السلاح غير المرخص

قانون جديد يسمح لمئات آلاف الإسرائيليين بحمل السلاح

وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان (Facebook)
وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان (Facebook)

تثير السياسة الجديدة التي يستحق آلاف الإسرائيليين بموجبها الحصول على رخصة سلاح جدلا واسعا: "الأسلحة هي وسيلة الموت التي يجب تقليصها"

أمس (الإثنين)، وسعت وزارة الأمن الداخلي سياسة منح رخص الأسلحة، وفي إطارها يستحق آلاف الأشخاص الذين خدموا في وحدات قتالية الحصول على رخصة سلاح. صادق وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، على إجراء تعديلات بشأن حمل السلاح، تسمح لمليون مواطن آخر بالحصول على رخصة سلاح، بعد أن كانت هناك حاجة إلى استيفاء ظروف كثيرة للحصول عليها.

في إطار التعديلات، يمكن أن يحصل المتطوعون في الوحدات الملائمة في الشرطة وقوات الإنقاذ على رخصة سلاح. إضافة إلى ذلك، قرر الوزير أردان أن لا داعي بأن يعيد الضباط والأشخاص الذين يخدمون خدمة دائمة في الجيش الإسرائيلي أن يعيدوا السلاح الذي بحوزتهم بعد تسريحهم من خدمة الاحتياط، ويمكن أن يطلبوا السماح لهم بحمل السلاح بعد تسريحهم أيضا.

أثارت سياسية الأسلحة الجديدة انتقادات كثيرة ونقاشا عاما واسعا في إسرائيل. أمس أوضح الوزير أردان الذي ترأس التعديلات أن الهدف هو: “أن يساهم المواطنون الماهرون الذين يحملون الأسلحة في المجال العام في الشعور بالأمان، يدافعوا عن المواطنين أثناء حدوث عمليات يقوم بها أفراد، ويشكلوا مصدرا لتعزيز الأمن لدى الجمهور”.

بالمقابل، هاجمت رئيسة حزب ميرتس، عضوة الكنيست تمار زاندنبرغ، التعديلات قائلة: “يشكل السلاح وسيلة الموت التي علينا العمل على تقليص استخدامها”. وفق أقواله، “من الغريب أن وزارة الأمن الداخلي تزيد عدد رخص حمل الأسلحة بدلا من أن تتعامل مع كمية الأسلحة غير القانونية الهائلة”.

عضوة الكنيست عايدة توما سليمان (Yossi Zeliger/Flash90)

انتقدت عضوة الكنيست عايدة توما سليمان من حزب “القائمة المشتركة” التعديلات. “إن وضع أسلحة بين أيدي نصف مليون مواطن إضافية يسمح بالتساهل بإطلاق النيران”، كتبت توما سليمان في تويتر. “التساهل في منح رخص الأسلحة يجعل الحيز العام عموما والمجتمع العربي خصوصا ساحة قتال، وبانتشار الأسلحة غير القانونية أكثر فأكثر”.

أعربت الصحفية نوعا لانداو عن انتقاداتها في تويتر، وحتى أن الوزير أردان علق عليها. “مبروك. منذ الآن، أصبحت عملية استصدار رخصة لإطلاق النيران متاحة، ناجعة، وودية. أصبحت إسرائيل مثل أمريكا. من يهتم بالأبحاث التي أثبتت أن هناك علاقة بين كمية الأسلحة في الشارع وبين قتل النساء”، كتبت لانداو. ردا على ذلك كتب أردان: “يا للأسف أنكِ لم تغردي حتى يومنا هذا تغريدات ضد كمية الأسلحة غير القانونية في البلدات العربية. لماذا تتذكرون الموضوع فقط عندما يسمح للمسرحين من وحدات سلاح المشاة الخبراء والماهرين الذين يجتازون فحوصا مشددة عند تقديم طلب للحصول على رخصة سلاح لمنع حدوث ضحايا إثر العمليات؟ الأبحاث التي ذكرتِها ليست ذات صلة بالتعديلات، إذا كانت قائمة أصلا”.

اقرأوا المزيد: 359 كلمة
عرض أقل

“الشرطة أخفقت في الحد من جرائم السلاح في البلدات العربية”

السلاح غير القانوني في المجتمَع العربي (الشرطة الإسرائيلية)
السلاح غير القانوني في المجتمَع العربي (الشرطة الإسرائيلية)

مراقب الدولة: الشرطة الإسرائيلية أخفقت في معالجة آفة انتشار السلاح غير الشرعي في المجتمع العربي.. الشابك والجيش لا يتعاونان ولا ينسقان مع الشرطة في هذه القضايا وثقة المواطن العربي بالشرطة ضعيفة

15 أغسطس 2018 | 17:26

نشر مراقب الدولة في إسرائيل، اليوم الأربعاء، تقريرا يفحص مواجهة الشرطة الإسرائيلية لأزمة انتشار السلاح غير القانوني في البلدات العربية بين العامين 2015 و2016. وتوصل المراقب في نتائج الفحص إلى أن الشرطة فشلت فشلا ذريعا في مهمتها تقليص كمية السلاح غير الشرعي في المجتمع العربي، وتعزيز الأمان في الشارع العربي.

وأشار المراقب في التقرير إلى جملة عوامل، أدت مجتمعة إلى قصور الشرطة في التصدي إلى ظوهر سرقة السلاح وتهريبه وإطلاق النار في الشوارع في البدلات العربية. ومن هذه العوامل عدم التنسيق بين أجهزة الأمن في إسرائيل في قضايا السلاح. فحسب التقرير، الشابك لا ينقل معطيات خاصة بجرائم السلاح يعرف عنها في البلدات العربية وفي الضفة الغربية وهذا ينعكس سلبا على عمل الشرطة.

وكذلك، هناك نقص في القوى العاملة في محطات الشرطة المحاذية بالقرى العربية والتي تعالج قضايا إطلاق نار في هذه البلدات. وهذا النقص يعني قصور كبير في معالجة حوادث إطلاق النار وحيازة السلاح غير المرخص والدليل على ذلك، حسب مراقب الدولة، أن معظم التحقيقات في هذه القضايا لا تفضي إلى لوائح اتهام. وعلى هذا يشهد المعطى الآتي الذي نشره المراقب، ففي عام 2016 نسبة لوائح الاتهام التي قدمت بعد التحقيق في قضايا النار والسلاح بلغت 3.7%.

وأشار المراقب إلى عامل آخر يعوق عمل الشرطة في قضايا السلاح في المتجمع العربي، وهو انعدام ثقة المواطنين العرب في الشرطة الإسرائيلية، فنسبة قليلة تقبل التعاون مع الشرطة للتوصل إلى المجرمين، وهناك كذلك عامل ثقافي وهو لجوء المجتمع العربي إلى عقد “مصالحة” بين الأطراف المتشابكة، وعدم اللجوء إلى الشرطة والقضاء في قضايا إطلاق نار وثأر.

وحسب المعطيات التي نشرتها الشرطة وظهرت في التقرير، شهد عام 2016 ارتفاعا بنسبة 75% في ظاهرة سرقة السلاح مقارنة بعام 2015 في المجتمع العربي، وكذلك في تهريب السلاح عبر الحدود مع الأردن. وجاء كذلك في معطيات الشرطة أن جرائم السلاح وإطلاق نار أكثر بنسبة 17.5 في المجتمع العربي من المجتمع اليهودي. ونحو 70% من جرائم إطلاق النار ينفذها أشخاص سجلهم نظيف.

كما ألقى مراقب الدولة اللوم على الحكومة في شأن معالجة قضية السلاح والعنف في المجتمع العربي، وقال في التقرير أن مشاريع الحكومة للحد من العنف والسلاح لم تطبق على نحو جدي. فعلى سبيل المثال، في إطار مشروع “مدينة خالية من العنف”، كان من المفروض نصب كاميرات حراسة في أجراء المدينة، إلا فحص المراقب أظهر أن معظم البلدات العربية لا تشغل هذه الكاميرات.

وأشار التقرير إلى أن خطط الحكومة إنشاء 11 محطة شرطة جديدة في الوسط العربي لم تتم بعد، وحتى اليوم أنشأت محطتان فقط. أما بالنسبة لخطة الشرطة تجنيد المزيد من رجال الشرطة المسلمين في صفوفها، فتفيد المعطيات المنشورة أن نسبة رجال الشرطة المسلمين تشكل 1.8% في صفوف الشرطة الإسرائيلية.

أما رد الشرطة ووزارة الأمن الداخلي على التقرير فكانت التطرق إلى معطيات العامين 2017 و2018. فقالت الشرطة إنها ضبطت خلال عام 2017 آلاف قطع السلاح في القرى العربية واعتقلت أكثر من 2225 مشتبه به في قضايا سلاح في جميع البلاد، وقدمت نحو 1137 لائحة اتهام ضد مشبوهين في جرائم سلاح. وأضاف بيان الشرطة أن المشاكل التي أشار إليها مراقب الدولة معروفة، والشرطة تبذل جهودا لتجاوز هذه العوامل وتحسين علاقاتها بالمواطن العربي عبر التوعية والتجنيد من أجل زيادة الثقة بين الطرفين، والتوصل إلى قناعة أن الشرطة في خدمة جميع المواطنين في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 497 كلمة
عرض أقل
الجيش الإسرائيلي يعرض الأسلحة التي استولى عليها خلال حملة ضبط الأسلحة في الضفة (الجيش الإسرائيلي)
الجيش الإسرائيلي يعرض الأسلحة التي استولى عليها خلال حملة ضبط الأسلحة في الضفة (الجيش الإسرائيلي)

إسرائيل تكثّف الجهود الاستخباراتية للكشف عن السلاح غير القانوني في الضفة

خلايا الإرهاب ومنفذو العمليات الأفراد يجدون صعوبة في شراء سلاح "معياري"، وبدلا منه تزدهر تجارة وصناعة الأسلحة البدائية

أصبحت الحرب ضدّ الأسلحة النارية في الضفة الغربية هدفا عسكريا رئيسيا لإسرائيل في إطار مكافحة الإرهاب الفلسطيني في الأراضي. تم الحدّ من الارتفاع الحادّ في أعمال العنف، والذي سُجّل منذ تشرين الأول الماضي، بشكل تدريجي وفي النهاية تضاءلت أعمال العنف تدريجيا في الأشهر الأخيرة. ساهمت عدة أسباب في ذلك النجاح، وعلى رأسها تحسّن المراقبة الإسرائيلية لمواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية (بشكل سمح بالاعتقال المسبق لـ “الذئاب المنفردة” قبل خروجها لتنفيذ العمليات)، توثيق التنسيق الأمني مع السلطة وشعور الشعب الفلسطيني أنّ الثمن الذي دفع فيه الشباب حياتهم لم يثمر ثمارا سياسية أو ثمارا أخرى.

ولكن في الوقت الذي انخفضت فيه أعمال الطعن، ازداد اهتمام أولئك الإرهابيين الأفراد والخلايا الصغيرة العاملة من دون انتماء تنظيمي في الحصول على الأسلحة النارية، انطلاقا من إدراكهم أنّ احتمال الإضرار الكامن فيها أكبر مقارنة بالسكاكين والزجاجات الحارقة.

حتى الآن، كان استخدام الأسلحة المعيارية (مثل بندقية إم 16 أو الكلاشينكوف) في العمليات محدودا جدا. تحتفظ عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بمعظم الأسلحة المعيارية في الضفة، والتي فيما عدا حوادث قليلة لم تشارك في الأعمال الإرهابية. من المعروف أن مصنّعي الأسلحة البدائية يستغلّون قلّة الأسلحة المعيارية الموجودة في السوق السوداء (قد يبلغ سعر الإم 16 أو الكلاشينكوف الواحد نحو 13 ألف دولار وأكثر).

أدى الطلب المتزايد أيضًا إلى تحسين عمليات الإنتاج. تحدث الجيش الإسرائيلي عن مخارط تم تحويلها إلى مصانع حقيقية، تصنّع عشرات البنادق والمسدّسات كل شهر. الأسلحة الجديدة أكثر دقة، و فتكا، وتعاني من التوقف أثناء تشغيلها بشكل أقلّ مقارنة بالأسلحة البدائية التي كانت تُستخدم في الأراضي في الماضي. وفي المقابل، فإنّ بعض الخلايا المستقلة ما زال قادرا على اقتناء هذه الأسلحة: يتراوح سعر بندقية من نوع كارل جوستاف بين 500 إلى 1300 دولار، وسعر مسدس بين 2600 إلى 5200 ألف دولار. يُباع بعض هذه الأسلحة للخلايا الإرهابية. ويباع البعض الآخر للمجرمين الفلسطينيين وللمواطنين الذين يشترونها لأغراض الدفاع عن النفس في المجتمع الذي يزيد فيه العنف الداخلي مجددا (كما شهدت عملية الإعدام المتعمدة التي نفّذتها عناصر شرطة فلسطينية في نابلس ضدّ مواطن المدينة الذي كان متورّطا في قتل شرطي في نهاية الأسبوع الماضي).

تم اكتشاف هذا الاتجاه في الاستخبارات الإسرائيلية متأخرا. حذّرت الشرطة من ظاهرة الأسلحة البدائية المصنّعة في الأراضي والتي تباع للمجرمين في إسرائيل منذ عدة سنوات. ولكن بعد أن تزايدت العمليات التي يُستخدم فيها سلاح ناري في الضفة – منذ بدء العام الحالي تم إحصاء أكثر من ثلاثين حادثة – تقرّر تركيز جهود الجيش الإسرائيلي والشاباك ضدّ صناعة السلاح غير القانوني.

أجرى الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) بعد منتصف الليل عملية جمع الأسلحة وتدمير المخارط الأكبر من نوعها حتّى الآن. داهمت القوى الأمنية خلال تلك العملية سبعة مصانع في منطقة بيت لحم والخليل واعتقلت بعض المشتبه بهم بتصنيع الأسلحة والإتجار بها. والهدف هو ضرب كل سلسلة التصنيع تدريجيا – بدءا بأصحاب المصانع، مرورا بالتجار والسماسرة وصولا إلى مشتري السلاح. هذه خطوة ضرورية على ضوء خطورة التهديد، ولكن لا ينبغي أن نتوقّع بأنّها ستقضي على هذه الظاهرة تماما. حتى الآن تم الإمساك بنحو 400 قطعة سلاح في الضفة هذا العام. في المكان الذي يسود فيه طلب واسع، واحتمال ربح كبير، فمن المرجّح أن تقام خطوط إنتاج إضافية للسلاح حتى لو زادت إسرائيل من الضغوط على من يشتغلون بذلك.

في هذه الأثناء، يبدو أنّ التوتر على حدود قطاع غزة والذي تصاعد في بداية الأسبوع، يتضاءل تدريجيا. حقيقة أنّ الهجوم الجوي المكثّف لإسرائيل يوم الأحد مساء، ردّا على إطلاق الصواريخ إلى سديروت، قد مرّ تقريبًا من دون وقوع إصابات، تسمح لحماس أن تنظر إلى القضية باعتبارها مغلقة.

استغلّت إسرائيل إطلاق الصاروخ لمهاجمة “ممتلكات تكتيكية” تم قصفها من قبل سلاح الجوّ. كرّر وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، تصريحه أنّ إسرائيل لن تسمح لحماس بحفر أنفاق هجومية من القطاع إلى داخل بلدات غلاف غزة.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس

اقرأوا المزيد: 581 كلمة
عرض أقل
في عين العاصفة: السلاح غير المُرخص في الوسط العربي في إسرائيل (Rahim Khatib Flash90)
في عين العاصفة: السلاح غير المُرخص في الوسط العربي في إسرائيل (Rahim Khatib Flash90)

في عين العاصفة: السلاح غير المُرخص في الوسط العربي في إسرائيل

السلاح غير المُرخص في الوسط العربي في إسرائيل يتصدر العناوين ثانيةً. لماذا إسرائيل ليست قادرة على الحد من انتشار هذا السلاح وكيف يصل إلى أيدي الأفراد؟

“قُتل أكثر من 1000 شخص، في الوسط العربي، خلال السنوات الـ 15 الأخيرة ونسبة حل لغز تلك القضايا مُنخفضة كثيرا”، هذا ما ادعاه عضو الكنيست العربي، من حزب “ميرتس”، عيساوي فريج، في إحدى المداولات الأساسية التي دارت في العام المنصرم في أروقة الكنيست، حول قضية السلاح غير المُرخص.

يشتكي أعضاء الكنيست العرب، منذ سنين، من أن السلاح غير المُرخص واستخدامه هي آفة تنهش بالمُجتمع العربي من الداخل وأن الجهات الأمنية المُختصة بإنفاذ القانون، الشرطة والمحاكم في إسرائيل، تتساهل بتعاملها مع هذه القضية.

نسبة العنف في المُجتمع العربي مُرتفعة جدًا مُقارنة بتعداد هذا الوسط بالمُجتمع الإسرائيلي عمومًا. “بهدوء، ودون أن يكون لدى غالبية الجمهور الإسرائيلي علمٌ بذلك، أصبح العديد من البلدات العربية في إسرائيل ساحات حرب”، وفقًا لادعاء فريج.

وتصدر هذا الموضوع الهام جدًا، في الأيام الأخيرة، اهتمام المجتمع الإسرائيلي على إثر عملية إطلاق النار التي نفذها مواطن عربي من وادي عارة، نشأت ملحم، في أحد الشوارع الرئيسية في تل أبيب، والتي لاقى خلالها مواطنان إسرائيليان حتفهما وخلّفَت الكثير من الجرحى.

ويتضح من خلال المداولات العديدة في الكنيست والنقاش الجماهيري العام أن قادة المُجتمع العربي في إسرائيل، بما فيهم نواب الكنيست ورؤساء مجالس البلدات العربية الكبيرة، يُحذرون، منذ سنوات، من هذه الظاهرة الخطيرة التي تنطوي على حيازة السلاح غير المُرخص واستخدامه في شوارع المُدن والقرى؛ في شمال وجنوب البلاد. يدعي نواب الكنيست من القائمة العربية المُشتركة أن الشرطة لم تعمل كما يجب لاجتثاث هذه الظاهرة. بالمُقابل، تدّعي الشرطة والأجهزة الأمنية أنها تستثمر الكثير من الجهد لفرض القانون ولكنها تواجه صعوبات كثيرة بسبب مُعارضة المواطنين العرب.

أسلحة غير مرخصة (Flash90)
أسلحة غير مرخصة (Flash90)

وقال وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، المسؤول المُباشر عن الشرطة إن “90% من السلاح غير المُرخص في شمال البلاد (المنطقة التي فيها عدد كبير من البلدات العربية) مصدره من الجيش الإسرائيلي”. وفقًا لادعائه، تنتشر الظاهرة التي يبيع فيها الجنود الأسلحة لجهات عربية ومن ثم يُبلّغون عن ضياعها. وفقًا لتصريحه، لا يقتصر الأمر على بيع البنادق فحسب إنما على عبوات ناسفة، قنابل يدوية وأسلحة أُخرى أيضًا. وصرّح أردان أنه بين عامي 2014 و 2015 فُتح 2,500 ملف يتعلق بقضايا الوسائل القتالية.

بشكل عام في المُجتمع العربي، وبخلاف ادعاءات أجهزة تطبيق القانون، يُعارضون بشدة ظاهرة السلاح غير المُرخص الذي يستخدمه الكثير من المُجرمين، تُجار المُخدرات، زعماء عائلات الإجرام ويُستخدم أحيانا لإظهار القوة في بعض المُناسبات السعيدة (إطلاق النار في الأفراح).

في مقالة غير مسبوقة تطرق فيها محمد دراوشة، مُدير مُشارك في مُبادرات صندوق إبراهيم (صندوق يُعنى بدعم مُبادرات في الوسطين العربي واليهودي)، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كتب: يتعيّن على السلطات المسؤولة في إسرائيل أن تجمع السلاح لأنه يضر بالوسط ذاته. “من جهتي، أتمنى ألا يكون هناك سلاح في الوسط العربي أبدًا: سواء كان الحديث عن أسلحة مُرخصة أم لا. انزعوا كل تلك الأسلحة من مُجتمعنا، فنحن لا نحتاجها ولا نُريدها”، كتب دراوشة.

وكما قال نائب الكنيست العربي أحمد طيبي، في الجلسة الطارئة للكنيست التي عُقدت لنقاش هذه المسألة “بدأت إسرائيل بالاهتمام بظاهرة السلاح غير المُرخص في الوسط العربي فقط بعد العملية الدامية في شارع “ديزنغوف”. عندما استُخدم سلاح وادي عارة ضد سكانها فلم تسمعوا بذلك. ولكن عندما استُخدم ذلك السلاح في تل أبيب؛ ضد اليهود، انتفضت الدولة بأكملها”.

ودحضت أجهزة تطبيق القانون، من جهتها، ادعاءات قادة المُجتمع العربي مدعية أنها ضاعفت من إجراءاتها لتطبيق القانون في السنوات الأخيرة. تُدرك الجهات الإسرائيلية المسؤولة عن تطبيق القانون أن حجم المُشكلة يحتاج إلى إجراءات تفوق مسألة جمع السلاح لمرة واحدة أو غير ذلك. أفضل حل هو تعاون المُجتمع العربي ومُبادرته لاتخاذ خطوات لنزع السلاح غير القانوني من المُجتمع. يجب مقاومة دخول قوات الشرطة بالقوة إلى البلدات العربية، التي أساسًا تُعتبر جهة مُعادية وتزيد من الاحتكاك ولن تؤدي إلى وضع اليد على كمية كبيرة من الوسائل القتالية الممنوعة. فيما يخص مسألة تسريب السلاح، يتعين على إدارة الجيش أيضا العمل على فرض عقوبات شديدة على من يتاجر بالسلاح في السوق السوداء.

وتصل عائدات الإتجار بالسلاح غير المُرخص، سنويًا، إلى ملايين الدولارات وهذا السوق مُنتعش جدًا في البلدات الواقعة شمال البلاد وفي مناطق انتشار البدو؛ في الجنوب. وتُشير مُعطيات الشرطة الإسرائيلية إلى أن البنادق من نوع “تابور”، “ميكرو تابور” قد باتت صرعة بين تجار الأسلحة. “يُعتبر المُجرم الذي بحوزته بندقية من نوع “ميكرو تابور”، اليوم، شخصية مرموقة في عالم الإجرام. إنها مسألة موضة ويجري الحديث أيضا عن بندقية تستخدمها أهم الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي وتمتاز بدقة عالية جدًا في عمليات الاغتيال”، هذا وفقًا لما صرّح به ضابط شرطة في وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ مُدة ليست بعيدة.

البنادق من نوع "تابور"، "ميكرو تابور" قد باتت صرعة بين تجار الأسلحة
البنادق من نوع “تابور”، “ميكرو تابور” قد باتت صرعة بين تجار الأسلحة

“هذا هو السلاح المُحبب لدى اللصوص اليوم. بندقية “تابور” من النوع الطويل و “الميكرو تابور” هما السلاحان الأكثر طلبًا من قبل عصابات الإجرام والمنظمات الإرهابية في الضفة الغربية. الطلب على هذه البنادق كبير جدًا وسعرها أيضًا يرتفع بالتناسب، وقد يصل سعر البندقية الواحدة إلى 25 ألف دور، وهذا أمر غير مسبوق في الواقع الإسرائيلي”، وفق ما قاله مسؤول في الشرطة.

التحدي الأساسي الذي يقف الآن أمام سلطات القانون والمُجتمع العربي في إسرائيل هو إيجاد مُعادلة تُتيح مسألة جمع السلاح غير القانوني ومنع تسريب سلاح الجيش الإسرائيلي إلى التُجار، من دون خلق المزيد من الاحتكاك بين الأقلية العربية وبين سلطات تطبيق القانون.

اقرأوا المزيد: 782 كلمة
عرض أقل