توجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية سرا إلى بنغلاديش، وهي دولة مسلمة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مقترحة عليها تقديم مساعدات إنسانية كبيرة لعشرات آلاف اللاجئين المسلمين من الروهينغيا الذين فروا من قبضة الجيش في ميانمار.
وفقا لما ورد اليوم، الخميس، صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد شكرت بنغلاديش إسرائيل على الاقتراح، لكنها أعلنت أنها لن تتمكن من الحصول على مساعدات إسرائيلية بسبب الحساسية المنوطة بذلك. ويشار أيضا إلى أن وزارة الخارجية تدرس حاليا طرقا أخرى لتقديم المساعدة إلى الروهينغيا الذين ما زالوا في ميانمار في معسكرات الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى.
في السنة الماضية، هاجم جيش ميانمار قبيلة الروهينغيا، وهي أقلية مسلمة تعيش في الدولة البوذية، ووفقا لما ذكرته تقارير مختلفة فقد قُتِل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، وهرب 655 ألف آخرين الى بنغلاديش المجاورة.
ويقدّر أن ميانمار ارتكبت إبادة جماعية أو تطهيرا عرقيا ضد أبناء الروهينغيا. تصل إلى الغرب تقارير مروّعة عن ارتكاب الجيش في ميانمار أعمالا فظيعة، اغتصاب النساء والفتيات أمام أزواجهن وأطفالهن وإخوانهن، وتنفيذ مجازر بحق المدنيين. يعامل سكان ميانمار الروهينغيا كغزاة مسلمين ويتهمونهم بهجمات الإرهابية.
تسليح قوات ميانمار بأسلحة إسرائيلية
وعلى الرغم من الاقتراح السخي الذي قدّمته وزارة الخارجية الإسرائيلية للأقلية من الروهينغنا، التي أصبحت الآن تعيش في بنغلاديش في مخيمات اللاجئين، فمن المعروف أيضا أن دولة إسرائيل باعت أسلحة للنظام الوحشي في ميانمار منذ سنوات.
وعلى الرغم من إزالة العقوبات الاقتصادية، إلا أن الولايات المتحدة حظرت بيع الأسلحة لميانمار، وكذلك الاتحاد الأوروبي. ولكن، رفضت الصين وروسيا الانضمام إلى هذه الخطوة، لهذا ما زال بإمكان نظام الحكم في ميانمار التجارة بالأسلحة وإسرائيل شريكة في بيع الأسلحة له أيضا.
مثلا، في عام 1997، فازت شركة الأسلحة الإسرائيلية “إلبيت” بمناقصة لتطوير 36 طائرة عسكرية في ميانمار، وباعتها صواريخ جو – جو إسرائيلية أيضا. وفي عام 1998، اشترت ميانمار من إسرائيل 16 مدفعية من طراز 155 ملمتر.
وتشير النتائج إلى أن قوات الأمن في ميانمار مسؤولة عن جرائم الحرب، وكانت الجرائم الإنسانية ضد الروهينغيا معروفة منذ عام 2014. لقد كان رئيس المجلس العسكري، مين أونغ هالينغ، والجنرال البارز، أيه ماونغ ماونغ متهمين بتلك الأعمال المروعة. بالمناسبة، التقى كلاهما بتاريخ 30 أيلول 2015 برئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، ورئيس الأركان، غادي أيزنكوت، وكبار المسؤولين الإسرائيليين الآخرين. لقد سعت إسرائيل إلى إبداء التواضع فيما يتعلق بهذه الزيارة إلا أن رئيس المجلس العسكري، مين أونغ هالينغ، نشر في صفحته على الفيس بوك كل ما حققه في زيارته إلى إسرائيل. فقد تحدث عن أنه جرت محادثات لشراء معدّات عسكريّة وعن إرشاد قواته إضافة إلى شراء سفن حربية. كما أجرى زيارة إلى المنطقة الصناعة الجوية، ومصانع الأسلحة المتقدمة “إلبيت” و “إلتا”.