حذفت شركة الأخبار المسؤولة عن القناة التلفزيونية الأكثر مشاهدة في إسرائيل، القناة الثانية، تقريرا تحقيقيا كان معدا لصالح برنامج إخباري “أولبان شيشي” عُرِض فيه شبان إسرائيليّون يتنزهون في رومانيا لأهداف جنسية.
يعتبر برنامج “أولبان شيشي” (ستوديو الجمعة) الذي يُبث كل يوم جمعة بدءا من الساعة الثامنة مساء عبر القناة الإسرائيلية الثانية، أحد برامج التحقيقات الإعلامية، الأكثر جدية في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
أثار التقرير الإخباريّ الذي بُثَ يوم الجمعة الماضي (12.05)، أثناء ذروة أوقات المشاهدة، ردود فعل لاذعة في أوساط المشاهدين، حيث غضبوا لأن البث يبدو بثا يهدف الى إقامة رحلات منظمة إلى رومانيا، عنوانها “حفلات للعزاب”، بمشاركة فتيات من رومانيا. ونُشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضا أن هناك شك كبير أن محرري التقرير الإخباريّ أنتجوا أجزاء منه بشكل خاص.
ووفقًا للاشتباه فإن مشهد سيارة الليموزين برفقة مومسات الذي أثار غضب الكثير من المشاهدين في إسرائيل، كان من إنتاج أخبار القناة الثانية ذاتها بهدف التقرير الإخباريّ.
كما ذُكر آنفًا، تطرق التقرير الإخباريّ الذي أثار ضجة عارمة إلى تصرفات الإسرائيليين في بوخارست، رومانيا، واهتم بشكل أساسيّ بحفلات العزاب في المدينة، بما في ذلك الدفع للمومسات.
تفشي ظاهرة الدعارة في رومانيا منذ انضمامها الى الاتحاد الأوروبي عام 2007 (AFP)
وفق أقوال أحد الشبان الذين أجريت معهم المقابلة لصالح التقرير فإن “الليموزين ليست تابعة لهم. قال لنا ممثل القناة الثانية إننا سنسافر في سيارة الليموزين ولم نعرف عما يدور الحديث تماما، ولم ندفع مقابل السفر فيها”.
اعتذر مدير عامّ نشرة الأخبارة الثانية علنا إزاء التقرير قائلا: “لا شك أنه كان من المفترض أن يُعرض التقرير بشكل آخر. هناك أهمية لعرض هذه الظاهرة المقيتة.. كان من الأفضل أن يُسأل الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات أسئلة ثاقبة وأن تكون أقوال المذيعين ثاقبة أكثر ضد هذه الظاهرة المرفوضة التي طُرحت في التقرير”.
ثار غضب الإسرائيليين بشكل أساسيّ لأن شركة الأخبار، التي تعتبر شركة موثوق بها، نجحت في خلق استعراض واهٍ “Fake News”، و “نشر أخبار كاذبة” بهدف زيادة نسبة المشاهدة، وعرضت ظاهرة خطيرة من تشييء النساء، وكأن الاستعراض شرعي والتقرير الإخباري عادي.
ازدهار صناعة الجنس في رومانيا
طرح التقرير الإخباريّ والنقاش الجماهيري في إسرائيل، ضد ظاهرة حفلات العزاب الإسرائيليين في رومانيا، أسئلة خطيرة حول صناعة الجنس المزدهرة في رومانيا في السنوات الماضية.
بعد أن انضمت رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007، أصبحت منصة مركزية في أوروبا لممارسة العلاقات الجنسية. تعتبر رومانيا واحدة من بين 5 دول رائدة في أوروبا بالاتجار بالبشر. ورغم أن الدعارة والتجارة بالبشر في رومانيا غير قانونيَين، إلا أن عدد الأشخاص الذين يعتبرون “عبيدا عصريين” في رومانيا هو 80000. أكثر من ذلك، يتراوح عمر الفتيات اللواتي يتم الإتجار بهن بين 13 حتى 18 عاما، حيث أن ثلث ضحايا الإتجار بالنساء من أجل الدعارة هو من القاصرات.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني