الحاخام شلومو عمار

مظاهرات المجتمع المثلي في إسرائيل (Flash90)
مظاهرات المجتمع المثلي في إسرائيل (Flash90)

حاخام كبير في إسرائيل: “المثليون – طائفة فاحشة”

حاخام مدينة القدس يُطلق سهامه إلى كل الاتجاهات وفي حديثه لصحيفة رئيسية في إسرائيل يصرّح أن المثليين والمثليات في إسرائيل يتصرفون خلافا لتعاليم التوراة

شن الخاحام الأول لمدينة القدس، الحاخام شلومو عمار، على خلفية العديد من القضايا الإشكالية في إسرائيل والتي هو جزء منها، من خلال لقاء معه في صحيفة “إسرائيل اليوم”، هجوما شرسا على المثليين والمثليات، واصفا إياهم “طائفة فاحشة”.

وهاجم الحاخام عمار، الذي يُمثل التيار الأرثوذوكسي المُتشدد وهو التيار المركزي في اليهودية، أيضًا اليهود الإصلاحيين (التيار الذي يؤمن بتغيير اليهودية وتطويرها)، الذين يحاولون في هذه الأيام أيضًا إتاحة الفرصة أمام النساء للصلاة عند حائط البراق. إذ يقول الحاخام عمار: ” في السنوات الأخيرة، بات الإصلاحيون يستوردون تلك الثقافة. الأعمال التي يقومون بها هي تحريض. فهي ليست أزمة شخصية، بل إنها أزمة سياسة”. وفقًا لكلامه، “أحاول قول كلامٍ مُتزنٍ ولكن، لا أستطيع ألا أتكلم عن الإصلاحيين وعن الفحش. لا أوافق على تغيير ما تنص عليه التوراة”.

كما وتطرق الحاخام إلى المثليين قائلا: “عندما بدأ ذلك، في تل أبيب، توجهت إلى المحكمة الدينية امرأة وهي تجهش باكية. قالت إنها ناجية من الهولوكوست وان ابنها الوحيد انضم إلى تلك الطائفة، لذلك فهي تبكي”.

الخاحام الأكبر لمدينة القدس، شلومو عمار (Flash90/Yonatan Sindel)
الخاحام الأكبر لمدينة القدس، شلومو عمار (Flash90/Yonatan Sindel)

سأل مجري المقابلة الحاخام، إن كانت المرأة التي اشتكت له أسمتهم “طائفة” فأجاب “لا”. أنا أقول إنها طائفة. إنها طائفة فاحشة، هذا أكيد. عقوبة هذا التصرف في التوراة هي الموت. يجب أن نعرف الحقيقة. تُدعى هذه التصرفات “ميولا”، انحرافا” – تفاهات. هنالك رغبة، ويمكن للإنسان التغلب عليها إن أراد، ككل الرغبات. هذه الميول الجنسية من أكثر الرغبات المحظورة، وأخطرها”.

سُئل الحاخام في خضم الحوار إذا كان يتوقع في المستقبل أن يكون هناك حوار أو قبول المثليين والمثليات في كنف التيار اليهودي الأرثوذكسي. فأجاب عمار قائلا: “لا يمكن تفهم الأمر أو استيعابه. علينا قول الحقيقة البسيطة كما هي – هذا الأمر محظور تمامًا. علينا قول الأمور بشكل واضح. لقد اتصل بي الكثير من العلمانيين ليشكرونني عندما تحدثت عن ذلك في السابق. لا يُريد الناس قبول المثليين والمثليات. فهم يُريدون أن يتزوج أولادهم وأن يُنجبوا أطفالا”.

قال الحاخام عمار أيضًا: “هذا واقع. هل علي أن أكذب من أجل ذلك؟ طالما التوراة تقول إنها تصرفات فاحشة فهي كذلك. إنها ناد من الفواحش. هذا هو الواقع. لا يمكنني تغيير التوراة”.

تطرق الحاخام عمار في الحوار أيضًا إلى مسألة تفعيل المواصلات العامة في أيام السبت، وقال “يُحظر السماح بتفعيل المواصلات العامة يوم السبت. هذا ليس من صلاحيتنا”، وحتى أنه رفض موضوع الزواج المدني بين اليهود في البلاد. تُعتبر تصريحات الحاخام عمار تصريحات قاسية جدًا كونه يُعتبر من الشخصيات المحبوبة في وسط اليهود المتدينين.

اقرأوا المزيد: 370 كلمة
عرض أقل
عضو الكنيست أريه درعي ووزير الداخلية الأسبق أيلي يشاي (Flash 90)
عضو الكنيست أريه درعي ووزير الداخلية الأسبق أيلي يشاي (Flash 90)

شاس – ما بعد موت الحاخام عوفاديا يوسف

بعد يوم من وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي والسياسي لشاس ولجمهور أتباع ضخم في إسرائيل، يُشير محلّلون إلى تشقّقات أولية في وحدة الحزب

رغم الأسى الكبير الذي حل بعد ظهر أمس على مدينة القدس، فإنّ وفاة الحاخام عوفاديا كانت متوقعة مسبقًا. منذ أكثر من سنة، كان الوضع الجسدي للحاخام الذي توفي بشيبة صالحة عن 93 عامًا آخذًا في التدهوُر، وكانت الطائفة التي تتبعه تعلم ما هو مصير كل إنسان. من البكاء الكثير في لحظات التشييع، علت بعض الأصوات المثيرة للاهتمام بين الذين رثوه. لكن من المبكر الاستنتاج من كلامهم إلى أين تهبّ الرياح السياسية في هذه الحركة المثيرة للاهتمام. أُعطيت التلميحات أمس.

كان الرثاء الأهم من هذه الناحية رثاء يتسحاق يوسف، الحاخام الرئيسي الشرقي لإسرائيل، نجل الحاخام الرئيسي الشرقي لإسرائيل، الذي قال: “حافظ طيلةَ حياته على الوحدة”، ليتابع بصوت يخنقه البكاء: “ويل لمن يُفرِّق!”. وكان يعني الخشية الكبرى التي تحوم كسحابة بعد رحيل عوفاديا يوسف، وهي تنبع من كونه لم يُشِر إلى خليفته الروحي وهو بعد حيّ. نبعت القوة السياسية الهائلة التي امتلكها عوفاديا يوسف من صلاحياته الدينية. وفي حزب كشاس، لن يكون ممكنًا قطع هذه الصلة مستقبلًا.

وكان قد أشير إلى الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار كمن يُحتمَل أن يكون الوريث، وذلك رغم السنة الأخيرة التي رافقتها خلافات حادّة بينه وبين المحيطين بالحاخام عوفاديا يوسف على خلفية الترشُّح لمنصب الحاخام الرئيسي. أدّى تسريب لصحيفة معاريف قبل بضعة أسابيع عن تنصيب (ظاهري) للحاخام المريض عوفاديا يوسف لعمار قرب سريره في المستشفى، إلى إحراق أوراق عمار.

الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار (Flash90)
الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار (Flash90)

ويظنّ محلّلون اختصاصيّون بشؤون شاس أنّ التسريب عن تنصيب عمار جاء من جهة رئيس شاس تحديدًا، الرجل القوي والمعارض البارز لعمار، عضو الكنيست أريه درعي. صحيح أنّ درعي هو الشخصية الأكثر شعبية في شاس، لكنه ينتمي إلى الجناح السياسي للحركة، ولا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال وريثًا روحيًّا – دينيًّا.

في كلمة رثائه، قال درعي أمس إنه سيواصل الاستماع إلى مجلس حكماء التوراة، الهيئة التي أحاطت بالحاخام عوفاديا يوسف، وعبرها جرى اتخاذ القرارات السياسية. فمن هم أعضاء هذا المجلس؟ ليس الحاخام عمار واحدًا منهم، والتقدير السائد حاليًّا هو أنّ درعي نفسه سيحاول التأثير في هوية هذه الهيئة وتعيين حاخامات فيها حسب رغبته.

في أيام المناحة السبعة، سيزداد الإحراج لأنّ الانشغال خلال السنة الأخيرة في هوية صانعي القرار اعتُبر خيانة كبيرة. من يجرؤ على دفن الحاخام بكلّ عظَمته فيما لا يزال على قيد الحياة عبر الانشغال الوضيع، كما يبدو، بقضايا سياسيّة؟ على أيّة حال، تشغل هذه المواضيع بشكل مكثّف أتباع الحاخام، وكذلك الإعلام الإسرائيلي.

فشاس، الموجودة على مقاعد المعارضة، تمرّ في إحدى أصعب فتراتها. فالقطيعة السياسية مع مصادر المال (لجنة المال، وزارة الداخلية، ووزارة الأديان) ليست شأنًا ثانويًّا بالنسبة إليهم. كذلك عجزهم عن التأثير في الصياغات والتفاصيل في قانون المساواة في العبء، قانون طال، يضعهم في مواجهة تحدٍّ سياسي غير مألوف لهم. والافتراض السائد هو أنّ الانقسام السياسي سيُضعف قوتهم أكثر.

