الأحزاب العربية في إسرائيل قريبة من الاتحاد أكثر من أيّ وقت مضى
وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن انطلاقة في المحادثات حول قائمة موحّدة للأحزاب العربية في إسرائيل. من المتوقع أن يرفع الاتحاد من نسبة التصويت لدى المواطنين العرب
يبدو أنّ ثمة انطلاقة في المحادثات بين الأحزاب العربية في إسرائيل. ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ هناك احتمالا بأن تكون الأحزاب التي تمثّل مواطني إسرائيل العرب على وشك تحقيق اتحاد تاريخي. والعامل الذي أدى إلى محادثات الاتحاد هو رفع نسبة الحسم في الانتخابات القريبة للكنيست، والذي لن يسمح لتلك الأحزاب بالترشّح وحدها.
ويذكر استطلاع جديد نُشر في نهاية الأسبوع في صحيفة “كل العرب” أنّ هناك غالبية ساحقة في أوساط مواطني إسرائيل العرب ممن يدعمون إقامة حزب عربي موحّد. قال 80% من المشاركين في الاستطلاع إنّهم يوافقون على تأسيس قائمة موحّدة، بخلاف 5% فقط ممن قالوا إنهم يعارضون ذلك.
وفقا للاستطلاع، فالسياسي الأكثر شعبية في أوساط عرب إسرائيل هو أحمد الطيبي
وفقا للاستطلاع، فالسياسي الأكثر شعبية في أوساط عرب إسرائيل هو أحمد الطيبي، الذي حظي بدعم 45% من المشاركين الذين سُئلوا من هو الشخص المناسب لقيادة القائمة الموحّدة. يأتي بعده، بفارق كبير، عضو الكنيست محمد بركة الذي حظي بـ 3.5% من الدعم فقط.
عضو الكنيست أحمد الطيبي (Yonatan Sindel/Flash90)
ويظهر من الاستطلاع أيضًا أنّ نحو 62% من عرب إسرائيل ينوون المشاركة في التصويت بالانتخابات القريبة، مقابل 56% فقط ممّن صوّتوا في الانتخابات السابقة للكنيست. إذا تم تحقيق ارتفاع كهذا في نسبة التصويت فعلا، فمن المتوقع أن تحصد القائمة الموحّدة 11 مقعدا.
ووفقا لتصريحات أعضاء كنيست في إسرائيل، فمن غير المستبعد أن يترشّح مرشّحون يهود ملتزمون بخطّ تلك القائمة الأيديولوجي، في صفوفها، بشكل مماثل لعضو الكنيست دوف حنين الذي ترشّح في الانتخابات الأخيرة في إطار حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة العربي – اليهودي.
ويؤكّد جميع المتحدّثين نيابة عن الأحزاب العربية أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، هو في الواقع موحّد عرب إسرائيل. وبحسب كلامهم، فإنّ رفع نسبة الحسم كان بمبادرة من ليبرمان، ولذلك يعود الفضل في النجاح المتوقع للقائمة الموحدة إليه.
وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster/FLASH90)
يتم تداول إمكانية توحيد الأحزاب العربية تقريبًا في كل دورة انتخابات خلال العقدين الأخيرين، إنما ذلك يفشل في كل مرة من جديد بسبب الخلافات الداخلية والمصالح الشخصية، إلى جانب خلافات أيديولوجية وتحديدًا بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وبين الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، التي تشكل عنصرًا أساسيًا في القائمة العربية الموحدة. قد يغير بروز عاملين رئيسين، هذه المرة، الصورة: رفع نسبة الحسم، الذي يُلزم الأحزاب أن تتقلص إلى قائمتين على الأكثر، والخوف من ازدياد الأصوات في الشارع العربي المطالبة بمقاطعة انتخابات الكنيست.
على الأحزاب العربية أن تواجه ادعاءات غياب تأثيرها في الكنيست وفي الحلبة السياسية الإسرائيلية وأن تلك الأحزاب تحولت إلى ورقة التين للديمقراطية الإسرائيلية، لأن أداءها في السنوات الأخيرة لم ينجح بوقف تعاظم اليمين ومشاريع القوانين العنصرية.
اعضاء الكنيست احمد الطيبي وابراهيم صرصور (Miriam Alster/FLASH90)
تتجسد أفضلية اتحاد الأحزاب العربية بتفادي القلق من تخطي نسبة الحسم. وأيضًا من شأن ذلك تقليص الخلافات الداخلية والجدل الدائم، الأمران اللذان يشكلان سببًا آخر لمقاطعة الانتخابات من قبل الكثير من الناخبين في الوسط العربي. سيحاول نواب الكنيست عرض جبهة موحدة في الصراع ضد الأحزاب الصهيونية، تتضمن مرشحي شخصيات عربية أيضًا. إذا قررت تلك الأحزاب الاتحاد فعلاً، فستحاول استغلال ذلك الأمر لإقناع عرب إسرائيل أنه بإمكان تلك الأحزاب أن تزيد من تمثيلهم في الكنيست من خلال قائمة أو قوائم مشتركة، وبهذا يُمكن رفع نسبة التصويت في الشارع العربي.
من شأن التعاون بين الأحزاب أن يفيد أيضًا في العمل الميداني والصورة العامة لتلك الأحزاب، بعد الضربة التي تلقتها في انتخابات السلطات المحلية قبل نحو عام وشهرين. حينها، لم تستطع تلك الأحزاب بأن يحظى أي من أعضائها بكرسي رئاسة السلطات المحلية على أساس قائمة حزبية، فقد تم انتخاب معظم رؤساء السلطات المحلية من قوائم مُستقلة تشكلت على أساس عائلي، عشائري أو ديني. أبرز مثال على ذلك هو الناصرة التي تُعتبر معقل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي خسر فيها رئيس البلدية رامز جرايسي لصالح من كان نائبه، علي سلام، الذي ترشح للانتخابات بقائمة مستقلة.
عربية إسرائيلية تدلي بصوتها في الانتخابات المركزية عام 2013 (تصوير: نوعم موسكويتش)
تشهد العلاقة اليوم بين الأحزاب والشارع العربي انقطاعًا، ولكن لا ينبع ذلك من الرأي الشائع الذي يُستخدم لاستفزاز النواب العرب، والذي يدعي أنهم يهتمون أكثر بالمسائل الوطنية الفلسطينية بدل اهتمامهم بالقضايا المحلية.
نتج هذا الانقطاع أساسًا بسبب صراعات القوى الداخلية التي أثرت على الأداء اليومي وأدى إلى اشمئزاز الناخبين. ستكون الانتخابات القادمة بمثابة اختبار لقدرة الأحزاب العربية على التعاون ومخاطبة الجمهور العربي الإسرائيلي الذي يعاني من أزمة ثقة أمام الدولة وأمام ممثليه في الكنيست.
تعمل كتلة التجمع الوطني الديمقراطي منذ أيام على توحيد الأحزاب الثلاثة المدعومة من قبل الجمهور العربي: التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة العربية للتغيير والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، قبل الانتخابات القادمة.
يأمل الحزب تحقيق تعاوُن مع كلا الحزبين الآخرين في الأشهر القادمة، من أجل تجهيز الأرضية للترشح المشترك لهم أيضًا في الانتخابات القادمة التي ستجري على ما يبدو في شهر آذار 2015. دعمت الحركة العربية للتغيير في الماضي مبادرة كهذه، ولكن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة تعارضها، في هذه الأثناء على الأقل.
اعضاء الكنيست حنين زعبي، أحمد الطيبي، محمد بركة وجمال زحالقة (Flash90)
ويعمل اليوم في الكنيست حزبان عربيان: الحركة العربية للتغيير والتجمع الوطني الديمقراطي، وإلى جانبهما الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي هي حزب يهودي عربي. ولدى الأحزاب الثلاثة سوية اليوم هناك 11 عضو كنيست. ووفقا لزحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي بخصوص هذه الخطوة لتوحيد القوائم للترشح المشترك، فهناك دعم جماهيري مثير للإعجاب. يقول زحالقة إنّ الخطوة ستشجّع الناخبين العرب على الوصول إلى صناديق الاقتراع.
وقد بدأت المحادثات في أعقاب قرار الكنيست برفع نسبة الحسم في الانتخابات القادمة من 2% إلى 3.25%، وهي خطوة من شأنها أن تمنع الأحزاب الثلاثة من الوصول إلى الكنيست إذا لم تترشح في قائمة موحدة. ويقول زحالقة وزملاؤه في الكتلة، حنين زعبي وباسل غطّاس، إنّ وزير الخارجية ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان هو من يقف وراء رفع نسبة الحسم، والذي يسعى إلى استبعاد أعضاء الكنيست العرب من الكنيست. حسب أقوالهم، فإنّ الترشح المشترك سيزيد من عدد أعضاء الكنيست التابعين لهم في الكنيست القادمة، وسيكون ردا على محاولات اليمين في إبعادهم عن الكنيست.
النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)
ويعارض حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كما ذكرنا الفكرة حتى الآن. قال مسؤولون في الحزب إنّ الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ليست حزبا عربيا وليس هناك أي سبب في أن تتوحد مع حزبين عربيين. والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كما ذكرنا هي حزب يهودي – عربي يضع له هدفا وهو تعزيز التعايش بين كلا الشعبين. واحتج الحزب كذلك على أنّه فيما لو تمّ تنفيذ التوحد، فسيكون لدى الناخبين العرب إمكانية واحدة في الانتخابات القادمة، وقدّروا أنّ الأمر سيؤدي إلى انخفاض عدد الناخبين، ولن يزيده كما يتوقع التجمع الوطني الديمقراطي.
ويقدر زعيم الحركة العربية للتغيير، عضو الكنيست أحمد الطيبي، منذ نحو نصف عام أنّ الترشّح المشترك سيزيد من عدد المقاعد في الانتخابات القادمة. “ازدادت الاحتمالات لتأسيس قائمة عربية موحدة”، قال الطيبي في آذار الماضي، على ضوء قرار رفع نسبة الحسم.
يعمل حزب التجمع على توحيد الأحزاب العربية الثلاثة المدعومة من قِبل الجمهور العربي- التجمع، العربية للتغيير والجبهة- وذلك قبل بداية الانتخابات القادمة. ويأمل الحزب بإقامة تعاون مشترك مع الحزبين الآخرين خلال الشّهريْن القادميْنِ، من أجل تهيئة خلفية تمكنهم من خوض الانتخابات سوية. في الماضي، دعمت قائمة العربية للتغيير هذه المبادرة، لكنَّ الجبهة اعترضت عليها، في الوقت الحالي على الأقل.
وأقام رئيس حزب التجمع، عضو الكنيست جمال زحالقة، اتصالات مع حزب العربية للتغيير والجبهة، من أجل التوصل إلى تشكيل قائمة من شأنها أن ترفع، حسب رأيه، عدد المقاعد للأحزاب الثلاثة في الفترة القادمة. وقد قال زحالقة: “لقد أجريت اتصالات مع قيادة الأحزاب” وأضاف قائلًا: “هناك إرادة مبدئية للتوحّد في قائمة واحدة. حتّى الآن، ليست هناك نتيجة نهائية، لكننا نحاول أن نتوصل إلى اتفاق”.
وبدأت هذه الاتصالات بين الأحزاب العربية الثلاثة بعد صدور قرار من الكنيست يقضي برفع نسبة الحسم في الانتخابات القادمة من 2% إلى 3.25% والّتي من شأنها أن تمنع الأحزاب العربية من الوصول إلى الكنيست إذا لم يتحدوا في قائمة واحدة. وادعى زحالقة وزملاؤه في الحزب، حنين زعبي وباسل غطاس، أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” كان وراء رفع نسبة الحسم، حتى يمنع وصول أعضاء الكنيست العرب إلى الكنيست. وحسب رأيهم، إنَّ خوض الانتخابات في قائمة مشتركة، من شأنه، أن يرفع عدد أعضاء كتلتهم في انتخابات الكنيست القادمة، وهي خطوة تعطي إجابة لمحاولات اليمين بإبقائهم بعيدين عن الكنيست.
