الدولة الإسلامية التي وُلِد فيها الجميع بتاريخ 1.1
بسبب نقص شهادات الولادة الرسمية والصعوبة في تحويل تواريخ الميلاد من السنة الهجرية إلى التقويم الميلادي، اختار الكثير من الأفغانيين بأن يكون تاريخ ولادتهم في الأول من كانون الثاني
إذا دخلتم حسابات الفيس بوك الخاصة بالأفغانيين، فستتفاجأوا أن الكثير منهم يحتفلون بعيد ميلادهم في ذات التاريخ تماما الذي يصادف في الأول من كانون الثاني. مثلا، يصادف عيد ميلاد سماد علوي في الأول من كانون الثاني، وكما تحتفل زوجته و-32 صديقا له بهذا اليوم بأعياد ميلادهم. في الواقع، لا يجري الحديث عن صدفة. فالأول من كانون الثاني هو التاريخ الذي وقع الاختيار عليه ليكون يوم ميلاد الكثير من الأفغانيين الذين لا يعرفون تاريخ ميلادهم الدقيق وهذا بهدف التسهيل فقط.
استعان الأفغانيون طيلة سنوات بمواسم السنة والاحتفالات التاريخية لتحديد أيام ميلادهم، وحدث هذا لأن الدولة لم تصدر شهادات ولادة أو مستندات رسمية. في السنوات الماضية، بعد أن حاول أفغانيون كثيرون تسجيل أسمائهم كأعضاء في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك، الذي يتطلب تدوين تاريخ الميلاد، اضطروا إلى اختيار يوم معين ليكون يوم تاريخ ولادتهم. جاءت الحاجة إلى تحديد يوم ميلاد دقيق بسبب الطلب المتزايد لتلقي تأشيرات دخول وجوازات سفر.
في الوقت الحالي، يبدو أن الأول من كانون الثاني وقتا مريحا، لهذا أصبح اليوم خيارا منتشرا بين الأفغانيين. في حالات معينة، يختار الأشخاص الذين يعرفون تواريخ ميلادهم الأول من كانون الثاني كيوم ميلادهم لأنهم لا يريدون تحمل عبء تحويل تاريخ ميلادهم الهجري الذي يستخدمه الأفغانيون إلى تاريخ ميلادهم وفق التقويم الميلادي الشائع.
إضافة إلى هذا، يتضح أنه لا يرد في بطاقات الهوية الرسمية التي يستخدمها معظم الأفغانيين تاريخ الميلاد بشكل واضح، ويُسجل تاريخ الميلاد وفق المظهر الخارجي لصاحب الهوية. في السنوات الأخيرة بدأت السلطات الأفغانية بتغيير هذا الوضع، فشرعت المستشفيات في المدن الكبرى بإصدار بطاقات ولادة، وحتى أن الحكومة ستسعى إلى إصدار بطاقات هوية إلكترونية في المستقبَل.
تقرير: حياة العرب الإسرائيليين أفضل من حياة العرب في البلدان الإسلامية (Flash90/Hadas Parush)
تقرير: حياة العرب الإسرائيليين أفضل من حياة العرب في البلدان الإسلامية
تكشف معطيات جديدة عن حالة السكان العرب في إسرائيل: ظروف حياتهم أفضل من ظروف حياة العرب الآخرين في البلدان الإسلامية، ولكن متوسط العمر المتوقع لديهم أقل من متوسط عمر السكان اليهود
يُقدّم التقرير السنوي لمركز “تاوب”، الذي نُشر اليوم (الأربعاء)، صورة اجتماعية واقتصادية عن إسرائيل لعام 2017. يصدر التقرير الخاص سنويا، وهو يجمع 10 دراسات جديدة في مجال التشغيل، الاقتصاد، التعليم، الصحة، والرفاه الاجتماعي.
من بين المعطيات المثيرة للاهتمام: ارتفع معدل التشغيل والأجور، وفي المقابل، انخفض معدل البطالة، ولكن رغم هذا، فإن غلاء المعيشة لا يزال الأعلى من بين الدول المتقدمة التابعة لمنظمة التعاون والتنمية (OECD).
ويتضح من المعطيات أيضا أن متوسط معدل التشغيل والأجر أدى إلى ارتفاع ملحوظ بحجم الاستهلاك في السنوات الماضية وإلى زيادة مستوى المعيشة.
ما زالت أسعار الشقق آخذة بالارتفاع بوتيرة أسرع من أسعار أجور الشقق المستأجرة، لهذا ما زال أصحاب الشقق يشهدون انخفاضا في زيادة قيمة الشقق المستأجرة. يبدو أن ارتفاع أسعار الشقق الأخير يعكس تحديدا توقعات العائلات والمستثمرين حول زيادة الأسعار في المستقبل، سواء زيادة أسعار الشقق المعدّة للبيع أو أسعار الشقق المعدّة للإيجار.
في السنوات الماضية، طرأ تقدم ملحوظ على معدل تشغيل الشبان من المجتمع الحاريدي (اليهودي المتدين) من كل التيارات: بين عامي 2008 و 2013 ارتفع معدل تشغيل الحاريديين الذين أعمارهم 30-23 بنسبة 9%، ووصل إلى 73% لدى النساء و %36 لدى الرجال، وشكلت هذه النسب الأعلى في كل المجتمع الإسرائيلي.
وفق التقرير، يتضح أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الجهاز التربوي هو تقليص عدم المساواة في المواد التعليمية بين الطلاب من المجتمعات المختلفة. لقد طرأ تحسن في هذا المجال في السنوات الماضية، ولكن ما زالت الطريق نحو المساواة طويلة.
ويخصص التقرير جزءا كاملا لظاهرة المقاطعة في المدارس، ويركز على العلاقة بين فرص التعرض للمقاطعة وبين صفات الطالب: القومية، المكانة الاجتماعية، والجندر. ففي عام 2015، وصلت نسبة الطلاب الذين تحدثوا عن أنهم تعرضوا للمقاطعة إلى نحو %6 من إجمالي الطلاب في المدارس الإسرائيلية، وهناك في أكثر من %60 من الصفوف، طالب يعاني من المقاطعة.
كما أن هناك فوارق هامة بين الطلاب في المدارس المختلفة: %11 من الطلاب أشاروا إلى مقاطعة مدارس عربية، في المقابل، %3.4 تحدثوا عن مقاطعة المدارس اليهودية. أوضحت الطالبات اليهوديات أنهن تعرضن للمقاطعة بمستوى أعلى من المستوى الذي تعرض له الشبان بقليل: نحو %5.2 مقابل نحو %4.7. في الوسط العربي الوضع مختلف: نحو %17 من الطلاب تحدثوا أنهم تعرضوا للمقاطعة مقابل نحو %13 من الطالبات.
يعاني الطلاب ذوو المكانة الاجتماعية – الاقتصادية المنخفضة من المقاطعة بنسبة أعلى من الطلاب ذوي المكانة المرتفعة: أشار نحو %16 من الطلاب العرب ذوي المكانة المنخفضة أكثر إلى أنهم تعرضوا للمقاطعة، وأعرب عن ذلك %6 من الطلاب اليهود أيضا، في المقابل، تعرض للمقاطعة نحو %11 من الطلاب العرب، و %4 من الطلاب اليهود ذوي المكانة المرتفعة أكثر.
فيما يتعلق بالجهاز الصحي في إسرائيل، يشير التقرير أن الحكومة تساهم بنسبة أقل من %15 من المعدل في تمويل الخدمات الصحّية مقارنة ببلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
مؤخرا، ازدادت الحاجة لتلقي الخدمات الطبية، لا سيّما بسب تقدم المواطنين في العمر، وفي المقابل، انخفض عدد عمال الصحة بشكل عام، وفي الجهاز الصحي العام بشكل خاص.
وفق التقرير، لا يشكل متوسط العمر المتوقع للرجال في إسرائيل (80.2 سنة) العمر الأعلى في العالم فحسب، بل هو أعلى من المتوقع وفق مؤشرات مستوى الثراء، التعليم، والمعطيات الديموغرافية والصحية في إسرائيل.
بعد فحص مؤشرات مختلفة في 170 دولة في العالم، اتضح أن متوسط العمر المتوقع في إسرائيل أعلى بـ 7.5 سنة من المتوقع.
ويُستدل من التقرير أن متوسط العمر المتوقع للمواطنين العرب في إسرائيل وصل إلى 79 عاما، وهو يعتبر الأعلى مقارنة بسكان العالم العربي والإسلامي. مع ذلك، فإن متوسط العمر المتوقع للمواطنين العرب في إسرائيل أقل مقارنة بالمواطنين اليهود الذين تصل أعمارهم إلى 82.7 وأقل من متوسط العمر المتوقع للمواطنين في الدول النامية الذين تصل أعمارهم إلى 81.6 سنة.
زرت خلال ثلاثين عاما دولا كثيرة. في سن 22 عاما زرت أمريكا الجنوبية وأنا أحمل حقيبة على ظهري وأتنقل من دولة إلى أخرى. وتعلمت الإنجليزية والتقيت أشخاصا كثيرين، وتعرفت إلى ثقافات لم أعرفها سابقا. وزرت خمس دول أوروبية على الأقل، وقضيت وقتا طويلا نسبيا في الهند. وتعلمت في فيتنام للمرة الأولى عن الحرب من السكان المحليين، ودُهشت عند معرفة مدى التنوّع في الدولة والتطوّر، وتعلمت في كمبوديا، القريبة من الهند عن ثقافة قديمة لم أسمع عليها في الماضي.
ولكن بما أنني أهتم جدا بمعرفة الكثير عن الدول الإسلامية، وأعرف اللغة العربية جيدا، الثقافة والعادات والتقاليد العربية، أحلم بأن أتنزه بحرية في الدول العربيّة. وأن أزور النوادي العصرية والنوادي البديلة في بيروت، وأن أنزل في فنادق فاخرة في المدن الساحلية في دول الخليج، لا سيّما أن أتعرف إلى أشخاص جدد، أتحدث معهم، وأتعلم عن حياتهم، وأتعرف إليهم جيدا. ولكن لمزيد الأسف، لست قادرة على تحقيق طموحاتي.
أنا غير قادرة على دخول معظم الدول الإسلامية لأني أحمل جواز سفر إسرائيليا، ولأنه ما زالت تسود كراهية تجاه الإسرائيليين في دول يمكنهم دخولها مثل الأردن ومصر اللتين وقعت إسرائيل على اتفاقية سلام معهما، وقد تشكل الزيارة خطرا على الإسرائيليين، لا سيما على النساء الإسرائيليات، اللواتي قد يتعرضن لخطر إذا تنزهن دون مرشد أو مرافق محلي.
ويبدو أن لهذا السبب لم أزر المغرب أيضا.
ويُعد المغرب دولة إسلامية يُسمح للسيّاح الإسرائيليين بزيارتها بسهولة نسبيا. فطيلة سنوات تزور مجموعات إسرائيلية المغرب، وتتنزه فيه بأمان وبسهولة دون التعرّض لكراهية السكان المحليين.
مطعم محلي في المغرب (iStock)
ومع ذلك، لا يمكن التنزه في المغرب بحرية. تزور المغرب مجموعات مع مرشد فقط، وهناك شك إذا كان السائح الإسرائيلي سينجح في التجوّل في الدولة دون مرافقة مرشد. لهذا فإن زيارة المغرب بمرافقة مرشد ضرورية ولكن تصعب هذه الحقيقة التنزه بحرية والوصول بسهولة إلى السكان المحليين.
وحلمي أن أزور المغرب زيارة عشوائية غير مخطط لها، ودون جدول مواعيد محدد، أي أن تكون زيارة حرة تماما. وأتمنى من صميم قلبي أن أتعرف إلى المغاربة، أزور منازلهم، وأن أسافر إلى الأماكن التي يوصي بها السكان المحليين.
وأتشوق إلى التنزه في شوارع المغرب وسوقها المشهور في مراكش دون أن أتلقى تعليمات من المرشد حول الحوانيت الشعبية والمطاعم المعدّة للسيّاح. وأريد أن أتناول الكسكس في مطعم مغربي عائلي تقليدي بين أحضان العمال المحليين.
وأرغب في الالتقاء بالشبان المغاربة والتعرّف إلى النوادي الشعبية، والأماكن التي يمكن الحصول فيها على الكحول رغم أن تناولها محظور، وأن أزور المقاهي المشهورة.
وكم أتوق إلى أن أستأجر شقة بسيطة في إحدى المدن الساحلية المغربية الجميلة، وأعيش الأجواء المحلية لبضعة أيام، وأشتري في السوق المحلي المكوّنات الأساسية للوجبات المحلية التي أتعلمها من جيراني المحليين.
وأتمنى أن أزور المغرب مع والدتي التي وُلِد جميع أفراد عائلتها فيها. لقد وُلِدت جدتي في سلا، وهي قرية صغيرة قريبة من العاصمة الرباط، ووُلد جدي في الصويرة القريبة من المحيط الأطلسي. عندما زارت والدتي المغرب (في رحلة مع مجموعة كبيرة من الإسرائيليين) وجدت في المقبرة الكبيرة في الصويرة قبر جدها وأعمامها، وذلك بعد أن حصلت على مساعدة حارس مسلم عجوز يعمل في المقبرة. بسبب التقييدات التي تفرضها الرحلات المنظمة، لم يكن في وسع والدتي أن تزور المقبرة وقتا طويلا أو أن تتابع كلامها مع الحارس العجوز. وكم بالحري، أن تزور الحيّ اليهودي (الملاح) في الصويرة والتحدث مع السكان المحليين الذين ربما يتذكرون جيرانهم اليهود الذين غادروا منذ زمن.
وأرجو من الله أن أزور المغرب بحرية، دون أن أخفي هويتي اليهودية الإسرائيلية، أتعرف إلى أصدقاء جدد، وأن أكون قادرة على دعوتهم لزيارتي في إسرائيل واستضافتهم في منزلي.
الفيلم الدعائي الترويجي الجديد للدولة الإسلامية، الذي يحتفي بمرور عامين على إنشاء الخلافة، يُخفي الواقع. بخلاف شعارها، رُبما ما زالت الدولة الإسلامية موجودة، ولكنها توقفت عن التمدد في مُحيطها
احتفلت “الدولة الإسلامية” (المعروفة أيضًا باسمها السابق، داعش) في بداية هذا الشهر بمرور عامين على إعلان قيامها. كان إعلان دولة الخلافة – حكم ديني، سياسي وعسكري موحد بزعامة الخليفة أبو بكر البغدادي، الذي جاء ليُعيد مكانة الإسلام السني إلى سابق عهده – حدثًا مُدويًا، أعلن عنه التنظيم كتحقيق لـ “وعد الله”. هكذا حققت الدولة الإسلامية رؤيا مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، أبو مُصعب الزرقاوي، الذي وعد أن يُعيد إرساء دعائم الخلافة من أجل مُحاربة “جيوش الصليبيين” في القرن الـ 21 (الولايات المتحدة والغرب)، ومحاربة الشيعة المكروهين، الذين تسلموا سدة الحكم في العراق بعد الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.
الدولة الإسلامية: اعدامات عشوائية
رافقت إعلان الخلافة حملة دعائية مُلفتة هدفت إلى إشعال جذوة الخيال في أذهان المُسلمين السُنّة حول العالم وزرع الرعب في قلوب دول أعداء التنظيم، وعلى رأسها دولٌ عصرية مثل السعودية، العراق، والأردن. كان هدف الدولة الإسلامية هو تغيير الخارطة السياسية في الشرق الأوسط من أساسها، تحرير أراضٍ إسلامية من يد الدول القومية العربية، والتوسع شيئًا فشيئًا في الشرق الأوسط، ومن ثم في بقية أنحاء العالم. وأعلنت الدولة الإسلامية، كجزء من هذا المشروع خلال الأشهر الأولى من إعلان قيامها، عن تأسيس “إمارات” لها، بداية من العراق وسوريا ومن ثم مصر، اليمن، السعودية، نيجيريا، الجزائر، ودول أخرى. وكان الهدف من هذه الإمارات أن يُثبت التنظيم لمناصريه وأعدائه على حد سواء أن الدولة الإسلامية تتوسع خارج المناطق المركزية المتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا كجزء من تحقيق وعد الله لعبيده.
الدولة الإسلامية: اعدامات عشوائية
إلا أن الفيلم الترويجي الجديد الذي نشره التنظيم والذي يحتفي بهذه المناسبة ببث صور مباشرة من مناطق الدولة الإسلامية ويُظهر ثبات وعزيمة مُقاتليه، يُظهر شيئًا ويخفي أشياء. الدولة الإسلامية الآن موجودة في حالة دفاع وبعيدة كل البُعد عن شعار التنظيم الذي لا يُقهر، الشعار الذي رافقها منذ صيف 2014. الكثير من الإمارات التي تتفاخر بأنها قائمة موجود اسميَّا فقط وغير قائم في الواقع، وفي مناطق أخرى تُقاتل جماعات محلية وتستعيد مناطق احتلها تنظيم داعش. تمكن الجيش العراقي في الأسابيع الأخيرة، بمساعدة قوات التحالف الدولي من استعادة مدينة الفلوجة من براثن تنظيم داعش، وقد بدأ الحديث عن استعادة مدينة الموصل، عاصمة التنظيم في العراق، من أيدي التنظيم.
أشبال الدولة الإسلامية
إلا أنه على الرغم من ذلك لا يزال باكرًا أن نندب الدولة الإسلامية. زيادة على ذلك نجد أن قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية قاتلة، في الشرق الأوسط وفي دول الغرب، هي حقيقة مُثبتة، وقد نُسبت آخر عملية تفجير طالت مطار أتاتورك إلى التنظيم. ما زالت وحشية التنظيم وترويجه الدعائي الذكي يلزمان الأفراد الإرهابيين، كما حدث في العملية الإرهابية الوحشية التي طالت الملهى الليلي الخاص بالمثليين في أورلاندو، في شهر أيار الأخير، وأيضًا في سان برناردينو في كاليفورنيا، في كانون الأول عام 2015. بعض العزاء نجده في أن الدولة الإسلامية رغم وجودها لم تعد تتوسع.
مشعل يتطلع لدور جديد في إعادة ترتيب جماعة الإخوان المسلمين
مصادر حمساوية: لا يمكن أن ينتهي دور مشعل عند انتهاء انتخابه كرئيس للمكتب السياسي وأنه سيستمر بتقديم المشاورة والدعم لقيادة الحركة وربما يشغل منصبا في أروقة المكتب السياسي
تقدر مصادر في حركة حماس أن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل والذي يتوقع أن يترك منصبه وفقا للوائح داخلية للحركة في نهاية العام الجاري أو بداية المقبل، سيكون له دور في إعادة ترتيب الأوراق داخل جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت المصادر أنه لا يمكن أن ينتهي دور مشعل عند انتهاء انتخابه كرئيس للمكتب السياسي وأنه سيستمر بتقديم المشاورة والدعم لقيادة الحركة وربما يشغل منصبا في أروقة المكتب السياسي ويكون مرجعية له.
المصادر بينت أن الرجل يطمح لأن يكون له دور في إعادة ترتيب الأوضاع داخل جماعة الإخوان المسلمين بعد ما حصل فيها بمصر وتونس وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وأنه من خلال اتصالاته مع قيادات الجماعة في قطر وتركيا سيحاول جاهدا إيجاد حلول في هذا الاتجاه بعد أن تنتهي ولايته في قيادة الحركة.
كما وأشارت المصادر إلى أن مشعل وبعض قيادة الجماعة منزعجون جدا مما يحصل من خلافات تمددت من مصر إلى الأردن إلى السودان في الأيام الأخيرة، وأن هناك مساعي لإعادة ترتيب الصفوف وإجراء لقاءات مشتركة بين قيادات الجماعة في مختلف الدول لإيجاد صياغة تعيد للجماعة حضورها وقوتها وقرارها الموحد.
صوّتَ مُشرعون في طاجيكستان في الأشهر الأخيرة لصالح قانونَيين فيما يخص دولتهم، التي تُعتبر واحدة من الدول الإسلامية الكبيرة في وسط آسيا، ويهدف القانونان إلى منع الآباء من تسمية أولادهم بأسماء عربية والزواج بين أبناء العمومة.
يبدو أن هاتين الظاهرتين تحولتا إلى ظاهرتين أساسيتين في العلاقات الاجتماعية في طاجيكستان في السنوات الأخيرة، ويعمل البرلمان حاليًا على منع ظاهرة زواج الأقرباء داخل العائلة، بين أبناء العمومة، وحتى اعتبار إطلاق أسماء “عربية” على المواليد في طاجيكستان أمرًا غير قانوني. طرأ في السنوات الأخيرة، وفقًا لوزارة الداخلية الطاجيكية، زيادة كبيرة وحادة في إطلاق أسماء مقاتلين مُسلمين مشهورين، وأنبياء وشخصيات إسلامية عربية معروفة، على المواليد في طاجيكستان.
حتى أن وزير العدل الطاجيكي، رستم شوهمورود، قال إن الأسماء “الأجنبية”، ويقصد بذلك الأسماء “العربية”، خلقت نوعًا من الخلافات القاسية في المُجتمع الطاجيكي المُمزق.
وقال محللون سياسيون مُطلعون على النظام التشريعي الطاجيكي إن هذين القانونين تم التصديق عليهما في مجلس النواب الأول التابع للبرلمان وأن نقاشهما في المجلس الأعلى بات في ذروته ومن المتوقع التصديق عليهما من دون مشاكل.
لم تكن أسماء مثل سُمية وعائشة موجودة تقريبًا في المجتمع الطاجيكي ولكنها أصبحت اليوم أكثر الأسماء شيوعًا التي تُطلق على الفتيات. أما محمد، يوسف وأبو بكر فهي أسماء المواليد الذكور الأوسع انتشارًا. وقد اقترحت اللجان القانونية التي راجعت هذين القانونين 4000 اسم بديل يُمكن للآباء تسمية أولادهم بها.
يمكن للأشخاص المنطقيين ألا يوافقوا على الحكمة وراء قرار المملكة العربية السعودية للتدخل في اليمن. بيد أن هذا التدخل أثبت أنه يمكن للرياض، وعندما تتعرض للتهديد، أن توظف سلطتها العسكرية والسياسية والدينية والمالية لحث حلفائها من الدول العربية والإسلامية على خوض نزاع مسلح.
الخطوة التي اتخذتها المملكة تبعث برسالة قوية مفادها أن المملكة لا تقف مكتوفة الأيدي عندما يتعلق الأمر بالأمن. ولكن هل الملك سلمان بن عبد العزيز ملتزم أيضًا بالسلام الإقليمي على نطاق أوسع؟ وهل السعوديون مستعدون لقيادة مثل هذا الجهد؟
بالنسبة إلى حملتها العسكرية في اليمن، حشدت السعودية ستة دول من أعضاء مجلس التعاون الخليجي الأعضاء باستثناء عُمان، إلى جانب الأردن ومصر والمغرب. فالموقف السعودي واضح: الحوثيون هم عملاء إيران ويعملون على تعزيز مصالح طهران وطموحاتها في مجال النفوذ السعودي. وقد أودت الحملة الجوية بحياة 1,000 يمني على الأقل، مع عدد أكبر من اليمنيين الجرحى والنازحين، فيما دمر جزءٌ كبير من البنية التحتية للبلاد. وقد بررت المملكة عملها هذا كردٍ لازمٍ على السلوك الخبيث الذي تعتمده إيران وعملاؤها في اليمن.
يُذكر أن التحول الأساسي الجاري في المنطقة يطرح العديد من التحديات، مثل الانقسامات الطائفية والعرقية والإثنية وانتشار الإرهاب وانهيار الدول. ردًا على ذلك، أنفقت المملكة العربية السعودية 80 مليار دولار على الأقل على الأسلحة في العام 2014، ومن المرجح أنه تنفق أكثر من ذلك في العام 2015. إلا أن المملكة ودول عربية أخرى قد تكون مخطئة إذا كانت تعتقد أن الحل العسكري هو الحل الوحيد للحد من الاضطرابات.
اعتبر العديد من المراقبين أن الدول العربية السنيّة ترى إيران وحزب الله، وليس إسرائيل، على أنهما العدو. بالتالي يجب ألا يبقى التعاون مع إسرائيل لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة أمرًا يشوبه الغموض ويحرم التطرق إليه. فإنه ليس بالسر في واشنطن أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل تشعران بالقلق بشكل مماثل بشأن اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران لا يعالج مطامع ايران الإقليمية. فقرار إسرائيل حضور مؤتمر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذي بدأ في 27 نيسان/إبريل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعد غياب دام عشرين عامًا، هو مؤشر واضح على أن إسرائيل تريد حوارًا أكثر انفتاحًا مع الدول العربية الرئيسية.
بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فإن قمة كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما توفر فرصة ممتازة لإظهار اهتمام حقيقي في الدبلوماسية الإستراتيجية. لذا ينبغي أن تحضر هذه الدول المؤتمر وفي جعبتها أفكار بنّاءة ومتماسكة حول إستراتيجية تشمل إسرائيل كشريك في احتواء إيران. وفي حال أضفى العرب الطابع المؤسساتي إلى ما يفعلونه بالفعل مع تل أبيب سرًا ستكون تلك خطوة سليمة وشجاعة. تتوقع دول الخليج من الولايات المتحدة تزويدها بالاطمئنان الأمني الحقيقي، ومن المرجح أن التكنولوجيا وأنظمة الأسلحة المتقدمة هي من بين الأشياء التي تطمح للحصول عليها من واشنطن. ولكن بغض النظر عن الطلب، لن تسمح له الولايات المتحدة بأن يقوض التفوق العسكري النوعي الذي تتمتع به إسرائيل. لذا ينبغي أن يكون هذا الشرط حافزًا قويًا للمملكة العربية السعودية للمشاركة في عملية تطبيع حقيقية مع إسرائيل، تعود بالفائدة على تل أبيب والرياض على حد سواء.
كيف يمكن للمملكة العربية السعودية وإسرائيل مواصلة التعاون المفتوح؟ مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي تبذلها المملكة لبناء تحالف في اليمن، يمكنها دعم حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال عزمها تنشيط مبادرة السلام العربية التي أطلقتها في العام 2002. ومن شأن التوقيع على المبادرة أن يسمح للمملكة وللدول العربية الأخرى بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وبالتالي حرمان الإيرانيين من مصدر رئيسي للنفوذ بين العرب السنّة وتمهيد الطريق للتعاون الإقليمي الفعّال لمواجهة إيران. بالطبع، سيحتاج السعوديون إلى التأكد من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم ما يستحق اتخاذ هذه الخطوة.
تطرح الفوضى الحالية في الشرق الأوسط مخاطر كبرى، ولكنها أيضًا تشكل فرصة غير مسبوقة لإعادة التراصف الجيوسياسي، علمًا أن المملكة العربية السعودية مستعدة لقيادة مثل هذا التراصف. هنا تبرز العديد من الأسباب التي تدعو للشك، ولكن من يدري؟ لقد ظهر قائد سعودي جديد على الساحة، هو وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويبدو أنه على استعداد لتحمل المخاطر.
المجتمعات الشرقية في مصر والدول العربية متأثرة جدّا من الإسلام. ورغم ذلك، يعتبر الكثيرون أنفسهم ملحدين، أو "كفارا"، كما يتم وصفهم من قبل إخوانهم المسلمين. تعتبر الحكومات والمؤسسات الدينية ظاهرة الإلحاد تهديدا يجب القضاء عليه
لا يعلم أحد في مصر ما هو عدد سكان القاهرة، ناهيك عن النسبة الدقيقة بين عدد المسلمين وعدد المسيحيين. ومع ذلك، فإنّ كبار رجال الدين في الحكومة واثقون من حقيقة واحدة: إنّ عدد الملحدين في مصر كلّها هو 866 بالضبط؛ أي 0.001% من مجموع السكان تقريبا.
