يمكننا أن نقول ونحن متأكّدين تقريبًا إنّ معظمنا ليس مولعًا بشكل خاص بالانتقال إلى التوقيت الشتوي. إننا نخرج من العمل حين يكون المساء قد حلّ، يلعب الأولاد بنسبة أقل في الهواء الطلق، وتبدو الحياة بشكل عام أقل سعادة عندما تكون هناك ساعات أقل من الضوء في الخارج.
هذا العام هو العام الثاني الذي يبدأ فيه التوقيت الشتوي في إسرائيل متأخرًا عن المعتاد. حتى قبل عامين، كان الانتقال في إسرائيل يتم في وقت سابق مما عليه الأمر في دول أوروبا. وسبب ذلك هو اعتبار احتياجات الجمهور المتديّن في إسرائيل، والذي اعتاد على الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكرة للصلوات الخاصة، بالإضافة إلى التسهيل بشكل ما على صيام يوم الغفران. أثارت المسألة معارضة كبيرة، حتى قرر الكنيست، كما ذكرنا، تأجيل الانتقال ليتأخر بضعة أسابيع عن ذلك.
لماذا يُحزن التوقيتُ الشتوي البشر؟
يبدو لنا أحيانا أنّ كل الضجة المثارة حول التوقيت الشتوي ترجع جزئيّا إلى حقيقة أنّ الناس يفضّلون تأجيل مجيء الشتاء وقصر النهار على قدر الإمكان. هل الأمر حقّا بهذا السوء؟ وفقًا للخبراء يبدو أنّه كذلك فعلا. لدى كثير من الناس فإنّ الانتقال للتوقيت الشتوي يعني المزيد من الظلمة خلال النشاط اليومي. تُفرز خلال ساعات الظلام نسبة أقل من المواد التي تعزّز المزاج الإيجابي، ونحن نشهد زيادة حادّة في حالات الاكتئاب، الكآبة والمزاج والطاقة المنخفضة.
هناك شعوب بأكملها اليوم في العالم الغربي تُشخّص بأنّها تعاني من الاكتئاب الشتوي، والظواهر المنتشرة في فترات الشتاء هي صعوبة الأداء اليومي، رغبة أقلّ لقضاء الوقت مع الأصدقاء، طاقات منخفضة في العمل ونفاد الصبر من الوجود في تفاعلات اجتماعية. وهناك من يتفاقم وضعه وصولا إلى فقدان الشهية أو صعوبة النهوض من السرير لأداء المهامّ اليومية.
الأشخاص الذين يميلون إلى الاكتئاب حسّاسون للانتقال إلى التوقيت الشتوي وقصر النهار. يعيش أيضًا الأشخاص الواقعون في أزمة ما في حياتهم الشتاء بشكل أسوأ. وقد يؤثر ذلك على مزاجهم وقدرتهم على مواجهة الأزمة. إنّ الساعات الكثيرة التي يُفَضل فيها الناس البقاء في المنزل، بسبب البرد أو الطقس العاصف، تترك العديد من الناس بعزلة قد تؤدي إلى حالات متطرّفة فيما لو كانوا في أزمة موازية.
من الذي يستمتع بالتوقيت الشتوي؟ الأطفال
هناك أشخاص يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي. “المجموعة الرئيسية هي الأهل والأطفال، حيث إنّ التوقيت الشتوي يجبرهم على البقاء معًا في المنزل. وبهذه الطريقة فهم يعزّزون العلاقة والتفاعل بينهم. مجموعة أخرى من الأشخاص الذين يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي هم المراهقون، والذين يجعلهم التوقيت الشتوي يشعرون بأنّهم يقظون لساعات طويلة في الظلام وعلى ما يبدو متعبون أكثر. نتيجة لذلك فإنّهم يذهبون للنوم باكرًا، ومن ثمّ يصبحون أكثر يقظة خلال ساعات الدراسة.