لقد قال أعضاء التجمع الثلاثة “إنّه، وحسب الإحصائيات والعينات الّتي تلمسناها من الشارع العربي، نستطيع أن نرفع مستوى تمثيلنا من 11 مقعدا في الوقت الراهن إلى 14 أو 15 مقعدا، ونحن نرى أن حصولنا على 14 مقعدا هو هدف واقعي”. أوضح عضو الكنيست زحالقة أنه لن يكون على رأس القائمة المشتركة، وقد قدَّر أنّه بعد إجراء الانتخابات، يمكن للأحزاب الثلاثة أن تنشطر، إذا لم ينجحوا في العمل معا داخل إطار مشترك.
وحتى الساعة، تعترض الجبهة على هذه الفكرة. هناك وسطاء في الحزب قالوا لـ “هآرتس” إنَّ “الجبهة ليست حزب عربي وليس هناك أي عامل يجعلها تقبل بالتوحد مع الحزبين العربيين الآخريين. الجبهة هي حزب يهودي- عربي تؤمن بإمكانية العيش المشترك، وبشكل خاص في ظل ما حصل في الصيف الأخير”. وقد غاب عنهم أنّه لو نجح هذا الائتلاف بين الأحزاب، فلن يبقى للناخبين العرب سوى اختيار واحد فقط في الانتخابات القادمة، والذي من شأنه، حسب تقييمهم، أن ينخفض عدد الناخبين، وليس أن يرتفع، كما يظن حزب التجمع.
وكان مما التمسه زحالقة أن حزب الجبهة ما زال يفكر في الموضوع. وقد قال: “هم أيضا يمكنهم أن يفكروا في ذلك وأن يقرأوا ما تشير إليه الأرقام”. وقال إنّه لو رفضت الجبهة الائتلاف، سيجري توحيد حزبي التجمع والعربية للتغيير فقط، أمّا الجبهة فيمكنها خوض الانتخابات وحدها.
وقال رئيس حركة العربية للتغيير، عضو الكنيست أحمد الطيبي، قبل نصف سنة تقريبا، إن المنافسة المشتركة في الانتخابات القادمة من شأنها أن ترفع عدد المقاعد. وأضاف الطيبي في شهر آذار الأخير، حين صدر قرار برفع نسبة الحسم أنَّ هناك احتمال كبير بإقامة قائمة عربية واحدة لخوض الانتخابات. وأضاف الطيبي أنه لا شك بأن يخوض العرب في الانتخابات القادمة منافسة مختلفة عن سابق عهدها: فلن تبقى في الكنيست ثلاث قوائم عربية بل قائمة أو اثنتين.
وقال أيضا إن العربية للتغيير حاولت، سابقا، دفع الجهود لتشكيل قائمة عربية واحدة. وقد رأوا، في الكنيست، أن الطيبي، باعتباره كرئيس أكبر حزب في الوسط العربي، يحق له أن يترأس القائمة الجديدة، أو أن يتقرر ذلك من خلال استطلاع للرأي واسع النطاق.
عربية إسرائيلية تدلي بصوتها في الانتخابات المركزية عام 2013 (تصوير: نوعم موسكويتش)
الطيبي يقترح الاعتراف بالعرب في إسرائيل كأقلية قومية
جاءت المبادرة القانونية للنائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، في أعقاب مبادرة لمشروع قانون يدعو إلى إلغاء اللغة العربية كلغة رسمية في إسرائيل
أعلن عضو الكنيست العربي، أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، أمس، أنه يعتزم تقديم مشروع قانون يخص الوضع القانوني للمواطنين العرب في إسرائيل، ويهدف إلى الاعتراف بهم كأقلية قومية بموجب قانون أساس في إسرائيل. ويبادر الطيبي إلى المشروع ردا على مشروع قانون يمينيّ يرمي إلى إلغاء اللغة العربية في إسرائيل كلغة رسمية.
ويرمي مشروع القانون بمبادرة الطيبي، والمعنون “شراكة تامة في المواطنة والاعتراف بالعرب كأقلية قومية”، إلى تكريس حقوق الأقلية العربية في إسرائيل ومن ضمنها ضمان تنوعها الحضاري، ومساواة حقوقها، ومكافحة التمييز ضدها.
وصرّح الطيبي لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قائلا “أنا أتحدى الديموقراطية الإسرائيلية وتطبيقها لمبدأ المساواة لجميع مواطنها، ومن ضمنهم السكان العرب”. وأضاف الطيبي “إذا رفضت الكنيست والحكومة الإسرائيلية المشروع، سيعتبر رفضها رسالة قاسية مفادها أنها ترفض منح المساواة لمواطنيها العرب، مكرسة الوضع السائد للعرب اليوم والذي يتسم بالتمييز على أساس عرقي وقومي في جميع نواحي الحياة”.
عضو الكنيست أحمد الطيبي (Yonatan Sindel/Flash90)
ويتطرق مشروع القانون إلى جوانب عديدة تتعلق بالأقلية العربية في إسرائيل والحقوق المشروعة لها ومنها احترام حضارتها وتراثها في إسرائيل، والمساواة في الحقوق، وانعدام التمييز في السكن، والتعليم، واللغة، والعمل والأملاك.
وأوضح النائب العربي أن مشروع القانون المطروح هو رد على مبادرة حزب “إسرائيل بيتنا” إلغاء اللغة العربية في إسرائيل كلغة رسمية. وكان نواب عن الحزب الذي يزعمه أفيغدور ليبرمان، قد صرحوا أنهم يعتزمون تحويل اللغة العبرية إلى اللغة الرسمية الوحيدة في دولة إسرائيل.
وأوضح مبادرو المشروع أن السائد في معظم دول العالم هو أن تكون لغة الأغلبية هي اللغة الرسمية للدولة.
قطع النقود في إسرائيل باللغة العربية أيضا (Flash90)
يجدر الذكر أن الوضع القائم فيما يتعلق باللغة العربية في إسرائيل، وبموجب قانون يرجع إلى الفترة الانتداب البريطاني، يلزم الدولة على أن تنشر إعلاناتها وبياناتها باللغة العربية إلى جانب العبرية، سواء في الدوائر الحكومية أو السلطات المحلية.
من اليمين الى اليسار: لوسي أهريش، ميرا عوض، أحمد الطيبي والشيخ رائد صلاح (Falsh90 and Instagram)
العرب الجدد
ها هم عرب إسرائيل الجُدد: يقتحمون حدودًا اجتماعية – جندرية، يعيدون صياغة وعيّهم السياسي الذي حتى الآن قيّد الكثيرين في المجتمع الصغير ويمضون قُدمًا من أجل سد الثغرات
تم تداول مسألة اندماج عرب إسرائيل، في المجتمع الإسرائيلي – اليهودي، مرات عديدة من خلال الأبحاث التاريخية والتحليلات الاجتماعية. تعج مكتبات الجامعات الإسرائيلية بمعطيات مقارنة تحلل التحوّل الاجتماعي – الثقافي – الاقتصادي والسياسي الذي مر به مليون عربي يعيشون اليوم في إسرائيل.
ويمكن كتابة الكثير من الكتب فقط عن موضوع التسميات التي تُطلق على عرب إسرائيل. هناك من يعرّفونهم على أنهم: عرب إسرائيل، عرب 48، فلسطينيون مواطني إسرائيل، الوسط العربي في إسرائيل، عرب الداخل والمزيد من التسميات، وتُظهر كل واحدة من هذه التسميات هوية ثقافية – سياسيّة مختلفة.
عرب إسرائيل، عرب 48، فلسطينيون مواطني إسرائيل، الوسط العربي في إسرائيل، عرب الداخل والمزيد من التسميات، وتُظهر كل واحدة من هذه التسميات هوية ثقافية – سياسيّة مختلفة
وأكثر من أي شيء، برأيي، فإن هذا البحث الواسع والواضح لا يتضمن الحديث عن التغيير الهام والكبير الذي يمر به الوسط العربي في إسرائيل. جاء التغيير الذي هو أيضًا تغيير مثل كل التغييرات الاجتماعية الكثيرة في العالم، مع عصر الاتصالات العصري والإنترنت.
تسونامي، تسونامي ثقافي، اقتصادي وسياسي: هكذا اعتدت أنا على الأقل أن أسمي هذه الظاهرة. فأكبر تغيير يمر على المجتمع العربي في إسرائيل، هو عملية بدأت قبل عقد من الزمن، عندما دخلت الكمبيوترات المحمولة إلى البيوت، وتسارعت تلك العملية خلال السنوات الأربع الأخيرة بفضل الهواتف الذكية، التي تتيح لكل شاب وشابة التحدث عبر الشبكة المفتوحة مع من يريدون ومتى يريدون. نتحدث غالبًا عن تناقض قوي وصارخ بين جيل الكبار وجيل الشباب. ويكشف العالم العصري الشباب على العالم الحقيقي، دون رقابة، وتتراجع العلاقات مع العائلة والبالغين. فأكثر شيء كان يهم جدتي في الحياة هو الشرف، وماذا سيقول الجيران. إذ، يحلم الشباب اليوم بالحلم الأمريكي وهو تحقيق الذات، الحرية والنجاح الاقتصادي.
رغبة منا محاولة نقل روح التغيير تلك، جمعنا لكم عشر شخصيات ملفتة وتعكس، برأينا، وبشكل جيد ذلك التحوّل الذي يطرأ على المجتمع العربي في إسرائيل.
أحمد الطيبي
عضو الكنيست أحمد الطيبي يتهم السلطات بانتشار ظاهرة العنف (Flash90Uri Lenz)
يفتتح هذه القائمة وهو سياسي استطاع أن يجعل السياسة الإسرائيلية تقف على رجليها. ربما هو ليس صغيرًا ولكن، فكره المتقد وسلاطة لسانه نجحا بجلد الكثيرين من معارضيه في الحكومات الإسرائيلية.
الطيبي، المولود عام 1958، هو ابن لأب من يافا وأم من الرملة. يشغل الطيبي اليوم منصب نائب رئيس الكنيست ونائب عن حزب الحركة العربية للتغيير. وسبق أن كان مستشارًا للرئيس ياسر عرفات للشؤون الإسرائيلية. وهو أساسًا طبيب. وُلد الطيبي في قرية الطيبة. أنهى عام 1983 دراسة الطب بتفوق في الجامعة العبرية في القدس وبدأ اختصاصه بطب التوليد والنساء (لكنه لم ينه الاختصاص). يقيم اليوم في قرية الطيبة مع زوجته مي، طبيبة أسنان مختصة بعلاج الأطفال وهو أب لابنتين.
يحلم الشباب اليوم بالحلم الأمريكي وهو تحقيق الذات، الحرية والنجاح الاقتصادي
حاول الطيبي طوال سنوات أن يمهد طريق دخول عرب إسرائيل إلى سوق العمل الإسرائيلي، والعمل في أروقة الكنيست للحصول على حقوق كاملة ومساوية للحقوق التي تقدّم اليوم لكل مواطن إسرائيلي – يهودي. من بين الأمور التي يحاول تحقيقها: مكانة المرأة في الوسط العربي والمقاومة الشديدة للعنف ضد النساء داخل المجتمع.
إن الطيبي معروف بلسانه السليط وكثيرًا ما واجه رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، واقتحم نقاشات كانت عنصرية برأيه. وفقط في شهر كانون الأول الأخير (2013) هاجم مواطن يهودي النائب أحمد الطيبي وسكب عليه كوب شاي ساخن، حين كان الأخير يتظاهر ضدّ مخطط برافر، الموضوع الشائك، لتوطين البدو. وينضم هذا الهجوم الأخير إلى عدد كبير من المشادات الكلامية مع مغنين، لاعبي كرة قدم ومثقفين كثر. “هو عمومًا ليس شخصًا مريحًا” كتبوا عنه في الشبكة، وهو بالفعل يعترف بأن خصومه السياسيين يفكرون مرتين قبل أن يخوضوا أي مواجهة معه.
الشيخ رائد صلاح
الشيخ رائد صلاح (FLah90/Yossi Zamir)
قد تصدّر الشيخ رائد صلاح عناوين كثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، الفلسطينية والعالمية بسبب مواقفه الصارمة ضد الاحتلال وضد “النهج الإسرائيلي”، برأيه، ضدّ المواطنين العرب.
تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس
وُلد الشيخ رائد صلاح أبو شقرا، عام 1958 وأصبح رئيس الكتلة الشمالية (الكتلة الأكثر تطرفًا) من الحركة الإسلامية في إسرائيل ومن الزعماء الدينيين في الوسط الإسلامي في إسرائيل. تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس. بين عامي 1989 – 2001، شغل صلاح منصب بلدية أم الفحم.
وشخصيته المثيرة للخلاف معروفة جيدًا لدى المجتمع الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال، اتُهم صلاح بمسؤولية جزئية عن أحداث “أكتوبر 2000” والتي قُتل خلالها 13 مواطنًا من عرب إسرائيل بمواجهات وقعت مع الشرطة والجيش وكانت شرارة الانتفاضة الثانية.
يتصدّر صلاح رأس قائمة الأشخاص الذين تم تحذيرهم من قبل السلطات التنفيذية في إسرائيل بعد سلسلة من الأعمال التي تضمنت من بين أشياء أخرى: الإشادة على أعمال العنف، اتهامات ضد إسرائيل، رفض وجود الدولة وتأجيج النار بين أوساط عرب إسرائيل.
في آذار 2014، حكمت محكمة الصلح في القدس على صلاح بالحبس لثمانية أشهر فعلية وثمانية أشهر مع وقف التنفيذ. وكان صلاح قد أُدين في شهر تشرين الثاني الأخير بالتحريض على العنف، بسبب الخطبة التي ألقاها في حي وادي الجوز في القدس عام 2007. بعد قراءة الحكم، خرج صلاح وكثيرون من أتباعه من المحكمة وعقدوا مؤتمرًا صحفيًا استنكروا فيه الحكم، ووصفوه بأنه استمرار لملاحقة الشيخ صلاح من قبل إسرائيل.
سليم طعمة
اللاعب سليم طعمه (Wikipedia)
يُعتبر واحدًا من لاعبي كرة القدم العرب المتميزين جدًا في إسرائيل. صحيح أنه ترك الحياة الرياضية من مدة قصيرة ويعمل الآن على تكريس قدرته في مجال الأعمال، ولكنه لا يزال يُعتبر رائدًا في مجاله ومثالا يُحتذى بالنسبة للكثير من الشبان.
طعمة هو عربي إسرائيلي مسيحي وُلد في اللد ولعب لسنوات طويلة ضمن فريق هبوعيل تل أبيب كلاعب وسط.
لعب أيضًا مع عدة فرق خارج البلاد منها ستنادرد لياج البلجيكي في موسمي – 2007 – 2008. وفاز طعمة مع الفريق ببطولتين متتاليتين.
ظهر اسمه في الكثير من الأغاني العنصرية التي كُتبت عنه. في الأغنية العنصرية “طعمة إرهابي”، قارن مشجعو فريق بيتار القدس، الذين يعتبرون أكثر المشجعين عنفًا على المدرجات، بينه وبين المخربين الذين قاموا بعمليات تفجير في إسرائيل في التسعينات. وكان دائمًا يتمنى إبعاد المشجعين المتطرفين عن الملاعب وادعى أنها ظاهرة مقرفة تدل على كره الآخر، حالة تمييز وعنصرية لا تلائم الروح الرياضية الإسرائيلية.
ميرا عوض
ميرا عوض (FLash90/Miriam Alster)
ميرا عوض، ممثلة وموسيقية عربية – إسرائيلية تتنقل طوال حياتها بحذر بين الأقطاب. “لست مجنونة ولكنني معقّدة، ومركّبة. شكلي يبدو لائقًا، أشكنازية شقراء ذات عينين صافيتين، أنا لا أشكل تهديدًا على أحد، حتى أن أفتح فمي” هذا ما قالته عوض عن نفسها في إحدى المقابلات.
فمن جهة، حققت نجاحًا كبيرًا كفنانة استطاعت أن تصل إلى فترة ذروة المشاهدة في إسرائيل وحتى أنها مثلت إسرائيل في مسابقة أورفزيون. ومن جهة أخرى، ما زالت تشكل ميرا جزءًا من الأقلية العربية في الدولة اليهودية. “يشعرون بالارتياح معي لذا، أسمع أشياء كثيرة عن العرب. مثلما ما كان يريد فعله سائق تاكسي مع كل العرب” تقول عوض. “أحيانًا أجادل، وأحيانًا أخرى أضحك فقط. أحيانًا أشعر باكتئاب أيضًا”.
وُلدت ميرا عوض عام 1975 في قرية الرامة الجليلية لعائلة مسيحية. والدها طبيب عائلة وتعرّف خلال دراسته في بلغاريا على والدتها. أظهرت، وهي لا تزال طفلة، إحساسًا موسيقيًا متطورًا: “في التاسعة من عمري وقفت على المسرح” تقول عوض. من سن الـ 18 التحقت بتعلم الفن والأدب الإنكليزي في جامعة حيفا وبعد عامين تركت الدراسة وتوجهت إلى كلية الموسيقى لتحقق حلمها بتعلم الموسيقى.
في الـ 27 من عمرها، دخلت الوعي الجماهيري عندما أدت الدور الرئيسي في المسرحية الغنائية “سيدتي الجميلة” في مسرح هكامري. بالمقابل، بدأت حياة موسيقية ومن بين مشاريع كثيرة شاركت بمشروع عيدان رايخل، وحاليًا وقّعت عقدًا مع شركة SONY العالمية لإنتاج ثلاثة ألبومات.
حصلت على شهرتها الواسعة من الدويتو الذي أدته مع آحينوعم نيني في مسابقة الأورفزيون “There must be another way”. التي وصلت إلى النهائيات ولكنها لم تحظ بأن تكون أفضل أغنية.
وعوض ليست عربية تقليدية ومؤخرًا تزوجت صديقها، كوستا، بعد علاقة، عبر الشبكة، دامت عامًا ونصف. فأقيم حفل الزفاف في نهاية كانون الأول 2013 في طقوس متواضعة في بلغاريا.
هدى نقاش
هدى نقاش (مسابقة Miss Earth)
منذ خمس سنوات، تحاول عارضة الأزياء العربية هدى نقاش ابنة الـ 24 سنة من حيفا أن تشق طريقها داخل صناعة الموضة الإسرائيلية دون أن تحقق نجاحًا كبيرًا. قبل عامين جاء التحوّل، مع أول حملة إسرائيلية. وليس مجرد أول حملة ترويجية – فتصوّرت نقاش لشبكة الملابس الداخلية جاك كوبا، الشركة المستوردة للسلع العالمية الخاصة بالملابس الداخلية.
تحلم نقاش منذ فترة طويلة بأن تشارك بحملات الترويج والتصوير بملابس تحتية. وهي لا تخشى ردة الفعل في الشارع العربي
تطمح نقاش بأن تكون بار رفائيلي، أو أن تتحوّل على الأقل إلى أيقونة ملابس داخلية مثلها. “هي عارضة أزياء شهيرة (رفائيلي) وأنا أطمح لأكون عارضة أزياء مشهورة”، قالت نقاش في إحدى المقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. تُظهر نقاش أمام عدسات مصوري الأزياء، راحة لا مثيل لها. ربما أنها بخلاف الكثير من العارضات الأخريات اللواتي يتصوّرن بالملابس التحتية فقط من أجل كسب المال، فتحلم نقاش منذ فترة طويلة بأن تشارك بمثل حملة الترويج هذه. وهي لا تخشى ردة الفعل في الشارع العربي.
وُلدت نقاش في حيفا لأم هي معلمة بيولوجيا ووالد مهندس معماري. سافرت العائلة إلى إيطاليا وهي لا تزال صغيرة، ومن هناك إلى الناصرة ثم حيفا.
https://www.youtube.com/watch?v=VIoGGWPCVmA
أنهت نقاش دراستها للقب الأول في موضوع الآثار والجغرافيا من جامعة حيفا، إلا أن كل طموحها كان موجّهًا نحو مجال الأزياء. توجّهت قبل ثلاث سنوات إلى مصمم بدلات العرائس الحيفاوي كميل شاهين، على أمل أن تكون عارضة جملته الترويجية، ولكنه وجّهها إلى وكالة عرض أزياء. وقام مصوّر كان يعرفها بتوجيهها إلى محررة المجلة النسائية العربية “ليلك”، يارا مشعور، التي قررت أن تكرس كل الجهود لتحويل نقاش إلى عارضة أزياء عالمية.
وضعت مشعور صورة نقاش على غلاف المجلة التي تحررها، بينما كانت ترتدي ملابس بحر جريئة، ومؤخرًا حتى أطلقتها كعارضة أزياء ممثلة لإسرائيل في مسابقة الجمال العالمية Miss Earth التي أقيمت في مانيلا بمشاركة 84 مرشحة من أنحاء العالم. ربما عادت نقاش دون لقب، ولكن حققت مشعور إنجازًا آخر لمحاولة تحرير المرأة العربية العصرية من القيود البطريركية في المجتمع العربي.
ابتسام مراعنة منوحين
المخرجة ابتسام مراعنة منوحين (Wikipedia)
الروح الجديدة بتوثيق الأفلام الوثائقية. مراعنة هي أول سينمائية عربية إسرائيلية. تتطرق في أفلامها الوثائقية إلى المواضيع التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي عمومًا وبالمجتمع العربي في إسرائيل تحديدًا، بالتركيز على مكانة المرأة.
مراعنة: “وُلدت مراعنة في الفريديس عام 1975. تعلمت السينما والتلفزيون في إحدى أهم المؤسسات في البلاد، واستكملت تعليمها ونالت لقباً بمجال الإعلام وشهادة تدريس”
“الأعمال الوثائقية برأيي هي القدرة على نقد المجتمع الذي أنا جزء منه، الإسرائيلي عمومًا والعربي تحديدًا، بشكل مباشر. لديّ ما أقوله، والأعمال الوثائقية تمنحني القوة للتعبير عن نفسي”
كان أول فيلم قدمته، “الفريديس، الجنة الضائعة” (2003) وتحدث عن سعاد رانيم، المولودة في الفريديس، ناشطة سياسية في منظمة التحرير، قبعت لسنوات عديدة في السجون الإسرائيلية، واليوم هي د. بالمحاماة في بريطانيا. عُرض الفيلم في عدة مهرجانات حول العالم ولفت الكثير من الأنظار إلى مراعنة.
لماذا السينما الوثائقية؟ “الأعمال الوثائقية برأيي هي القدرة على نقد المجتمع الذي أنا جزء منه، الإسرائيلي عمومًا والعربي تحديدًا، بشكل مباشر. لديّ ما أقوله، والأعمال الوثائقية تمنحني القوة للتعبير عن نفسي”، قالت مراعنة خلال مقابلة لها.
لفت آخر فيلم قدّمته مراعنة النظر إلى براعتها. وحظي “سجل أنا عربي”، بلقب أكثر فيلمًا محبوبًا من قبل الإسرائيليين للعام 2014، ويبيّن الفيلم، الذي تناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن طريق قصتي حب دراميتين للشاعر، الأولى لامرأة يهودية والثانية لابنة دبلوماسي سوري، التوتر المزدوج في حياته، الأول لكونه شاعرًا خاصًا، شخصيًّا، يدعو إلى صنع السلام ورومنسيًّا، وبين تحوَله إلى مبدع سياسي، رمز المقاومة الفلسطينية، والثانية، بين إدراكه الشعري للعالم وبين ملل الحياة.
أسماء إغبارية
السيدةاسماء أغبرية زحالقة (Wikipedia)
“أصيلة، تمامًا كما هو المعنى المبيّن في القاموس لكلمة أصيل. حقيقية، فصيحة، متحمسة، صريحة. بصقت الحقيقة في وجهنا مباشرةً”. هذا ما كُتب مؤخرًا عن سيدة النضالات الاجتماعية أسماء إغبارية.
أسماء، سياسية يجهلها كثيرون في المجتمع الإسرائيلي، ربما لم تتمكن من دخول معترك السياسة المحلية أو الإسرائيلية عمومًا، ولكنها كانت من مرشحي قائمة حزب “دعم” العمالي، (حزب العمال، حزب يساري اشتراكي)، ورئيسة الحزب اليوم.
يعرفها الكثير من النشطاء السياسيين جيدًا، وتمكنت من إلهام الكثير من النساء ربما بسبب خلفيتها المميّزة. وهي امرأة عربية من يافا (40 عامًا) تحاول قيادة حزب عدل اجتماعي، بالتعاون بين العرب واليهود بينما تركّز أجندتها على المحتاجين والنقابات العمالية.
