوا المزيد: 460 كلمة
عرض أقل
متطوعو "هاشومير هحداش" - الناطور الجديد
متطوعو "هاشومير هحداش" - الناطور الجديد

المنظمة التي تربط الشبان الإسرائيليين بالأرض مجددا

النواطير الجدد.. تعرفوا إلى المنظمة الإسرائيلية التي نجحت في تعليم "جيل الآيفون" المدلل العربية البدوية، رعاية الأغنام، وفلاحة الأرض

“طرأ تغيير معين” قال أون ريفمان، مؤسس شريك في منظمة “الناطور الجديد”، “وصل اليهود إلى بلادهم ولكنهم لم ينسوا المنفى”. عندما سُئل ريفمان ماذا تغير بالتحديد، قال موضحا بإيجاز: “لم تعد لدينا علاقة بالأرض”. فهو يكرر هذه الادعاءات كثيرا، ويوجهها إلى المجتمَع الإسرائيلي اليهودي والعربي على حدِّ سواء.

“لم تعد تربطنا علاقة بالأرض. المزارع هو الشخص الذي يهتم بالتمسك بالبلاد، بالأراضي، ولكن تمت هجرة الزراعة في أيامنا هذه”، قال ريفمان. وأشار إلى عدد عمال الزراعة في إسرائيل، موضحا أنه تقلص في العقود الأخيرة من عشرات الآلاف ووصل إلى آلاف قليلة فقط.

متطوعو "هاشومير هحداش" - الناطور الجديد
متطوعو “هاشومير هحداش” – الناطور الجديد

ويبدو أنه لا يمكن التصدي لظاهرة الهجرة الجماعية لمجال الزراعة في إسرائيل. فقد بدأت الدولة تستثمر أكثر بكثير في التكنولوجيا والهايتك، وهناك منافسة صعبة مقابل البضاعة المستوردة من خارج البلاد، وخسارة مالية كثيرة، إضافة إلى ذلك، تشهد البلاد ظاهرة جريمة بشعة، تركت المزارعين وأفراد الشرطة حائرين. “أغلِقت مئات الملفات حول السرقة، تدمير الممتلكات، والسرقات بذريعة عدم الاهتمام العام بالموضوع. شعرنا أن الفلاحين منهارين”، وفق تعبير ريفمان.

وقبل عقد، قرر بعض الشبّان تحمل مسؤولية طموحة والعمل في المكان الذي فشلت فيه الدولة والشرطة، واستعادة الأمان المفقود لدى المزارعين بأنفسهم. فهم تذكروا منظمة الحراس اليهود ‘هاشومير’، أي الناطور، التي عملت في مزرعة يهودية قبل قيام الدولة، وقرروا إنعاشها. كما هي الحال مع أعضاء ‘هاشومير’ الذين نشطوا قبل مئة عام سابقا، نام أعضاء ‘هاشومير هحداش’، أي الناطور الجديد، في المزرعة، البيارات، والحقول، وحرسوا تطوعا على المكان في الليل والنهار وساعدوا المزارعين في عملهم. رغم الحماسة الأيدولوجية والحنين إلى الماضي، فهم يعترفون أنهم “يعيشون في فترة تختلف عن عهد منظمة ‘هاشومير’ التي نشطت قبل مئة عام، وينشطون اليوم في دولة منظمة. نحن لسنا ميليشيا، ولكن استوحينا الكثير من أعضاء ‘هاشومير'”.

متطوع "هاشومير هحداش" - الناطور الجديد
متطوع “هاشومير هحداش” – الناطور الجديد

وفق أقوال أعضاء ‘هاشومير هحداش’ فليست لديهم أيديولوجيّة ضد العرب، بل على العكس. ويوضحون أن هذه الأيدولوجية بإيحاء من منظمة ‘هاشومير’ اليهودية قبل مئة عام. “العلاقات التي نشأت بين أعضاء ‘هاشومير’ والقبائل البدوية والشركسية التي عاشت في المنطقة، كانت علاقات مميزة ومختلفة عن العلاقات التي كانت في الماضي. فقد كانوا يعدون البدو نموذجا للاحترام، ومثالا يحتذى به. لقد ارتدوا ملابس مثل البدو وتعلموا اللغة والعادات البدوية. في كل بلدة وصل إليها أعضاء ‘هاشومير’ أقاموا مضافة واستقبلوا الزوار وقدموا لهم القهوة، كما تعلموا من جيرانهم البدو”.

تطورت خلال عقد نشاطات ‘هاشومير هحداش’ وانتشرت قطريا. فإذا كان في البداية يجري الحديث عن بضعة شبان أقاموا خيمة حراسة بالقرب من الحقل، فاليوم هناك نحو 35 ألف ناشط متطوع سنويا، يحرسون نحو 50 موقعا في أنحاء إسرائيل، تمتد على نحو 600 ألف دونم”. ولكن الحراسة لم تعد منذ وقت النشاط الوحيد الذي يمارسه أعضاء ‘هاشومير هحداش’. فقد أقاموا مدرسة ثانويّة، يعلم فيها العربية معلم بدوي من القرية القريبة، ومنظومة تطوع ومساعدة في العمل الزراعي، وفي المرعى الذي يتضمن عشرات آلاف المتطوعين من إسرائيل وخارجها، وحدة استطلاع تتدرب من قبل الشرطة، حركة شبابية، وهم يمررون نشاطات في المدرسة اليهودية والعربية على حد سواء.

متطوعو "هاشومير هحداش" - الناطور الجديد
متطوعو “هاشومير هحداش” – الناطور الجديد

وفي الواقع، هناك مواطنون عرب إسرائيليون أو مواطنو الضفة الغربية متورطون بالمخالفات الزراعية، ولكن تؤكد حركة ‘هاشومير هحداش’، أنه يعمل عمال ومتطوعون عرب في إطارها أيضا. “لا يمكن أن نثبت بأية طريقة أن الدافع وراء المخالفات الزراعية هو وطني. لا محل للانشغال بهذا الادعاء لأنه يبعد حل المشكلة”. رغم هذا، وفق أقوال ريفمان هناك توتر وطني أثناء عمل المنظمة. “لا يمكن أن نتجاهل الماضي، صعوبات الجمهور العربي أمام المؤسسات والشعور بالظلم والإجحاف، ولكن رغم الآلام والصعوبات، نحن نعمل على العناية والاهتمام معا بالبيئة التي نعيش فيها ونطمح إلى زيادة النشاطات والتعاون معا”.

اقرأوا المزيد: 541 كلمة
عرض أقل
الزواج على الشاظئ في تل أبيب (Serge Attal / FLASH90)
الزواج على الشاظئ في تل أبيب (Serge Attal / FLASH90)

ندعوكم للمشاركة في فرحنا.. أحضروا طعامكم معكم

تقلص صرعة أفراح الشبان الإسرائيليين الجديدة تكاليف الأعراس وتجعلهم يستثمرون الأموال في أمورهم الهامة

هل تريدون الزواج؟ نتقدم لكم بتهانينا! مراسم العرس مكلفة جدا. قد يجعلكم المقال التالي تتراجعون. فهناك من احتفل بمراسم العرس وكانت تكلفتها أقل. فقد احتفلوا بالعرس ضمن صرعة جديدة، تدعى “العرس الاجتماعي”.

إذا، ما هو العرس الاجتماعيّ؟ هو عرس يشارك فيه الأصدقاء أي الضيوف بشكل فعال في تحضيرات العرس. فبدلا من أن تُصرف آلاف أو عشرات آلاف الدولارات على ترتيبات العرس وبدلا من أن يصل الزوار للمشاركة، تناول الأكل والشرب، الرقص ويتضح لاحقا أن المبلغ المالي الذي هو هدية منهم لا يغطي تكاليف الوجبة، فبهذه الطريقة بوسع الضيوف المعنيين إحضار الأكل بدلا من تقديم الهدية أو المباركة المالية.

وفق ادعاء الشبان الذين تزوجوا حسب طريقة العرس الاجتماعيّ، فهذه الطريقة تخفف على الضيوف بدلا من أن تشكل عبئا. فهي تقلل العبء الاقتصادي الذي يشعر به العرسان والضيوف وتؤكد مشاركة الضيوف الفعالة. فإن تحضير وجبة من محشي ورق العنب لما معدله 20 شخصا يكون مكلف أقل من طلب 20 وجبة من الوجبات الجاهزة. إن التنازل عن الوجبات الجاهزة يكون مجديا للجميع وفق ادعاء مؤيدي طريقة العرس الاجتماعي.

يصل معدل تكلفة عرس متوسط يشمل نحو 300 مدعو إلى نحو 30 حتى 45 ألف دولار. هناك القليل من الإسرائيليين الذين في وسعهم الزواج بتكلفة أقل. في الحقيقة، فإن %94 من الأزواج الإسرائيليين يستثمرون أكثر من 22 ألف دولار في العرس وينجح %1 فقط من العرسان في إقامة مراسم عرس بتكلفة أقل من 15 ألف دولار.

وفي ظل هذه المعطيات، يقرر المزيد من الأزواج الإسرائيليين إجراء مراسم عرس بتكلفة أقل، ولكن شريطة أن تكون ناجحة. إذا عجبتكم هذه الفكرة، فإن المدعوين البالغين في العمر لن يكفوا، على ما يبدو، عن التذمر، وسيكون من الصعب على الكثير من الوالدين قبول نمط العرس البسيط. “العرس هو فرحة العمر”، سيقال لكم. ولكن هذا ليس صحيح دائما. من الصعب على العرسان الحصول على المال لشراء شقة بسبب تكاليف العرس الباهظة.

إن شراء شقة في إسرائيل ليس مهمة سهلة. هناك حاجة إلى 150 راتبا شهريا بالمعدل (يربح معظم الأشخاص أقل)، أي نحو 13 سنة من العمل بوظيفة كاملة، على أقل تقدير، لشراء شقة في إسرائيل.

وفي ظل كل هذه الظروف يمكن تجاهل تذمر الأقارب والتنازل بمحض الإرادة عن قاعة الأفراح وعقد مراسم العرس الباهظة، عن الوجبات الجاهزة، والمطرب المحبوب الذي ترغبون في أن يطرب سهرتكم. يمكن أن تحتفلوا في مكان مفتوح في الطبيعة أو شاطئ بحر بجو ممتع ورائع وبسعر رخيص بشكل خاصّ، بدلا من طلب الوجبات الجاهزة – في وسع المشاركين أن يحضروا معهم الأكل، ويمكن تبديل المطرب المشهور بمطرب أقل شهرة، أو بأغان تحضرونها مسبقا.

اقرأوا المزيد: 391 كلمة
عرض أقل
  • شبان إسرائيليون في مدينة بوشكار في الهند (Nati Shohat/FLASH90)
    شبان إسرائيليون في مدينة بوشكار في الهند (Nati Shohat/FLASH90)
  • شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند  (Serge Attal / Flash 90)
    شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند (Serge Attal / Flash 90)
  • شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)
    شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)
  • شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)
    شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)

سر الهند في جذب الشبان الإسرائيليين

رغم الأمراض والمخاطر الكامنة في شبه القارة الهندية أصبحت الموقع الأفضل لدى الإسرائيليين الذين يبحثون عن الهدوء، يرغبون في تعاطي المخدّرات، أو التسكع دون أية التزامات

يزور الهند في وقتنا هذا عشرات آلاف الشبان الإسرائيليين. إذا أخذنا بعين الاعتبار أن في إسرائيل نحو 80 ألف شاب في عمر 20 عاما، فيمكن أن نعرف أن نسبة ليست ضئيلة منهم موجودة الآن في الهند وليس في إسرائيل. غالبا، تستغرق زيارة الهند بضعة أشهر حتى سنة، وتصل تكلفتها إلى آلاف الدولارات حيث يدفع مقابلها الشبان الإسرائيليين من أموالهم دون مساعدة ذويهم. بهدف معرفة لماذا ينجذب الشبان الإسرائيليون إلى الهند بشكل كبير، سألنا بعض الشبّان بعض الأسئلة حول تجاربهم الشخصية.

الهند هي شبه قارة كبيرة تتضمن عشرات المدن المختلفة. هناك اختلاف بين شمال الدولة وجنوبها، وكذلك اختلاف بين المدن والقرى من حيث الثقافات المميّزة والمتنوعة. رغم ذلك، المدينة الأولى التي يزورها الإسرائيليون غالبًا في الهند هي دلهي، حيث يعيش فيها نحو 20 مليون نسمة – يشكلون ضعفين ونصف عدد سكان إسرائيل بأكملها.

سافرت روتم ابنة 28 عاما، وهي طالبة جامعية تدرس الطب، إلى الهند قبل عامين وتنزهت فيها لمدة ثلاثة أشهر. “أكثر ما لاحظته في دلهي هو كثرة الأحداث الملفتة للانتباه. فهناك الكثير من الأشخاص في الشوارع، وتحدث أمور كثيرة من حول في كل لحظة. تُسمع الضجة، تنبعث الروائح والمذاقات من كل حدب وصوب. تشكل هذه الظاهرة مصدر صعوبة لدى السائح لاستيعابها دفعةً واحدةً، ولكن من الواضح أن الأمور تسير بتناغم هادئ حيث يشكل جزءا من الحياة فيها”.

شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)
شبان إسرائيليون في الهند (هداس هاروش)

“تحدث هذه الظاهرة بسبب التفاعل الإيجابي بين الأشخاص والتكلفة القليلة – فكل شيء رخيص ويكتفي الأشخاص بالقليل عند زيارة الهند”

“تختلف كل الأمور في الهند عما نعرفه. ففي إسرائيل وتيرة الحياة مختلفة. ويمكن في الهند تمرير اليوم بأكمله دون أن نشعر أننا قد خسرنا شيئا ما”، يقول ميخائيل وهو طالب جامعي يدرس القانون وعمره 28 عاما، تنزه في الهند قبل ثلاث سنوات ونصف. “شاهدت إسرائيليين في الهند، وكانوا مصدومين فغادروها سريعا. تختلف الحياة في الهند عن الحياة الغربية التي نعيشها. على السائحين أن يعتادوا على الاكتظاظ، الأوساخ، والفقر. رأيت في دلهي الكثير من الأشخاص يفرشون فراشا في وسط الشارع، يخلعون ملابسهم، ويخلدون إلى النوم. ويتنقل في شوارع المدينة الكثير من القردة بدلا من القطط”.

عادت دورون ابنة 20 عاما من الهند قبل يومين بعد أن قضت فيها أربعة أشهر. فهي تقول إن أكثر ما أعجبها في الهند هو الكثرة. “فهناك الكثير من الأشخاص، ويمكن شراء الكثير من الأغراض بالقليل من المال، وحتى أن كميات الأكل التي قُدِمت لها كانت تبدو كثيرة نسبة لما هي  معتادة على تناوله. هناك فائض من الموارد البشرية في الهند، فالعملية التي يقوم بها شخص واحد في إسرائيل ينفذها سبعة أشخاص في الهند. كان يبدو لي كل شيء كبيرا وغير متناسق، بصفتي أعيش حياة غربية”.

لم يكن الموعد الذي اختار فيه كل من روتم، ميخائيل، ودورون السفر إلى الهند صدفة. كسائر الإسرائيليين، فقد اشتراوا بطاقات الرحلة الجوية إلى الهند في نقطة مفترق في حياتهم وغالبا تحدث هذه الرحلة عندما يكون الشبان في العشرينيات من العمر، بعد انتهاء الخدمة العسكرية وقبل الالتحاق بالتعليم الأكاديمي.

مطعم إسرائيلي في الهند تتناول فيه مأكولات الحمص والفلافل (Serge Attal / Flash 90)
مطعم إسرائيلي في الهند تتناول فيه مأكولات الحمص والفلافل (Serge Attal / Flash 90)

سافرت دورون إلى الهند بعد تسريحها من الجيش بهدف “كسر الإطار والانضباط اللذين اعتدت عليهما في الجيش”. أما ميخائيل فقد سافر إلى الهند بعد أن بدأ تعليمه في مجال القانون عندما شعر أنه على وشك الانهيار في ظل عبء التعليم. وسافرت روتم إلى الهند في السنة الثالثة من دراستها الطب، حين كانت مترددة فيما إذا كانت ستكمل تعليمها في هذا المجال أو أنها ستتوقف وتتعلم موضوعا آخر، “فكرت أن الهند قد تساعدني على العثور على طريقة تفكير أخرى وعلى اتخاذ قراري في أمور مُحيّرة”.

كذلك الهنديون لا يظلون لا مبالين عند زيارة الإسرائيليين مدن الهند وقراها. “فهم يهتم جدا بالإسرائيليين، وأصبح وجودنا هاما وملحوظا في مناطق معنية في الهند. تعلم الكثير من الهنديين الذين لم يزوروا إسرائيل أبدا العبريّة أثناء تواصلهم مع المتنزهين الإسرائيليين. هناك في الهند أيضًا شوارع عليها لافتات بالعبرية، وتقدم مطاعم قوائم الطعام باللغة العبريّة”، وفق أقوال دورون. وأضافت أن الإسرائيليين قد فتحوا في الهند مطاعم حمص، طحينة، وفلافل.

بالمقابل، يجلب الإسرائيليون معهم عند عودتهم من الهند تأثيرات الحضارة الهندية التي تصبح جزءا من المشهد الطبيعي الإسرائيلي. جزء من هذه التأثيرات هو مهرجان الطبيعية، إلى ما لا نهاية من الصفوف لتعليم اليوجا والاسترخاء في أنحاء البلاد، وعشرات المطاعم ذات الأسلوب الهندي.

شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)
شابات إسرائيليات يمارسن اليوغا (Serge Attal / Flash 90)

ولكن هل يجد الإسرائيليون في نهاية الرحلة إلى الهند ما يبحثون عنه؟ الإجابة نعم لدى جزء من السياح. وفق أقوال الإسرائيليين المتحمسين، فقد مروا في الهند بتجارب ليس في وسعهم خوضها في أي مكان آخر ووجدوا حلا للضائقة التي يشعرون بها. “لقد شعرت بإلهام لممارسة الرسم والإبداع، ولم أشعر به قبل أبدا”. تقول روتم وأوضحت أنها مرت بتجربة روحانية في الهند ما زالت ترافقها حتى وقتنا هذا “شاركت في دورة بوذية مدتها 10 أيام، كانت مليئة بالتعليم والاسترخاء، اللذين يسيران بهدوء تام. لقد غيّرت هذه الرحلة تجربتي الحياتية نحو الأفضل وساعدتني على مواجهة أمور كثيرة في حياتي بشكل أفضل”.

“تختلف وتيرة الحياة كالفرق بين السماء والأرض. وصلنا إلى قرية صغيرة ونائية فاكتشفنا أنه ليست لدينا تغطية شبكة خلوية ولا كهرباء. لو كنا في إسرائيل كنا سنشعر بتوتر، أما في الهند فكانت هذه التجربة رائعة. اتضح لنا أن الكهرباء لم تعمل في القرية منذ شهر قبل أن نصل، وحتى أنه لم يعمل أحد على تصليحها، لأن عدم وجوده لم يؤثر في نمط حياة القرويين الهنود.”

بالمُقابل، هناك من يعتقد أن زيارة الهند تشكل وقت استراحة مؤقت من وتيرة الحياة السريعة في إسرائيل، أو تجربة لذيذة تمر تأثيراتها تدريجيا بعد العودة إلى إسرائيل. “تشكل الهند حلما مثاليا يمكن أن يتم فيها فقط. فالهند دولة يمكن أن يسود فيها الهدوء”، قال ميخائيل وأضاف: “شعرت بوتيرة حياة وجو مختلف. شعرت بهدوء، وقرأت الكتب وأنا مرتاح، لكني عدت لاحقا إلى وتيرة الحياة السريعة في إسرائيل”.

ولكن انتهت زيارة الهند من قبل بعض الإسرائيليين بضياعهم تام. فمعظم السياح الإسرائيليين يستغلون الرحلة إلى الهند لتعاطي المخدّرات، ولكن لا تنتهي هذه التجربة بسلام دائما. إذ يمكث 600 سائح في المستشفيات للأمراض النفسية في إسرائيل كل سنة في أعقاب أضرار استهلاك المخدّرات أثناء زيارة الهند. ويتلقى نحو 2.000 متلقي علاج علاجا في أطر خاصة، بسبب الأضرار النفسية التي تحدث أثناء الرحلة.

هناك مخاطر أخرى في الدولة الكبيرة والفقيرة. إضافة إلى الأمرأض مثل الملاريا واضطرابات المعدة، هناك فوارق أيضا بين الحضارة الهندية والإسرائيلية تؤدي إلى تجارب ليست مرغوبة أحيانا، مثل التعامل مع النساء. “دُهشت من معاملة الهنديين للنساء. لم يكفوا عن النظر إلى الفتيات لدرجة أنهن شعرن بانزعاج ومضايقة. لم أشاهد معاملة كهذه من قبل”، قال ميخائيل. تحدثت روتم من مصدر أول عن التحرشات الجنسية التي مرت بها النساء سواء السائحات أو النساء المحليات.   فقالت إن بعض التجارب السلبية التي مرت بها أثناء الرحلة ذات صلة بهذه المشكلة. “هناك الكثير من الرجال الهنديين الذين لا يعرفون أن المرأة مصنوعة من لحم ودم. مرت كل شابة تنزهت في الهند حتى وإن كانت برفقة شريكها بتحرشات صعبة ومُزعجة”.

شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند (Serge Attal / Flash 90)
شابات إسرائيليات يشعلن شمع السبت في ولاية غوا في الهند (Serge Attal / Flash 90)

رغم كل ذلك، لا ينوي الإسرائيليون التنازل عن زيارة الهند. فيزور الكثير منهم الهند، خلافا بالدول الأخرى. “تحدث هذه الظاهرة بسبب التفاعل الإيجابي بين الأشخاص والتكلفة القليلة – فكل شيء رخيص ويكتفي الأشخاص بالقليل عند زيارة الهند”، قال ميخائيل موضحا السبب وفق رأيه الذي يجذب الإسرائيليين ويجعلهم يزورون الهند ثانية.

“تختلف وتيرة الحياة كالفرق بين السماء والأرض”، قال دورون محاولا توضيح سحر الهند “إحدى التجارب التي أتذكرها كثيرا هي أننا صعدنا على جبل بعيد ووصلنا إلى قرية صغيرة ونائية. فاكتشفنا أنه ليست لدينا تغطية شبكة خلوية ولا كهرباء. فرغت بطارية الهاتف الخلوي لدى جميعنا ولمن نعرف التوقيت. لكن لو كنا في إسرائيل كنا سنشعر بتوتر، أما في الهند فكانت هذه التجربة رائعة. طيلة كل الأيام التي قضيتها في القرية، قرأت ورسمت كثيرا، تحدثت مع الأشخاص الذين التقيت بهم كل اليوم وكنا معا كل الوقت. اتضح لنا أن الكهرباء لم تعمل في القرية منذ شهر قبل أن نصل، وحتى أنه لم يعمل أحد على تصليحها، لأن عدم وجود تيار كهربائي لم يؤثر في نمط حياة السكان. في إسرائيل، بالمُقابل، فإن انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين يثير جنون الجميع”.

اقرأوا المزيد: 1216 كلمة
عرض أقل
يحصل الشبان في إسرائيل على الكحول رغم حظر بيعه للشبان دون سن 18 عاما (Flash90/Danna Haymanson)
يحصل الشبان في إسرائيل على الكحول رغم حظر بيعه للشبان دون سن 18 عاما (Flash90/Danna Haymanson)

وباء الكحول والمخدرات يلحق ضررا بشباب إسرائيل

أكثر من ‏23%‏ من الشبان في إسرائيل يدخنون الماريجوانا و ‏35%‏ يستهلكون الكحول. يصعب على السلطات القانونية مواجهة هذه الظاهرة، في ظل الحوار الاجتماعي حول شرعنة المخدّرات ونقص فرض العقوبات الملائمة

في عام 2017، أصبحت مخدرات الماريجوانا (أو القنب الهندي وفق اسمه العلمي) منتشرة في أوساط الشبان في إسرائيل.

وفق تقرير مجلس سلامة الطفل، الذي نُشر في أخبار القناة الثانية الإسرائيلية، كانت الماريجوانا المخدرات الأكثر استخداما في أوساط طلاب الصف الحادي عشر والثاني عشر، واحتلت المرتبة الثانية، أقراص منشطة، أقراص خفض الوزن، أو التهدئة، من دون وصفة طبية. في الحقيقة، تغلب القنب الهندي على المخدّرات الصعبة وأصبح شعبيا بين الشبان في إسرائيل.

تبين من استطلاع شارك فيه شبان لصالح أخبار القناة الثانية، أن %60 من الشبان، ادعوا أنهم يعرفون فتية وشبان استهلكوا المخدّرات في سن 16 حتى 18 عاما. من بين الشبان الذين صرحوا أنهم استهلاكوها، ادعى %3 أنهم استهلكوا المخدرات للمرة الأولى في سن 11 عاما، و %6 في سن 14 عاما، ونحو %30 في سن 15 عاما، و %35 في سن 16 عاما.

حتى وقت قصير، كان يعتبر مستهلكو الماريجوانا مجرمين وفق القانون الإسرائيلي، ولكن بعد تعديلات قانونية أجراها وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، تغيّرت سياسة التعامل مع مستهلكي القنب في كل الأعمار. فبدلا من إنفاذ القانون والتجريم، عند استهلاك المخدرات في المرتين الأولتين تُفرض غرامات مالية فقط – تتضمن هذه القوانين القاصرين أيضًا (الذين أعمارهم دون 18 عاما).

يتضح أن الحوار الاجتماعي الثاقب حول شرعنة الماريجوانا، يثير اهتماما لدى الشبان ويحثهم على تجربة استهلاك المخدرات ويتغلب على كل محاولات وزارتي التربية والصحة للتوضيح أن استهلاك المخدرات يؤدي إلى مشاكل طبية واجتماعية كثيرة.

قال 35%‏ من الشبان في عمر 16 عاما وأكثر إنهم يستهلكون المخدّرات (Flash90/Hadas Parush)
قال 35%‏ من الشبان في عمر 16 عاما وأكثر إنهم يستهلكون المخدّرات (Flash90/Hadas Parush)

تبدأ الحملة التوضيحية في المدارس في إطار دروس التربية. يحاول الكادر التعليمي التحدث مع الشبان. كم يتحدث المعلمون عن الموضوع؟ وكيف؟ يعود القرار حول هاتين النقطتين إلى مدير المدرسة أو الجهة التربوية المسؤولة، وفي الحقيقة ليست هناك تعلميات موحدة لوزارة التربية حول الموضوع.

لا تفشل حملات التوعية أمام الحوار المتزايد في المجتمَع الإسرائيلي حول شرعنة المخدرات فحسب، بل يدعي الشبان أن الحصول على هذه المخدرات سهلا إلى حد معين. يدعي الشبان أنه يمكن الحصول على المخدرات في كل مكان تقريبا. ففي وسع الشبان الذين يرغبون في الحصول على المخدرات التوجه إلى صديق لهم يستهلك المخدرات ويهتم بمساعدتهم. ويوجه الأصدقاء بعضهم إلى المسؤولين عن بيع المخدرات ورجال الأعمال الذين يربحون مئات ملايين الشواكل على حساب الأهالي في إسرائيل عند بيع المخدرات بطريقة غير قانونية.

حتى أن هناك ظاهرة تجمّع الشبان أثناء الاستراحة في المدرسة وتحضير سجائر الدخان والتمتع باستهلاك المخدرات عبر التدخين. يدفع الشبان مقابل المخدرات في بعض الحالات من المال الذي كسبوه أثناء العمل في ساعات بعد الظهر أو بدلا من ذلك من والديهم الذين لا يعرفون كيف تُصرف أموالهم. في حالات الإدمان الصعبة، يحصل الشبان على المال عن طريق السرقة.

إضافة إلى كل هذه المشاكِل، هناك العطلة الصيفية التي يستغلها الشبان لقضاء الوقت في شواطئ البحر، المشاركة في حفلات خاصة في المنازل والنوادي حتى ساعات الليل المتأخرة.

الشرب حتى الثمالة

يفحص أفراد الشرطة المرورية مستوى الكحول لدى الشبان (Flash90/Gideon Markowicz)
يفحص أفراد الشرطة المرورية مستوى الكحول لدى الشبان (Flash90/Gideon Markowicz)

لم تصبح الماريجوانا وباء بين أوساط الشبان في إسرائيل فحسب، بل هناك مخدرات ضارة وفتاكة أكثر وهي الكحول.

قبيل الصيف، تجري وزارة الأمن الداخلي استطلاعا لمعرفة الشعور بالأمن الذي يشعر به الشبان في عمر 12 حتى 18 عاما وأكثر، وتتضح صورة مثيرة للقلق فيما يتعلق بعادات الشرب، استخدام الشبكات الاجتماعية، والتعرض لعنف بشكل عامّ. هناك زيادة في تعرض الشبان للإجرام، لا سيما العنف الجسدي مثل الضرب، الاستفزاز، والمضايقة.

فحص الاستطلاع مستوى تعرض الشبان لأنواع مختلفة من الجريمة، وتيرة إبلاغ الجهات المختلفة، مستوى معرفة الشبان للطواقم المهنية، مستوى ثقة الشبان بالشرطة، ومستوى العنف في البلدات. يتضح من الاستطلاع الذي أجري مؤخرا، وشارك فيه 1434 شابا، أن مشكلة استهلاك الكحول آخذة بالازدياد: قال خمس الشبان الذين شاركوا في الاستطلاع (%20)، إنهم شربوا مرة واحدة على الأقل خمسة كؤوس كحول في غضون بضعة ساعات. ازدادت نسبة الشبان الذين أبلغوا عن شرب كمية شبيهة من الكحول بضعفين مقارنة بالاستطلاع السابق. ويتضح من الاستطلاع أن %18 من المستطعلة آراؤهم أن لديهم صديق يستهلك المخدّرات.

يحظى الشبان في إسرائيل بتشجيع في أعقاب حوار شرعنة المخدّرات (Flash90/Yonatan Sindel)
يحظى الشبان في إسرائيل بتشجيع في أعقاب حوار شرعنة المخدّرات (Flash90/Yonatan Sindel)

تطرقا إلى نهايات الأسبوع، يتضح من بين من تعرض من الشبان إلى حالات عنف أن ساعات المساء والليل تشكل “خطرا” أكثر: %7 من الشبان تعرضوا لعنف جسدي في نهاية الأسبوع في ساعات الصباح، %11 تعرضوا لعنف في ساعات الظهر، و %26 تعرضوا لعنف في ساعات المساء، وكانت ساعات الليل ذورة العنف ونستبها %56.

ويتضح من استطلاع أخر أجري (بين أوساط طلاب الصف السابع حتى الثاني عشر في 1500 مدرسة في إسرائيل) في شهر كانون الثاني هذا العام أن في الصفين السابع والثامن، يستهلك أكثر من %35 من الطلاب الكحول، 21.9% من بينهم فيتان، و 13.5% فتيات، وفي المدرسة الثانوية استهلك أكثر من %90 من الطلاب الكحول، 51.5%‏ من الشبان و ‏39.6%‏ من الفتيات.

كما ويتضح من توزيعة المعطيات وفق مجموعات سكانية أن الطلاب اليهود يستهلكون الكحول أكثر من الطلاب العرب: قال 69.7% من الطلاب اليهود إنهم يستهلكون الكحول، مقارنة بـ 35.9% من الطلاب العرب.

يثبت وباء التدخين واستهلاك الكحول المتزايد والخطير بين الشبان في إسرائيل، أن ليس القانون وحده الذي يحظر التدخين واستهلاك الكحول حتى سن 18 وأكثر هو الهام، بل هناك أهمية للتربية ومواجهة السلطات المحلية والمدارس للوضع للقائم.

اقرأوا المزيد: 758 كلمة
عرض أقل
JSG (Facebook)
JSG (Facebook)

بالصور: فتيات يمارسن التزلج في شوارع القدس

مجموعة فتيات من أعمار مختلفة، جزء منهن من القدس الغربية، وجزء من القدس الشرقية، يهوديات وعربيات، متديّنات وعلمانيات، اجتمعن لكي يمارسن رياضة رجولية بامتياز

تعمل منذ ثماني سنوات مجموعة من الفتيات على تزلج لوح التزلُّج. شروط القبول الوحيدة هي أن المجموعة معدة للفتيات اللواتي تحب التزلج فقط. شِعار المجموعة التي تدعى JSG هو إشارة مرور تحذيرية فيها حذاء كعب مع سكيت بورد.

مؤسسة المجموعة هي طالبة جامعية عمرها 25 عاما من القدس. في البداية، كانت في المجموعة عضوتان فقط، ولكنها أصبحت أكبر مع مرور الوقت. “في كل مرة شاهدنا فتاة تتزلج على لوح التزلُّج قلنا لها: “أنت جزءا من مجموعتنا”.

JSG (Facebook)
JSG (Facebook)

تشارك في المجموعة فتيات من أعمار مختلفة، جزء منهن من القدس، وجزء من القدس الشرقية، يهوديات وعربيات، متديّنات، وعلمانيات. “عندما أتزلج يهمني إذا نظر إليّ شبان أن يلاحظوا كيف أتزلج فقط”، قالت إحدى الفتيات لهيئة البث العام الإسرائيلي.

وفق أقوالها، لا يندهش الشبان الذين يتزلجون على لوح التزلُّج من مشاركة الفتيات في مجال الرياضة التنافسي هذا، ويشجعونهن على المتابعة والتقدم. رغم ذلك، يشكل المجتمَع القريب مصدر صعوبة، ويندهش الأشخاص الذين لا يمارسون هذه الهواية.

JSG (لقطة شاشة)
JSG (لقطة شاشة)

تنظم الفتيات وحدهن دون أي تمويل خارجي منافسات ركوب لوح التزلُّج للفتيات وتشجعن الجيل القادم على ممارسة هذه الهواية. فيما يلي مقطع فيديو لإحدى المنافسات التي نظمتها الفتيات في متنزه في مدينة القدس.

https://www.facebook.com/jerusalemskatergirls/videos/811547229003944/

اقرأوا المزيد: 179 كلمة
عرض أقل
المراهقون في إسرائيل (David Katz)
المراهقون في إسرائيل (David Katz)

نظرة إلى عالم الشباب في إسرائيل

بحث جديد نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يُحدد: أصبح الشبّان الإسرائيليون ليبراليين أقل، متفائلين أقل، ومقتنعين أكثر أن الصراع الخطير في البلاد هو الصراع اليهودي العربي

67%‏ من إجمالي السكان اليهود من الشبان في إسرائيل يعرّفون أنفسهم سياسيا في وقتنا هذا، بصفتهم يمنيين. هذا وفق النشر اليوم صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت” حول “جيل الألفية” الإسرائيلي.

في حال حدث تعارض بين الاحتياجات الأمنية والديموقراطية، يُفضّل %82 من الشبان اليهود تلبية الاحتياجات الأمنية. 73.9%‏ يعتقدون أن على الحكومة الإسرائيلية أن تهتم بمعالجة مشكلة غلاء المعيشة أكثر من معالجة الإرهاب والتربية.

يتضح أيضا من البحث الواسع، الذي نُشِر بأكمله، كما ذُكر آنفًا، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”: يشعر معظم الشبّان الإسرائيليين أن الصراع اليهودي – العربي في إسرائيل يشكل تهديدا كبيرا في المجتمَع الإسرائيلي. أجري البحث الشامل على عينة من الشبان في الوسط اليهودي والعربي، العلماني، المتديّن، والتقليدي.

الشباب اليهودي في إسرائيل يميل أكثر فأكثر الى الدين (Flash90)
الشباب اليهودي في إسرائيل يميل أكثر فأكثر الى الدين (Flash90)

يوفر البحث نظرة إلى عالم الشبان الإسرائيليين العصريين: يبدي الشبان مواقف سياسية يمينة أكثر، يقتربون من الدين، يشعرون بتفاؤل أقل حول مستقبل الدولة؛ لا يثقون بالقيادة، ولا بالمحكمة، ولا بكافة مؤسّسات الدولة الأخرى، ولكن في الوقت ذاته يشعرون بحاجة قوية إلى الانتماء؛ يعربون عن قلقهم من الوضع الأمني ولكن رغم ذلك يشعرون بأمان ولا يرغبون في مغادرة البلاد؛ ويضعون مسألة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني جانبا حاليا. يهمهم كثيرا شراء منزل، وإذا كان ممكنا التمتع بالحياة أيضًا.

أجري البحث من قبل “مركز ماكرو” للاقتصاد السياسي وصندوق فريدريخ أبرت في إسرائيل طيلة 18 عاما. هذا البحث هو الجزء الرابع من سلسلة أبحاث تُجرى مرة كل ست سنوات، بدءا من عام 1998. لا تهدف هذه الأبحاث إلى معرفة موقف الفتية (الذين عمرهم 15 حتى 18 عاما) والشبان (الذين عمرهم 21 حتى 24 عاما) بل إلى معرفة الاختلاف بين الجيل الجديد والجيل القديم. شارك في البحث الحالي 4612 مشاركا.

العرب متفائلون أكثر إزاء مستقبلهم في إسرائيل

العرب متفائلون أكثر إزاء مستقبلهم في إسرائيل (Flash90Nati Shohat)
العرب متفائلون أكثر إزاء مستقبلهم في إسرائيل (Flash90Nati Shohat)

يتضح من البحث أن الشبان المتدينين اليهود لم يكونوا متشائمين أكثر إزاء مستقبلهم مقارنة في وقتنا هذا. بالمقابل، أصبح العرب متفائلين أكثر مقارنة بالماضي، ويعتقد الكثيرون منهم أن في وسعهم تحقيق أهدافهم في إسرائيل. يشير البحث إلى علاقة متينة بين الزيادة المطردة في نسبة الشبان اليهود التقليديين والمتدينين جدا وبين الميل المتزايد نحو تبني مواقف يمينية سياسية. يتضح من البحث أيضا أنه رويدا رويدا ولكن بشكل مستمر يفقد المواطنون الشبان ثقتهم بالدولة ومؤسّساتها بما في ذلك الجيش الإسرائيلي.

في السنوات العشر الماضية، انخفضت نسبة الشبان (حتى جيل ‏25‏) في إسرائيل إلى 15%‏ من إجمالي السكان، وهم يشكلون 1.26‏ مليون مواطن (صحيح حتى 2015‏). نحو ثلثين منهم يهود، وثلث آخر من غير اليهود ومعظمه من العرب المسلمين، والقليل من الدروز، العرب المسيحيين، ومواطنين ليست لديهم هوية دينية محددة. نسبة السكان العرب من إجمالي السكان الشباب أعلى في يومنا هذا بنحو %20 مما كان في السنوات الأولى من قيام الدولة.

إحدى النتائج الهامة التي تُستشف من البحث هي أن الشبان اليهود أصبحوا متديّنين أكثر. في عام 2004، عرّف أكثر من نصف الشبان أنفسهم كعلمانيين (%54)، بينما في يومنا هذا يُعرّف نحو %40 أنفسهم كعلمانيين.

أصبح التقرّب من الدين مُعطى هام جدا. يتضح من أبحاث الرأي العام التي أجريت طيلة سنوات أن مستوى التديّن هو مُعطى ديموغرافي هام من حيث تأثيره في مواقف المواطنين اليهود السياسية (ولكن لا يتضمن المواطنين العرب). يدعي الباحثون، أن الهوية الدينية أو العلمانية اليهودية تؤثر ليس في مواضيع ذات صلة مباشرة في الدين فحسب بل في النظرة إلى الهوية القومية، العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل، والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وغيرها. مثلا، كلما أصبح الشبان اليهود متديّنين أكثر، تقل الأهمية التي يولونها للقيم الديموقراطية.

أصبح الشبان اليهود يتوجهون يمينا بينما يتوجه الشبان العرب إلى المركز

الشباب اليهودي يتوجه أكثر فأكثر الى اليمين (Flash90Miriam Alster)
الشباب اليهودي يتوجه أكثر فأكثر الى اليمين (Flash90Miriam Alster)

في الحقيقة، عندما نحاول إدراج الإسرائيلي الجديد على محور سياسي يميني – يساري، يمكن أن نشهد تحركا يمينا إلى حد معيّن. يميل الشبان اليهود في إسرائيل إلى اليمين، بينما يصنف العرب أنفسهم في المركز أو أنهم لا يصنفون أنفسهم على هذا المحور أبدا. يتضح من البحث أن شعار “اليسار” تضرر كثيرا في العقد الأخير. ينتمي %16 من الشبان اليهود فقط و %10 من الشبان العرب إلى اليسار. بالمقابل، كان ‏25%‏ من الشبان من اليهود و 50%‏ من العرب في عام 2004 من أتباع اليسار‏‎.‎

وفق البحث، فإن تيار اليمين هو الرابح الأساسي من هبوط تماهي الشبان مع اليسار، في حين ازداد عدد العرب الذين يدعمون المركز.

وفق مجري البحث، بدأت التوجه يمينا أثناء الانتفاضة الثانية. في عام 2004، عرّف ‏56%‏ من الشبان اليهود أنفسهم كيمينيين (مقابل ‏47.8%‏ في عام 1998‏)، و ‏25%‏ كيساريين (مقابل ‏32%‏ في عام 1998‏)، و8%‏ يدعمون المركز (مقابل ‏10%‏ في عام 1998‏). كما ذُكر آنفًا، في يومنا هذا ينتمي %75 من الشبان و%62 من الفتية إلى اليمين. يشكل مؤيدو المركز أكثر من %10 بقليل. التغيير واضح: أصبح الشبان اليهود منتمين إلى اليمين أكثر.

أهداف الشبّان الإسرائيليين في الحياة

3 أهداف لدى الشباب الإسرائيلي: النجاح اقتصاديا، التمتع بملذات الحياة والتعليم العالي (Flash90Yossi Zeliger)
3 أهداف لدى الشباب الإسرائيلي: النجاح اقتصاديا، التمتع بملذات الحياة والتعليم العالي (Flash90Yossi Zeliger)

هناك ثلاثة أهداف لدى الشبان الإسرائيليين: النجاح اقتصاديا، التمتع بملذات الحياة، والتعليم العالي. كان النجاح اقتصاديا أبرز هذه الأهداف، رغم ذلك فإن التمتع بالحياة كان بارزا في أوساط الشبان اليهود العلمانيين. أشار 47.9% منهم أنهم يرغبون في التمتع بقضاء الوقت، تناول وجبة لذيذة، وزيارة البحر كأفضلية مقابل 13.5% فقط من الشبان المتدينين. عندما سُئل الشبان عن المساهمة من أجل الدولة والمجتمع، قال 58%‏ من الشبان المتدينين إنهم اختاروا هذا الهدف كهدف أولي، مقابل 15.9% من الشبان العلمانيين.

يولي معظم الشبان في اهتماما كبيرا للتعليم العالي ويعتقدون أنه يشكل شرطا أساسيا للانخراط في سوق العمل (أشار 48% من اليهود و58% من العرب إلى أنهم يعتقدون أن التعليم العالي هو هدف من بين هدفين أساسيين لديهم).

يولي الشبان في إسرائيل اهتماما خاصا لغلاء المعيشة. قال 55%‏ من الشبان في إسرائيل و67.1%‏ الشبيبة إنهم يعتقدون أن هذه المشكلة هي المشكلة الأكبر التي على الحكومة الاهتمام بها. يتضح من الاستطلاع أن معظم الشبان يحصلون على دعم مادي من والديهم. إذا كان من المتوقع أن يحصل الشبان على دعم والديهم بشكل كامل، فهناك أكثر من 60%‏ من الشبان الذين عمرهم ‏21־24‏ يحصلون على دعم هام من العائلة، في حين أن ‏23.7%‏ يحصلون على دعم عائلي كامل.

هل الشبان متفائلون أم مُتشائمون؟

احتجاجات صيف 2011 ضد غلاء المعيشة وضائقة السكن (Flash90/Roni Schutzer)
احتجاجات صيف 2011 ضد غلاء المعيشة وضائقة السكن (Flash90/Roni Schutzer)

مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاقتصاد ليس مزدهرا إلى حد بعيد فإن مستوى تفاؤل الشبان اليهود بشأن حياتهم الشخصية في إسرائيل هو الأكثر انخفاضا منذ عام 8919، وحتى إنه أقل مما كان قبل اندلاع الانتفاضة الثانية. في حين كان في عام ‏1998‏، ما معدله ‏79%‏ من كافة الشبان اليهود متأكدين من قدراتهم على تحقيق طموحاتهم في البلاد (في عام 2010‏ ارتفعت النسبة ووصلت إلى 85%‏)، يعتقد اليوم ‏56%‏ فقط من الشبّان أنه يمكن تحقيق هذه الطموحات‎.‎

بالمقابل، فإن مستوى التفاؤل لدى الشبان العرب في يومنا هذا (%74 بالإجمال) أعلى مما كان في سنوات البحث الثماني عشرة.

ظهرت نتائج هذا البحث للمرة الأولى في صحيفة “يديعوت أحرونوت”

اقرأوا المزيد: 1001 كلمة
عرض أقل
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Mendy Hechtman)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Mendy Hechtman)

كل ما تريدون معرفته عن الحياة الجنسية لدى الشباب الإسرائيلي

يرغب الشبّان في الزواج أكثر من الفتيات، ويدعم %45 من الشبّان الإسرائيليين الزواج أحادي الجنس. متى يمارس الشبان العلاقات الجنسية للمرة الأولى؟

يشغل الجنس، الجنسانية، والرومانسية الشبّان عامة والشبّان الإسرائيليون على وجه الخُصوص. يُجرى الكثير من الأبحاث في إسرائيل لمعرفة ما الذي يثير اهتمام الشبّان، وكيف يبلور الجيل الجديد هويته الجنسيّة؟ وهل يعيش المراهقون حياة رومانسيّة؟‎ ‎ما هو معدل الجيل لتبادل القبلة الأولى؟ وبالطبع، ما هو معدل الجيل لإقامة العلاقات الجنسيّة للمرة الأولى؟

بهدف الإجابة عن هذه الأسئلة، أجرى موقع الأخبار وقضاء أوقات الترفيه، “معاريف لنوعار” (صحيفة معاريف للشباب) استطلاعا تضمن عينة تمثيلية من 238 شابا، تتراوح أعمارهم بين 13 حتى 18 عاما.