معنى هذا المعطى، الذي تمّ تحديده بشكل مثير للشبهات، أنّ في مصر هناك العدد الأكبر من الملحدين في العالم العربي كله، كما تقول دار الإفتاء – الجناح الرسمي للحكومة المصرية والذي ينشر الأوامر الدينية – استنادا إلى استطلاع تم نشره في شهر كانون الأول عام 2014 من قبل معهد استطلاع إقليمي. وفقا للاستطلاع، فقد وصلت المغرب، التي يصل عدد الملحدين فيها إلى 325، إلى المركز الثاني، وتم تحديد 32 ملحدا في اليمن فحسب.
عدد المؤمنين بالله في مصر كبير بشكل خاصّ، بشكل مماثل لجميع بلدان العالم العربي. ولكن التقدير العددي المنخفض أثار ردود فعل مبتهجة من قبل الملحدين والعلمانيين في مصر، الذين يقولون إنّ معدّل الملحدين قد ازداد بشكل تدريجي في البلاد. حتى تعريف الإلحاد وفق دار الإفتاء هو استثنائي وكوميدي جدّا. وفقا لرجال الدين في ذلك الجناح، فإنّ التعريف لا يشمل فقط من لا يؤمنون، وإنما أيضًا أولئك الذين يؤيّدون الدولة العلمانية والمسلمين الذين تحوّلوا إلى ديانات أخرى.
ظاهرة الإلحاد تتوسع وتعرض البرامج التلفزيونية في الدول العربية شرائح كاملة من النقاشات والجدليات بين الملحدين ورجال الدين، مثل الشاب أحمد حرقان.
ويقف هذا المعطى المشكوك فيه يتيما ومهتزّا على ضوء الدراسات التي تقوم بها جامعة الأزهر في مصر، وهي الهيئة الفقهية السنّية الأكثر إثارة للإعجاب في العالم العربي. ففي استطلاع أجرته الجامعة عام 2014 جاء بأنّه وفقا لتقديرات الباحثين، تبلغ نسبة الملحدين في مصر نحو 12.3% من مجموع السكان العامّ في البلاد. ووفقا لحسابات رياضية بسيطة فالحديث عن أكثر من 10 ملايين مصري (يبلغ عدد سكان مصر: 87 مليون فرد). حتى في هذه الحالات يجب أخذ تلك البيانات بضمان محدود. ففي الشرق الأوسط، لا يجرؤ الكثير من اليهود، المسيحيين أو المسلمين على القول علنًا إنّهم ملحدون ناهيك عن إعطاء معلوماتهم في استطلاع حكومي أو عام.
الملحدون في فيس بوك وتويتر
إذا أردنا أن نحكم وفقا للنشاط في مواقع التواصل الاجتماعي فقط فهي ظاهرة آخذة بالاتساع.
لعل المدوّن الريادي الأشهر في الخليج العربي هو الملحد الإماراتي أحمد بن كريشان. بعد انقطاعه عامَين عن التدوين، استأنف من جديد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 عبر الطلب من الناس أن “يفتحوا عيونهم”، مضيفاً أن “كل الأديان تكذب”، وأن “العلمانية يمكن أن تحرّر الأشخاص”.
في الخليج العربي، غالباً ما يخلطون بين الإلحاد والعلمانية. كلاهما غير مقبولَين في المجتمع بدرجات مختلفة، إلا أن العلمانية، خلافاً للإلحاد، لا يعاقب عليها القانون. قبل بضعة عقود، لم تكن الأكثرية في الخليج قد سمعت بالعلمانية، فما بالكم بالإلحاد. وقد منح ظهور النفط حكومات الخليج فرصة مأسسة الممارسة الدينية في المجتمع وتوحيد معاييرها. فضلاً عن ذلك، ونظراً إلى تاريخ الإسلام في المنطقة، يربط كثرٌ في الخليج بقوّة بين الدين والهوية الوطنية. فأي ابتعاد عن الدين أو انتقاد له هو بمثابة ابتعاد عن الهوية الوطنية، وهذا ما تحرص الحكومات على التشديد عليه. وقد دفع انتشار الإسلام السياسي في أجزاء من العالم العربي ببعض الشبّان في تلك البلدان إلى النأي بأنفسهم عن الدين.
تتوسّع هذه الظاهرة ولم يعد هذا سرّا. تعرض البرامج التلفزيونية في مصر شرائح كاملة من النقاشات والجدليات بين الملحدين ورجال الدين، مثل الشاب أحمد حرقان.
ما الذي يدفع الشبان المسلمين باتجاه الإلحاد؟
جامع الأزهر في القاهرة (AFP)
ارتفع عدد الملحدين في العالم الإسلامي بلا حدود في أعقاب الربيع العربيّ عام 2011.تأسس العديد من صفحات الفيس بوك وحصل على تأييد كبير ومفاجئ. حصلت مجموعة تُسمي نفسها “الملحدين التونسيين” حتى الآن على 7400 إعجاب بينما حصلت مجموعة تُسمي نفسها “الملحدون السودانيون” على 3300 إعجاب. الحجة الرئيسية أنّ هناك عدد ضئيل بالنظر إلى عدد المسلمين في الشرق الأوسط، صحيحة ومتماسكة. ولكن مع ذلك فهي ظاهرة لم يشاهَد لها نظير: أشخاص يعرّفون أنفسهم كملحدين بشكل علنيّ، يرفعون محتويات إلحادية إلى الشبكة ولا يتردّدون في الجدل مع رؤساء المؤسسات الدينية. سمح الربيع العربيّ بشكل ما باختراق الانسداد الفكري وبالحرية في مشاركة المعتقدات المختلفة. تضغط هذه الظاهرة كثيرا على الحكومة المصرية، السعودية، الأردن والإمارات، ممّا يتطلّب منها مكافحة هذه الظاهرة وإرسال الأئمة ورجال الدين لتعليم الإيمان بالله والتوحيد.
وهناك أيضًا ميزة أخرى تُبعد الكثير من الشباب عن الدراسات المقدّسة والإسلام وهي: داعش. تجذب الدولة الإسلامية بشكل واضح مسلمين من جميع أنحاء العالم لتنظيمها العنيف بهدف إقامة الخلافة في العراق وسوريا. ولكن هنا أيضًا هناك شيء أكثر وضوحا: وهو معارضة الدولة الإسلامية في الإنترنت من قبل شبان مسلمين يصرّحون بمعارضتهم للحكم وفق قوانين الشريعة بل ويعلنون بفخر بأنّهم ملحدون.
السعودية: “إنّ الدعوة للإلحاد بأي شكل أو التشكيك بأحد مبادئ الإسلام التي تقوم عليها الدولة تمثّل عملا من أعمال الإرهاب”
تقول نادية عويدات، وهي عضو كبير في مؤسسة أمريكية الجديدة، والتي تتابع نشاط شبان عرب في الإنترنت، في مقابلة مع شبكة BBC إنّ الظاهرة تزداد توسّعا. “إنّ وحشية داعش تُفاقم من المشكلة بل وتدفع بعض الشبان المسلمين بعيدا عن الإسلام”.
في شهر تشرين الثاني عام 2014، نشرت شبكة BBC مقالا حصل على شعبية كبيرة في أوساط العرب. تم افتتاح المقال بهذه الفقرة: “لاقى هاشتاغ يدعو لرفض تطبيق الشريعة الإسلامية رواجا في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والسعودية”. هذا موضوع حسّاس في العديد من الدول الإسلامية، ولكن تم استخدام هاشتاغ “لماذا نرفض تطبيق الشريعة” في تويتر 5,000 مرة في 24 ساعة. كان النقاش حول السؤال إذا ما كانت قوانين الشريعة ملائمة لحاجات الدول العربية وللنظم القضائية الحديثة. بدأت طبيبة مصرية تعيش في سويسرا بهذا النقاش. ” لا أحمل شيئًا ضدّ الدين”، كما قالت لـ BBC، ولكنها أضافت بأنّها تعارض “استخدامها كنظام سياسي”.
هناك صوت آخر يحظى باهتمام كبير وهو الأخ رشيد، وهو مغربي أسّس شبكة خاصة به في يوتيوب من أجل الكشف عن نماذج انعدام التسامح في المجتمعات الإسلامية، التي كان جزءًا منها. توجّه الأخ رشيد في مقطع فيديو رفعه إلى اليوتيوب، والذي حظي بأكثر من نصف مليون مشاهدة، إلى الرئيس أوباما قائلا: “أيها الرئيس العزيز، عليّ أن أقول لك إنّك مخطئ بخصوص داعش. قلتَ بأنّ داعش لا تتحدّث باسم أيّ دين. أنا مسلم سابق. والدي إمام. تعلّمت الإسلام خلال أكثر من 20 عاما. وأستطيع أن أقول لك بثقة بأنّ داعش تتحدّث باسم الإسلام. إنّ الأعضاء الـ 10,000 في داعش جميعهم مسلمين. إنّهم قادمون من دول مختلفة ولديهم شيء واحد مشترك وهو: الإسلام”.
إنّ مقاطع داعش المصوّرة باسم الإسلام، حروبها المستمرّة في سوريا والعراق، رسائلها والطريقة التي تريد من خلالها إدارة الخلافة الإسلامية؛ تنفّر العديد من الشبان المسلمين، الذين يقرّرون التخلّي عن دينهم من أجل الإلحاد.
في ربيع عام 2014 (نيسان)، حدّدت المملكة العربية السعودية قائمة تعرّف بأعداء المملكة، وهي قائمة سوداء للتنظيمات الإرهابية. وقد تضمّنت القائمة كما هو معروف تنظيمات مثل داعش، الإخوان المسلمين والقاعدة، ولكن أيضًا هيئات تدعو وتنشط من أجل الإلحاد. وفقا لأحد بنود الأوامر الملكية: “إنّ الدعوة للإلحاد بأي شكل أو التشكيك بأحد مبادئ الإسلام التي تقوم عليها الدولة تمثّل عملا من أعمال الإرهاب”.
احتجاج ضد داعش في العراق (Flickr CC 2.0 photo by Stephen Melkisethian)
لماذا داعش جيد للدول الإسلامية؟
تنظيم الدولة الإسلامية يترك أثرًا استثنائيًا في الشرق الأوسط، حيث وجدت دول معادية ضرورة توحد القوى بينها. بدءًا بفرصة إيجاد حل في سوريا وانتهاءً بالتخلص من الإسلام المُتطرف - كيف شكل تنظيم داعش الفرصة التي تحلم بها دول المنطقة؟
بدأت أمور غريبة تحدث في الشرق الأوسط منذ إعلان قيام الدولة الإسلامية (داعش). لا ينشط تنظيم داعش ضد الدول الشيعية في العراق وسوريا فقط بل أيضًا ضد النظام الإيراني، الأنظمة السنية في دول الخليج العربي، الولايات المتحدة والدول الغربية وضد تنظيم القاعدة وفروعه. باختصار، تنظيم داعش يُحارب ضد الجميع. لا حلفاء له.
نجح التنظيم، لغاية الآن، بخلق ظاهرة استثنائية: وجدت دول، كيانات وأنظمة كانت تعادي بعضها عادة، نفسها تخوض حربًا مشتركة ضد عدو مُشترك. حظينا برؤية مشهد غريب من التعاون (أو على الأقل مصالح مشتركة) بين الولايات المتحدة وإيران، بين السعودية وإيران، وبين السعودية والنظام الشيعي في العراق وحتى بين نظام بشار الأسد في سوريا وبين من أقسموا على إسقاطه – السعودية، تركيا، قطر، الولايات المتحدة ومجموعات إسلامية مُتطرفة أُخرى. جميعهم موجودون في خندق محاربة داعش ذاته.
