الجيش السوري الحر

سكان حلب يفرون من القصف الروسي (AFP)
سكان حلب يفرون من القصف الروسي (AFP)

المعركة القادمة للأسد بعد حلب

عملية تصفية الحسابات القاتلة التي ينفّذها جنود الأسد لن تنتهي بالانتصار الاستراتيجي في حلب. فالأسد يوجّه أنظاره الآن إلى مناطق أخرى عديدة يستقرّ فيها الثوّار، على رأسها إدلب

عشرات الآلاف من سكّان شرقي حلب هم اليوم في خطر حقيقي على حياتهم. ليس فقط بسب نقص الطعام والأدوية وتدمير كلّ المستشفيات في المدينة، بل بسبب عملية “تصفية الحسابات” التي بان أولها في اليومَين الماضيَين، إذ قام جنود الأسد والميليشيات الداعمة له بتنفيذ مجزرة ضدّ كلّ مَن يُشتبَه بتعاونه مع الثوّار. ينضمّ الجنود السوريون وأفراد الميليشيات إلى عصابات النهب التي لا ترحم أحدًا، بل تقتحم البيوت، تنهب كلّ من تصادفه، وتبيع مسروقاتها لكلّ مَن يرغب.

حلب، التي استولى عليها المعارضون، خضعت لنظام الأسد. ومقاتلو المعارضة سيُخلَون عبر الحافلات، مع السكان المحليين الذين بقوا في أنقاض ما كان ثاني أكبر مدينة في سوريا.‎ ‎وسيؤدي اتفاق وقف إطلاق النار، الموقَّع بوساطة روسية وتركية، إلى إفراغ حلب من معارضي الرئيس بشار الأسد، الذي سيتمكن بعد ثلاث سنوات ونصف من القتال من الإعلان أنّ العاصمة الاقتصادية لبلاده في حوزته.

ثوار حلب يخسرون المعركة أمام البطش الأسدي (AFP)
ثوار حلب يخسرون المعركة أمام البطش الأسدي (AFP)

حقّق الأسد وشركاؤه في الحرب السورية انتصارًا عسكريا وإعلاميا هائلا بحسم معركة حلب، لكنّ الحرب في سوريا بعيدة عن نهايتها، وستستمر وقتًا طويلا بعد. سبب ذلك هو رفض المعارضين أن يستسلموا، وعدم استعداد الجيش السوري للإقامة الطويلة في المناطق التي يستعيدها. فظاهرة الانشقاقات والتهرب من الخدمة العسكرية، فضلًا عن الخسائر الكبيرة في الأرواح، أدّت إلى انخفاض عديد الجيش إلى النصف مقارنةً بعدده عشية الحرب الأهلية.

“هذا هو سبب عودة العديد من البلدات والقرى التي يُخضعها جيش النظام إلى الثوار، ثمّ إلى الجيش من جديد. هذا ما يمكن أن يحدث أيضًا في حلب ومحافظة إدلب شمالي البلاد، التي هرب إليها مَن تبقى من الثوّار. فهناك ستدور كما يبدو المعركة الأساسية القادمة”، كما قدّر هذا الصباح المحلّل العسكري الإسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي.

الرابحون الأساسيون من انتصار الأسد في حلب هم أبناء الطائفة العلوية وأقليات أخرى، بينها السُّنة من الطبقة الوسطى الذين يكسبون رزقهم بفضل النظام. توفّر السيطرة على حلب ميزات استراتيجية عديدة للنظام. فالمدينة شكّلت جبهة لوجستية وعملياتية للجيش السوري، فيما يقطع سقوطها في يد النظام عن الثوار قواعد إمدادهم في تركيا. لكن بادئ ذي بدء، يبرز الإنجاز المعنوي، الذي يرفع معنويات الأسد ويقضي على الروح القتالية لمعارضيه، الذين يُذبَحون في هذه الأيام شرقي المدينة مع المواطنين المحليين.‎ ‎

الروس أيضًا رابحون من حسم المعركة على المدينة. فوفق منهجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعزّز القوة الجوية التي أرسلها إلى سوريا قوة الأسد في السلطة، لكنها بالمقابل تحافظ على تبعية السوريين لسوريا.

في المعركة القادمة التي ستكون إدلب مسرحها كما يبدو، سيستمرّ الروس في طريقة الغارات الثقيلة وعديمة التمييز من الجوّ، فيما يواصل الجيش السوري والميليشيات الشيعية زحفها نحو المدينة، ساحقةً كلّ من يجرؤ على معارضة النظام أو يُعتبَر كذلك.

اقرأوا المزيد: 399 كلمة
عرض أقل
فهد المصري (Facebook)
فهد المصري (Facebook)

رسالة الناطق السابق باسم الجيش السوري الحر لشعب إسرائيل

بدءا من الاعتراف بهولوكوست اليهود، مرورا بشرعية دولة إسرائيل، وصولا إلى الوعد بإيقاف لجوء الفلسطينيين، فهد المصري يكسر كل المتفق عليه

في خطاب مصوّر مدته 27 دقيقة نشره فهد المصري، الناطق السابق باسم الجيش السوري الحر، يوجّه نداء علنيا وجريئا إلى الشعب الإسرائيلي ومتخذي القرارات الإسرائيليين، طالبا دعم منظمات المعارضة السورية في الحرب الأهلية السورية. “نمد أيادينا إلى الشعب الإسرائيلي نحو السلام” كما قال المصري بالفم الملآن.

أكد المصري في كلامه مكررا أنّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو في الواقع ضروري: “العيش المشترك في منطقتنا مع إسرائيل ممكن ومقبول، فإسرائيل بدت حقيقة وواقعا يعترف به العالم”، كما أوضح.

لم ينكر المصري نصيب يهود سوريا المنفيين أيضا، فقد اعترف أنّ “الإرث اليهودي الديني والثقافي والإنساني والحضاري في سوريا جزء لا يتجزأ من هوية وتراث وإرث سوريا ومن هوية وتراث المنطقة برمّتها”.

https://www.youtube.com/watch?v=Cn3TE6WJ4rk

قال المصري إنّه بحسب رأيه فإن الشعب اليهودي تحديدا قادر على التماهي جيدا مع معاناة الشعب السوري، بسبب الإبادة الجماعية التي مر بها، الهولوكوست. بحسب كلامه، لا تختلف معاناة الشعب السوري في هذه الأيام عن المعاناة التي مر بها اليهود في أوروبا في أربعينيات القرن الماضي.

فوفق الرؤيا التي عرضها المصري، ستكون سوريا بعد سقوط الأسد شريكا ملائما للسلام مع إسرائيل. وقد ذكر معاهدة السلام مع إسرائيل بقيادة السادات ومعاهدة السلام مع الفلسطينيين بقيادة رابين، وقال إنّه يجب المضي في طريقهما. “نرحب بإسرائيل جارة آمنة لنا”، كما قال وأضاف “لن تكون سوريا الجديدة دولة معادية لأية دولة”.

أشار المصري أيضًا إلى القضية الفلسطينية قائلا إنّ سوريا ستستمر في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، ووفقا لرؤيته، سيتم أيضًا منحهم مكانة مساوية في سوريا وإمكانية للاندماج بشكل كامل، بحيث لن يظلوا بعد ذلك لاجئين وسيتم تفكيك مخيّمات اللاجئين المغلقة عليهم.

ومع ذلك، في مقطع الفيديو الذي توجّه فيه المصري إلى الإسرائيليين بتودّد داعيا إلى إيجاد شراكة إسرائيلية مع معارضة الأسد، كرّر الادعاء أنّ سبب بقاء الأسد في الحكم هو حماية إسرائيل. ولم يوضح هذا التناقض بين التصريحين.

اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل

بالفيديو: داعش يدعي أنه قريب جداً من إسرائيل

أعلنت 3 جماعات الولاء لتنظيم داعش وبدأت بالتعاون فيما بينها قبل 3 أشهر في جنوب الجولان، على مسافة تبعد كيلومترات قليلة من إسرائيل

اتحدَت مؤخرًا في جنوب الجولان السوري 3 جماعات تحت راية تنظيم داعش. وتظهر في أول توثيق نشره اتحاد تلك الجماعات معارك السيطرة على سهل اليرموك – مثلث الحدود بين الأردن – إسرائيل – سوريا – ضد جماعات المُعارضة الأخرى، وعلى رأسها الجيش السوري الحر الذي يظهر في الفيديو بصفته جيشا مأجورا أمريكيا.

ويعمل داعش، من خلال أولئك المقاتلين، على ترسيخ تأثيره في مثلث الحدود الإسرائيلية – الأردنية – السورية، من خلال السيطرة على مُعدّات حربية ثقيلة. في المقابل، يعمل أيضًا على تصفية قادة الجماعات المنافسة باستخدام السيارات المُفخّخة.

وتُطبّق في القرى البعيدة بضعة كيلومترات عن إسرائيل شرائع الدولة الإسلامية، مثلا جلد من يقوم بتجاوزات بسيطة كما يُظهرها الفيديو الذي نشره التنظيم. يأتي كل ذلك من دون أن تُذكر في الفيديو كلمة تهديدية واحدة ضد إسرائيل، إذ إن هذه الجماعات ترى أن الأعداء الداخليين في سوريا، هم المستهدفون.

تحذير: تظهر في الفيديو مناظر صعبة للمُشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=XbTNBrUPzGk

وأُطلِقَت تهديدات حادة ضد ملك الأدرن، الملك عبد الله الثاني، الذي “تواطأ” مع “النظام الصليبي الأمريكي الكافر”، ضد الجهاديين.

اقرأوا المزيد: 159 كلمة
عرض أقل
أسماء الأسد (AFP)
أسماء الأسد (AFP)

اغتيال المسؤول عن حماية أسماء الأسد في دمشق

بالفيديو: الثوار السوريون يتبنون اغتيال المسؤول عن أمن زوجة الأسد، العقيد شاليش واثنين أخرين

07 أبريل 2016 | 14:10

قال “لواء المهام السرية”، الموالي للمعارضة السورية المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية، إنه نجح بالتعاون مع لواء أخر في اغتيال العقيد في الجيش النظامي، العقيد حسام عبّود شاليش، المسؤول عن أمن زوجة الرئيس بشار الأسد، واثنين من مرافقيه في العاصمة دمشق.

وأصدر اللواء فيديو أكّد فيه نجاحه في اغتيال المسؤول الأول عن الأمن لزوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، مساء الثلاثاء في وسط العاصمة السورية دمشق، وفق ما نقلت وكالة قاسيون المعارضة على موقعها.

وسبق للواء، الذي يُشكل إحدى فرق العمليات الخاصة في الجيش السوري الحر، تبني اغتيالات سابقة لعددٍ من ضباط الجيش النظامي السوري.

يذكر أن “لواء المهام السرية” تبنى بالاشتراك مع “لواء فرسان حوران” اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني “سمير قنطار”، نهاية كانون الأول/ديسمبر العام الماضي في مدينة “جرمانا”، فيما قال الحزب أن غارةً نفذتها مقاتلات إسرائيلية أسفرت عن مقتل القنطار حينها.

اقرأوا المزيد: 131 كلمة
عرض أقل
صورة لما يبدو انه مقاتلة روسية تشن غارة في سوريا  (وزارة الدفاع الروسية/اف ب/ارشيف)
صورة لما يبدو انه مقاتلة روسية تشن غارة في سوريا (وزارة الدفاع الروسية/اف ب/ارشيف)

عملية برية واسعة للجيش السوري بدعم جوي روسي

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "أكثر من 90 بالمئة من غارات الروس لم تكن ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو ضد إرهابيين مرتبطين بالقاعدة". لقد كانت في قسمها الأكبر ضد مجموعات معارضة معتدلة"

بدأ الجيش السوري الأربعاء عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوما للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، تزامنا مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات.

وفي موقف لافت، أبدت موسكو الأربعاء استعدادها لإجراء اتصالات مع “الجيش السوري الحر” في إشارة إلى الفصائل المصنفة بـ”المعتدلة”، رغم تكرار مسؤولين روس في الأيام الأخيرة أنهم ينتظرون شرحا من الدول الغربية لمفهوم “المعارضة المعتدلة”.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الأربعاء “بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي (…) تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي”، تستهدف “أطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا” التي تتعرض منذ أيام لضربات روسية جوية.

ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة وفق المصدر، جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، بالإضافة إلى فصائل أخرى مقاتلة بعضها إسلامية كـ”صقور الغاب وتجمع العزة”.

وأكد مصدر عسكري في ريف حماة لوكالة فرانس برس “إن الجيش السوري يعمل في عملياته الأخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي”.

ويسيطر “جيش الفتح” المكون من فصائل إسلامية عدة بينها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام على محافظة ادلب. وتنتشر هذه الفصائل الإسلامية بالإضافة إلى مجموعات أخرى مقاتلة في مناطق عدة في ريف حماة الشمالي.

وحاولت هذه الفصائل خلال الأشهر الأخيرة التقدم من إدلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية (غرب) التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد.

ويسعى الجيش، وفق المصدر، إلى “تأمين طريق دمشق حلب الدولي” الذي يمر عبر حماة و”المغلق حاليا بسبب العمليات العسكرية”.

وتزامن بدء هذه العملية مع إعلان بوتين الأربعاء أن العمليات الروسية المقبلة “ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري” مضيفا ان “سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري”.

في غضون ذلك، عادت الولايات المتحدة الأربعاء للحديث، ولكن بحذر شديد، عن إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، المطلب التركي القديم العهد الذي ومنذ بدأ النزاع في سوريا قبل أربعة أعوام لا يكاد يطفو على السطح حتى يعود ويتلاشى.

وسأل صحافيون الرئاسة ووزارة الخارجية الأميركيتين الأربعاء عن مدى صحة ما ذكرته شبكة “سي ان ان” من أن وزير الخارجية جون كيري سلم قبل أيام البيت الابيض مشروعا لاقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا.

ورفض المتحدث باسم الخارجية جون كيربي التعليق على ما إذا كان الوزير قد قدم فعلا توصية بهذا الصدد إلى الرئيس باراك أوباما أو لا، ولكنه أقر في الوقت نفسه بأن هذا الموضوع هو مدار بحث في واشنطن.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء أن طائرة واحدة على الأقل تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية اضطرت لتغيير مسارها أثناء تحليقها في الأجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنه “منذ 30 ايلول/سبتمبر وحتى الآن اصابت الضربات 112 هدفا. وكثافة الضربات تتزايد”، مشيرا إلى أن “أربع سفن من أسطول بحر قزوين شاركت في العملية العسكرية”.

ويظهر شريط فيديو ورسوم بيانية نشرتها وزارة الدفاع الروسية إطلاق الصواريخ من سفن حربية في بحر قزوين لتعبر الأجواء الإيرانية ومن ثم العراق وصولا إلى سوريا.

وبعد مقارنة الرسوم البيانية لأهداف الصواريخ مع خريطة المناطق السورية، يمكن التقدير أن إحدى هذه الصواريخ سقطت في المنطقة التي تتواجد فيها مدينة الباب في حلب، فيما تظهر الصواريخ الأخرى متجهة نحو أهداف في محافظة ادلب.

إلا أن جون كيربي أعلن الأربعاء “أكثر من 90 بالمئة من غاراتهم التي شهدناها لم تكن ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو ضد إرهابيين مرتبطين بالقاعدة. لقد كانت في قسمها الأكبر ضد مجموعات معارضة” معتدلة تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت طائرات روسية منذ ليل الثلاثاء الأربعاء ثلاثين غارة على الأقل على ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى 16 غارة استهدفت محافظة إدلب”.

ووفقا للمرصد، قتل ستة أشخاص بينهم طفلان جراء غارات “يعتقد أنها من طائرات روسية استهدفت بلدة معصران في ريف معرة النعمان” في إدلب.

ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا شن ضربات جوية تقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فيما تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة وتنتقد استهدافها فصائل “المعارضة المعتدلة”.

وإزاء هذه الانتقادات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أنه “وفقا للموقف الذي عبر عنه الرئيس بوتين فان روسيا مستعدة للمساهمة في توحيد جهود الجيش السوري والجيش السوري الحر لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى بما في ذلك التنسيق مع طلعات الطيران الروسي”.

وأبدت في بيان استعدادها لإجراء اتصالات مع “قادة هذه البنية لبحث إمكانية مشاركتها في العمل لوضع عملية تسوية سياسية للأزمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية”.

وأكد بوتين الأربعاء أن نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اقترح عليه الجمعة في باريس “توحيد جهود” قوات الأسد والجيش السوري الحر، لكن مصادر مقربة من هولاند أعلنت اليوم أن الأخير لم يقترح هذه الفكرة لكنه ذكر بوتين “بضرورة وجود المعارضة السورية في أي مفاوضات محتملة”.

 

اقرأوا المزيد: 743 كلمة
عرض أقل
Elizabeth Tsukrov, Syrian Expert with FORTH
Elizabeth Tsukrov, Syrian Expert with FORTH

الإسرائيلية الأكثر قُربًا إلى سوريا

الأمر الذي بدأ قبل عدة سنوات كحماس من الثورة جعل الشابة الإسرائيلية إحدى أكبر الخبيرات والأكثر عُمقا بما يحدث في سوريا

يتابع نحو عشرين ألف شخص، من أماكن مختلفة في سوريا، في المنطقة وفي العالم، إليزابيث تسوركوب بحماسة. شابة خبيرة في شؤون الشرق الأوسط، تُعتبر مرجعا في كل ما يتعلق بما يحدث في سوريا. تحمل تسوركوب اللقب الثاني في الشرق الأوسط من جامعة تل أبيب وتكتب في “منتدى التفكير الإقليمي” في موضوعات تتعلق بسوريا، الخليج العربي، مواقع التواصل الاجتماعي والنضالات من أجل التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط.

ليس أن سنّها الصغير، وأسلوبها المباشر، يُفاجئان بحقيقة أن معظم الخبراء في هذا الشأن يتابعونها بحماسة، بل أيضا حقيقة أنها إسرائيلية. في محادثة مع طاقم “المصدر” تتحدث عما جعل شابة صغيرة من تل أبيب تستثمر ساعات طويلة كل يوم، على مدى سنوات، في الحرب الأهلية السورية.

“بدأ ذلك في بداية الثورات العربية. قبل ذلك كان لديّ أصدقاء سوريون، ومن أجل ذلك فعندما بدأت المظاهرات الأولى في آذار 2011، بدأت بمتابعتهم من قريب والتحمّس للمظاهرات المختلفة، الدعوات، الأغاني الخاصة. كانت تلك فترة تبدو اليوم وكأنها في عصر آخر، ولكن ذلك كان قبل مدة قصيرة فعلا”.

عندما تقولين أصدقاء، هل تقصدين أصدقاء في الفيس بوك؟

أصدقاء من منصّات إلكترونية مختلفة في الإنترنت. التقيت ببعضهم منذ ذلك الحين، وخصوصا في تركيا والأردن. كلّما اهتممت أكثر، اكتشفت استعدادا أكثر في أوساط السوريين للحديث معي، ومشاركتي بتجربة هذه الحرب الأهلية. تحدّثنا عن أمور لا تتعلق إطلاقا بالسياسة أيضًا، مثل شؤون شخصية، رومانسية، أسرية.

هل يعرف الجميع أنّك إسرائيلية؟

نعم، يعرف الجميع أنّني إسرائيلية. أنا لا أخفي ذلك.

أليس لديهم مشكلة مع ذلك؟

لا يتواصل معي أولئك الذين لديهم مشكلة مع ذلك، ببساطة. هناك أشخاص لا يزالوا على تواصل معي رغم أنّهم مرّوا بمسار تطرّف ديني خلال السنوات الأخيرة. أنا بنفسي قطعت العلاقة مع أشخاص كانوا في الماضي مع الحرية وفجأة يصفون بن لادن شهيدًا.

هل تعتقدين أن الانفتاح تجاه الإسرائيليين هو شيء يُميّز الجيل الشابّ في سوريا؟

أجد صعوبة في التفكير ولو بحادثة واحدة كنت قد توجّهت فيها لأحدهم وقال لي “عذرًا، لكنّنا لا نتحدث مع الإسرائيليين”.

لقد تغيّر، في أعقاب الثورة، الكثير ممّا أعتقده الناس عن العالم حولهم. على سبيل المثال، كان هناك تأييد كبير لحزب الله في أوساط السوريين. اليوم، يتظاهر الناس ضدّه ويحرقون أعلامه. بالمناسبة، إذا أراد الناس حرق علم إسرائيل، فسيكون ذلك عامّةً علمًا تم رسمه على ورقة، إذ من أين سيحصلون على علم حقيقي؟ إذا أرادوا حرق علم حزب الله – فلا مشكلة في الحصول على علم حقيقي، فقد كانوا يفخرون بهذه الأعلام ذات مرة. قال لهم النظام على مدى سنوات: أنا قائد المقاومة ضدّ إسرائيل، أنا مع الفلسطينيين، ثم يرون أن حزب الله يعمل ضدّهم وأنّ النظام يقتل الفلسطينيين في اليرموك. وسوى ذلك، فالمساعدة الطبية التي تقدّمها إسرائيل للجرحى هي شيء يدركه الناس ويؤثّر فيهم.

الآن، أين نقف من حيث المعركة الكبرى، تموز 2015؟

أرى تراجعا كبيرا جدّا لنظام الأسد. منذ الأيام الأولى التي استخدم فيها النظام القوة العسكرية، كان لديه نقص في القوى البشرية التي يمكن الوثوق بها بأن تقاتل وألا تنضم لصفوف الثوار. المشكلة الآن أخطر بكثير لأنّ الناس أصبحوا يدركون أنّ احتمال الموت كبير جدّا. يحاول الأسد الظهور بأنّه يسيطر أيضًا على المناطق البعيدة عن العاصمة أو المناطق التي فيها غالبية علوية، ولكن الناس يقولون: لماذا أضحي بحياتي من أجل الحفاظ على مطار في دير الزور أو قرية سنية في إدلب؟ لذلك، فلم يعد ينضم العلويّون والدروز إلى الخدمة العسكرية أيضًا. أما الثوار، فتحديدا لأنّهم غير موحّدين، يمكنهم شنّ الهجمات في الكثير من الأماكن. على سبيل المثال الآن، نحن نرى في آنٍ واحد هجمة في منطقة جنوب سوريا، وحلب، وإدلب أيضا. وهذا دون داعش.

ماذا بالنسبة لداعش؟

كان لديهم في الماضي اتفاق على أنّه وقت الهدوء مع النظام، لا يحاول أي من الأطراف ضرب الطرف الثاني. لقد خصّص نظام الأسد عام 2014 ما معدله 16% من هجماته ضدّ داعش فقط. أما البقية فقد كانت ضدّ الثوار الآخرين. بالنسبة لداعش كانت النسبة مماثلة. تعلم داعش أنّ أيديولوجيّتها ليست جذّابة بالنسبة للغالبية العظمى من السنة في سوريا أو الشرق الأوسط، في حين أنّ هناك تأييد للثوار السنة. يريد كلا الطرفين، الأسد والثوار، الوصول إلى هذا الوضع: إمّا أنا أو داعش.

ألاحظ بأنّك تقولين “النظام”، في حين أنّه في التصوّر الإسرائيلي ليس هناك “نظام”، بل هناك إيران التي تقف خلفه

هذا تصوّر تبسيطي قليلا. لا شكّ أن هناك حضورا ونفوذا كبيرا جدا لإيران، ولكن لا يزال هناك نظام الأسد.

ولكن من الذي يوقّع على الشيكات؟

لا شكّ أنّ النظام لا يزال قائما بفضل الإيرانيين فقط. منذ عام 2012، عندما فرض الإيرانيون على حزب الله التدخّل كان هناك اتّجاه لعودة سيطرة النظام. ولكن هذا الاتّجاه انقلب مؤخرا. ومع ذلك، يختار حزب الله بنفسه أين يقاتل، في المناطق المهمة بالنسبة له، بشكل أقل من المناطقة المهمة بالنسبة للنظام.

وماذا يحدث مع الثوار؟

لا شكّ أنّ هناك زيادة كبيرة في المساعدات الخارجية. لديهم أسلحة أكثر بكثير. إذا كانوا سابقا بحاجة إلى التوسّل من أجل بضع رصاصات وكانوا يعطونهم من حين لآخر صواريخ مضادّة للدبابات، فالشمال السوري اليوم مغمور بالسلاح. بالإضافة إلى ذلك، غيّرت داعش استراتيجيتها وهي تهاجم النظام.

ماذا عن جيش الفتح؟

في شمال سوريا المجموعة الأكبر هي أحرار الشام، ويتمتع السلفيون بالدعم القطري، وثاني أكبر مجموعة هي جبهة النصرة، وهذا مقلق. أما في الجنوب فقوّتهم أضعف، فهناك الجيش السوري الحر الذي يشكّل نحو 70% من قوات الثوار. في الجنوب، لا تزال تظهر المجموعات العلمانية زخمها، رغم البروز الإعلامي للسلفيين.

ماذا تعلمين عن التدخّل الإسرائيلي في سوريا؟

لديّ معلومات جزئية جدّا لأنّ جميعها يأتي من الجانب السوري. تقدّم إسرائيل دعما لمجموعات الثوار في جنوب سوريا مثل تقديم العلاج الطبي والمساعدة الإنسانية مثل الغذاء للرضع، البطانيات، وكما يبدو أيضًا الأسلحة الخفيفة.
يتم تنسيق نقل الجرحى عن طريق الجيش السوري الحر، ممّا يمنع دخول عناصر سلبية، مثل جبهة النصرة على سبيل المثال، التي تعارض تماما التعاون مع إسرائيل، رغم ما يقوله الدروز. أنا أؤيد ذلك جدّا، أيضًا بسبب المسألة الإنسانية، وأيضًا لأنّنا في الماضي اعتمدنا على النظام وعلينا الآن الاعتماد على الشعب.

ما هي الردود حول ذلك في سوريا؟

جيّدة جدّا. بشكل أساسيّ لأنّ الحديث يجري عن علاج طبي ذي جودة عالية، للأشخاص الذين يأتون في حالات صعبة جدّا، ومن الواضح جدّا بأنّهم لم يكونوا ليتمكّنوا من البقاء على قيد الحياة دونه.

سؤال تلخيصي: كيف كنت تريدين مستقبل سوريا وإلى أين تعتقدين أن الأمور ستسير؟

لمزيد الأسف هناك فجوة كبيرة جدا بين كلا الأمرين. في رأيي ستستمر الحرب لسنوات طويلة أخرى، حتى لو سقط الأسد. نحن نرى تعزّز العناصر المتطرّفة وهذا ليس ما أتمنّاه لسوريا ولا أعتقد بأنّ هذا ما يريده معظم السوريّين. كنت أريد أن تكون هناك عملية سلام ومصالحة، وأن تعيش جميع الطوائف معًا، ربّما في إطار فدرالي ما، دولة يتم انتخاب الحكومة فيها ديمقراطيًّا. لا يهمّني إذا ما كان الحكم المستقبلي مع أو ضدّ إسرائيل. يهمّني ما يعود بالخير على السوريين.

صور تعرض الدمار في سوريا ضمن هاشتاغ "الصيف في سوريا" (Twitter)
صور تعرض الدمار في سوريا ضمن هاشتاغ “الصيف في سوريا” (Twitter)
اقرأوا المزيد: 1026 كلمة
عرض أقل
مظاهرة للمعارضة السورية في شوارع مدينة حلب (AFP)
مظاهرة للمعارضة السورية في شوارع مدينة حلب (AFP)

مصير المعارضة السورية

المعارضة السورية لا تزال عالقة عند العام 2012. الأسد يقتل شعبه ولا تزال الثورة سلمية متمثلة بالمظاهرات. وعندما يُسألون عن تنظيم "داعش"، فإن الجواب هو واحد: "إنها صنيعة النظام"

أيهما أهم؟ إزالة نظام بشار الأسد أم محاربة الإرهاب في سوريا؟ لربما كان هذا السؤال الأهم لدى كل من الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي في الوقت الراهن. فمن جهة، يرى كثيرون بأن النظام السوري ارتكب جرائم ضد الإنسانية، ومن جهة أخرى يؤمن العديد بأن النظام، وإن كان قد ارتكب الكثير من الفظائع، فإنه على الأقل نظام يمكن التفاهم معه للتوصل إلى حلول وسطية، في حين أن التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” لا عمل لها إلا تكفير الناس وقطع رؤوس المعارضين. وبالتالي، فإن الأولوية يجب أن تكون لمحاربة وهزيمة الجهاديين.

ونظرا لعدم فعالية الضربات الجوية الحالية للتحالف الدولي في سوريا واستحالة إنزال قوات أمريكية على الأرض، هناك أصوات في الولايات المتحدة تدعو لشراكة مع الأسد من أجل محاربة الجهاديين، في الوقت الذي يبرز فيه خلاف حول الموضوع السوري داخل الحكومة الأمريكية نفسها. فالبيت الأبيض والكونغرس متفقان على وجوب إزالة التنظيمات المتطرفة من الوجود، إلا أن طريقة تحقيق هذا الهدف هي مثار للخلاف. ونتيجة لذلك، تجد الحكومة نفسها مشلولة في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الأهلية السورية التي باتت على عتبة عامها الخامس.

في خضم هذا التضارب في التعاطي مع الأزمة السورية، لا بد من التساؤل عن حال المعارضة التي سلب منها الأضواء موضوع الجهاديين في الأشهر الماضية. فهي ببساطة لا تزال عالقة عند العام 2012. النظام يقتل شعبه ولا تزال الثورة سلمية متمثلة بالمظاهرات والتي يحميها الجيش الحر، وعندما يُسألون عن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وجبهة النصرة وباقي التنظيمات المتطرفة، فإن الجواب هو واحد: “إنها صنيعة النظام”.

الرئيس السوري بشار الأسد متوجها الى مكتبه (AFP)
الرئيس السوري بشار الأسد متوجها الى مكتبه (AFP)

غادرت سوريا في النصف الثاني من العام 2013. في تلك الفترة، وخلال جولتي الأخيرة على عدد من المدن السورية ونصف حلب الشرقي، لاحظت اختفاء “العلم السوري القديم” (علم الاستقلال/الانتداب) وتواجد العلم الأسود الخاص بالتنظيمات الإسلامية المتطرفة. على طول الطريق من حلب إلى دمشق، وفي كافة المناطق التي يسيطر عليها ما يدعون في الإعلام باسم “الثوار،” لم يعد هناك علم إلا العلم الأسود، وباتت العناصر الموالية للتنظيمات المتطرفة هي التي تستقبلنا عند نقاط التفتيش. قد يقول أحدهم بإن اللقطات الموجودة على يوتيوب “مفبركة” وبأن الجيش الحر موجود فعلاً، لكنّي أميل إلى تصديق وما أراه بعينيّ أكثر بكثير من أي مقطع فيديو لأي طرف كان.

في الإعلام، هناك “الجيش الحر” بقيادته المقيمة في تركيا (بالرغم من آلاف الكيلومترات السورية “المحررة” على حد زعمها)، ولكن على أرض الواقع، هناك تنظيمات مسلحة متعددة يتبع كل منها “ممولها.” وطالما أن ممولي هذه التنظيمات لا يزالون مختلفين فيما بينهم، تبدو عملية التوحيد صعبة. كما أن الأمر الأكثر استحالة – حتى في حال اتحاد الممولين – هو إقناع قادة تلك المجموعات بالعمل تحت إمرة بعضهم البعض بشكل هرمي. وبالرغم من هذا الواقع، ففي كل مرة يلتقي فيها مسؤولون أمريكيون أعضاء المعارضة السورية، تُطرح فكرة تشكيل جيش منظّم قادر على مقارعة النظام والتنظيمات المتطرفة.

مقاتلو الجيش السوري الحر في المعارك على مدينة حلب (AFP)
مقاتلو الجيش السوري الحر في المعارك على مدينة حلب (AFP)

من ناحية أخرى، فشل قادة المعارضة في تبرير وجود غالبية كبيرة من الشعب السوري لا تزال مؤيدة للنظام. ففكرة أنهم مأجورون أو مضطرون لم تعد كافية. هذا العدد المتزايد من الداعمين للنظام السوري والمدركين لمساوئه ولكن متقبلين لها مؤقتاً على الأقل باتت مهددة لأي جهود هادفة لتقديم المعارضة السورية إلى الواجهة. فبات “أضعف الإيمان” – كما يقال – تقديم عدد من المقاعد السياسية لهم بالمشاركة مع النظام لعلهم يتمكنون من كسب بعض الشعبية، بعد فشلهم في تقديم أنفسهم أمام السوريين الذين اقتنعوا بأن النظام، وبكل مساوئه، أفضل منهم.

لا تبدو الخيارات مريحة أمام الإدارة الأمريكية: الضربات الجوية غير فعّالة، والتعامل مع النظام السوري خط أحمر، والمعارضة فقاعة إعلامية أكثر منها أداة مفيدة أو فاعلة على الأرض. ومع التنازع المستمر بين البيت الأبيض والكونغرس، والذي من المرجح أنه يطول حتى نهاية العام 2016، لا يبدو بأنه سيكون هناك حلول جدّية للصراع السوري في المستقبل القريب.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع “منتدى فكرة”

اقرأوا المزيد: 583 كلمة
عرض أقل
تظهر المدربين العسكريين الأمريكيين الجنود العراقيين كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية (AFP)
تظهر المدربين العسكريين الأمريكيين الجنود العراقيين كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية (AFP)

واشنطن سترسل مئات العسكريين لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة

احدى المشاكل التي تواجهها الادارة الاميركية هي تحديد من هم المقاتلون الذين يمكن ان يستفيدوا من التدريب والتحقق من انهم لا يقيمون صلات مع الدولة الاسلامية

قررت الولايات المتحدة ارسال مئات العسكريين الاميركيين لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في معسكرات ستستضيفها السعودية وتركيا وقطر.

واوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الاميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي الجمعة ان العدد الاجمالي للعسكريين الاميركيين، بين مدربين وعناصر دعم، الذين سيشاركون في هذه المهمة، قد “يبلغ حوالى الف جندي او اكثر بقليل من ذلك”.

وبحسب البنتاغون فان “السعودية وقطر وتركيا وافقت على استقبال معسكرات تدريب”، كما وافقت على ان تؤمن هي ايضا مدربين عسكريين. وقال كيربي ان بلدين اخرين مهتمين بتوفير مدربين في اطار هذه العملية لكنه لم يكشف عنهما.

واستلزم التوصل الى هذه الصيغة مفاوضات استمرت اشهرا عدة بين مختلف الدول المعنية.

وأضاف كيربي ان الادارة الاميركية تأمل ان يبدأ تدريب اول دفعة من المقاتلين السوريين “في نهاية آذار/مارس” بحيث ينهون تدريبهم ويصبحون جاهزين للقتال “في نهاية العام”.

وقال كيربي ان اول المدربين الاميركيين قد يبدأون العمل “خلال 4 الى 6 اسابيع” ومعظمهم سيكونون من القوات الخاصة الاميركية.

 البنتاغون مغطى بالثلج (AFP)
البنتاغون مغطى بالثلج (AFP)

ولكن المتحدث باسم البنتاغون حذر من انه “لا يزال امامنا الكثير من العمل للقيام به” من اجل الالتزام بهذه المهل.

واكد كيربي ان المهمة الاولى للمقاتلين الذين سيتم تدريبهم ستكون “حماية مجتمعاتهم ومواطنيهم” وشن “هجمات” ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

كما ستكون مهمة هؤلاء المقاتلين “دعم المعارضة” المناوئة للرئيس بشار الاسد وذلك بهدف التوصل الى حل للنزاع السوري.

واوضح المتحدث ان الولايات المتحدة وشركاءها وضعوا هدفا هو تدريب اكثر من خمسة الاف مقاتل سوري هذا العام.

ووافق الكونغرس الاميركي الشهر الماضي على تمويل برنامج تدريب وتجهيز القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة.

وكان معارضون سوريون معتدلون وبرلمانيون اميركيون اتهموا الرئيس اوباما بالمماطلة في تقديم دعم للمعارضة السورية.

واحدى المشاكل التي تواجهها الادارة الاميركية هي تحديد من هم المقاتلون الذين يمكن ان يستفيدوا من التدريب والتحقق من انهم لا يقيمون صلات مع الدولة الاسلامية.

وقال كيربي انه لم يتم حتى الان استقطاب اي سوري لتدريبه. واضاف “حددنا عددا كبيرا من المجموعات التي يمكن” ان تشارك في البرنامج “ونواصل تقييم الوضع”.

الجيش السوري الحر(فيس بوك)
الجيش السوري الحر(فيس بوك)

وستعتمد الولايات المتحدة وشركاؤها اجراءات تحقق صارمة في صفات المرشحين لتفادي حصول عمليات تسلل على ان يستمر ذلك بعد بدء التدريب.

وقال كيربي “من الافضل ان نعمل بشكل متقن، على ان نعمل بسرعة”.

والتقى الجنرال مايكل ناغاتا الذي يقود القوات الخاصة الاميركية في الشرق الاوسط والمكلف تدريب المعارضين السوريين في اسطنبول اخيرا مجموعات من المعارضة السورية المعتدلة لمناقشة برنامج الدعم الاميركي.

وقال كيربي ان الجنرال ناغاتا خرج من هذه اللقاءات بقناعة ان هذه المجموعات “مهتمة” بتقديم متدربين.

وسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) ان طبقت برنامجا محدودا لتدريب معارضين سوريين.

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا ينفذ منذ الصيف الماضي ضربات جوية تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في العراق وفي سوريا.

اقرأوا المزيد: 405 كلمة
عرض أقل
شبيحة الأسد (Facebook)
شبيحة الأسد (Facebook)

شهادة إسرائيلي وقع في أسر شبيحة الأسد

شهادة لشاب من قلنسوة (20 عاما) في إسرائيل تسلل إلى سوريا بهدف الانضمام لتنظيمات الجهاد، ولكنّه وقع في أيدي قوات الأسد، حيث سجنوه وأذاقوه سوء العذاب

تحدث والد الشاب من قلنسوة الذي سافر إلى سوريا للانضمام للثوار، يوسف نصر الله، البارحة لوسائل الإعلام الإسرائيلية عن المحن والمصاعب التي مرّ بها ابنه في سوريا. نصر الله، البالغ 21 ربيعا، اعتُقل قبل ثلاثة أسابيع على الحدود مع الأردن، بعدما سافر في شهر نيسان الماضي إلى سوريا.

بحسب أقوال الوالد، كان ينتظر ابنه في عمان يوم اعتقاله. “في اللحظة التي أدركنا فيها بأن الجهود الفلسطينية لإخلاء سبيله نجحت، خرجت إلى عمان وهو وصل بالطيارة من دمشق. لا شك أن أبو مازن، بفضل اتصالاته وأجهزته الأمنية ساعد في إخلاء سبيله”. وأضاف الوالد أنه في اللحظة التي وصل هو وابنه عند معبر نهر الأردن تم اعتقال الابن ليخضع للاستجواب في مراكز الشاباك.

وتحدث الوالد عن الفترة التي قضاها ابنه في سوريا قائلا: “تأملت أن يحظى بمعاملة أفضل، لقد كان وكأنه في الجحيم، وبحسب ما أخبرني فإنه لم يكن بعيدا عن الموت الحقيقي. كل يوم، كانوا يجدون جثة أو اثنتين في الغرفة التي كان محتجزا فيها، وأحيانا كانوا يقفون طوال الليل إلى جانب هذه الجثث”. وأضاف الوالد قائلا إن ابنه عاد غير سليم نفسيا جراء ما تعرض له من التعذيب.

“لقد أخبرني عن الوجبات التي كانوا يقدمونها لهم، كيس من الورق في داخله خبز ودلو مليء بالزيتون، هذه هي الوجبات. ومن لم يبق له نصيب من الوجبة كان ينتظر لليوم التالي حتى يأكل. كانوا يبقون أحيانا أياما بلا طعام. أما الأكياس فلم يكونوا يرمونها، وكانوا يستعملونها لتغطية البطن أو الأرجل من البرد القارس داخل الغرفة”.

بحسب الشاباك، اعترف نصر الله في الاستجواب أنه ذهب من الأردن وعبر إلى سوريا من هناك لكي ينضم لأحد تنظيمات الجهاد في سوريا لمحاربة نظام الرئيس الأسد. ووفقا للائحة الاتهام المقدمة ضد الشاب، كان قد خطط أن ينضم لجبهة النصرة، تنظيم الدولة الإسلامية، أو “الجيش السوري الحر”. وورد في لائحة الاتهام: “تمنى المتهم أن يُقتَل خلال محاربته للنظام، على خلفية إيمانه الديني بأن الشهيد مصيره الجنة”.

بالإضافة إلى ذلك، جاء في لائحة الاتهام أن نصر الله اعتُقل مِن قِبَل قوات الأمن السورية بعد عدة ساعات من عبوره الحدود السورية، وهناك تم استجوابه عن إسرائيل فترة طويلة، وتم تعذيبه مِن قِبَل مستجوبين محليين. وضمن ما ورد في لائحة الاتهام، جاء أن نصر الله أعطى معلومات قسرا عن إسرائيل بخصوص مكان قاعدة عسكرية، وعن طريقة الدخول إلى إسرائيل من مناطق السلطة الفلسطينية، وعن طريقة وصوله من إسرائيل إلى سوريا. وقد حاول المستجوبون، كما جاء في لائحة الاتهام، أن يعرفوا في أي مستشفيات تعالج إسرائيل جرحى من الثوار السوريين، لكن نصر الله لم تكن له خلفية حول هذا الموضوع. وقد تم إخلاء سبيله بعد ثمانية أشهر، واعتُقل على الحدود الإسرائيلية.

ووفق ما وصلنا من خلال ما تحدث به محامي الشاب أنّه تم احتجاز نصر الله في ظروف صعبة للغاية، وكان الشاب في ضائقة نفسية. حسب أقواله، تم استجوابه بادعاء أنه جاسوس إسرائيلي، لذلك قاموا بتعذيبه أشد العذاب، وقاموا باستجوابه حول الأجهزة الأمنية في إسرائيل. وحسب أقوال المتهم، كان مُجبَرًا على النوم واقفا، برفقة 100 معتقل آخر في نفس الغرفة، وكان الطعام الذي يأتون به إليهم قليلا جدا. وصف نصر الله أيضا، بحسب أقوال محامي الدفاع، كيف أنه اضطر للبقاء خلال ساعات كثيرة مربوط اليدين إلى السقف، وكيف أنه بقي خلال أيام عديدة في غرفة مليئة بالجثث. وبحسب محامي الدفاع، تعي إسرائيل أنه لا نتحدث هنا عن حادثة أخرى فيها يخطط شاب عربي إسرائيلي للانضمام لداعش أو لتنظيمات أخرى تحت سلطة القاعدة، وأنه حالا بعد اعتقال الشاب في إسرائيل تم اقتياده لإجراء فحص نفسي.

اقرأوا المزيد: 537 كلمة
عرض أقل
جنود سوريون في أسر داعش منقادون شبه عراة في محافظة الرقة (Twitter)
جنود سوريون في أسر داعش منقادون شبه عراة في محافظة الرقة (Twitter)

العام الاكثر دموية في النزاع السوري

اكثر من 76 الف قتيل في سوريا في 2014، بينهم اكثر من 3500 طفل

قتل اكثر من 76 الف شخص في اعمال عنف في سوريا خلال سنة 2014، العام الاكثر دموية في النزاع الذي بدأ في منتصف آذار/مارس 2011، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس.

وغالبية القتلى مقاتلون من الاطراف المتعددة المتحاربة في سوريا على جبهات عدة، من قوات نظامية ومسلحين موالين لها وجهاديين وفصائل مختلفة في المعارضة المسلحة. كما ان بينهم اكثر من 3500 طفل.

اقرأوا المزيد: 64 كلمة
عرض أقل