البروفسور محمد الدجاني معروف بشكل أساسيّ في سياق دراسات الهولوكوست. إنّه أمرٌ نادر، بروفسور فلسطيني يُدَرّس دراسات الهولوكوست وتاريخ الشعب اليهودي، ويخرج علنا ضد مظاهر إنكار الهولوكوست في العالم العربي. وقد قال الدجاني نفسه أكثر من مرة إنّه يقوم بذلك من أجل إثارة الفكر لدى طلابه، وخصوصا على ضوء التقارير عن إنكار الهولوكوست، ومن أجل تعليم “الوسطية” وتسوية النزاعات بطرق غير عنيفة.
ولكن، وبسبب طريق البروفسور الدجاني فقد حظي بانتقادات شديدة أكثر من مرة، بالإضافة إلى الإدانات بل والاضطهاد والتهديد بالقتل من قبل فلسطينيين يعارضون طريقه. كانت الذروة عندما اختار السفر مع وفد من الطلاب إلى أوشفيتس وسائر معسكرات الإبادة في بولندا، والتي أباد فيها النازيون ملايين اليهود في الحرب العالمية الثانية.
في أعقاب تلك الانتقادات والتهديدات، قرّر البروفسور الدجاني الاستقالة من عمله كمحاضر وباحث في جامعة القدس.
وفي يوم الجمعة بعد الظهر، وصل الوضع إلى ذروة جديدة، عندما نصب له بعض الشبان كمينًا خارج منزله في حيّ بيت حنينا في القدس الشرقية، انتظروا اللحظة التي خرج فيها من المنزل، وألقوا باتجاهه زجاجات حارقة، والتي أصابت سيارته الواقفة في الموقف الخاص بمنزله. اشتعلت السيارة بعد إصابتها واحترقت تماما، وكافح رجال الإطفاء النيران المستعرة على مدى ساعتين.
قال الدجاني تعليقا على الحدث: “الإسلام هو ديني، الوسطية هي رؤيتي، ورغم الصعوبات فأنا أنوي الاستمرار في النشاطات التي اعتمدتها كأسلوب حياتي… كل ما فعلوه هو إشعال سيارة، ولحسن الحظ أنّ أحدا لم يُصبْ، ولكن الحدث أحزنني جدّا”. ومع ذلك، يبدو أنّ الدجاني، الذي لا يحظى بدعم من القيادة الفلسطينية، قد أُنهِك من اضطهاده، وسيترك القدس قريبا لصالح معهد دراسات في واشنطن، الولايات المتحدة.