لذا فإن ظهور داعش قد تكون له آثاراً إيجابية على الشرق الأوسط، المنطقة التي تتميز بعلاقات عدائية جدًا بين الدول. نشر رانجيت جوبتا، وهو مسؤول سابق في مجلس الشؤون الأمنية في الهند وخبير بقضايا الشرق الأوسط، مؤخرًا مقالة في مجلة أوروبا – آسيا، ذكر فيها سبع خصائص إيجابية تسبب بها ظهور داعش:
1. ظهرت، بعد سقوط النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين، خلافات طائفية وعرقية في العراق، بشكل غير مسبوق. حكمت الطائفة السنية العراق لسنوات طويلة، إنما منذ عام 2003 لم يتم تحييدهم إلى الهامش فقط، بل تم إهمالهم بشكل مقصود. لذا كانت مشاركة الشيعة، السنة والأكراد في القتال المشترك ضد داعش بمثابة شيء مُشجع جدًا بالنسبة للعراق، الأمر الذي قد يكون علاجًا جيدًا للدولة الممزقة. هذا الوضع يُبشر بالخير فيما يتعلق بوضع العراق الذي كان قد أصبح تقسيمها لثلاث دويلات – شيعية، سنية وكردية – أمرُ لا يمكن تفاديه.
2. ربما شعور “الوحدة” هذا من شأنه، أخيرًا، أن يقنع الجهات المتنازعة في المنطقة – إيران والسعودية – وحليفاتهما بالعمل معًا لتحقيق المصالح المُشتركة التي تتمثل بالقضاء على الإسلام المُتطرف والفجوات الطائفية.
3. من شأن هذا الواقع الجديد، بنهاية الأمر، أن يرفع وعي المسلم المُعتدل، إن كان سنيًا أو شيعيًا، بتخليه عن دعم الإسلام المتطرف، وجعله يُدرك بأن هذه الأيديولوجيات خطيرة جدًا على كل المسلمين.
4. كلما تقدمت الحرب ضد داعش بشكل جيد، قد يدفع الأمر باتجاه إمكانية حقيقية لإيجاد حل سياسي، من خلال المفاوضات، للحرب الأهلية في سوريا. من الصعب التفكير بأن مثل هذا الحل قد يتم لولا الحرب الدولية ضد داعش.
5. الصراع الشديد بين داعش والقاعدة على السيطرة على الجهاد العالمي دفع نحو حرب جهادية داخلية وهذا الأمر قد يتعاظم أكثر في أرجاء الشرق الأوسط. هذا الصراع من شأنه إضعاف التنظيمات المُتطرفة بشكل كبير.
6. إن إحدى النتائج التي تترتب عن خروج الربيع العربي عن مساره هي الجهود الكبيرة التي بُذلت لتوحيد دول الخليج، وخاصةً بعد أن اتخذت قطر موقفًا مختلفًا جدًا مقارنة مع بقية الدول فيما يخص العلاقة مع التنظيمات الإسلامية. نجح المؤتمر الذي عُقد مؤخرًا في قطر، على ما يبدو، بالتغلب على هذه المشاكل عندما أدركت قطر أنه يمكنها أن تكون هي أيضًا هدفًا لتنظيم داعش.
7. من شأن وجود داعش أن يجعل الأنظمة العربية، والدول الغربية الحليفة لها، تُدرك بأن استخدام الدين لتحقيق مكاسب جيوسياسية قصيرة المدى من شأنه أن يخلق “وحش فرانكشتاين” والذي من شأنه أن يلتهم مُختلقيه. الحقيقة هي أن قادة العالم العربي قد عاشوا لفترة طويلة وهم يُنكرون مسؤوليتهم تجاه مشاكلهم. هم يميلون عادة لاتهام العالم الخارجي، ولكن في الحقيقة، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، كان عدد المسلمين الذين قُتلوا على أيدي مُسلمين آخرين أكبر من عدد الذين قُتلوا منهم على أيدي كل الجهات الأُخرى مُجتمعة. إضافة إلى ذلك، تسع من بين الدول العشر الأخطر في العالم هي دول مُسلمة، وست دول من تلك الدول هي عربية.
تُشير هذه النتائج المُحتملة إلى فرصة يمكن أن يوفرها ظهور داعش للدول العربية.
الدولة الإسلامية الأكبر في العالم ترفض استضافة حماس
مجلس النواب في إندونيسيا صادق على إقامة مكتب رسمي تابع للحركة، ولكن الحكومة في جاكارتا غيّرت القرار بتأثير ضغط السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة
تحظر حكومة إندونيسيا على حماس فتح ممثلية رسمية في منطقتها، رغم أن البرلمان في العاصمة جاكارتا قد قرر السماح للحركة بالعمل في مناطق تابعة للدولة. هكذا يتضح من تقرير يوميات “جاكارتا بوست”، الذي رأى النور باللغة الإنجليزية ويُعتبر من الأوائل في الدولة.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (AFP)
جاء في التقرير أن الحركة قد طلبت فتح مكتب رسمي في إندونيسيا، وسيركز على تجنيد الأموال وإدارة علاقات حماس في الشرق الأقصى. إن إندونيسيا التي يقطن فيها أكثر من 250 مليون شخص وهي الدولة الإسلامية ذات الكثافة السكانية الأكبر في العالم، كان بوسعها أن تكون هدفا كاملا لنشاط الحركة، ولكن وكما ذُكر آنفا، قررت حكومة جاكارتا رفض الطلب.
جاء في توضيح الحكومة الرسمي للبرلمان أن جاكارتا فيها ممثلية رسمية للسلطة الفلسطينية، وهي “ممثلية شرعية” للشعب الفلسطيني، ولذلك ليست هناك حاجة إلى إقامة مكتب من قبل حماس.