لوسي اهريش
http://instagram.com/p/b3-loShQWy/
أكثر ما يميّز اهريش هو أيضًا ما يشكل العقبة الكبيرة لديها: شابة عربية حادة الطباع تتكلم العبرية بطلاقة، ترى ولا تُرى من الجانبين. لوسي اهريش (33 عامًا) هي صحافية، ممثلة ومقدّمة برامج تلفزيونية.
ترعرعت لوسي في بيت عائلة مسلمة في المدينة الجنوبية، ديمونا. التحقت بمدارس يهودية واعتادت على الاحتفال بالأعياد اليهودية إلى جانب أعياد المسلمين.
اهريش تمثل جيلاً جديدًا من الشبان العرب الذين اندمجوا في مناصب هامة في الإعلام الإسرائيلي، جيل يتحدى جيل الآباء ويخالف كل التوقعات
ترعرعت اهريش وتعلمت في مؤسسات تربوية يهودية، وشعرت أنها جزء من التيار الإسرائيلي – اليهودي. وكذلك، حاولت اهريش وفقًا لأقوالها، عندما بدأت قبل عام بالعمل كمقدّمة برنامج حواري وترفيهي في القناة 2، ثم أصبحت مقدمة الأخبار والبرامج بالعبرية العربية الأولى في إسرائيل، أن تهرب من تصنيفها بأنها العربية الأليفة المناوبة. “أنا لست عربية مسكينة”، قالت، “كم يمكن اتهام الآخرين؟ أنا مرتاحة بحياتي رغم كل العنصرية القذرة الموجودة في إسرائيل”. إن كانت ترغب اهريش أم لا، فإنها تمثل جيلاً جديدًا من الشبان العرب الذين اندمجوا في مناصب هامة في الإعلام الإسرائيلي، جيل يتحدى جيل الآباء ويخالف كل التوقعات.
نوف عثامنة إسماعيل
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
تُعتبر “سيدة البرنامج” في البرامج الواقعية الخاصة بالطبخ والتي تحتل وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية في إسرائيل. ونجحت نوف هذا العام بالوصول إلى المرتبة الأولى والحصول على اللقب “أفضل شيف في إسرائيل” (ماستر شيف)، بعد موسم حافل ومليء بالتوتر.
نوف، دكتور في علم الكائنات الحيّة، وتبلغ 32 عامًا، متزوجة وأم لثلاثة أبناء من قرية باقة الغربية، وأدهشت الحكام في البرنامج طوال موسم كامل بسبب تقنيات الطبخ المميّزة التي قدّمتها.
أرادت نوف تمثيل المطبخ العربي، وإلى جانب ذلك، طلبت أن تدمج تقنيات ومواد خام من المطبخ الحديث لتطويره وجعله يناسب الجميع.
قالت نوف عن نفسها بأنها مدمنة على الأسواق، الروائح والنكهات وكان من بين المهام الصعبة التي فرضت عليها خلال البرنامج التلفزيوني: أن تعد وجبة طعام لجدتها. هذا اللقب أثر عليها كثيرًا وكان من المهم جدًا بالنسبة لها أن تستوفي المعايير العالية الخاصة بالمطبخ العربي التقليدي الذي اكتسبت موهبتها منه. والأهم من ذلك أن نوف حاولت دعم الحوار العربي الإسرائيلي من خلال المطبخ وتتمنى مستقبلاً أن تبني أول مدرسة عربية يهودية لتعليم فنون الطبخ لتكون جسرًا آخر بين هذين الوسطين.
عماد تلحمي
عماد تلحمي (Babcom)
فتح رجل الأعمال عماد تلحمي (56 عامًا) بوابة عربية إلى الاقتصاد الإسرائيلي: لم يحب الظهور يومًا في الملاحق الاقتصادية، ولكن اسمه يسبقه في عالم صناعة النسيج. تلحمي مبادر تجاري اجتماعي، نما طوال 25 عامًا في شركة دلتا، بدءًا بأصغر وظيفة له، إلى أن أصبح اليد اليمنى لمالك الشركة السابق، دوف لاوتمن. قام تلحمي بإدارة آلاف العمال في مصانع دلتا حول العالم: بدايةً من مصر والأردن، ووصولا إلى بريطانيا والولايات المتحدة. بعد أن تم بيع شركة النسيج وتغيير المالك، وجد تلحمي نفسه مباشرًة خارج صناعات النسيج وقرر أن يكوّن نفسه من جديد بحيث أقام أول شركة ناشئة (ستارت أب) في المجتمع العربي في إسرائيل.
“بابكم”، هو اسم الشركة. “بوابة للتعايش بما يخص التشغيل، المهنة، الفرص والنجاح”، يقول تلحمي. تقدم شركة الهايتك، التي أنشأها تلحمي، الخدمات التجارية بالاستعانة بمصادر خارجية، تتضمن مراكز تقديم خدمة للزبائن ومراكز تطوير برمجيات. تتوزع مكاتب “بابكم” في منطقة الجليل وهي تشغل أكثر من 500 عامل من العرب واليهود معًا.
تسعى “بابكم” إلى أن تكون الشركة ذات الخدمات الأفضل في إسرائيل، وأن تعتمد أساسًا على عمال وأكاديميين من الوسط العربي، إقامة عدد من المراكز في القرى العربية وتقديم خدمات خاصة بالبرمجيات، مراكز خدمات زبائن، خدمات الترجمة، الخدمات الهاتفية والاستطلاعات.
تتلخص رؤيا تلحمي بخلق شركة توفر بيئة عمل فاخرة جدًا للعمال وتكون ملزمة ببناء حياة مهنية لهم، الأمر الذي من شانه التأثير على البيئة المجاورة وتعزيز المساواة بالفرص على أساس استحقاقراطية.
اعضاء الكنيست حنين زعبي، أحمد الطيبي، محمد بركة وجمال زحالقة (Flash90)
رفع نسبة الحسم – هل ستتحد الأحزاب العربية؟
يسود غضب في الأحزاب العربية بسبب رفع نسبة الحسم في الانتخابات للكنيست، مما سيرغمها على خوض الانتخابات موحَّدة، غير أنه قد حدث في الماضي خوض مشترك للانتخابات من قبل أحزاب عربية
اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فيما بينهما على رفع نسبة الحسم في الانتخابات للكنيست من 2% إلى 3.25%، وذلك بدلًا من العملية المخطط لها والتي تقضي برفع نسبة الحسم إلى 4%، حسب ما جاء هذا الأسبوع في صحيفة “هآرتس”. بموجب التقرير، فإن الوزير ليبرمان، الداعم لرفع نسبة الحسم إلى 4%، لان من أجل وزيرة العدل، تسيبي ليفني، المعنية بأن تبقى نسبة الحسم على حالها.
حتّى الآن، بقي الخلاف حول رفع نسبة الحسم أحد المواضيع القليلة التي تحول دون جهوزيّة قانون الحُكم للقراءتَين الثانية والثالثة. التقديرات هي أنه من اللحظة التي عبر نتنياهو فيها عن دعمه لرفع نسبة الحسم، أصبح صعبًا على معارضي العملية إعاقته. “طالما لم يصرح نتنياهو عن دعمه، يمكن إجراء عمليات من أجل كبح القرار. لكن من اللحظة التي يقرر فيها رئيس الحكومة ووزير خارجيته خطوة مشتركة، يصعب جدا إيقافهما”، قال مسؤول في الائتلاف لصحيفة “هآرتس”.
سيرغم رفع نسبة الحسم الأحزاب الصغيرة على الاتحاد في الانتخابات القادمة، من أجل الحصول على تمثيل في الكنيست. يتمثل في الكنيست الإسرائيلي اليوم ثلاثة أحزاب لم يتم انتخابها لو كانت نسبة الحسم تساوي 3.25%: حاز حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة على 2.99% من الأصوات، ويتم تمثيله اليوم عن طريق أربعة مقاعد؛ حاز حزب التجمع الوطني الديمقراطي على 2.65% من الأصوات، وهو ممثَّل بثلاثة مقاعد؛ فيما حاز حزب كاديما على 2.09% من الأصوات، وهو ممثَّل بمقعدَين فقط.
إذا كان الأمر كذلك، فإن تسعة من المقاعد في الكنيست الـ 19، تمثّل أحزابًا كانت دون نسبة الحسم لو كانت رُفعت كما هو مقترح اليوم، قبل الانتخابات. بموجب معادلة تقسيم الممثلين الإسرائيلية، كانت الأحزاب الكبيرة – الليكود، هناك مستقبل والعمل – الرابحة الأساسية من العملية.
حسب أقوال أعضاء كنيست من الأحزاب العربية، لقد أعدت الخطوة الحالية تحديدا من أجل الضرر بتمثيل هذه الأحزاب في الكنيست. حسب ادعائهم، إن المطالبات في وسط الجمهور اليهودي التي بموجبها إذا أراد أعضاء الكنيست العرب الحفاظ على تمثيلهم، عليهم الائتلاف، تعكس العنصرية، لأنه لا يوجد أي شخص سيجرؤ على القول بأنه على جميع الأحزاب اليهودية، التي يوجد بينها تنوع كبير، الائتلاف.
وقال عضو الكنيست دوف حنين من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في هذا السياق لصحيفة “هآرتس”، إن العملية المقترحة “تسلب العرب الحق في التعددية، وتتيح أمامهم إمكانية واحدة فقط في الانتخابات. لكن العرب ليسوا مجموعة واحدة، يجري الحديث عن شعب متنوع، يحتوي على اشتراكيين، إسلاميين، وطنيين، أو داعمين للشراكة. لا يوجد أي قاسم مشترك يمكّنهم من الترشح سوية”. والتقى حنين مؤخرا مع نتنياهو بهدف نصحه بالعدول عن رفع نسبة الحسم.
يتم تمثيل كتلة الأحزاب العربية اليوم في الكنيست من قبل أربعة أحزاب: التجمع الوطني الديمقراطي، أو باختصار – التجمع، الذي يدعو إلى تحويل إسرائيل إلى دولة جميع مواطنيها؛ القائمة العربية الموحدة، التي ترتكز في الأساس على أعضاء الشق الجنوبي للحركة الإسلامية، وهي شعبية في الأساس في وسط البدو في إسرائيل؛ الحركة العربية للتغيير، التي لم تترشح أبدا بشكل مستقل وتم تمثيلها دائما عن طريق عضو الكنيست أحمد طيبي؛ وفي النهاية الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الأكثر عراقة، التي لا تعتبر حزبا عربيا بالفعل، وإنما حزبا توجد فيه شراكة عربية – يهودية. الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة هي أحد التمثيلات الكثيرة للحزب الشيوعي الإسرائيلي، الممثل في الكنيست الإسرائيلي منذ تأسيسه عام 1949.
إضافة إلى ذلك، تم انتخاب عضو الكنيست العربي، عيساوي فريج، في إطار حزب ميرتس، الذي بقية منتخبيه (وغالبية ناخبيه) هم من اليهود. ووصل في الماضي قسم من أعضاء الكنيست العرب إلى الكنيست، أمثال نواف مصالحة، ناديا حلو، وغالب مجادلة، في إطار حزب العمل الإسرائيلي.
على الرغم من الانتقاد الحاد الآتي من أعضاء الكنيست العرب حول إمكانية الترشح المشترك للكنيست، فإن التوحد بين الأحزاب العربية في إسرائيل هو عملية مقبولة في السنوات الأخيرة. في الواقع، اتصل كل واحد من الأحزاب العربية بشكل أو بآخر مع أحد الأحزاب الأخرى:
ترشح في عام 1996 حزبا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي في نطاق قائمة مشتركة؛ عام 2003 ترشح حزبا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والعربية للتغيير في قائمة واحدة؛ ومنذ ذلك الحين، في جميع الانتخابات منذ عام 2006، تترشح القائمة الموحدة والعربية للتغيير في قائمة مشتركة.
عندما تمت المصادقة على قانون رفع نسبة الحسم بالقراءة الأولى، تصرف أعضاء الكنيست من المعارضة بطريقة احتجاج فريد من نوعه: صعد كل واحد منهم بدوره على منصة الخطابات واستغل الوقت المخصص له للصمت. وقال أعضاء الكنيست حينها إنهم يصمتون دلالة على التضامن مع أولئك الذين “سيُسكتهم” القانون الجديد.