السلفية الجهادية

إسماعيل هنية وعبد الفتاح السيسي (Flash 90/AFP)
إسماعيل هنية وعبد الفتاح السيسي (Flash 90/AFP)

كيف على إسرائيل التعامل مع “الصفحة الجديدة” للعلاقات بين مصر وحماس؟

إن التحول البادي في الآونة الأخيرة في العلاقات بين مصر وحماس ناتج عن التقاء المصالح المتبادلة لكلا الجانبين في المجالات الأمنية والسياسية

من دون عقد مراسم رسمية وبعيدا عن وسائل الإعلام، توصلت مصر وحماس في مستهلّ عام 2017 إلى عدد من التفاهمات الأمنية، السياسية، والاقتصادية، تهدف إلى تشكيل أساس لتحسين العلاقات بينهما. زارت بعثة تابعة لحماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، وعضوَي المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق وروحي مشتهى، في نهاية شهر كانون الثاني القاهرة لبضعة أيام، التقت خلالها بجهات أمنية مصرية، أهمها رئيس الاستخبارات المصري، اللواء خالد فوزي. كما وزارت بعثة أمنية تابعة لحماس، تضمنت ممثلا قياديا عن الجناح العسكري “عز الدين القسام” مصر أيضا في بداية شهر شباط. كانت زيارات البعثات الرسمية ذروة تخمينات غير رسمية في شهرّي تشرين الأول وتشرين الثاني عام 2016، وتضمنت زيارات لشخصيات إعلامية، أكاديميّة، ورجال أعمال من غزة ومصر.

وفق تقارير صحفية، وافقت البثعة السياسية على مطالب القاهرة فيما يتعلق بمنع تهريب الأسلحة وحظر تسلل المقاتلين عبر الحدود بين غزة وسيناء ومنع استخدام جهات جهادية متطرفة في غزة أساسا للتخطيط لهجمات ضد قوات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء. أكدت حماس في بيان لها أنها تحرص على “عدم التدخل في الشؤون المصرية الداخلية”، ملمحة إلى التزامها بعدم اتخاذ موقف في النزاع بين نظام السيسي وحركة الأم – الإخوان المسلمين. تطرقت المحادثات بين الجانبَين أيضًا إلى قائمة المطلوبين التي نقلتها مصر إلى حماس، ترتيب تدابير متفق عليها لفتح معبر رفح، توسيع علاقات التجارة بين مصر وغزة، وقف الهجوم الإعلامي، وإلى الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل، وبين حماس وفتح.

التقاء مصالح متبادلة

منذ تموز 2013، مع إطاحة الجيش المصري الرئيس المصري المنتمي للإخوان المسلمين، محمد مرسي، ساد توتر حاد بين حماس ونظام الحكم في مصر ولم تجرَ لقاءات رفيعة المستوى بين الجانبَين. كان من الصعب على حماس الحفاظ على علاقاتها مع مصر بسبب هويتها المنظماتية بصفتها ذراعا فلسطينيا للإخوان المسلمين وبسبب العلاقات الفكرية والعملية بين جهات في الحركة وبين الإخوان المسلمين في مصر وجماعات سلفية جهادية في شبه جزيرة سيناء. نظرت مصر من جهتها، إلى الحركة بصفتها “جناحا عسكريا” غير رسمي للإخوان المسلمين في مصر واتهمتها بالتعاون مع الإرهاب في الدولة، ومن ضمن ذلك تورطها في تموز 2015 باغتيال النائب العام المصري، هشام بركات. إن التحوّل البادي في الآونة الأخيرة في العلاقات بين مصر وحماس ناتج عن التقاء المصالح المتبادلة لكلا الجانبين في مجالات مختلفة:‎ ‎

أمنيا – اعترفت مصر – التي خسرت مئات الجنود في سيناء – بأهمية التعاون مع حماس للحسم في نزاعها ضد ذراع “الدولة الإسلامية” في سيناء، الذي يستخدم غزة مقرا للتدريبات ومصدرا ثنائي الاتجاه لتهريب وسائل قتاليّة، مقاتلين، وجرحى. حماس من جهتها، معنية أيضا بحظر العلاقات بين جهات سلفية جهادية تسعى إلى تقويض صلاحيتها في غزة وبين شركاء أيديولوجيين في سيناء.

الجيش المصري يكشف عن انفاق التهريب في منطقة رفح (AFP)
الجيش المصري يكشف عن انفاق التهريب في منطقة رفح (AFP)

سياسيا – مصر معنية بتعزيز مكانتها كجهة إقليمية مُسيطرة في قطاع غزة، قادرة على توحيد صفوق الفلسطينيين وتحضير الأرضية لاستئناف عملية السلام. تعتقد القاهرة أنه من الأفضل فحص إمكانية التوصل إلى تفاهمات متبادلة مع حماس، بدلا من إدارة نزاع صفري مقابل الحركة الذي قد يدفعها إلى حضن خصوم إقليمي مثل تركيا، قطر، وإيران، وتحديد دورها كجهة تسعى إلى دعم الإخوان المسلمين في مصر وتشكل فشلا في التسوية السياسية مع إسرائيل. هذا إضافة إلى أن مصر معنية بعرض نفسها كوسيط مقبول في محادثات التسوية الداخلية الفلسطينية بين حماس وفتح، وفي حالات الأزمة، وصفقات تبادل الأسرى المستقبلية بين حماس وإسرائيل. وفق رؤيتها، سترفع هذه الأدوار من شأنها إقليميا ودوليا بصفتها تعمل على إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، وستجعلها تحتفظ بأوراق ذات أهمية أمام الإدارة الأمريكية الجديدة. من جهة حماس، فإن محاولاتها لتخطي مصر بمساعدة الرعاة الإقليميين الآخرين قد فشلت حتى الآن لأن نقل المساعدة إلى القطاع منوط بالتعاون مع مصر. لم يثبت هؤلاء الرعاة أيضا أنفسهم كوسطاء ناجعين بينها وبين إسرائيل، الذين قد يشكلون بديلا لمصر.

هناك سبب سياسي آخر للتقارب بين كلا الجانبين يتعلق بالأزمة التي طرأت في الأشهر الأخيرة بين القاهرة ورام الله إثر دفء العلاقات بين السلطة الفلسطينية، قطر، وتركيا، وعدم استعداد محمود عباس دمج محمد دحلان، المقرّب من مصر، في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. هذه هي الحال أيضا من جهة حماس: إن حلف المصالح بينها وبين دحلان – الذي يشكل معارضة لقيادة عباس في السلطة الفلسطينية – يشكل أرضية مريحة للحوار مع مصر.

اقتصاديا – تُظهر مصر انفتاحا كبيرا مقارنة بالماضي لتوسيع العلاقات التجارية مع قطاع غزة، خطوة من شأنها أن تساعد القبائل في سيناء، التي تضررت في أعقاب سد أنفاق التهريب إلى غزة. إن تنظيم حركة نقل البضاعة بشكل شرعي عبر معبر رفح سيساهم في التخفيف عن الضائقة الاقتصادية في الجانب المصري وسيساعد على وقوف السكان إلى جانب النظام في النزاع ضد ذراع الدولة الإسلامية في سيناء. في المقابل، هناك مصالح اقتصادية لدى حماس أيضا لتحسين العلاقات مع مصر لأن المعبر الحدودي القانوني في رفح يشكل منفذا وحيدا لقطاع غزة إلى العالم الخارجي الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لا سيما- بعد الضرر الذي لحق بأنفاق التهريب التي استخدمتها حماس لأهداف اقتصادية ومدنية.

معبر رفح (Rahim Khatib/Flash90)
معبر رفح (Rahim Khatib/Flash90)

شعبيا – تأمل مصر أن يؤدي تحسُّن علاقاتها مع حماس إلى تحسين شرعية النظام المصري في الرأي العام المصري خاصة والعربي عامة. إن تنظيم فتح معبر رفح سيسحب السجادة من تحت أقدام متهمي مصر بالتعاون مع إسرائيل في الحصار على غزة وتجاهلها الضائقة الإنسانية الفلسطينية. كذلك سيشكل تحسين العلاقات بين حماس ومصر وفتح معبر رفح إنجازا لحماس، يمكنها أن تلوح به أمام الرأي العام الداخلي.

تعود التفاهمات المتبلورة بين مصر وحماس إلى المصالح المشتركة ومصادر الضغط، والترهيب المتبادلة. تعرب هذه التفاهمات عن براغماتية سياسية ملائمة للوقت الراهن، ولكن لا يمكن تفسيرها في هذه المرحلة كتغيير استراتيجي جذري لدى أي من الجانبين: لا يخفف التعاون المصري المتساهل تجاه حماس من النزاع الذي يديره النظام المصري ضد الإخوان المسلمين؛ وفي الوقت ذاته، فإن مصادقة حماس على جزء من الدعاوى الأمنية المصرية لا تشكل تراجعا عن التزامها الأساسي بالنزاع ضد إسرائيل وعن المبادئ الايدلوجية لجماعة الإخوان المسلمين.

اختبار العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر‎ ‎

ألرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFPFlash90)
ألرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFPFlash90)

إسرائيليا – إن التحوّل في العلاقات بين مصر وحماس يشكل اختبارا هاما للتنسيق الأمني الذي تقدم في السنوات الماضية بين إسرائيل ومصر على خلفية مواجهتهما المشتركة لتحديات الإرهاب في سيناء وغزة. في إطار هذا التنسيق، على إسرائيل أن تتأكد أن التفاهمات الأمنية المتبلورة بين مصر وحماس لن تُبقي أمام حماس منفذا “شرعيا” لتهريب الأسلحة، من خلال تجاهل مصري علني أو خفي لزيادة قوتها ضد إسرائيل. لمنع عودة عدم القدرة التي ميزت نزاع نظام مبارك ضد أنفاق التهريب، على إسرائيل أن توضح للقاهرة الفشل المخطط والخطير من جهة مصر أيضا والكامن في كل تسوية تمنح حماس تسهيلات على حساب أمن إسرائيل وألا تتطرق إلى مكافحة الإرهاب في سيناء وغزة كمجمل مدمج.

في الوقت ذاته، إذا استوفت التفاهمات بين مصر وحماس الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، قد تخدم مصالحها لعدة أسباب: أولا، التخفيف عن الضائقة الإنسانية في قطاع غزة التي قد تصل إلى إسرائيل، وفي حال استمرت قد تشكل وقودا لجولة قتال عسكرية جديدة ضد حماس؛ ثانيا، تقويض العلاقات المتبادلة بين حماس وجهات سلفية جهادية في سيناء تشكل تهديدا محتملا على أمن إسرائيل وعائقا أمام جهود مصر لتحقيق الاستقرار الأمني الداخلي وتحسين الوضع الاقتصادي؛ ثالثا، إن تعزير علاقات تعلق حماس بمصر سيقلل دافعية حماس نحو جولة قتال عسكرية ضد إسرائيل، وسيعزز مكانة مصر بصفتها وسيطا ناجحا قادرا على إنهاء أزمات مستقبلية بين حماس وإسرائيل بسرعة.

للإجمال، إن موقف إسرائيل فيما يتعلق بالتفاهمات بين مصر وحماس يجب أن يُتخذ بناء على جودة المنظومة الأمنية التي ستُبلور في إطارها. إضافة إلى ذلك، يجدر بإسرائيل والقاهرة أن تستغلا الفرصة لإدارة حوار استراتيجي يهدف إلى بلورة تفاهمات طويلة الأمد حول مستقبل قطاع غزة بهدف تصميم واقع جديد يخدم مصالح كلا الدولتين. تتيح الضائقة الكبيرة التي تواجهها حماس الآن في الداخل والخارج أيضا، لإسرائيل ومصر أن تدفعا حماس نحو اختيار براغماتية سياسية مقابل إعادة إعمار اقتصادي من جهة، وبين التمسك بالنزاع العنيف الذي يعني زيادة عزلة القطاع من جهة أخرى.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع معهد أبحاث الأمن القومي INSS‏

اقرأوا المزيد: 1206 كلمة
عرض أقل
وسام زبيدات بعد اعتقاله (Flash90)
وسام زبيدات بعد اعتقاله (Flash90)

ارتفاع عدد المعتقلين من مؤيدي داعش في إسرائيل

في إسرائيل مُعتقل 83 مؤيدا لمنظمات سلفية، ومعظمهم مواطنون. اعتُقلت الأغلبية الساحقة بعد أن تواصلت عبر الإنترنت مع نشطاء داعش خارج البلاد

في السنة الماضية، طرأت زيادة كبيرة في عدد السجناء والمعتقلين في السجون الإسرائيلية بسبب ممارسة نشاطات بوحي من منظمات سلفية جهادية متطرفة – فلسطينيين وعرب من مواطني إسرائيل. هناك اليوم في السجون الإسرائيلية أكثر من 83 سجينا ومعتقلا بسبب ارتكاب أعمال جنائية ذات صلة بهذه التنظيمات، وأهمها داعش والقاعدة. وصل عدد المعتقلين في نهاية عام 2015 إلى 12 أسيرا فقط.

وسام وزوجته صابرين زبيدات
وسام وزوجته صابرين زبيدات

من بين الاعتقالات التي أبلغ عنها الشاباك في الأشهر الماضية: في شهر أيلول الماضي، اعتُقل ثلاثة مواطنون إسرائيليون، من سكان الطيبة، بتهمة ارتكاب عمليات بوحي من داعش (خطط اثنان منهما للانضمام إلى صفوف التنظيم للقتال في سوريا)؛ اعتقال الزوجين من سكان سخنين في الجليل، بعد أن عادا من العراق حيث قاتلا فيها في صفوف داعش؛ في شهر تشرين الثاني اعتُقل مواطن شاب من جلجولية أعرب عن دعمه لداعش، واشترى مسدسا رشاشا وبندقية وخطط للخروج إلى سوريا، وفي شهر كانون الثاني اعتُقِل مواطن من الطيبة كان قد قسم الولاء لداعش، واكتسب خبرة في إعداد عبوات ناسفة، ووفق الشاباك خطط لتنفيذ عملية في حافلة في إسرائيل.

معظم المعتقَلين هم عرب مواطنون إسرائيليون والقليل منهم من الفلسطينيين، سكان الضفة الغربية. في معظم الحالات، اعتُقلوا المتهمون لأنهم كانوا على علاقة عبر الإنترنت مع نشطاء داعش خارج البلاد أو لأنهم خططوا لتنفيذ عمليات. ولكن أحبِطت العمليات قبل تنفيذها. فيما اعتُقِل آخرون لأنهم حاولوا الخروج إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف التنظيم، وفي حالات قليلة اعتُقلوا عند عودتهم من مناطق القتال.

منذ صيف 2104 الذي حققت فيه داعش نجاحا كبيرا أوليا في القتال في سوريا والعراق، ازداد عدد مؤيدي التنظيم على حساب دعم القاعدة. رغم ذلك، وفق تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، هناك القليل من المعتقَلين في البلاد الذي يمكن اعتبارهم نشطاء داعش حقيقيين.

عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء (النت)
عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء (النت)

يجب اعتبار معظمهم كعناصر “سلفية جهادية”، التيار الإسلامي السلفي الذي يدعم النزاع العنيف ويستوحي نشاطه من أعمال داعش، ولكنه غير مرتبط بالضرورة بقيادة التنظيم في مدينة الرقة في سوريا ولا يحصل منها على تعليمات مباشرة للعمل.

فيما يتعلق بالعمليات التي ينفذها الفلسطينيون، تتعزز التقديرات أن الإرهابي الذي نفذ عملية دهس راح ضحيتها أربعة ضباط في الجيش الإسرائيلي كانوا في جولة في مدرسة الضباط في متنزه أرمون هنتسيف في القدس في بداية كانون الثاني، قد عمل بوحي من داعش. كان الإرهابي من سكان قرية جبل المكبر من ‎ القدس الشرقية.

رغم أن نجاحات التنظيمات السلفية في منطقة الحدود الإسرائيلية محدودة في هذه المرحلة، ورغم أن عمليات العرب الإسرائيليين المتضامنين معها قد أحبطت غالبا، إلا أنه طرأت زيادة ملحوظة في احتمالات الأضرار التي في وسع داعش وتنظيمات تعمل بوحي منها في مناطق قتال مختلفة ذات صلة بإسرائيل. يتضح من خلال عدد من المحادثات مع ضبّاط مسؤولين أنه في الآونة الأخيرة باتت داعش ومنظمات سلفية أخرى تشكل سببا في اشتعال النزاع في الحدود في قطاع غزة، سيناء، وفي جنوب هضبة الجولان بقدر أقل.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 437 كلمة
عرض أقل
قصف إسرائيلي على غزة (Albert Sadikov/Flash90)
قصف إسرائيلي على غزة (Albert Sadikov/Flash90)

لماذا لا تُهاجم إسرائيل الجماعات السلفية في غزة؟

ردة فعل إسرائيل تجاه إطلاق القذائف من غزة بمهاجمة مقرات حماس تعمل لصالح الحركات السلفية التي تطلق القذائف

هذه هي المرة الثانية، منذ تسلم وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، أفيغدور ليبرمان، مهام منصبه، التي يتم فيها إطلاق قذائف من غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. كان الرد الإسرائيلي في المرتين أعنف مما كان في السابق، وتضمن غارات مُكثّفة ضد عدة أهداف استراتيجية تابعة لحماس.

تبنى تنظيم سلفي صغير ينشط داخل القطاع، “أحفاد الصحابة في أكناف بيت المقدس” عملية إطلاق القذيفة. جاء في البيان الذي نُشر بعد عملية إطلاق القذيفة أن هذه العملية تأتي ردًا على اعتقال حماس خمسة ناشطين من هذا التنظيم في القطاع في الأسبوع الماضي، وأيضًا لإيمان عناصره بضرورة الاستمرار بالنضال ضد إسرائيل.

تستمر إسرائيل، على الرغم من ذلك، بسياستها الرسمية التي تعتبر أن حماس هي السلطة الحاكمة في غزة ولهذا عليها أن تتحمل المسؤولية بخصوص النيران التي يتم إطلاقها من منطقة نفوذها. ما زال وزير الدفاع ليبرمان مُصممًا على التصرف بيد من حديد ضد التنظيم.

إلا أن العناد الإسرائيلي للعمل ضد حماس يعمل فقط على تعزيز قوة تلك التنظيمات السلفية ومساعدتها. ليس أن عمليات إطلاق القذائف تُحرج حركة حماس، التي يُنظر إليها وكأنها غير قادرة على حفظ النظام ضمن منطقة نفوذها، وأنها تخلت عن مقاومة إسرائيل وهو الشعار الذي ترفعه فحسب، بل إن عمليات إطلاق القذائف من قبل التنظيمات الأخرى تعمل على إضعاف قدرات حماس والمس في مراكز قوتها التي تتفوق كثيرًا على قدرات تلك التنظيمات الصغيرة.

إذا استمرت ردود فعل إسرائيل بهذه القوة ضد حماس، أو إذا تسببت القذيفة القادمة بوقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي، ربما يتسنى لتلك التنظيمات السلفية جر المنطقة لمعركة عسكرية شاملة.

معنى ذلك الأمر فعليًا هو أن رد إسرائيل على حماس يُشجع تلك التنظيمات السلفية في غزة على الاستمرار بإطلاق القذائف باتجاه إسرائيل.

يتفق المحللون السياسيون الإسرائيليون هذا الصباح في هذا الشأن ويتساءلون: “لماذا لا تعمل وزارة الدفاع الإسرائيلية ضد تلك التنظيمات، وحتى لم تكن هناك محاولات لمهاجمة تلك الخلايا التي تُطلق القذائف؟”. واضح تمامًا أن إسرائيل لديها القدرة الاستخباراتية على فعل ذلك ولكنها تختار، بشكل مُدرك، أن توجه كل نيرانها ضد حركة حماس.

اقرأوا المزيد: 306 كلمة
عرض أقل
عناصر جهادية من غزة تتدرب في سيناء
عناصر جهادية من غزة تتدرب في سيناء

مقتل ناشط جهادي مطلوب لحماس في سيناء

هذا الناشط الثاني الذي يقتل من أفراد الخلية المتهمة بالتفجيرات التي هزت غزة في بداية شهر يوليو من العام الماضي

كشف النقاب في قطاع غزة، الليلة الماضية، عن مقتل ناشط جهادي من المطلوبين لحركة حماس، خلال قتاله مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شبه الجزيرة المصرية “سيناء”.

مصادر خاصة قالت إن الشاب “نادر جودة” (22 عاما) من سكان حي الشيخ رضوان شمال غزة، أبلغ عن مقتله صباح أمس الأربعاء، خلال مشاركته في أعمال قتالية مع التنظيم في سيناء، دون أن تتضح الصورة حول ظروف مقتله.

وأشارت المصادر إلى أن جودة انضم للقتال مع ما يعرف بـ “ولاية سيناء” إثر هروبه من غزة بعد ملاحقته من حماس على إثر تفجير سيارات لعناصرها مع عدد من الناشطين الجهاديين في شهر يوليو من العام الماضي.

وهذا الناشط الثاني الذي يقتل من أفراد الخلية المتهمة بالتفجيرات التي هزت غزة في بداية شهر يوليو من العام الماضي، حيث أبلغ عن مقتل “محمد الدلو” في شهر أبريل من العام الجاري خلال قتاله في سيناء.

وتربط بعض أفراد الخلية علاقة خاصة مع الناشط الجهادي، يونس حنر، الذي قتل على يد عناصر أمنية من حماس بعد اقتحام منزل عائلته في شهر يونيو الماضي أي قبل عملية التفجير، وكان ملاحقا في تلك الفترة قبل عملية التفجير المفاجئة التي أظهرت وجود خرق أمني كبير في صفوف حماس بعد عملية التفجير التي تبين أن نشطاء من القسام سهلوا المهمة وتم اعتقالهم فيما بعد.

وتمكن في غضون عدة أيام من عملية التفجير، النشطاء الجهاديون الذين تلاحقهم حماس في كافة مناطق قطاع غزة، من الفرار عبر الأنفاق إلى سيناء، حيث مكثوا فيها وانضموا لتنظيم الولاية. فيما يعتقد أن بعضهم غادر إلى ليبيا أو سوريا والعراق.

اقرأوا المزيد: 237 كلمة
عرض أقل
مظاهرة في الخليل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين (Flash90Wisam Hashlamoun)
مظاهرة في الخليل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين (Flash90Wisam Hashlamoun)

الإرهاب في إسرائيل: تورط سكان الخليل

تشكل الحمائل عاملا في تشكيل أنماط احتجاج الشباب من الخليل. إنها متورطة، في أعداد آخذة بالتزايد، في الإرهاب ضد إسرائيل وتشكل تحديا سواء على فتح أو على حماس

في تشرين الثاني عام 2013 اغتالت وحدة يمام (وحدة قتالية لمكافحة الإرهاب) خلية ذات 3 مطلوبين: محمود النجار، موسى محمد موسى مخامرة من يطا، ومحمد فؤاد نيروخ من الخليل. كان الثلاثة أعضاء في “مجلس شورى المجاهدين”، الذي عمل على بناء بنية تحتية عسكرية لتنفيذ العمليات ضدّ السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، بما في ذلك عمليات الاختطاف. قال شقيق محمد نيروخ إنّ أخيه كان عضوا في حماس ولكنه انسحب من الحركة وانضم إلى تنظيم سلفيّ جهادي منذ أن كان في السجون الإسرائيلية.

مروان القواسمي وعامر أبو عيشة
مروان القواسمي وعامر أبو عيشة

بعد شهر من ذلك نشر تنظيم “مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس” بيانا عن بدء تبلوره وقيامه في الضفة وعرّف أهداف الكفاح: اليهود الكفار والسلطة الفلسطينية. قيل في البيان إنّ العناصر الثلاثة الذين اغتالتهم قوة الجيش الإسرائيلي في منطقة الخليل في تشرين الثاني كانوا من عناصره الذين قُتلوا في “كمين نصبه اليهود الكفرة الذين تلقّوا معلومات من عملاء السلطة الفلسطينية”. بل أعلن فرع الضفة الغربية لتنظيم الدولة الإسلامية في حزيران 2014 عن مسؤوليته عن اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة انتقاما على اغتيال المطلوبين الثلاثة. خرج الخاطفون، مروان قواسمي وعمر أبو عيشة، من مدينة الخليل.

وكما يبدو فإنّ أبناء العمومة محمد وخالد مخامرة من يطا، اللذين نفّذا عملية سارونا (في تل أبيب) هذا الأسبوع، هما أقرباء موسى مخامرة الذي اغتيل في تشرين الثاني 2013. على خلفية المكتوب أعلاه يُطرح عدد من الأسئلة.

أولا، هل منفذا العملية في سارونا هما جزء من شبكة سلفية جهادية أقيمت من قبل موسى مخامرة؟ هل العملية هي جزء من نمط سلوك ثابت للحمائل في الخليل وما حولها، والتي تُخرِج عمليات عدوانية كلما ازداد الاحتمال لمصالحة فلسطينية وتجديد العملية السياسية؟ إنّ استعداد قادة مصر، الأردن، والسعودية للانضمام إلى تجديد العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين كان خطيرا، في نظر المعارضين للتسوية، وقد تثير العملية في مجمع سارونا رد فعل عاطفي إسرائيلي وبالتالي قد تحبط استئناف العملية السياسية.

محمد وموسى مخامرة
محمد وموسى مخامرة

ثانيا، هل العملية هي تحدّ لإجراءات الاعتدال في حماس وفتح وانحرافهما عن طريق الجهاد، لإيقاف الفصائل العسكرية الإسلامية والعلمانية، وتحد لتعاون السلطة الفلسطينية وحماس مع إسرائيل؟

في دراسة منذ العام 2012 من قبل باحثات وباحثين من معهد راند، شارك فيها 600 مشارك بين أعمار 18-30 – كان 50% منهم تقريبا من الخليل، و 25% تقريبا من رام الله، و 25% تقريبا من جنين. كان سؤال البحث المركزي حول ما إذا كان العامل المحفز للتطرّف العنيف في أوساط الشباب هو الأخلاق، فعالية العنف وتكلفته، أو غياب العلاقة الاجتماعي والأسرية مع العناصر العسكريين.

جانب من مسرح الاعتداء الإرهابي في تل أبيب، الذي أودى بحياة 4 إسرائيليين ( Ben Kelmer/Flash90)
جانب من مسرح الاعتداء الإرهابي في تل أبيب، الذي أودى بحياة 4 إسرائيليين ( Ben Kelmer/Flash90)

أجاب نحو 80% من المستطلَعة آراؤهم أنّ هناك تأثير كبير أو تأثير معين لأفراد أسرهم على القرارات الرئيسية في حياتهم، ونحو 90% أجابوا أنّهم يلتقون أقل من مرة واحدة في الشهر مع الأصدقاء أو الجيران. بكلمات أخرى، الأسرة ذات تأثير أكبر على سلوك الشبان مقارنة بأصدقائهم وجيرانهم. وقد وُجد أيضا أن المستطلَعة آراؤهم الذين لم يكن أفراد أسرهم متورطين في احتجاج عنيف، ولم يكونوا مطلوبين أو معتقلين بسببه، كانوا يميلون إلى عدم المشاركة في مثل هذا الاحتجاج، والعكس. أي إنّ الخوف من عوامل القمع من شأنه أن يجعل المواقف معتدلة، ولكن مشاعر الالتزام للأسرة من شأنها أن تدفع الخوف جانبا.

وجد الدكتور هرئيل حوريف من جامعة تل أبيب، والذي درس العلاقات الأسرية في الخليل، أنّ الحمائل الخليلية تكرّس القيم الجماعية للأسرة والمؤسسة القضائية العشائرية لاعتبارات أيديولوجية، سياسية، اقتصادية واجتماعية. إنّ التماسك الاجتماعي الكبير لديها وصعوبة اختراقها يُجبر السلطات الحكومية في كثير من الأحيان على طلب مساعدة رؤساء الحمائل من أجل فرض النظام في المنطقة.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 535 كلمة
عرض أقل
مجاهد يعد صاروخ محلي الصنع قبل إطلاقه (AFP)
مجاهد يعد صاروخ محلي الصنع قبل إطلاقه (AFP)

اعتقالات حماس للجهاديين تدفعهم لإطلاق الصواريخ على إسرائيل

حماس ستعمل في الأيام المقبلة على نشر قواتها بشكل مكثف لمنع إطلاق الصواريخ حتى لا تدخل في مواجهة جديدة مع إسرائيل وققد تلجأ للبحث عن أي حلول وبأي ثمن

أعلنت جماعة أجناد بيت المقدس السلفية الجهادية، التي تتخذ من تنظيم القاعدة العالمي جزءًا من فكرها وأيديولوجيتها، مسئوليتها عن إطلاق صاروخ واحد قالت أنه “مطور” تجاه موقع ناحل عوز العسكري، جنوبي إسرائيل، كما ذكرت في بيانها.

الجماعة التي أعلنت مساء الثلاثاء إطلاقها صاروخين (لم تشير أي مصادر فلسطينية أو إسرائيلية أنباء عن إطلاقهما) ذكرت أنها قررت استئناف عمليات إطلاق الصواريخ تجاه مجمعات إسرائيلية في الجنوب لما قالت عنه “استمرارا لأداء فرض العين المتمثل في الجهاد في سبيل الله تعالى ضد اليهود”.

وأضاف بيان الجماعة الجهادية “نعلن أننا من خلال استهداف اليهود في هذه الأيام، نسعى لنزع فتيل يوشك على الانفجار بسبب التصرفات الرعناء من أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس في قطاع غزة التي بدأت حملة مداهمات واقتحامات واعتقالات ضد المجاهدين من أبناء التيار السلفي الجهادي، فرأينا عبر توجيهات مشايخنا في الداخل والخارج أن الحل يكمن في توجيه البوصلة ضد اليهود ودعوة جميع الجماعات السلفية لذلك. لتجنب ما نراه يلوح في الأفق من أمور لا تحمد عقباها بسبب الأفعال القمعية لتلك الأجهزة الأمنية التي تدفع وتسرع في حدوث صدام داخلي لطالما نأى التيار السلفي بنفسه عنه رغم ما تعرض له من أذى على مدار سنوات حكم حماس لغزة عبر الاعتقال والتعذيب ومصادرة السلاح”.

عناصر من أجناد بيت المقدس
عناصر من أجناد بيت المقدس

كما وتقول مصادر من غزة أن حماس عادت، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لتشدد من حملتها ضد السلفيين الجهاديين في إطار اتفاقها الأمني مع مصر لضبط الحدود ومنع تسلل الجهاديين إلى سيناء.

وأشارت المصادر، أن حماس داهمت منازل ناشطين جهاديين بشكل كبير وأن بعضهم اعتقلوا من داخل المساجد أثناء صلاة الجمعة، الأمر الذي شهده حي الشيخ رضوان يوم الجمعة الماضي عقب ملاحقة ثلاثة جهاديين بينهم محمد زغرة، أبرز الملاحقين لحماس والناشط السابق في القسام.

المصادر أوضحت أن الحديث عن اتفاق، كان سيتم التوصل إليه بوساطات خارجية لوقف الاعتقالات تماما ووقف إطلاق الصواريخ من غزة، لم يتم بين الجهاديين وحماس في أعقاب لقاء الأخيرة مع المسئولين المصريين الذي يبدو أن قيادة الحركة تريد إظهار التزامها وولائها للاتفاق مع مصر لفتح آفاق جديدة أمامها في ظل الوضع الصعب الذي تشهده الحركة على كافة المستويات.

وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة عمليات إطلاق صواريخ بشكل شبه يومي على مستوطنات غلاف غزة ردا على حملات الاعتقال، وهو ما يعني أن حماس ستعمل على نشر قواتها بشكل مكثف لمنع إطلاق الصواريخ بأي ثمن حتى لا تدخل في مواجهة جديدة مع إسرائيل وأن الحركة قد تلجأ للبحث عن أي حلول وبأي ثمن لوقف إطلاق الصواريخ.

اقرأوا المزيد: 375 كلمة
عرض أقل
قوى الضبط الميداني في غزة (فيسبوك)
قوى الضبط الميداني في غزة (فيسبوك)

تصعيد في المواجهات بين حماس والسلفيين

حركة حماس تكثف حملتها الأمنية ضد الجهاديين في غزة ولا تتردد في الاشتباك معهم بهدف اعتقالهم

18 مايو 2016 | 09:35

كشفت مصادر فلسطينية في غزة عن اشتباكات وقعت مساء الثلاثاء، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بين عناصر سلفية جهادية وأمن حماس، حيث تم حصار المنازل.

ووقع اشتباك مسلح بين الطرفين لعدة دقائق، قبل أن تقدم قوة كبيرة من حماس والقسام على اقتحام المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه، واعتقال 4 من الجهاديين أحدهم “محمود شاهين” الذي اقتحمت حماس منزل عائلته عدة مرات بحثا عنه واعتقلت والده أكثر من 7 أيام للضغط عليه لتسليم نفسه.

وقالت مصادر خاصة إن أحد الجهاديين كان يحمل حزاما ناسفا وحاول تفجير نفسه إلا أن الحزام لم ينفجر لأسباب لم تعرف. ويتوقع أن الجهاديين كانوا يجهزون نفسهم للخروج من قطاع غزة عبر أحد الأنفاق إلى سيناء.

وأضافت المصادر أن حماس كثفت في الأيام الأخيرة من عملياتها ضد الجهاديين بغزة، واعتقلت عددا كبيرا منهم وأنها تقوم بعمليات مداهمة على طريقة أمن السلطة لعناصر حماس بالضفة، وكذلك على طريقة الجيش الإسرائيلي في مداهمة المنازل لاعتقال الفلسطينيين، وحجز أقربائهم لحين تسليم أنفسهم، حسب المصادر.

ونشرت شقيقة الناشط الجهادي أبو أنس عيسى عبر صفحتها على “فيسبوك” منشورات تشير إلى طريقة اقتحام المنزل من قبل أمن حماس وكتبت “يا كلاب الأمن الداخلي .. لو فيكم ذرة رجولة .. ما دخلتم على دار رجالها مش فيها .. بس للأسف نسوان”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=135059223566556&id=100011874379869

وأضافت في بوست ثانٍ “حكومة حماس أيها الجبناء .. ألا تخجلون من أنفسكم .. بأن ترسلوا زناناتكم وعملائكم .. ليراقبوا المنزل لتتأكدوا أن رجال المنزل خرجوا ومن بعدها تأتون لتقوموا بتفتيش المنزل .. والله إنه لعار عليك…عاااار عليكم.. عاااار عليكم”.

وأشارت المصادر إلى أن أمن حماس اعتقل شقيق أبو أنس للضغط عليه لتسليم نفسه، قبل أن تفرج عنه بعد ساعات طويلة. فيما أشارت شقيقته إلى أن العائلة تعرضت للتهديد بالتوقف عن النشر عبر “فيسبوك” قبل أن تطلق سراحه.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=135347550204390&id=100011874379869

اقرأوا المزيد: 270 كلمة
عرض أقل
سرية "الشيخ عمر حديد" السلفية
سرية "الشيخ عمر حديد" السلفية

حماس تعتقل أبرز الجهاديين الملاحقين في غزة

حماس تعتقل من شكل حتى الأن علامة تحدي لها طوال الفترة الماضية خاصةً وأنه أشرف على عمليات إطلاق صواريخ جراد لأول مرة في تاريخ الجماعات الجهادية في غزة

15 مايو 2016 | 16:05

كشفت مصادر من حركة حماس النقاب، عن أن جهاز الأمن الداخلي اعتقل أحد أبرز المطلوبين الجهاديين في غزة بعد مطاردة وملاحقة طويلة استمرت أكثر من عام ونصف على خلفية مسئوليته المباشرة عن إطلاق صواريخ تجاه ما يسمى بغلاف غزة، على الحدود مع القرى الإسرائيلية المجاورة.

المصادر أوضحت أن العملية استهدفت، إبراهيم محمود، يبلغ من العمر 42 عاما في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأن العملية تمت من خلال قوات عسكرية كبيرة بلباس مدني بعد أن نصبت له كمين بجوار ومحيط منزله بعد عملية رصد له أثناء دخوله منزله الذي لم يتمكن من وصوله منذ أكثر من عام.

وأشارت المصادر إلى أن المطارد حاول الفرار لكن كثرة القوات التي شاركت في العملية نجحت في نصب كمين محكم بعد أن كان قد أفلت من عدة كمائن سابقا في أكثر من منطقة بقطاع غزة.

وبينت المصادر أن جهاز الأمن الداخلي يلاحقه على خلفية مسئوليته عن غالبية إطلاق الصواريخ التي كانت تطلق في العام والنصف الأخيرة من غزة والتي كان يتم تبنيها باسم سرية عمر حديد الجهادية وبأسماء أخرى منها أحفاد الصحابة.

المصادر قالت أن المعتقل شكل علامة تحدي لحماس طوال الفترة الماضية خاصةً وأنه أشرف على عمليات إطلاق صواريخ جراد لأول مرة في تاريخ الجماعات الجهادية بغزة التي كانت تعتمد على إطلاق الصواريخ القصيرة لعدة قدرتها على توفير صواريخ متوسطة المدى.

اقرأوا المزيد: 205 كلمة
عرض أقل
كيف يفكر الإرهابي ؟
كيف يفكر الإرهابي ؟

بالفيديو: كيف يفكر الإرهابي؟

مقطع رسوم متحركة يصوّر ملامح شخصية الإرهابي الإسلامي. ما الذي يدفعه؟ ماذا يريد أن يحقق؟ وكيف ينفّذ مخطّطاته. مقطع الفيديو من إعداد باحثين عرب في أبو ظبي

نجح مقطع فيديو جديد نُشر مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربيّة، في الساعات الأخيرة، بجمع أكثر من 200 ألف مشاهدة وجذب انتباه السياسيين والكثير من الأكاديميين الغربيين.

مقطع الفيديو المسمى “كيف يفكر الإرهابي” هو مقطع رسوم متحركة قصيرة، وقد تم إعداده كما يبدو، في الإمارات من قبل معهدَي دراسة رائدين في أبو ظبي: مركز المسبار للدراسات والبحوث، والمستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.

في بداية المقطع، يقول الراوي إن الدراسة ونتائجها تستند إلى دراسة شاملة اختبرت نحو 45000 تغريدة باللغة العربية، غردها مغرّدون يؤيدون الإرهاب أو أشخاص نفّذوا أعمالا إرهابية مع تحليل 789 مقطع فيديو مؤيد للإرهاب الإسلامي المتطرف.

https://www.youtube.com/watch?v=1QV26MDVmg0

يقول باحثون غربيون إنّ هذا المقطع الفريد الذي أنتِجه هذان المعهدان العربيان للدراسات، هو أمر مبشّر في مجال دراسة الإرهاب الإسلامي والحركات الأصولية والسلفية في الدول العربية. في الوقت الذي تدرس فيه معاهد الأبحاث الغربية أسئلة مثل: كيف ينجذب الشباب الغربي إلى المجموعات السلفية والخلايا الإرهابية في أوروبا؟ يدرس المقطع الجديد أسئلة أخرى مثل: ما الذي يدفع الشباب العرب إلى الانضمام إلى المجموعات الجهادية؟ ونظرتهم إلى العالم.

يلخص مقطع الفيديو من خلال بعض الأرقام المثيرة للاهتمام ظاهرة الجهاد والترويج الذي يعمل على دفعها قدما. فعلى سبيل المثال، 59.7% من التغريدات التي تمت دراستها والمؤيدة للعمليات الإرهابية تعود إلى أسباب سياسية وليس إلى أسباب دينية بحتة. 18.6% دعموا الجهاد ضدّ الكفار لأسباب اجتماعية وكنقد حادّ للمجتمعات الحديثة. 21.4% من التغريدات التي تمت دراستها فقط، قد اقترحت تفسيرات دينية لتأييد الجهاد وتشجيع الشباب المسلمين على تنفيذ عمليات إرهابية.

والتفسيرات الأيديولوجية الأكثر بروزا والتي تم تغريدها وبررت الجهاد كانت تفسيرات تتعلق بالصدع بين السنة والشيعة والعلاقة بطائفة الخوارج. وفي المركز الثاني من التفسيرات الأيديولوجية، التي تكمن خلف دعم الإرهاب، هناك التفسيرات ضدّ أمراض المجتمع العلماني والحديث بينما كان الدافع لمقاومة الصهيونية لتأييد العمليات الجهادية ضعيفا. وقد غابت مقاومة دولة إسرائيل مطلقا عن التفسيرات العامة الكامنة خلف تأييد الإرهابيين.

وعندما سُئل الباحثون لماذا تُعرض هذه النتائج في مقطع فيديو شائع ومن خلال أساليب بصرية مصوّرة، فجاء على لسان مسؤولون في مركز المسبار أن الهدف هو أن يصبح مقطع الفيديو شائعا. وأضافوا: “الإرهابيون خبراء في نشر رسائل الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي. لقد حان الوقت لاستخدام أساليبهم من أجل الانتصار عليهم”.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
أنصار بيت المقدس ولاية سيناء
أنصار بيت المقدس ولاية سيناء

حماس وداعش في سيناء تنسيق ميداني يقابله اختلاف سياسي وعقائدي

حماس فتحت لنفسها أبوابا هامة بالتنسيق مع تنظيم داعش الذي لا زال، رغم الضربات التي يتلقاها في شبه الجزيرة المصرية، يحكم السيطرة على غالبية عمليات التهريب من سيناء إلى غزة

كثر الحديث مؤخرا عن وجود تنسيق مشترك بين حماس وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سيناء. هذا التنسيق سيكون محط أنظار ومراقبة الطرف المصري لا سيما بعد جولة اللقاءات بين حماس وبين المخابرات المصرية والتي أعلنت حماس بعدها عن طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بين الطرفين.

الحصار المفروض مصريا على قطاع غزة وعلى حماس لم يُبقي للحركة الكثير من الإمكانيات سوى التعاون مع ولاية سيناء لضمان استمرار تسلح الحركة واستمرار تهريب الأسلحة الى القطاع عبر سيناء وذلك في ظل حملة أمنية غير مسبوقة يقوم بها الجيش المصري ضد الأنفاق، عقابا لحماس على موقفها من الإطاحة بالرئيس المصري السابق، محمد مرسي وفي ظل اتهام مصري للحركة من أنها تتدخل في شؤون مصر الداخلية وأن بعض عناصر حماس ضالعون في بعض العمليات الأمنية ضد نظام الرئيس السيسي وتحديداً في سيناء.

الجانب المصري يغرق الأنفاق من غزة بالمياه (AFP)
الجانب المصري يغرق الأنفاق من غزة بالمياه (AFP)

ونشر “المصدر” ووسائل إعلام اخرى تقارير عن هذا التعاون. ففي إطار هذا التعاون من قبل ولاية سيناء، والذي يقوم بموجبه عناصر داعش في سيناء بمساعدة حماس على تأمين السلاح الذي يحتاجه الجناح العسكري في الحركة، قامت حماس بالإفراج عن عناصر سلفية كانت معتقلة لديها.

في المقابل حماس تدفع أموالا مقابل تلك عمليات التهريب للتنظيم، كما أنها توفر للتنظيم دعماً متنوعا يشمل تقديم العلاج لبعض الجرحى أحيانا من عناصر داعش وحل بعض القضايا المتعلقة بالعناصر الجهادية الناشطة في غزة والذين تعتقلهم حماس وأفرجت عنهم بعد اتفاق جرى التوصل إليه منذ أكثر من 3 أشهر بين الجانبين.

نشطاء حماس (Abed Rahim Khatib/Flash90)
نشطاء حماس (Abed Rahim Khatib/Flash90)

حماس التي لم تتورط في أي هجمات ضد الجيش المصري في سيناء، فتحت لنفسها أبوابا هامة بالتنسيق مع تنظيم داعش الذي لا زال رغم الضربات التي يتلقاها في شبه الجزيرة المصرية، جراء الحملة العسكرية الكبيرة، لا يزال يحكم السيطرة على غالبية عمليات التهريب من سيناء إلى غزة ولذلك تعتمد حماس عليه في إدخال احتياجاتها من أسلحة وصواريخ ومتفجرات.

وقد بث تنظيم ولاية سيناء منذ أيام مقطع فيديو يظهر فيه عناصر جدد يتم تدريبهم في شبه الجزيرة المصرية التي ينفذ فيها التنظيم باستمرار هجمات ضد الجيش المصري الذي يقود عمليات عسكرية كبيرة ضد المسلحين الجهاديين.

وظهر في الفيديو شخصين يقودان عمليات التدريب وهما يرتديان زيا عسكريا لم يكن يظهر مسبقا في أوساط عناصر التنظيم الذي، أعتاد على لبس الزي الأسود أو الزي العسكري الاعتيادي. ولوحظ من خلال الفيديو الذي نشر أن المدربين يرتديان زيا عسكريا تعتمده كتائب القسام في غزة لوحدات النخبة الخاصة التابعة لها.

https://www.youtube.com/watch?v=dV7j3125XX8

وقد اثار هذا الفيديو تساؤلات لدى جهات جهادية حول حقيقة وجود أو عدم وجود تنسيق بين الطرفين. وقد أشرنا في الماضي أن أحد نشطاء داعش في غزة والمتواجد في سوريا ويقاتل هناك أرسل رسالة إلى قيادة التنظيم في تلك البلاد يطالبها بالتحقيق في التعاون بين ولاية سيناء وحماس. الرسالة جاءت تعبيرا لإستياء جهاديي القطاع من التعاون بين التنظيم في سيناء وحماس، معتبرين أن ذلك يخالف العقيدة باعتبار أن حماس “مرتدة” من نظرتهم الدينية وأنها تحاربهم من أجل مصالحها.

الفيديو نشر تزامنا مع الأنباء التي نشرها المصدر مسبقا عن نجاح ستة نشطاء بارزين في القسام برفح جنوب قطاع غزة بالانتقال إلى سيناء والانضمام لتنظيم داعش من بينهم “محمد أبو شاويش” القيادي البارز في رفح.

كما وأشارت بعض المصادر الى أن حماس نجحت مؤخرا بإدخال أحد عناصرها البارزين ويدعى غسان العرجاني الى قطاع غزة بعد مشاركته القتال في صفوف داعش عي سيناء. المصادر أشارت إلى أن العرجاني أصيب وبسبب خطورة حالته وحاجته الماسة للعلاج اتصل هاتفيا بقيادات ميدانية في القسام برفح والذين أمنوا مجموعة عسكرية تابعة للكتائب لنقله من داخل أحد الأنفاق إلى غزة لتلقي العلاج.

لكن التعاون هو ليس وحده سيد الموقف. فداعش في سيناء تحارب تهريب الدخان لغزة والذي تستفيد منه ماليا حماس بشكل كبير جدا. لكن هذه الجزئية لم تؤثر على علاقات الطرفين خاصةً وأن حماس بحاجة أكثر للتنظيم لتسيير عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ إلى غزة.

حماس من ناحيتها لا تدع هذا التفاهم يؤثر بشكل كبير على تعاطيها مع الجهاديين في غزة. فقد ذكر مركز ابن تيمية الإعلامي التابع للجماعات الجهادية مؤخرا أن حماس حاصرت منزلا في خان يونس واعتقلت المنظر لتلك الجماعات، الشيخ وائل حسنين، وآخرين كانا برفقته. حيث أشار المركز إلى أن حسنين أفرج عنه في الأشهر الأخيرة وأن عملية الاعتقال تمت بعد ساعات من لقاء بين المخابرات المصرية وقيادة حماس.

جماعة ولاية سيناء
جماعة ولاية سيناء

التعاون مع حماس يشكل عامل محدود في مجمل أنشطة داعش وتحركاتها في سيناء. الحركة وعلى مستوى قيادتها في الموصل والرقة بدأت تولي أهمية متزايدة لسيناء وهذا يظهر بشكل واضح في وسائل إعلامها وأدواتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي. فلا يخلو يوم تقريبا دون أن يرسل التنظيم وعلى قناته على شبكة التلغرام رسائل عن عملياته في سيناء يحتفي فيها بمقتل وإصابة من يصفهم بالمرتدين من ضباط وعناصر في الجيش والشرطة المصرية. وتتوقع مصادر أمنية أن يزيد هذا الاهتمام في ظل تراجع داعش في كل من سوريا والعراق، تراجع يتزامن مع زيادة نفوذ التنظيم في ليبيا.

ويخشى المراقبون من أن يبدأ التنظيم قريبا باستهداف قوات حفظ السلام في سيناء وذلك وسط أنباء وتقارير أمريكية بدأت تشير الى انتقال جزء من هذه القوات الى جنوب سيناء تفاديا لعمليات متوقعة للتنظيم ضد هذه القوات.

هنا نشير الى أنه وبعد سقوط الطائرة الروسية فوق شرم الشيخ تفاخر عناصر التنظيم ومؤيديه أن التنظيم نجح بتجنيد عناصر تعمل في المطارات وأن هذه العناصر هي التي ساهمت بزرع العبوة داخل الطائرة الروسية.

من ناحية اخرى يدعي التنظيم أن مصر تستعين بالجيش الإسرائيلي في معركتها ضد مقاتليه في سيناء. فقد ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أيام أن طائرات إسرائيلية من أنواع مختلفة هاجمت أهدافا في شبه جزيرة سيناء المصرية.

محاربة داعش السجائر يضر باقتصاد حماس
محاربة داعش السجائر يضر باقتصاد حماس

وأوضحت الوكالة في خبر مقتضب، أن 7 طائرات بدون طيار إسرائيلية وطائرات حربية ومروحيات أباتشي شنت غارات مكثفة على مواقع في شمال سيناء، دون أن تشير إلى مزيد من المعلومات حول الأهداف التي تم قصفها أو وجود قتلى وجرحى جراء ذلك.

وفي مرات سابقة أشارت الوكالة مسبقا إلى تحليق طائرات إسرائيلية عسكرية في أجواء الجزيرة المصرية وشن بعض الغارات ضد أهداف مختلفة سابقا.

رغم الحملة المصرية الغير متوقفة ضده ورغم الأنباء عن تعاون مصري -إسرائيلي في الحرب ضده، الا أن تنظيم الدولة الاسلامية، ولاية سيناء، لا يزال يشكل تحديا كبيرا للنظام المصري. التفاهمات المصرية الحمساوية لن تؤثر كثيرا على الوضع طالما أن التنظيم يحظى بحاضنة اجتماعية في شبه الجزيرة وطالما أن الحدود الليبية المصرية ستظل تزوده بسلاح وبمقاتلين.

حطام الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء (AFP)
حطام الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء (AFP)

فالتنظيم مستمر في سعييه لتحويل سيناء الى معقل أقليمي هو الأقرب له من بيت المقدس والذي يقول أنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي أن ولاية سيناء من المفترض أن تكون رأس الحربة في المعركة على بيت المقدس.

اقرأوا المزيد: 990 كلمة
عرض أقل