أصدرت محكمة الصلح في القدس هذا الصباح، الأربعاء، حكمًا بستة أشهر من الخدمة الاجتماعية على الحاخام، موتي ألون، الذي أدين بارتكاب أفعال مشينة مستخدمًا القوة مرتين.

وطالبت النيابة العامة إصدار حكم يشمل السجن الفعلي، لكن محامي المتهم طالب بالاكتفاء بالخدمة الاجتماعية والسجن مع وقف التنفيذ. وحُكم على ألون أيضًا بالسجن 15 شهرًا مع وقف التنفيذ وغرامة تصل إلى عشرات الآلاف من الشواقل يتم دفعها إلى المشتكي.

وتمت خلال شهر آب المنصرم إدانة ألون بما ورد في لائحة الاتهام المنسوبة إليه – ارتكاب أفعال مشينة باستخدام القوة بحق تلميذه أثناء شغله منصب مدير المدرسة الدينية. وقالت القاضية حاجيت ماك كلمنوفيتس، نائبة رئيس محكمة الصلح في القدس: “اقتنعت دون أية شكوك بأن المتهم مذنب”، حيث رفضت ادعاء المتهم بأن الشهادات ضده هي عبارة عن مؤامرة.

وورد في لائحة الاتهام أن الحاخام عانق قاصرًا عندما كان يبلغ 17 عامًا “وتابع لمسه في أماكن مختلفة من جسده وبتقبيله على وجهه بشكل مستمر”.

وسمحت المحكمة في الأمس بنشر تفاصيل جديدة حول القضية تكشف طريقة تصرف الحاخام وتعزز إدانته بالتهم المنسوبة إليه. روت العاملة الاجتماعية من منصة الشهود بأنها شاهدت الحاخام يقبل ويعانق صبيًا في سيارته. لم تذكر هذه الحادثة في لائحة الاتهام لكن المحكمة وصفت الشهادة بأنها صادقة.

وطالبت النيابة العامة بالحكم على المتهم بسنة من السجن الفعلي. قال المدعي ساجي أوفير: “نعتقد أن هنالك أهمية قصوى لوضع حدود واضحة بين الأشخاص ذوي التأثير وبين من يتوجه إليهم طالبًا المساعدة وتحديدًا في أوقات الأزمة”. بالمقابل، قال محامي المتهم أشر أوحيون: “علينا الالتزام بالقوانين والاكتفاء بالسجن مع وقف التنفيذ والخدمة الاجتماعية”.

وطيلة سنوات، كان الحاخام موطي ألون شخصية بارزة في تيار الصهيونية المتدينة (التي تدمج بين الديانة اليهودية وحياة الدولة والخدمة العسكرية) وهو محبوب من قبل آلاف طلاب الحلقات الدينية التي علّمها.

وقد بدأت القضية التي أحدثت ضجة بين أوساط الجمهور المتديّن-الوطني في العام 2005، حيث وصلت شكوى ضد الحاخام ألون، تدعي أنه قد ضايق المشتكي وشخصا آخر جنسيًا في فترة حداثتهم. وقد تم توجيه الشكوى إلى منتدى “تكناه”، وهو “منتدى منع المضايقات الجنسية” المؤلف من شخصيات كبيرة في الصهيونية المتدينة ويهدف إلى معالجة الشكاوى المتعلقة بالمضايقات الجنسية بين أوساط ذوي الصلاحيات في الجمهور المتدين-الوطني. على حد أقوال المنتدى، فقد اعترف الحاخام ألون بأهم ما جاء في الشكوى، ولكن ليس بكل تفاصيلها، وأعرب عن ندمه وصرّح أنه لم يتورط في حالات مشابهة أخرى، ولكن ألون أنكر لاحقا بشدة الادعاءات بأنه قد اعترف. وقد حكم المنتدى بأن يشدد الحاخام ألون عند لقائه شخصيا بالشباب على حضور شخص واحد آخر على الأقل في الغرفة، بحيث لا يكون لوحده مع الطلاب. وقد صادق الحاخام ألون على القرار بتوقيعه. على خلفية سياسة المنتدى، تم الاحتفاظ بتفاصيل الشكوى والتزام الحاخام ألون بسرية تامة.

وبعد مرور سنة، وردت في المنتدى شكوى إضافية وأكثر وخامة، حيث ادعي فيها أن الحاخام ألون قد تورط مع فتى آخر بعلاقة ذات طابع جنسي استمرت بضع سنوات. على حد أقوال المنتدى، فإن الحاخام قد اعترف في هذه المرة أيضا بالأمور الأساسية، ولكنه ادعى أن من بادر إلى العلاقات كان المشتكي وأنه لا يجري الحديث عن استغلال علاقات تبعية وصلاحية. في أعقاب ذلك، اتخذ المنتدى قرارا أكثر حدة، يقضي بمطالبة الحاخام بالكف عن أي نشاط جماهيري وتربوي لمدة ثماني سنوات، وعندها سيقوم محفل آخر بمناقشة الموضوع. في أعقاب ذلك انسحب الحاخام من رئاسة حلقة “هكوتيل” الدينية وحركة “مبرشيت” وحتى أنه نقل مكان سكنه من القدس.

وحين تتم إدانة شخصية تربوية بارزة إلى هذا الحد بمخالفات تُعتبر جسمية بين أوساط الجمهور الذي تقوده هذه الشخصية، فإن الأزمة الأخلاقية والاجتماعية لا يمكن منعها. ربما لهذا السبب واصل أتباع ألون إنكارهم التام للأحداث، وهم يواصلون الوقوف إلى جانبه والتشبث بموقفه.

اقرأوا المزيد: 560 كلمة
عرض أقل