الجامع الأزهر

مارين  لوبن إلى جانب شيخ الأرهر أحمد الطيب (AFP)
مارين لوبن إلى جانب شيخ الأرهر أحمد الطيب (AFP)

مارين لوبن المعروفة بعدائها للإسلام تزور الأزهر

استقبل شيخ الأزهر، أحمد الطيب، مارين لوبن وأعرب لها عن "تحفظه الشديد على آرائها المعادية للإسلام"

29 مايو 2015 | 12:34

استقبل شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في القاهرة، أمس الخميس، رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف وأعرب أمامها عن “تحفظه الشديد على آرائها المعادية للإسلام”.

وجاء في بيان صادر عن الأزهر في ختام اللقاء أن الشيخ الطيب أكد خلال لقائه بها على “تحفظه الشديد على آرائها المعادية للإسلام والمسلمين (…) وأن هذه الآراء تحتاج إلى إعادة النظر والمراجعة والتصحيح”.

وأضاف البيان أن لوبن من جهتها “اعترفت بصراحة أنه لا يجب الخلط بين الدين الإسلامي كدين وبين أعمال العنف التي يرتكبها بعض المنتسبين إليه”.

وجاء في البيان أيضا أن زعيمة الجبهة الوطنية أكدت على “حق المسلمين الفرنسيين في أن يمارسوا شعائرهم وأن يعبروا عنها بحرية كاملة”.

وتسعى مارين لوبن منذ تسلمها رئاسة حزب الجبهة الوطنية خلفا لوالدها جان ماري لوبن إلى تخفيف لهجة الحزب ازاء الاجانب، ونزع صفة التطرف اليميني عنه.

اقرأوا المزيد: 126 كلمة
عرض أقل
الرئيس المصري يؤدي مناسك العمرة (facebook)
الرئيس المصري يؤدي مناسك العمرة (facebook)

السيسي، مصلح الدين الإسلامي الحديث؟

هل طموحات السيسي في إحداث ثورة دينية في الإسلام بعيدة المنال أم أنها تأتي من الرجل الصحيح في الوقت الصحيح؟

08 يناير 2015 | 14:33

افتتح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السنة الجديدة، بنداء دراماتيكي من الأزهر، حيث تطرق بصورة غير مسبوقة إلى قضية الدين الإسلامي في بلاده والعالم، مطالبا بإحداث ثورة دينية في الفكر الديني المقدس في العالم الإسلامي، “الذي جعل الإسلام يعادي العالم”، حسب وصفه. وقد كانت لخطابه أصداء قوية في الدول العربية والغريبة، ولا سيما بعد الهجوم الإرهابي الفتاك الذي هزّ العاصمة الفرنسية وكانت خلفيته دينية. ماذا يقول المؤيدون والمعارضون لثورة السيسي؟

وقام الرئيس المصري، غداة خطابه “الثوري” أمام علماء الأزهر ومشايخه، بخطوة فعلية أولى لنشر الخطاب الإسلامي الجديد القائم على الاعتدال والتسامح الديني، حيث شارك في قداس عيد الميلاد بمقر الكنيسة المصرية بالكاتدرائية شرقي القاهرة، لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، في خطوة سباقة لم يقم بها أي رئيس مصري من قبله.

السيسي يشارك في قداس عيد الميلاد بمقر الكنيسة المصرية بالكاتدرائية 2015 (AFP)
السيسي يشارك في قداس عيد الميلاد بمقر الكنيسة المصرية بالكاتدرائية 2015 (AFP)

ويقول المدافعون عن الثورة الدينية التي يدشنها السيسي إن الرجل متدين وإيمانه راسخ وصادق، حتى أن اختياره زمن حكم الإخوان المسلمين قائدا للقوات العسكرية تحقق بفضل ذلك. ويضيف هؤلاء أن السيسي يقدر أن يخاطب الأزهر من موقع قوة لأنه شديد الحرص على الإسلام.

ويقول رجال الدين ممن يؤيدون السيسي إن حديثه عن “نصوص مقدسة تعادي العالم كله”، وخاصة تلك المتعلقة بقضايا العبودية والجهاد، وغير المسلمين، إنما هي مجرد تأويلات لنصوص مقدسة، ويتعين بالفعل الاجتهاد في هذه القضايا من أجل خلق تفسيرات معتدلة جديدة تغلب تلك المتطرفة.

ومن تصريحات السيسي التي أثارت جدلا واسعًا قوله: “لا يمكن أن يكون هذا الفكر الديني الذي نقدسه يدفع الأمة كلها لأن تكون مصدرًا للقلق والخوف والقتل والتدمير للدنيا كلها”. وكان السيسي قد وصف المسلمين بأنهم يحاولون إبادة العالم قائلا: “هل يمكن لمليار وستمائة مليون (في إشارة إلى تعداد المسلمين حول العالم)، أن يقتلوا العالم كله من أجل أن يعيشوا هم وحدهم. هذا ليس ممكنا”.

أما المنتقدون لثورة الرئيس المصري، فهم لا يقتصرون على رجال الدين فقط، إنما هنالك ليبراليون مصريون يقولون إن السيسي يقوم بثورة دينية في مؤسسات الحكومة، وأنها تخدم حكمه أكثر منه تحديث الدين، ويدعي هؤلاء أن المؤسسات الحكومية وعلى رأسها الأزهر فقدت كثيرا من مصداقيتها، لأنها أصحبت منبرا للحكم والوطنية وليس للدين. ومن منظورهم، يجب على الدولة أن تعزز ثقافة تعدد الآراء أكثر من تبني الخطاب الإسلامي المعتدل.

أما الجهات الدينية في مصر، رغم ترحيب بعضهم بمبادرة السيسي، فهي تفضل الحديث عن تغييرات في المناهج، وليس الحديث عن ثورة في الدين.

اقرأوا المزيد: 353 كلمة
عرض أقل
اعتصام مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي  (AFP)
اعتصام مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي (AFP)

الديموقراطية ليست للإرهابيين: مقابلة مع الدكتور توفيق حميد

هل نهاية "الإخوان المسلمين" قربية ؟ إذا سألتم الدكتور توفيق حميد، وهو جهادي مصري سابق واليوم هو خبير بالتطرّف الإسلامي، فإنّ الإجابة واضحة، يجب محاربة المجموعة بقوّة

“أوباما، كما يبدو، يفكّر بطريقة أخرى”. خلافًا لذلك، فمن الصعب شرح كيف نجح خلال 3 سنوات بارتكاب أي خطأ ممكن تجاه مصر. مقابلة شاملة حول ما يحدث في الدولة العربية الأهمّ في الشرق الأوسط، وحول السياسة الأمريكية في المنطقة وأيضًا كلمة عن عملية السلام.

“حين أرادوا منّي خطف ضابط شرطة مصري ودفنه حيًّا، كان ذلك أكثر من اللازم بالنسبة لي. وهذا ما جعل ضميري يصحو. في هذه المرحلة بدأت بنشر رسالة الإصلاح في الإسلام، وهذه هي المهمّة الرئيسية لي إلى جانب مقاومة التطرّف”، هذا ما قاله لي صديقي العزيز الدكتور توفيق حميد؛ طبيب، أخصائي نفساني، جهاديّ سابق واليوم هو فيلسوف وإصلاحي إسلامي.

ولد حميد لعائلة مصرية علمانية عام 1961، وفي سنّ 15 بدأ بالاهتمام بالدين. لم يمرّ وقت طويل حتّى دُعيَ للانضمام إلى مجموعة إسلامية متطرّفة غير قانونية باسم الجماعة الإسلامية، والتي كان عضوًا فيها إلى جانب دراسته للطبّ. “التقيتُ في بعض الفرص بعضو الجماعة، أيمن الظواهري، والذي أصبح فيما بعد الرجل الثاني بعد بن لادن واليوم هو زعيم القاعدة. كنتُ متطرّفًا وحلمتُ بالقتال في أفغانستان، الموت في القتال والوصول إلى الجنة”.

الدكتور توفيق حميد (MIDA)
الدكتور توفيق حميد (MIDA)

ولكن منذ ذلك الوقت جرت مياه كثيرة من النيل واليوم حميد هو باحث معتمد ورئيسي في معهد “بوتوماك لدراسة السياسات”. ويشغل اليوم منصب رئيس مجال التطرّف الإسلامي في المعهد، يبحث في الظاهرة ويكرّس كل ما يملك لمحاربتها في جميع أنحاء العالم. تحدّثنا معه مطوّلا حول آخر التطوّرات في بلده مصر، حول السياسة الخارجية الأمريكية في هذا الموضوع، صراعه ضدّ الإسلام المتطرّف وأيضًا حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وعملية السلام.

أولا لنضع نظامًا من التعريفات: بالنسبة لمصر، فحين تتحدث عن “إسلاميّين متطرّفين”، هل تقصد أيضًا “الإخوان المسلمين” أم فقط الجماعات الجهادية المختلفة مثل “أنصار بيت المقدس”، الذين قاموا بتنفيذ العديد من الهجمات، بما فيها هجمات ضدّ إسرائيل؟

أقصد الجميع، بالتأكيد. لا أفرّق بين “الإخوان” والآخرين. فلنكن واقعيّين: لم يفجّر بن لادن نفسه في برجي مركز التجارة العالمي، ولكنه كان المجرم الذي قاد الفكرة وخطّط للعملية. لم يقتل هتلر اليهود بيديه، ولكنّه وقف خلف هذه الأيديولوجية. “الإخوان المسلمون” لا يوسّخون أيديهم فعليًّا، ولكن تذكّر أنّ مرسي التُقط بالكاميرا وهو يشجّع الناس في تعليم أولادهم كيف يكرهون اليهود، ودعا قاتلي الرئيس السادات – رمز السلام – لحفل أقيم في ذكرى حرب تشرين.

يركّز “الإخوان المسلمون” على البُعد السياسي ويتركون المهنة القذرة للآخرين، ولذلك لا نرى كم هم مجرمون. إنّهم يدعمون، يحبّون ويشجّعون من يقوم بتنفيذ هذه الأعمال القذرة.

