الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

ما الذي حدث حقا في جباليا هذه الليلة؟

أيمن نافذ ربيع النجار 24 عاما، ومهند ماجد جمال حمودة 24 عاما
أيمن نافذ ربيع النجار 24 عاما، ومهند ماجد جمال حمودة 24 عاما

اغتيال إسرائيلي، "حادثة عمل" أم اغتيال داخلي؟

29 يوليو 2018 | 11:13

اتهمت حماس في إعلانها عن وفاة اثنين في جباليا هذه الليلة، وهما أيمن نافذ ربيع النجار 24 عاما، ومهند ماجد جمال حمودة 24 عاما، إسرائيل باغتيالهما، ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، رفض الرد على الاتهامات ملمحا في التغريدات في تويتر أن حماس لا تقول الحقيقة:

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل غالبا لا تنكر نشاطاتها في غزة (خلافا مثلا لعمليات حساسة في سوريا، أو إيران) لهذا من المرجح الاعتقاد أنه وقعت “حادثة عمل” للنشطاء أو حادثة داخلية أخرى (كان أحدهما على الأقل ناشطا في الجبهة الشعبية)، وهناك محاولات لاتهام إسرائيل.

في غضون ذلك، ما زال هناك أمل في التوصل إلى حل للتخلص من التوتر المستمر على الحدود بين إسرائيل وغزة. تقول جهات إسرائيلية إن هناك مسودة تسوية، بوساطة مصر والأمم المتحدة، ولكنها قيد الانتظار حتى الحصول على موافقة أبو مازن، الذي وعد أن يقدم إجابته اليوم إلى مصر.

اقرأوا المزيد: 178 كلمة
عرض أقل
حركة فتح تعلق لافتة تبني عملية الطعن، التي نفذها الشاب اسامة احمد عطا، على سطح منزله
حركة فتح تعلق لافتة تبني عملية الطعن، التي نفذها الشاب اسامة احمد عطا، على سطح منزله

أربع منظمات، عملية واحدة

تحملت أربع منظمات المسؤولية حول عملية واحدة، لم تبادر إليها في الواقع أبدا. ماذا يعني هذا؟

أربع منظمات على الأقل: تحملت حماس، فتح، الجبهة الشعبية، وداعش أيضا، مسؤولية تنفيذ العملية التي قتل فيها ثلاثة شبان شرطية إسرائيلية، تدعى هداس مالكا، عمرها شبيه بعمرهم تقريبا.

وفق جهات استخباراتية إسرائيليّة، يدور الحديث عن خلية إرهابية محلية، خططت للعملية وحدها، دون أن تتلقى توجيها من منظمة أيا كانت. إن محاولات المنظمات الفلسطينية نسب أعمال الشبان غير المعنيين بشكل واضح بالانضمام إليها، تشير إلى طابع الانتفاضة الثالثة.

تحافظ هذه الانتفاضة منذ نحو عامين منذ أن بدأت “انتفاضة الأفراد” على طابعها الأصلي: انتفاضة جيل “الألفية” للقرن الحادي والعشرين، الخاصة بالفيس بوك والتلغرام. أصبحت التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس وفتح لاعبا ثانويا. بالمقابل، أصبح توجه الشبان مختلفا، فهم لا يعربون عن يأسهم أثناء المظاهرات الحاشدة، ليس أمام القوى الإسرائيلية ولا أمام المقاطعة، بل عبر منشورات في الفيس بوك أو أنهم يتناولون سكينا من المطبخ أو يحضرون بندقية “كارلو” مرتجلة ويتوجهون لقتل الإسرائيليين.

تعتقد إسرائيل أن هذا الجيل هو جيل ترعرع على الكراهية والعنف. بينما يقول آخرون إن هذه الظاهرة تتميز بعامل “العدوى”: ينفذ شاب عملية فيقلده سلسلة من الشبان. يمكن ملاحظة التطرف الوطني في صفحات الفيس بوك الخاصة بتلك الشبان. أيا كان السبب، هناك سبب للقلق لدى زعماء المنظمات. لم يعد الشباب منضويين إليهم. في بعض الأحيان توافق العائلات في وقت لاحق على تحمل المنظمة المسؤولية ويعود هذا إلى أسباب متعلقة بالدفع. ولكن في الحقيقة فقد تضررت البنية التحتيّة الخاصة بحماس بشكل صعب بسبب نشاط الاستخبارات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وأصبحت فتح تعاني من نقص الشعبية أيضًا، وباتت الجبهات في الخلف من ناحية سياسية، أما بالنسبة لداعش – لا يمكن أن نتجاهل أن هناك القليل من الشبان الفلسطينيين الذين نال التنظيم إعجابهم، ولكن هذه الظاهرة ليست واسعة الانتشار.

يعمل الشبان الفلسطينيون، إذا كان الأمر كذلك، وحدهم دون أن تكون لديهم استراتيجية، ودون أن يكونوا منضويين تحت أية منظمة، ودون أن يكون لديهم جمهور يؤيد أعمالهم باتخاذ خطوة سياسية. من جهة إسرائيل، رغم أن هناك حساسية في الرأي العام الإسرائيلي حول فقدان الحياة، فإن هذه العمليات عديمة الاهتمام. ما هو الهدف؟ ليس واضحا.

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (IPPA/AFP)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (IPPA/AFP)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)

عملية إنتيبي: العملية الأجرأ على الإطلاق

قبل 40 عامًا تمامًا، اختُطفت طائرة "إير فرانس" من تل أبيب من قبل عصابة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لم يفكّر الخاطفون الذين هبطوا بالطائرة في قلب إفريقيا بالتأكيد أنّه لا مناص لإسرائيل إلا بإطلاق سراح الأسرى.‎ ‎لقد أخطأوا

40 عامًا مرّت منذ العملية الجريئة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في إنتيبي، ولا يزال هناك اسمان يُلزمان كل إسرائيلي على التوقف فورًا عما يعمله، وأن يتذكر: إنتيبي، يوناتان ونتنياهو. العملية التي أديرت بخلاف قوانين المنطق البشري، والتي تضمّنت رحلة جوّية سرية لأكثر من 3,800 كيلومترًا من إسرائيل إلى أوغندا، وبعد ذلك معركة على الحياة أو الموت ضدّ الإرهابيين، أذهلت العالم.

ذكّرت العملية كل إنسان أراد الإضرار بدولة إسرائيل أو بمواطنيها، أنّه في اللحظة التي يمسّ فيها الأمر بأمن دولة إسرائيل؛ فليس هناك ما يُسمّى “مستحيل”، وليس ما يُسمّى أنّ إسرائيل لن توافق على عمل ذلك للحفاظ على أمنها.

الدكتاتور المجنون والإرهابي الخطير

كان وديع حداد، قائد الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو العقل المدبّر الذي يقف وراء سلسلة من عمليات اختطاف الطائرات التي سافر فيها إسرائيليون. أمر عام 1968 باختطاف طائرة “إل عال” التي كانت في طريقها من روما إلى إسرائيل، وهبطت في الجزائر. تم احتجاز 32 رهينة على مدى أكثر من شهر، واضطرّت الحكومة الإسرائيلية إلى الموافقة على طلبات الخاطفين بهدف إطلاق سراح الإسرائيليين.

وديع حداد (UPI/AFP)
وديع حداد (UPI/AFP)

بعد ذلك أمر حداد بمهاجمة طائرة إسرائيلية أخرى في أثينا عام 1968، واختطاف أربع طائرات إسرائيلية، وجعلها تهبط في القاهرة والأردن وتفجيرها في تشرين الثاني عام 1970. شكّلت المطارات ميدان العمل الأفضل لرجال حداد. متشجّعًا من نجاحاته، بادر حداد إلى عملية اختطاف أخرى لطائرة “إير فرانس” التي أقلعت من تل أبيب إلى فرنسا عن طريق أثينا، وعليها 248 راكبًا. بالإضافة إلى رجال الجبهة، تلقّى الخاطفون المساعدة من رجل وامرأة ألمانيين، أعضاء في تنظيم أناركي.

 

علم خاطفو الطائرة أن دكتاتورًا مجنونًا كعيدي أمين دادا سيستقبل الطائرة المختطفة بأذرع مفتوحة

طارت الطائرة إلى ليبيا، وأقلعت من هناك باتجاه أوغندا. وتلقّوا الخاطفين دعم حاكم أوغندا المستبدّ والسفاح، عيدي أمين دادا. ولقد سيطر أمين، وهو ضابط في الجيش الأوغندي على الحكم في البلاد لسنوات قليلة قبل ذلك، وكان في البداية صديقًا لإسرائيل، ولكن مع مرور عدّة سنوات قرّر تغيير موقفه ونمّى علاقاته مع معمّر القذّافي، ومع الاتّحاد السوفياتي ومع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

معمر القذافي مع عيدي أمين دادا (AFP)
معمر القذافي مع عيدي أمين دادا (AFP)

سمّى نفسه “فخامة الرئيس لمدى الحياة، الفيلد مارشال الحاج الدكتور عيدي أمين، سيّد جميع الحيوانات البرية وأسماك البحر، قاهر الإمبراطورية البريطانيّة في إفريقيا عمومًا وفي أوغندا خصوصًا”. علم خاطفو الطائرة أن دكتاتورًا مجنونًا كهذا سيستقبل الطائرة المختطفة بأذرع مفتوحة، وهكذا اختيرت أوغندا كوجهة لاحتجاز الرهائن. ولذلك هبطت الطائرة في مطار إنتيبي.

هدّد الخاطفون بانتهاء المهلة، وأنّهم سيعدمون الرهائن. وفي هذه الأثناء أمرت وحدات النخبة الإسرائيلية بالتجهّز لعملية لن نرى لها مثيلا

قرّر الخاطفون التفريق بين المختطفين اليهود وبين سائر المسافرين، الذين قاموا بإطلاق سراحهم. تمّ إطلاق سراح القبطان الفرنسي وأفراد طاقم الطائرة، ولكنهم رفضوا الرحيل وقرّروا البقاء مع المختطفين اليهود. وقد منحهم رئيس الحكومة الإسرائيلية وسام الشرف مقابل هذا العمل النبيل.

طلب الخاطفون إطلاق سراح 53 من رجالهم، معظمهم من الإرهابيين المسجونين في إسرائيل، وأيضًا فدية مالية. بتاريخ 4.7 هدّد الخاطفون بانتهاء المهلة، وأنّهم سيعدمون الرهائن. قرّرت إسرائيل التفاوض مع الخاطفين لكسب الوقت، وفي هذه الأثناء أمرت وحدات النخبة بالتجهّز لعملية لن نرى لها مثيلا.

الهجوم ليلا

اختيرت وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، ومن بينها سرية هيئة الأركان العامة، سرية المظلّيّين وسرية جولاني، للمشاركة في العملية. أقلعت أربع طائرات هيركوليس جوًا من أجل نقل المقاتلين، والمختطفين الذين سيُطلق سراحهم. كان على رأس القوة المقاتلة لسرية هيئة الأركان قائدها، يوناتان (يوني) نتنياهو. كان نتنياهو من جنود السرية الشجعان، وقال ضبّاط آخرون إنّ طريقه لمنصب رئيس الأركان معبّد. خدم أخواه الصغيران، بنيامين وعيدو نتنياهو أيضًا في وحدة النخبة.

أرسِل أفضل المقاتلين الإسرائيليين إلى ساحة المعركة الخطيرة والبعيدة

أقلعت الطائرات الأربع قبل تلقّي الموافقة على العملية. بعد نقاشات كثيرة وعميقة، وافق رئيس الحكومة حينذاك إسحاق رابين ووزير الدفاع حينذاك شمعون بيريس على الهبوط في إنتيبي. أُرسِل أفضل المقاتلين الإسرائيليين إلى ساحة المعركة الخطيرة والبعيدة. وكان بينهم ما لا يقلّ عن أربعة رؤساء أركان مستقبليّين: دان شومرون، إيهود باراك، شاؤول موفاز وجابي أشكنازي.

هبطت الطائرة الأولى في ساعات المساء في 4 تموز، وأمّنت هبوط الطائرات الأخرى. ولإزالة اشتباه الحراس الأوغنديين، اقتحم المقاتلون على متن سيارة مرسيدس سوداء من نفس طراز سيارة عيدي أمين. ألغيَ تأثير المفاجأة للقوة المقتحمة حين أثار وابل من الطلقات من المقاتلين الإسرائيليين انتباه الحراس.

لو كان يدرك الإرهابيون أنّ القوات الإسرائيلية قد وصلت إلى المطار، كانوا سيعدمون الرهائن

عند هذه النقطة، كانت سرعة العمل أمرًا حاسمًا. لو كان يدرك الإرهابيون أنّ القوات الإسرائيلية قد وصلت إلى المطار، كانوا سيعدمون الرهائن. هاجم نتنياهو، الذي كان على رأس القوة، باتجاه المحطة، وأمر جنوده بتسريع وتيرة ركضهم. بعد مرور ثوانٍ، أصيب نتنياهو بطلق ناري من جندي أوغندي، وقُتل قبل بدء عملية الإنقاذ.

حدّد المقاتلون مكان قاعة المسافرين التي يُحتجز فيها المختطفون، ونجحوا في القضاء فورًا على الإرهابيين الذين حرسوها. أحد المختطفين ممّن وقف على رجليه في لحظة اقتحام القوات، اشتُبه به كإرهابي وقُتل رميًا بالرصاص. وقُتلت مسافرة أخرى رميًا بالرصاص من قبل الإرهابيين في لحظة الاقتحام. فيما عدا ستّة مسافرين آخرين أصيبوا خلال الاقتحام، تمّ إنقاذ جميع المسافرين الآخرين وهم على قيد الحياة وبصحّة جيّدة ونُقلوا جوّا إلى إسرائيل.

ابتهاج المفرج عنهم وصراخ العائلة الثكلى

 نجحت العملية أكثر من أي تخطيط. أوقف العالم أنفاسه، حين أردك أية عملية معقّدة، جريئة وذات خطورة قامت دولة إسرائيل بتنفيذها. تمّ استقبال الرهائن المحرّرين من قبل الحشود المبتهجة في المطار الإسرائيلي. احتفلت عشرات الأسر بإطلاق سراح ذويهم، بينما قامت أسرة نتنياهو بالحداد.

“حين رنّ الهاتف عندي في بوسطون في ساعات المساء، علمت قبل أن أرفع السماعة أن يوني لم يعد معنا”

كان بنيامين نتنياهو حينذاك طالبًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. تواجد والده بن تسيون، الذي كان بروفيسورًا في التاريخ، هو أيضًا في الولايات المتحدة ودرّس في نيويورك. تحدّث بنيامين نتنياهو – الذي أصبح مع السنين رئيسًا للحكومة – في جنازة بن تسيون، عن اللحظة التي أخبر فيها والده عن وفاة الأخ والابن يوناتان.

بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)

“حين رنّ الهاتف عندي في بوسطون في ساعات المساء، علمت قبل أن أرفع السماعة أن يوني لم يعد معنا. فكّرت حينها أنّه عليّ القدوم إليكما، يا أبي وأمي، سريعًا قدر الإمكان، إلى مكان تواجدكم في ولاية نيويورك، قبل أن يصلكم الخبر عن طريق آخر. وحينها سافرنا، سبع ساعات في جهنّم، ووصلنا إلى الطريق المؤدي للمنزل الذي عشتم فيه حينذاك.

رأيتك تمشي من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة. رأيتك تمشي وتفكّر مشبّك اليدين وراء ظهرك. وفجأة أدرتَ وجهك ورأيتني، نظرة من الدهشة امتدّت على وجهك وقلت “بيبي، ماذا تفعل هنا”؟ وحين تحوّلت نظرتك إلى فهم رهيب، صرختَ صرخة مريرة وبعد ذلك صرخت أمي كذلك، ولن أنسى تلك الصرخات حتى يوم وفاتي”.

علّمت التضحية الهائلة لعائلة نتنياهو دولة إسرائيل كلّها درسًا لا يُنسى عن الثمن الذي تستعدّ دولة إسرائيل دفعه من أجل حماية مواطنيها. حين طُلّب من رئيس الحكومة نتنياهو أن يقرّر كيف يردّ على طلبات التنظيمات الفلسطينية بإطلاق سراح عناصرها مقابل الرهائن الإسرائيليين، فإنّ صورة شقيقه الراحل كانت معلّقة على حائط مكتبه. بعد 40 عامًا على العملية الجريئة، يعتبر يوناتان نتنياهو رمزًا لدولة إسرائيل كلّها، وليس لشقيقه فحسب.

 

اقرأوا المزيد: 1052 كلمة
عرض أقل
نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (Flash90/Mustafa Hassona)
نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (Flash90/Mustafa Hassona)

الحلول التي تعتمد عليها الجبهة الشعبية بعد وقف مخصصاتها

إيران وبعض الجهات في حزب الله لا تبخل بالدعم للجبهة الشعبية وإن كان محدودا ولا يتعدى شهريا ما يقدر بـ 50 ألف دولار

بدأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تقنين مصروفاتها بعد أيام من وقف الصندوق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مخصصاتها إلى جانب الجبهة الديمقراطية بأوامر خاصة من رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس.

وعمدت الشعبية إلى تدشين حملة تبرعات لصالحها من خلال مكاتبها في عدة مناطق جنوب قطاع غزة، إلا أن هذا لم يكن خيارا بقدر أنها رسالة حاولت الجبهة إيصالها للمسئولين في السلطة الفلسطينية أنها لن تعجز عن مواجهة الأزمة المالية.

وفي الحقيقة، الجبهة الشعبية تعتمد بالأساس على الكثير من الحلول، فالأموال التي تحصل عليها من خلال صندوق الأمن القومي وتقدر بنحو 70 إلى 100 ألف دولار شهريا وفق الظروف المادية المتاحة أمام الصندوق القومي.

وفي داخل الجبهة رغم أنه يُعد التنظيم الرابع شعبيا في فلسطين بعد فتح وحماس والجهاد الإسلامي، إلا أن في التنظيم هناك جهات منقسمة تتولى كل منها دعم من جهات مختلفة، كما أن إيران وبعض الجهات في حزب الله لا تبخل بالدعم للجبهة وإن كان محدودا ولا يتعدى شهريا ما يقدر بـ 50 ألف دولار فأقل في بعض الأحيان.

وتتلقى بعض المجموعات العسكرية المحسوبة على بعض القيادات في غزة أموالا من قبل رجل إيران الأول بغزة هشام سالم ويتم تسليحها في تلك الأموال، كما أن القيادي في الجبهة المتنقل بين دمشق وبيروت، ماهر الطاهر، يقدم دعما لا محدودا لبعض القيادات والمجموعات العسكرية التابعة لها في غزة وكذلك لشخصيات محسوبة على الجبهة في الضفة الغربية.

وتظهر الجبهة انضباطا في المواقف الموحدة إلا أنها داخليا تعاني في الكثير من صراعات اعتماد قياداتها على تشكيل جهات مسلحة مختلفة باسم كتائب أبو علي مصطفى لكنها في النهاية جميعها تقبع تحت قرار سياسي موحد.

وتمتلك الجبهة عشرات المؤسسات الناشطة في المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمؤسسات الطبية والزراعية وغيرها وجميعها تعتمد على دعم مالي غالبيته من خلال جهات داعمة في دول عربية وأوروبية وغيرها خاصةً وأنها تقدم مشاريع خدماتية.

ويعمل غالبية أفراد التنظيم في مؤسسات مستقلة وضمن نطاق السلطة الفلسطينية، ولا يتلقى الـ 5% من عناصرها رواتب من خلال التنظيم خاصةً في غزة، بينما لا تمتلك قاعدة كبيرة في الضفة الغربية كما كان عليه الحال سابقا وأن غالبية نشطائها في رام الله وبيت لحم وغيرها هم من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية ووزارات السلطة وغيرها.

وحاول نشطاء من التنظيم الانفصال عنه بإطلاق تشكيلات عسكرية مثل “كتائب نسور فلسطين” التي ما لبثت وانتهت بعد عامين من انطلاقها بسبب عدم تلقيها أي دعم رغم أنها في البداية تلقت دعما من بعض قيادات الشعبية في الخارج بشكل سري.

وتعتمد الجبهة في الأموال التي تصرفها منظمة التحرير لها في تنظيم نشاطات مثل المهرجانات وغيرها ولا تصرف منها رواتب سوى بالحد الأدنى خاصةً وأن موظفيها الذين يعتمدون على رواتب من التنظيم كما ذكر سابقا لا يتعدون الـ 5%.

وبحسب قيادات في الجبهة الشعبية فإن وقف مخصصاتها إلى جانب وقف مخصصات الجبهة الديمقراطية كان بقرار سياسي بحت بسبب مواقف الجانبين من العديد من القضايا على الساحة الفلسطينية.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل
  • عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
    عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
  • ليونيل ميسي (AFP)
    ليونيل ميسي (AFP)
  • تويتر
    تويتر
  • كرين غورن (Facebook)
    كرين غورن (Facebook)
  • باحة المسجد الأقصى (GPO)
    باحة المسجد الأقصى (GPO)

الأسبوع في 5 صور

إسرائيل تريد الحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى، مصر تستعر حول الجزيرتين، ومن هو لاعب كرة القدم الأكثر ثراء ميسي أم رونالدو؟

16 أبريل 2016 | 08:34

كما في كل أسبوع، يلخّص لكم طاقم هيئة تحرير موقع “المصدر” الأحداث الإعلامية الأكثر أهمية أو فضولا والتي ربّما فوّتموها، بالصور

إسرائيل لا تريد تصعيد الأوضاع في الأقصى

باحة المسجد الأقصى (GPO)
باحة المسجد الأقصى (GPO)

في الأسبوع القادم، سيحلّ عيد الفصح اليهودي وقد عقد رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلسات استعداد أمني قبيل العيد القريب. تقرر في الجلسة أن رسالة إسرائيل الرئيسية هي أنها تلتزم بالحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى وأنها لا ترغب في حدوث توتر أمني في فترة الأعياد.

منذ الجلسة، نُقلت سلسلة من الرسائل حول هذا الموضوع إلى الأردن والسلطة الفلسطينية من خلال قنوات مختلفة. على سبيل المثال بدأت الحملة الدعائية الوطنية بالعمل على إرسال رسائل إلى مواقع التواصل الاجتماعي العربية. وأجرى منسّق العمليات في الأراضي، اللواء يوآف (بولي) مردخاي، في الأيام الماضية، مقابلة مع وكالتي الأنباء الفلسطينية “معًا” و “إيلاف” حول هذا الموضوع. كما ووجّه الناطق باسم الحكومة، الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي رسائل تهدئة حول الموضوع إلى الإعلام العربي.

يحرقون صور أبو مازن؟

عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس

أحرقت عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة، هذا الأسبوع، صور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على خلفية قرار وقفه المخصصات المالية للجبهة من الصندوق القومي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية‎.

ورددت عناصر الشعبية شعارات مسيئة بحق رئيس السلطة الوطنية، كان بعضه يتهمه بالعمل لصالح إسرائيل والتنسيق الأمني وأخرى تطالبه بالرحيل فيما قال البعض “يا عباس يا عميل بعت البلد بالفلوس”.

من هو لاعب كرة القدم الأكثر ثراءً في العالم؟

ليونيل ميسي (AFP)
ليونيل ميسي (AFP)

يعتبر ليونيل ميسي في نظر الكثيرين لاعب كرة القدم الأفضل في العالم وهو يتقاضى أجرا وفقا لذلك أيضًا. وفقا لفحص أجرته مجلة “France Football”، فإنّ ميسي هو لاعب كرة القدم صاحب الأرباح الأعلى في العام 2015 – 74 مليون يورو، أكثر بـ 9 ملايين مقارنة بأرباحه في العام 2014. تتضمن الأرباح راتبه وعقود الإعلان.

يأتي بعد ميسي فورا، كما هو متوقع، كريستيانو رونالدو، مع 67.4 مليون يورو. ويأتي نيمار، زميل ميسي في فريق بارسا، في المركز الثالث مع 43.5 مليون يورو.

السيسي يتورّط بتسليم الجزيرتين

تويتر
تويتر

طوال الأسبوع انشغل المصريون بشكل أساسيّ بالانتقادات اللاذعة ضدّ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وقراره بمنح السعوديين جزيرتين عند مضائق تيران.

في يوم الأربعاء الماضي، ردّ السيسي على الانتقادات الشديدة التي صدرت ضدّ هذه الصفقة التي وقّعها مع سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، قائلا: “نحن لا نبيع أرضنا إلى أحد”، كما أكّد السيسي في خطاب ألقاه أمام مسؤولين رسميين في الدولة وأمام صحفيين. “لماذا المواطنون المصريون أكثر تشككا من مواطني الدول الأخرى؟”، تساءل السيسي وقال على الخبراء ورجال الدين أن يبدوا رأيهم حول هذا السؤال.

قال السيسي إنّ الجزيرتين قد سُلّمتا إلى السعودية عام 1950 من قبل ملك مصر فاروق لأغراض دفاعية، وإنّها تعود إلى المملكة السنية. وأكد على أنّ الأمر قد اعتُرف به من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 1990.

نسوية، جذابة ولا تخجل من وزنها

كرين غورن (Facebook)
كرين غورن (Facebook)

طُرح في التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع برنامج واقع للخَبز والذي شاركت فيه إحدى الحكّام في المسابقة وهي طاهية تحظى بتقدير كبير في مجال الحلويات في إسرائيل.

كرين غورن التي قدّمت على مدى سنوات برنامج خَبز وأصدرت كتب طبخ من الأكثر مبيعا، ازدادت بدانة بشكل كبير خلال السنين وفوجئ مشاهدو الحلقة الأولى من برنامج الواقع باكتشاف الأبعاد التي وصلت إليها ولم يوفّروا الانتقادات الشديدة حول وزنها الزائد.

وردّت غورن بغضب في الفيس بوك على الانتقادات القاسية وكتبت: “أصبح وزني موضوعا للنقاش الوطني… إذن لدي أخبار: ليس علينا جميعا أن نصبح عارضات أزياء لفيكتوريا سيكريت. باعتباري كنت سمينة دائما تقريبا، وشعرت بالراحة مع جسمي دائما، فأنا بالتأكيد لا أنوي الاعتذار… وأنا لا أنوي، تجويع نفسي من أجل ملاءمة النموذج المحدود جدا الذي يطلبه المجتمع“. وأضافت أيضا في منشور غاضب: “أنا فخورة بحمل راية نموذج نسوي ليس هزيلا ولا زال يحبّ ذاته… لكل القلقين على صحتي – أنا أدير أسلوب حياة متوازن، أتمرّن بانتظام مع مدرّب لياقة بدنية، وبشكل أساسي لا أحمّل قلبي بالحماقات”.

اقرأوا المزيد: 580 كلمة
عرض أقل
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس

الجبهة الشعبية ضد محمود عباس

مصدر مسؤول في الجبهة الشعبية يكشف سبب وقف مخصصات الجبهة، وعناصرها يحرقون صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس

قدم عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة، ظهر الثلاثاء، على إحراق صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية قرار وقفه المخصصات المالية للجبهة من الصندوق القومي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان لدى لحظة إحراق الصور قيادات من حماس وفصائل فلسطينية مختلفة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة. وردد عناصر الشعبية شعارات مسيئة بحق رئيس السلطة الوطنية بعضها كانت تتهمه بالعمل لصالح إسرائيل والتنسيق الأمني وأخرى تطالبه بالرحيل فيما قال البعض “يا عباس يا عميل بعت البلد بالفلوس”.

عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس

كما أحرق تلك العناصر صورا لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والسفير في بلغاريا أحمد المذبوح كتب أسفلها “القاتل”، و “سفارات الخيانة”.

وكان مصدر مسئول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قال أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوقف المخصصات المالية التي تتحصل عليها الجبهة من خلال الصندوق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية بسبب إصرار قيادة الجبهة على وقف التنسيق الأمني وتطبيق قرارات المجلس المركزي في هذا الإطار.

المسئول المتواجد في رام الله وفضل عدم ذكر هويته أوضح في حديث خاص أن الجبهة في اللقاءات الأخيرة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أصرت على تطبيق قرارات المجلس المركزي القاضية بوقف التنسيق الأمني بشكل كامل والتحلل من كل اتفاقيات أوسلو.

عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس وصورة والسفير في بلغاريا أحمد المذبوح
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس وصورة والسفير في بلغاريا أحمد المذبوح

المسئول كشف عن أن الجبهة اتخذت قرارا داخليا لا رجعة فيه بضرورة الضغط على الرئيس محمود عباس لتطبيق قرارات المجلس المركزي ووقف تجميد تلك القرارات، بالإضافة لوقف تفرد أبو مازن بأي قرارات تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي والخارجي وخاصةً العلاقة مع إسرائيل.

وأوضح المسئول أن الأموال التي تصرف من قبل منظمة التحرير لفصائل المنظمة شهريا هي من حقها ولا يحق قانونيا للرئيس عباس أن يوقفها بأي طريقة كانت. مشيرا إلى أن الأموال بالعادة يتم تأخير صرفها عن شهر شباط الماضي ولذلك لم يتم الكشف عن القرار الشفوي الذي اتخذه أبو مازن سوى منذ يومين.

المسئول كشف عن أن الجبهة لن تدخل أي جهة كواسطة لحل الأزمة وأنها ستطرح الملف أمام اللجنة التنفيذية للمنظمة ولن تسمح لأي كان بالتفرد في القرارات.

 

اقرأوا المزيد: 295 كلمة
عرض أقل
قوات الأمن الفلسطينية (AFP)
قوات الأمن الفلسطينية (AFP)

السلطة الفلسطينية تُحبط أكثر من 30 عملية ضد أهداف اسرائيلية

مسؤول فلسطيني: "أجهزة الأمن الفلسطينية أحبطت عملية واحدة على الأقل، كان يجب أن تنفذ داخل الخط الأخضر"

أفاد مسؤول أمني فلسطيني لـ “المصدر” أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أحبطت في الأيام الأخيرة ما لا يقل عن 30 عملية كان يُعدها نشطاء من عدة فصائل فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية وداخل إسرائيل.

كما وأفاد المسؤول الفلسطيني أن أجهزة الأمن الفلسطينية ألقت القبض على عدد كبير من المشتبهين الذين كانوا يخططون لعمليات إطلاق نار ووضع عبوات ناسفة وإلقاء عبوات ضد قوات من الجيش الإسرائيلي وكذلك ضد أهداف أخرى إسرائيلية في مناطق السلطة وأنها قامت باعتقال المخططين وشركائهم من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالإضافة إلى عدد من نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقال المسؤول الأمني أن عملية واحدة على الأقل كان يجب أن تنفذ داخل الخط الأخضر دون أن يُوضح موقع العملية أو المدينة التي كان من المفترض أن تستهدف خلال هذه العملية وما إذا كان الحديث يدور عن عملية تفجيرية أو غيرها.

وأضاف المسؤول الأمني أن أجهزة الأمن الفلسطينية ممثلة بقياداتها وضباطها يعملون على مدار الساعة في حالة طوارئ وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يُتابع بشكل شخصي كل التطورات الأمنية وأن الرئيس طلب بوضعه في صورة هذه الجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وأضاف المسؤول أن تعليمات القيادة الفلسطينية واضحة وهي السعي لعدم وقوع أي عملية تستخدم فيها الأسلحة والمتفجرات من شأنها إضعاف الموقف الفلسطيني ومن شأنها أن تحط في صالح اليمين الإسرائيلي.

وأردف المسؤول الأمني قائلاً أن في هذه المرحلة لم تتخذ أي قرارات بوقف المواجهات الدائرة على خطوط التماس بين الشُبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي لكن الرغبة في هذه المرحلة على الأقل هو أن لا تتسع دائرة هذه المواجهات ليتثنى السيطرة عليها في حال تم اتخاذ قرار فلسطيني بأنها يجب وقف هذه المواجهات.

ورفض المسؤول الإجابة على سؤال ما إذا كان التراجع في حدة المواجهات التي تشهدها المناطق الفلسطينية، ما إذا كان هذا التراجع يعود لقرار اتخذته السلطة الفلسطينية مشيراً إلى أن هذه المواجهات ليست سلبية بالضرورة “وإنما تعكس حالة الغليان في الشارع الفلسطيني وضرورة التحرك سياسياً لكي يشعر الشارع الفلسطيني أنه هناك آفاق حقيقية لتغيير الواقع على الأرض لكننا لا نعتقد أن حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو بإمكانها أن تستجيب للمطالب الدولية والعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس خطوط الرابع من حزيران 1967 ووقف الاستيطان”.

ورغم تصريحات المسئولين الفلسطينيين أنهم لا ينوون مواجهة الشُبان الفلسطينيين الذين يشاركون في المواجهات الدائرة على خطوط التماس إلا أن مصادر في الفصائل الفلسطينية وتحديداً في كل من الجبهة الشعبية وحماس اتهمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أن الاعتقالات التي تقوم بها السلطة في صفوف طلبة الجامعات كما حصل بالأمس مع اعتقال عدد من طلاب جامعة بيرزيت غالبيتهم ممن ينتمون إلى الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس، تهدف هذه الاعتقالات إلى تخفيف حدة المواجهات لكي لا تنفجر حتى تصبح حالة عامة من المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية على مختلف أنحاء الضفة الغربية وفي كل المواقع وأن السلطة تسعى جاهدة لعدم تطور هذه المواجهات إلى انتفاضة ثالثة.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (IPPA/AFP)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (IPPA/AFP)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
  • عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)
    عودة المخطوفين من إنتيبي (GPO)

عملية إنتيبي: العملية الأجرأ على الإطلاق

قبل 38 عامًا تمامًا، اختُطفت طائرة "إير فرانس" من تل أبيب من قبل عصابة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لم يفكّر الخاطفون الذين هبطوا بالطائرة في قلب إفريقيا بالتأكيد أنّه لا مناص لإسرائيل إلا بإطلاق سراح الأسرى.‎ ‎لقد أخطأوا

38 عامًا مرّت منذ العملية الجريئة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في إنتيبي، ولا يزال هناك اسمان يُلزمان كل إسرائيلي على التوقف فورًا عما يعمله، وأن يتذكر: إنتيبي، يوناتان ونتنياهو. العملية التي أديرت بخلاف قوانين المنطق البشري، والتي تضمّنت رحلة جوّية سرية لأكثر من 3,800 كيلومترًا من إسرائيل إلى أوغندا، وبعد ذلك معركة على الحياة أو الموت ضدّ الإرهابيين، أذهلت العالم.

ذكّرت العملية كل إنسان أراد الإضرار بدولة إسرائيل أو بمواطنيها، أنّه في اللحظة التي يمسّ فيها الأمر بأمن دولة إسرائيل؛ فليس هناك ما يُسمّى “مستحيل”، وليس ما يُسمّى أنّ إسرائيل لن توافق على عمل ذلك للحفاظ على أمنها.

الدكتاتور المجنون والإرهابي الخطير

كان وديع حداد، قائد الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو العقل المدبّر الذي يقف وراء سلسلة من عمليات اختطاف الطائرات التي سافر فيها إسرائيليون. أمر عام 1968 باختطاف طائرة “إل عال” التي كانت في طريقها من روما إلى إسرائيل، وهبطت في الجزائر. تم احتجاز 32 رهينة على مدى أكثر من شهر، واضطرّت الحكومة الإسرائيلية إلى الموافقة على طلبات الخاطفين بهدف إطلاق سراح الإسرائيليين.

وديع حداد (UPI/AFP)
وديع حداد (UPI/AFP)

بعد ذلك أمر حداد بمهاجمة طائرة إسرائيلية أخرى في أثينا عام 1968، واختطاف أربع طائرات إسرائيلية، وجعلها تهبط في القاهرة والأردن وتفجيرها في تشرين الثاني عام 1970. شكّلت المطارات ميدان العمل الأفضل لرجال حداد. متشجّعًا من نجاحاته، بادر حداد إلى عملية اختطاف أخرى لطائرة “إير فرانس” التي أقلعت من تل أبيب إلى فرنسا عن طريق أثينا، وعليها 248 راكبًا. بالإضافة إلى رجال الجبهة، تلقّى الخاطفون المساعدة من رجل وامرأة ألمانيين، أعضاء في تنظيم أناركي.

 

علم خاطفو الطائرة أن دكتاتورًا مجنونًا كعيدي أمين دادا سيستقبل الطائرة المختطفة بأذرع مفتوحة

طارت الطائرة إلى ليبيا، وأقلعت من هناك باتجاه أوغندا. وتلقّوا الخاطفين دعم حاكم أوغندا المستبدّ والسفاح، عيدي أمين دادا. ولقد سيطر أمين، وهو ضابط في الجيش الأوغندي على الحكم في البلاد لسنوات قليلة قبل ذلك، وكان في البداية صديقًا لإسرائيل، ولكن مع مرور عدّة سنوات قرّر تغيير موقفه ونمّى علاقاته مع معمّر القذّافي، ومع الاتّحاد السوفياتي ومع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

معمر القذافي  مع عيدي أمين دادا (AFP)
معمر القذافي مع عيدي أمين دادا (AFP)

سمّى نفسه “فخامة الرئيس لمدى الحياة، الفيلد مارشال الحاج الدكتور عيدي أمين، سيّد جميع الحيوانات البرية وأسماك البحر، قاهر الإمبراطورية البريطانيّة في إفريقيا عمومًا وفي أوغندا خصوصًا”. علم خاطفو الطائرة أن دكتاتورًا مجنونًا كهذا سيستقبل الطائرة المختطفة بأذرع مفتوحة، وهكذا اختيرت أوغندا كوجهة لاحتجاز الرهائن. ولذلك هبطت الطائرة في مطار إنتيبي.

هدّد الخاطفون بانتهاء المهلة، وأنّهم سيعدمون الرهائن. وفي هذه الأثناء أمرت وحدات النخبة الإسرائيلية بالتجهّز لعملية لن نرى لها مثيلا

قرّر الخاطفون التفريق بين المختطفين اليهود وبين سائر المسافرين، الذين قاموا بإطلاق سراحهم. تمّ إطلاق سراح القبطان الفرنسي وأفراد طاقم الطائرة، ولكنهم رفضوا الرحيل وقرّروا البقاء مع المختطفين اليهود. وقد منحهم رئيس الحكومة الإسرائيلية وسام الشرف مقابل هذا العمل النبيل.

طلب الخاطفون إطلاق سراح 53 من رجالهم، معظمهم من الإرهابيين المسجونين في إسرائيل، وأيضًا فدية مالية. بتاريخ 4.7 هدّد الخاطفون بانتهاء المهلة، وأنّهم سيعدمون الرهائن. قرّرت إسرائيل التفاوض مع الخاطفين لكسب الوقت، وفي هذه الأثناء أمرت وحدات النخبة بالتجهّز لعملية لن نرى لها مثيلا.

الهجوم ليلا

اختيرت وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، ومن بينها سرية هيئة الأركان العامة، سرية المظلّيّين وسرية جولاني، للمشاركة في العملية. أقلعت أربع طائرات هيركوليس جوًا من أجل نقل المقاتلين، والمختطفين الذين سيُطلق سراحهم. كان على رأس القوة المقاتلة لسرية هيئة الأركان قائدها، يوناتان (يوني) نتنياهو. كان نتنياهو من جنود السرية الشجعان، وقال ضبّاط آخرون إنّ طريقه لمنصب رئيس الأركان معبّد. خدم أخواه الصغيران، بنيامين وعيدو نتنياهو أيضًا في وحدة النخبة.

أرسِل أفضل المقاتلين الإسرائيليين إلى ساحة المعركة الخطيرة والبعيدة

أقلعت الطائرات الأربع قبل تلقّي الموافقة على العملية. بعد نقاشات كثيرة وعميقة، وافق رئيس الحكومة حينذاك إسحاق رابين ووزير الدفاع حينذاك شمعون بيريس على الهبوط في إنتيبي. أُرسِل أفضل المقاتلين الإسرائيليين إلى ساحة المعركة الخطيرة والبعيدة. وكان بينهم ما لا يقلّ عن أربعة رؤساء أركان مستقبليّين: دان شومرون، إيهود باراك، شاؤول موفاز وجابي أشكنازي.

هبطت الطائرة الأولى في ساعات المساء في 4 تموز، وأمّنت هبوط الطائرات الأخرى. ولإزالة اشتباه الحراس الأوغنديين، اقتحم المقاتلون على متن سيارة مرسيدس سوداء من نفس طراز سيارة عيدي أمين. ألغيَ تأثير المفاجأة للقوة المقتحمة حين أثار وابل من الطلقات من المقاتلين الإسرائيليين انتباه الحراس.

لو كان يدرك الإرهابيون أنّ القوات الإسرائيلية قد وصلت إلى المطار، كانوا سيعدمون الرهائن

عند هذه النقطة، كانت سرعة العمل أمرًا حاسمًا. لو كان يدرك الإرهابيون أنّ القوات الإسرائيلية قد وصلت إلى المطار، كانوا سيعدمون الرهائن. هاجم نتنياهو، الذي كان على رأس القوة، باتجاه المحطة، وأمر جنوده بتسريع وتيرة ركضهم. بعد مرور ثوانٍ، أصيب نتنياهو بطلق ناري من جندي أوغندي، وقُتل قبل بدء عملية الإنقاذ.

حدّد المقاتلون مكان قاعة المسافرين التي يُحتجز فيها المختطفون، ونجحوا في القضاء فورًا على الإرهابيين الذين حرسوها. أحد المختطفين ممّن وقف على رجليه في لحظة اقتحام القوات، اشتُبه به كإرهابي وقُتل رميًا بالرصاص. وقُتلت مسافرة أخرى رميًا بالرصاص من قبل الإرهابيين في لحظة الاقتحام. فيما عدا ستّة مسافرين آخرين أصيبوا خلال الاقتحام، تمّ إنقاذ جميع المسافرين الآخرين وهم على قيد الحياة وبصحّة جيّدة ونُقلوا جوّا إلى إسرائيل.

ابتهاج المفرج عنهم وصراخ العائلة الثكلى

 نجحت العملية أكثر من أي تخطيط. أوقف العالم أنفاسه، حين أردك أية عملية معقّدة، جريئة وذات خطورة قامت دولة إسرائيل بتنفيذها. تمّ استقبال الرهائن المحرّرين من قبل الحشود المبتهجة في المطار الإسرائيلي. احتفلت عشرات الأسر بإطلاق سراح ذويهم، بينما قامت أسرة نتنياهو بالحداد.

“حين رنّ الهاتف عندي في بوسطون في ساعات المساء، علمت قبل أن أرفع السماعة أن يوني لم يعد معنا”

كان بنيامين نتنياهو حينذاك طالبًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. تواجد والده بن تسيون، الذي كان بروفيسورًا في التاريخ، هو أيضًا في الولايات المتحدة ودرّس في نيويورك. تحدّث بنيامين نتنياهو – الذي أصبح مع السنين رئيسًا للحكومة – في جنازة بن تسيون، عن اللحظة التي أخبر فيها والده عن وفاة الأخ والابن يوناتان.

بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)

“حين رنّ الهاتف عندي في بوسطون في ساعات المساء، علمت قبل أن أرفع السماعة أن يوني لم يعد معنا. فكّرت حينها أنّه عليّ القدوم إليكما، يا أبي وأمي، سريعًا قدر الإمكان، إلى مكان تواجدكم في ولاية نيويورك، قبل أن يصلكم الخبر عن طريق آخر. وحينها سافرنا، سبع ساعات في جهنّم، ووصلنا إلى الطريق المؤدي للمنزل الذي عشتم فيه حينذاك.

رأيتك تمشي من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة. رأيتك تمشي وتفكّر مشبّك اليدين وراء ظهرك. وفجأة أدرتَ وجهك ورأيتني، نظرة من الدهشة امتدّت على وجهك وقلت “بيبي، ماذا تفعل هنا”؟ وحين تحوّلت نظرتك إلى فهم رهيب، صرختَ صرخة مريرة وبعد ذلك صرخت أمي كذلك، ولن أنسى تلك الصرخات حتى يوم وفاتي”.

علّمت التضحية الهائلة لعائلة نتنياهو دولة إسرائيل كلّها درسًا لا يُنسى عن الثمن الذي تستعدّ دولة إسرائيل دفعه من أجل حماية مواطنيها. حين طُلّب من رئيس الحكومة نتنياهو أن يقرّر كيف يردّ على طلبات التنظيمات الفلسطينية بإطلاق سراح عناصرها مقابل الرهائن الإسرائيليين، فإنّ صورة شقيقه الراحل كانت معلّقة على حائط مكتبه. بعد 38 عامًا على العملية الجريئة، يعتبر يوناتان نتنياهو رمزًا لدولة إسرائيل كلّها، وليس لشقيقه فحسب.

