التحالف العربي

الرد السعودي جاء المرة باللغة العبرية

محمد بن سلمان (AFP)
محمد بن سلمان (AFP)

رد سعودي باللغة العبرية على مقالة رأي لباحث إسرائيلي هاجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب الحرب في اليمن.. "السعودية تسعى إلى إعادة الاستقرار في اليمن وصد التوسع الإيراني في المنطقة" كتب الشاب السعودي باللغة العبرية

11 يوليو 2018 | 09:47

السعوديون يوضحون للإسرائيليين موقف بلادهم من الحرب في اليمن: استقطبت مقالة رأي للباحث الإسرائيلي دكتور شموئيل ليدرمان، من منتدى التفكير الإقليمي، نُشرت قبل أسبوع في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، وعنوانها “ابن سلمان، جزار“، القراء السعوديين بالذات. فلم تمر اتهامات الكاتب الإسرائيلي للملكة بشأن الحرب التي تشنها في اليمن دون رد من ناشط سعودي قرّر إرسال رده باللغة العبرية.

وكتب الناشط السعودي عبد العزيز العاصم، الذي يصف نفسه في تويتر “مهتم بالإعلام العبري”، أن الادعاءات التي طرحها الباحث الإسرائيلي غير صحيحة، موضحا الموقف السعودية الرسمي من الحرب في اليمن بأنها حرب ضد الحوثيين المدعومين من إيران وليس ضد الشعب اليمني.
https://twitter.com/alasim_a/status/1016692525829165056?s=11
وكتب أن الائتلاف بقيادة السعودية يحرص على عدم قتل المدنيين في الحرب، ويزود الإعلام بمجريات الحرب عبر مؤتمر صحفي يومي، وذلك ردا على ادعاءات الباحث الإسرائيلي الذي قال إن الحرب في اليمن لا تحظى بتغطية إعلامية ترقى لمستوى المأساة الإنسانية هناك حسب وصفه، وكذلك أن قوات الائتلاف تستهدف المدنيين عمدا وقد قصف مبانٍ عديدة يسكنها مدنيين.

وكان الباحث الإسرائيلي قد قارن في مقاله بين الحرب في سوريا والحرب في اليمن، قائلا إن الأولى تحظى بتغطية إعلامية واسعة، إذ من السهل معرفة عدد الضحايا وحجم الدمار الذي لحق سوريا في أعقاب الحرب، في حين تفتقر حرب اليمن إلى التغطية الإعلامية، ويصعب معرفة معطيات هذه الحرب. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تصف الحالة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم، في دليل على حجم الدمار هناك، رغم التغطية الإعلامية الهزيلة.

وقال الباحث الإسرائيلي إن قوات الائتلاف التي تقاتل في اليمن بقيادة السعودية، منذ عام 2015، تفرض حصارا قاسيا على اليمن وتعرقل وصول الغذاء والدواء إلى المكان، كما أنها تستهدف مبانٍ مدنية وحقول زراقية في إطار تكتيك الحرب الذي تنتجه السعودية وهو تجويع اليمن لتستسلم.

ولفت الشاب السعودي الانتباه أن المقارنة بين الحالة السورية واليمنية يجب أن تكون من باب الدور الإيراني الذي يطمح إلى توسيع نفوذه في المنطقة ويهدد إسرائيل ودول المنطقة بذلك، وأضاف أن المسؤول الرئيس والوحيد عن مأساة الشعب اليمني هم الثوار الحوثيون، فهم يمنعون وصول الغذاء والدواء للشعب اليمني.

اقرأوا المزيد: 313 كلمة
عرض أقل
أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)
أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)

احتجاز “العديد” من الأمريكيين في اليمن

أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية، الأحد، لوكالة “فرانس برس” أن “العديد” من المواطنين الأمريكيين محتجزون حاليا في اليمن، وذلك إثر معلومات صحافية مفادها أن المتمردين الحوثيين يحتجزون أربعة اميركيين على الأقل.

وقال هذا المسؤول إن الخارجية “اطلعت على مقالات تذكر أن العديد من المواطنين الأمريكيين احتجزوا اخيرا في اليمن”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “تبذل ما في وسعها للإفراج عن هؤلاء الأشخاص”.

واذ رفض الادلاء بأي توضيح إضافي، وخصوصا حول هوية الجهة التي تحتجز الأمريكيين ومكان وجودهم، أكد ان “حماية المواطنين الأمريكيين في الخارج هي الأولوية الرئيسية”.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست في عددها الاحد ان المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من ايران والذين سيطروا على مناطق واسعة في اليمن “يحتجزون أربعة مواطنين اميركيين على الاقل” في سجن العاصمة صنعاء.

وأضافت ان الجهود للإفراج عن هؤلاء معقدة كون واشنطن ليس لديها قناة اتصال مباشرة بالمتمردين.

وذكرت “واشنطن بوست” نقلا عن مسؤولين أميركيين رفضوا كشف هوياتهم أن ثلاثة من الأمريكيين هم موظفون في القطاع الخاص فيما الرابع يحمل الجنسيتين اليمنية والاميركية.

ولم يتسن للصحيفة الحصول على معلومات في شأن طبيعة عمل الأميركي الرابع، لكنها أكدت أن أيا من المحتجزين لا يعمل لحساب الحكومة الأميركية.
ولفتت أيضا إلى احتجاز أميركي خامس لدى الحوثيين اسمه شريف موبلي كان حكم عليه قبل خمسة أعوام في وقائع تتصل بالإرهاب.

وأضافت أن أحد الرهائن الأمريكيين كان سيتم الإفراج عنه في الأيام الأخيرة، لكن الحوثيين عادوا عن قرارهم في اللحظة الأخيرة.

وأوضح مسؤول اميركي لم يكشف هويته ان المحتجز المذكور كان اتهم بالبقاء في اليمن بعد انتهاء مدة تأشيرته. ويتهمه المتمردون ايضا بانه توجه إلى مناطق “حساسة” في اليمن.

ويواصل تحالف بقيادة السعودية منذ 26 اذار/مارس الفائت حملته الجوية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على مناطق مترامية في البلاد بينها العاصمة صنعاء.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل
مواجهات بين قوات موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقوات ثورية حوثية (AFP)
مواجهات بين قوات موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقوات ثورية حوثية (AFP)

غارات جديدة للتحالف العربي ضد الحوثيين وقوات صالح في عدة مناطق

تواصلت الغارات بالرغم من إعلان التحالف العربي انتهاء عملية "عاصفة الحزم" والانتقال إلى مرحلة ذات طابع سياسي تحت عنوان "إعادة الأمل"

شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية صباح الخميس وليل الاربعاء الخميس غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدة مناطق من اليمن، بحسب ما أفاد سكان لوكالة “فرانس برس”.

وطالت الغارات الخميس مواقع للحوثيين وقوات صالح في يريم بمحافظة اب في وسط البلاد لا سيما مقر المتمردين في مبنى كلية المجتمع ومقر اللواء 55 التابع للحرس الجمهوري.

كما استهدفت غارات أخرى فجر الخميس مواقع للقوات الموالية لصالح في شمال شرق صنعاء إضافة إلى غارات ليلية استهدفت موقع اللواء 35 مدرع الذي يحتله الحوثيون في مدينة تعز جنوب صنعاء.

واستهدفت غارات أخرى قاعدة طارق الجوية في تعز، ومواقع الحوثيين في عدن، كبرى مدن الجنوب، لا سيما في حي دار سعد ومحيط المطار وعند المدخلين الشرقي والشمالي للمدينة.

كما طالت الغارات مواقع الحوثيين بالقرب من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوب.

إلى ذلك، احتدمت المواجهات على الأرض في مدينة عدن بين المتمردين ومسلحي “المقاومة الشعبية” المناهضة لهم.

ووصف سكان المواجهات بانها عنيفة جدا خصوصا أن الطرفين استخدما المدفعية والدبابات.

ويأتي استمرار الغارات والمواجهات بالرغم من إعلان التحالف العربي ليل الثلاثاء انتهاء عملية “عاصفة الحزم” والانتقال إلى مرحلة ذات طابع سياسي تحت عنوان “إعادة الامل”.

اقرأوا المزيد: 182 كلمة
عرض أقل
وقفة تضامنية لقبائل يمنية مناصرة للحوثيون في صنعاء (AFP)
وقفة تضامنية لقبائل يمنية مناصرة للحوثيون في صنعاء (AFP)

التحالف العربي يقاتل المتمرّدين في اليمن، ولكن الصراع الحقيقي هو ضدّ إيران

القوة العسكرية التي تقودها السعودية ومصر ضدّ المتمردين الحوثيين هي جزء من استراتيجية مخطّط لها ومنسّقة مع الولايات المتحدة لتقليل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط

يُعدّ الهجوم السعودي على اليمن جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية شاملة، تهدف إلى إيقاف التمدّد الإيراني في الشرق الأوسط. وقد تم نسج الخطّة العسكرية قبل عدة أسابيع بعد أن وُلّي سلمان، ملك السعودية الجديد، في منصبه وجلب معه روحا سياسية جديدة أكثر هجومية. مبادئ هذه الخطة هي بناء محور سني يشمل معظم الدول العربيّة والتنظيمات السنّية المعتدلة والأقل اعتدالا، وإقامة قوة تدخّل عربية تعتمد على جيوش دول الخليج ومصر، بحجم نحو 40 ألف جندي، والإقناع العدواني للدول المقرّبة من إيران بتبديل الجانب والانضمام إلى المحور السعودي.

لقد تمّت مشاركة الولايات المتحدة في هذه الخطوات، وقد أبدت ترحيبها أيضًا بالعملية العسكرية التي بدأت يوم الأربعاء ليلا. تساعد قواتها بشكل كبير في العملية على المستوى الاستخباراتي والتكنولوجي، ولكنها لا تشارك فيها بشكل مباشر. استمرّت الإعدادات العسكرية أكثر من أسبوعين، واشتملت، من بين أمور أخرى، على التنسيق المباشر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تجنيد الدعم الباكستاني – التي يعتبر نظامها مقرّبا من السعودية ويتمتّع بدعم مالي كبير، إلى جانب تشغيل ملايين المواطنين الباكستانيين في البلاد – وانضمام السودان المفاجئ إلى القوة العسكرية. وقد زادت السعودية أيضًا مؤخرًا من جهودها الدبلوماسية في العراق، التي تُعتبر دولة تحت الرعاية الإيرانية، ودعت رئيس حكومتها حيدر العبادي لزيارة السعودية.‎

وقد كُلّف لتنسيق هذه النشاطات نجل الملك، محمد بن سلمان، والذي هو أيضًا وزير الدفاع السعودي الذي هو على اتصال مباشر بالإدارة الأمريكية. وتدلّ السرعة التي تمّ خلالها تشكيل التحالف العربي على قلق السعودية وحلفائها من أن يؤدي تحوّل اليمن إلى جزء من مجموعة النفوذ والسيطرة الإيرانية إلى انفجار جديد في المملكة. من شأن انفجار كهذا أن يثير الأقلية الشيعية، وأن يلهم ثورةً في البحرين التي تعيش فيها غالبية شيعية، وإعطاء إيران سيطرة استراتيجية على مضيق باب المندب وتقسيم الشرق الأوسط إلى منطقتي نفوذ: عربي وإيراني، وخصوصا بعد أن أصبحت سوريا والعراق، وبدرجة كبيرة لبنان أيضًا، دولا تحت الرعاية الإيرانية.‎

وقد أُحبِطتْ السعودية كذلك من سياسة الولايات المتحدة التي تتقدّم باتفاق نووي مع إيران، والذي إذا تمّ التوقيع عليه فسيمنح طهران مكانة استراتيجية جديدة ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم كلّه، ولأنّ واشنطن ترى في إيران شريكا للحرب ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ولذلك فهي غير متحسّسة من تعميق نفوذها في العراق، لأنّ الحوثيين في اليمن قد يُعتبرون شركاء في الحرب ضدّ القاعدة، ومن عجز الولايات المتحدة في الجبهة السورية.‎ ‎

مع ذلك، فإنّ الهجوم المشترك في اليمن ليس معفيّا من التهديدات. إذا قرّرت إيران إرسال قوات مساعدة لليمن، وإذا بادرت الأولى إلى عمليات سرية عنيفة في البحرين والسعودية، فمن المرتقب أن يجد التحالف العربي نفسه غارقا في عدة جبهات. الجبهة اليمنية نفسها معقّدة ومتفرّعة، حيث إنّ الهجمات الجوّية الكثيفة أيضًا لا تضمن طرد الحوثيين من المدن التي احتلّوها، أو جلبهم إلى طاولة المفاوضات، التي أحبطوها مرّة تلو الأخرى.‎

وكما في الجبهة السورية أو العراقية، دون تدخّل برّي مباشر، فمن المتوقع أن يقود الحوثيين – بالاشتراك مع قوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والقبائل الموالية له – حربًا طويلة ومرهقة دون انتصار. ورغم أن السعودية قد أعلمت أنها خصّصت نحو 150 ألف جندي للحرب، وأعلنت مصر أيضًا بأنّها ستكون على أهبة الاستعداد لإرسال قواتها البرّية، ولكن في اليمن، التي يوجد فيها مواطنون مزوّدون بالسلاح من جميع الأنواع ويوجد لدى القبائل جيوش خاصّة، فلن تكون هناك ميزة دائما للقوات النظامية التي ستعمل ضدّهم، كما تعلّمت مصر في حربها ضدّ التنظيمات الإرهابية في سيناء.

رغم كلّ ذلك، فإنّ الحرب ضدّ الحوثيين لا تهدف فقط إلى انتصارات عسكرية ميدانية. على المستوى السياسي، على سبيل المثال، نجحت السعودية في جعل السودان تقطع علاقاتها التقليدية مع إيران. لقد تمّ قبول الرئيس السوداني، عمر البشير المطلوب من قبل المحكمة الدولية لارتكابه جرائم ضدّ الإنسانية، بفخامة من قبل الملك سلمان، وأعلن في نهاية الزيارة عن انضمام بلاده للتحالف. وقد أمر أيضًا بطرد كلّ البعثات الإيرانية من بلاده، وفي الواقع قدّم للسعودية نقاطا أخرى مهمّة لصالحها في التوازن أمام إيران.

وقد انضمّت قطر أيضًا إلى التحالف، رغم أنّها تُعتبر حليفة لإيران. والأهم من لك، أنّ السعودية وحلفاءها قد منحوا أنفسهم رخصة للعمل بشكل حرّ في أيّة دولة عربية أخرى تقرّر الانضمام إلى الحلقة الإيرانية. ليست هذه هي المرة الأولى التي تُقاتل فيها قوات عربية ضدّ دولة عربية أخرى. فقد شاركت عام 1991 معظم الدول العربية في تحالف ضدّ صدام حسين، وهاجمت مصر في الشهر الماضي ليبيا بعد أنّ أعدم عناصر الدولة الإسلامية 19 مواطنا قبطيّا مصريّا.

وليست اليمن جبهة ثنائية تهدّد السعودية ومصر فحسب. فقد تحوّلت إلى جبهة استراتيجية رغم أنّها واحدة من البلدان الفقيرة في العالم، ليس فقط لأنها تقع على ممرّ حيويّ للبحر الأحمر. تُعتبر اليمن نموذجا آخر للاستراتيجية الإيرانية الناجحة، التي تعتمد على التنظيمات المحلّية من أجل تحقيق نفوذ وسيطرة على الدول، مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات الشيعية في العراق. ومن هنا تأتي الأهمية الاستراتيجية التي اكتسبها الحوثيون لأنفسهم، والذين عقدوا حلف مصالح مع إيران رغم أنّ الاعتقاد الذي يؤمنون به ليس هو الاعتقاد الشيعي لدى إيران. وتأملُ السعودية الآن بإيقاف هذه الاستراتيجية الإيرانية.

وفي هذه المرحلة من المعركة من الصعب أن نقرّر كيف ستجري المفاوضات على إنهائها. رغم أنّ انتصار الحوثيين شامل ومثير للإعجاب، ولكن دون القدرة على تحقيق أرباحهم، وعلى إنتاج النفط وبيعه والحصول على الاعتراف، قد يفقدون شركاءهم من أبناء أكبر القبائل، الذين يتوقّعون مكافأة مقابل مساعدتهم. يبدو أنّ الحوثيين سيعترفون في الأيام القريبة بكونهم قد ابتلعوا قطعة خشنة جدّا ليس بإمكانهم هضمها، وسيوافقون على المفاوضات التي قد تُزعج إيران، ولكن تعطي الحوثيين مكانة وحصّة مناسبة في الحكم.

ظهرت هذه المقالة في الأصل باللغة العبرية على موقع “هآرتس

اقرأوا المزيد: 854 كلمة
عرض أقل