نتنياهو خلال جولة تفقدية عند الحدود الشمالية (Basel Awidat/Flash90)
حمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني مسؤولية الأنفاق التي حفرتها حزب الله واخترقت الحدود الإسرائيلية واصفا هذه الأنفاق بأنها "عمل حربي" ضد إسرائيل.. لبنان "على كف عفريت" بوجود حزب الله
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، مؤتمرا صحفيا خص به مندوبي الإعلام الأجنبي، قبيل الجلسة الخاصة للمجلس الأمن الدولي بشأن الأنفاق من لبنان، وقال فيه إن حزب الله يعرّض الشعب اللبناني لخطر عظيم، فبدعمهم له وبغضهم النظر عن نشاطاته العسكرية، اللبنانيون يخاطرون بحياتهم.
وأوضح نتنياهو أن الأنفاق التي تكشف عنها إسرائيل في إطار حملة “درع الشمال” منذ أسبوعين، هدفها التسلل لبلدات إسرائيلية وخطف مواطنين وقتلهم، واحتلال جزء من الجليل الأعلى. ووصف نتنياهو مشروع حزب الله بأنه عمل حربي وليس فقط عمل عدائي. وطالب نتنياهو مجلس الأمن بتعريف حزب الله منظمة إرهابية وفرض العقوبات عليها، وبالمقابل الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
واتهم نتنياهو الجيش اللبناني بالقصور في التصدي لتعاظم خطر حزب الله على المنطقة وعلى إسرائيل. “الجيش اللبناني أخفق في التحرك من أجل حماية الأراضي اللبنانية” قال نتنياهو وتساءل” الجيش اللبناني يصوب سلاحه نحونا. لماذا؟ يجب عليهم تصويب سلاحهم ضد حزب الله”، في إشارة إلى قرار 1701 الخاص بجنوب لبنان.
وفي غضون ذلك، سمح الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بالنشر أن النفق الأخير الذي كشفه الجيش عند الحدود اللبنانية، الرابع حسب الترتيب، حُفر من غرب قرية رامية الشيعية وامتد أمتارا معدودة الى داخل إسرائيل. وأضاف بيان الجيش أن قوات الجيش أفلحت في كشف النفق بعد مجهود استخباراتي كبير شمل رصد نشاطات مشبوهة في المنطقة لفترة طويلة مثل: حرق شجرة في شهر أيار من عام 2016، ونقل صخور على نحو مشبوه ي المنطقة، وتدشين طرق جديدة لا تتلاءم مع الواقع في المنطقة.
وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وقائد الأركان غادي أيزنكوت (Ministry of Defense)
وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش اللبناني أصبح جزءا لا يتجزأ من حزب الله
حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من أن الحرب القادمة لن تكون على الجبهة اللبنانية وإنما على الجبهة الشمالية، إذ ستواجه إسرائيل معسكرا كاملا مركب من الجيش السوري والجيش اللبناني وحزب الله
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الثلاثاء، خلال استقبال احتفالي لجنود من الجيش الإسرائيلي في عريشته الخاصة بعيد العرش اليهودي، إن إسرائيل تقوم بجهود كبرى من أجل منع الحرب القادمة، إلا أن الواقع الجديد في الشرق الأوسط لا يتماشى مع هذه الجهود. وشدّد على أن الحرب ممكن أن تندلع في أي لحظة، بين “ليلة وضحاها”.
وأضاف وزير الدفاع أن الحرب لن تكون في جبهة واحدة، وإنما في جبهتين، وليس المهم من أين جبهة ستبدأ، الشمالية أو الجنوبية. “إننا نجهز الجيش لمعركة شاملة” قال. وتابع: “من يسعى إلى السلام يجب أن يجهز نفسه للحرب”.
“لا يوجد بعد اليوم جبهة لبنان إنما جبهة الشمال. الحرب القادمة ستكون ضد سوريا ولبنان معا. حزب الله ونظام الأسد ومعاونوه” قال ليبرمان وأردف “الجبهة اللبنانية لا تنحصر في حزب الله بعد، إنما نتحدث أيضا عن الجيش اللبناني”.
وتابع “الواقع الجديد هو أن جيش لبنان أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله وبإمرته. لقد فقد الجيش اللبناني استقلاله وصار جزءا من حزب الله”.
مخيم اللاجئين عين الحلوة في لبنان يتحول إلى قاعدة للتطرف الإسلامي. السلطات اللبنانية تحذر أبو مازن: إما أن تتحمل المسؤولية، أو نبدأ بعملية عسكرية ضدّ مراكز الإرهاب
قيادة السلطة الفلسطينية قلقة جدا من داعش. يعرب مسؤولون في السلطة عن خشيتهم من أن تنجح مجموعات جهادية، بما في ذلك داعش، في اختراق مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. السلطات اللبنانية قلقة أيضا. قلقة جدا، إلى درجة أنها أصدرت أوامر واضحة للفلسطينيين: أوقفوا الإرهابيين، أو سنعمل على الأمن بأنفسنا.
كتب هذا الكلام مؤخرا الصحفي الفلسطيني خالد أبو طعمة في مقال موسع وشامل حول هذه الظاهرة الخطرة لموقع Gatestone.
وكشف أبو طعمة أنّ وفق مصادر أمنية في لبنان فإنّ الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في البلاد قد انضم إلى داعش وإلى تنظيم جبهة النصرة (أو باسمه الجديد جبهة فتح الشام). وفقا لعدة تقارير، فإنّ عشرات الفلسطينيين في لبنان، ممن انضموا إلى داعش وفتح الشام، قد قُتلوا في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، ودُفن معظمهم في سوريا.
وفقا لأبو طعمة فإنّ حقيقة أنّ داعش قد نجحت في تجنيد آلاف الفلسطينيين في صفوفها، تؤرق قادة السلطة الفلسطينية، وقد أرسلوا في الأسبوع الماضي عزام الأحمد، وهو من كبار مستشاري رئيس السلطة محمود عباس، لإجراء محادثات عاجلة في بيروت مع مسؤولين في الحكومة اللبنانية لمناقشة السؤال حول كيفية مواجهة هذا التصعيد. وتخشى السلطة الفلسطينية من أن يؤدي النشاط المتزايد لكلا التنظيمين في مخيّمات اللاجئين أن يشن الجيش اللبناني حملة عسكرية مكثّفة للتخلّص من الإرهابيين، الذين يشكّلون تهديدا فوريا على الأمن القومي اللبناني.
مسلحون فلسطينيون عند مدخل مخيم عين الحلوة في لبنان (AFP)
وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع اللبنانية أنّ هناك علاقات مباشرة بين قادة داعش في سوريا وشخصيات إسلامية كبيرة في مخيّم اللاجئين عين الحلوة، وهو الأكبر في لبنان وعدد سكانه يزيد عن 120 ألف نسمة – نصفهم لاجئين قد هربوا من سوريا منذ العام 2011. وقال المسؤولون اللبنانيون إنّ أحد قادة داعش في سوريا، وهو أبو خالد العراقي، قد عزز في الأسابيع الماضية علاقاته مع فلسطينيين في مخيّم عين الحلوة، قبيل تنفيذ عمليات إرهابية ضدّ أهداف لبنانية.
وأعلمت الحكومة اللبنانية قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله أنّ هناك ما لا يقل عن 300 إرهابي جهادي يتحصّنون الآن في عين الحلوة. “أصبح الوضع غير محتمَل، ولا يمكننا أن نستمر في غض الطرف عن هذا التهديد”، كما حذّرت الحكومة اللبنانية قادة السلطة. في المقابل، حذّر الإرهابيون الإسلاميون الذين وجدوا لهم ملاذا في عين الحلوة، مرارا وتكرارا، السلطات اللبنانية من شن هجوم عسكري ضدّ مخيّم اللاجئين. في إحدى خطبه الأخيرة يوم الجمعة، أدان الشيخ أبو شريف عقل “التعامل اللبناني غير اللائق مع السكان الفلسطينيين”.
أصبحت قيادة السلطة الفلسطينية قلقة من أن يكون أنصارها السابقون الذين كانوا ينتمون إلى فتح قد انشقوا وانضمّوا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية الجهادية المختلفة. تشكّل هذه المجموعات الآن تهديدا جديّا ليس فقط على استقرار وأمن لبنان، وإنما أيضًا على السلطة الفلسطينية نفسها وعلى رئيسها أبو مازن، الذي يشعر عاجزا على ضوء التسونامي الإسلامي الذي يغمر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
دبابة إسرائيلية تعبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل في أعقاب القرار الإسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 (Flash90)
15 عاما على الانسحاب من لبنان: ما الذي دفع إسرائيل إلى إخلاء “الحزام الأمني”؟
إذا سألت عضوا في حزب الله لماذا خرجت إسرائيل من لبنان فستكون الإجابة "قتالنا العنيف أبعدهم"، ولكن الصورة بالنسبة لإسرائيل كانت أكثر تعقيدا، إذ كانت للانسحاب من لبنان مجموعة متنوعة من العوامل
بعد 15 عاما على خروج آخر الجنود الإسرائيليين من لبنان، هناك إجماع في إسرائيل على أنّ الانسحاب وفّر حياة آلاف الجنود الإسرائيليين واللبنانيين أيضًا، بل حتى حياة جنود العدوّ اللدود لإسرائيل في لبنان، حزب الله. ولكن سوى حصيلة الضحايا الثقيلة التي دفعتها إسرائيل منذ تمسّكها بالحزام الأمني في لبنان، والضغوط الشعبية التي مُورست على الحكومة، فإنّ غياب الأهداف السياسية والأمنية، وفشل المفاوضات مع سوريا، عزّزت من شعور إسرائيل بأنّ الوجود في لبنان لا طائل وراءه.
صحيح أنك لو سألت أعضاء حزب الله لماذا خرجت إسرائيل من لبنان فستكون الإجابة: “الجيش الإسرائيلي خرج بسببنا”. وستتحوّل القصة إلى نقاش حول بطولة التنظيم الشيعي. ولكن الاعتبارات التي جعلت إيهود باراك يخرج من لبنان عام 2000 كانت أبعد من حزب الله بكثير، دون التقليل من الرغبة الإسرائيلية في الحفاظ على حياة البشر. ونذكّر أنّ إسرائيل دخلت إلى لبنان من أجل قتال منظمة التحرير الفلسطينية وليس حزب الله، وبعد أن نجحت في طرد منظمة التحرير الفلسطينية، فقد بقيت ببساطة على مدى 18 عاما لأنّها لم تعرف كيف تخرج.
تلك هي بعض الاعتبارات العامة التي أدت بالقيادة الإسرائيلية إلى الخروج من لبنان:
ثمن كبير مقابل أهداف غير واضحة
شنّت إسرائيل حربها في لبنان عام 1982 بهدف تدمير البنية التحتية للإرهاب والتي أقامتها المنظمات الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، وهدّدت مواطني إسرائيل بالعمليات الإرهابية في الشمال. بعد أن نجحت إسرائيل في هذه المهمة بعد ثلاث سنوات من الحرب، قرّرت الانسحاب جنوبًا والبقاء في شريط ضيّق سُمّي “الحزام الأمني”.
ولكن بعد أن ضعفت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، كان بقاء الاحتفاظ بالحزام الأمني أمرا لا لزوم له بالنسبة لإسرائيل وغير مجدٍ، إذ لم تخدم إراقة دماء الجنود السنوية هدفا حقيقيا.
العلم اللبناني وسط أعلام حزب الله (AFP)
وحينذاك دخل تنظيم حزب الله إلى الصورة. حزب الله هو تنظيم شيعي تأسس عام 1982 وتعهّد بمحاربة إسرائيل. أدركت إسرائيل بأنّه ميليشيا تحاول ضرب جذورها في البلد الممزّق، لبنان، ولكن كل محاولة للقضاء على حزب الله أدّت إلى ردود فعل دولية شديدة، وذلك بسبب سقوط ضحايا من المدنيين بشكل أساسيّ، وقد سمحت سوريا التي كانت تسيطر على لبنان في تلك الفترة للتنظيم بالعمل بحرية.
وكان القتال ضدّ حزب الله صعبا لأنّ التنظيم عمل في “أرضه” وأخرج عمليات نوعية ضدّ جنود الجيش الإسرائيلي في لبنان، كان عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي كبيرا، وفي مرحلة متأخرة أدركت إسرائيل أنّ البقاء في الأراضي اللبنانية لا يمكنه إيقاف صواريخ حزب الله.
وصار التقدير الجديد في إسرائيل يقول إنّه من الممكن الدفاع عن بلدات الشمال أيضًا من الحدود الدولية مع لبنان ولسنا مضطرّين للبقاء في الحزام الأمني. وهكذا، كانت إحدى نتائج حزب لبنان الثانية التي جرت عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله الهدوء في الحدود الشمالية حتى اليوم.
ضغوط شعبية في إسرائيل
كان أحد الحوادث الدراماتيكية التي جرت في فترة السيطرة الإسرائيلية على جنوب لبنان، وأثر كثيرا على صنّاع القرار في إسرائيل، هو الحادث الجوّي القاتل أو ما عُرف في إسرائيل باسم “كارثة المروحيّات”. قُتل في هذه الحادثة 73 جنديّا كانوا في مروحيّات وفي طريقهم إلى جنوب لبنان. أدّت الحادثة القاسية إلى ضغوط شعبية كبيرة على الحكومة الإسرائيلية لترك لبنان.
الجيش الإسرائيلي يقوم بتفجير مواقع تابعة له تجهيزا للانسحاب من جنوب لبنان (AFP)
كانت الحركة الأكثر بروزا والتي تأسست في أعقاب هذه الحادثة هي “أربع أمهات”. تأسست الحركة من قبل أربع نساء من سكان الشمال الإسرائيلي ومن أمهات الجنود الذين خدموا في لبنان، بهدف تحقيق خروج الجيش الإسرائيلي من الحزام الأمني في جنوب لبنان. نقلت الحركة رسالة من القلق على “الشبان المقاتلين”.
سرعان ما اخترقت الحركة النقاش العام وبدأت في إثارة النقاش الذي أساسه “الحرص على المقاتلين” أو الشبان كما تحدّثت الأمهات عن الجنود، بعيدا عن الخطاب الذي هيمن في إسرائيل حول الاحتفاظ بالمناطق أو الانسحاب منها لدوافع استراتيجية. ورغم الانتقادات التي تلقّتها الحركة من قبل المعارضين للانسحاب فقد نجحت في تفعيل ضغوط شعبية غير صغيرة على صنّاع القرار في إسرائيل. وهناك من يدّعي في إسرائيل بأنّ منظّمة “أربع أمّهات” هي التي تقف وراء انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان.
انعدام الانجازات السياسية
في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، أجرت إسرائيل مفاوضات مع سوريا بهدف التوصل إلى تسوية بين إسرائيل وسوريا، ولكن بين إسرائيل ولبنان أيضًا (بسبب سيطرة سوريا في الواقع على لبنان حتى عام 2005). بعد لقاء الرئيس الأمريكي حينذاك، بيل كلينتون، والرئيس السوري حافظ الأسد، وعندما فهم الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية أنّه لا يوجد اتفاق، حدث تغيير دراماتيكي في الجانب الإسرائيلي وازدادت الرغبة الإسرائيلية في تنفيذ خطوة من جانب واحد للانسحاب دون التنسيق مع الدول العربية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فقد رفضت الحكومة اللبنانية مناقشة ترسيم الحدود مع إسرائيل، ونسّق إيهود باراك، الذي كان رئيس الحكومة حينذاك، هذه الخطوة مع الأمم المتحدة برئاسة مبعوثها تيري رود لارسن.
ضباط إسرائيليون يراقبون ضباط الأمم المتحدة خلال إعادة رسم الحدود بين إسرائيل ولبنان وفقا للقرار 425 الأممي (AFP)
ومن الجدير ذكره، أنّ باراك قد وعد خلال انتخابات العام 1999، والتي تغلّب فيها على رئيس الحكومة الحاليّ، بنيامين نتنياهو، بأنّه لو انتُخب لرئاسة الحكومة فسوف يُخرج الجنود من لبنان، وقد ساعده الأمر ليتم انتخابه كرئيس للحكومة.
ونذكر أيضًا أنّ عملية تفكيك جيش جنوب لبنان، الذي عمل في جنوب لبنان إلى جانب إسرائيل، سرّع من انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. من الصعب أن نقرّر ماذا أثّر على ماذا، هل شعور أعضاء جيش لبنان الجنوبي بأنّ إسرائيل قد انسحبت من لبنان هو الذي أدى بهم إلى التفكّك أم العكس؟ ولكن العلاقات بين إسرائيل وجيش لبنان الجنوبي كانت من بين الاعتبارات التي رجحت كفة الميزان لصالح الانسحاب.
منذ زمن، تمتد الحرب الأهلية السورية إلى لبنان، ويحاول مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش) احتلال مناطق من لبنان ويقاتلون مقاتلين لبنانيين، وبالأخص حزب الله.
إحدى المناطق التي يحاول داعش احتلالها هي منطقة البقاع اللبناني التي فيها الكثير من القيادات التابعة لحزب الله. بالإضافة، تعد المنطقة من إحدى المناطق المزوّدة في العالم بمخدر الأفيون، الذي يُزرع فيها على نطاق واسع.