تلقّى “الإخوان المسلمون” مؤخرًا ضربات مؤلمة من قبل الجيش والحكومة. هل تتوقّع بأن يقوموا بتنظيم أنفسهم من جديد ويصبحوا قوة مهمّة في السياسة المصرية المستقبلية؟

حسب تقديري، فهذه هي الضربة الأخطر في تاريخهم، وستكون مهمّة تنظيم أنفسهم من جديد أكثر صعوبة. تذكّر أنّه في كلّ مرة عمل النظام ضدّ “الإخوان” كما فعل ناصر، فقد عمل ضدّهم جسديّا ولكن لم يواجهوا الأيديولوجية نفسها إطلاقًا، ودائمًا وقف الشعب إلى جانب الإخوان. ولذلك استطاعوا دائمًا العودة إلى الساحة.

اليوم الوضع مختلف، وفي نهاية الأمر فالذي يحدّد ذلك هو أنّه من الصعب على “الإخوان” الوقوف في وجه القوى العاملة ضدّهم: الجيش توجّه ضدّهم، وهذا هو السؤال الوجودي للنظام والدولة، كما هو الحال بالنسبة للسعوديين. والآن، في أعقاب محاولتهم التي مرّوا بها مع محمد مرسي، فالشعب أيضًا توجّه ضدّ “الإخوان” وضد أيديولوجيّتهم، ويقوم بشنّ حرب أيديولوجيّة ضدّهم في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الإعلام التقليدية. الطريق الوحيد لعودتهم إلى السلطة سيكون فيما لو نجحت استراتيجيّتهم (الإرهاب وتدمير الاقتصاد).

في أحد مقالاتك الأخيرة كتبت أنّك متفائل إزاء مستقبل مصر في أعقاب إسقاط الإخوان والرئيس مرسي من الحكم. هل يمكنك أن توضح، مع الإشارة إلى الحملة التي تُشنّ ضدّ “الإخوان المسلمين” والتنظيمات الجهادية؟

بالتأكيد. قبل كلّ شيء، اسمح لي أن أوضّح: لقد كتبت أنّ الطريقة ستكون صعبة للغاية، وأيضًا لو كان هناك سبب للتفاؤل فهذا لا يعني أنّ كلّ شيء سيمرّ بسهولة.

في الواقع، فإنّ بعض عناصر التفاؤل، كالاعتراف بأنّ الإسلام المتطرّف يشكّل تهديدًا جدّيًا على الدولة ووجودها، وهو الأمر الذي لم يكن موجودًا من قبل، وهو موجود فعليّا في الواقع المصري. إذا تتبّعت الشبكات الاجتماعية أو الإعلام الرسمي فستُفاجأ بأشخاص يعبّرون عن مواقفهم، من جميع المستويات، ضدّ الإسلام المتطرّف، الجهاديّين، وحماس. للأسف الشديد، ما زالت معاداة السامية موجودة، ولكن هناك بداية تحوّل في التفكير الذي يعارض الإسلام المتطرّف.

الشعب يريد حكمًا عسكريّا؟ (VIRGINIE NGUYEN HOANG / AFP)
الشعب يريد حكمًا عسكريّا؟ (VIRGINIE NGUYEN HOANG / AFP)

ثانيًا، توفّر كلّ من المملكة العربية السعودية، الكويت والإمارات العربية المتّحدة في هذه الأيام الاستثمارات والتمويل، والتي تشكّل دعمًا مهمّا لمصر في هذه المرحلة الحرجة، ممّا يمكنه أن يساعد الدولة في سدّ هذه المرحلة الانتقالية من عدم الاستقرار (ودعنا نأمل بأنّها فعلا مرحلة انتقالية مؤقّتة). فضلًا عن ذلك، بالمقارنة مع دول أخرى، فالمؤسسة العسكرية ما زالت هناك؛ ولا تزال العمود الفقري لمصر. من الصعب التعامل مع المتطرّفين، ولكن المؤسسة، الشعب والإعلام يعارضونهم، ولذلك أعتقد أنّ هذا نموذج جديد ومشجّع.

هل يمكننا أن نقول إنّه حسب رأيك من المتوقع أن تمر مصر بعهد جديد من الاستقرار تحت حكم السيسي والحكومة الجديدة؟ هل ستكون هذه حسب رأيك نسخة جديدة من نظام استبدادي أكثر علمانية أم هل ترى في ذلك بداية للتحوّل الديمقراطي؟

أرى في السيسي بُعد الاستقرار وكونه الوحيد الذي حظي بدعم غالبية المجموعات، ويرى فيه الكثيرون في مصر الرجل الذي يستطيع إعادة مصر إلى مكانتها التي كانت فيها أو حتّى قيادتها، هذا ما نأمل به، إلى مكانة أفضل. على عكس الكثير من المسؤولين الحكوميّين، يبدو إنسانًا صادقًا، يديه نظيفتين بل ولم ينجح معارضوه في الكشف عن أي صلة له بالفساد. “يبعث السيسي الأمل لدى الكثير من المصريّين الذين يريدون رمزًا للقوة والقيادة، وأتوقّع بأن يثق به الناس إذا كان هو الرئيس، ممّا سيؤدّي لجذب استثمارات جديدة. على سبيل المثال، أكّدت شركة من الإمارات المتّحدة باستثمار 40 مليار دولار في أحد المشاريع وهي تدرس الاستثمار في منطقة قناة السويس.

