لماذا أجهشت الوزيرة الإسرائيلية، ميري ريغيف، بالبكاء حين عُزف النشيد الوطني الإسرائيلي في العاصمة الإماراتية؟ ماذا كان في تلك اللحظة التاريخية ليبكي الوزيرة كما لم يرها أحد من قبل لمجرد سماع النشيد الوطني في قاعة رياضية في عاصمة عربية؟
ففي حين تعارض أغلبية العرب التطبيع مع إسرائيل، وتثير مظاهرها في العالم العربي سخط الملايين، يشعر الإسرائيليون بنشوة النصر كلما رأوا وفدا إسرائيليا أو مسؤولا حطّ في عاصمة عربية. ما هي أسباب هذه الفرحة وماذا يعني التطبيع بالنسبة للإسرائيليين؟
اعتراف وقبول
بالنسبة للإسرائيليين، التطبيع يعني الاعتراف بوجود إسرائيل وقبول حقيقة كونها جزءا لا يتجزأ من الشرق الأوسط. فبعد سنوات طويلة من الصراع، والرفض العربي لوجود إسرائيل، مظاهر التطبيع تبعث إلى الارتياح في نفوس الإسرائيليين لأن الصراع قد ينتهي، فبعد التطبيع ربما يأتي السلام.
ومشهد الوزيرة ميري ريغيف وهي تذرف الدموع في العاصمة الإماراتية خير دليل على ذلك، فهي إسرائيلية تقف في قاعة رياضية في عاصمة عربية وتسمع نشيدها الوطني وليست بحاجة إلى إخفاء هويتها أو إبقاء زيارتها سرية.
ريغيف شعرت أنها شخصية مرحب بها ودولة إسرائيل شعرت أنها دولة مرحب بها في عاصمة عربية، وهذا يدل على تغيير كبير في العالم العربي بعد أن كانت إسرائيل مرفوضة ومنبوذة.
الاقتصاد الإسرائيلي
التطبيع يعني أن العلاقات الإسرائيلية العربية تجاوزت السياسة وبدأت تتوسع لمجالات أخرى مثل الاقتصادية والرياضية. فمن ناحية، هناك علاقات اقتصادية بين إسرائيل ودول عربية تساهم في الاقتصاد الإسرائيلي وتقويه رغم الحديث عن عزلة إسرائيل في المنطقة.
التكنولوجيا الإسرائيلية والتقدم الإسرائيلي مرغوب فيهما جدا في المنطقة في الراهن. فمن جهة، دول المنطقة بحاجة إلى مشاريع اقتصادية تنقذ اقتصادها، وهناك طلب على الخبرة العلمية والتقنية الإسرائيلية.
التطبيع دليل على تقدم إسرائيل، والعديد من الشرك العربية تُبدي رغبتها في التعرف أكثر إلى أسباب النجاح الاقتصادي الإسرائيلي. وفي نظر إسرائيليين كثيرين، التطبيع سيكون المفتاح للسلام بين إسرائيل والدول العربية في المستقبل.
السلطان قابوس ونتنياهو في مسقط
دور إسرائيل في المنطقة
التطبيع يعني أن إسرائيل قوية وذات نفوذ من الناحية الاستراتيجية في المنطقة، فهي دولة تؤخذ بالحسبان في مواجهة الدول العربية لإيران، وهي تؤخذ بالحسبان حين يدور الحديث عن مستقبل سوريا بعد الحرب.
“إسرائيل دولة مهمة للأمن الإقليمي.. تحقق التوازن العسكري في المنطقة” وصفها محلل سعودي بارز على صحيفة الشرق الأوسط. فبعد أن كانت إسرائيل لاعبا سياسيا غير مرغوب فيه، ومتهمة بأنها “مصدر المتاعب” في الشرق الأوسط، هناك تحول كبير في هذه الفرضية، وإعادة قراءة للمشاكل الحقيقية في هذه المنطقة.
التطبيع بالنسبة للإسرائيليين يعني أن دول المنطقة بدأت تقيم حساباتها على قاعدة منطقية وبراغماتية، وليس على الثقافة العربية الرافضة البعيدة عن هذه الحسابات. والمفرح في إسرائيل هو أن الدول العربية بدأت ترى دورا بناءً لإسرائيل في المنطقة وليس العكس.
“ما فعلته إسرائيل من أجل وقف إيران في سوريا لم تفعله أي دولة عربية رافضة” يشهد محللون عرب على دور إسرائيل في المنطقة.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني