الجبهة الإسلامية

ثائر سوري يضع كمامة غاز (DANIEL LEAL-OLIVAS / AFP)
ثائر سوري يضع كمامة غاز (DANIEL LEAL-OLIVAS / AFP)

مقاتلو المعارضة السورية يتقدمون صوب موقع آخر مخزون كيماوي

"القتال مثير للقلق بالقطع لأنه منع سوريا -ويبدو أنه لايزال يمنع سوريا- من الوفاء بالتزاماتها في أسرع وقت ممكن"

قال دبلوماسيون ونشطاء إن هجوما نفذه مقاتلو المعارضة السورية بهدف تخفيف حصار الحكومة شرقي دمشق أسهم في تقريب القتال من آخر مخزون معلن من أسلحة الرئيس بشار الأسد الكيماوية.

وتعكف سوريا على إزالة 1300 طن من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق أبرمته العام الماضي وجنبها ضربات عسكرية غربية بعد هجوم بغاز السارين على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق في أغسطس آب الماضي.

لكن دمشق لم تلتزم بأكثر من مهلة لإخراج المواد السامة من البلاد وكان آخرها في 27 أبريل نيسان وقالت للبعثة الدولية المشرفة على العملية إنه لم يتبق سوى موقع كيماوي واحد يصعب الوصول إليه بسبب القتال.

ويشتبه خصوم الأسد الغربيون في أنه يطيل أمد العملية عن عمد لكن تقدم مقاتلي المعارضة إلى الشرق من دمشق يشير إلى أن هناك عقبات حقيقية في إخراج المواد الكيماوية من هناك.

وقال دبلوماسي “إنها منطقة محل صراع شرس.” وتشرف على عملية إزالة المواد الكيماوية بعثة مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

مواد كيميائية سامة (AFP)
مواد كيميائية سامة (AFP)

ويقول نشطاء إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع قوات الأسد بين قاعدة الضمير الجوية التي قالوا إنها تعرضت لقصف صاروخي عنيف من جانب المعارضين وبين قاعدة صيقل التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الشرق ويعتقد أنها تحوي أسلحة كيماوية.

وفي حين يبدو هجوم المعارضة أكثر تركيزا على الضمير وعلى اختراق المعقل العسكري الذي أقامته قوات الأسد بمنطقة أقرب إلى العاصمة زاد القتال من عزلة صيقل واقترب منها.

وقال نشطاء إن المقاتلين ينتمون للجبهة الإسلامية -وهي واحدة من أكبر وأقوى تحالفات المعارضة الإسلامية- وإلى فيلق الرحمن وألوية أحمد العبدو. وأضافوا أن الهجوم موله على ما يبدو داعمون خليجيون.

وقال الدبلوماسي إن مقاتلي المعارضة سيطروا على القاعدة الكيماوية المهجورة في خان أبو الشامات التي تقع بين الضمير وصيقل وقطعوا الطريق الواصل بينهما.

ووصف اقتراب القتال من صيقل بأنه مقلق وقال إنه من غير الواضح إن كانت هناك طرق بديلة لإخراج المواد الكيماوية غير الطريق الذي سده مقاتلو المعارضة.

مفتشي الامم المتحدة في سوريا (AMMAR AL-ARBINI / AFP)
مفتشي الامم المتحدة في سوريا (AMMAR AL-ARBINI / AFP)

كانت سيجريد كاج رئيسة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشتركة قد قالت يوم الأحد الماضي إن 92 في المئة من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية إما دمر أو نقل إلى سفن في ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط للتخلص منها في مكان آخر.

وقال الدبلوماسي إن الكيماويات المتبقية في صيقل سيتعين تعبئتها في حاويات لنقلها برا إلى اللاذقية.

وأضاف أن من غير المرجح أن يستخدمها مقاتلو المعارضة إن هم وضعوا أيديهم عليها لأنها ليست المنتج النهائي الممتزج. وقال “من المعتقد بقوة ألا تكون لدى مقاتلي المعارضة القدرة على فعل ذلك” أي مزج المواد الكيماوية. وتابع بقوله “الخطر الرئيسي قد يكون في نقلها إلى الخارج أو بيعها.”

وقال دبلوماسي غربي آخر إن مقاتلي المعارضة يدركون أنهم قد يواجهون عواقب إن هم بدلوا نقطة التركيز في هجومهم وحاولوا السيطرة على القاعدة الكيماوية. ولم يذكر تفاصيل.

وأكد كريستيان تشارتييه المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن كل المواد الكيماوية المتبقية مازالت في موقع واحد لم يحدده.

وقال “القتال مثير للقلق بالقطع لأنه منع سوريا -ويبدو أنه لايزال يمنع سوريا- من الوفاء بالتزاماتها في أسرع وقت ممكن.”

وأضاف “هذا شيء ليس بمقدورنا التحكم فيه. كل ما يمكننا أن نفعله هو أن نتمنى أن تبذل سوريا كل ما يمكنها فعله لنقل المواد الكيماوية حتى يمكننا أن نبدأ عملية التدمير الفعلية.”

وعلى الرغم من أن سوريا اقتربت من إخراج كل ترسانتها المعلنة من المواد الكيماوية من البلاد فإنها لم تتفق بعد مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على خطة لتدمير 12 منشأة كيماوية متبقية.

اقرأوا المزيد: 520 كلمة
عرض أقل

المعارضة السورية تعقد أول اجتماع “موحد” قبل محادثات جنيف

بعد نحو ثلاث سنوات من الصراع تشرذمت المعارضة إلى جماعات متناحرة تدعمها قوى إقليمية مختلفة

التقت جماعات من المعارضة السورية بما في ذلك عدد من ممثلي المعارضة الإسلاميين لأول مرة في مدينة قرطبة الاسبانية اليوم الخميس في مسعى للتوصل إلى أرض مشتركة قبل محادثات السلام المقرر إجراؤها في وقت لاحق من الشهر مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد نحو ثلاث سنوات من الصراع تشرذمت المعارضة إلى جماعات متناحرة تدعمها قوى إقليمية مختلفة ويضغط الغرب من أجل تشكيل وفد موحد للمعارضة للمشاركة في اجتماعات “جنيف2” التي تبدأ يوم 22 يناير كانون الثاني.

ويشارك في اجتماعات قرطبة التي تستمر يومين أعضاء من الائتلاف الوطني السوري الذي يدعمه الغرب ومبعوثون من جماعات معارضة داخل سوريا لا يرفضها الأسد لأنها لا تطالب برحيله وهو نفس السبب الذي يفقدها ثقة عدد كبير من المعارضة السورية في المنفى.

وقال المعارض كمال اللبواني إن معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا بل أن أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع.

وأضاف أن ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع. وتضم الجبهة الإسلامية عددا من الألوية الإسلامية التي تمثل قطاعا عريضا من المقاتلين في الميدان وترفض سلطة الائتلاف الوطني.

وذكر اللبواني أن الخلافات بين الوفود عميقة جدا لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود.

ويقول دبلوماسيون إن الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني المنقسم الذي لم يقبل رسميا حتى الآن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف2 يفقد نفوذه في الميدان وأن هناك حاجة لتكتل أشمل قبل محادثات جنيف.

وحضر اجتماع قرطبة أيضا مقاتلون من الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.

وقال المنظمون إنه ليس لديهم قائمة كاملة بالحاضرين إذ جاءت بعض الوفود غير المتوقعة لحضور الاجتماع.

وقال ممثل من لواء الإسلام الذي يعمل مع الجبهة الإسلامية لرويترز إنه من بين المشاركين في الاجتماع ولكنه لم يكشف عن تفاصيل بخصوص دوره.

وقال المعارض فواز تللو أحد منظمي الاجتماع إن قرطبة تستعد منذ ثلاثة أشهر لاستضافة جميع أطياف المعارضة السورية للجلوس معا ووضع رؤية مشتركة.

وأضاف أن الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد الوفود المشاركة في جنيف.

وقال الشيخ محمد اليعقوبي المنتمي إلى المعارضة في بداية الاجتماع المقرر أن يستمر حتى مساء الجمعة “نجتمع هنا رغم الاختلاف في الآراء لنخرج بموقف موحد يمكن أن يذهب ببعض الشتات والتفرق الذي عصف بهذه الثورة وممثلي هذه الثورة.”

وسقطت سوريا في براثن الحرب الأهلية بعد اندلاع انتفاضة مناوئة لحكم عائلة الأسد الذي دام أربعة عقود في مارس آذار 2011.

وقتل ما يربو على مئة ألف شخص وفر أكثر من مليوني لاجئ إلى الخارج فيما نزح 6.5 مليون آخرون داخل سوريا.

اقرأوا المزيد: 384 كلمة
عرض أقل
الحرب الأهلية في سوريا (AFP PHOTO/MEDO HALAB)
الحرب الأهلية في سوريا (AFP PHOTO/MEDO HALAB)

أمريكا وبريطانيا تعلقان المساعدات لشمال سوريا

الجيش السوري الحر يحتاج لمنع مقاتليه من الانضمام للمقاتلين الاسلاميين الاقوياء، ويقول ان الخطوات الامريكية والبريطانية متسرعة وخاطئة

علقت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على مخزن اسلحة تابع للمعارضة المدعومة من الغرب الأمر الذي يبرز المخاوف من ان تنتهي هذه الامدادات إلى جماعات غير مرغوب فيها ومن الفوضى العامة التي تهيمن على سوريا.

وقال الجيش السوري الحر المعارض الذي يقاتل الرئيس بشار الاسد ان الخطوات الامريكية والبريطانية متسرعة وخاطئة. وقال لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش الحر “نأمل أن يفكر أصدقاؤنا مرة اخرى وينتظروا بضعة ايام حتى تتضح الأمور.”

ويسلط تعليق المساعدات الضوء على أزمة تواجه قيادة الجيش السوري الحر الذي يحتاج لدعم دولي لتعزيز مصداقيته ومنع مقاتليه من الانضمام للمقاتلين الاسلاميين الاقوياء المدعومين من تنظيم القاعدة والذين يتصدرون حاليا الحرب ضد الاسد.

وسبق أن قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا اجهزة اتصال لاسلكي ودروعا واقية للبدن وامدادات طبية واموالا وأغذية للمعارضة لكن متحدثا باسم السفارة الامريكية في تركيا رفض اعطاء تفاصيل عن المساعدات التي ربما علقت.

وسيطر مقاتلون من الجبهة الاسلامية على مقر المجلس العسكري الاعلى المسؤول اسما عن قيادة الجيش السوري الحر ومخازن اسلحة تابعة له عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا. والجبهة الاسلامية تحالف من ست جماعات معارضة رئيسية قالت الاسبوع الماضي انها انسحبت من الجيش السوري الحر.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا إن الجبهة الاسلامية استولت على عشرات الاسلحة المضادة للطائرات والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات من مخازن المجلس العسكري الاعلى في معارك دارت يومي الجمعة والسبت.

وقد يقوض نجاح الجبهة الاسلامية في الاستيلاء على مخازن الاسلحة تأكيدات المجلس العسكري الاعلى للولايات المتحدة بأنه لن تقع اي امدادات ترسل لمقاتليه في أيدي الكتائب الإسلامية.

وقال المتحدث باسم السفارة الامريكية في انقرة ان الموقف لا يزال قيد التحقيق لتحديد “موقف المعدات والإمدادات الأمريكية التي أرسلت الى المجلس العسكري الأعلى”.

واضاف “نتيجة لهذا الموقف علقت الولايات المتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا.”

وقتل خمسة مقاتلين في الاشتباكات عند باب الهوى لكن لم يتضح الى اي جانب ينتمون.

وترسل المساعدات الأمريكية التي تشمل شاحنات وسيارات اسعاف ووجبات جاهزة الى سوريا برا من تركيا.

وقال مسؤولون امريكيون في الصيف إنهم طوروا نظام توزيع يعتمد على عناصر المجلس العسكري الأعلى وهو ما من شأنه أن يضمن وصول المساعدات الى الجماعات المتحالفة مع الولايات المتحدة. وتحرص الولايات المتحدة على ألا تصل المساعدات غير الفتاكة الى الاسلاميين.

وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية إنه يجب ألا يساء تفسير تعليق المساعدات.

وأضاف “ليس هذا على الاطلاق بداية لأن تنفض الولايات المتحدة يديها. سنظل مشاركين في الجهد الانساني وسنظل مشاركين في المسعى الدبلوماسي. هذا لا يمثل تغييرا في سياسة دعمنا للمعارضة المعتدلة.”

وتابع قوله إن الادارة تبحث عن سبل أخرى لتقديم الدعم دون أن يقع في ايدي “المتطرفين”.

وتريد بريطانيا توضيح الموقف بعد الاشتباكات. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في انقرة “ليس لدينا خطط لتسليم أي عتاد في حين لا يزال الموقف بهذا الغموض. سنبقي ذلك قيد المراجعة الدقيقة.”

وقالت مصادر في الجمارك لرويترز إن تركيا أغلقت جانبها من المعبر الحدودي في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري. ولم يصدر تأكيد فوري من المسؤولين الأتراك.

ولا يؤثر اعلان اليوم على المساعدات الإنسانية لأنها توزع من خلال منظمات دولية وغير حكومية. وسيقدم اول جسر اغاثة جوي تابع للامم المتحدة من العراق مساعدات غذائية وامدادات لمواجهة الشتاء إلى شمال شرق سوريا الذي يغلب عليه الأكراد خلال الأيام العشرة المقبلة.

واودى الصراع الذي بدأ قبل أكثر من 30 شهرا بحياة اكثر من 100 الف شخص ودفع اكثر من مليونين للفرار الى الخارج وجعل ملايين اخرين يعتمدون على المساعدات.

وهون مقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر من شأن القتال بين الجبهة الاسلامية وكتائب الحيش الحر وقال ان ما حدث سوء تفاهم مضيفا ان قائد المحلس العسكري الاعلى اللواء سليم ادريس يتحدث مع قادة الجبهة لمحاولة انهاء المواجهة.

وسئل مقداد عما اذا كان اي من مخزونات الاسلحة التابعة للجيش الحر قد فقد فقال ان كل شيء سيتضح في الساعات القادمة.

وأضعف الاقتتال بين قوات المعارضة السورية جهودها للاطاحة بالاسد.

وقال المتحدث باسم السفارة البريطانية “أريد ان أؤكد على أن دعمنا للمعارضة لا يزال غير منقوص.

“نقدم منذ فترة طويلة دعما قويا للواء ادريس والمجلس العسكري الاعلى. ولا يزال الوضع كذلك. من المهم ان يظل المجلس العسكري الاعلى متحدا في مواجهة هجمات النظام والجماعات المتطرفة.

“إذا لم يحدث ذلك ستكون هذه انتكاسة لكل السوريين الذين يؤيدون حلا سياسيا ومستقبلا ديمقراطيا تعدديا لبلادهم.”

وحقق جيش الاسد المدعوم من جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين عراقيين شيعة مكاسب بشكل منتظم حول دمشق والى الشمال منها بينما شهدت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال صراعات متزايدة بين جماعات المعارضة.

اقرأوا المزيد: 695 كلمة
عرض أقل

الإعلان عن "الجبهة الاسلامية" في سوريا لإسقاط الأسد

سبعة فصائل إسلامية تهدف الى إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وبناء دولة إسلامية في سوريا

22 نوفمبر 2013 | 16:15