أعتقد كذلك أنّ خلفية السيسي في الاستخبارات العسكرية تجعله الشخص الأكثر ملاءمة ليتمكّن من التعامل مع العقبة التي يضعها المتطرّفون. إنّه يتواجد تحت ضغط من الغرب، وخاصّة من الولايات المتحدة، في قضايا حقوق الإنسان، ولكن حين يتم التعامل مع الإسلاميين المتطرّفين فإنّ الاحترام الكامل لحقوق الإنسان من قبلهم قد يعرّض الناس الأبرياء للخطر.

اشتباكات بين قوات الأمن المصري ومتظاهرين (MAHMOUD KHALED / AFP)
اشتباكات بين قوات الأمن المصري ومتظاهرين (MAHMOUD KHALED / AFP)

حين يقولون في الولايات المتحدة إنّ الديموقراطية هي الحلّ الأفضل للتطرّف والإرهاب، فهذا ليس صحيحًا، وتطبيق الديمقراطية في أفغانستان أو في العراق لم يوقف في الحقيقة هذه الظواهر. الحسين على العكس، لم نر أيّ شيء سوى المزيد من الإرهاب، والذي لم نر مثله في فترة حكم صدام حسين. ولذلك، في رأيي على العالم أن يفهم بأنّ المرحلة القادمة في مصر هي الأهم على الإطلاق بالنسبة للجميع: 70% من المستويات العليا في القاعدة كانوا مصريّين، مؤسّس الإخوان المسلمين حسن البنا كان مصريّا، مثل العديد من الزعماء المتطرّفين، وإذا توجّهت مصر ضدّ الإسلام المتطرّف، فعلى جميع العالم أن يقف إلى جانبها، وهذه في رأيي الخطوة الأولى للتعايش بسلام بين العالم الإسلامي والآخرين.

ماذا تتوقّع في رأيك للمسيحيّين المهاجَمِين، لمجموعات الأقليات الدينية وللعلمانيين؟ هل تتوقّع انتقالا باتجاه المزيد من الحماية والمساواة مع الأقليّات، وما مدى تناسب ذلك مع الدستور الجديد الذي تمّت الموافقة عليه مؤخرًا؟

لاحظ، هناك نسبة آخذة بالتزايد لدى الفئة السكانية التي فهمت أن العلمانية أفضل في الواقع للدولة، والصراع الحالي هو بين أولئك الذين يؤيّدون العلمانية والمساواة وبين أولئك الذين يريدون أن يروا تأثيرًا أكبر للدين في مختلف مجالات الحياة. تعتبر جامعة الأزهر بشكل تقليدي قوّة معتدلة، ولكن من الصعب أن نقول بأنّ هذا صحيح وفق معاييرنا. على سبيل المثال، يمكنك أن ترى ذلك في التقارير الأخيرة حول محاولتهم منع عرض فيلم عن نوح. يريد زعماء مصر دعم الأزهر باعتباره المرجعية الدينية الوحيدة التي تعارض العمليات الانتحارية وقتل الأبرياء، والتي ينفّذها المتطرّفون.

الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مع إسماعيل هنية (MOHAMMED AL-OSTAZ / Flash 90)
الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مع إسماعيل هنية (MOHAMMED AL-OSTAZ / Flash 90)

الخيارات المتاحة هنا ليست مثالية؛ فأنت ملزم بالاختيار بين مجموعات متطرّفة جدّا وبين أولئك الذين هم ليسوا علمانيّين تمامًا أو معتدلين. رغم أنّ الكثير من الأقباط قد عانى بسبب إجراءات في تفاصيل محدّدة، فلم أرَ الكثير من البنود في الدستور التي تميّز ضدّ الأقباط أو تميّز بين المصريّين على أساس الدين. بشكل عامّ، يؤكّد الدستور على المساواة أمام القانون وقد فتح الباب أمام الأقلية البهائية، والتي لم تعتبر في السابق متساوية.

سترى الكراهية (ضدّ الأقباط) والتي طُوّرت من قبل المتطرّفين خلال عقود، والتي ما زالت تلعب دورًا، ولكن الكثير من المسلمين بدأ يفهم ذلك، والعلاقات بين المسلمين المعتدلين والمسيحيّين تتحسّن. أقول هنا بشكل صريح للمرة الأولى: إنّ خطّة المتطرّفين هي ضرب صناعة السياحة، قتل السائحين، تدمير الاقتصاد، وبهذا الشكل زيادة معدّلات الفقر والجريمة. عند ارتفاع معدّلات الجريمة، سيؤدّي ذلك إلى مطالبة الناس بتطبيق قوانين الشريعة بشكل أكثر صرامة وذلك لحمايتهم من المجرمين، وسيكون “الإخوان المسلمون” والمتطرّفون هناك من أجل طرح ذلك؛ أي إبعاد مصر عن العالم المتحضّر وتقريبها من النموذج الطالباني. هنا سترى الجرائم الموجّهة ضدّ الأقباط، لكونهم أقلية ضعيفة وبعضهم غنيّ نسبيًّا، وربّما يكون لذلك ما يبرّره من الناحية الدينية كإجراءات ضدّ الكفّار.