نقدّم لكم إجابات الشبّان عن الأسئلة المختارة في مجال الجنسانية والرومانسية:

كم لقاء رومانسيّا أجريتَ حتّى الآن؟

مراهقون إسرائيليون (Flash90/Matthew Hechter)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Matthew Hechter)

أجاب 48.3%‏ من المستطلعة آراؤهم في كل الأعمار أنهم لم يجروا لقاء رومانسيّا أبدا. 40%‏ من الفتيات الإسرائيليات أجبن أنهن خرجن ما معدله لقاء حتى 5 لقاءات رومانسيّة مع صديق، مقارنة بنسبة ‏32%‏ من الشبّان.

التفسير لذلك: أصبح العالم عالما افتراضيّا وانتقل الحديث عن الرومانسية والحب إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ. لذلك فإن التواصل المباشر يثير الخوف بين الشبّان في إسرائيل.

مَن يجب أن يتخذ الخطوة الأولى – هو أم هي؟

قالت ‏17.4%‏ من المستطلعة آراؤهن إنهن يفضّلن المبادرة إلى الخطوة الأولى ودعوة الشباب للقاء رومانسيّ. وقد دُهِش الباحثون من معرفة أنه في العصر الذي يدور فيه الحديث عن المساواة وتطوّرت فيه النسوية، ما زالت الفتيات يشعرن بعدم ارتياح لإجراء التواصل الأول.

الوضع أكثر اعتدالا بين الشبّان: أجاب 59.7% من المستطلَعة آراؤهم أنهم يفضّلون المبادرة إلى المحادثة الأولى مع الفتيات، في حين أجاب 40.3% أنهم يفضّلون أن تبادر الفتيات إلى اللقاء الأول.

هل كانت لديك علاقة حب؟

بشكل غير مفاجئ، أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم أنه كانت لديهم علاقة حب مرة واحدة على الأقل، وأجاب القليلون أنه لم تكن لديهم علاقة حب أبدا. أجاب 60%‏ أنه كانت لديهم علاقة حب، مرة واحدة على الأقل في الماضي، وأجاب ‏18%‏ أنهم لم تكن لديهم علاقة حب حتّى الآن، والمعطى الأكثر إثارة للدهشة هو أن ‏22%‏ أجابوا “لا أعلم”. أي أن خمس الشبّان الإسرائيليين قد أجابوا أنهم لا يعرفون إذا كانت لديهم علاقة حب.

أين يتعرف العشاق على بعضهم؟

مراهقون إسرائيليون (Flash90/Nati Shohat)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Nati Shohat)

أجاب نحو ثلث المستطلَعة آراؤهم أنهم تعرّفوا على حبيب قلبهم في المدرسة (28.6%)، وهذا معطى منطقيّ مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا هو المكان الذي يقضي فيه الشبّان معظم أوقاتهم في سن المراهقة. أجاب 10.5%‏ من المستطلعة آراؤهم أنهم تعرّفوا إلى حبيب قلبهم في حركات شبابية. تعرّف 6.3%‏ من العشاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبقية عبر أصدقاء مشتركين أو بطريقة أخرى.

هل تدعم الزواج أحادي الجنس؟

لقد أصبح موضوع الزواج أحاديّ الجنس، الذي ازداد زخما في السنوات الماضية، بفضل سن قانون لتسهيل التعامل مع الظاهرة في الكثير من دول العالم، جزءا من الحديث بين الشبّان الإسرائيليين. أجاب نحو نصف – %45 – المستطلَعة آراؤهم أنهم يدعمون زواج المثليّين. أجاب 30.7%‏ أنهم لا يدعمون، وأجاب ‏24.4%‏ أنهم لم يتوصلوا إلى رأي نهائي بعد. شهد 70.3%‏ من العلمانيين المستطلَعة آراؤهم أنهم يدعمون زواج المثليّين، مقارنة بنسبة ‏10.4%‏ من المتديّنين.

هل كانت لديك علاقة مع شخص من نفس جنسك؟

مراهقون إسرائيليون (Flash90/Gili Yaari)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Gili Yaari)

بشكل مطلق تقريبًا، أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم سلبا- أي أنه لم تكن لديهم علاقة مع شخص من جنسهم. كان المعطى مرتفعا بشكل خاصّ بين العلمانيين المستطلعة آراؤهم -أجاب 92.1% أنه لم تكن لديهم تجربة مع شخص من جنسهم. تزداد النسبة لدى الشبَان الذين يعرّفون أنفسهم بصفتهم محافِظين ومتديّنين – نحو 95%‏.

هل تعتقد أنك ترغب في الزواج في المستقبَل؟

أجابت الأغلبية المطلقة أنها ترغب في الزواج (‏84%‏). أجاب ‏4.6%‏ أنهم لا يرغبون، في حين أجابت البقية أنها ما زالت لا تعرف.

ويتضح أنه منذ سن أصغر، يبدأ الشبان في التفكير في الزواج، حيث إن المستطلَعة آراؤهم في الفئة العمرية بين 13-16 عاما قد أجابوا أنهم يرغبون في الزواج ونسبتهم هي 78.7%‏.

وإذا كنتم تعتقدون أن الفتيات تحديدًا سيجبن بنسبة أعلى عن السؤال إذا كن يرغبن في الزواج – فستتفاجؤون عند معرفة أن الوضع مختلف تحديدًا. 81.7%‏ من المستطلعة آراؤهن أجبن أنهن يرغبن في الزواج، مقارنة بما معدله ‏86%‏ من المستطلعة آراؤهم الشباب.

حانة "أنا لؤلؤ" في يافا (Ilana Bronstein)
حانة “أنا لؤلؤ” في يافا (Ilana Bronstein)

متى تبادلت القبلة في المرة الأولى؟

أجاب نحو نصف المستطلَعة آراؤهم أنهم لم يتبادلوا القبلات أبدا. أجاب 21.4%‏ من المستطلَعة آراؤهم أنهم تبادلوا القبلات في سن ‏12-14‏، ‏16.4%‏ في عمر ‏15-16‏، ‏5.9%‏ في سن أقل من ‏12‏ عاما، وأجاب ‏4.6%‏ من المستطلَعة آراؤهم أنهم تبادلوا القبلات في سن ‏17 حتى 18‏ عاما.

هل مارست علاقات جنسية؟

أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم أنهم لم يمارسوا علاقات جنسيّة بعد، ونسبتهم 87.4%. من المثير للدهشة أكثر معرفة أن الشبّان المستطلَعة آراؤهم الذين أعمارهم أقل بين 13 حتى 16 عاما، قد أجابوا أنهم أقاموا علاقات جنسيّة بنسبة أعلى مقارنة بالشبّان في الفئة العمرية 17 حتى 18 عاما.

كان المعدل في الولايات المتحدة لممارسة علاقات جنسيّة ‏18‏ عاما، في الصين ‏22.1‏، أستراليا ‏17.9‏ عاما، وفرنسا ‏18.5‏.

اقرأوا المزيد: 715 كلمة
عرض أقل