 

اقرأوا المزيد: 1054 كلمة
عرض أقل
  • بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
    بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
  • ‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011  (Dimai Vazinovich / Flash90)
    ‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011 (Dimai Vazinovich / Flash90)
  • مُقاتِلين من لواء "المظلّيّين" في حائط المبكى في القدس (AFP)
    مُقاتِلين من لواء "المظلّيّين" في حائط المبكى في القدس (AFP)
  • فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
    فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
  • الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)
    الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)

عشرُ لحظاتٍ لا تُنسى في تاريخ دولة إسرائيل

دولة إسرائيل تحيي اليوم الذكرى السادسة والستّين لتأسيسها. إليكم عشر لحظاتٍ سعيدة، حزينة، مؤثّرة، وتاريخية مطبوعة في ذاكرة كلّ إسرائيلي

06 مايو 2014 | 10:04

تحيي دولة إسرائيل اليوم الذكرى السادسة والستّين لاستقلالها. منذ 1948 حتّى اليوم، مرّت هذه الدولة الصغيرة في قلب الشرق الأوسط بالكثير من اللحظات التي لا ينساها أحد. بينها لحظات تاريخيّة مثّلت تغييرات هائلة، لحظات انكسار، ولحظات تحوّل، فضلًا عن لحظاتٍ صغيرة تكاد لا تُحَسّ من الألم والفرح. إليكم عشر لحظاتٍ لا تُنسى في السنوات الستّ والستّين من تاريخ دولة إسرائيل.

1.       “نُعلن”

التاريخ هو 14 أيار 1948، يوم الجمعة ظُهرًا، في مدينة تل أبيب. دافيد بن غوريون، رئيس النقابة الصهيونية، يقف على المنبر، ويقرأ من وثيقة الاستقلال، الإعلان الذي غيّر تاريخ الشعب اليهودي والعالم كلّه: “وعليه فقد اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب، ممثلي المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية، في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل، وبحُكم حقنا الطبيعي والتاريخي بموجب قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل هي (دولة إسرائيل)”.

إعلان الاستقلال الإسرائيلي، 14.5.1948
إعلان الاستقلال الإسرائيلي، 14.5.1948

2.       دُموع مُقاتِلين

عام 1948، اضطُرّ الإسرائيليون إلى التنازل عن قسمٍ من المدينة الأهمّ بالنسبة للشعب اليهوديّ، القُدس. بعد ذلك بتسع عشرة سنة فقط، في حرب 1967 التي فرضها جمال عبد الناصر على دولة إسرائيل باسم جميع الدول العربية، وصل جنود الجيش الإسرائيلي إلى حائط المبكى في القدس، الأثر الوحيد المتبقي من منطقة الهيكل اليهوديّ. تأثرت الأمّة كلّها بمشهد المظليّين الإسرائيليين في حائط المبكى. التُقطت الصورة بتاريخ 6 تموز 1967.

دُموع المُقاتِلين في حائط المبكى في القدس (AFP)
دُموع المُقاتِلين في حائط المبكى في القدس (AFP)

3.       إرهاب في الألعاب الأولمبية

كان يُفترَض أن تكون الألعاب الأولمبيّة في ميونيخ 1972 احتفالًا رياضيًّا. فمنذ فجر التاريخ، كانت الألعاب الأولمبية وقتًا تتوقف فيه جميع الأطراف المقاتِلة من أجل المنافسة، وبدل الحرب وسفك الدماء، كانت تبذل جهودها للتنافس على الملاعب الرياضية. لكنّ الأمورَ جرت بطريقة أخرى. فقد خطف التنظيم الفلسطيني “أيلول الأسود” أحد عشر مِن أعضاء الوفد الإسرائيلي، وتحصّن معهم في القرية الأولمبية. طالب الخاطِفون بتحرير أسراهم مقابل تحرير الرياضيين. فشلت محاولة إنقاذ القوّات الألمانية، فيما عادت إسرائيل من ميونيخ مع أحد عشر تابوتًا وحزنٍ كبيرٍ مستمرّ حتّى اليوم.

حفل تأبين قتلى عملية ميونخ (AFP)
حفل تأبين قتلى عملية ميونخ (AFP)

4.        ما أجمل عودتكم!

في 4 تموز 1976، وقف العالم كلّه مذهولًا حين حرّرت وحدة نخبة من الجيش الإسرائيلي 105 ركّاب إسرائيليين ويهود اختُطفوا من رحلة “إير فرانس” إلى إنتيبي من قِبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. جسّدت العملية التي جرت على بُعد نحو 3800 كيلومتر عن إسرائيل لكثيرين في العالم أنّ إسرائيل ستفعل كلّ ما في وسعها من أجل مواطنيها ولن تخضعَ للإرهاب. قُتل أربعة من الرهائن في عمليّة الإنقاذ، إضافةً إلى قائد قوّة الإنقاذ يوناتان نتنياهو – شقيق رئيس الحكومة الحاليّ.

عودة المخطوفين من إنتيبي، 1976 (AFP)
عودة المخطوفين من إنتيبي، 1976 (AFP)

5.       “لا حربَ بعد، لا سفكَ دماء بعد”

كُتب الكثير عن تلك اللحظة التاريخية، التي اعترفت فيها دولة عربية أولى بإسرائيل، وقرّرت إنجاز سلام كامل معها. لولا الشجاعة الاستثنائيّة لأنور السادات، مناحيم بيجن، وجيمي كارتر، ما كانت لتحدث تلك اللحظة التاريخية في 26 آذار 1978.

حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)
حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)

6.       حميميّة زعيمَين

لا يمكن تلفيق هذه الصورة، التي التُقطت عام 1994، أو إخراجها سينمائيًّا. فهي تعكس القُرب المتبادل بين القائدَين الشجاعَين الراحلَين، الملك الحسين وإسحاق رابين. إنها لحظة راحة وصداقة تلقائية بين القبطانَين الشجاعَين اللذَين غيّرا وجه المنطقة كلّها.

الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)
الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)

7.       إغتيال الزعيم

كانت طريق إسحاق رابين في سنواته الأخيرة مثار جدَل. فقد اختلف كثيرون حول خطوات المصالحة التي قام بها مع الفلسطينيين، ولا سيّما حول الاتّفاقات التي وقّعها مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات. لم ينحرف رابين، الذي تميّز بالتصميم، عن مساره، ودفع ثمنًا باهظًا في المقابل. ففي نهاية تظاهرة الدعم له ولحكومته بعنوان “نعم للسلام – لا للعُنف” التي جرت في 4 تشرين الثاني 1995، أطلق إرهابي ثلاث رصاصات على رئيس الحكومة، وأرداه قتيلًا. لبست الدولة كلها لباس الحُزن، ولا يمكننا اليوم سوى تخمين ما كان سيحدث لو لم تودِ رصاصات القتل برئيس الحكومة.

إغتيال  إسحاق رابين في تل أبيب، 4.11.1995
إغتيال إسحاق رابين في تل أبيب، 4.11.1995

8.       الألم والشجاعة

“بتصميم وتأثّر” – هذا هو الشعار الذي أُعطي لخطّة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، التي أُخلي خلالها 8600 شخص من بيوتهم. كان رئيس الحكومة حينذاك، أريئيل شارون، معروفًا بصفته الداعم والمؤسس الأكبر للاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة. أثارت الخطّة التي قادها لإخلاء يهود كثيرين آمالًا كبيرة في إسرائيل والعالَم، لكنها تسبّبت بألمٍ كبير.

فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)

9.       الشعب يُريد عدالة اجتماعيّة

في إسرائيل، التي عرفت الكثير من الحروب والتفجيرات، طالما كان الشأن الأمني والسياسي على رأس جدول الأعمال. لكن في صيف 2011، بدا أنّ جدول الأعمال الإسرائيلي تغيّر كلّيًّا، ولوقتٍ طويل. أخرجت أسعار الشقق المتصاعدة، غياب فرص العمل الجيّدة للشبّان، أسعار الطعام، وغلاء المعيشة العامّ، الجماهيرَ إلى الشوارع. فقد تظاهر عشرات آلاف الأشخاص أسبوعيًّا صارخين صرخةً بسيطة: “الشعب يُريد عدالة اجتماعيّة”. امتلأ وسط تل أبيب بمئات خيام الشبّان الذين افترشوا الشوارع، داعين إلى التغيير.

‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011  (Dimai Vazinovich / Flash90)
‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011 (Dimai Vazinovich / Flash90)

10.   ابن الجميع يعود

لا أحد في الشرق الأوسط لم يسمع باسم جلعاد شاليط. فسرعان ما تحوّل الجندي الذي خُطف في قطاع غزة عام 2006 “ابنًا للجميع”. وأصبح تحرير شاليط، الجنديّ في سلاح المدرَّعات الإسرائيلي، الأمنية المعلَنة لإسرائيليين كثيرين كانوا مستعدّين لدفع ثمن باهظ مقابل ذلك. فبعد سنواتٍ من الانتظار المُرهق للأعصاب، في 18 تشرين الأول 2011، عاد شاليط إلى ذراعَي أبيه وأمه، اللذَين انتظراه طويلًا جدًّا، وإلى ذراعَي دولة إسرائيل بأسرها. أدّى الثمن الباهظ، تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًّا، بكثيرين آخرين إلى معارضة الصفقة، لكنّ الدولة كلّها تأثّرت بمشهد “الطفل” الذي عاد إلى موطنه.

بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
اقرأوا المزيد: 773 كلمة
عرض أقل
نفق للمعارضين السوريين في منطقة دير الزور (AFP)
نفق للمعارضين السوريين في منطقة دير الزور (AFP)

المنتج الأول الذي تصدّره حماس: الأنفاق – في خدمة الثوار في سوريا

بعد أن أنشأوا مدينة أنفاق تحت أرضية في غزة، وبعد أن تقاسموا المعلومات مع الإخوان المسلمين في مصر، عناصر في حركة حماس يساعدون الجيش السوري الحر في إنشاء أنفاق

اللاجئون الفلسطينيون بين المجموعات التي تعاني بشكل قاسٍ من الحرب الأهلية السورية. فقد قُتل حتّى الآن 1500 فلسطيني في الحرب بين الأسد والمتمردين، وأصيب كثيرون آخرون.

والخشية في هذه الأيام هي من عمل انتقاميّ كبير للأسد وقوّاته ضدّ مخيّم اليرموك للّاجئين الفلسطينيين، الذي تخرج منه عمليات كثيرة للجيش السوري الحر، بالتعاون مع تنظيمات فلسطينية مثل الجبهة الشعبية وحماس، التي لديها جذور عميقة في المخيّم ومعرفة عملياتية يُسرّ الثوار السوريون باستخدامها.

ورغم محاولات قيادة حماس – في غزة وخارجها – استعادة التمويل الإيراني للتنظيم (بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر)، فإنّ ناشطين محليين للحركة في سوريا يعارضون نظام الأسد، ويتعاونون بوضوح مع الجيش السوري الحر. أحد تطورات الأشهر الأخيرة هو انتقال ناشطين عديدين لحماس من قطاع غزة إلى سوريّا، حيث وصلوا ليقدّموا الدعم لقوات المتمردين. ولاقى البعض حتفهم هناك، وحظوا بالتقدير والتمجيد بين ناشطي الحركة في غزة.

أحد الإسهامات الرئيسية لرجال حماس في دعم الثوار السوريين هو المعرفة الخاصة التي لديهم التي اكتسبوها في بناء الأنفاق، خبرة نقلوها من غزة إلى سوريّا. من الجهة الأخرى، لحزب الله أيضًا معرفة كهذه كما هو معلوم، استخدمها في جنوب لبنان، وكُشف عنها في الحرب مع إسرائيل عام 2006.

على ضوء هذه الأمور، فإنّ استخدام الأنفاق كتكتيك قتالي بات شعبيًّا جدًّا في الأشهر الأخيرة. وكان هذا عبارة عن “هدية” أهداها مسؤولو حماس لرجال المعارضة السورية في الأشهر التي اقتربوا فيها من قطر والإخوان المسلمين في مصر، وأرادوا إظهار الولاء والانفصال عن الأسد وإيران – حليفَيهم لسنواتٍ طويلة. خلال تلك الفترة، وصل ناشطون عديدون من كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري للحركة، إلى سوريّا بادئين بتقديم المساعدة التقنية للجيش السوري الحر. لكنّ أمورًا كثيرة تغيّرت مُذّاك، وتحاول حماس الاقتراب مجدّدًا من الإيرانيّين الآن. لكن يبدو أنه على الأرض، يرفض ناشطو الحركة تغيير الاتجاه، ويعملون بنشاط لإسقاط “الطاغية السوري”.

الأنفاق: “تقنيّة التصدير” المركزية لحماس في غزة

نفق بين قطاع غزة ومصر (FLASH 90)
نفق بين قطاع غزة ومصر (FLASH 90)

لم تخترع حماس الأنفاق، فهذه طريقة طوّرتها الميليشيات منذ القرن الماضي، في كوريا الشمالية مثلًا، لكنّ حركة حماس حطّمت الأرقام القياسيّة في استخدام هذه المقدرات. في البداية، كان الهدف الرئيسي للأنفاق تزويد وسائل قتاليّة مختلفة للتنظيمات الإرهابية، لكن على مرّ السنين تحوّلت إلى صناعةٍ بحدّ ذاتها وإلى وسيلة هامّة لتهريب الأشخاص، إلى الداخل والخارج، والبضائع كالأدوية والألبسة، السجائر، المشروبات الكحولية والمخدّرات. وفق معطيات الأمن الإسرائيلي، خلال عام 2007 حصل الجناح العسكري لحماس على 40% من موازنته، المقدّرة بعشرات ملايين الدولارات، عبر الأنفاق.

مرّت عمليّة بناء الأنفاق بتحوّلات عديدة على مرّ السنين، وأصبحت معقَّدة ومنظَّمة. عشرات الآلاف جزء ممّا أصبح أحد أكثر الفروع ربحًا في قطاع غزة، رغم المحاولات العديدة لإسرائيل ومصر لإحباطه. اليوم يحدّد مهندسو حفر مداخل النفق، حجمه، عمقه، طوله، مساره، مدى ملاءَمة نوع الأرض، الأدوات الكهربائية واليدويّة، عدد العاملين الذين سيحفرون، التخطيط والتنفيذ السريَين لإفراغ الأرض، وطرقًا أخرى لمنع اكتشاف النفق. ويجري حفر معظم الأنفاق باستخدام أطفال.‎ ‎يضمّ قسمٌ من الأنفاق أحزمة كهربائية لنقل البضائع المهرّبة، وخطوط هاتف للتواصُل بين المهرِّبين.

لا تُستخدَم الأنفاق لتهريب الوسائل القتالية والبضائع فحسب، بل أيضًا لانتقال نشطاء إرهابيين بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. وقد وُجدت في سيناء وفي سوريا حالات وضع عبوات ناسفة على مدخل النفق، أو تخبئة مقاتلين داخله، والخروج منه فجأةً. كل هذه العمليات نقلتها حماس إلى الجيش السوري الحر.

اقرأوا المزيد: 492 كلمة
عرض أقل