أنت تقيم اليوم في واشنطن وأنت تشارك في شؤون اتخاذ القرارات الأمريكية. ما رأيك بالسياسة الأمريكية بإزاء مصر من بداية “الربيع العربيّ”، مرورًا برئاسة مرسي ووصولا إلى قرار شراء أسلحة روسية لها وإرسال الفاتورة للسعوديين؟ هل كان بالإمكان العمل بطريقة أخرى؟

حسب رأيي فقد أصيبت الإدارة الأمريكية بالضبابية، لم ترَ الصورة بكاملها، ومن ضمنها العوامل النفسية المختلفة للمجتمع، ويبدو أنّها لم تحصل على المشورة الصحيحة. في البداية، حتّى عندما كان نظام مبارك على شفا الانهيار، كان بإمكان شخص أكثر حكمةً أن يتخيّل كيف ستتطوّر الأمور ولم يكن سيدعم الإطاحة الفورية به. ولكن حين لم يكن هناك مفرّ من الانهيار، كان الخطأ الأكبر للولايات المتّحدة هو توجهها لمعارضة الجيش بشكل كبير. كان بإمكان الجيش أن يحلّ مكان مبارك باعتباره حليفًا معقولا، حتى وإنْ لم يكن كاملا – على الأقل الأمد البعيد – ولكن من المؤكّد أنّه أفضل من الإسلاميين.

(KHALED DESOUKI / AFP)
(KHALED DESOUKI / AFP)

كان الخطأ الكبير الثاني للأمريكيين هو منحهم دعمًا فعليّا معيّنا لمرسي. على سبيل المثال، حين ركّز مرسي كلّ السلطة بيده، فإنّ الولايات المتحدة لم تدنْهُ بشدّة. في ثورة 30 حزيران، كان على الولايات المتحدة تكرار ما فعلتْه مع مبارك، وأن تقول بأنّها تقف إلى جانب الشعب المصري في الثورة. خرج 30 مليون شخص إلى الشوارع، ولكنّهم تجاهلوا ذلك وتصرّفوا كمن يريد بقاء مرسي و”الإخوان” في السلطة، ولم يستطع المصريّون تقبّل ذلك حقّا.

لقد رأيتُ تحوّلا فوريّا ضدّ الولايات المتحدة حين أدانها الشعب بسبب نفاقها، حيث من المفترض أنّ تحارب المتطرّفين، ولكنّها تجنّبت دعم الشعب في صراعه ضدّ المتطرّفين، وحاربت ضدّ الإرهابيين في العراق وأفغانستان ومع ذلك منعت المصريين من مروحيّات الأباتشي التي طُلبت للصراع ضدّ الإرهابيين في سيناء، ومؤخّرًا، في كونها تقبّلت الانتفاضة ضدّ الرئيس الأوكرانيّ المنتخب، بينما رفضت الانتفاضة ضدّ مرسي.

هذا التعامل مع الانحياز كان الخطأ الأكبر للولايات المتّحدة. اتّخذت الولايات المتحدة قرارًا صحيحًا حين لم تصف إسقاط نظام مرسي بأنّه ثورة، ولكنها استغرقت الكثير من الوقت للوصول إلى هذا القرار وبذلك فقد شكّلت درجة من العداء تجاه الولايات المتحدة وفي الواقع دفعت النظام المصري إلى أحضان روسيا، إلى حدّ معيّن. وهذا تطوّر خطر، لأنه يستطيع تغيير قواعد اللعب في حال أنه يؤدي إلى وجود قواعد للروس في البحر الأحمر وفي شواطئ مصر وسوريا في البحر المتوسط.

وفّرت الولايات المتحدة لمصر نحو 80 مليارات دولار منذ معاهدة السلام بحلول العام 1979 من أجل الحفاظ على علاقات جيّدة مع هذه الدولة المهمّة، وقد فقدتها في الواقع بسبب تصريحات لم تكن في الوقت المناسب. إنّ الخلاف الذي نشأ نتيجة لِما اعتبر أنّه سياسة الكيل بمكيالين، جنبًا إلى جنب مع الدعم السعودي والإمارات في الخليج، قد يؤدّي إلى دفع مصر للاقتراب أكثر من روسيا، خاصّة وأنّها ترى كيف يقف الروس خلف حليفهم الأسد، على عكس ما فعلت أمريكا مع حليفها السابق، مبارك، ومع الجيش. إذا لم تعالج الولايات المتحدة هذا التوتّر بشكل الصحيح، فأنا أخشى أن يشكّل ذلك بداية تحوّل نموذجي في الجغرافيا السياسية للمنطقة.

هل ترى علاقة بين ما وصفته الآن وبين تواجد منظّمات مختلفة للإخوان المسلمين في مناصب استشارية في نظام واشنطن؟

نعم. بالتأكيد فإنّ “الإخوان المسلمين” يلعبون بشكل جيّد في هذه اللعبة وقد أقنعوا الكثير من الأشخاص بأنّهم معتدلون. لديهم حلفاء كثر في واشنطن، والذين يشغلون مناصب مهمّة في التأثير على النظام وعلى آخرين ومن خلال توفير معلومات زائفة، يتمّ الحصول عليها نتيجة للجهل أو بسبب عوامل أخرى.   ولكن على ضوء كل هذه المعارضة للإخوان المسلمين في مصر، وحقيقة أنّ السعوديين والإمارات قد أدارتا ظهرهما لهم، فلا أعتقد بأنّ دعم الإسلاميين سيكون في صالح الولايات المتحدة، إنّهم يخسرون الحرب في مصر ودعمهم كرهان خاسر على حصان. ينبغي أن ترى الولايات المتحدة مصالحها مندمجة مع مصالح الشعب والجيش المصري، وليس مع حركة عالميّة لا حدود لها تطمح إلى السيّطرة على العالم تحت حكم الشريعة، كما عبّروا هم أنفسهم في الخطابات، الكتب، وغيرها.