وماذا عن النِّساء؟

واستصعب نصف السكّان الّذين نظروا من الجانب إلى المسيرة والحزن الجماعي الانخراط في الحُزن. فشاس، التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها استعادة المجد المسلوب ورفع مكانة المستضعَفين، الشرقيين في المجتمَع الإسرائيلي، قامت دائمًا بقمع النساء، كأنهن لا يصوّتن ولسنَ جزءًا من الضعفاء في المجتمَع الإسرائيلي. لطالما حازت الحركة الهامة على أصوات الكثير من النساء، لكنّ ما سيأتي غير ما كان.

متفجّعات على وفاة الحاخام عوفاديا (Flash90)
متفجّعات على وفاة الحاخام عوفاديا (Flash90)

فخلال المعركة الانتخابية الأخيرة في كانون الثاني 2013، اضطُرّ أريه درعي إلى الإجابة عن عدة أسئلة متكررة حيال انغلاق الحركة على النساء، بخصوص دستور الحزب الذي لا يُتيح للنساء حتى الترشح. أجاب درعي، طالبًا عدم التدخل في “حضارتهم” وعدم فرض عادات عصريّة عليهم، ووجّه إجاباته إلى زوجته يافة، النسوية (حسب رأيه) والأقوى بين النساء، التي تُدير الكثير من الأمور بشجاعة. “إنّها أقوى مني”، قال في عدّة مناسبات. في محيط الحاخام عوفاديا يوسف كانت نساءٌ قوياتٌ حاضراتٍ دائمًا. فهناك ابنته البكر، عدينة بار شالوم، التي تُعدّ شخصية قيادية، وكنته يهوديت يوسف، التي تُدير محيطه السياسيّ بيد قوية منذ سنوات.

لكن في الكنيست التاسعة عشرة، طرأت تغييرات في هذا المجال. وأحد هذه التغييرات هو نية عضوات في الكنيست إقرار تعديل على قانون تمويل الأحزاب، بحيث يجري منح فائض في التمويل للأحزاب التي تضم بين 30% و40% من النساء في قوائمها. وقد طُرح اقتراح قانون مشابه في الماضي، لكنّ رئيس شاس حينذاك، إيلي يشاي، أسقطه حين كان أحد الوزراء البارزين في الحكومة. ويمكن أن يحظى هذا الاقتراح، الذي سيوضع على طاولة الكنيست في الدورة الشتوية بدعم أوسع، خصوصًا بسبب القوة السياسية الهامة لكتلة “هناك مستقبل”، التي 40% منها نساء. إذا أُقرّ القانون، فإنّه لن يعاقب شاس على انغلاقها أمام النساء، لكنه سيكافئ الأحزاب التي تنتهج المساواة، ما يبقي شاس متخلّفة من حيث التمويل.

هل سيتغيّر هذا الحزب وينظر مرة إلى نصف المتفجّعين على وفاة الحاخام عوفاديا كصاحبات حقوق متساوية؟ ثمة شكّ في حدوث ذلك قريبًا. هذا هو أيضًا ميراث الحاخام عوفاديا يوسف.

اقرأوا المزيد: 715 كلمة
عرض أقل
رئيس شاس، أريه درعي (يمين)، الحاخام عوفاديا يوسف (الوسط)، ووزير الداخلية السابق  إيلي يشاي  (FLash90Yonatan Sindel)
رئيس شاس، أريه درعي (يمين)، الحاخام عوفاديا يوسف (الوسط)، ووزير الداخلية السابق إيلي يشاي (FLash90Yonatan Sindel)

الحاخام يوسف يحتضر – معركة الوراثة تشتعل

فيما الحاخام عوفاديا يوسف في وضع حرج في المستشفى، ثمة من يفكر في اليوم التالي

إنّ محاولة تتبّع صراعات الوراثة في شاس، التي تتطور قرب سرير الحاخام عوفاديا يوسف، محكومة بتحليل شفرة معقدة. أبناؤه وبناته، أصهاره وكناته، وزراء شاس، الحاخامات الرئيسيون لإسرائيل في الماضي والحاضر – الجميع ضدّ الجميع في صراع مرير وعلني، يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد وحدة الحركة السياسية الهامة.

يمكث يوسف، 93 عامًا في قسم القلب في مستشفى هداسا عين كارم، قيد التنفس الاصطناعي والعلاج بأدوية ثقيلة بعد جراحة لاستبدال منظّم القلب المؤقت بمنظم مؤقت جديد. ووفقًا لتقارير أخيرة من المستشفى، فإنّ أداء جسمه ضعيف، وهو في حالة حرجة، ولكن مستقرّة.

بدأ جو النزاع حول يوسف قبل سنوات، لكن مع كل مكوث له في المستشفى، يتفاقم الأمر. وليس الحديث عن وضعه الجسدي، المتفاقم أصلا نظرًا لسنّه المتقدمة. يخشى رئيس شاس، أريه درعي، الذي عاد إلى قلب العائلة وإلى العمل السياسي للحزب بعد 12 سنة نفي من تنصيب وريث روحي وسياسي ليوسف، لا سيّما من الشخصية الهامة للحاخام الرئيسي سابقًا، شلومو عمار.

على هذه الخلفية، فإنّ نشر السبق في جريدة معاريف يوم الإثنين الماضي، الذي ينقل عن مقرّبي الحاخام عمار قولهم إنّ الحاخام عوفاديا يوسف عيّن عمار وريثًا له، قرب سريره في المستشفى حين زاره عمار يوم الأحد الماضي، أثار فوضى عارمة.

فوفقًا للتقرير، بعد أسابيع وشهور من الخلافات الحادّة، بدأ تقارُب الرجلَين منذ رأس السنة العبرية، حيث قام الحاخام شلومو عمار بزيارة عوفاديا يوسف خمس مرّات على الأقل. يوم السبت الماضي، تلقت زوجة عمار، مزال، اتصالًا من ابنة الحاخام يوسف، يهوديت يوسف، لتقوم الأخيرة بدعوة عمار للمستشفى يوم الأحد، حيث نال مباركة وكلمات دافئة من يوسف المسنّ.

الوريث ؟ الحاخام الشرقي شلومو عمار (Flash90\Uri Lenz)
الوريث ؟ الحاخام الشرقي شلومو عمار (Flash90\Uri Lenz)

“من ناحية الحاخام عمار، لم يكن الأمر مجرد زيارة مرضى ساذجة، بل مراسيم تنصيب غير رسمية للحاخام القادم، الزعيم الروحي لليهود الشرقيين، وطبعًا لـشاس”، جاء في خبر شالوم يروشلمي في صحيفة معاريف.

وكما ذُكر، أحدث النبأ اضطرابًا، حيث إنّ إيلي يشاي مع عمار في جانب، وأريه درعي مع الحاخام يتسحاق يوسف (نجل عوفاديا يوسف)، الذي عُيّن حاخامًا رئيسيًّا مؤخّرًا، من الجانب الآخر.

يتّهم كل من الطرفَين الطرَف الآخر بتدهور وضع الحاخام، الذي تمسّ أنباء من هذا النوع بصحته وتقرّب أجله، وفقًا للجانبَين كلَيهما.

في الحالتَين، تحبس دولة كاملة أنفاسها، مع كل نفَس للحاخام عوفاديا يوسف، بسبب قوته السياسية الهامّة، إذ يمتلك 11 مقعدًا في الكنيست. تمرّ شاس في فترة إشكالية جدًّا من حياتها. لم تُؤدّ عودة درعي للحياة السياسية إلى حصد الثمار المرجوّة في صناديق الاقتراع، ولم يستطيعوا استعادة إنجازات الماضي (15 مقعدًا). وبعد سنوات طويلة في السلطة، تُركت شاس في المعارضة، فيما النجمان الجديدان في سماء السياسة الإسرائيلية – وزير المالية يائير لبيد ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت – يحتلّان مقاعد الائتلاف.

خلال سنواته كرئيس للحزب، اعتُبر إيلي يشاي زعيمًا محبوبًا في شاس، لكن عديم الشعبية لدى الشعب، خصوصًا بسبب مواقف متطرفة وقحة ضدّ المهاجرين طلبًا للعمل، وضدّ اللواطيين والسحاقيات. أمّا الرئيس الحالي، أريه درعي، فأكثر شعبيةً لدى الجمهور الواسع، ورغم إداناته في الماضي، فإنّ أوساطًا يساريّة تراه قابلًا للنقاش، وشخصًا يُحتمَل أن ينضمّ لائتلاف يسار – وسط في المستقبل، إذا كانت الظروف السياسية مناسِبة.

اقرأوا المزيد: 464 كلمة
عرض أقل