الجيش التركي

الإرهاب في تركيا (AFP)
الإرهاب في تركيا (AFP)

الإرهاب في تركيا: دليل الحائرين

هناك عدة تنظيمات إرهابية ناشطة في تركيا، ذات أهداف مختلفة، أساس دعم مختلف، وطرق عمل خاصة. طالما تواصل الحكومة التركية عرض جميعها كجبهة إرهابية واحدة، ستفشل في مكافحة الإرهاب

بات الوضع في تركيا مربكا. بعد كل عملية إرهابية يبدأ المحللون فورا في طرح التساؤلات- الأكراد؟ داعش؟ وربما تنظيم فتح الله غولن، الذي حظي سابقا باختصارات خاصة به في تركيا ‎ FETO (Fethullah’s Terror Organization). هناك حتى حركة سرية ماركسية صغيرة تعمل ميدانيا. يُنشئ النشاط الموازي لكل هذه التنظيمات الإرهابية سلسلة من العمليات الإرهابية المقلقة تقوّض الاستقرار في تركيا.

يبدو الأمر معقّدا، ولكنه في الواقع بسيطا جدا. لدى كل واحد من هذه التنظيمات أجندة واضحة وتتفاوت فيما بينها. إن تحديد الأهداف وطرق العمل سيمكننا من فصل هذه الخيوط المتشابكة.

نبدأ تحديدا بالتنظيم الأخير، الأصغر والأقل أهمية. وهو الحركة السرية المعروفة باسم DHKP-C (اختصار بالتركية لـ “حزب التحرر الشعبي الثوري – جبهة”) هو بقايا راديكالية لحزب اليسار الثوري التركي المعروف بـ (DEV-SOL). عملياتها الإرهابية موجهة بشكل أساسيّ ضدّ الشرطة وأجهزة القانون التركية، وكذلك ضدّ أهداف أمريكية. ففي السنوات الأخيرة حاولت، من بين أمور أخرى، ضرب السفارة الأمريكية في أنقرة والقنصلية في إسطنبول. وكما هو حال الكثير من التنظيمات الإرهابية الماركسية العريقة بات التنظيم ينفّذ العمليات لكل من يدفع ثمنا أعلى.

عملية إرهابية في ملهى رينا في إسطنبول (AFP)
عملية إرهابية في ملهى رينا في إسطنبول (AFP)

FETO، تنظيم غولن، هو ليس تنظيما إرهابيا أبدا. يدعي الكثيرون في تركيا وخارجها أن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة بنى منظومة مؤيدين من أجل السيطرة على تركيا. ربما يكون ذلك صحيحا. تسلل أعضاء التنظيم – الذي يسمي نفسه Hizmet (الخدمة بالتركية) – من خلال عمل بطيء وشمولي إلى مناصب رئيسية في الدولة من بينها الشرطة، منظومة القضاء وحتى في الجهاز الحكومي الرفيع، ولكن في بداية عام 2014 بدأ دفعهم خارجا وسُجن الكثير منهم، بعد أن انهارت إجراءات الكشف عن الفساد الكبير في القيادة ومحاولة إسقاط الحكومة.

شارك ضباط تم تعريفهم كأعضاء في تنظيم غولن في محاولة الانقلاب في تموز، ولكن وفقا لكل الشهادات فالحديث يدور عن حزب واحد فقط إلى جانب بعض المجموعات الساخطة في الجيش، وربما تعمل أيضا دون موافقة القائد. حتى اليوم لا تعرف ولا حادثة واحدة فيها إثبات مقنع حول مسؤولية التنظيم عن العمليات الإرهابية الواضحة. رغم ذلك، ادعت السلطات في تركيا أنّ قاتل السفير الروسي عضو في FETO، ولكن اعتمد الدليل على أدلة غير مثبتة لذلك لم يقتنع به أحدا. من المرجح أن أردوغان سيستمر في اتهام صديقه السابق في كل حادثة إرهابية لم يتم فك رموزها.

فتح الله غولن (AFP)
فتح الله غولن (AFP)

الأكراد، المجموعة الثالثة في القائمة، هم ليسوا مجموعة متجانسة حتى عندما يتعلق الأمر بعمليات إرهابية. عدّل تنظيم الـ PKK (حزب العمّال الكردستانيّ)، الذي بدأ طريقه كحركة سرية ماركسية، عن أيديولوجيّته نوعا ما مع مر السنين، ولكن لا يزال يشكّل تهديدا كبيرا على السيادة التركية في شرق الأناضول. بعد انهيار العملية السياسية قبل نحو عام ونصف بدأت حرب داخلية شاملة بين الجيش والشرطة التركية وبين قوات كردية تعمل بشكل سري. إلى جانب القتال المباشر ضدّ الجيش التركي (والذي أضر كثيرا بالكثير من المدن والقرى الكردية في شرق البلاد) يمتلك هذا التنظيم أيضًا ذراعا للعمليات الإرهابية، والذي يعمل بشكل أساسي ضدّ القوى الأمنية في شرق الأناضول.

عام 2004 بدأت تعمل حركة سرية كردية جديدة تحت اسم TAK (اختصار صقور حرية كردستان)، والتي انشقت عن الـ PKK على خلفية استعداد الحركة القديمة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع تركيا. هناك من يدعي أنّ هذا التنظيم ليس سوى تغطية لعمليات مثيرة للجدل لـ PKK، ولكن الأرجح أنّه فرع متطرف للحركة السرية. في السنوات الأخيرة، تنفذ حركة “الصقور” معظم العمليات الإرهابية في تركيا. أهدافها الإرهابية بشكل أساسيّ هي عناصر الجيش والشرطة، وتشكل السيارات المفخخة التي قتلت عناصر شرطة قرب إستاد باشيكتاش والجنود في الشاحنة في مدينة قيصرية في الأسابيع الماضية أمثلة واضحة على ذلك. إلى جانب هذه الأهداف تشمل أهداف هذه الحركة السرية أيضًا مكاتب الحكومة والإدارات المحلية، بشكل أساسيّ في الشرق، وكل المتعاونين مع الحكومة التركية في أوساط القرويين الأكراد.

https://www.youtube.com/watch?v=NtAbUuFLL9E

المجموعة الرابعة، داعش، وهي ليست انتقائية في أهدافها، كما نعلم جيدا، ولكنها تبذل تفكيرا استراتيجيا في اختيار أهدافها أيضا. ففي السنوات الأخيرة نفذت كل عملياتها تقريبا ضدّ مدنيين. أهداف التنظيم هي أولا زيادة التوتر بين الحكومة التركية وبين الأكراد. كانت تهدف العملية في المدينة الحدودية الريحانية وسلسلة العمليات في مدينة ديار بكر إلى الإضرار بالأكراد وزيادة عدم الثقة بينهم وبين الحكومة. هكذا تكون مكاسب داعش مزدوجة- إضعاف الجبهة الكردية ضدّها، وتوجيه الجهود التركية إلى نحو التعامل مع التمرّد الكردي. على المدى القريب المأساوي ساعدت الحكومة التركية داعش في المراحل الأولى، وتجاهلت عملياتها سامحة لها بالتموضع في تركيا. بل هناك من يدعي أنّها استخدمتها لتنفيذ عمليات معينة ضدّ خصوم داخليين. في 2015 فقط، تحت ضغوط غربية، غيرت الحكومة سياستها وبدأت بمكافحتها.

إلى جانب هدف الإضرار بالعلاقات الكردية التركية الواضح، يسعى عناصر داعش إلى الانتقام من الحكومة التركية التي أصبحت عدوّا والإضرار بالأمن الشخصي في تركيا، في الاقتصاد والسياحة. العملية الضخمة في أنقرة قبل نحو عامين، العمليات في شارع الاستقلال وفي ميدان السلطان أحمد في إسطنبول، والعملية الأخيرة في ملهى رينا في إسطنبول هي جزء من تلك الاستراتيجية.

لكل هذه التنظيمات هناك مصلحة في الاستمرار بالإضرار بالدولة التركية، ولكن لكل واحد منها هناك أهدافه الخاصة، قاعدة دعم مختلفة، وطرق عمل خاصة. طالما استمرت الحكومة التركية في عرض جميع التنظيمات كجبهة إرهابية واحدة دون التمييز بينها، وتقويض عمل الشرطة، الجيش والنظام القضائي، واعتقال المشتبه بهم على أساس ارتياب لا أساس له من الصحة، فستفشل في محاولتها بناء استراتيجية واضحة لمعالجة هذه التهديدات الإرهابية.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 817 كلمة
عرض أقل
جنود من البشمركة الأكراد (AFP)
جنود من البشمركة الأكراد (AFP)

من هي القوات التي تعمل على تحرير الموصل؟

وحدة مختارة في الجيش العراقي، قوات شرطة، أكراد، وجهات إضافية أخرى تشارك جميعها في المعركة لتحرير مدينة الموصل. مَن هي هذه القوات؟ وكم تعدادها؟

يشارك عدد كبير من القوات العراقية والدولية في المعركة لتحرير ثاني أكبر مدينة في العراق – الموصل، من براثن داعش.

أعلن رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، عن المعركة المعقّدة، وقد نجحت القوات مجددا في تحرير عدد من القرى والأراضي من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية.

لقد نجح الجنود العراقيون في تحرير مناطق واسعة من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية حتى الآن، ولكن مدينة الموصل هي المدينة الأخيرة التي ما زالت تحت سيطرة داعش.

وثمة قوة أخرى تعمل ضد داعش وهي الوحدة المختارة في الجيش العراقي التي تتزعم المعارك الفاصلة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. لقد أصبح الجيش العراقي الذي خسر عددا من وحداته أثناء المعارك في السنتَين الماضيتَين، قوة هامة في العمل ضد الجهاديين منذ تجدد المعارك برئاسة الولايات المتحدة.

قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)
قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)

إضافة إلى ذلك، أدى الكثير من قوات الشرطة دورا مركزيا هاما في الحرب ضدّ داعش، بل كان دورها أهم من دور الجيش. تشمل قوات الشرطة وحدات خاصة، شرطة فدرالية، وشرطيين من محافظات مختلفة.

ويصل تعداد جنود الولايات المتحدة المشاركين في المعارك إلى أكثر من 7,500 جندي، حيث إن أكثر من نصفهم هم جنود أمريكيون. تشن قوات التحالف الدولي هجوما جويا ضد داعش في العراق وسوريا وتجري تدريبات، وتقدم أسلحة ومعدات لقوات إضافية تحارب الجهاديين. يؤدي معظم جنود قوات التحالف الدولي أدوارا استشارية وتأهيلية، ولكن القوات الخاصة تنتشر في مناطق بالقرب من الموصل وتفجّر أهداف تابعة لداعش بواسطة مدفعية.

البشمركة هي قوات مسلّحة في إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي وتعمل بشكل مستقل في مساحات واسعة في شمال الدولة. تتضمن القوات الكردية جنودا من حزب الحرية الكردستاني الإيراني.

قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)
قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)

قوات الحشد الشعبي هي جهة إضافية في القتال في الموصل. لقد نشأت المنظمة عام 2014، وتتضمن تشكيلة واسعة من قوات الجيش التي تعمل بإشراف حكومي. غالبيتها العظمى هي فصائل إيرانية، تعمل بدعم مليشيات شيعية. ولعبت قوات الحشد الشعبي دورا مركزيا في المعارك ضدّ داعش، إلا أن جزءا من المقاتلين مارسوا انتهاكات مختلفة.

يمكن أن نجد بين القوات المشاركة في القتال في الموصل قوات إيرانية تقدم استشارة ومساعدة مثل تمويل المليشيات المختلفة المقاتلة في الدولة. لقد شارك قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عدة مرات في القتال الدائر في العراق.

وثمة جهة هامة أخرى مشاركة في المعارك وهي المقاتلون الأتراك الذين ينشط جزء منهم في إقليم كردستان العراق في الدولة وينشط جزء آخر أيضا في قاعدة عسكرية بالقرب من الموصل. ولكن طلب رئيس الحكومة العراقي سحب القوات التركية من العراق، إلا أن تركيا ترفض الاستجابة.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)

السلاح الإسرائيلي الذي سيقضي على داعش؟

رغم العلاقات المتوترة التي تحسّنت مؤخرًا بين إسرائيل وتركيا، ازدهر التعاوُن الأمني بين البلدَين، ويُحتمَل أن يُستخدَم قريبًا لتدمير أوكار الدولة الإسلامية في تركيا

بعد أيام معدودة من التفجير الدامي الذي ضرب الأتراكَ في مطار إسطنبول، يُطرَح السؤال: هل يستهلّ أردوغان هجومًا ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية ومتى؟

يُعتبَر الجيش التركي قوة إقليمية، وهو ذو أهمية على المستوى العالمي أيضًا. للجيش التركي منظومات قتالية عدّة من صِناعة إسرائيلية. حين يبدأ الأتراك بمحاربة الدولة الإسلامية، سيُطلقون على مقاتليها صواريخ إسرائيلية، ويقذفون قنابل من طائرات ودبّابات طوّرتها شركات إسرائيلية، كما أنّ لديهم منظومات قيادة واستخبارات من صناعة إسرائيلية.

يُعتبَر الجيش التركي هيئة ضخمة، مسلّحة، وحسنة التدريب. منح موقع ‏GlobalFire‏ الجيشَ التركي المرتبة الثامنة في تصنيف الجيوش القوية في العالم. تضمّ القوّات المسلّحة نحو مليون جندي، لديها أكثر من 200 طائرة F-16‎‏، عشرات طائرات الفانتوم، ويُخطَّط مستقبلًا لحيازة مئة طائرة مراوِغة F-35.

للأتراك أحد أكبر الجيوش المُدرَّعة في المنطقة مع نحو ألف دبّابة متقدّمة من نوع ليوبارد من صناعة ألمانية، وألف دبّابة أخرى من طراز M-60‎‏، حسّنت إسرائيل بعضها. وإلى جانب كلّ هذا، تعمل قوّة كبيرة من المشاة والمظليين.

سيجد مقاتِلو داعش جيشًا يستخدم منظومات تكنولوجية متقدّمة، ذا خبرة كبيرة في العمليّات، تشمل خبرة قتالية في الأراضي العراقية، وكذلك في حملات الأمم المتحدة في الصومال، البوسنة، ألبانيا، أفغانستان، وجنوب لبنان.

العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا قويّة رغم المرمرة

قوات الكوماندوز التركية (Flickr)
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)

رغم أنّ الدولتَين، اللتَين شابَت الخلافات علاقتهما حتى قبل وقت قصير، لم تُجريا تدريبات عسكرية مشترَكة، يكشف فحص البيانات أنّ مدى التصدير العسكري من إسرائيل إلى تركيا كبير. عام 2011، ازداد مدى التجارة بين الدولتَين بمقدار 13 بالمئة، ليبلغ 3.5 مليارات دولار عام 2012، قسم كبير منها في المجال الأمنيّ.

واصلت إسرائيل تزويد الأتراك بطائرات دون طيّار، دبّابات متطوّرة، أنظمة مراقبة للحريق، أنظمة لجمع المعلومات، والكثير جدًّا من الوسائل القتالية الأخرى.

منذ عام 2013، اقتُبس عن رؤساء أجهزة أمنية بارزين في إسرائيل قولهم: “حتّى في أكثر السنوات تعقيدًا، لم تكن تركيا الدولة الأقلّ شأنًا من حيث الصادرات العسكرية الإسرائيلية إليها. من جانب تركيا هناك طلَب على صفقات عسكرية مع إسرائيل، ونحن ندرس الأمر”.

قتال داعش باستخدام وسائل قتالية إسرائيلية

سلاح البحرية التركي (Flickr)
سلاح البحرية التركي (Flickr)

يُرجَّح جدًّا أن يكون سلاح الجوّ التركي أوّل من يبادِر إلى الهجوم على داعش. وضمن مسعاهم هذا، سيستخدمون عشرات طائرات F-4‎ فانتوم قامت بتحسينها إسرائيل، إذ إنّ الصناعة الجوية الإسرائيلية حسّنت 54 طائرة فانتوم تابعة لسلاح الجوّ التركي بكلفة نحو 700 مليون دولار. في إطار ذلك التحسين، أطالت الصناعة الجوية حياة طائرات سلاح الجوّ التركي حتى عام 2020 على الأقلّ، كما ركّبت عليها أنظمة إنذار من الحريق وأنظمة للقتال الإلكتروني.

لدى سلاح الجوّ التركي أيضًا صواريخ من طراز “بوباي”، صاروخ أرض – جوّ مُوجَّه ودقيق للمدى البعيد. لهذا الصاروخ رأس متفجّر يزِن 340 كيلوغرامًا، وهو يُعتبَر رياديًّا في مجاله، إذ يمكن إطلاقه من تنوّع واسع من الطائرات. حصل الأتراك من إسرائيل على “بوباي 2″، الذي يبلغ مداه 150 كيلومترًا، ويمكن التحكُّم به عبر مُشغِّل ليس في طائرة الإطلاق. وقد دفع الأتراك نحو نصف مليار دولار مقابل هذه الصفقة، وهم يشغِّلون بوباي من طائرات ‏F-16 الخاصة بهم ومن الفانتومات.‎‏

زوّدت إسرائيلُ الأتراكَ أيضًا بأنظمة مراقبة جويّة، كما ركّبت شركة “إلتا” الإسرائيلية هذه الأنظمة بكلفة 200 مليون دولار. وقد جرى تركيب هذه الأنظمة على أربع طائرات استخبارات من طراز بوينغ 737، كما رُكّبت عليها أنظمة للقتال الإلكتروني.

فضلًا عن ذلك، اشترى الأتراك من إسرائيل 10 طائرات دون طيّار دفعوا مقابلها 185 مليون دولار. تطير هذه الطائرة دون طيّار بارتفاع يُعرَّف كمتوسّط، ولديها قدرة على المُكوث المستمرّ في الجوّ. تحمل الطائرة أيضًا مجسّات وأنظمة رادار، معدّات لجمع معلومات إشارات، معدّات للإبدال، وغيرها. ووفق منشورات أجنبية، يمكن إطلاق صواريخ وقنابل منها أيضًا.

تصدّر تحسينٌ إسرائيليّ العناوين مؤخرًا حين تلقّت دبّابة تركية إصابة من صاروخ كورنِت. ورغم أنّ الدبابة تضررت، فقد بقي أفراد الطاقم على قيد الحياة. حدث ذلك في 19 نيسان من هذا العام، وجرى توثيق الحادثة في فيديو نشره تنظيم داعش.

عدا ذلك، حصل الأتراك من إسرائيل على أنظمة اتّصالات متقدّمة لأمدية عديدة، أنظمة للقتال الإلكتروني، ومئات الأسلحة من طراز تابور. تُشغّل هذه خصوصًا وحداتٌ خاصّة ومظليّون أتراك.

نُشرت هذه النتائج المذكورة في التقرير مؤخرًا في موقع ‏MAKO‏ الإسرائيلي

اقرأوا المزيد: 609 كلمة
عرض أقل
استنفار أمني واسع النطاق حول المسجد الأزرق في اسطنبول (AFP)
استنفار أمني واسع النطاق حول المسجد الأزرق في اسطنبول (AFP)

الأتراك يستيقظون على التهديد الداعشي متأخرين جدا

عناصر داعش نفسهم، الذين ساعدتهم تركيا كما يفترض في الدخول إلى سوريا دون عرقلة، يضربونها الآن، في قلب إسطنبول. الرقص السياسي الخطير لأردوغان مع الإسلام المتطرف يضرب أمن تركيا واقتصادها

في 12 كانون الثاني عام 2016، في صباح شمسي وسط شتاء رأى فيه الزوار نعمة، ضُربت إسطنبول في النقطة السياحة الأكثر شعبية لها. فقد فجّر انتحاري نفسه أمام المسجد الأزرق (مسجد السلطان أحمد)، قرب المسلّة المصرية التي شُيّدت هناك في القرن الرابع من قبل الرومان. كان الضحايا سياح أجانب – عشرة أشخاص، تسعة منهم من ألمانيا. وإلى جانب ذلك تضرر أيضًا الشعور بالأمن لدى تركيا، طمأنينتها وسياحتها.

لم يكن واضحا في الساعات الأولى بعد العملية من نفّذها، وكالعادة، اتُهمت الدولة الإسلامية (داعش) والمسلّحين الأكراد المنتمين إلى حزب العمّال الكردستانيّ (‏PKK‏).‎ ‎ولأنها أهداف غربية (سياح من أوروبا)، تزايدت الشكوك بأن داعش نفذتها، وهكذا أيضًا ادعت السلطات في أنقرة بعد مرور وقت ما، عندما أعلنت بأنّه إرهابي سوري ينتمي إلى التنظيم الإرهابي.

كان السؤال الذي طُرح فورا مع هذا الإعلان: هل داعش مسؤولة عن العملية، لماذا أرادت ضرب تركيا في قلب إسطنبول تحديدا؟ لقد نفّذ مسلّحو داعش في السنة الماضية عمليّتين انتحاريتين دمويتين إضافيتين في الأراضي التركية (سوروج وأنقرة)، وقد أدتا إلى موت 135 شخصا، ولكن وُجهت كلتا العمليتين ضدّ هدف أيديولوجي محدّد: الحزب الموالي للأكراد ونشطاء اليسار العلمانيين. ومن هذا المفهوم، يمكن النظر إلى كلا العمليتين كتسرب لحرب داعش – الأكراد إلى داخل الأراضي التركيا، أو تسرب الحرب الأهلية السورية إلى تركيا.

ولكن العملية التي جرت في ميدان السلطان أحمد كانت من نوع آخر. وكان الهدف مختلفا – كان هؤلاء سياح تواجدوا في المكان بالصدفة. وكان المكان ذاته موقعا رمزيًّا في إسطنبول. أظهرت هذه العملية بأنّ داعش تستهدف تركيا الآن مباشرة. لا ينبغي أن يفاجئ ذلك أحد، لأنّ الصراع بين تركيا وداعش أصبح أعمق وأكثر منذ تموز الأخير، بعد العملية في سوروج وبعد أن سمحت تركيا للطائرات الأمريكية باستخدام القاعدة الجوية في جنوب تركيا بهدف تنفيذ العمليات ضدّ داعش.

الخراب الذي خلفه الانفجار العنيف في اسطنبول (AFP)
الخراب الذي خلفه الانفجار العنيف في اسطنبول (AFP)

ومنذ ذلك الحين، شددت داعش خطابها ضدّ أنقرة ووصفت نظامها بالكافر والحليف “للصليبيين”. بل نشرت إحدى وسائل الإعلام التابعة للتنظيم مقالا يعد باحتلال إسطنبول. وقد اعتقلت تركيا أيضًا في السنة الماضية نحو 1,200 شخص داخل أراضيها، باشتباه علاقتهم بداعش، وبدأت بالمشاركة فعليا في الحرب ضدّ التنظيم الجهادي في سوريا. “كل ذلك يقول إن تركيا في حرب حقيقية ضدّ داعش”، هذا ما قاله حول ذلك الصحفي التركي مصطفى آيقول في شبكة الجزيرة.

ويبدو أن تركيا قد استيقظت على التهديد الداعشي متأخرا جدّا وبطيئًا جدّا. ويعود أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو ثباتها الأيديولوجي بأنّ نظام الأسد هو الشر الوحيد في سوريا. بالإضافة إلى ذلك فإنّ تركيا منذ وقت قريب اعتبرت داعش كثقل موازن للصحوة الكردية شمال سوريا – وهي الصحوة التي تخيف جدا السلطات في تركيا. ثمة سبب آخر، أشار إليه الصحفي التركي آيقول، وهو الأيديولوجية القومية الإسلامية للحزب الحاكم في تركيا، والتي تفترض بأنّ كل مشاكل الشرق الأوسط تنبع من مؤامرات القوى العظمى التي ترى أنّه لا يمكن لأي لاعب إسلامي تهديد تركيا، ولا يهم إلى أية درجة هو متطرف.

وفي الواقع، منذ أن صعد رجب طيب أردوغان إلى الحكم كرئيس عام 2014، فقد ترك السياسة البراغماتية التقليدية التركية لصالح جدول أعمال أيديولوجي إسلامي يزعم الكثيرون بأنّها قادت إلى سياسة الباب المفتوح تجاه الجارة سوريا. وقد اتُّهمت تركيا، كما ذكرنا، أكثر من مرة بأنّها تسمح لعناصر داعش المجنّدين حول العالم بالمرور الحر خلال حدودها الجنوبية مع سوريا، وذلك بهدف تسريع سقوط نظام بشار الأسد المكروه لدى الأتراك وإضعاف الأكراد في شمال سوريا كي لا يحققوا حلمهم بكردستان المستقلة. ولكن عناصر داعش أولئك، الذين يفترض أن تركيا ساعدتهم، ضربوها الآن، في قلب إسطنبول. أضر الرقص السياسي الخطير لأردوغان مع الإسلام المتطرف، كما يوضح محللون، بأمن تركيا واقتصادها. هل هذه هي البداية الدموية لسنة صعبة جدا بالنسبة لتركيا؟

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 565 كلمة
عرض أقل
"مصر في المرتبة 18" (AFP/MAHMOUD KHALED)
"مصر في المرتبة 18" (AFP/MAHMOUD KHALED)

أقوى جيوش العالم لعام 2015

موقع مُتخصص بتصنيف جيوش العالم، وفق تحليل قدرات الجيوش، نشر آخر تعديل لتصنيف الجيوش لعام 2015: إسرائيل احتلت المرتبة الأولى من بين جيوش الشرق الأوسط

نشر موقع GFP‏ (Global Firepower Index), المُتخصص بتصنيف الجيوش وفق مُعطيات مُختلفة، القائمة الجديدة لتصنيف جيوش العالم للعام 2015. تطرق التصنيف إلى نحو 50 معيارًا تم النظر بها للتوصل إلى نتائج فيها أكبر قدر من المصداقية. نشر موقع GFP، إلى جانب نشر التصنيف، عدة أمور هامة يجب تذكرها عند النظر إلى النتائج النهائية، من بينها – لا يتطرق ذلك التصنيف إلى مسألة إن كانت تملك الدولة، ذات الصلة، سلاحا نوويا أو لا ولا يتطرق إلى مسألة القيادة السياسية أو العسكرية الحالية في الدولة المُصنفة. تتطرق تلك المعايير إلى موارد تلك الدول، المُعطيات الاقتصادية والجغرافية.

كذلك تتطرق، من بين أمور أخرى، إلى القدرات العسكرية في البحر والبر والجو، المجندات، ومُعطيات تتعلق بالكادر البشري في الجيش، العمر، الكادر البشري المُتاح. كذلك تتطرق إلى القارة التي تقع فيها تلك الدولة، إلى البترول في الدولة والموانئ، الطرقات والقطارات فيها.

تحتل الولايات المُتحدة، بالطبع، المركز الأول في التصنيف بجيش يُصنف كأقوى جيش في العالم ومن ثم تأتي روسيا، الصين، الهند في المرتبة الرابعة من بين 126 دولة مُصنفة.

سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)

إسرائيل وتركيا قريبتان جدًا من بعضهما في التصنيف، بينما تُركيا تحتل المرتبة العاشرة وإسرائيل المرتبة 11. ومصر موجودة قريبًا من ذلك التصنيف في المرتبة 18. ومن ثم، في المرتبة 23 إيران، وفي المرتبة 28 المملكة العربية السعودية وسوريا في المرتبة 42. أضعف جيش في العالم، وفق التصنيف، هو الجيش الصومالي.

في التصنيف الذي يتعلق بالشرق الأوسط فقط، إسرائيل تحتل المرتبة الأولى ومن ثم إيران، السعودية، وسوريا. في المراتب الـ 13 الأخيرة، ضمن التصنيف الخاص بالشرق الأوسط، يحتل لبنان المرتبة 12 والعراق في المرتبة الأخيرة.

ليس من الواضح ماذا تعنيه هذه الأمور فعليًا، مع الأخذ بالحسبان المُعطيات التي لم يتم التطرق إليها في التصنيف. فلو أنهم أخذوا بالحسبان القيادات العسكرية في كل دولة، القيادة السياسية أو القدرات النووية لكانت تلك التصنيفات ستتغير دون شك. يُشير التقرير المنشور أيضًا إلى أنه حين لم تكن هناك معطيات إحصائية مُتاحة في بعض الدول كانت الأمور تؤخذ تقديريا.

اقرأوا المزيد: 301 كلمة
عرض أقل
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (AFP)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (AFP)

هل بدأ أردوغان يفقد رُشده؟

ليس من اللباقة الدبلوماسية التحدث عن ذلك، ربما كان هذا سبب سكوت السياسيين في أمريكا وأوروبا عن ذلك. ولكن الكثيرين في تُركيا على ثقة بأن حالة أردوغان النفسية سيئة للغاية. هذا الوضع يضعنا أمام مُعضلة تاريخية تُكرر نفسها: ما العمل طالما أن المُستبد الإشكالي لا يزال يُسيطر على آليات القوة والقمع؟

من الجدير التشديد على أن هذه ليست دكتاتورية بعد. سلطة القانون، الديموقراطية وفصل السلطات هي ليست بالمصطلحات الغريبة، “الغربية”، أو جاءت بالقوة من خارج تُركيا. إن النضال الجماهيري يستند على هذه الأسس والذي بدأ قبل 200 عام منذ الإصلاحات المعروفة باسم “تنظيمات”. وكذلك الدستور الذي يقضي بفصل السلطات وإجراء انتخابات حُرة، الذي تم سنه في عام 1876، قبل حتى تأسيس الجمهورية الكمالية. وبالفعل علينا أن نتذكر أن إرث الدولة الديمقراطية تقريبًا، (وهو الذي أوصل إلى الحكم، تجدر الإشارة، حزب أردوغان من خلال انتخابات حرة عام 2002)، لا يزال قائمًا. ما زالت المُعارضة السياسية فاعلة ويوجه قادتها انتقادات لاذعة للحاكم. ليست هناك أحكام بالإعدام ولا إعدامات دون محاكمة. لعل في تركيا اليوم نظام حكم سلطوي غابت منه كل الروادع والتوازنات حيث يضع الحاكم السياسات بمفرده ويحدد الأهداف.

رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، في مقره الجديد (AFP)
رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، في مقره الجديد (AFP)

تحولت السلطة التشريعية إلى ذراع للنظام الحاكم. يسيطر على البرلمان، منذ عقد من الزمان، حزب واحد يمكنه تمرير أي قانون يرغب به الحاكم. حاول الحاكم تفكيك سلطة القضاء من خلال الإقالات، والنقل القسري لقضاة ونواب عامين إلى مناطق نائية، وتغيير القانون بحيث يكون وزير العدل التابع له على رأس هيئة النواب العامين والقضاة. تم سجن قادة الجيش، غالبيتهم لأسباب لا أساس لها. جهاز الشرطة لاءم نفسه للوضع القائم بعد فصل مئات الضباط ورجال الشرطة من السلك أو نقلهم إلى المدن المحاذية لسوريا. أيضًا تم الدوس على وسائل الإعلام التي بقيت فيها حتى الفترة الأخيرة جُزر قليلة للمعارضة والنقد. لم يعد أحد يجرؤ على انتقاد الحاكم بعد سلسلة اعتقالات مُفبركة، ضرائب خيالية ضد الصحف ومكالمات تحمل تهديدات. حتى الصحف الصادرة باللغة الإنكليزية، التي ظلت حتى الفترة الأخيرة بمثابة واجهة مُنمقة باتجاه الغرب، هي أيضًا تتجه نحو الإغفال.

https://www.youtube.com/watch?v=6ujZpIwdjfo

تحول الحاكم في السنة الأخيرة من رئيس حكومة إلى رئيس. الدستور يُقر بأن الدور الرسمي لرئيس الدولة في تركيا هو تمثيلي فقط ورئيس الحكومة هو رأس النظام السياسي، إلا أن أردوغان لا يقيم وزنًا للقانون الرسمي. أقام أردوغان مجلس وزاري مصغّر في الظل، لتفادي عدم وجود صفة رسمية في جلسات الحكومة، ويُملي على الحكومة ما عليها أن تفعل، وقريبًا سيهتم بطرح قانون يمنحه مكانة رسمية.

ماذا إذا يمكن للمواطنين الفعل بينما تذوب الديموقراطية أمام أعينهم بينما العقاب، في حال توجيه أي انتقادات، يكون السجن لفترات طويلة؟ والأسوأ من ذلك – ما العمل بينما يبدو أن الحاكم فقد رشده على ما يبدو؟

مظاهرات ضد أردوغان في شوارع أنقرة (AFP)
مظاهرات ضد أردوغان في شوارع أنقرة (AFP)

الدلائل على ذلك كثيرة جدًا: سلسلة من التصريحات الجنونية التي تتهم جهات غامضة باستهداف تُركيا عمومًا والحاكم تحديدًا. يلمح أردوغان إلى أن اللوبي اليهودي وإسرائيل هما خلف تلك الجهات، غير أن أذيالهم موجودين عميقًا داخل النظام التركي ويجب تطهيره منهم، ادعاء أن إسرائيل هي التي غيّرت نظام الحكم في مصر؛ وهذا القول جاء بالاعتماد على تصريحات الفيلسوف الفرنسي اليهودي برنار هنري ليفي؛ أن الديمقراطية لا تقاس فقط من خلال صناديق الاقتراع؛ تصريحات هجومية ضد الاتحاد الأوروبي الذي يتهمه أيضًا بأنه السبب وراء المشاكل في تُركيا؛ تصريحاته أن الغرب سعيد بموت أطفال المُسلمين، وبالمقابل عدم اكتراثه التام لمقتل 300 كردي في منجم تركي وقوله إن مثل هذه المآسي شائعة في العالم؛ التصريحات المفاجئة عن وجود مساجد في أمريكا قبل كولومبوس؛ تشييد قصر رئاسي يفوق قيمة البيت الأبيض بعشرات الأضعاف، على محمية طبيعية تاريخية؛ تعيين مُستشار له ادعى بأن مخابرات غربية حاولت اغتيال سيده بواسطة التحريك العقلي (تحريك الأشياء بقوة التفكير)؛ مشاريع ضخمة، فيها جنون عظمة تتضمن شق قناة موازية للبوسفور وإنشاء مسجد جديد، من أكبر المساجد في العالم، على أعلى تلة في إسطنبول؛ اتهام الشاب باركين ألفان، الذي أصيب بقنبلة غاز في رأسه مباشرة، بانتمائه لتنظيم إرهابي. تتطور هذه القائمة من يوم إلى يوم أكثر فأكثر.

رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان (AFP)
رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان (AFP)

هل فقد أردوغان رشده بالفعل؟ يصعب التكهن بذلك اعتمادًا على هذه الدلالات. لا شك أنه يعاني من أزمة نفسية ما، ربما مزيج ما بين الرهاب وجنون العظمة من النوع الشائع لدى الحكام السلطويين. إلا أن هذه التصريحات تُشير إلى رغبة طبيعية بالانتقام – الانتقام ضد التحقيقات والادعاءات والمقالات الصحفية التي أدت إلى كشف أكبر عملية فساد قام بها هو وأولاده؛ الانتقام للكشف المُبكر عن هدفه الحقيقي – إعادة التدين إلى تركيا وإعادة الروح العُثمانية، الأمر الذي أدى إلى انطلاق احتجاجات ضد سياسته؛ انتقام من القوى التي قطعت عليه خطواته نحو الارتباط بالعالم العربي على أساس أن يكون الراعي والمربي والقائد. بدأت كل هذه المُخططات التي تم وضعها وإدارتها بشكل دقيق تفقد قوتها.

https://www.youtube.com/watch?v=nFuBoxqGxE8

بات الكثير من المواطنين الأتراك يُدركون أن أردوغان يقود تُركيا إلى تراجيديا تاريخية ولا يمكن وقفه عند حده تقريبًا. رُبما أول شخص أدرك ذلك هو الرئيس عبد الله غول الذي تقاعد في بيته وينتظر اللحظة التي يطلبونها فيه ليُنقذ الدولة. ولا يزال آخرون يؤمنون بالطريق والنهج الذي وضعه أردوغان وحزبه. إلا أنه إن كان الحديث هو عن جنون أو انتقام رئيس مُتعصب واثق من طريقه سيكون المواطنون الأتراك المتضررين الأساسيين من أمراض الحاكم.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في موقع Can Think

اقرأوا المزيد: 745 كلمة
عرض أقل
من هي أقوى الجيوش في الشرق الأوسط?
من هي أقوى الجيوش في الشرق الأوسط?

من هي أقوى الجيوش في الشرق الأوسط

يتزايد في العالم الاهتمام بالصراع الدائر في الشرق الأوسط: أي جيش هو الأقوى في المنطقة حسب تصنيف الـ IHS؟

تصنيف جديد للجيوش في الشرق الأوسط نشره اتحاد الصناعات الأمنية الأمريكية (IHS) يلاقي أصداء واسعة حول العالم هذه الأيام. تحولت المقالة التي تناولت هذا الموضوع، على خلفية الصراع الدائر في الشرق الأوسط المتمثل بالحروب الداخلية الدامية، حروب دامية وصراعات قوى، إلى أكثر مقالة مقروءة في موقع “بيزنس إينسايدر”.

جيش الدولة الإسلامية (AFP)
جيش الدولة الإسلامية (AFP)

حسب التصنيف، الذي يعتمد على العمليات التاريخية التي قامت بها تلك الجيوش، الميزانية، الموارد البشرية، التكنولوجيا والتسليح، جاء الجيش الإسرائيلي في المرتبة الأولى من بين الجيوش في الشرق الأوسط في التصنيف الجديد متقدمًا بهذا على جيوش تركيا، إيران والسعودية. يتضح أيضًا أن ميزانية الأمن في السنوات الأخيرة في دول الشرق الأوسط ارتفعت بشكل مضطرد (وذلك دون احتساب الدول الحليفة من خارج الشرق الأوسط مثل الولايات المتحدة التي توفر دعمًا أمنيًا وأسلحة لإسرائيل بشكل دائم).
فيما يلي التصنيف الذي يتضمن أيضًا تفاصيل ملفتة بخصوص الميزانيات، ترتيبات القوى والأسلحة التي لدى كل واحد من تلك الجيوش:

1. إسرائيل – مع ميزانية تبلغ 15 مليار دولار في العام 3،870 دبابة، 680 طائرة ونحو 176 ألف جندي نظامي، يأتي الجيش الإسرائيلي في المرتبة الأولى ويحظى بثناء على تفوقه التكنولوجي. حتى أن ذلك التحقيق الصحفي ادعى “أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الأفضل على المستوى العالمي”. إضافةً إلى ذلك، تحصل إسرائيل على نحو 3 مليارات دولار سنويًّا كدعم من الولايات المتحدة.

سلاح الجو الإسرائيلي (IDF)
سلاح الجو الإسرائيلي (IDF)

2. تركيا – بميزانية تصل إلى 18.1 مليار دولار، نحو 410 آلاف جندي، 3،675 دبابة و 989 طائرة. إن تركيا عضو في حلف الناتو وبدأت تعتمد شيئًا فشيئًا على التصنيع المحلي للأسلحة والمعدّات العسكرية.

الجيش التركي (AFP)
الجيش التركي (AFP)

3. السعودية – بميزانية تصل إلى 56.7 مليار دولار، نحو 233 آلاف جندي، 1،095 دبابة 652 طائرة. تملك المملكة العربية السعودية، بعد إسرائيل، على أحدث الأسلحة في الشرق الأوسط.

الجيش السعودي (AFP)
الجيش السعودي (AFP)

4. الإمارات العربية المتحدة – بميزانية 14.4 مليار دولار، 65 ألف جندي، 545 دبابة و 44 طائرة. يملك جيش الإمارات العربية المتحدة أسلحة حصل عليها من دول مختلفة، بما فيها الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا.

5. إيران– بميزانية تصل إلى 6.3 مليارات دولار، 545 ألف جندي، 2,409 دبابة و 481 طائرة. تعاني إيران، نظرًا لأنها تقوم بتصنيع صواريخها الباليستية والدبابات والنظم الدفاعية الأُخرى، من ضعف تكنولوجي مقارنة بالجيوش الأُخرى في المنطقة التي تستفيد من التكنولوجيا الأمريكية.

الجيش الإيراني (AFP)
الجيش الإيراني (AFP)

6. مصر – بميزانية تصل إلى 4.4 مليارات دولار، نحو 468 ألف جندي، 4،767 دبابة و 1،100طائرة. تحصل مصر على دعم أمني كبير من الولايات المتحدة ومنذ عام 1948 حصلت منها على ما يقارب 70 مليار دولار. تحصل على دعم بقيمة 1.3 مليار دولار كل عام.

الجيش المصري (صورة: المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
الجيش المصري (صورة: المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)

7. سوريا – بميزانية تصل إلى 1.9 مليار دولار، نحو 220 ألف جندي (حتى عام 2011 قبل اندلاع الحرب الأهلية في الدولة) 4،950 ألف دبابة، و 473 طائرة. كان الجيش السوري، قبل اندلاع الحرب الأهلية فيه، من أقوى الجيوش في المنطقة إلا أنه اليوم تلقى العديد من الضربات ولا يزال يحاول التمسك بمواقع استراتيجية في الدولة والتصدي لمجموعات الثوار الكثيرة في البلاد.

سلاح الجو النظامي السوري (AFP)
سلاح الجو النظامي السوري (AFP)

8. الأردن – بميزانية تصل إلى 1.5 مليار دولار، نحو 110 آلاف جندي، 1،321 دبابة و 246 طائرة. الأردن هو حليف مقرب من الولايات المتحدة، من ناحية عسكرية، منذ عام 1996 ويحصل على معدّات عسكرية متطورة منها. إلا أن معظم الدبابات التي لديه قديمة وكذلك الطائرات الحربية بسيطة نسبيًا.

9. عُمان – بميزانية 6.7 مليارات دولار، 72 ألف جندي، 215 دبابة و 101 طائرة. يُعتبر الجيش العُماني جيشًا قديمًا، إنما لدى الجيش عدد من طائرات F-16s، إنما مؤخرًا بدأوا بتوظيف بعض الأموال سرًا من أجل شراء معدّات عسكرية أكثر تقدمًا.

10. الكويت – بميزانية 5.2 مليارات دولار، 15.5 ألف جندي، 368 دبابة و 101 طائرة.

الجيش الكويتي
الجيش الكويتي

11. قطر– بميزانية 1.9 مليار دولار، نحو 12 ألف جندي، 90 دبابة و 72 طائرة. قامت قطر هذا العام بعملية شراء كبيرة لصواريخ باتريوت الأمريكية بمبلغ وصل إلى 11 مليار دولار.

12. البحرين – بميزانية 730 مليار دولار، 13 ألف جندي، 180 دبابة و 105 طائرة.
13. العراق – كان الجيش العراقي سابقًا واحدًا من أقوى الجيوش في المنطقة، ولكن سقوط صدام حسين وتفكك الدولة أضرا كثيرًا بهذا الجيش. هرب جنود عراقيون، في شهر حزيران الماضي، من مقاتلي تنظيم داعش، الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق. الجيش العراقي مُنقسم بين شيعة وسُنة بينما اختار جنود شيعة عدم مقاتلة تنظيم داعش والدفاع عن المواطنين من الطائفة السنية.

متطوع في الجيش العراقي في ديالى (AFP)
متطوع في الجيش العراقي في ديالى (AFP)

14. لبنان – بميزانية 1.7 مليار دولار، 131 ألف جندي، 318 دبابة و 57 طائرة.

15. اليمن – بميزانية 1.4 مليار دولار، 66 ألف جندي، 1,260 دبابة و 181 طائرة.

اقرأوا المزيد: 676 كلمة
عرض أقل
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

تفاقُم الصراع بين تركيا والغرب

تركيا، الولايات المتحدة، سوريا، وروسيا - كل هذه الدول تحاول أن تؤثر على التحالف الدولي ضد داعش، وكما يبدو فإنه قبل أن يتم الاتفاق على شيء في هذا الموضوع سيكون تنظيم داعش قد احتل بلدة عين العرب (كوباني)

بعد أن أعربت الحكومة الأمريكية عن غضبها الشديد على الأتراك الذين لا يحركون ساكنًا ويسمحون للبلدة الكردية عين العرب (كوباني) الموجودة في سوريا على الحدود مع تركيا بأن تقع في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، يأتي الرد التركي على هذا الغضب.

أوضح وزير خارجية تركيا، مولود جاوش أوغلو، أن تركيا لن توافق على محاربة داعش لوحدها، وأنها لن تكون مستعدة أن تبعث بالجنود الأتراك لمحاربة تنظيم داعش لوحدهم دون وجود قوات عسكرية لدول أخرى إلى جانبهم. “تركيا لن تخوض معركة لوحدها” يقول جاوش أوغلو.

أعلنت أمريكا أنها ستُرسل فرقا عسكرية إلى أنقرة في الأسبوع القادم، وذلك لتعزيز النقاشات حول عمليات التحالف العالمي ضد تنظيم داعش، إلا أنه من المحتمل أن يكون ذلك متأخرًا جدًا بالنسبة لبلدة عين العرب.

وفقًا للتقارير الأخيرة، نجح تنظيم داعش بالسيطرة على مركز القيادة التابع للقوات الكردية وعلى سجن مركزي في المدينة، وصحيح حتى هذه اللحظة، أنه نجح بالسيطرة على ما يزيد عن 40% من أراضيها. تدور المعارك هناك بين داعش من جهة، وبين قوات كردية وقوات “الجيش السوري الحر” من جهة أخرى، أما الجيش التركي فيراقب الأحداث من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا.

رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان (ADEM ALTAN / AFP)
رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان (ADEM ALTAN / AFP)

مع ذلك، يبدو أن المواجهات لن تكون سهلة أبدًا. وكان رئيس تركيا رجب طيب أردوغان قد أعلن عدة مرات أنه كجزء من اشتراك تركيا في المعارك ضد داعش فهي تطالب بأن يتم الإعلان عن مناطق واسعة في شمال سوريا بأنها مناطق يُمنَع التحليق بالطائرات في سمائها. تأتي هذه المطالبة من أردوغان بسبب عدم رغبته بأن يتمتع جيش الأسد من الهجمات ضد داعش. فتركيا، كما هو معلوم، تتمنى سقوط حكومة الأسد، ولذلك نراها لا تسارع بمهاجمة أعدائه.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)

مع ذلك، فإن الإعلان عن منطقة أنها يُحرَم التحليق في سمائها ليس بالأمر الهين، ومن المحتمل أن يواجه هذا الطلب اعتراضًا من روسيا. وكانت روسيا قد قالت إن هذا الإعلان يجب أن يصادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إعلان الكرملين هو عبارة عن تذكير بالتحالف القائم بين حكومة رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، وبشار الأسد الذي تزوّده روسيا بالعتاد الحربي والأسلحة الكثيرة. تستطيع روسيا، وهي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن تعرقل كل قرار يتم تمريره في اللجنة بواسطة حق الفيتو، ولذلك أي قرار يخص تنظيم داعش يجب أن يحصل على موافقة روسيا.

على أثر الوضع الدولى المعقّد، يبدو أن الجيش التركي لن يتدخل في الفترة القريبة في المعارك الضارية في عين العرب، ومن المحتمل أن تقع هذه البلدة تحت سيطرة داعش قبل أن يتم اتخاذ أي قرار من قِبَل دول العالم في هذا الشأن، وهذا ما توقّعه أردوغان من قبل. إن سقوط عين العرب في يد تنظيم داعش سوف يُكمل الحلقة الناقصة في سلسلة المناطق الجغرافية التي قد سيطر داعش عليها إلى الآن في شمال سوريا، وسيحقق التنظيم الدموي إنجازًا استراتيجيًّا كبيرًا بسبب ذلك.

اقرأوا المزيد: 429 كلمة
عرض أقل