بشرى رائعة لمحبي الكتب وقراء روائع الأدب العربي: رواية “عمارة يعقوبيان”، للأديب المصري الكبير، الدكتور علاء الأسواني، تصل إلى إسرائيل أيضًا ويتم تسويقها في هذه الأيام باللغة العبرية.
صدرت رواية “عمارة يعقوبيان” كما هو معروف، عام 2002 في القاهرة وأصبحت من أكثر الكتب مبيعا بشكل خاص. هناك من يدعي أن الكتاب كان من المبشرين بثورات “الربيع العربيّ”.
من خلال الكتاب حاول الدكتور الأسواني أن يعكس الواقع الاجتماعي في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، من خلال قصص شخصية لسكان بناية سكنية (حقيقية!). في شارع “طلعت حرب” في القاهرة، والتي بُنيتْ فيه “عمارة يعقوبيان” من قبل ثريّ أرمني اسمه يعقوبيان، توّج الكثيرون الكاتب بصفته خليفة نجيب محفوظ، وبصفته يرسم في كتبه صورة واقعية وشجاعة لعصره وعصر أبناء جيله.
وليس عبثا أنه كان هناك من تساءل كيف سمحت الرقابة المصرية بإصدار الكتاب: تطفو جميع أمراض المجتمع المصري والحكم فيه من خلال قصص سكان البناية: فساد وتعفّن الأجهزة الرسمية، الفوارق الطبقية، الشباب المتعلمين والمؤهلين الذين يدفعهم الواقع الصعب إلى أذرع الحركات الإسلامية المتطرفة، الشرطة السرية التي تحرّك كل شيء، والأوصاف الاستثنائية للمشهد المِثلي في القاهرة.
تمت ترجمة الكتاب إلى لغات عديدة، وفي عام 2008 تم تحويله إلى فيلم أيضًا في واحدة من عمليات الإنتاج الأعلى تكلفة في تاريخ السينما المصرية. حاول العديد من الناشرين الإسرائيليين الحصول على رخصة لترجمة الكتاب إلى العبرية من الكاتب ودار النشر المصرية، ولكن لم ينجحوا في ذلك، بحجة معروفة وهي معارضة التطبيع مع إسرائيل.
عام 2010 نشرت منظمة IPCRI الإسرائيلية-الفلسطينية ترجمة عبرية غير مرخّصة للكتاب. بعد أن علم الكاتب بهذه الترجمة المقرصنة، أعلن عنها أنّها “سرقة أدبية” وأنّه يعتزم مقاضاة المنظمة. ومنذ ذلك الحين وُضعت الترجمة جانبا، لمزيد أسف القارئ الإسرائيلي.
وفي هذه الأيام تحديدا بشّر المراسل الإسرائيلي للشؤون العربية، جاكي حوجي، قراءه أنّ الكتاب سيصدر باللغة العبرية. كتب حوجي الذي يتابع عن كثب المزاج العام في العالم العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص، بحماسة عن نشاط الأسواني في صفحته على الفيس بوك: “كاتب الكتاب ليس مجرد كاتب روايات ناجح، وإنما يشكل أيقونة سياسية. الأسواني (58 عاما) هو ناقد شديد للنظام – الحالي والسابق. هو معلق مطلوب، نشر عدة كتب فكرية في موضوع النظام والمجتمع. كان والده عباس كاتبا، وكان عم والدته زينب، يتولى منصب وزير التعليم والثقافة في مصر في الفترة الملكية. لا يؤيد الأسواني الإخوان المسلمين، ولكن يمكن أن نلاحظ في كتاباته تعاطفا معهم لكونهم معارضة ملاحقة. وبمناسبة صدور الرواية في إسرائيل (ترجمة بروريا هورفيتش) – فيما يلي تعريف مختصر لشخصية الكاتب السياسية، والذي أصبح كتابه من أكثر الكتب مبيعا. يوجد في مقطع الفيديو ثلاث مقاطع، جميعها مأخوذ من الظهور العلني للأسواني في السنوات الأخيرة. في المقطع الأخير يلقي كلمة، ويهاجم بأدب، وهذه الصفة هي أحد ميزاته، أحمد شفيق – رئيس الحكومة المصرية”.
https://www.facebook.com/jaky.khwjy/videos/873483312774595/
وبشكل مفاجئ، بارك أيضًا الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيحاي أدرعي، من خلال تغريدة له الكاتب المصري والقارئ الإسرائيلي على صدور الكتاب باللغة العبرية.