يتنمي إلى جيل الـ Z كل من وُلِد بين منتصف التسعينيات وبداية عقد الألفين. خلال هذه السنوات طرأت ثورة تكنولوجية أدت إلى دخول أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية إلى كل منزل تقريبا. بما أن جيل الـ Z قد وُلِد في العصر التكنولوجي على عكس الآباء والأمهات والأشقاء الأكبر سنا، فهو يتمتع بخصائص عديدة تجعله مميزا، لهذا يريد العديد من الباحثين معرفة هذه الخصائص، وكيف سيتصرف هذا الجيل بشكل مختلف عن الأجيال السابقة في المستقبل.
الإدمان على استخدام الشبكات الاجتماعية
إن العادات الاستهلاكية الخاصة بجيل الـ Z تثير اهتمام الباحثين في أنحاء العالم. فمن جهة، لم يعش هذا الجيل تجربة الانتظار حتى وصول رسالة عبر البريد، ومن جهة أخرى، إنه معتاد على مشاركة الأحداث اليومية من حياته عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفي إسرائيل أيضا، كما هي الحال في معظم الأماكن في العالم اليوم، يقضي الأطفال وقتا أطول بكثير أمام شاشات الكمبيوتر، التلفزيون، والهواتف الذكية مقارنة بالبالغين.
وفق تقرير المجلس الإسرائيلي لسلام الطفل، فإن %87 من الشبيبة الإسرائيليين يتصفحون الإنترنت ساعتين وأكثر يوميا و %60 من بينهم يقضون أكثر من 4 ساعات يوميا في تصفح النت. يسطع نجم الواتس آب بين الشبيبة الذين أعمارهم 13 حتى 17 عاما، و %90 من بينهم يعرّفون أنفسهم كمستخدمين نشيطين. %75 يتصفحون الفيس بوك، %61 يستخدمون الإنستجرام، ونصف الشبان لديهم حساب سناب شات.
إدارة اقتصادية حذرة
لا يجلس جيل الـ Z لا مكتوف الأيدي ولا يعتمد على مساعدة والديه اقتصاديا فقط. فإن %38 من الشبان يخططون للعمل بهدف تمويل تعليمهم، في حين يوضح %24 منهم أن الأموال التي يدخرونها معدّة للتعليم. وفقا لدراسات أجراها مركز علم الحركة بين الأجيال في الولايات المتحدة، هناك اختلافات كبيرة بين جيل Y وجيل Z فيما يتعلق بالعمل والمال.
وفقا لباحثين أمريكيين، فإن السبب في توخي الحذر الاقتصادي لهذا الجيل يعود إلى أنه رأى والديه يمرون بأزمة اقتصادية كبيرة في أمريكا، لهذا يحاول أن يدير أموره اقتصاديا بشكل حذر أكثر. %21 من المشاركين في البحث لديهم توفير مالي بدأوه منذ أن كانوا في سن أقل من عشر سنوات. ويتضح من بحث آخر أن %89 من أبناء هذا الجيل متفائلون جدا فيما يتعلق بمستقبلهم الاقتصادي: لدى %64 من المستطلَعة آراؤهم حساب توفير. رغم أن هذا التوقيت ما زال بعيدا، إلا أن جيل الـ Z الذي أصبح في نهاية سن المراهقة وبداية العشرينيات بدأ يوفر لسن التقاعد، دورة الكارميكا، والبريدج. %12 من الشبيبة بدأوا يوفرون منذ الآن، و %35 منهم قالوا إنهم بدأوا بالتوفير منذ سن عشرين عاما.
فجوات أكبر من أي وقت مضى
“يعتقد كل جيل أن جيل البالغين أحمق، بدائي، ولا يفهم شيئا. ويؤيد جيل الـ Z ذلك أيضا”، هذا وفق أقوال دكتور سوزي كغان، معالجة عائلية إسرائيلية. ولكن إذا تم حساب الفوارق بين الأجيال بفترات زمنية مدتها 20-25 سنة، فإن فارق من خمس سنوات فقط قد يمثل فجوة بين الأجيال، مثلا، بين الأطفال المولودين في أوائل التسعينيات وأشقائهم الذين وُلدوا بعد خمس سنوات من ولادتهم، وذلك بعد أن كان هناك جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت في منزلهم.
“تكمن المشكلة اليوم أن جيل الـ Z يشعر أن الأشخاص الأكبر منهم سنا بخمس سنوات فقط هم بدائيون نسبيا مقارنة به وأقرب إلى جيل آخر. إذا تحدث بالغ مع شاب عمره 15 عاما، فسيعتقد الأخير أن ذلك الشخص غير عصري”. تلخص دكتور نيطاع أرنون شوشاني من مساق التربية في الكلية الإسرائيلية “سمينار هكيبوتسيم” قائلة: “أصبح جيلنا اليوم أحد الأجيال التي تشهد الفارق الأكبر بينه وبين أولاده مما شهدناه على مر التاريخ”.