الحاخامية العسكرية

مقاتلة في الجيش الإسرائيلي (idf Flickr)
مقاتلة في الجيش الإسرائيلي (idf Flickr)

الجدال حول خدمة الفتيات في الجيش يتأجج

رئيس الأركان وضباط متدينون بارزون التقوا معا لبضع ساعات وتباحثوا حول المواجهات الصعبة بين وزير الدفاع ليبرمان وبين أحد الحاخامات الكبار الذي يعارض خدمة الفتيات

اجتمع أمس (الأربعاء)، رئيس الأركان، غادي أيزنكوت، طيلة ثلاث ساعات مع 16 حاخاما وتحدث معهم حول التوتر الذي يسود مؤخرا بين المتدينين والجيش الإسرائيلي، وقد وصل التوتر إلى ذروته في المواجهة الصعبة بين وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، وبين الحاخام الرئيسي في إحدى الدورات التحضيرية الدينية استعدادا للخدمة العسكرية، بعد أن عارض الحاخام خدمة الفتيات في الجيش الإسرائيلي إلى جانب الشبان.

طرأ الجدال الصاخب ضد خدمة الفتيات في الوحدات إلى جانب الشبان بعد أن أصدر الجيش أمرا خاصا يُدعى “أمر الخدمة المشتركة”.

الجنرال غادي إيزنكوت (Flash90)
الجنرال غادي إيزنكوت (Flash90)

في هذه الأثناء، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم صباحا أن رئيس الأركان، أيزنكوت قد قرر أنه بدءا من الصيف القريب سيُجرى فصل تام بين الجنديات والجنود في إحدى الثكنات العسكرية للضباط الأكبر في الجيش الإسرائيلي في الجنوب. وقال أيزنكوت للحاخامات إن المقاتلات من الكتائب المختلطة ستُكمل خدمتهن في ثكنة أخرى.

ويقول المسؤولون في الجيش إن الحديث يدور عن خطوة شاملة لنقل كافة الكتائب المختلطة، المسؤولة عن الدفاع عن الحدود، إلى المنظومة القتالية التي تتضمن منظومة المشاهدة ذات الكتائب المختلفة في ألوية الجنوب، المركز، والشمال، ولا يدور الحديث عن قرار جاء في أعقاب التوتر مؤخرا بين الحاخامات والنخبة في الجيش الإسرائيلي.

على خلفية التوتر، يطالب عضو الكنيست سابقا، أرييه إلداد، الذي شغل منصب ضابط طب رئيسي في الجيش الإسرائيلي سابقا، في مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية بوقف دمج الفتيات في الوحدات القتالية. وفق أقواله، تشهد الأبحاث على أن الفتيات قد يتضررن أثناء خدمتهن في الوحدات القتالية. “طيلة سنة أو سنتَين التي شغلتُ فيها منصب ضابط طب رئيسي قبل نحو عشرين عاما، أجرينا فحوص لمعرفة القدرات الفيزولوجية والتقييدات لدى الجنديات – وشاهدنا أن في الكثير من المهن ليس هناك تقييد أيا كان”.

وأضاف: “لكن” في مهن ذات عبء جسماني شاق أو في مرحلة معينة من التدريبات أو أثناء النشاطات العملياتية، وجدنا أن الجنديات معرضات أكثر لحدوث كسور بسبب الإرهاق، وهذه ظاهرة معروفة في الأدبيات العالمية وشهدناها. لم أفكر في ذلك الوقت أنه يجب الحد من خدمة جندية قتال تعمل على توجيه القتال أو الطيران، لأنه إذا اجتازت الجنديات ذلك بنجاح وكن واعيات للعبء الجسماني أثناء التدربيات الأولية، فلا أعتقد أنه هناك أي سيبب لتقييد خدمتهن”.

في هذه الأثناء، يبدو أن الجدال حول خدمة الجنديات في الوحدات القتالية إلى جانب الجنود سيشغل النخبة في الجيش الإسرائيلي إضافة إلى سياسيين من اليمين واليسار الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 355 كلمة
عرض أقل
العقيد الحاخام إيال كريم (IDF)
العقيد الحاخام إيال كريم (IDF)

هل الرجل الذي سيشغل منصب الحاخام الرئيسي في الجيش الإسرائيلي يؤيد رفض الأوامر؟

الحاخام الذي سيكون الحاخام الرئيسي الجديد في الجيش الإسرائيلي، يحدث عاصفة إعلامية جديدة حيث أطلق تصريحات شديدة ضدّ المثليين ويقترح قتل منفّذي العمليات الذين أصيبوا

عام 2003، سُئل العقيد الحاخام إيال كريم، الذي سيُشغل منصب الحاخام العسكري الرئيسي، حول الأخلاق أثناء المعركة. “لا ينبغي التعامل مع منفّذي العمليات معاملة بشرية فهم “حيوانات” وتسري عليهم القاعدة “كل من يرحم الوحشيين نهايته التوحّش على الرحماء”، هذا ما كتبه الحاخام. وفي اقتباسات نشرتها صحيفة “هآرتس” أضاف الحاخام، أنّه “يجب قتل الإرهابيين الانتحاريين الذين أصيبوا”.

وعندما سُئل الحاخام حول رفض الأوامر في حالات إنقاذ النفس والاعتبارات الأخلاقية، لخص أقواله قائلا: “إذا كان هناك تناقض بين الشريعة (اليودية) وأوامر الجيش الإسرائيلي، فالشريعة هي التي تُهيّمن”. ورغم ذلك فقد أوضح أنّه “يجب النظر في ما يترتب على رفض الأوامر، وفحص إذا كان الرفض سيجلب ضررا يكون عكسيا وأكبر”. ومع ذلك، أضاف أنّه “من المؤكد أنه يحظر تنفيذ أمر يخالف أو يمنع إقامة واجب ديني، مثل الصلاة”.

“نحن لا ننكر واقع الميول المعاكسة، وإنما الأيديولوجية التي ترى بتجذيرها وتنميتها أمرا جيدا – وليس واقعا يجب تغييره”، كما كتب الحاخام في فرصة أخرى، سُئل فيها عن موقفه من المثليين. “لم أقل إنّ المثليّ المتديّن في المجتمع الحاريدي قد اختار ميوله، وإنما اختار عدم مكافحتها”. بحسب كلامه “موقفنا من الشخص العادي هو مثل شخص مريض أو لديه إعاقة حيث هناك واجب محبّته، دعمه، ومساعدته للتخلص من حالته”.

وتثير تصريحات الحاخام كريم في هذه الأيام خطابا شديدا ضدّه وضدّ تعيينه القريب في أحد المناصب الأكثر أهمية في الجيش الإسرائيلي، وهو منصب الحاخام الرئيسي. تهتم الحاخامية الرئيسية في الجيش الإسرائيلي بتقديم الخدمات الدينية للجنود، بما في ذلك غير اليهود، التعرّف على الشهداء، ورعاية الأسر الثكلى.

وقد ردّ الحاخام كريم قائلا إنّ “هذه الإجابات قُدّمت قبل سنوات طويلة في توقيت حصري وعلى خلفية معيّنة وهي تُلائم الواقع الذي طرح المتوجّهون في سياقه أسئلتهم وتمت إجابتها بما يتلاءم مع موقف الشريعة كما هو مفصّل في التالي: بخصوص الميول إلى جنس واحد – طلب المتوجّه سماع رأي الشريعة في الموضوع وحصل على إجابة ملائمة، وأما بخصوص قتل الإرهابي الانتحاري – فإنّ رأي الحاخام أنّه يجب قتله عندما يشكّل خطورة أو حتى أنه يوجد خشية من ذلك”.

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل
القدس (تويتر)
القدس (تويتر)

عاصفة في أعقاب تصريحات الحاخام العسكري الرئيسي : القدس غير مذكورة في القرآن

أوضح الحاخام في درس مغلق أنّ المصلين في المسجد الأقصى لا يصلّون إطلاقا باتجاه مكة، وفي الواقع فهم يوجّهون ظهورهم تجاه الأقصى

تصريحات صعبة لأحد المسؤولين في الجيش الإسرائيلي قد تؤدي إلى نشوب حريق آخر في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني الذي لا ينتهي. نُشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس أنّ الحاخام الرئيسي في إسرائيل، رافي بيرتس، قال عدة عبارات استفزازية ضدّ الإسلام، والتي تثير الآن عاصفة داخل إسرائيل.

ألقى بيرتس درسا أمام طلاب صغار على وشك الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، وقال رأيه بخصوص عدد من القضايا المتعلقة بالمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف. قال بيرتس إنّه “ليست هناك أية أهمية دينية في الإسلام” لصلاة المسلمين في المكان المقدّس، وأوضح أنّ القدس غير مذكورة في القرآن إطلاقا، “ولا حتى تلميحا”.

“وبالإضافة إلى أن القدس غير مذكورة”، يستمرّ بيرتس: “فإنّ 90% من العرب لا يعرفون حقّا ما هو مكتوب في القرآن. أستطيع أن أقول ذلك بمسؤولية، نحن نعرف أكثر منهم ماذا ورد في القرآن”.

مصحف القرآن الكريم (Flash90/Abed Rahim Khatib)
مصحف القرآن الكريم (Flash90/Abed Rahim Khatib)

أوضح بيرتس أنّ المسجد الأقصى يقع في مكانه للتشريف فحسب، ولكنه ليس ذو أهمية دينية في الإسلام. بل وأضاف أنّ المصلين المسلمين يصلون بجانب المسجد الأقصى، ولكنهم يركعون باتجاه مكة. تؤدي هذه الظاهرة، وفقا لبيرتس، إلى أنّ “المصلين في الواقع يوجّهون ظهورهم إلى المسجد الأقصى”.

وحسب تعبيرات بيرتس الصعبة، ردّ الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي قائلا: “تم إخراج التصريحات عن سياقها وهي لا تعكس موقف الحاخام العسكري الرئيسي. والحاخام يعتذر إذا كانت تصريحاته قد مسّت بالسكان العرب”.

والحاخام العسكري الرئيسي هو من يترأس “الحاخامية العسكرية”؛ وهي منظمة في الجيش الإسرائيلي تهتم بتقديم الخدمات الدينية للجنود الإسرائيليين، بما في ذلك أولئك الذين ليسوا يهودا، التعرّف على القتلى، والتعامل مع الأسر الثكلى. وعلى سبيل المثال فكلّ الطعام الذي يُقدّم للجيش الإسرائيلي هو طعام “حلال” (كاشير – موافق للشريعة اليهودية)، وتتأكد الحاخامية العسكرية إذا كان فعلا “حلال” وفقا للشريعة اليهودية.

اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل