البرلمان البريطاني

جرمي كوربن، زعيم حزب الليبور (AFP)
جرمي كوربن، زعيم حزب الليبور (AFP)

حزب العمال البريطاني مصاب بوباء “معاداة السامية”

رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون: أصبح جليا أن حزب العمال البريطاني مصاب بوباء معاداة السامية وعليه الإقرار أن هذا يعني تورطه بالعنصرية

29 أبريل 2016 | 10:16

يواصل حزب العمال البريطاني، الليبور، تحت قيادة اليساري الراديكالي، جرمي كوربن، في التورط بتصريحات معادية للسامية، وتبني مواقف عنصرية ضد إسرائيل واليهود، ما دفع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالتصريح، مساء أمس، أن حزب العمال البريطاني مصاب بوباء معاداة السامية، قائلا “عليهم الإقرار بأن معاداة السامية هي في الحقيقة عنصرية- وهذا لا يليق بحزب سياسي حديث”.

وجاءت نفس الاتهامات من برلمانيين ينتسبون إلى حزب العمال نفسه، حيث قال نواب بارزون فيه إن مشكلة العنصرية ومعاداة السامية أصبحت بارزة في الحزب، مطالبين باتخاذ خطوات في الاتجاه المعاكس.

وكان آخر تورط للحزب في معاداة السامية، تصريح عضو البرلمان عن حزب العمال، كين لفينغستون، والذي قال إن هتلر كان مؤيدا كبيرا للصهيونية، وإنه سعى إلى نقل اليهود من أوروبا إلى إسرائيل، ما أدى إلى إقالته من الحزب.

وجاء تورط لفينغستون هذا في سياق دفاعه عن عضو البرلمان، ناز شاه، والتي اتهمت أيضا بتصريحات معادية للسامية إثر منشور منسوب لها على فيسبوك، اقترحت فيه نقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة، ووصل الأمر إلى إقالتها من الحزب.

وينسب مراقبون بريطانيون تدهور الحزب في اتجاه العنصرية إلى زعيمه الجديد، جرمي كوربن، والذي يُعرف بمواقفه المعادية لإسرائيل، وكان قد صرح في السابق أنه “صديق” لحركتي حزب الله وحماس.

اقرأوا المزيد: 186 كلمة
عرض أقل
دعاية إسلامية في لندن لقيام دولة إسلامية تنص حقوقها على الشريعة الإسلامية (AFP)
دعاية إسلامية في لندن لقيام دولة إسلامية تنص حقوقها على الشريعة الإسلامية (AFP)

هكذا ستحارب بريطانيا الإخوان المسلمين

تقرير سري لم يُنشر بعد ينص على أن هذا التنظيم الإسلامي هو "تنظيم إرهابي". لن تحظر الحكومة نشاط التنظيم، ولكنها ستتابعه عن كثب

من المتوقع أن تُعلن الحكومة البريطانية عن بدء مواجهتها لحركة الإخوان المسلمين وعدد من التنظيمات الإسلامية على أراضيها والمرتبطة بالتنظيم، تلك التنظيمات المتهمة بتأجيج التطرف الديني في بريطانيا وفي أنحاء العالم، هذا ما ورد البارحة (الأحد) في صحيفة ” الإندبندنت” (Independent) البريطانية.

الأمر سيأتي بعد نهاية عملية تحرٍ أشرف عليها رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، بذاته في وقت باكر من هذا العام، وذلك بعد القلق الذي انتشر من أن التنظيم يؤجج الأيدولوجية الإسلامية ويشجع الجهاديين البريطانيين على القتال في سوريا والعراق.

رئيس الحكومة البريطاني، ديفيد كاميرون (AFP)
رئيس الحكومة البريطاني، ديفيد كاميرون (AFP)

التعابير الواردة من لندن المتعلقة بالأوصاف التي يوصف بها الإخوان المسلمين مريعة: المدير السابق للمخابرات البريطانية الـ MI‏6, والذي شارك بوضع ذلك التقرير، أشار عند تطرقه إلى تنظيم “الإخوان المسلمين” أنه يعتبر “أن التنظيم هو تنظيم إرهابي” – رغم أن التنظيم يعلن دائمًا أنه ضد العنف ودائمًا يدعو للتغيير بطرق سلمية فقط.‎

كشف مسؤول مقرب من الفريق الذي صاغ التقرير، وهو التقرير الذي تمت كتابته إنما لم يُنشر بعد، من خلال صحيفة “الإندبندنت” أن معدي التقرير اكتشفوا “شبكة أكثر تعقيدًا” مكوّنة من 60 تنظيمًا في بريطانيا، بما في ذلك جمعيات خيرية، مراكز أبحاث وقنوات تلفزيونية حتى، تابعة للتنظيم الإسلامي – وجميعها ستخضع لرقابة مشددة من الآن فصاعدًا.

ركز فريق التحقيق، الذي استعان أيضًا بجهاز المخابرات البريطاني، أيضًا في التنظيمات المرتبطة بالحركة والتي تعمل خارج حدود المملكة المتحدة. قال أحد الخبراء لفريق التحقيق إن “الإخوان” يعملون من ثلاثة مراكز كبيرة – لندن، إسطنبول والدوحة عاصمة قطر.

الشيخ يوسف القرضاوي (ABDULLAH DOMA / AFP)
الشيخ يوسف القرضاوي (ABDULLAH DOMA / AFP)

كانت الإمارة الخليجية، كما ذُكر، وهي أغنى دولة في العالم وفق مؤشر عدد السكان، طوال ثلاث سنوات المقر الرئيسي للشيخ يوسف القرضاوي – الواعظ الإسلامي المصري الذي كان منفيًا وكان يُعتبر القائد الروحي للتنظيم. القرضاوي، كما ورد في “الإندبندنت”، الذي يحظر عليه دخول الأراضي البريطانية، متهم بمعاداة السامية، داعم لعمليات التفجير الانتحارية الفلسطينية وضرب النساء والمثليين. تدعم قطر أيضًا حركة حماس التي تأسست لتكون أحد أذرع “الإخوان المسلمين”.

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الخطوات التي تنتهجها الحكومة في لندن ضد التنظيم ستتضمن أيضًا إخراجها عن القانون، إلا أنه من بين الخطوات المتوقعة ضد التنظيم سيكون هناك التحقيق مع الجمعيات الخيرية التي تُعتبر واجهات للتنظيم، فحص مصادر تمويل التنظيم وعلاقاتها بالتنظيمات الجهادية في العالم ومنع الواعظين الدينيين المتطرفين المرتبطين بالحركة، المقيمين خارجًا، من دخول الحدود البريطانية.

اقرأوا المزيد: 344 كلمة
عرض أقل
عشرات الآلاف يحتجون في بريطانيا على استمرار الاجتياح البري في غزة (AFP)
عشرات الآلاف يحتجون في بريطانيا على استمرار الاجتياح البري في غزة (AFP)

التصويت في البرلمان البريطاني: انتصار فلسطيني رمزي فقط

كاميرون يوضح أنّ بريطانيا لن تغيّر موقفها بأية حال، ويبدو أنّ الصراعات الداخلية في البرلمان نفسه هي التي ستؤثر في نهاية المطاف على التصويت وليس اعتبارات السياسة الخارجية

أيا كانت نتيجة تصويت البرلمان البريطاني بخصوص الاعتراف بدولة فلسطينية، فالجميع يتّفق بأنّه تصويت رمزي فقط. أوضح رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، أن بلاده لا تنوي تغيير سياساتها تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية، على الرغم من التصويت الذي سيتمّ الليلة في البرلمان بلندن حول هذا الموضوع. وقد أوضح مكتب كاميرون أنّ نتائج التصويت لن تؤثّر على اتخاذ القرارات.

رغم التأييد النظري لحقّ الدولة الفلسطينية في القيام، فقد كان موقف الحكومة البريطانية على مدى السنين أنّه سيتمّ الاعتراف بدولة كهذه من قبل بريطانيا فقط بنهاية ناجحة للمفاوضات بين إسرائيل والممثّلين الفلسطينيين.‎ ‎امتنعت بريطانيا قبل عامين في تصويت في الأمم المتحدة من الاعتراف بفلسطين، مما اعتبر حينذاك إنجازًا للدبلوماسية الفلسطينية.

وقد جاء في أحد التقارير في إسرائيل أنّ أعضاء حزب العمل الإسرائيلي، وهو نظير حزب العمّال البريطاني الذي بادر إلى الاقتراح، عملوا في الأيام الأخيرة على إقناع أصدقائهم البريطانيين بعدم التعامل مع التصويت. ولكن كما يبدو أنّ تلك الدعوات في إسرائيل لن تنجح، وذلك لأنّ سبب وضع الموضوع على جدول الأعمال هو الانقسام المتزايد في صفوف حزب العمّال المعارض.

وقد أعلن أعضاء حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا أنّه لن يكون هناك إلزام بالحضور من جهتهم خلال التصويت الرمزي، بحيث يُنظر إليه باعتباره نقاشًا خاصّا لحزب العمّال. حتى قيادة حزب العمّال، المنقسمة على نفسها بشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لم تفرض الحضور على أعضاء الحزب. إذا كان الأمر كذلك، فمن المتوقع ألا يحضر المناقشة أيّ من أعضاء البرلمان المعارضين للاقتراح، وسيفقد التصويت الرمزي على أية حال أية صلاحية.

إنّ دلالة التصويت، إنْ كانت له دلالة أصلا، لا تتجاوز حدود السياسة البريطانية الداخلية. بعد نحو نصف عام ستُجرى في بريطانيا انتخابات برلمانية جديدة، ويسعى العديد من أعضاء حزب العمّال للحصول على الدعم من قبل الناخبين المسلمين من خلال طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال.

اقرأوا المزيد: 274 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امام البرلمان (AFP)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امام البرلمان (AFP)

تحليل-رفض البرلمان البريطاني توجيه ضربة لسوريا يحرج كاميرون

لندن (رويترز) – أخفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بفارق 13 صوتا لا غير في كسب موافقة البرلمان على شن حملة عسكرية على سوريا ما قد يثير تساؤلات بشأن دور بريطانيا العالمي ومستقبله هو شخصيا.

ويسبب عجز كاميرون عن صياغة السياسة الخارجية لبريطانيا والانضمام إلى واشنطن وفرنسا في توجيه ضربة لسوريا توترا في “العلاقة الخاصة” مع الولايات المتحدة وهي ركيزة للدور العالمي لبريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويمثل ذلك انقلابا مذهلا على الساحة الدولية بعد عقد كانت فيه بريطانيا القوة الكبرى الوحيدة التي انضمت للولايات المتحدة في الحرب على العراق كما كانت أهم رفيق سلاح في أفغانستان.

ولقى أكثر من 600 جندي بريطاني حتفهم تحت قيادة الولايات المتحدة في الحربين عقب اعلان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مساندته الولايات المتحدة إثر هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وبعد أن خسر كاميرون اقتراعا يدعم من حيث المبدأ عملا عسكريا يستهدف ردع الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية لم يعد يسع واشنطن ان تعتمد على بريطانيا لتقديم دعم عسكري تلقائي.

وقال جورج اوزبورن وزير المالية في حكومة كاميرون وحليفه الوثيق “اعتقد اننا سوف نمعن التفكير في دورنا العالمي وما إذا كانت بريطانيا تريد الاضطلاع بدور مهم في الحفاظ على النظام العالمي. من الواضح ان المشاركة في اي عمل عسكري كان سيصبح له وقع أفضل على العلاقات الخاصة” مع الولايات المتحدة.

وشهدت قاعة البرلمان جلبة عقب الاقتراع وشوهد وزير يصيح فيمن صوتوا ضد كاميرون قائلا “عار عليكم” مضيفا انهم انقذوا الأسد.

ودوت صيحات “استقل..استقل” من المعارضة العمالية قبل أن يعلن كاميرون الذي بدا مهزوزا انه سينصاع لإرادة البرلمان قائلا “لقد فهمت”.

وازاح المؤرخون الغبار عن كتبهم القديمة بحثا عن سابقة فهذه هي المرة الأولي التي يخسر فيها رئيس وزراء اقتراعا لشن حرب منذ عام 1782 حين سلم البرلمان باستقلال امريكا برفضه ضد مواصلة الحرب لسحق التمرد هناك.

وقال زعيم حزب العمال اد ميليباند الذي قاد تمرد البرلمان على رئيس الوزراء انه لا يعارض القوة من حيث المبدأ لكنه لم يقتنع بطرح كاميرون. وهو أول زعيم معارض يرفض خطط الحكومة لنشر قوات في الخارج منذ أزمة قناة السويس في عام 1956.

وفي ذلك الحين حاولت فرنسا وبريطانيا التدخل في مصر بدون موافقة الولايات المتحدة واعتبر اخفاقهما دليلا عل انه لم يعد بوسع بريطانيا -التي فقدت معظم امبراطوريتها العالمية بعد الحرب العالمية – تشكيل الاحداث العالمية في غياب حليف من القوى العظمى.

وعبر بادي اشداون المبعوث الدولي السابق في البوسنة وعضو مجلس اللوردات حاليا عما يبديه كثيرون من أسى لانحسار نفوذ بريطانيا على الساحة العالمية.

وقال “على مدار 50 عاما حاولت خلالها خدمة بلادي لم اشعر بمثل هذا الحزن/الخزي. رد بريطانيا على الفظائع في سوريا ؟ لا شأن لنا. تضاءلنا كثيرا كدولة.”

غير أن آخرين يرون انه قد آن الآوان كي تتخلى عن احلام القوى الكبرى وتقبل بدورها المحدود على الساحة العالمية.

وكتب سايمون جنكينز في صحيفة جارديان “في بعض الأحيان ينبغي ان يتحلى المرء بالشجاعة ليخلص إلى ان التدخل في منازعات خارجية ضرره أكبر من نفعه.”

وابدى كاميرون أمله في ان يدرك الرئيس الامريكي باراك اوباما انه ليس عليه الاعتذار.

وقال “الحكومة والبرلمان يهتمان بالشؤون العالمية إلى حد بعيد. نحن رابع أكبر جيش في العالم ولدينا أفضل مؤسسة دبلوماسية في العالم ولدينا نقاط قوة هائلة كدولة وسنبقى كذلك.”

وعلى الصعيد الداخلي كانت هذه أقسى هزيمة يمنى بها كاميرون في السنوات الثلاث التي امضاها في السلطة وهي تبرز فشله في تهدئة حالة الاستياء داخل حزب المحافظين الذي يشكو اعضاؤه من انه لا ينصت إليهم.

وكان قد بدأ مؤخرا يتعافى من تمرد حزبه فيما يخص زيجات المثليين وعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ونجح في تقليص تقدم حزب العمال في استطلاعات الرأي ومع ظهور بوادر تعافي اقتصادي بدا متفائلا ازاء امكانية إعادة انتخابه في 2015.

وتوجة الانتقادات لكاميرون وابرزها انه ليس سياسيا مقنعا وفشله في تهيئة الاجواء لسياساته.

ولم تنصفه استطلاعات الراي واظهر استطلاع مؤسسة يوجوف يوم الخميس الماضي معارضة الراي العام البريطاني للضربة العسكرية بنسبة 51 بالمئة مقابل موافقة 22 بالمئة فقط.

وقطع كاميرون اجازته ليدعو البرلمان لما اعتقد انها ستكون ضربة عسكرية مشتركة سريعة وحاول اقناع اعضاء حزبه في البرلمان قبل التصويت.

بدأت ابعاد خطته تتكشف يوم الاربعاء حين قال ميليباند ان يريد تنازلات اكثر قبل أن يساند عملا عسكريا.

ووافق كاميرون على التريث لحين صدور تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن مزاعم هجوم باسلحة كيماوية في سوريا قبل توجيه اي ضربة وعلى اجراء البرلمان اقتراعين وليس اقتراعا واحدا.

ولكن ميليباند الذي يسعى لترسيخ زعامته لحزب العمال اعلن انه لن يدعم كاميرون تاركا رئيس الوزراء معتمدا على حزبه وشريكه الاصغر في الحكم حزب الديمقراطيين الاحرار فحسب.

وانضم تسعة من أعضاء حزب الديمقراطيين الاحرار إلى ثلاثين من اعضاء حزب المحافظين في التمرد على كاميرون ليخسر نتيجة اعتراض 285 عضوا مقابل موافقة 272.

اقرأوا المزيد: 712 كلمة
عرض أقل