عامة، قسط كبير من موارد حزب الله هو من التجارة بالمخدرات، وقد تتجاوز الحدود وتصل إلى إسرائيل. وفقا للتحليلات الرائجة، حتى حرب لبنان الثانية بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، أحد الأهداف الأساسية للمخدرات اللبنانية هي إسرائيل بعينها.
لكن، زراعة المخدرات الكبرى في المنطقة ليست فقط حرفة حزب الله، ففي المنطقة الكثير ممّن يتاجرون بالمخدرات. يخشى هؤلاء التجار، مثل حزب الله، من اجتياح داعش لأنه حسب قوانين الشريعة، التي ينصاع لها نشطاء داعش، تلحق بتجار المخدّرات معاقبات شديدة. وقد تم تصوير مقاتلو داعش سابقا وهم يحرقون حقول الماريجوانا في سوريا.
لذا، أعلن تجار المخدّرات اللبنانيون أنهم سيقاتلون داعش باستماتة من أجل الحفاظ على مصدر رزقهم. يتزود هؤلاء التجار بأسلحة كثيرة، منها الخفيفة والثقيلة: بنادق، بنادق قنص، قذائف، قذائف آر بي جي، صواريخ، وغيرها.
كذلك، لدى تجار المخدرات الكثير من التجربة القتالية، بعد أن كان الجيش اللبناني عدوهم الأكبر، الذي دائما ما يتنازعون معه. الآن، مع تعاظم خطر داعش، لا يقاتل الجيش اللبناني تجار المخدّرات المسلحين. نعم إن حكومة لبنان معنية بالقضاء على تجار المخدرات، لكن صد داعش على قمة سلم الأولويات، ليس هناك ما يمنعها من أن تستعين بتجار المخدّرات المسلحين من أجل قتال داعش.
تصنيف جديد للجيوش في الشرق الأوسط نشره اتحاد الصناعات الأمنية الأمريكية (IHS) يلاقي أصداء واسعة حول العالم هذه الأيام. تحولت المقالة التي تناولت هذا الموضوع، على خلفية الصراع الدائر في الشرق الأوسط المتمثل بالحروب الداخلية الدامية، حروب دامية وصراعات قوى، إلى أكثر مقالة مقروءة في موقع “بيزنس إينسايدر”.
جيش الدولة الإسلامية (AFP)
حسب التصنيف، الذي يعتمد على العمليات التاريخية التي قامت بها تلك الجيوش، الميزانية، الموارد البشرية، التكنولوجيا والتسليح، جاء الجيش الإسرائيلي في المرتبة الأولى من بين الجيوش في الشرق الأوسط في التصنيف الجديد متقدمًا بهذا على جيوش تركيا، إيران والسعودية. يتضح أيضًا أن ميزانية الأمن في السنوات الأخيرة في دول الشرق الأوسط ارتفعت بشكل مضطرد (وذلك دون احتساب الدول الحليفة من خارج الشرق الأوسط مثل الولايات المتحدة التي توفر دعمًا أمنيًا وأسلحة لإسرائيل بشكل دائم).
فيما يلي التصنيف الذي يتضمن أيضًا تفاصيل ملفتة بخصوص الميزانيات، ترتيبات القوى والأسلحة التي لدى كل واحد من تلك الجيوش:
1. إسرائيل – مع ميزانية تبلغ 15 مليار دولار في العام 3،870 دبابة، 680 طائرة ونحو 176 ألف جندي نظامي، يأتي الجيش الإسرائيلي في المرتبة الأولى ويحظى بثناء على تفوقه التكنولوجي. حتى أن ذلك التحقيق الصحفي ادعى “أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الأفضل على المستوى العالمي”. إضافةً إلى ذلك، تحصل إسرائيل على نحو 3 مليارات دولار سنويًّا كدعم من الولايات المتحدة.
سلاح الجو الإسرائيلي (IDF)
2. تركيا – بميزانية تصل إلى 18.1 مليار دولار، نحو 410 آلاف جندي، 3،675 دبابة و 989 طائرة. إن تركيا عضو في حلف الناتو وبدأت تعتمد شيئًا فشيئًا على التصنيع المحلي للأسلحة والمعدّات العسكرية.
الجيش التركي (AFP)
3. السعودية – بميزانية تصل إلى 56.7 مليار دولار، نحو 233 آلاف جندي، 1،095 دبابة 652 طائرة. تملك المملكة العربية السعودية، بعد إسرائيل، على أحدث الأسلحة في الشرق الأوسط.
الجيش السعودي (AFP)
4. الإمارات العربية المتحدة – بميزانية 14.4 مليار دولار، 65 ألف جندي، 545 دبابة و 44 طائرة. يملك جيش الإمارات العربية المتحدة أسلحة حصل عليها من دول مختلفة، بما فيها الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا.
5. إيران– بميزانية تصل إلى 6.3 مليارات دولار، 545 ألف جندي، 2,409 دبابة و 481 طائرة. تعاني إيران، نظرًا لأنها تقوم بتصنيع صواريخها الباليستية والدبابات والنظم الدفاعية الأُخرى، من ضعف تكنولوجي مقارنة بالجيوش الأُخرى في المنطقة التي تستفيد من التكنولوجيا الأمريكية.
الجيش الإيراني (AFP)
6. مصر – بميزانية تصل إلى 4.4 مليارات دولار، نحو 468 ألف جندي، 4،767 دبابة و 1،100طائرة. تحصل مصر على دعم أمني كبير من الولايات المتحدة ومنذ عام 1948 حصلت منها على ما يقارب 70 مليار دولار. تحصل على دعم بقيمة 1.3 مليار دولار كل عام.
الجيش المصري (صورة: المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
7. سوريا – بميزانية تصل إلى 1.9 مليار دولار، نحو 220 ألف جندي (حتى عام 2011 قبل اندلاع الحرب الأهلية في الدولة) 4،950 ألف دبابة، و 473 طائرة. كان الجيش السوري، قبل اندلاع الحرب الأهلية فيه، من أقوى الجيوش في المنطقة إلا أنه اليوم تلقى العديد من الضربات ولا يزال يحاول التمسك بمواقع استراتيجية في الدولة والتصدي لمجموعات الثوار الكثيرة في البلاد.
سلاح الجو النظامي السوري (AFP)
8. الأردن – بميزانية تصل إلى 1.5 مليار دولار، نحو 110 آلاف جندي، 1،321 دبابة و 246 طائرة. الأردن هو حليف مقرب من الولايات المتحدة، من ناحية عسكرية، منذ عام 1996 ويحصل على معدّات عسكرية متطورة منها. إلا أن معظم الدبابات التي لديه قديمة وكذلك الطائرات الحربية بسيطة نسبيًا.
9. عُمان – بميزانية 6.7 مليارات دولار، 72 ألف جندي، 215 دبابة و 101 طائرة. يُعتبر الجيش العُماني جيشًا قديمًا، إنما لدى الجيش عدد من طائرات F-16s، إنما مؤخرًا بدأوا بتوظيف بعض الأموال سرًا من أجل شراء معدّات عسكرية أكثر تقدمًا.
10. الكويت – بميزانية 5.2 مليارات دولار، 15.5 ألف جندي، 368 دبابة و 101 طائرة.
الجيش الكويتي
11. قطر– بميزانية 1.9 مليار دولار، نحو 12 ألف جندي، 90 دبابة و 72 طائرة. قامت قطر هذا العام بعملية شراء كبيرة لصواريخ باتريوت الأمريكية بمبلغ وصل إلى 11 مليار دولار.
12. البحرين – بميزانية 730 مليار دولار، 13 ألف جندي، 180 دبابة و 105 طائرة.
13. العراق – كان الجيش العراقي سابقًا واحدًا من أقوى الجيوش في المنطقة، ولكن سقوط صدام حسين وتفكك الدولة أضرا كثيرًا بهذا الجيش. هرب جنود عراقيون، في شهر حزيران الماضي، من مقاتلي تنظيم داعش، الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق. الجيش العراقي مُنقسم بين شيعة وسُنة بينما اختار جنود شيعة عدم مقاتلة تنظيم داعش والدفاع عن المواطنين من الطائفة السنية.
متطوع في الجيش العراقي في ديالى (AFP)
14. لبنان – بميزانية 1.7 مليار دولار، 131 ألف جندي، 318 دبابة و 57 طائرة.
15. اليمن – بميزانية 1.4 مليار دولار، 66 ألف جندي، 1,260 دبابة و 181 طائرة.
جنازة مقاتلي حزب الله الذين قتلوا في معارك مع جبهة النصرة والتي جرت في أراضي تقع بين جنوب بعلبك وبلدة عرسال الحدودية (AFP)
تساؤلات في لبنان: لماذا حزب الله، وليس الجيش اللبناني، يحمي حدود سوريا؟
أثارت المواجهات الأخيرة بين حزب الله وداعش وجبهة النصرة قلق اللبنانيين من انتشار الفوضى السورية إلى داخل العمق اللبناني. وقد أدان كثيرون في البلاد ما وصفوه "تخلي الجيش عن مسؤولية الدفاع عن الحدود ونقلها لحزب الله"
كشفت المواجهات الأخيرة بين عناصر تنظيم حزب الله وبين مسلّحين قدِموا من منطقة القلمون في سوريا باتجاه الحدود اللبنانية عن غياب يثير شكوك بالجيش اللبناني في تواجده في المنطقة الحدودية بين الدولتين. أدى ذلك بالكثير من المسؤولين السياسيين إلى أن يطلبوا من الحكومة والجيش استعادة سيطرتهم على ذلك الجزء من الحدود.
وقد جرت في الأسبوع الأخير عدة مواجهات بين حزب الله وعناصر إسلامية تابعة لتنظيم داعش وتنظيم جبهة النصرة المحسوب على القاعدة، وهم من السنة بخلاف حزب الله الشيعي. قُتل في اليوم الأول العشرات من عناصر حزب الله في معارك مع جبهة النصرة والتي جرت في أراضي تقع بين جنوب بعلبك وبلدة عرسال الحدودية. وتعتبر تلك إحدى الخسارات الأكبر لحزب الله منذ بداية مشاركته في الحرب الأهلية السورية كمحاولة للدفاع عن نظام بشار الأسد.
ولم تكن تلك هي الهجمة الأولى التي يقوم بها المسلّحون من سوريا على الحدود اللبنانية. فقد جرت في بلدة عرسال في شهر تموز الأخير معارك دامية بين الجيش اللبناني المدعوم من عناصر حزب الله وعناصر من تنظيم جبهة النصرة وتنظيم داعش، والذين حاولوا احتلال البلدة ذات الغالبية السنية حيث تحوي عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. وقد قُتل في تلك المعارك التي استمرت لخمسة أيام واختُطف عشرات الجنود اللبنانيين. ولا يزال بعضهم يُعرّف أنّه غائبًا وتجري مفاوضات غير مباشرة في شأنهم بين الحكومة اللبنانية والمسلّحين المتمركزين في جبال القلمون.
مقاتلي جبهة النصرة (AFP)
المسلّحون في القلمون محاصرون من الجانب السوري وليس لديهم خيارات كثيرة مع اقتراب فصل الشتاء البارد في تلك الجبال. ولذلك، وفقًا لموقع “العرب” فقد كانت المعارك يوم الأحد متوقعة مسبقًا. إلا أنّ الأمر الغريب والمقلق بالنسبة للكثير من اللبنانيين هو الغياب المفاجئ للجيش عن تلك الأحداث بشكل تامّ. يبدو أنّ حزب الله هو الذي يدير مناطق الحدود.
وقد أدان كثيرون في البلاد ما وصفوه “تخلي الجيش عن مسؤولية الدفاع عن الحدود ونقلها لحزب الله”. من الجدير بالذكر أنّه قد صدرت سابقًا إدانات للتحركات الحرّة التي يسمح بها الجيش لعناصر حزب الله الذين يتنقّلون بين لبنان وسوريا.
الجيش اللبناني يقوم بحراسة بلدة عرسال الحدودية من جماعات الدولة الإسلامية خلال شهر أغسطس (AFP)
ونتيجة لهذا الوضع، يطالب العديد من المسؤولين السياسيين في لبنان في الأيام الأخيرة من الحكومة ومن الجيش تحمل المسؤولية المنوطة بهم وبسط سيطرتهم على الحدود مع سوريا. “إنّ الدفاع عن الحدود من قبل حزب الله هو أمر غير مقبول تمامًا، وذلك بسبب مشاركة التنظيم في القتل الدائر في سوريا”، هذا ما كتب في رسالة مشتركة لبعض التيارات اللبنانية.
إنّ مساعدة حزب الله لقوات بشار الأسد في الصراع الدائر في سوريا منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام أدى إلى تدهور الوضع الأمني في لبنان. وقد تمثّل التدهور بصورة عمليات انتحارية في بعض المناطق، وخصوصًا في الضاحية الجنوبية؛ معقل حزب الله. ويحاول المزيد من التنظيمات المتطرفة احتلال مناطق وبلدات على طول الحدود السورية اللبنانية، وهناك قلق في لبنان من أن تشمل المرحلة القادمة هجمات في عمق البلاد.
أدى هذا الوضع إلى تضخم حقيقي في عدد الأصوات المطالبة مؤخرًا بانسحاب حزب الله من سوريا قبل أن يكون متأخرًا ويتحوّل لبنان إلى جزء من المعركة. ويتهم كثيرون إيران باعتبارها من دفع بحزب الله إلى داخل المستنقع السوري كجزء من محاولتها لتعزيز قبضتها على المنطقة.
دورية على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (Ayal Margolin/FLASH90)
جُنديّان إسرائيليّان مُصابان جراء هجوم حزب الله على الحدود
حادثة أخرى خطيرة على الحدود اللبنانيّة: قام حزب الله بتشغيل عبوتين ناسفتين قرب ثكنة في منطقة مزارع شبعا، ردّت إسرائيل بإطلاق نار مدفعي مكثف نحو مواقع حزب الله. نتنياهو: سنرد بفوة على أية محاولة للمس بنا
هل الأحداث التي تجري على حدود إسرائيل – لبنان تُشير إلى التصعيد؟ حدثت واقعة خطيرة إضافيّة اليوم، عندما تمّ تفعيل عبوتين ناسفتين قربَ قوى إسرائيليّة بفارق ساعتين في منطقة مزارع شبعا وأدّت العبوة الأولى إلى إصابة جُنديّين إسرائيليّين بإصابات خفيفة إلى مُعتدلة، بينما لم تؤدي العبوة الناسفة الثانية إلى أي ضرر. سُمع دويّ الانفجار الضخم إلى مدى مسافات كبيرة.
تلقّى الجنود المُصابون علاجا أولّيّا في ذات المكان، وتمّ تحويلهم إلى المشفى بمُساعدة طائرات الهيلوكوبتر. حسبَ التقارير في لبنان، تم تفعيل العبوة الناسفة عندما اقتربت سيارة مُدرّعة لهناك. وتنقل مصادر في لبنان أنّ الجيش الإسرائيليّ ردّ بإطلاق نار من المدفعّيات إلى بلدة كفر شوبا اللبنانيّة. وبعد انفجار العبوة الناسفة الثانية، هاجم الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار مكثف هدفين تابعين لحزب الله.
تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الحادثة في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، وقال: “تم إحباط عمل إرهابي، ونحن نشاهد تهديدات من حولنا وسنرد بقوة على أية محاولة للمس بنا”. بعد نحو ثلاث ساعات من تشغيل العبوتين الناسفتين، أبلغت قناة “المنار” اللبنانية أن حزب الله يتحمل مسؤولية التفجيرات.
حدث هذا الحادث الخارج عن المألوف بعد يوميْن من حادثة إطلاق نار استثنائيّة على حدود إسرائيل مع لبنان والتي أُصيبَ خلالها جنديّ لبنانيّ. نقلَت مصادر إسرائيليّة أنّ خليّة مشبوهة شوهِدت وهي تقطع الحدود، وأكّدت أنّ الجيش الإسرائيليّ قد أطلقَ النار نحو قوى مُنظّمة اقتربت من الحدود، وأنّ ظروف الحادثة يتم فحصها. يدّعي اللبنانيّون أنّ الجيش الإسرائيليّ قد أطلقَ النار نحو جنود من الجيش اللبنانيّ، وأنّ أحد أعضاء الخليّة قد أُصيبَ إصابة طفيفة على يدّ إطلاق نار إسرائيليّ.
نُقِلَ في الشهر السابق في لبنان أنّ إسرائيل، بمُساعدة طائرات من دون طيّار، قد فجّرت أجهزة استماع وتنصّت كُشِفَت قربِ مدينة صور. زعمَ قادة في حزب الله أنّه قد قُتِلَ، في انفجار، مُحاربٌ من حزب الله وأُصيبَ عدد إضافيّ آخر. وإضافة لذلك، أوْردَ جيش لبنان أنّه قد حدّد موقع جهاز تنصّت إسرائيليّ إضافيّ وقام بتفكيكه.
مركبة إسرائيلية خلال دورية على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية ( Avishag Shaar Yashuv/FLASH90)
حزب الله: “إسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية”
هل هناك تدريبات في المنطقة الشمالية؟ أطلق الجيش الإسرائيلي باتجاه خلية كانت قد قطعت الحدود، فأصابت جنديا لبنانيا؛ بالمقابل هناك قلق لدى الجيش الإسرائيلي من استحواذ جبهة النصرة على منطقة استراتيجية في مشارف القنيطرة المحاذية للحدود
أصيب اليوم (الأحد) شخص بسبب نيران الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان. قال الجيش الإسرائيلي إن القوة العاملة على الحدود، لاحظت خلية تعبر الحدود، ففتحت النار بسلاح خفيف، وكما يبدو فقد أصيب أحد المشبوهين. هربت هذه الخلية، شمالا، إلى داخل المناطق اللبنانية. “سيستمر الجيش الإسرائيلي بالحفاظ على سيادة الدولة الإسرائيلية في منطقة الحدود”، كما قال الجيش. كما أن هناك احتمال أن الحديث عن خلية مدمجة مكونة من الجيش اللبناني وحزب الله .
قالت وسائل الإعلام اللبنانية إن جنديا من الجيش اللبناني أصيب من نيران، أطلقها الجيش الإسرائيلي في عملية تبادل النيران بين الطرفين في منطقة السدّانة بجانب مزارع شبعا، جنوب لبنان. وحسب البيان الّذي أعدته قناة المنار التابعة لحزب الله، فإن الجيش اللبناني فتح النيران على قوة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه نقطة المراقبة التابعة للجيش في المكان. قالت قناة “أم تي في” (MTV) اللبنانية إن هذه العملية هي “محاولة تسلل” من جانب الجيش الإسرائيلي للمناطق اللبنانية.
قال عضو البرلمان، النائب عن حزب الله، قاسم هاشم، عن حادثة إطلاق النار على الحدود إن “إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الجنود اللبنانيين في مزارع شبعا هو بمثابة عملية هجومية وانتهاك للسيادة اللبنانية”. وقد صرح للموقع الإخباري “النّشرة” أنه على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل” منع إسرائيل من إجراء هجمات كهذه”.
حاليًّا، هناك توتر يسود على الجهة الشمالية الشرقية. ما زال القتال بين جيش بشار الأسد وبين الثوار مستمرًا بجانب الحدود المحاذية لإسرائيل. وقد أعلنت، اليوم، منظمة جبهة النصرة الإسلامية أنها، جنبًا إلى جنب، مع منظمات الثوار الأخرى، نجحوا في السيطرة على المنطقة الاستراتيجية تل- الحارة في ضواحي القنيطرة.
وفقًا لقوى المعارضة في سوريا، فإن استيلاء مقاتلي القاعدة في سوريا على منطقة تل- الحارة، من شأنه أن يفتح للثوار المسالك الأكثر أهمية والتي تصل بين ضواحي درعا الغربية والشمالية وضواحي القنيطرة الجنوبية. تشاهدون من خلال الصور، بعد الاحتلال الإسلامي، حيث هناك على ما يبدو دخان متصاعد في منطقة تل- الحارة، بعد خوض معارك ضارية مع جيش الأسد.
عشرات النشطاء من المنظمة المتطرفة قُتلوا في معارك في عرسال، وهي المعارك التي يصفها الجيش اللبناني بأنها "الأخطر من نوعها". قُتل 11 جنديًا بينما تم اختطاف 15 آخرين. يقف حزب الله إلى جانب الجيش في صراعه
ها قد أصبح ذلك قريبًا وعلى الحدود، التنظيم الجهادي الذي وصلت أصداؤه إلى العراق، سوريا، وبدأت بوادر قوته وتقدمه الأولى تظهر في لبنان، الأردن وغزة.
عنف وعمليات تفجير سيارات مفخخة في تكريت (AFP)
الأخبار السارة هي أن الجيش اللبناني يشن منذ عدة أيام عملية عسكرية لم يشهد لها لبنان مثيلاً خلال السنوات الأخيرة بمحاولة من الجيش لصد التيار الجهادي الجديد، الذي يدق على أبواب الدول القومية الجديدة في أرجاء الشرق الأوسط، على أمل إقامة أنظمة حكم إسلامية بديلة.
يُستدل من فحص عميق أن التنظيم هو عبارة عن رمز جديد – قديم للجهاد، والذي يحاول أن يفرض من جديد الشروط السياسية، العسكرية والاستراتيجية في الشرق الأوسط بعد حرب أفغانستان، العراق، ثورات الربيع العربي وسقوط الأنظمة الإسلامية لاحقًا.
عندما نتوجه الى مصادر إعلامية ما ونطلب أن نعرف أكثر عن التنظيم الذي بات يهدد الهلال الخصيب نحصل على انطباع خاطئ بأننا نتحدث عن جهة قوية جديدة نسبيًا، شقيق صغير لتنظيم “القاعدة”، الذي نمى في الخواء السلطوي الذي تكوّن في تخوم الشرق.
عجّل البروز السريع للتنظيم من تفكك الدول القديمة مثل سوريا والعراق، وترك دول أخرى، مثل الأردن، إيران والسعودية في وضع انتظار. إلا أن نظرة فاحصة على مصادر التنظيم القديمة وطريقة نشاطه تكشف لنا صورة مختلفة قليلاً.
يمكن تمييز براعم التنظيم في العمليات السابقة لقائد التنظيم الأول – أبو مصعب الزرقاوي. جمع الزرقاوي، الذي ترعرع في الأردن وانتسب إلى التيار السلفي السني، خبرة كبيرة بما يخص مجال الإرهاب وحرب العصابات من خلال التنظيمات الجهادية العالمية، بداية من أيامه في أفغانستان تحت الاحتلال السوفيتي، وصولاً إلى محاولاته في أواخر القرن الماضي لإضعاف المملكة الأردنية الهامشية.
أبو مصعب الزرقاوي (Wikipedia)
أنشأ لهذه الغاية في العام 2000 تنظيم “جماعة التوحيد والجهاد” بالتعاون مع نشطاء سلفيين أردنيين آخرين. بعد عام من ذلك، وبالتوازي مع بدء الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، نقل الزرقاوي مركز ثقل عملياته إلى العراق، حيث بدأ هناك بنسج شبكة من العلاقات مع جهات في السلطة وفي أذرع أجهزة المخابرات العراقية ومع ميليشيات متطرفة في الشمال – شرق الدولة، أمثال “أنصار الإسلام”. كانت علاقة التنظيم الرسمية بنظام الحكم، بالمقابل، مختلفة في ماهيتها، وقبل الاجتياح العراقي دارت بين نظام حكم صدام والزرقاوي لعبة أشبه بلعبة القط والفأر.
أسقطت الولايات المتحدة في العام 2003 حكم صدام حسين تمامًا وبما في ذلك النظام المخابراتي – العسكري الذي قاد بواسطته البلاد خلال فترة حكمه. أدى تفكك مؤسسات السلطة والفراغ الذي حدث جراء ذلك لنشوء بيئة مناسبة للزرقاوي وتنظيمه للقيام بعمليات جهادية. استقطب تنظيم الزرقاوي آلاف الناشطين من كل أنحاء العالم الإسلامي، وحتى أنه ضم بعض “التنظيمات الصغيرة” إليه.
بدأ التنظيم في النصف الثاني من العقد الماضي في السعي نحو تحقيق ثلاثة أهداف وضعها أمامه. الهدف الأول، طبعًا، كان القتال ضدّ تحالف الاحتلال الغربي والعراقيين المتواطئين مع ذلك الاحتلال. الهدف الثاني كان إحداث شرخ بين الطائفة السنية والشيعية (اللتان تشكلان غالبية نسبة السكان في البلاد”. أما آخر هدف فكان (في تلك السنوات) يسعى إلى إقامة دولة خلافة في العراق.
محاولات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بإقناع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بتوسيع حكومته وضم جهات أخرى إليها لا تنجح حاليًا (AFP)
“منحت” الطرق التي استخدمها التنظيم في عملياته سمعة التنظيم الأخطر والأكثر وحشية. وهذا بسبب استخدام التنظيم لعبوات ناسفة مبتكرة في داخل الأحياء السكنية. مهاجمة أشخاص لا دخل لهم ونشطاء إنسانيين وأيضًا عُرف عن التنظيم قيامه بقطع رؤوس أعدائه. جاءت عمليات الزرقاوي منذ البداية لكي تترك أصداءً مجلجلة وشحن طائفي.
كان الصراع الذي خاضه الزرقاوي سلاحًا ذا حدين وجذب إليه الكثير من النار وفي عام 2006 شنت الولايات المتحدة ثانية حربًا ضدّ قيادة الفصيل التابع لتنظيم “القاعدة” في العراق ونتج عن تلك الحرب وفاة الزرقاوي ونائبه ومعلمه الروحي.
تسلم قيادة التنظيم، بعد اغتيال الزرقاوي، أبو أيوب المصري، الذي كان يُعتبر اليد اليمنى للزرقاوي والذي أنشأ خلايا جهادية كثيرة في جنوب العراق وفي بغداد. مر الحزب في ذلك العام بالكثير من التحولات، وفي نهاية الأمر ارتدى بذلة جديدة: “دولة العراق الإسلامية” والتي كان هدفها الأساسي صراع سني أصولي وصولاً إلى إقامة دولة الخلافة.
ظهر جليًا في ذلك العام تراجع قوة التنظيم على إثر تراجع الدعم له من قبل سكان الطائفة السنية الذين ضاقوا ذرعًا بالأساليب المتوحشة التي انتهجها التنظيم في مناطق نفوذه وبالطرق العنيفة التي كان ينتهجها. نجحت، بفضل ذلك، قوات من الجيش الأمريكي عام 2008؛ بالتعاون مع الحكومة العراقية، بتجنيد العائلات السنية لمواجهة واستهداف الحركات الأصولية التي تتبع “القاعدة” من مناطق محافظة ديالى والأنبار ومن العاصمة بغداد، الموصل وشمال الدولة.
جيش الدولة الإسلامية في العراق والشام (AFP)
حلّ العام 2009 وجاء معه تحوّل جديد. بدأت القوات الأمريكية، على إثر تراجع قوة القاعدة، بالانسحاب من المدن المركزية وبتسليم الحكم للحلفاء المحليين، أي للجيش العراقي الذي دعمته ولحكومة المالكي الشيعي. استغل المقاتلون السنة انسحاب القوات الأمريكية ومن خلال التعاون مع قيادات سابقة في حزب البعث، الذي تم حله، وقاموا بشن موجة عمليات عنيفة جدًا والتي اعتبرت أشرس هجمة يتعرض إليها نظام الحكم الجديد منذ تأسيسه.
بقي، رغم ذلك، النظام ثابتًا نوعًا ما حتى نهاية عام 2012. قُتل في نيسان من العام 2010 المصري، قائد التنظيم، وقادة آخرين على إثر هجوم جوي أمريكي على منطقة تكريت الأمر الذي فسح المجال أمام تربع القائد الجديد للتنظيم، أبو بكر البغدادي، على رأس الهرم.
أبو بكر البغدادي (AFP)
جاءت إنجازات داعش الأخيرة نتيجة امتعاض الأقلية السنية في العراق نتيجة الظلم والقمع والتمييز ضدّهم من قبل حكومة المالكي. يدعي السنة أنه يتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية وبشكل غير عادل، وأنهم دائمًا على مرمى هدف قوات الأمن العراقية.
إن البغدادي، الذي تحوّل؛ منذ زمن إلى شخص ملاحق وإلى عدو همجي وهو الذي لا يتوانى أبدًا عن استخدام أساليب عنيفة جدًا ووحشية من أجل تنفيذ مخططاته بالسيطرة من جديد على العراق ومن ثم بقية دول الهلال الخصيب، قد أعطت تلك الشخصيةـ ولأول مرة الوجه الحقيقي لأخطر تنظيم في المنطقة اليوم، تمامًا كما كان بن لادن وجه القاعدة طوال سنوات التسعين وما بعد ذلك لحين اغتياله في عام 2011.