الحاخام عوفديا يوسف

(Yonatan Sindel / Flash90)
(Yonatan Sindel / Flash90)

حفيد الحاخام الكبير يتزوج من عشيقه

حفيد الزعيم الروحاني الراحل عوفاديا يوسف أشهر من قبل أنه مثلي والآن يعلن نيته الزواج من عشيقه المثلي في مراسم زفاف بديلة ذات طابع يهودي

في الأيام القريبة يُتوقع أن تُجرى مراسم زفاف فريدة من نوعها في إسرائيل. سيتزوج عوفاديا كوهين، حفيد الزعيم الروحاني الراحل، الحاخام عوفديا يوسف، من شريكه. يُتوقع أن تُجرى مراسم زفاف بديلة لمراسم الزفاف التي تتم وفق الشريعة اليهودية، ولكنها ستكون ذات طابع يهودي. تنظم الحفل زهوريت شوريك، ناشطة بارزة في المجتمع المتدين المثلي الإسرائيلي وعضوة في حزب “هناك مستقبل”.

كما ذُكر، كوهين هو حفيد حاخام كبير لدى اليهود الشرقيين، الحاخام عوفاديا يوسف، الذي شغل منصب الحاخام الرئيسي في إسرائيل والزعيم الروحاني للحركة الحاريدية السفاردية “شاس”. يشغل معظم أولاد الحاخام في يومنا هذا مناصب دينية بارزة في إسرائيل، ويشغل ابنه الحاخام يتساحق يوسف منصب الحاخام السفاردي الرئيسي الإسرائيلي منذ السنوات الخمس الماضية. كان كوهين قريبا جدا من جده، حتى أنه ترعرع لديه بعد أن تطلقا والداه.

كما هي الحال لدى الكثير من اليهود المثليين المتدينين، تزوج كوهين في البداية من امرأة ولديه ولدان. ولكن بعد عدة سنوات تطلقا وقرر كوهين “الخروج من الخزانة” أي الإعلان أنه مثلي. قبل ثلاث سنوات تعرف إلى شريكه، عميحاي لندسمان، وهو متدين أيضا. وبعدها انتقلا للعيش معا، وأخذا يشاركان عائلتيهما بعلاقتهما تدريجيًّا. خلافا لعائلة لندسمان، كان من الصعب على عائلة كوهين المتدينة قبول الخبر.

من المتوقع أن يشارك في مراسم الاحتفال نحو 200 مدعو، وجزء منهم هم من أقرباء كوهين فقط. كوهين ولندسمان هما جزءا من مجتمع يتضمن آلاف الرجال والنساء المتدينين الذين اكتشفوا هويتهم المثلية منذ سن صغيرة، ولكنهم كانوا يخشون من الكشف عنها، لأن هذه الحقيقة لا تتماشى مع الشريعة اليهودية. منذ السنوات الأخيرة يعمل أعضاء المجتمع المثلي المتدين على تغيير النقاش في المجتمع المتدين والسماح بإقامة مراسم زفاف للمثليين والسحاقيات المتدينين بمشاركة عائلاتهم.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
الحاخام وحسني مبارك (AFP)
الحاخام وحسني مبارك (AFP)

عندما قال مبارك للحاخام عوفاديا: “باركني”

كشف الوزير الإسرائيلي أرييه درعي عن معلومات مفاجئة حول اللقاء الذي جرى قبل 30 عاما بين الرئيس المصري الأسبق مبارك والحاخام عوفاديا، الذي يعتبر كبير حاخامات اليهود الشرقيين

يكشف الوزير الإسرائيلي أرييه درعي، زعيم الحزب الديني – الشرقي “شاس”، عن معلومات جديدة حول اللقاء المثير للاهتمام والذي جرى في مصر، قبل نحو 30 عاما، في تأبين الحاخام الراحل عوفاديا يوسف، الذي يعتبر المرجعية الدينية الأعلى ليهود المشرق.

“دعا الرئيس المصري حينذاك حسني مبارك معلّمنا إلى زيارة وحظيتُ بالانضمام إليه” كما يقول درعي. “في الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية، حيث يقع قصر مبارك، توقفنا في دمنهور، عند قبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة (وهو حاخام مهم بالنسبة ليهود مصر). كانت هذه هي المرة الأولى لنا التي نزور فيها قبر الحاخام وأذكر بأنّهم فتحوه لنا بشكل خاصّ”.

وأضاف درعي: “وصلنا إلى قصر الرئيس مبارك وأعجِبنا بروعة الملكية والقوة التي كانت بيده. كرّم مبارك الحاخام كثيرا وأوضح له بأنّه معاذ الله لا يريد الإضرار بالقبور اليهودية ولذلك دعا الحاخام الرئيسي الإسرائيلي إلى مصر من أجل إخراج الجثث بطريقة محترمة من دون أن يتم المساس بها. وأوضح الحاخام عوفاديا له بأنّه وفقا للشريعة اليهودية يحظر إخراج الموتى من قبورهم، ولذلك فقد اقترح بناء جسر فوق المقبرة. فوافق مبارك على الطلب”.

“لدى نهاية اللقاء طلب مبارك البقاء وحده مع الحاخام عوفاديا وكنت حاضرا في تلك اللحظة. فأحنى الرئيس المصري رأسه وقال للحاخام: باركني. وقد باركه، بحرارة، طالبا أن يطيل الله مدة حكمه”.

وأضاف درعي بأنّه بعد سنوات طويلة، عندما كان مبارك معرّض إلى عقوبة الإعدام في مصر، فتضرع الحاخام عوفاديا إلى الله لينجيه من تلك العقوبة.

اقرأوا المزيد: 218 كلمة
عرض أقل
طفل إسرائيلي (صورة توضيحية: Moshe Shai/FLASH90)
طفل إسرائيلي (صورة توضيحية: Moshe Shai/FLASH90)

أعجوبة؟ امرأة تلد في عمر 61

أنجبت امرأة إسرائيلية متديّنة عمرها 61 عامًا، هذا الأسبوع، ابنها البكر بعد سنوات من المحاولات التي لم تنجح، وهي تؤمن أن هذا بفضل مباركة تلقتها من الحاخام عوفاديا يوسف الراحل

29 يوليو 2014 | 18:50

لم يتضح بعد إن كانت هذه أعجوبة طبية أم معجزة إلهية، لكنها بالتأكيد قصة مميّزة. أنجبت امرأة إسرائيلية حاريدية (يهود متمسكون)، هذا الأسبوع ابنها البكر، بعد سنوات كثيرة من المحاولات غير الناجحة، الكثير من الدعوات وعلاجات التلقيح الصناعي التي لم تنجح.

الآن، يؤمن الحاريديون أن المرأة قد نجحت في الحمل بفضل المباركة الشخصية التي حظيت بها قبل سنة من الحاخام عوفاديا يوسف الراحل، الذي توفي في شهر تشرين الأول الفائت. كان الحاخام يوسف قائد حركة شاس الروحي، التي تمثل المتدينين اليهود من الجاليات الشرقية في إسرائيل.

بعد أربعين سنة من المحاولات والعلاجات، وصلت نفس المرأة إلى مسكن الحاخام عوفاديا يوسف وتلقت منه بركته، مع قطعة من أترجّة الحاخام (وهي فاكهة يباركون عليها في أحد الأعياد اليهودية)، وغادرت المكان وكلها أمل. بعد مدة قصيرة من ذلك، نجحت المرأة في أن تصبح حاملا بتوأمين.

الحاخام عوفاديا يوسف (Abir Sultan, flash90)
الحاخام عوفاديا يوسف (Abir Sultan, flash90)

في الأسبوع الماضي، نُقلت إلى مستشفى في القدس وهي تحمل في بطنها ابن وبنت، لكن حالتهما كانت عسيرة واضطروا إلى تخليصهما بعملية قيصرية، وللأسف توفيت البنت فورًا، أما الابن فبقي على قيد الحياة. مع ذلك، فقد وُلد خديجًا، وما زال معرّضًا للخطر.

تطلب العائلة الآن من الجمهور أن يؤدي الصلاة من أجل الولد الذي بقي حيًّا، وتؤمن أنه كما حدثت أعجوبة الحمل ستحدث أيضًا أعجوبة أخرى وسيبقى الابن على قيد الحياة سليمًا ومعافى.

بعد الولادة قال المقرب من الحاخام إن هذه أعجوبة تُثبت كم كانت قوة إيمان الحاخام عظيمة. حسبما يقول، عندما منحها المباركة ظن أن الحاخام يقول ذلك لتشجيع المرأة ليس إلا، لأنه لم يكن يؤمن أن تحمل امرأة في عمر كهذا، ولكنه الآن يؤمن بحقيقة أن الحمل والولادة نجحا بفضل مباركة الحاخام.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
الأديب الإسرائيلي المعروف أبراهام جبريئيل يهوشواع (Flash 90)
الأديب الإسرائيلي المعروف أبراهام جبريئيل يهوشواع (Flash 90)

الأديب ضد الحاخام

لقّب الأديب الإسرائيلي المعروف، أ.ب يهوشواع، الحاخامَ عوفاديا يوسف "آية الله"، مدعيًا أنه أحدث ضررًا أكثر من الفائدة

18 أكتوبر 2013 | 14:49

التوتر بين العلمانيين والمتديّنين في إسرائيل آخذ بالتوسع خلال السنوات، وفي مجتمع يتهم فيه العلمانيون الحاريديين بعدم المساواة بتحمل العبء الاجتماعي، والإكراه الديني في مواضيع مثل الزواج وحفظ يوم السبت، يأخذ الطرفان بالانعزال أكثر فأكثر. وبين حين وآخر، نسمع ما يفكر به كل طرف عن الآخر حقًا.

بعد مضي أسبوع ونصف على وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، يعبّر الكاتب المسرحي والأديب الإسرائيلي أ. ب يهوشواع (أبراهام جبريئيل يهوشواع) عن تعجب وقلق حيال تحويل مسيرة الجنازة إلى حدث كبير، تم تعريفه في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه أحد أكبر الأحداث الجماعية التي جرت منذ قيام الدولة.

يجدر الذكر إلى أن الكاتب يحظى باعتراف على نطاق واسع إسرائيليًّا وعالميًّا. وقد فاز بجوائز أدبية كثيرة على إبداعاته المتنوعة. ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه أشبه بـ “فوكنر الإسرائيلي”، نظرًا لقدرته المميزة على نقل “المزاج العام” الإسرائيلي الحالي إلى الصفحة المكتوبة.

وظهرت أقوال يهوشواع في مقال، تحت عنوان “عندما تتحوّل جنازة الحاخام يوسف إلى حادثة”، في الصحيفة الفرنسية المنتشرة “ليبراسيون”، التي تُعتبر ذات خط يساري واضح، وقد نشرت سابقًا مقالات من أعمال يهوشواع الأدبية.
“عدد المشاركين في جنازة الحاخام يوسف يثير بي القلق، لماذا؟ ذلك لأنني أعتقد أنه على المدى البعيد، شخصية الحاخام عوفاديا يوسف وأعماله ألحقا ضررًا بالمجتمع الإسرائيلي أكثر من الفائدة”، كتب يهوشواع في مستهل المقالة. “أنا لا أعرف كافة أعمال الحاخام فعلا، ولكن من بين كل ما قرأته وسمعته منه، لم يتفوه بمقولة جامعة ملهِمة”.

وتطرق يهوشواع في المقال إلى أقوال الحاخام المثيرة للجدل، يعرفّها على أنها “تصريحات عنصرية وحقيرة، من بينها شتائم وتهديدات، ضد النساء، وضدّ غير اليهود”.

فيما بعد، تطرق الكاتب والأديب الذي يحظى بمكانة جيدة إلى الانقسام الطائفي وكتب “شجع الحاخام الشرقيين على الانعزال والتطرّف، رغم أنهم كانوا على وشك الانخراط في المجتمع. ودعم المدارس التي انتهجت التفرقة بين البنين والبنات، ولم تدرّس المواضيع الأساسية (العلمانية). قاد حركته السياسية مثل “آية الله” إيراني، دون أن يتيح أي نقاش أيديولوجي حر. وكان حزبه، شاس، الحزب الأكثر فسادًا في الجهاز السياسي”.

كتب يهوشواع في مجمل أقواله أن “عوفاديا يوسف كان شخصية كاريزمية ولكن سلبية أيضًا، وكلي أمل أن يؤدي غيابه إلى تغيير إيجابي في المجتمع الديموقراطي الإسرائيلي”.

اقرأوا المزيد: 326 كلمة
عرض أقل
الحاخام عوفاديا يوسف (Abir Sultan, flash90)
الحاخام عوفاديا يوسف (Abir Sultan, flash90)

من بغداد إلى العظمة في إسرائيل

توفي اليوم الحاخام عوفاديا يوسف، الحاخام الشرقي الرئيسي في الماضي، ومن أبرز المفتين الفقهيين، وأحد أهم القادة السياسيين في البلاد في الأجيال الأخيرة. إليكم نبذة عن شخصيّته

لا يمكن التقليل من أهمية الحاخام عوفاديا يوسف. مَن دُعي “معلّمنا أطال الله عمره” أو “مُفتي العصر”، وكان في الماضي الحاخام الشرقي الرئيسي، كان أحد أبرز المفتين الفقهيين، وأحد أهم القادة السياسيين في البلاد في الأجيال الأخيرة.

منذ عقود، شكّل مكتب الحاخام، المولود في بغداد عام 1920، قبلةً حجّ إليها رؤساء حكومات، رؤساء، وسياسيون من كافة ألوان الطيف السياسي. حين سُئل المقرّب منه، رئيس شاس أريه درعي، من أين استمدّ الحاخام شعبيته الكبيرة وتأثيره، أجاب أنّ الحاخام يوسف هو أولًا كبير مُفتي عصرنا، لكنه رغم ذلك لا ينفض يديه من الانشغال بالحياة اليوميّة لأتباعه، ولذلك فهو يحظى بتقديرهم.

الحاخام عوفاديا يوسف كولد في بغداد
الحاخام عوفاديا يوسف كولد في بغداد

وتروي الحكايات أنّ الحاخام بدأ عمله في الشريعة على كرسي صغير بجانب صندوق البقالة التي أدارها أبوه، لكن سُرعان ما تجلّت موهبته الكبيرة. منذ السابعة عشرة، بدأ يدرّس في كنيس للقادمين من إيران في حيّ “بيت إسرائيل” في القدس، ويبدو أنّ أحكام الحاخام بدأت تثير النقد والاستياء اللذَين رافقاه طيلة حياته، منذ مواعظه الأولى.

بعد أن اكتسب صيتًا كمفتٍ ومسوّي نزاعات، جرى إرسال الحاخام يوسف إلى مصر، لشغل منصب قاضٍ رئيسيّ في القاهرة، ومنصب نائب رئيس جالية يهود مصر.أثرت فيه اختباراته في مصر كثيرًا، وتُعدّ الخبرة التي اكتسبها في العلاقة مع السلطات في مصر، وتصرفه مع الجالية اليهودية الكبيرة مسؤولَين عن صوغ قسم كبير من نظرته الفقهية. وروى في الماضي أنه يحبّ الاستماع للمطرب فريد الأطرش، الذي تعرّف إليه، كما يبدو، في تلك الفترة. عاد الحاخام من مصر بذكرى إضافية أضحت سمة له ليس أقل من فتاواه الشرعية، وهي مشاكل العينَين التي عانى منها، والتي أكرهته على التجوّل مع نظارات شمسية داكنة.

صورة للحاخام عوفاديا يوسف وهو شاب
صورة للحاخام عوفاديا يوسف وهو شاب

حين عاد من مصر، بدأ الحاخام العمل على المشروعَين اللذّين رفعا مكانته. كان المشروع الأول إقامة مدارس دينيّة من أجل الطلّاب الشبّان المتفوّقين المنحدرين من البلاد الإسلامية، الذين عانوا من ظلم مقارنةً باليهود الغربيين، وفقًا للحاخام. أمّا الثاني فكان نشر كتبه وفتاواه التي حظيت بتقدير كبير للتجديد الذي فيها. في بداية السبعينات، شغل منصب الحاخام الرئيسي لإسرائيل، وبقي في المنصب نحو عقد.

في بداية التسعينات، أصبح الزعيم الروحي لحزب شاس الشاب دون منافس، وهو الحزب الذي مثّل التيار الحاريدي الشرقي في إسرائيل. حوّل نجاح شاس والظروف التي أدت لكونه عنصرًا هامًّا في تأليف ائتلافات حكومية، الحاخام عوفاديا إلى مركز قوة سياسية، لم تحظَ بها أية شخصية غير سياسية في دولة إسرائيل على الإطلاق.

ألزمته مكانته الجديدة بإصدار فتاوى واتّخاذ قرارات في مجال جديد من المواضيع بعيد كل البُعد عن الفتاوى اليومية التي عمل بها حتّى صعود شاس، نظرًا للحاجة إلى رسم خطّ واضح للحزب الذي عمل وفق توجيهاته. وهذا ما قاد الحاخام يوسف إلى عدد من الفتاوى في مواضيع مثل عملية السلام، موازنة الحكومة، والعلاقة بالعلمانيين وبأجهزة السلطة. وأصدر الحاخام أحد أبرز قراراته على المستوى السياسي على الأقل إبّان معاهدات أوسلو، حين قرّر أن تخليص النفس أهم من وصية استيطان أرض إسرائيل. وبناءً على ذلك، فإنّ ثمة مبرّرًا شرعيًّا لتسليم أراضٍ في إطار اتفاقات سلام تنقذ حياة الإنسان. ومنحت هذه الفتوى دعمًا لرابين حينذاك ليواصل عملية السلام مع عرفات.

الحاخام عوفاديا يوسف مع رئيس الدولة شمعون بيريس (Yonatan Sindel flash 90)
الحاخام عوفاديا يوسف مع رئيس الدولة شمعون بيريس (Yonatan Sindel flash 90)

يستمرّ الوضع الصحي للحاخام يوسف بالتدهوُر منذ سنوات. لكن حتّى في هذه الفترات، من مكان سكنه لدى ابنه الصغير موشيه، أو من مكتبه، أو عبر مواعظه الأسبوعية، استمرّ الحاخام في قيادة أتباعه، وتزويد مواضيع مثيرة للجدل لدى كل مجتمَع تقريبًا، عدا المجتمع الحاريدي الشرقي. فقد أثار غضب العلمانيين بالحُكم على الجهاز التربوي لديهم، حينَ قال إنّه “لن يُرسل ابنه إلى حيث ثمةَ معلمون علمانيون لا يفقهون الشريعة. المعلمون العلمانيون ليسوا معلّمين، بل حمير”. ونجح في إثارة سُخط المتدينين القوميين في المعركة الانتخابية الأخيرة بحُكمه: “هذا ليس بيتًا يهوديًّا. إنه بيت أمم، أوغاد كارهين للتوراة”.

وبشكل طبيعي كمفتٍ حاريدي، جاءت أقواله عن شؤون مثل الأطباء الذين يُجرون عمليّات إجهاض بأنهم “بهائم لا يعرفون شيئًا؛ أنا أدعوهم أبالسة، أولئك الذين يقتلون النفوس”، أو عن الشاذين جنسيًّا: “مضاجعو النظير هم ملاعين حقيرون”. في نهاية الأسبوع الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل جرّاء مقال نقدي استثنائي في لهجته ضدّ الحاخام عوفاديا، نشره الوزير السابق يوسي سريد (الذي وُجّهت إليه شخصيًّا سهام الحاخام عوفاديا المسمومة، إذ قال عنه: “ملعون وحقير، كاذب وسارق، يجب تعليقه على خشبة طولها خمسون ذراعًا”). وكتب سريد في المقالة، بين أمور أخرى: “ويلٌ لعصرٍ هذا كبيرُه… مَن ينسب له العظَمة والشريعة معًا، أشكّ في أنه قرأ صفحةً من كُتبه: كيف نسلق بيضة وُلدت في يوم عيد، وباقي الهراء… بعد موته – بعُمر مئة وعشرين سنة على الأقل – سنستصعب تطويبَه قدّيسًا. لم يكن قدّيسًا في نظرنا أثناء حياته، ولا سبب لتقديسه على فراش الموت… حين يرقد خصمنا على فراشه لا نشمت، لكننا حتمًا لا نسامح”. وانطلقت في المواقع الحاريدية فورًا دعوات مناهضة لسريد (الذي لُقّب “مُكدِّر إسرائيل”)، وضدّ صحيفة “هآرتس”.

ومن الأحداث المثيرة للاهتمام في الماضي: حين عُيّن إيلي يشاي من حزب شاس وزيرًا للداخليّة، وقرّر العمل على إغلاق الصحيفة الناطقة بلسان الحركة الإسلامية بحجة التحريض، آثر محامو الحركة عرض سلسلة من التصريحات التحريضية للحاخام عوفاديا، الذي يعتبره الوزير يشاي زعيمه الروحي، ليُظهروا أنّ نهج الحاخام عوفاديا أكثر تحريضًا من صحيفة الحركة.

رئيس شاس، أريه درعي (يمين)، الحاخام عوفاديا يوسف (الوسط)، ووزير الداخلية السابق  إيلي يشاي  (FLash90Yonatan Sindel)
رئيس شاس، أريه درعي (يمين)، الحاخام عوفاديا يوسف (الوسط)، ووزير الداخلية السابق إيلي يشاي (FLash90Yonatan Sindel)

لكن رغم كلّ الخلافات، فإن القوة السياسية لحزب شاس، الذي كان شريكًا في الائتلاف لسنوات طويلة جدًّا في كلّ حكومة وصلت إلى سدّة الحُكم في إسرائيل أدّت إلى عدم فقدان الحاخام مكانته. وثمة من يقول إنّ الوضع عكسيّ – فبسبب المكانة المرموقة للحاخام، كزعيم روحيّ لشاس، حافظ الحزب على قوته السياسية.

للحاخام عوفاديا يوسف 11 ابنًا، كثيرون منهم واصلوا طريقه وهم حاخامات ذوو أهمية ويحظون بالتقدير، منهم الحاخام يتسحاق يوسف، الذي اختير مؤخرا الحاخام الشرقي الرئيسي لإسرائيل. كذلك ابنته، عادينة بار شالوم، هي شخصيّة مركزية بين الحاريديين، وقد أنشأت الكلية الحاريدية الأكاديمية الأولى. وقد تُوفي عن عُمر 93 عامًا في مستشفى هداسا في القدس، مُحاطًا بأسرته وأتباعه.

اقرأوا المزيد: 877 كلمة
عرض أقل
رئيس شاس، أريه درعي (يمين)، الحاخام عوفاديا يوسف (الوسط)، ووزير الداخلية السابق  إيلي يشاي  (FLash90Yonatan Sindel)
رئيس شاس، أريه درعي (يمين)، الحاخام عوفاديا يوسف (الوسط)، ووزير الداخلية السابق إيلي يشاي (FLash90Yonatan Sindel)

الحاخام يوسف يحتضر – معركة الوراثة تشتعل

فيما الحاخام عوفاديا يوسف في وضع حرج في المستشفى، ثمة من يفكر في اليوم التالي

إنّ محاولة تتبّع صراعات الوراثة في شاس، التي تتطور قرب سرير الحاخام عوفاديا يوسف، محكومة بتحليل شفرة معقدة. أبناؤه وبناته، أصهاره وكناته، وزراء شاس، الحاخامات الرئيسيون لإسرائيل في الماضي والحاضر – الجميع ضدّ الجميع في صراع مرير وعلني، يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد وحدة الحركة السياسية الهامة.

يمكث يوسف، 93 عامًا في قسم القلب في مستشفى هداسا عين كارم، قيد التنفس الاصطناعي والعلاج بأدوية ثقيلة بعد جراحة لاستبدال منظّم القلب المؤقت بمنظم مؤقت جديد. ووفقًا لتقارير أخيرة من المستشفى، فإنّ أداء جسمه ضعيف، وهو في حالة حرجة، ولكن مستقرّة.

بدأ جو النزاع حول يوسف قبل سنوات، لكن مع كل مكوث له في المستشفى، يتفاقم الأمر. وليس الحديث عن وضعه الجسدي، المتفاقم أصلا نظرًا لسنّه المتقدمة. يخشى رئيس شاس، أريه درعي، الذي عاد إلى قلب العائلة وإلى العمل السياسي للحزب بعد 12 سنة نفي من تنصيب وريث روحي وسياسي ليوسف، لا سيّما من الشخصية الهامة للحاخام الرئيسي سابقًا، شلومو عمار.

على هذه الخلفية، فإنّ نشر السبق في جريدة معاريف يوم الإثنين الماضي، الذي ينقل عن مقرّبي الحاخام عمار قولهم إنّ الحاخام عوفاديا يوسف عيّن عمار وريثًا له، قرب سريره في المستشفى حين زاره عمار يوم الأحد الماضي، أثار فوضى عارمة.

فوفقًا للتقرير، بعد أسابيع وشهور من الخلافات الحادّة، بدأ تقارُب الرجلَين منذ رأس السنة العبرية، حيث قام الحاخام شلومو عمار بزيارة عوفاديا يوسف خمس مرّات على الأقل. يوم السبت الماضي، تلقت زوجة عمار، مزال، اتصالًا من ابنة الحاخام يوسف، يهوديت يوسف، لتقوم الأخيرة بدعوة عمار للمستشفى يوم الأحد، حيث نال مباركة وكلمات دافئة من يوسف المسنّ.

الوريث ؟ الحاخام الشرقي شلومو عمار (Flash90\Uri Lenz)
الوريث ؟ الحاخام الشرقي شلومو عمار (Flash90\Uri Lenz)

“من ناحية الحاخام عمار، لم يكن الأمر مجرد زيارة مرضى ساذجة، بل مراسيم تنصيب غير رسمية للحاخام القادم، الزعيم الروحي لليهود الشرقيين، وطبعًا لـشاس”، جاء في خبر شالوم يروشلمي في صحيفة معاريف.

وكما ذُكر، أحدث النبأ اضطرابًا، حيث إنّ إيلي يشاي مع عمار في جانب، وأريه درعي مع الحاخام يتسحاق يوسف (نجل عوفاديا يوسف)، الذي عُيّن حاخامًا رئيسيًّا مؤخّرًا، من الجانب الآخر.

يتّهم كل من الطرفَين الطرَف الآخر بتدهور وضع الحاخام، الذي تمسّ أنباء من هذا النوع بصحته وتقرّب أجله، وفقًا للجانبَين كلَيهما.

في الحالتَين، تحبس دولة كاملة أنفاسها، مع كل نفَس للحاخام عوفاديا يوسف، بسبب قوته السياسية الهامّة، إذ يمتلك 11 مقعدًا في الكنيست. تمرّ شاس في فترة إشكالية جدًّا من حياتها. لم تُؤدّ عودة درعي للحياة السياسية إلى حصد الثمار المرجوّة في صناديق الاقتراع، ولم يستطيعوا استعادة إنجازات الماضي (15 مقعدًا). وبعد سنوات طويلة في السلطة، تُركت شاس في المعارضة، فيما النجمان الجديدان في سماء السياسة الإسرائيلية – وزير المالية يائير لبيد ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت – يحتلّان مقاعد الائتلاف.

خلال سنواته كرئيس للحزب، اعتُبر إيلي يشاي زعيمًا محبوبًا في شاس، لكن عديم الشعبية لدى الشعب، خصوصًا بسبب مواقف متطرفة وقحة ضدّ المهاجرين طلبًا للعمل، وضدّ اللواطيين والسحاقيات. أمّا الرئيس الحالي، أريه درعي، فأكثر شعبيةً لدى الجمهور الواسع، ورغم إداناته في الماضي، فإنّ أوساطًا يساريّة تراه قابلًا للنقاش، وشخصًا يُحتمَل أن ينضمّ لائتلاف يسار – وسط في المستقبل، إذا كانت الظروف السياسية مناسِبة.

اقرأوا المزيد: 464 كلمة
عرض أقل
أريه درعي وصورة الحاخام يوسف(Miriam Alster/FLASH90)
أريه درعي وصورة الحاخام يوسف(Miriam Alster/FLASH90)

شاس والمبادرات السياسيّة

عشرات الناشطين المسؤولين في شاس، من السلطات المحلية ورؤساء مجالس دينية، شاركوا في حلقات دراسية لمبادرة جنيف، وتعلموا عن المسار السياسي وعن المبادرة العربية

شارك النائب يتسحاق فاكنين (التاسع في قائمة شاس) في اجتماعَين عقدتهما “مبادرة جنيف” في الأسابيع الماضية داخل جدران الكنيست. وربما لم تفاجئ مشاركته زملاءَه في الكتلة، لكن جرى التشديد عليها كثيرًا من قبل أعضاء مبادرة جنيف في إعلاناتهم قبيل الاجتماعَين. وتهدف مبادرة جنيف إلى إخبار الشعب الإسرائيلي أنّ ناشطي السلام ليسوا يساريين فقط، وأنّها تحظى بالدعم داخل الأحزاب الدينية أيضًا.

إذا أحصَينا عدد مناسبات ناشطي السلام التي شارك فيها رجال من شاس، قد نظنّ أنّ السلام قد تحقّق. على الأقل، السلام بين الشرائح المتنازعة في المجتمع الإسرائيلي. فعشرات الناشطين المسؤولين في شاس، بمن فيهم مسؤولون في السلطات المحلية ورؤساء مجالس دينية، شاركوا في حزيران في حلقة دراسية نهاية الأسبوع لمبادرة جنيف، وتعلموا عن المسار السياسي وعن المبادرة العربية. وقد التقَوا بوزير شؤون الأسرى الفلسطيني حينذاك، هشام عبد الرازق، أجروا جولة على طول الجدار بإرشاد العميد شاؤول أريئيلي، من مجلس السلام والأمن، مع مسؤولي مبادرة جنيف.

وفي مناسبة أخرى، خرجت مجموعة صحفيين من وسائل إعلامية حاريدية إلى جولة في رام الله، التقوا خلالها برئيس السلطة الفلسطينية، أبي مازن. وعاد الصحفيون مع الكثير من الاختبارات. ورغم أنهم يجب أن يكونوا في الجانب الذي يكتب الأخبار، فإنّ نشرات الأخبار في إسرائيل في ذلك اليوم غطّت زيارتهم.

وفي أواخر تموز، قبيل ابتداء المفاوضات في واشنطن، أرسل موقع “ميدان السبت” (المنتمي إلى التيار الحاريدي – الشكنازي، ولكنّ جمهورًا متدينًا واسعًا ومنوّعًا يقرأه) أحد مراسليه إلى رام الله، جالبًا تعليقات موسّعة من جبريل الرجوب، بما فيها حديث موسّع وإيجابيّ عن حركة شاس. “الحاخام يوسف سيجلب السلام”، قال للصحيفة في التقرير الذي نشرته بتوسّع.

وتجد شاس، التي لديها 11 نائبًا، نفسها في المعارضة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وتلاقي صعوبة في التعايش مع وضعها الجديد. وفيما يسمح نواب الحزب الأحدث عهدًا لأنفسهم بمعاشرة أفراد جماعات السلام، فإنّ قادة الحزب لا يكشفون آراءهم في الشأن السياسي، عدا عشقهم المطلق لعاصمة إسرائيل، “أورشليم الكاملة والموحّدة”. فيصعب جدا أن تسمع، من فم عضو كنيست عن شاس، أيًّا كان، موافقة على تقسيم القدس.

علاوة على ذلك، لا يشارك رئيس الحزب، أريه درعي، حتى الآن، في النشاطات المذكورة آنفًا، ولا يُكثر من التصريح في الشأن السياسي. فمقابلاته الإذاعية مخصّصة لمواضيع اجتماعية داخلية، وهو يكثر من الحديث عن المساواة في العبء، وعملية تجنيد الحاريديم، التي يراها المتدينون خطرًا كبيرًا.

لكن يبدو أنّ العُرف السائد أنّ شاس ستتحالف دائمًا مع الليكود واليمين، يبدأ بالتشظي. فشاس تجد نفسها اليوم بحاجة أكثر إلى الروح القتالية لزعيمة المعارضة، شيلي يحيموفتش. وفي الفترة الأخيرة، كانت النائب ميراف ميخائيلي (رقم 4 في حزب العمل) واحدة من أعضاء كنيست قليلين جدا وقفوا إلى جانب شاس (ويهدوت هتوراه) في قضية تجنيد الحاريديم والمساواة في العبء.

عضو كنيست من حزب شاس  في جولة حول الجدار العازل ( Michal Fattal /FLASH90)
عضو كنيست من حزب شاس في جولة حول الجدار العازل ( Michal Fattal /FLASH90)

ويتذكر الكثيرون في اليسار الإسرائيلي صداقة درعي القديمة. فحزب شاس برئاسته، عام 1993، كان شريكًا كاملًا في حكومة رابين الثانية، التي وقّعت على اتفاقيات أوسلو. لكن في تصويت دراماتيكي على حجب الثقة، بعيد معاهدة أوسلو (طلب حجب ثقة قدمه النائب بنيامين نتنياهو، الذي كان في المعارضة)، امتنع أعضاء الكنيست من شاس، ومن ضمنهم درعي، عن التصويت، لكنّ مجرد وجودهم في الحكومة في الأصل، منح رابين مرونة سياسيّة للقيام بإجراءات. ومنذ ذلك الحين، حاول درعي مرارًا “تقليص الأضرار” في أوساط المناصرين الأكثر يمينية لحزبه. فهو يُبرز دائمًا قصة ذاك الامتناع عن التصويت، ويتجاهل العلاقات الجيدة التي ربطت يوما بين العمل وشاس والطريقة التي دعموا بها رابين كرئيس للحكومة. وقد استمر ذلك إلى أن اضطر درعي إلى الاستقالة بسبب تحقيقات جنائية، وليس بسبب العملية السياسية.

يبدو أنّ من يتخذ القرارات الأيديولوجية في شاس هو الحاخام عوفديا يوسف. ووفقًا لأعضاء الكنيست من شاس، فإن يوسف، ابن الثانية والتسعين، في كامل قواه العقلية. لكن لا ينكر أحد بعد أنه ليس في تمام الصحة (جسديًّا، لا عقليًّا)، وأنه لا يغادر المستشفى حتى يدخله من جديد، في الشهور الأخيرة. على مر السنين، كانت ليوسف تصريحات مؤيدة ومناهضة لعملية السلام، لذلك يصعب اليوم تقدير موقفه في اللحظة الحاسمة.

يبدو أنّ الحاخام يوسف والنائب أريه درعي كليهما سيفضّلان عدم كشف أوراقهما قبل الأوان، وسينتظران ليعرفا إن كانا سيكونان في الائتلاف أم في المعارضة، لترجمة دعمهما أو عدمه، سياسيًّا.

اقرأوا المزيد: 625 كلمة
عرض أقل