ما زالت المائة تريليون خلية التي يتكوّن منها جسم الإنسان تذهلنا. كلّما تقدّم العلم، نكتشف المزيد والمزيد من الأسرار عن “الماكينة” الأكثر روعة، والتي تخدمنا كلّ يوم.
جسم الإنسان (Thinkstock)
تمكّننا التكنولوجيا الطبّية اليوم من محاكاة أي نوع من الأنسجة في الجسم ومشاهدة نشاطها في الوقت الفعلي، ولكن رغم المعرفة الهائلة التي راكمناها حول ما يحدث في الجسم؛ فلا زال المخفيّ أكبر من المكتشف. إليكم بعض الحقائق المذهلة، التي ستدهشكم أيضًا:
بمقدرة عضلات التركيز في العينين أن تعمل لنحو 100 ألف مرة في اليوم. لو قامت عضلات الأرجل بذلك، لاحتجنا إلى المشي لـ 80 كيلومترًا.
حاسة البصر (Getty Images)
العين البشرية حساسة لدرجة أنّه فيما لو كانت الكرة الأرضية مسطّحة لاستطعنا ملاحظة شمعة مشتعلة على مسافة 40 ميلا.
ليس كل بكاء مماثل للآخر: إننا ننتج الدموع من مركب مختلف عندما نبكي نتيجة للحزن، الإثارة أو بعد تقطيع البصل، وقد تمّ إثبات الأمر بفحوص مخبرية.
لو كان دماغ الإنسان حاسوبًا، لاستطاع تنفيذ 38 ألف تريليون عملية في الثانية. يستطيع الحاسوب الأقوى اليوم تنفيذ 0.02% من ذلك فقط.
إنّ سرعة الإشارات الكهربائية في الجهاز العصبي هي سرعة هائلة وتصل إلى 400 كيلومتر في الساعة، وهذا أسرع من سيارة سباق ومماثل لسرعة طائرة بوينغ.
الدماغ البشري (Thinkstock)
يستخدم دماغ الإنسان 20% من الأوكسجين ومن استهلاك الجسم للطاقة، رغم أنّه لا يشكّل سوى 2% من وزن الإنسان.
حين تحبون، يُطلق الدماغ مزيجًا من الناقلات العصبية التي يتم إطلاقها أيضًا بعد تعاطي المخدّرات. والنتيجة هي نبض سريع، فقدان الشهية، نوم قليل وإثارة قوية.
حين تستحون، فإنّ معدتكم تشغر بذلك أيضًا.
قلب الإنسان (Thinkstock)
كل حجرة في القلب تمتلئ بالدم بكمية قريبة من نصف كأس. يضخّ القلب في كل خفقة نحو 100 مل من الدم، ويمرّ من خلاله كلّ يوم نحو 8,000 لتر من الدم، بحيث أنّه يمكن لتدفّق الدم في القلب أن يملأ حوض سباحة خلال ثلاثة أيام. على امتداد حياتنا، يمكن للقلب أن يملأ مليون برميل من الدم.
العضلة الأقوى في جسم الإنسان هي عضلة المضغ، والتي تقع على كلّ جانب من الفكّ. وثّقت موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 1992 قوة عضلات المضغ لمدّة ثانيتين بنحو 4,337 نيوتن، أي ما يعادل رفع أكثر من 400 كيلوغرام.
للاكتئاب أعراض مختلفة وكثيرة. يمكن أن يشير تكرّر عدد من الأعراض معًا لفترة زمنية متواصلة، إلى حالة اكتئاب تستدعي العلاج، لكن ما هو مرض الاكتئاب في الحقيقة؟
من يصدّق؟ لكن، هناك لمرض الاكتئاب يوم محدد في التقويم السنوي الدولي والمسمى “يوم التعريف العالمي بالاكتئاب والقلق”، ويقام كل سنة في أول شهر تشرين الثاني وهو مخصص لزيادة الوعي لظاهرة الاكتئاب التي تعتبر المرض النفسي الأكثر انتشارًا في العالم.
أصابت الأخبار عن موت الممثل الهوليوودي الأمريكي روبين ويليامز أمس، مجال السينما والعالم بصدمة كبيرة. وُجد الممثل الرابح للأوسكار روبين ويليامز متوفيًّا في بيته في كاليفورنيا. صارع ويليامز ابن 63 سنة على مدى سنوات إدمان المخدرات والكحول وكذلك الاكتئاب.
الممثل الأمريكي الراحل روبين ويليامز (AFP)
نعتقد أن هذه فرصة مواتية لنحاول ونشرح بعض المواضيع المتعلقة بهذا المرض النفسي العسير. إليكم بعض الحقائق عن الاكتئاب:
حسب التقديرات، يعاني حوالي 14% من سكان إسرائيل والعالم، من الاكتئاب.
تقدّر منظمة الصحة العالمية، أنه حتى سنة 2020 سيدرج مرض الاكتئاب في المرتبة الثانية من بين الأمراض الأكثر صعوبة في العالم بعد أمراض القلب، من ناحية الوطأة العالمية على الإنسانية، بسبب خسارة أيام عمل وتكلفة العلاج الباهظة.
لكن ما هو الاكتئاب حقًا؟ الاكتئاب المرَضي، هو اضطراب نفسي يتميّز بنمط واسع ومستمر من مزاج نفسي متدنٍّ، يرافقه تقدير ذاتي متدنٍّ، وفقدان الاهتمام والمتعة التي تعتبر عادة سارّة للنفس. حظي مجمل الأعراض باسمه المهني، وُصف وُصنف كاضطراب في المزاج بإضافته سنة 1980 لكتاب التشخيص التابع لمنظمة العلاج النفسي الأمريكية.
هناك لظاهرة الاكتئاب عدة أسباب، وما زال قسم منها ليس معروفًا. على ما يبدو، هنالك عدة عوامل بيولوجية وعاطفية يمكنها أن تزيد من احتمال إصابة أحد ما بالاكتئاب خلال حياته. في العقد الأخيرة تشير الشواهد العلمية على ارتباط وراثي بالاكتئاب، الذي يمكن أن ينتقل وراثيًّا. تجارب الحياة الصعبة، أنماط شخصيات معيًنة، توتر زائد، تقدير ذاتي متدنٍّ أو تشاؤم مفرط، كل ذلك يمكنه أن يزيد من خطر الوقوع في الاكتئاب.
تطوَّر فهم الاكتئاب وعوامله كثيرًا خلال السنوات، ومع ذلك ليس هنالك من فهم كامل وبعض جوانب معينة من الاكتئاب تشكل موضوعًا للنقاش والبحث. من بينها اقتراح تفسيرات من مجال علم النفس، التطور والبيولوجيا. العلاجات النفسية للاكتئاب مبنية على نظرياتِ الشخصية، التواصل بين الإنساني، والتعلم. تتمحور النظريات البيولوجية بالأساس حول العلاقة بين الاكتئاب والنواقل العصبية مثل السيروتونين، نورأدرينالين ودوبامين: مواد كيميائية موجودة في الدماغ طبيعيًّا وتساعد على التواصل بين الخلايا العصبية.
كذلك يمكن للناس الأقوياء وأصحاب القوة النفسية العالية، أن يعانوا من الاكتئاب.
تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال. سيعاني حوالي ربع مجموع النساء وثمن الرجال، من نوبة واحدة على الأقل أو حالة من الاكتئاب خلال الحياة.
حوالي 3% حتى 5% من الفتيان يعانون من الاكتئاب المرَضي كل سنة. يعاني واحد من بين 25 فتى من الاكتئاب في فترة البلوغ.
الخطوة الأولى نحو العلاج هي تحديد الظاهرة. للأسف الشديد، من الصعب على مَنْ وقعَ في الاكتئاب التفكير الصافي أو معرفة الأعراض التي يعانونها. يمكن لإظهار الاهتمام والدعم من جانب العائلة والأصدقاء، أن يساهم في طلب المساعدة المهنية.
حوالي 80%-90% ممن يعانون من ظاهرة الاكتئاب (حتى في الحالة الأصعب منه)، يمكن لهم أن يطلبوا المساعدة بواسطة الدعم النفسي، العلاج الدوائي، أو دمج كليهما معًا.
يُعتبر الدماغ البشري أعقد عضو في أجسامنا وفي كل عالم الأحياء على ما يبدو. هذا العضو الغريب الغامض هو الذي أتاح لنا تطوير لغة، ثقافة وعلاقات اجتماعية، وبالنهاية حتى السيطرة على الكرة الأرضية. يحاول باحثون وأطباء منذ سنوات حل غموض الدماغ، ورغم كل سنوات البحث في هذا الموضوع، تعرف الإنسانية القليل جدًا عن طريقة عمل الدماغ، لماذا هو مبني كما هو مبني وما الذي يجعل أدمغة البشر أكثر تميّزًا عن أدمغة المخلوقات الأخرى.
إنما في القرن الـ 21 يمكن القول أنه أخيرًا رغم أن هناك الكثير من الأشياء التي لم نكتشفها بعد، هنالك الكثير من الأشياء التي نعرفها عن هذه الماكينة المذهلة. إذا هاكم بعض الحقائق المذهلة عن الدماغ البشري:
الدماغ البشري (Thinkstock)
يمكن العيش دون دماغ
بالإضافة للقدرة العقلية، يمكن للدماغ أن يسيطر على نشاطات في أجسامنا والتي تجعلنا نستمر بالحياة – التنفس، عمل القلب، الهضم وبقية الأمور. بحيث يكون العيش دون الدماغ أمر غير مستحيل. إلا أنه، هنالك حالات موثقة في التاريخ العلمي لأشخاص وُلدوا دون أجزاء معينة من الدماغ أو عانوا من إصابة خطيرة جدًا في الدماغ ولكنهم تابعوا حياتهم بشكل طبيعي، دون تضرر القدرة العقلية أو الذهنية لديهم.
ظهرت حالة في عام 2007 حيرت الأطباء: خلال فحص طبي عادي أجري لرجل في الـ 44 من العمر في فرنسا، للدماغ اتضح أن 75% من الدماغ مليء بالسوائل بدل الخلايا العصبية (Neuron)، والتي هي خلايا الأعصاب التي تنقل المعلومات في الدماغ. يتوقع الطب من رجل كهذا أن يكون مصابًا بإعاقة عقلية صعبة، إنما تفجأ الطبيب المعالج بأنه يقف أمام رجل طبيعي للغاية. قال الطبيب، “هو رب عائلة، أب لولدين ويعمل في الحقل الجماهيري”، عندما أجري للرجل فحص ذكاء حصل على علامة 75. ربما النتيجة هي تحت المعدل (الذي هو حوالي الـ 100)، إنما نتحدث عن مستوى يتيح للرجل أن يؤدي وظائفه.
إذًا ما هو تفسير ذلك؟ يُعتبر الدماغ من أكثر الأعضاء قدرة على التكيف، وبإمكانه أن يغير وأن يلائم نفسه لأي وضع جديد. عندما يولد شخص ما دون جزء من الدماغ، تتحمل الأجزاء المتبقية مسؤولية أداء وظائف الأجزاء الناقصة وتكمل الناقص (تقريبًا).
انفصال الدماغ (Split brain)
ماذا كان ليحدث لكم إن استيقظتم صباحًا واكتشفتم بأنه لديكم بدل الدماغ الواحد – دماغين مختلفين داخل رؤوسكم؟ يبدو أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعيشون في هذا الواقع كل يوم، ويتدبرون أمورهم بشكل لا بأس به.
في الواقع، جميعنا لدينا “دماغان” إنما هما مرتبطان ويعملان كوحدة عضوية واحدة. يتكون الدماغ من فصين – الأيمن والأيسر – المرتبطان ببعضهما البعض من خلال “جسر” من الخلايا العصبية التي تسمى”Corpus Callosum”. ذلك الجسر هو المسؤول عن نقل المعلومات بين الفصين. كل فص من الفصين له وظائف مختلفة وتخصصات خاصة به. مثلاً، الجزء المسؤول عن معالجة اللغة موجود في الفص الأيسر، بينما الفص الأيمن ناشط أكثر في الإدراك المكاني.
أفضل مثال للفرق بين الفصين يمكن أن نميزه لدى المصابين بداء الصرع الحاد والذين يتم إجراء جراحة لهم لقطع ذلك “الجسر” بين فصي الدماغ، ويؤدي إلى انقطاع التواصل بينهما بشكل تام. نرى للوهلة الأولى بأن المرضى الذين أُجريت لهم الجراحة يتصرفون تصرفًا طبيعيًّا جدًا. حتى أن جودة حياتهم تتحسن، حيث نجد أن نوبات الصرع وترددها تصبح أقل أو تختفي تمامًا. لكن عندما تم البدء بإجراء تجارب بسيطة على أولئك المرضى، تم اكتشاف بعض الأمور الغريبة وغير المتوقعة. اتضح من التجارب التي أُجريت أن المرضى طوروا وعيًا منفصلاً – كل جانب من جانبي أدمغتهم رأى صورة مختلفة تمامًا للعالم.
يمكن العيش دون دماغ (Thinkstock)
مثلاً، إن عرضتم على شخص، لديه انفصال دماغ، صورة كرة سلة في مجال الرؤية للفص الأيمن، وتفاحة في مجال الرؤية للفص الأيسر، وتسألوه عما يراه – سيقول لكم أنه يرى كرة سلة فقط. وبصورة عجيبة، إن طلبت منه أن يرسم ما يراه بيده اليسرى – سيرسم تفاحة. أي، طورت كل جهة من جهتي الدماغ لها وعيًا مختلفًا، ولا يمكنهما التواصل معًا.
الدماغ لا يشعر بالألم
العضو المسؤول عن خلق الإحساس بالألم في جسمنا لا “يشعر” هو ذاته بالألم. لماذا لا يشعر؟ الدماغ بحد ذاته ليس لديه مستقبلات ألم لهذا لا يتلقى إشارات وجود ألم.
يستغل جراحو دماغ هذه الحقيقة وغالبًا ما يقومون بإجراء جراحات دماغ بينما يكون المريض في حالة وعي كامل، مع تخدير موضعي فقط. يستطيع الجراح في هذه الحالة أن يطرح على المتعالج أسئلة وأن يتأكد بأنه لا يتسبب بضرر عصبي ويضر مناطق هامة، مثل مناطق اللغة أو أجزاء خاصة بالحركة.
يمكن السيطرة على الأحلام
أحد الأسئلة الكبيرة في حياة البشر هو سؤال “لماذا نحلم”؟ تداول فلاسفة، رجال دين، علماء نفس وأطباء كثيرًا هذا السؤال ولم يتوصل أحد لإجابة دامغة. إنما على الرغم من ذلك، كل ليلة، جميعنا نحلم. لا نتذكر دائمًا ماذا كان الحلم، إنما أحيانًا يكون الحلم لطيفًا جدًا يجعلكم ترغبون أن تعودوا إليه. ممكن علميًا، على ما يبدو، التأثير على الأحلام بطريقة تسمى الحلم الصافي أو “العلم الواعي”. وهو نوع من التأمل الذي يتيح، بمساعدة التمرن والتدرب، السيطرة على مجريات الحلم وهكذا تكونون أشبه بممثلين في عرض تمثيل سريالي.
يصادف شهر رمضان هذه السنة في منتصف أشهر الصيف الحارة، وثمة مسلمون كثيرون في مختلف أنحاء العالم يضطرون إلى الصوم ما معدله أكثر من 15 ساعة كل يوم ولمدة شهر كامل. إلى جانب الروحانية والتضحية العائلية والمجتمعية التي تميز هذه الفترة، يجتاز جسم الصائم عمليات جسدية لا مثيل لها تؤدي إلى صداع، دوران، عصبية وضعف. بهدف تخفيف الغضب والوهن خلال الصوم، قمنا بجمع بعض النصائح التي تتيح اجتياز هذه التجربة بسهولة إلى حد ما.
كما هو معلوم، يطرأ خلال الصوم هبوط في مستوى السكر في الدم في أعقاب قلة تزويد الجسم بالغذاء. يشكل السكر مصدر الطاقة الأساسي في الجسم وبالأساس لخلايا المخ والجهاز العصبي المركزي. في وضع من قلة تزويد الجسم بالطاقة الضرورية، يُضطر الجسم إلى استخدام مجمعات السكر الموجودة في الجسم. هذه المجمعات هي مجمعات محدودة وحين تشحّ يُضطر الجسم إلى استخدام مجمعات الدهون لتوفير ما يحتاجه من الطاقة.
ينجح المخ في استخدام الدهون كمصدر طاقة، ولكن هذا الأمر يكون منوطًا بأعراض جانبية تتجسد بالعصبية، التعب والصداع.
إعداد حلوى القطائف بمناسبة شهر رمضان (Flash90/Issam Rimawi)
يشكل الماء نحو 60% من وزن جسمنا ولذلك فإن التغييرات في موازنة السوائل في الجسم، في فترة الصوم، تصعب عمل كافة أجهزة الجسم. إذن، ما الذي يتعيّن علينا فعله بهدف التخفيف من الإحساس بالتعب، العصبية والصداع؟
من المهم أن نشرب طيلة الليل ما قبل الصوم 8-10 أكواب من الماء. الامتناع عن الشرب الحلو أو المالح (الشوربات) لأنها تزيد من الإحساس بالعطش.
تؤدي ظروف العبء إلى فقدان السوائل ولذلك من غير المستحسن التعرض إلى الشمس، بل يجب المكوث في أماكن باردة قدر الإمكان.
امتنعوا عن النشاطات الجسدية المكثفة. تزيد النشاطات الجسدية فقدان السوائل بهدف تبريد الجسم، ولذلك حتى في هذه الحالة يوصى بالتقليل من النشاطات الجسدية خلال يوم الصوم.
يوصى جدا باستخدام زيت الجريبفروت. يمكن قبل الصوم تنقيط قطرتين في كأس ماء وشربه. كما يوصى بدهن قطرة من هذا الزيت أيضا على البطن وعلى الحنجرة.
بهدف الحفاظ على مستوى السكر في الدم، يوصى بتناول نشويات مركّبة مثل الخبز، الكريكر، الأرز والباستا بكميات قليلة خلال الفترة الواقعة بين وجبة الإفطار والإمساك. هدف النشويات المركبة هو تعبئة مجمعات النشويات الموجودة في الكبد وفي العضلات، لأن هذه المجمعات هي أول ما تفرغ أثناء الصوم.
خلال وجبة الإفطار، أضيفوا إلى مائدتكم الخضار بهدف زيادة كمية الألياف الغذائية في الطعام. تبطئ الألياف امتصاص النشويات في الدم وتساعد على الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
يوصى بتفضيل تناول الأسماك على اللحم. يتم هضم اللحم ببطء وهو سرعان ما يتعفن في الأمعاء. هذا يشكل تحفيزا للجهاز الهضمي، تتم ترجمته إلى جوع.
كما أن الإفطار بعد الصوم يجب أن يتم بشكل حكيم. من المفضل البدء بكأس واحدة أو كأسين من شراب محلى أو ماء. يمكن إنهاء الصوم أيضا بتناول التمر، كأس شاي محلى بملعقة من السكر أو العسل أو بفنجان من القهوة المحلاة بملعقة من السكر. يُستحسن عدم إنهاء الصوم بأغذية غنية بالدهون مثل البيتسا أو الشاورما بالخبز العربي. يصعّب الدهن عملية العودة إلى الأكل بعد الصوم. بعد ساعة أو ساعتين فقط، يمكن تناول وجبة كاملة بكل مكوّنات الأغذية ولكن هنا أيضا يُفضل التقليل من الدهون والبدء بكميات صغيرة.
لا تشكل هذه النصائح المقدمة في هذا المقال بديلا لاستشارة الأطباء وهي موصى بها للأشخاص المعافين صحيا بشكل عام فقط. رمضان كريم
إلى متى سنعمل عملًا شاقًّا إلى هذا الحدّ؟ (Thinkstock)
إلى متى سنعمل عملًا شاقًّا إلى هذا الحدّ؟
العالم أصبح يدرك ذلك: الردّ على رسالة إلكترونية من ربّ العمل في نهاية الأسبوع يستغرق دقيقة، لكنّ الكون متوفّرًا على مدار الساعة ينتقص سنواتٍ من عمرنا. في أوروبا، نيوزيلندا، وحتّى الولايات المتحدة الأمريكية، تعلّموا في السنوات الأخيرة إطفاء الهاتف في نهاية اليوم. فلمَ لا يحدث ذلك في إسرائيل؟
سأبدأ هذا التقرير بالاعتراف أنني أيضًا مُدمن على العمَل. فأنا مُدمن على صوت تلقي الرسائل في جهازي الذكيّ، كما أحبّ أن أستقبل الرسائل الإلكترونية وأكون أوّل من يردّ عليها. فأنا أردّ على البريد الإلكتروني خلال القيادة وفي منتصف الليل، وقد حدث أن استيقظتُ على صوت رسالة جديدة في الليل، وأجبتُ على رسالة في الواحدة بعد منتصف الليل. أفتح عينيّ كلّ صباح، وأوّل ما أفعله هو مشاهَدة من ردّ على تحديث الحالة الأخير الذي سجّلته في فيس بوك، مَن أُعجب بصورتي الجديدة، وأية رسائل هامّة أو أقلّ أهمية تكدّست في جهازي خلال الليل.
والآن بعد أن اعترفتُ، أنا مستعدّ للإصلاح. يبدو أنني لستُ وحدي المُدمن، “العبد” لعملي. فقد اعترف 82% من الإسرائيليين بأنهم تصفّحوا هواتفهم الذكيّة من أجل العمل على حساب وقتهم الخاصّ (2014)، فيما قال ستّة في المئة فقط إنّ لديهم فصلًا تامًّا بين الأمرَين. لكنّ الانزلاق الضارّ حقًّا، ذاك الذي يصعب قياسه بالأرقام، هو النفسيّ. فعدد متزايِد من الناس حولنا يشعرون بالإرهاق، العصبية، والمرارة، ويعانون من أمراضٍ ذات صلة بالضغط والإجهاد.
اعترف 82% من الإسرائيليين بأنهم تصفّحوا هواتفهم الذكيّة من أجل العمل على حساب وقتهم الخاصّ (Thinkstock)
يحدث للعمّال الإسرائيليين أمر غير سليم. فالأعداد تؤكد ما نشعر به جميعًا على جسدنا كلّ يوم – إننا نعمل طوال الوقت. فالرسائل الإلكترونية، الرسائل النصية، والمحادثات الهاتفيّة الخاصّة بالعمل تتسلّل إلى داخل بيوتنا وأنفسنا. يوضح خبراء وعلماء نفس تنظيميون أنّه صحيح أنّ اختيار العامل الردّ على رسالة إلكترونية والردّ على محادثة من العمل خارج ساعات الدوام هو خيار شخصي، لكن فضلًا عن العقد الاقتصادي، ثمّة بين ربّ العمل والعامل عقد نفسيّ أيضًا. فالعامل يعرف ما يُتوقَّع منه دون أن يكون ذلك مكتوبًا في أيّ مكان، ويُمارَس عليه ضغط نفسيّ لبلوغ التوقّعات، والردّ حتّى خارج ساعات الدوام.
ولا يقتصر الضرّر على تسلّل العمل إلى الحيّز الخاص والعائلي للعامل فقط. إنها ظاهرة أوسع يمكن أن تؤدي إلى حالات ضغط وإرهاق. فالأبحاث تثبت أنّ العمال المضغوطين لديهم خطر أكبر للإصابة بأمراض عامّة أكثر بـ 67% من زملائهم الذين يعملون في نطاق ساعات العمل المتعارَف عليها. يتوجّه عدد أكبر فأكبر من الأشخاص إلى الأطبّاء لعلاج أمراضٍ متعلّقة بالإجهاد. وثمّة أمراض يفاقمها الضغط، مثل أمراض القلب، الرئتَين، وأمراض الجهاز الهضميّ. يصعب قياس إلى أيّ حدّ يكون الضغط عاملًا مسبّبًا للمرض. أمّا الأكيد فهو أنّ عددًا أكبر من الأشخاص الذين يتوجّهون لنيل استشارة نفسيّة بسبب الإرهاق العامّ، إذ يتشكون بشكل أساسيّ من شيء جسدي، يدركون بعد الاستيضاح أنّ هذا نتيجة الضغط والإجهاد في العمل.
اعترف 50% من الإمريكيين انهم يفحصون بريدهم الإلكتروني وهم في السرير (Thinkstock)
لكنّ الإسرائيليين ليسوا وحيدين. فعام 2012، كانت لـ 60% من العمّال في الولايات المتحدة علاقة بمكان عملهم عبر الهاتف الخلويّ، وقضوا 5 ساعات إضافيّة كلّ نهاية أسبوع في الردّ على الرسائل الإلكترونية. ويفحص 68% من العاملين هناك بريدهم الإلكتروني قبل الثامنة صباحًا، 50% يفحصونه وهم في السرير، و38% يفعلون ذلك بشكل منتظم حتّى على مائدة العشاء العائلية. لكن حتّى في الولايات المتحدة الأمريكية، ملكة الرأسماليّة، بدأوا يتعلّمون في السنوات الأخيرة ما تدركه أوروبا منذ وقتٍ طويل: العمّال المرهَقون هم عمّال غير جيّدين، وأضرار الإرهاق تكلّف الاقتصاد غاليًا. أمّا في إسرائيل، فيعجزون عن فهم هذا المبدأ لسببٍ من الأسباب.
تتحوّل نزعة وَقف الإرهاق وحصر العمل ضمن ساعات الدوام المكتبيّ في ساعات محدّدة مسبقًا إلى نزعة عالميّة رُويدًا رُويدًا. حتّى اليوم، لم تبلغ هذه النزعة شرقنا الأوسط، لكنّ نقابات العمل بدأت تدرك أن لا مفرّ، وإلّا فسيظلّ الاقتصاد يُعاني. هكذا مثلًا، يُعترَف بالإرهاق كمرضٍ بكل معنى الكلمة في ألمانيا، ويمكن الحصول بسببه على أيام عُطلة مرضيّة من الطبيب. عام 2010، حذّر التأمين الوطني الألماني من أنّ عددًا متزايدًا من العمّال ينالون إجازات مرضيّة بسبب الإرهاق، فيما يتوقّف عدد منهم عن العمل كليًّا. إثر ذلك، نجحت لجنة العمّال في شركة “فولكسفاجن” لصناعة السيارات في الحصول على منع للرسائل الإلكترونية لعمّال الشركة. فقد توقّفوا عن تلقّي رسائل إلكترونية ابتداءً من نصف ساعة بعد مغادرتهم المكتب، وحتّى نصف ساعة قبل الوصول إليه صباح اليوم التالي. وانضمّت إلى هذه الخطوة شركتا BMW و”بوما”، اللتان أعلنتا أنّ عمّالهما لا يُتوقّع منهم الردّ على الرسائل الإلكترونية خارج ساعات الدوام.
إذا أُريد التغيير فإنه يأتي من الأسفل. يمكن أن يسهّل الإدراك أنّ العمل يهدف إلى ملء فراغ ساعات العمل فقط الأمر على كثيرين. ففي معظم الأوقات، لا نقوم حقًّا بعمل مُنقذ للحياة لديه تأثير مباشر في الحياة أو الموت. إذا أدركنا ذلك واستوعبنا معنى هذه الأمور، سنضع العمل والضغط فيه في مكانهما المناسب. إنّ ملاءَمة التوقّعات بين العمّال وأرباب عملهم يمكن أن توضح وتعرّف حدود إرسال وتلقّي الرسائل الإلكترونية والردّ على الهواتف الهامّة حقًّا، وفقط في إطار ساعات الدوام المحدَّدة مسبقًا. كذلك تساهم النجاعة، تركيز المهامّ، وتعريف الوظائف الدقيقة من قِبل أرباب العمل في تنفيذ جميع المهامّ في الوقت المحدّد وساعات العمل المقبولة.
يمكن للخوف أن يكون وسيلة تحذير تُبعد الإنسان عن الخطر، مع ذلك، يمكن أن يكون الخطر معيقًا لنشاط الإنسان، مجال تحركه وفعاليته. حاولت نظريات عديدة أن تشرح أسباب الخوف والقلق. كذلك، كيف ترتبط الألوان بالإحساس الانفعالي وماذا يمكن أن يكون تأثير هذا اللون أو ذاك على سلوك الإنسان.
تثبت الأبحاث أن للألوان تأثيرات فيزيولوجية وحسيّة على حالات الخوف والقلق وحالات جسدية أخرى. في البحث الذي أجراه د. روبرت جيرارد من جامعة كاليفورنيا، سُجلت تجارب وأحاسيس أناس عن ألوان مختلفة. لقد فحص بدقة كل مجال تأثير الضوء واللون، وحاول أن يجيب عن الأسئلة التالية: هل توقظ ألوان الأحمر والأزرق أحاسيس ومشاعر مختلفة عند الناس؟ هل تسبب الألوان تغييرات متوافقة في الجهاز العصبي الذاتي، في فعالية المخ والمشاعر الذاتية؟
وُجد في البحث أن الناس القلقين يحسون أن اللون الأحمر مزعج. وأظهر الناسُ الذي لديهم توتر عال رد فعل فيزيولوجي شديد للأحمر. مقابل ذلك، فقد هدّأ الأزرق الناس المتوترين. حسب البحث، يولّد اللون الأزرق إحساسًا متزايدًا بالراحة، الهدوء، والأفكار الجميلة، بينما يولّد الأحمر انفعالا، استفزازًا وتوترًا.
إليكم بعض الأمثلة من ردود الفعل الجسدية الإضافية للون، وهذه المعطيات يدعمها بحث د. جيرارد، وغيرها من الأبحاث:
الأصفر
اللون الأصفر (Wikipedia)
هو اللون الأول الذي يميّزه الإنسان عندما “يرى” شيئًا ما. وهو اللون الأكثر تعقيدًا في تحليل الدماغ له.
للناس رد فعل حذر للأصفر في الطبيعة، وخاصة عندما يندمج مع الأسود. إن الشخص الذي يشعر بالتوتر تكون استجابته للون لأصفر سريعة ومؤقتة وهو يضيف ركنًا للضغط الموجود. تجعل الغرف المصبوغة بالأصفر الأولاد يبكون في أوقات متقاربة أكثر ويؤدي الوسط الأصفر إلى نشوء الحساسية بوتيرة أعلى.
الأحمر
اللون الأحمر (Wikipedia)
تعمل الغدة النخامية، حين يتعرض الإنسان للأحمر. تُرسل من هذه الغدة إشارة كيميائيّة في جزيء من الثانية إلى غدة الكلى التي تفرز حالا مادة الإبينيفرين (أدرنالين). ثم يَجري الأدرنالين في الدم، ويسبب تغييرات فسيولوجية معيّنة ترافقها تأثيرات أيضيّةٌ.
ردود الفعل التالية يمكن أن تحدث فورًا، لكنها تختفي بعد عدة دقائق أو ساعات (يختلف ذلك من إنسان إلى آخر): يرتفع ضغط الدم، يشتد جريان الدم ويتمثل بنبض متسارع، تزداد سرعة وتيرة التنفس، يسيطر الجهاز العصبي الذاتي وتصبح الاستجابات تلقائية، تصبح غدد اللعاب أكثر حساسة، تتحسن الشهية، وتزداد حدة حاسة الشمّ.
الأزرق
اللون الأزرق (Wikipedia)
يعرف بتأثيره المهدئ، اللون الأزرق السماوي (الذي يعرف بالمستشفى بالأزرق القلبي) هو اللون الأكثر إرساءً للهدوء من بين الألوان. حين يكون في مجال الرؤية، يجعل الدماغ يفرز 11 مادة من النواقل العصبية المهدئة. هذه الهورمونات هي إشارات كيميائيّة تبثّ الهدوء في الجسم. كذلك تُبطئ النبض، تعمّق الأنفاس، تخفف التعرّق، تخفض حرارة الجسم، تُحدث استجابة “الكرّ أو الفرّ” (Fight Or Flight)، تقلل الشهية (في الطبيعة الأطعمة الزرقاء قليلة).
البني
اللون البني (Wikipedia)
يُعد البني عامّة لونا آمنا من ناحية بيئية. يضفي بيئة صحية للعمل، اللعب، النوم ولتنفيذ عمليات أيضية عامةٍ. تؤثر إضافة أغراض بنية على الأعضاء الداخلية والنفس وتحسن أداءها. وجود البني يساعد في تبديد الاكتئاب النفسي، تحفيز إنتاج السيروتينين (وهو موصل عصبي، له وظيفة رئيسة في تعديل الأحاسيس والمشاعر المتعلقة بمزاج الإنسان)، تقليل الغضب وإقصاء التعب المزمن. كذلك، يرفع اللون البني مستويات الحوامض الأمينية من نوع تريبتوفان- التي تؤثر على النوم، الشقيقة، على جهاز المناعة وعلى تقلبات المزاج.
يتّضح أنّ جسم الإنسان أكثر تعقيدًا ممَّا كنّا نظنّ. إليكم قائمة (جزئية) لحقائق بيولوجية مفاجِئة إلى حدّ بعيد، تجسّد بعض الأمور التي تحدث داخلنا، والتي يبدو أننا لا ندري بها، كما تزوِّد بضعة تفاصيل فيزيولوجيّة نرفض تصديقها:
يمكن للأنف البشريّ أن يحدّد هوية 50 ألف رائحة مختلفة ويتذكّرها. طبعًا، لا يزال هذا بعيدًا جدًّا عن قدرات الكلاب على الشمّ.
في جسمنا 96 ألف كيلومتر من الأوعية الدمويّة، ما يكفي لإحاطة خطّ الاستواء في الكرة الأرضية نحو مرّتَين ونصف.
إذا نظرتم إلى النجوم ليلًا، يمكنكم مشاهدة مجرّة المرأة المسلسلة (أندروميدا)، ما يعني أنّ العين البشرية تستطيع رؤية مجرّة تبعُد مليونَين ونصف مليون سنة ضوئيّة عن كوكبنا.
الدماغ البشري (Thinkstock)
جسم الإنسان مُكوَّن من 7,000,000,000,000,000,000,000,000,000 ذرّة. بكلمات أخرى، 7 أوكتليونات ذرّة.
تتحرّك خلايا الأعصاب بسرعة 241 كيلومترًا في الساعة.
إذا اقتُلع القلب من جسم إنسان، يمكنه أن يستمرّ في النبض فترةً قصيرة. فللقلب منظومة كهربائية خاصّة، يمكنها استهلاك الأكسجين حتّى من الهواء الطلق.
حين نكون مُستيقِظين، يولّد الدماغ كهرباء تكفي لإنارة مصباح.
قلب الإنسان (Thinkstock)
يقدِّر خبراء أنّ العين البشريّة يمكنها أن تميِّز بين 10 ملايين لون مختلِف.
تتطلّب خطوة واحدة عمل 200 عَضَلة.
إذا عانت الأمّ خلال الحمل من إصابةٍ في عُضوٍ ما، يُرسِل الجنين في رحمها خلايا جذعيّة لإصلاح الضرر.
في الدقائق القريبة ستتلقّون معلومات جديدة. ليست مسائل جوهرية بشكل خاصّ ولكن في بعضها كان لديكم ثقة كبيرة بالحقائق، أو على الأقل، ما كنتم تظنون أنها حقائق. سنزعجكم ونغيّر تصوّركم، وحين تنتهون من القراءة ستتعرّفون على حقائق جديدة حول الحياة وما يحيط بكم.
الأسطورة الأولى: هل تغيّر الحرباء ألوانها وفقًا للبيئة؟
الحرباء (Thinkstock)
تغيّر الحرباء جوانبها، هذا صحيح ولا جدال فيه. ولكن الحرباء لا تغيّر لونها من الجانب الأخضر إلى الداكن حين تكون في أعلى جذع الشجرة. والأسباب التي تغيّر من أجلها الحرباء لونها هي مزاجية، وبهدف الإشارة إلى السيّطرة على المنطقة والمغازلة. وفيما يلي إيضاح قصير سيساعد على الفهم: طبقة الجلد الخارجية للحرباء شفافة، ويوجد تحتها عدة طبقات من الجلد ذات خلايا خاصّة مع أصباغ صفراء، حمراء، زرقاء وبنّية. تتّصل هذه الخلايا بالجهاز العصبي، وتندمج فيما بينها وفقًا لـ “مزاج” الحرباء. الحرباء الهادئة يكون لونها أخضر فاتح، وحين تكون غاضبة؛ يكون أصفر ساطع، وحين ترغب بالتزاوج، فإنّها تستخدم في الواقع كلّ لون مخبّأ في بشرتها.
الأسطورة الثانية: نابليون بونابرت كان قزمًا؟
نابليون بونابرت (Wikipedia)
يحقّ لنابليون أن يحظى باعتذار من التاريخ الإنساني حول هذا الموضوع. فبخلاف الاعتقاد السائد، لم يكن نابليون قصيرًا أو قزمًا. في الواقع كان طويلا أكثر بقليل من معدّل طول الفرنسيّين في بداية القرن التاسع عشر، وذو طول متوسّط بالنسبة للرجال الأوروبيّين الذين عاشوا في عصره. فلماذا ظنّوا بأنّه قصير؟ السبب هو الفرق القائم بين درجة الطول الفرنسية مقارنة بالإنجليزية. عند وفاة نابليون، كان طوله 1.57 وفقًا للمقياس الفرنسي، والذي يساوي 1.68 بالاصطلاح الإنجليزي، أدى هذا الخلط إلى أن يفقد 11 سانتيمترات حاسمة من طوله. السبب الآخر أنّه كان محاطًا بقوة أمنية، وكان الجنود طوالا بشكل خاصّ. وقد كان يُسمّى من قبلهم “العريف الصغير” (le petit caporal)، وهو اسم مستعار يرمز بالذات إلى العلاقة القائمة على المساواة وغير المتغطرسة تجاههم.
الأسطورة الثالثة: ثمار شجرة المعرفة لم تكن تفاحًا بالضرورة.
آدم وحواء (Thinkstock)
كما تقول التوراة عن فعل آدم وحواء اللذين لم يستمعا لصوت الربّ، تحدّوا كلماته وأكلوا من ثمار شجرة المعرفة: “وأنبت الربّ الإله من الأرض كلّ شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر”. لاحظوا، لم تذكر شجرة التفاح. وفي وقت لاحق في مجرى الأحداث كما هو مكتوب في سفر التكوين، الفصل الثالث: “فرأت المرأة أنّ الشجرة جيّدة للأكل وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل”. هل وردت الكلمة تفاح؟ الجواب واضح للجميع، كلا! وقد نشأت الفرضية الأساسية بأنّ ثمرة شجرة معركة الخير والشر كانت شجرة التفاح؛ من الافتراضات، ولذلك بشكل موازٍ في جميع أسفار الكتاب المقدّس للأطفال، اللوحات القديمة وما شابهها، كان بإمكانها على قدم المساواة أن تُظهر رمانًا، تينًا أو أيّة فاكهة أخرى.
الأسطورة الرابعة: هل يحتاج الجهاز الهضمي إلى 7 سنوات حتى يهضم علكة تم ابتلاعها؟
علكة (Flash90)
كلّ شخص يذكر لحظة ابتلع فيها فجأة علكة وشعر بالقلق. صرخ الجدّ: “ستنمو فيك شجرة”! وصرخت العمّة: “ستمرّ سبع سنوات حتى يتمّ هضمها”!، يمكننا أن نهدّئكم بأنّ كلا الأمرين ليس صحيحًا. بعد إذنكم، سنركّز على صرخة العمّة؛ فلا أساس لهذه الشائعة من الناحية الطبّية، وإذا كان فعلا ستنمو شجرة فمن المؤكّد أن نشاهد الكثير من الأشخاص في الشارع مع شجرة خارجة من أمعائهم. فما الذي يحدث لمصير العلكة المبتلعة؟ ليس شيئًا خاصًّا. بعض المكوّنات، كالمحلّيات، تتحلّل في الجهاز الهضمي، ولكنّ معظم العلكة تكمل طريقها ببساطة وتخرج من الجسم.
الأسطورة الخامسة: هناك 5 حواسّ للبشر فقط؟
حاسة البصر (Thinkstock)
يستطيع كلّ طفل في الروضة أن يتلو هذه الجملة: “هناك خمس حواسّ للبشر؛ البصر، الشمّ، الذوق، اللمس، السمع”. ولكن الحقيقة هي أنّ البشر قادرون على أكثر من ذلك بكثير. عدد الحواسّ التي يمكن للشخص العادي أن يشغّلها يتراوح بين 9 إلى 20 حاسّة. يستطيع البشر كذلك الإحساس بالتوازن والتسارع، الألم، وضعيّات الجسم والأطراف، درجة الحرارة النسبيّة، فضلا عن العديد من الحواسّ الثانوية.
يصادف شهر رمضان هذه السنة في منتصف أشهر الصيف الحارة، وثمة مسلمون كثيرون في مختلف أنحاء العالم يضطرون إلى الصوم ما معدله أكثر من 15 ساعة كل يوم ولمدة شهر كامل. إلى جانب الروحانية والتضحية العائلية والمجتمعية التي تميز هذه الفترة، يجتاز جسم الصائم عمليات جسدية لا مثيل لها تؤدي إلى صداع، دوران، عصبية وضعف. بهدف تخفيف الغضب والوهن خلال الصوم، قمنا بجمع بعض النصائح التي تتيح اجتياز هذه التجربة بسهولة إلى حد ما.
كما هو معلوم، يطرأ خلال الصوم هبوط في مستوى السكر في الدم في أعقاب قلة تزويد الجسم بالغذاء. يشكل السكر مصدر الطاقة الأساسي في الجسم وبالأساس لخلايا المخ والجهاز العصبي المركزي. في وضع من قلة تزويد الجسم بالطاقة الضرورية، يُضطر الجسم إلى استخدام مجمعات السكر الموجودة في الجسم. هذه المجمعات هي مجمعات محدودة وحين تشحّ يُضطر الجسم إلى استخدام مجمعات الدهون لتوفير ما يحتاجه من الطاقة.
ينجح المخ في استخدام الدهون كمصدر طاقة، ولكن هذا الأمر يكون منوطًا بأعراض جانبية تتجسد بالعصبية، التعب والصداع.
إعداد حلوى القطائف بمناسبة شهر رمضان (Flash90/Issam Rimawi)
يشكل الماء نحو 60% من وزن جسمنا ولذلك فإن التغييرات في موازنة السوائل في الجسم، في فترة الصوم، تصعب عمل كافة أجهزة الجسم. إذن، ما الذي يتعيّن علينا فعله بهدف التخفيف من الإحساس بالتعب، العصبية والصداع؟
من المهم أن نشرب طيلة الليل ما قبل الصوم 8-10 أكواب من الماء. الامتناع عن الشرب الحلو أو المالح (الشوربات) لأنها تزيد من الإحساس بالعطش.
تؤدي ظروف العبء إلى فقدان السوائل ولذلك من غير المستحسن التعرض إلى الشمس، بل يجب المكوث في أماكن باردة قدر الإمكان.
امتنعوا عن النشاطات الجسدية المكثفة. تزيد النشاطات الجسدية فقدان السوائل بهدف تبريد الجسم، ولذلك حتى في هذه الحالة يوصى بالتقليل من النشاطات الجسدية خلال يوم الصوم.
يوصى جدا باستخدام زيت الجريبفروت. يمكن قبل الصوم تنقيط قطرتين في كأس ماء وشربه. كما يوصى بدهن قطرة من هذا الزيت أيضا على البطن وعلى الحنجرة.
بهدف الحفاظ على مستوى السكر في الدم، يوصى بتناول نشويات مركّبة مثل الخبز، الكريكر، الأرز والباستا بكميات قليلة خلال الفترة الواقعة بين وجبة الإفطار والإمساك. هدف النشويات المركبة هو تعبئة مجمعات النشويات الموجودة في الكبد وفي العضلات، لأن هذه المجمعات هي أول ما تفرغ أثناء الصوم.
خلال وجبة الإفطار، أضيفوا إلى مائدتكم الخضار بهدف زيادة كمية الألياف الغذائية في الطعام. تبطئ الألياف امتصاص النشويات في الدم وتساعد على الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
يوصى بتفضيل تناول الأسماك على اللحم. يتم هضم اللحم ببطء وهو سرعان ما يتعفن في الأمعاء. هذا يشكل تحفيزا للجهاز الهضمي، تتم ترجمته إلى جوع.
كما أن الإفطار بعد الصوم يجب أن يتم بشكل حكيم. من المفضل البدء بكأس واحدة أو كأسين من شراب محلى أو ماء. يمكن إنهاء الصوم أيضا بتناول التمر، كأس شاي محلى بملعقة من السكر أو العسل أو بفنجان من القهوة المحلاة بملعقة من السكر. يُستحسن عدم إنهاء الصوم بأغذية غنية بالدهون مثل البيتسا أو الشاورما بالخبز العربي. يصعّب الدهن عملية العودة إلى الأكل بعد الصوم. بعد ساعة أو ساعتين فقط، يمكن تناول وجبة كاملة بكل مكوّنات الأغذية ولكن هنا أيضا يُفضل التقليل من الدهون والبدء بكميات صغيرة.
لا تشكل هذه النصائح المقدمة في هذا المقال بديلا لاستشارة الأطباء وهي موصى بها للأشخاص المعافين صحيا بشكل عام فقط. رمضان كريم