باعتبارك مصلحًا، كتبت عن الصراع حول الوعي عند المسلمين. ماذا تفعل من أجل محاربة الإسلام المتطرّف في هذا المستوى؟

أسّست مركزًا يُدعى “المركز الدولي لمكافحة التطرّف”، وهدفه هو التصدّي للتطرّف على المستوى الأيديولوجي، النفسي والسلوكي. يوفر المركز كذلك دعمًا وتشجيعًا للتفاصيل التي عرّفتها بأنّها نشطة في محاربة التطرّف، من أجل إثارة موجة من العداء للتطرّف.

مؤيدو الرئيس المخلوع محمد مرسي خلال إعتصام إخواني (AFP)
مؤيدو الرئيس المخلوع محمد مرسي خلال إعتصام إخواني (AFP)

أحد الإصدارات التي نشرتها مؤخرًا هو تفسير عصري للقرآن، والذي يُظهر النصّ بطريقة سلميّة، ويفسّره بشكل غير حرفي يؤدّي – في نهاية المطاف، كما آمل – إلى التعايش في سلام ويساهم في الحدّ من الكراهية، معاداة السامية والعنف. قمت بإنشاء صفحة فيس بوك مع مئات من النماذج لهذا التفسير العصري، وخلال عشرة أشهر حصلت على أكثر من 1.9 مليون “إعجاب”.

هناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ تشمل مشروعًا في الحرب النفسية وحملة إعلانية تلفزيونية في أنحاء العالم العربي لمكافحة التطرّف، على مستوى عمليات التفكير – يفكّر المتطرّفون عادة بأنماط معيّنة مثل الاستبداد والقضائية – وليس فقط على المستوى الأيديولوجي.

سؤالي الأخير لك يعيدنا مجدّدًا إلى إسرائيل والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني: ما رأيك في الجهود الحالية غير المرهقة للولايات المتّحدة في دفع الجانبين للتوقيع على اتفاق إطاري؟

تحاول الولايات المتحدة حلّ هذه المشكلة منذ زمن طويل، ولكن في كلّ مرة يحاولون فيها، ينسون أنّ المشكلة الحقيقية من الجانب العربي ليست هي قضية حدود إسرائيل، وإنّما حقيقة وجودها. لن تثمر جهود الولايات المتحدة حتّى تعترف بذلك وتقول لزملائنا العرب بأنّها لن تستطيع عمل الكثير من أجلهم حتى يروا تأثيرًا ملموسًا يدلّ على تغيير تعاملهم وطرق التفكير عندهم ويوافقوا على قبول إسرائيل كدولة يهودية في المنطقة.

طالما أنّ الولايات المتحدة لا تضغط على الفلسطينيين ليقيموا أدلة بأنّهم خلال عامَين على الأقل حتى ثلاثة أعوام قد غيّروا تعليمهم وإعلامهم وأكملوا مع واقع وجود دولة إسرائيل، وكلّما استمرّ الفلسطينيون في تعليم أطفالهم الرياضيات عن طريق عدّ عدد اليهود الذين قتلوهم؛ فستذهب كلّ جهودهم سدى. هذه هي الطريقة التي يجب أن تكون في المفاوضات. ولكنّ الولايات المتحدة تحاول دائمًا إلقاء اللوم على الإسرائيليين وتقديم الطرفين بشكل منصف وكأنّ إسرائيل هي سبب المشكلة. على الصعيد الشخصي، فأنا آمُل في يوم من الأيام أن أنجح في جلب سلام حقيقي، انسجام وتفاهم متبادل بين أبناء شعبي، الشعب المصري، وبين الشعب اليهودي في إسرائيل، إنشاء الحبّ بدلا من الكراهية.

تمّ نشر المقال لأول مرة في موقع ميدا ‏www.mida.co.il

اقرأوا المزيد: 2268 كلمة
عرض أقل
الممثل راسل كرو في دور النبي نوح (Noah PR)
الممثل راسل كرو في دور النبي نوح (Noah PR)

فيلم عن الرسول “نوح” يثير الجدل في العالم العربي

ثلاث دول عربية، قطر والبحرين والإمارات العربية، المتحدة حظرت عرض الفيلم، والأزهر يطالب بمنع عرضه في مصر

09 مارس 2014 | 10:19

قبل أسبوعين على عرض الفيلم الأمريكي “نوح” في الولايات المتحدة تشهد القاهرة جدلا بين الأزهر الذي طالب بمنع عرضه في دور العرض المصرية ومثقفين وفنانين يحثون على عرضه مشددين على عدم جدوى المنع في ظل إمكانية مشاهدة أي فيلم في المواقع الإلكترونية.

ففي حين يشدد الأزهر على “عدم جواز عرض الفيلم.. الذي يجسد شخصية رسول الله نوح.. وأنه أمر محرم شرعا” تطالب جبهة الإبداع المصري بعرض الفيلم بحجة أن فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية “لازالت حتى الآن.. اجتهادا من الشيوخ والفقهاء… اجتهادا في التأويل”.

والهيئة التي تأسست مطلع 2012 -ردا على بوادر تشدد تجاه الفنون آنذاك مع صعود تيارات دينية محافظة- تضم مئات من المثقفين والفنانين ومنهم وزير الثقافة الأسبق عماد أبوغازي ورؤساء النقابات الفنية ومن المخرجين داود عبدالسيد وخالد يوسف ومن الممثلين محمود حميدة ونبيل الحلفاوي.

وفيلم “نوح” الذي أخرجه دارين أرنوفسكي يقوم ببطولته راسل كرو في دور النبي نوح وأنتوني هوبكنز وجينيفر كونيلي وإيما واطسون ويتناول الفيلم قصة النبي نوح التي وردت في الكتب المقدسة حيث بنى سفينة لينقذ الجنس البشري والمخلوقات من الطوفان.

وقال ممثل لشركة باراماونت لإنتاج وتوزيع الأفلام لرويترز اليوم السبت إن ثلاث دول عربية هي قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة حظرت عرض الفيلم.

وقال الأزهر في بيان إنه “متمثلا في إمامه الأكبر وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية جدد رفضه لعرض أي أعمال تجسد أنبياء الله… هذه الأعمال تتنافى مع قامات الأنبياء والرسل وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية وتستفز مشاعر المؤمنين.”

وأضاف البيان أن عرض هذا الفيلم “محرم شرعا ويمثل انتهاكا صريحا لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور والأزهر الشريف باعتباره المرجعية في الشئون الإسلامية” وطالب بمنع عرضه.

لكن جبهة الإبداع المصري نوهت إلى استحالة “المنع فعليا” حيث يتحول الفيلم إلى وسيط يسهل مشاهدته عبر الإنترنت.

وقالت إن دور الأزهر الشريف هو نهي الجمهور عن مشاهدة الفيلم أو التحذير من ذلك وهذا يدخل في نطاق “الدعوة وليس المحاكمة… فهمنا لدور الأزهر أو الكنيسة أو المؤسسات الدينية هي الدعوة للدين لا إقامة ما يرونه صحيحا بالقوة” في إشارة إلى مطالبة الأزهر بمنع عرض الفيلم.

وتابع البيان أن الذي يشاهد الآن الممثل راسل كرو في الشارع ويعتقد أنه “سيدنا نوح شخصيا” يحتاج إلى العلاج النفسي وأن التعامل الصحيح مع الفيلم لا يكون بمنعه عن ملايين الأصحاء ذهنيا المدركين لماهية السينما.”

وكان فيلم “آلام المسيح” الذي أخرجه ميل جيبسون عام 2004 عرض في العالم العربي بعد أن أثار جدلا مماثلا لأنه يتناول صلب السيد المسيح.

اقرأوا المزيد: 373 كلمة
عرض أقل
جامع الأزهر في القاهرة (AFP)
جامع الأزهر في القاهرة (AFP)

الأزهر في قلب الصراع السياسي في مصر

أصبح الأزهر، الجامع والجامعة، ساحة جديدة للصراع مع سعي جماعة الاخوان المسلمين في مصر للإبقاء على قضيتها حية في مواجهة الحكام المدعومين من الجيش.

فعندما ظهر الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع على التلفزيون في يوليو تموز الماضي ليبلغ المصريين انه عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب في انتخابات حرة كان شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب ضمن الواقفين بجانبه.

ويقول محللون إن العلاقات كانت متوترة خلال فترة حكم مرسي بينه وبين الطيب. فقد بدا ان السلطة الدينية في الأزهر المتمثلة في شيخ الازهر ومجلس علمائه كانت معارضة لفكر جماعة الاخوان.

وكان الشيخ الطيب حاضرا كذلك عندما وعد وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة بانتخابات جديدة مواصلا تقديم الدعم المعنوي للحكام وهو أسلوب يتبعه الأزهر منذ عقود.

وفي جامعة الأزهر يقول يوسف صالحين (21 سنة) طالب يدرس الانجليزية والدراسات الاسلامية “أمر مشين أن يدعم الإمام الأكبر انقلابا عسكريا دمويا.”

وأضاف “لن نتوقف حتى يخرج من الأزهر ويحاكم على جرائمه مع كل القادة العسكريين.”

ويتناقض الغضب في الحرم الجامعي الذي كان يتسم بالهدوء ذات يوم مع حالة التأييد للسيسي السائدة في أماكن أخرى من مصر حيث فشلت جماعة الاخوان المسلمين في حشد التأييد عن طريق احتجاجات الشوارع.

فكوادر الجماعة الذين يصفهم الإعلام والدولة بالارهابيين عادوا للسجون أو للاختباء والعمل السري بعد ان قادوا الجماعة من فوز إلى فوز في انتخابات متعاقبة منذ سقوط حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك عام 2011.

والآن تنظر الجماعة للأزهر باعتباره نقطة ضعف محتملة للحكومة العازمة مثل العديد من الحكومات السابقة على ضمان عدم استخدام الإسلاميين للمؤسسات الدينية في حشد التأييد.

ويظل الطيب والسيسي حليفين لكن انتشار التأييد للاخوان بين الطلاب وفي جامعة الأزهر المشهورة على مستوى العالم الإسلامي السني وضع الحكومة في موقف دفاعي.

وإحداث انشقاق داخل الأزهر سيمكن الاخوان من تجريد الحكومة من المكون الديني الذي تمسكت به المؤسسة العسكرية المصرية على مدى 60 عاما.

وخارج الحرم الجامعي شددت السلطات قبضتها منذ عزل مرسي فلجأت لفض مظاهرات الاخوان بالعنف وحظر الجماعة واعتقال قادتها.

مؤيدو الرئيس المخلوع محمد مرسي خلال إعتصام إخواني (AFP)
مؤيدو الرئيس المخلوع محمد مرسي خلال إعتصام إخواني (AFP)

وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان إن أكثر من ألف من مؤيدي مرسي قتلوا في أسوأ اضطرابات داخلية تشهدها مصر في العصر الحديث.

وكما كان الحال في عهد مبارك يراجع وزير الاوقاف خطب المساجد وأغلق عددا من المساجد الصغيرة التي كان يؤم الصلاة فيها أئمة مستقلون. وفي نوفمبر تشرين الثاني حظر قانون جديد الاحتجاجات في دور العبادة.

ومنعت الضغوط الاخوان من الاستمرار في تنظيم احتشادات كبيرة في الشوارع لكنها لم توقف التوتر في جامعة الأزهر التي يقع حرمها الجامعي قرب ساحة العرض العسكري الذي أغتيل فيه الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1981.

ورش الطلاب جدران المباني برسوم الجرافيتي واغلقوا مداخل الكليات وبدأوا اعتصامات مما دفع رئيس الجامعة إلى طلب تدخل الشرطة مشعلا غضب الطلاب والأساتذة الذين يتحدثون عن حرمة المقر الجامعي.

وعلت الآن أصوات بعض الاساتذة الذين كانوا يتعاطفون مع الاخوان في صمت من قبل لكن لم يكونوا يجرؤوا على تحدي قيادة الازهر.

وقال رضا احمد (38 عاما) وهو استاذ أصيب بطلق ناري في الفخذ اثناء هجوم لقوات الأمن على مؤيدي مرسي في يوليو تموز إن الشيخ الطيب يتحمل مسؤولية هؤلاء الطلبة في نهاية الأمر ويتعين عليه حمايتهم.

ورغم المخاطر يبدي المزيد من الأساتذة تأييدهم للطلبة مما يعطي الاخوان ذخيرة سياسية لا يبدو ان بامكانها توفير مثلها خارج الحرم الجامعي.

وقال أحد الأساتذة طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام منه “لا يمكنني المشاركة لكني معهم بقلبي.”

وقال إن نحو 80 بالمئة من الطلاب في كليته موالون للاخوان لكنه قال إن أغلبهم يخشون الاعتقال إذا ما أعلنوا اراءهم. ويقول اساتذة دراسات إسلامية إن مخبري الأمن يندسون بين الطلاب ويسجلون محاضراتهم.

وفي الشهر الماضي أمرت محكمة بسجن 12 من طلاب الأزهر لمدة 17 عاما بعد ان شاركوا في مظاهرات. وتقول مصادر أمنية إن 88 طالبا مازالوا محتجزين بعد اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي.

وتظهر إشارات غضب من الحكومة في الحرم الجامعي قبيل الاستفتاء في يناير كانون الثاني المقبل على الدستور الذي يقوي قبضة الجيش ويمنع تأسيس أحزاب على أساس ديني.

وتشير رسوم الجرافيتي على الجدران إلى استياء كبير من السيسي ومن الرجل الذي كان واقفا بجواره عندما أعلن الجيش عزل مرسي.

وكتب في أحدى رسومات الجرافيتي عبارات مهينة للطيب وكتب على أخرى “انتفاضة الأزهر”.

ومع ذلك فليس كل من في جامعة الأزهر يناصرون الاخوان.

ووصفت آمنة نصير (70 عاما) استاذة الدراسات الإسلامية واللغة العربية وعضو لجنة صياغة الدستور ما يحدث في الجامعة بانه فوضى. وقالت إن الاخوان يكذبون ولا يخجلون.

وفي أحدى الامسيات هذا الشهر رددت نحو مئة طالبة من طالبات الأزهر شعارات ضد “حكم العسكر” في شارع مزدحم خارج سكن للطلاب مما عطل المرور.

وشكا بعض الطلاب من ان الاضطرابات اليومية تعطل دراستهم. وتلخيصا للوضع قال أحدهم “لدينا امتحانات لكن ليس لدينا محاضرات.”

اقرأوا المزيد: 684 كلمة
عرض أقل

مصر تشهد مسيرات ومظاهرات لمؤيدي مرسي والأزهر يجدِّد رفضه استخدام العنف ويدعو الجميع إلى تجنُّبه

أعلن “التحالف الوطنى لدعم الشرعية” في مصر المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي تنظيم 33 مسيرة الجمعة فى مليونية (مصر ضد الانقلاب) ردا على بيان مجلس الوزراء الذي فوض وزارة الداخلية بفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة