التوقيت الشتوي

أمطار الخريف الأولى (Flash90/Tomer Neuberg)
أمطار الخريف الأولى (Flash90/Tomer Neuberg)

التوقيت الشتوي: كيف يؤثر على البشر؟

يمكننا أن نقول ونحن متأكّدين تقريبًا إنّ معظمنا ليس مولعًا بشكل خاص بالانتقال إلى التوقيت الشتوي. إننا نخرج من العمل حين يكون المساء قد حلّ، يلعب الأولاد بنسبة أقل في الهواء الطلق، وتبدو الحياة بشكل عام أقل سعادة عندما تكون هناك ساعات أقل من الضوء في الخارج.

هذا العام هو العام الثاني الذي يبدأ فيه التوقيت الشتوي في إسرائيل متأخرًا عن المعتاد. حتى قبل عامين، كان الانتقال في إسرائيل يتم في وقت سابق مما عليه الأمر في دول أوروبا. وسبب ذلك هو اعتبار احتياجات الجمهور المتديّن في إسرائيل، والذي اعتاد على الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكرة للصلوات الخاصة، بالإضافة إلى التسهيل بشكل ما على صيام يوم الغفران.‎ ‎أثارت المسألة معارضة كبيرة، حتى قرر الكنيست، كما ذكرنا، تأجيل الانتقال ليتأخر بضعة أسابيع عن ذلك.

لماذا يُحزن التوقيتُ الشتوي البشر؟

مرض الاكتئاب (Thinkstock)
مرض الاكتئاب (Thinkstock)

يبدو لنا أحيانا أنّ كل الضجة المثارة حول التوقيت الشتوي ترجع جزئيّا إلى حقيقة أنّ الناس يفضّلون تأجيل مجيء الشتاء وقصر النهار على قدر الإمكان. هل الأمر حقّا بهذا السوء؟ وفقًا للخبراء يبدو أنّه كذلك فعلا. لدى كثير من الناس فإنّ الانتقال للتوقيت الشتوي يعني المزيد من الظلمة خلال النشاط اليومي. تُفرز خلال ساعات الظلام نسبة أقل من المواد التي تعزّز المزاج الإيجابي، ونحن نشهد زيادة حادّة في حالات الاكتئاب، الكآبة والمزاج والطاقة المنخفضة.

هناك شعوب بأكملها اليوم في العالم الغربي تُشخّص بأنّها تعاني من الاكتئاب الشتوي، والظواهر المنتشرة في فترات الشتاء هي صعوبة الأداء اليومي، رغبة أقلّ لقضاء الوقت مع الأصدقاء، طاقات منخفضة في العمل ونفاد الصبر من الوجود في تفاعلات اجتماعية. وهناك من يتفاقم وضعه وصولا إلى فقدان الشهية أو صعوبة النهوض من السرير لأداء المهامّ اليومية.

الأشخاص الذين يميلون إلى الاكتئاب حسّاسون للانتقال إلى التوقيت الشتوي وقصر النهار. يعيش أيضًا الأشخاص الواقعون في أزمة ما في حياتهم الشتاء بشكل أسوأ. وقد يؤثر ذلك على مزاجهم وقدرتهم على مواجهة الأزمة. إنّ الساعات الكثيرة التي يُفَضل فيها الناس البقاء في المنزل، بسبب البرد أو الطقس العاصف، تترك العديد من الناس بعزلة قد تؤدي إلى حالات متطرّفة فيما لو كانوا في أزمة موازية.

من الذي يستمتع بالتوقيت الشتوي؟ الأطفال

اللعب في بقع المياه على سكك القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)
اللعب في بقع المياه على سكك القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)

هناك أشخاص يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي. “المجموعة الرئيسية هي الأهل والأطفال، حيث إنّ التوقيت الشتوي يجبرهم على البقاء معًا في المنزل. وبهذه الطريقة فهم يعزّزون العلاقة والتفاعل بينهم. مجموعة أخرى من الأشخاص الذين يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي هم المراهقون، والذين يجعلهم التوقيت الشتوي يشعرون بأنّهم يقظون لساعات طويلة في الظلام وعلى ما يبدو متعبون أكثر. نتيجة لذلك فإنّهم يذهبون للنوم باكرًا، ومن ثمّ يصبحون أكثر يقظة خلال ساعات الدراسة.

اقرأوا المزيد: 393 كلمة
عرض أقل
(Sophie GordonFlash90)
(Sophie GordonFlash90)

توقيت الشتاء في إسرائيل

العودة إلى التوقيت الشتوي الليلة، كانت ستمنح ساعة نوم إضافية. إلا أن هذا الأمر تسبب لدى العديد من الإسرائيليين في اضطراب النوم، خوفًا من عدم تحديث الساعة على الأجهزة الخلوية ما قد يؤدي إلى تأخيرهم عن العمل

عادت إسرائيل هذه الليلة إلى التوقيت الشتوي، وعند الساعة الثانية ليلا، عادت الساعة ساعة واحدة إلى الخلف لتصبح الساعة الواحدة ليلا، ما منح ساعة نوم إضافية. وكان الكثير من الإسرائيليين مسرورين من ساعة النوم الإضافية، ولكن أشار البعض إلى حالة إرباك تسببت في إبعاد النوم عن عيونهم.

يتسبب تأخير الساعة في الإرباك كل عام، ولكن هذا العام كان الضغط أكبر بشكل خاص، بسبب قرار تغيير موعد العودة إلى التوقيت الشتوي. فحتى السنة الماضية، كان يبدأ التوقيت الشتوي في إسرائيل في نهاية الأسبوع بعد عيد رأس السنة العبرية، وذلك لأنه يأتي مباشرة بعد عيد الغفران، والذي يصوم فيه اليهود حتى غروب الشمس، ومن خلال الرغبة بالصوم ساعة أقل.

لكن في العام الماضي، تقرر تغيير قانون التوقيت الشتوي، وإرجاع الساعة إلى الخلف في منتصف السبت الأخير من شهر أكتوبر، أي، أمس ليلا. وكانت هنالك مشكلة لدى شبكات الأجهزة الخلوية التي كانت موجهة تلقائيًا وفقا للطريقة القديمة، وتم تأخير الساعة تلقائيا، في بداية شهر أيلول، على الأجهزة الخلوية لدى عدد كبير من الإسرائيليين، مما أدى إلى العديد من حالات التأخير والفوضى في جميع أنحاء البلاد.

نظرًا للمشكلة، فأنه من المستحسن توجيه المنبهات وفقا لساعة أثينا، والتي تتأخر نهاية شهر أكتوبر. ولكن بعد المشكلة الأخيرة، لم يستطيع الكثيرون الاعتماد على المنبه على الهاتف المحمول، وتخوفوا أن لا يستيقظوا في الوقت المناسب للعمل، أو ربما العكس، أن يستيقظوا ساعة واحدة أبكر. وجه الكثير من الإسرائيليين عددًا من ساعات المنبه، أو أنهم استيقظوا من النوم كل عدة ساعات ليلا  ليفحصوا الساعة خوفًا من أن لا يستيقظوا في الزمن المناسب، ولذلك لم يستطيعوا الاستفادة من ساعة النوم الإضافية التي مُنحت لهم، مع ذلك لم تسجل أخطاء، وعادت الساعات إلى الخلف تلقائيًا.

لكن النقاش في التوقيت الشتوي لا ينتهي بساعات النوم. فالعديد من الإسرائيليين غير راضين عن تغيير الساعة وقدوم الظلام قبل الساعة الخامسة مساء، بحجة أن الأمر “محبط”. ويفضلون التمتع قدر الإمكان بأشعة الشمس، بالمقابل، يرى آخرون تأخير عقارب الساعة أمرًا ضروريًا، والاستيقاظ في ساعات الضوء وليس في وقت الظلام. الأمر الذي يؤدي لديهم صعوبات في الصحو من النوم، وتحديدًا في تحضير الأطفال لرياض الأطفال والمدارس.

لا يتناولون في إسرائيل حاليًا مسألة إلغاء التوقيت الشتوي، وسيقوم الإسرائيليون بتشغيل الأضواء ساعة إضافية واحدة، حتى نهاية شهر آذار، ومن ثم يعود التوقيت الصيفي الذي سوف تطول أيامه.

اقرأوا المزيد: 353 كلمة
عرض أقل
هواتف ذكية ( Yonatan Sindel/Flash90)
هواتف ذكية ( Yonatan Sindel/Flash90)

إسرائيل تستيقظ متأخرًا

لم يجرِ تحديث التعديل الأخير في موعد ابتداء التوقيت الشتوي في إسرائيل في الأجهزة التكنولوجية، فانتقلت الهواتف الذكية إلى التوقيت الشتوي هذه الليلة مُشوِّشةً الدولة كلها.

في هذه الأيام التي تستخدم فيها الأكثرية الساحقة من الناس الهاتف الخلوي كساعة منبه، فإنّ دولة كاملة استيقظت اليوم متأخرة. بسبب تغييرات في موعد ابتداء التوقيت الشتوي في إسرائيل لم يجرِ تحديثُها في كل الأنظمة التكنولوجية ولا سيّما الأجهزة الخلوية، تغيّرت الساعات هذه الليلة بشكل أوتوماتيكي، ما أدّى إلى إرباك كبير والكثير من التأخّرات.

في معظم دُوَل العالم، ثمة موعد ثابت للانتقال للتوقيت الشتوي. ولكن في إسرائيل، تغيّر موعد بدء التوقيت الصيفي مرارًا كثيرة منذ إنشاء الدولة. وسبب ذلك هو رغبة المواطنين المتدينين في البلاد الانتقال إلى التوقيت الشتوي قبل صيام يوم الكفّارة لتسهيل الصوم. لكنّ وزير الداخلية جدعون ساعر أعلن هذه السنة عن تأجيل الموعد إلى 27 تشرين الأول. لكنّ جوجل، أبل، وميكروسوفت لم تعلم بتأجيل الموعد، لذلك لم تكن أندرويد وiOS‏ جاهزتّين لموعد تغيير التوقيت في إسرائيل.

يقول يوتام، طالب ثانوية تشوّش بسبب التغيير في الجهاز الخلوي: “تأخرتُ ساعةً عن المدرسة، لكن كان هناك عدد من المتأخرين، لذلك لم يغضب المعلّم. أنا مسرور أنّ هذا حدث أثناء الانتقال إلى التوقيت الشتوي ومنحني ساعة إضافية للنوم. لو حدث ذلك عند الانتقال إلى التوقيت الصيفي، وجعلني أقوم أبكر بساعة، كنتُ سأغضب أكثر”.

وقد أبلغت الشركات الخلوية بليفون، سلكوم، وأورنج للمشتركين أنّ قسما من الأجهزة سيتغيّر فيه التوقيت في 8 أيلول، قسمًا في 6 تشرين الأول، وفي بعض الأجهزة فقط في الموعد الرسمي – 27 تشرين الأول. وحاليًّا، اقترحت الشركات إمكانية تصحيح الوضع يدويًّا – على سبيل المثال بتعديل زمن تغيّر التوقيت حسب توقيت أثينا، حيث سيجري الانتقال إلى التوقيت الشتوي في 27 تشرين الأول – كما سيجري في إسرائيل.

وليست المشكلةُ مشكلةَ هواتف ذكيّة فحسب. فالحواسيب والأجهزة اللوحية مسّها أيضًا تغيير موعد تغيير التوقيت. في الحواسيب، يسهل جدًّا حل المشكلة. فكلّ ما يجب فعله هو الفحص إن كان الحاسوب يقوم بتنصيب تحديثات تلقائية من ميكروسوفت، حيث إنّ التعديل الأخير، الذي صدر قبل أسبوعَين، عدّل موعد الانتقال إلى التوقيت الشتوي. لكنّ هذا لن يحلّ إشكالات تحديد مواعيد في المنظّم الإلكتروني الذي لم تجرِ مزامنتُه في نفس التاريخ.

اقرأوا المزيد: 312 كلمة
عرض أقل