الباجي قائد السبسي

أعمار زعماء العالم (AFP/Flash90)
أعمار زعماء العالم (AFP/Flash90)

تعرفوا إلى أعمار زعماء العالم

من المتوقع أن يكون زعيم النمسا القريب أصغر رئيس دولة في العالم. ما هو معدل عمر زعماء الدول العربيّة؟

سباستيان كورتس المتوقع أن يصبح رئيس النمسا هو سياسي لامع في السياسة النمساوية والأوروبية. سيصبح رئيس الحكومة الأصغر سنا في تاريخ الاتحاد الأوروبي والأصغر في العالم في يومنا هذا، إذ أنه ابن 31 عاما فقط.

ولكن مَن هم السياسيون ورؤوساء الدول الأصغر سنا في العالم مقارنة برؤوساء العالم القدامى. أمامكم قائمة بأعمار بعض زعماء العالم البارزين: بدءا من صغار السن حتى كبار السن

سباستيان كورتس، النمسا، 31 عاما

سباستيان كورتس، النمسا، 31 عاما (AFP)
سباستيان كورتس، النمسا، 31 عاما (AFP)

كيم جونغ أون – كوريا الشمالية- ‏33 عاما

رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون (AFP)
رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون (AFP)

الشيخ تميم بن حمد الثاني – قطر- ‏37 عاما

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر (AFP)
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر (AFP)

إيمانويل ماكرون – فرنسا – 39 عاما

إيمانويل ماكرون - فرنسا - 39 عاما (AFP)
إيمانويل ماكرون – فرنسا – 39 عاما (AFP)

جاستن ترودو – كندا – 45 عاما

جاستن ترودو - كندا - 45 عاما (AFP)
جاستن ترودو – كندا – 45 عاما (AFP)

بشار الأسد – سوريا – 52 عاما

الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة مع موقع ياهو للأخبار (لقطة شاشة)
الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة مع موقع ياهو للأخبار (لقطة شاشة)

الملك محمّد السادس بن الحسن – المغرب- ‏54 عاما

ملك المغرب محمد السادس (AFP)
ملك المغرب محمد السادس (AFP)

الملك عبد الله الثاني – الأردن- ‏55 عاما

الملك عبد الله الثاني (AFP)
الملك عبد الله الثاني (AFP)

تيريزا ماي – بريطانيا – 61 عاما

تيريزا ماي - بريطانيا - 61 عاما (AFP)
تيريزا ماي – بريطانيا – 61 عاما (AFP)

عبد الفتاح السيسي – مصر – 62 عاما

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)

فلاديمير بوتين – روسيا – 65 عاما

الرئيس الأمريكي، فلادمير بوتين (AFP)
الرئيس الأمريكي، فلادمير بوتين (AFP)

بنيامين نتنياهو- إسرائيل- ‏67 عاما

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Nati Shohat)
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Nati Shohat)

الملك حمد بن عيسى آل خليفة – البحرين – 67 عاما

الملك حمد بن عيسى آل خليفة - البحرين - 67 عاما (AFP)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة – البحرين – 67 عاما (AFP)

حسن روحاني- إيران- ‏69 عاما

الرئيس الإيراني، حسن روحاني (AFP)
الرئيس الإيراني، حسن روحاني (AFP)

الرئيس خليفة بن زايد آل نهيان- الإمارات العربية المتحدة – ‏69 عاما

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (KARIM JAAFAR / AFP)
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (KARIM JAAFAR / AFP)

دونالد ترامب – الولايات المتحدة – 71 عاما

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (AFP / SAUL LOEB)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (AFP / SAUL LOEB)

رودريغو دوتيرتي – الفيلبين – 72 عاما

رودريغو دوتيرتي - الفيلبين - 72 عاما (AFP)
رودريغو دوتيرتي – الفيلبين – 72 عاما (AFP)

السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد – عُمان – 77 عاما

السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد - عُمان - 77 عاما (AFP)
السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد – عُمان – 77 عاما (AFP)

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الجزائر- ‏80 عاما

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الجزائر- ‏80 عاما (AFP)
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الجزائر- ‏80 عاما (AFP)

الرئيس محمود عباس- السلطة الفلسطينية- ‏82 عاما

الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)

الملك سلمان بن عبد العزيز – المملكة العربية السعودية – 82 عاما

الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)
الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود (AFP)

الرئيس ميشال عون- لبنان- ‏82 عاما

الرئيس ميشال عون- لبنان- ‏82 عاما
الرئيس ميشال عون- لبنان- ‏82 عاما

الأمير صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح – الكويت – 88 عاما

الأمير صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح - الكويت - 88 عاما (AFP)
الأمير صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح – الكويت – 88 عاما (AFP)

الرئيس محمد الباجي قائد السبسي – تونس – ‏91 عاما

 الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
اقرأوا المزيد: 233 كلمة
عرض أقل
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (يمين) مستقبلا نظيره الفلسطيني محمود عباس في قصر قرطاج في تونس الثلاثاء 12 ايار/مايو 2015 (اف ب فتحي بلعيد)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (يمين) مستقبلا نظيره الفلسطيني محمود عباس في قصر قرطاج في تونس الثلاثاء 12 ايار/مايو 2015 (اف ب فتحي بلعيد)

عباس يعلن مبادرة فرنسية من اجل القضية الفلسطينية

عباس: "هناك افكار لدى الفرنسيين بأنه لا بد أن يتقدموا بقرار الى مجلس الأمن باسمنا للقضية الفلسطينية نحن نرحب بهذه الجهود ولكن هناك لجنة عربية من خمس دول هي المكلفة متابعة هذا الأمر مع فرنسا ومع غيرها من الدول"

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء في تونس ان الفرنسيين يريدون ان يقدموا باسم الفلسطينيين مشروع قرار الى مجلس الأمن الدولي من دون ان يحدد مضمون المبادرة الفرنسية.

وقال عباس في تصريح مقتضب للصحافيين في القصر الرئاسي في قرطاج اثر لقائه نظيره التونسي الباجي قائد السبسي، “هناك افكار لدى الفرنسيين بأنه لا بد أن يتقدموا بقرار الى مجلس الأمن باسمنا للقضية الفلسطينية”.

واضاف “طبعا، نحن نرحب بهذه الجهود ولكن هناك لجنة عربية من خمس دول هي المكلفة متابعة هذا الأمر مع فرنسا ومع غيرها من الدول”.

الى ذلك، أكد عباس “التصميم على توحيد ارضنا وشعبنا وكذلك (الاستمرار في) جهود المصالحة المتعثرة التي تعيقها حركة حماس، والتي تشمل الذهاب الى انتخابات رئاسية وبرلمانية”.

ووقعت حركة فتح بزعامة عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اتفاق مصالحة في ربيع 2014 يشمل عودة السلطة الفلسطينية الى غزة، لكن تطبيقه لا يزال متعثرا.

اقرأوا المزيد: 136 كلمة
عرض أقل
مصر ما زالت تنتظر الثورة (KHALED DESOUKI / AFP)
مصر ما زالت تنتظر الثورة (KHALED DESOUKI / AFP)

مصر ما زالت تنتظر الثورة

أدت تلك الخطوات التي قام بها السيسي بالكثيرين للتفكير إن كانت مصر قد عادت إلى نقطة البداية، ليلة ثورة كانون الثاني 2011، وهل بقي نظام مبارك رغم نهاية فترة ولايته؟

أحرق الشاب التونسي محمد البوعزيزي، قبل أربع سنوات، في 17 كانون الأول عام 2010، نفسه احتجاجًا على ظلم النظام – الحدث الذي أدى إلى اندلاع مظاهرات في العالم العربي وإسقاط الأنظمة في تونس، مصر، ليبيا واليمن.

بدا للكثيرين أن الموجة التي أُطلِق عليها تسمية “الربيع العربي”، ستعم العالم العربي وستؤدي لقيام أنظمة ديموقراطية في أماكن أُخرى. مُذاك الحين فُجع الربيع العربي أكثر من مرة.

رأى كثيرون أن انهيار الدولة في ليبيا، سوريا واليمن، دليل واضح على فشل الربيع العربي. وربما، تدل التطورات التي حدثت في تونس ومصر على أن الصورة أكثر تعقيدًا وعلى أن بعض الإنجازات قد تتكشف على المدى الطويل أنها ذات أهمية تاريخية.

توجه المواطنون التونسيون في نهاية شهر كانون الأول إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا بنسبة مُلفتة – أكثر من 60% – رئيسًا جديدًا. فوز باجي قائد السيسي، السياسي المُخضرم، البالغ من العمر 88 عامًا، والذي شغل العديد من المناصب الرسمية في النظام السابق، ترافق مع الخشية أنه هو وحزبه، “نداء تونس”، الذي فاز في الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول على الحزب الإسلامي البارز، حزب النهضة – ليس إلا تمويهًا لعودة النظام القديم الذي تم إسقاطه وفشل الجهود لبناء نظام ديموقراطي.

إلا أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهها تونس منذ عام 2011، يمكن الإشارة إلى أنها الدولة الوحيدة من الدول الثورية التي حققت إنجازات هامة.

كانت أبرز الإنجازات تعزيز المجتمع المدني في تونس، الذي كان مُتطورًا نسبيًا مقارنة بدول عربية أُخرى

كانت أبرز الإنجازات تعزيز المجتمع المدني، الذي كان مُتطورًا نسبيًا مقارنة بدول عربية أُخرى. وجاء ذلك نتيجة أن الجيش التونسي ليس عنصرًا مركزيًا في السياسة كما في مصر، وبفضل الحوار بين الجهات الدينية والعلمانية، التي عرفت كيف تتنازل وتتعاون فيما بينها. أقر البرلمان التونسي قبل عام، بغالبية مُطلقة، دستورًا جديدًا يُمثل توافقًا اجتماعيًا وسياسيًا، رغم الخلافات الأيديولوجية.

منذ 2011، شهدت تونس العديد من العمليات الانتخابية التي كانت حرة، عادلة ونزيهة، برأيي كثيرين. حتى أن النظام السياسي استطاع حتى الآن أن يحتوي التوتر بين الإسلام والديموقراطية، رغم وقوع بعض الاغتيالات السياسية. تقبُّل حزب النهضة الهزيمة، وخسارته الانتخابات البرلمانية، يؤكد على التزام الحزب لقواعد اللعبة الديموقراطية.

الوضع مُختلف في مصر. إن عزل محمد مُرسي في حزيران 2013، بعد فترة من الاضطرابات، وتسلم عبد الفتاح السيسي زمام السلطة، ربما أعاد الاستقرار قليلاً للدولة، ولكن في حين أن مُرسي وصل إلى الحكم من خلال الانتخابات الديموقراطية، فعزله لم يتم من خلال صناديق الانتخابات بل بتدخل من الجيش الذي تحرك بدعم من الجماهير.

انتخاب السيسي تم بطريقة ديموقراطية إلا أنه دخل السباق الرئاسي أمام مُرشح واحد وحظي بالدعم بنسبة ما كان ليخجل منها حُسني مُبارك وهي 96%

انتخاب السيسي تم بطريقة ديموقراطية إلا أنه دخل السباق الرئاسي أمام مُرشح واحد وحظي بالدعم بنسبة ما كان ليخجل منها حُسني مُبارك وهي 96%. بخلاف خطوات الاستيعاب التي تم اتخاذها في تونس، قام النظام المصري الجديد بخطوات عقابية ضد الإخوان المُسلمين، بما في ذلك عقوبات السجن والإعدام. تم الإعلان أن حزبهم، “حزب الحرية والعدالة”، هو تنظيم إرهابي. تم أيضًا التعامل بقبضة حديدية مع الحركات العلمانية، مثل “6 أبريل” و “كفاية”، اللتين قادتا الثورة الأولى، وحتى أنه تم اعتبار الحركتين غير قانونيتين.

على غرار الجيران التونسيين كذلك فعل المواطنون المصريون حين صوتوا بالموافقة على الدستور الجديد، وإن جاءت نسبة التصويت أقل. لم ياتِ هذا الدستور نتيجة حوار بين القوى السياسية المُختلفة، وعزز دور الجيش كجهة مُستقلة في السياسة المصرية. عادت الحكومة الجديدة لتراقب المساجد والوسائل الإعلامية لمنع توجيه انتقادات ضد نظام الحكم. تم إغلاق العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية المعارضة المعروفة. عاد الإعلام المصري، بشكل كبير، “حكوميًا” للغاية، كما كان في عهد مُبارك.

لم يتم اتخاذ الخطوات المتعلقة بتضييق الحيز السياسي، في فترة ما قبل الثورة، عبثًا: بل نتجت غالبًا من الحاجة إلى إعادة الأمن بعد العمليات الإرهابية التي طالت سيناء وبقية البلاد، ووقف عملية الإضرار بالسياحة وتراجع الوضع الاقتصادي نتيجة تراجع الاستثمارات الخارجية.

أتاح عدم الاستقرار الفرصة أمام السيسي للقيام بعملية تقليص للدعم الحكومي في مجال الطاقة والغذاء، والتقليصات، والتي أدت سابقًا لحالة غليان فقد مرت هذه المرة بسلام.

أدت تلك الخطوات التي قام بها السيسي بالكثيرين للتفكير إن كانت مصر قد عادت إلى نقطة البداية، ليلة ثورة كانون الثاني 2011، وهل بقي نظام مبارك رغم نهاية فترة ولايته. من الصعب إعطاء إجابة دامغة في هذا المنظور التاريخي القصير جدًا، ولكن تُعلمنا المقارنة مع تونس أنه بينما يُلائم مُصطلح “ربيع” لتونس نجد أن مصر ما زالت في الخريف.

يمكنها الوصول نظريًا إلى الربيع – السيسي ذاته قال قبل أن يتم انتخابه رئيسًا إن الطريق إلى الديموقراطية قد تحتاج بين 20 حتى 25 سنة. إنما الطريق إلى هناك يجب أن تكون طريق حوار، تصالح وتسوية مع الأعداء، كما أثبتت التجربة التونسية. لم تحدث في مصر بعد ثورة من هذه الناحية.

البروفيسور إيلي فوده مُحاضر بموضوع دراسات الإسلام والشرق الأوسط في الجامعة العبرية: د. زيسنوين باحث في مركز ديان في جامعة تل أبيب

نشر هذا المقال لأول مرة على صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 748 كلمة
عرض أقل
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)

المخضرم قائد السبسي رئيسا لتونس بعد 4 سنوات على الثورة

هنأ الرئيسان الاميركي باراك أوباما والمصري عبد الفتاح السيسي، والاتحاد الاوروبي الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية

فاز السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي (88 عاما) مؤسس ورئيس حزب “نداء تونس” المعارض للاسلاميين، بانتخابات الرئاسة التونسية في دورتها الثانية التي جرت الاحد وأعلنت نتائجها الرسمية “الاولية” الاثنين، ليصبح بذلك أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس.

وقال شفيق صرصار رئيس “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” التي نظمت الاقتراع، في مؤتمر صحفي، ان قائد السبسي حصل على 55،68 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين فيما حصل منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي على 44،32 بالمئة.

وأوضح أن مليونا و731 ألفا و529 ناخبا صوتوا لقائد السبسي فيما صوت للمرزوقي مليون و378 ألفا و513 ناخبا من إجمالي 3 ملايين و189 ألفا و672 تونسيا شاركوا في التصويت.

وأفاد ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 60،11 بالمئة من إجمالي نحو 5،3 ملايين تونسي مسجلين على القوائم الرسمية للاقتراع.

وأعلن عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي ان الأخير هنأ خصمه قائد السبسي إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية.

خارجيا، هنأ الرئيسان الاميركي باراك أوباما والمصري عبد الفتاح السيسي، والاتحاد الاوروبي الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية.

وقال أوباما ان واشنطن “تتطلع الى العمل بشكل وثيق” مع الرئيس التونسي الجديد.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني في بيان ان “الاتحاد الاوروبي مصمم على العمل مع السلطات التونسية الجديدة وكل مكونات المجتمع للمساهمة في تعزيز المكتسبات الديموقراطية التي نص عليها الدستور الجديد (كانون الثاني/يناير 2014) وكذلك لمرافقة تطبيق الاصلاحات الضرورية للانتقال الاقتصادي والاجتماعي لصالح كل أبناء تونس”.

ومنذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وحتى ثورة 2011، حكم تونس رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) وزين العابدين بن علي (2011/1987) الذي هرب الى السعودية يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011.

ويؤكد المعراضون ان بورقيبة وبن علي دأبا على تزوير نتائج الانتخابات التي جرت في عهديْهما للاستمرار في الحكم.

وهذه أول مرة تجرى انتخابات رئاسة بطريقة ديموقراطية وحرة في تونس.

وفي 2012، أسس الباجي قائد السبسي حزب “نداء تونس” (يمين الوسط) بهدف “خلق التوازن” (وفق تعبيره) مع حركة النهضة الاسلامية التي فازت بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011 وحكمت تونس حتى مطلع 2014.

ويضم هذا الحزب يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب “التجمع” الحاكم في عهد الرئيس المخلوع بن علي.

وفاز الحزب بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 تشرين الاول/اكتوبر الماضي وحصل على 86 من إجمالي 217 مقعدا في البرلمان فيما حلت حركة النهضة الثانية (69 مقعدا).

ولا يملك الحزب بمفرده “الاغلبية المطلقة” (109 مقاعد) التي تؤهله لتشكيل الحكومة وحده لذلك يتعين عليه الدخول في تحالفات مع احزاب أخرى ممثلة في البرلمان.

وأثار فوز قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية غضب سكان مدينة الحامة (جنوب) التي ينحدر منها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان ان محتجين احرقوا الاثنين مركزيْ الشرطة والحرس الوطني (الدرك) وحاولوا اقتحام “منطقة” (مديرية) الامن الوطني في الحامة.

وقالت الوزارة انها “تستنكر هذه الاعتداءات المجانية” ملوحة بأنها “ستتعامل مع كُلّ المظاهر المخلّة بالأمن العام بما يخوله لها القانون”.

واستخدمت الشرطة الاثنين قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا مهاجمة مركز للأمن في الحامة (جنوب) التي تشهد احتجاجات منذ أمس.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي ان “بعض عناصر الامن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة” من المحتجين.

وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وجه الأحد “رسالة” الى سكان هذه المنطقة دعاهم فيها الى الهدوء والى “الترفّق بالبلاد والمحافظة على المؤسسات وعلى نهج التوافق”.

وقال “أنا أخاطب عقلاء الحامة بالرحم الذي بيننا، أنْ نتّقي الله في هذه البلاد” داعيا إياهم الى “القبول بالنتائج وتهنئة الفائز” عند إعلان النتائج بشكل رسمي.

ومنح دستور تونس الجديد الذي تم إقراره مطلع 2014 صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.

اقرأوا المزيد: 540 كلمة
عرض أقل
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)

حزب قائد السبسي يعلن فوزه بانتخابات تونس الرئاسية وفريق المرزوقي يعترض

مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي: "قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الاصوات وليس بعشرات أو مئات الالاف من الاصوات. إعلان الفوز فيه خرق للقانون الانتخابي وللسلم الاهلي"

أعلن حزب “نداء تونس” العلماني فوز مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي الأحد بالدورة الثانية لانتخابات الرئاسة التونسية التي تنافس فيها مع الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي اعترض فريقه على إعلان فوز السبسي.

وقال  محسن مرزوق القيادي في “نداء تونس” ومدير الحملة الانتخابية للسبسي في تصريحات للصحافيين “بعد غلق مكاتب الاقتراع، المؤشرات التي لدينا تفيد بفوز الاستاذ الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية”.

من ناحيته قال عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي في مؤتمر صحافي “لا أساس لما صرح به مسؤول حملة قائد السبسي من أن هناك فوزا واضحا” للأخير.

وأضاف “قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الاصوات وليس بعشرات أو مئات الالاف من الاصوات”.

وقال في تصريح أدلى به لتلفزيون “الحوار التونسي” الخاص “إعلان (نداء تونس) الفوز فيه خرق للقانون الانتخابي وللسلم الاهلي، نحن متمسكون بالنتائج التي ستعلن عنها +الهيئة العليا المستقلة للانتخابات+”.

وقال السبسي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي “في انتظار النتائج النهائية التي لم تعلن بعد (..) لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر الى كل من ساندنا”.

وأقام أنصار حزب نداء تونس احتفالات أمام مقر الحملة الانتخابية للحزب قرب العاصمة تونس.

من جهته، رفض المرزوقي التعليق على هذا الامر لكنه تحدث في الوقت نفسه عن مؤشرات الى فوزه.

وقال لانصاره الذين تجمعوا امام المقر العام لحملته “ارفض التعليق (…) رغم كل المعطيات والمعلومات التي تفيد اننا فائزون”.

واضاف “ساحترم القانون وساحترم الهيئات المستقلة التي يحق لها وحدها اعلان النتائج”، في اشارة الى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

واعلنت الهيئة انها ستبذل ما في وسعها لاعلان النتائج الاثنين علما بان نسبة المشاركة في الدورة الثانية بلغت 59 في المئة في مختلف انحاء تونس.

وكان نداء تونس الذي أسسه قائد السبسي في 2012 لمواجهة اسلاميي حركة النهضة التي حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014، فاز بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم 26 تشرين الاول/كانون الاول الماضي فيما حلت حركة النهضة ثانيا.

وتأهل قائد السبسي والمرزوقي الى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على 39,46 بالمئة و33,43 بالمئة من إجمالي اصوات الناخبين خلال الدورة الاولى التي جرت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وتميزت الحملة الانتخابية للدورة الثانية بحدة في خطاب المرشحين وبالاتهامات المتبادلة ما أجج التوتر وأثار استياء كثير من التونسيين.

فقد وصف السبسي المرزوقي بانه “متطرف” و”خطير” وانه ما كان له بلوغ الدورة الثانية لو لم يصوت له “الاسلاميون” و”السلفيون الجهاديون”. كما قال انه “خرب البلاد” خلال فترة حكم “الترويكا”.

في المقابل اعتبر المرزوقي ان قائد السبسي الذي كان رئيسا للبرلمان بين 1990 و1991 في عهد بن علي، وشغل حتى 2003 عضوية اللجنة المركزية لحزب “التجمع” الحاكم في عهد الرئيس المخلوع، “يمثّل النظام القديم” وانه “خطر على الديمقراطية وعلى الثورة”.

وجرت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد ايام من توجيه جهاديين في تنظيم “داعش” تهديدات الى تونس ودعوتهم التونسيين الى مقاطعة الانتخابات.

وتبنى هؤلاء الجهاديون في شريط فيديو نشروه على الانترنت مساء الاربعاء الماضي اغتيال المُعارضيْن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013 وهددوا بتنفيذ اغتيالات أخرى.

وكانت هذه المرة الاولى التي يتم فيها تبني عمليتي الاغتيال اللتين أدخلتا تونس في أزمة سياسية حادة.

وانتهت الازمة مطلع 2014 باستقالة حكومة “الترويكا” التي كانت تقودها حركة النهضة الاسلامية لتحل مكانها حكومة مهدي جمعة .

ونشرت تونس عشرات الالاف من قوات الجيش والشرطة لتأمين الانتخابات.

وبعد الاطاحة بنظام بن علي، خططت جماعات جهادية لتحويل تونس الى “أول إمارة إسلامية في شمال افريقيا” بحسب وزارة الداخلية التونسية.

ومنذ مطلع 2011 قُتِل أكثر من 60 من عناصر الامن والجيش في هجمات نسبتها السلطات الى مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة.

وقبل ساعات من فتح مكاتب الاقتراع، قتل الجيش في منطقة حفّوز من ولاية القيروان (وسط) مسلحا وأوقف ثلاثة آخرين قالت وزارة الدفاع انهم حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة داخلها “مواد انتخابية”.

وقال المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع لفرانس برس ان “يقظة العناصر العسكرية وسرعة رد فعلهم مكنتهم من إحباط العملية التي أسفرت عن مقتل مسلح كانت بحوزته بندقية صيد، والقبض على ثلاثة مشتبه بهم أحدهم مصاب في يده”.

وأضاف ان عسكريا “أصيب بجروح خفيفة في كتفه” خلال صد الهجوم. وتابع ان وزارة الداخلية فتحت تحقيقا في الحادثة لافتا إلى أن “الارهابيين لا يستعملون عادة بنادق الصيد” في هجماتهم.

وهذه أول مرة تجرى انتخابات رئاسة بطريقة ديموقراطية وحرة في تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) ثم زين العابدين بن علي (2011/1987).

ودأب بورقيبة وبن علي على تزوير نتائج الانتخابات التي جرت في عهديْهما للاستمرار في الحكم.

ومنح دستور تونس الجديد الذي تم إقراره مطلع العام الحالي صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان مقابل صلاحيات محدودة للرئيس.

اقرأوا المزيد: 685 كلمة
عرض أقل
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)

انتخابات رئاسية “تاريخية” في تونس واتجاه نحو دورة ثانية بين السبسي والمرزوقي

مدير حملة السبسي: "الباجي قائد السبسي هو بحسب التقديرات الاولية متصدر السباق بفارق كبير وهو ليس بعيدا كثيرا عن ال50%" المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الاولى"

تتجه تونس الى دورة ثانية في انتخاباتها الرئاسية التاريخية التي جرت الاحد والتي سيتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي ورئيس حزب “نداء تونس” الباجي قائد السبسي الذي اعلن معسكره انه يتقدم على منافسه الرئيسي في شكل كبير.

وقال محسن مرزوق مدير حملة السبسي للصحافيين مساء الاحد ان “الباجي قائد السبسي هو بحسب التقديرات الاولية متصدر السباق بفارق كبير” عن اقرب منافسيه الذي لم يسمه، مؤكدا ان السبسي “ليس بعيدا كثيرا عن ال50%” المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الاولى، ولكن “من المرجح اجراء دورة ثانية”.

من جهتها، اعلنت حملة المرزوقي ان الفارق بين مرشحها وزعيم حزب “نداء تونس” ضئيل جدا وسيتافسان بالتالي في دورة ثانية.

وقال مدير الحملة عدنان منصر للصحافيين “في اسوأ الاحوال ستكون النتيجة تعادلا (بين المرزوقي والسبسي) وفي افضلها سنتقدم بنسبة تراوح بين 2 و4% من الاصوات”، مضيفا “سنذهب الى دورة ثانية بفرص كبيرة”.

ومساء الاحد، دعا المرزوقي “كل القوى الديموقراطية” الى التوحد حوله في الدورة الثانية بهدف التغلب على منافسه.

واعلن المرشح اليساري حمة همامي الذي قالت استطلاعات الرأي انه حل في المركز الثالث ان حزبه “الجبهة الشعبية” سيجتمع “في اسرع وقت” لبحث تحديد تعليمات انتخابية جديدة للدورة الثانية.

وامام هيئة الانتخابات حتى 26 تشرين الثاني/نوفمبر لاعلان النتائج واجراء دورة ثانية محتملة في نهاية كانون الاول/ديسمبر في حال لم يحصل اي من المرشحين المتنافسين على الغالبية المطلقة.

واعلنت الهيئة ان نسبة المشاركة بلغت 64,6 في المئة. واكد رئيسها شفيق صرصار انها نسبة “مشرفة”.

ولم يخف منصر خشيته من عمليات “تزوير” داعيا مراقبي الانتخابات الى اليقظة وقال “على مراقبينا الا يغادروا صناديق الاقتراع الا بعد نهاية عملية الفرز لاننا نتوقع (…) بداية عملية تزوير فعلية”.

وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وبن علي (2011-1987).

وقال مهدي جمعة رئيس الحكومة غير الحزبية التي تقود تونس منذ مطلع 2014 وحتى اجراء الانتخابات العامة “هذا يوم تاريخي، إنها أول انتخابات رئاسية في تونس بمعايير ديموقراطية متقدمة”.

وصرح للصحافيين إثر خروجه من مكتب اقتراع بالعاصمة تونس “الانتخابات الرئاسية هي مرحلة من مراحل استكمال المنظومة الديموقراطية المبنية على الاختيار الحر”.

ودعي الى الانتخابات الرئاسية نحو 5،3 ملايين ناخب بينهم 389 ألفا يقيمون بالخارج ويتوزعون على 43 دولة.

وجرت عمليات التصويت داخل تونس في 11 ألف مكتب اقتراع، وتواصلت من الساعة الثامنة (7,00 تغ) حتى الساعة 18,00 (17,00 تغ).

ويعتبر الباجي قائد السبسي (87 عاما) المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية.

والسبسي سياسي مخضرم شغل حقائب وزارية مهمة كالداخلية والخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. كما تولى رئاسة البرلمان بين 1990 و1991 في عهد بن علي.

وقال السبسي بعد وضع بطاقة التصويت في الصندوق بأحد مكاتب الاقتراع في العاصمة تونس “تحيا تونس” وهو شعار حملته الانتخابية.

ويأمل هذا السياسي في ان يسهل فوزه مهمة حزبه في تشكيل حكومة ائتلاف.وحصل نداء تونس على 86 مقعدا من إجمالي 217 من مقاعد البرلمان الجديد، لكن الحزب لا يملك الغالبية (109 مقاعد) التي تمكنه من الحكم بمفرده.

ولم يقدم حزب “حركة النهضة” الاسلامي الذي حكم تونس من نهاية 2011 الى بداية 2014 وحلّ ثانيا في الانتخابات التشريعية بحصوله على 69 مقعدا في البرلمان، مرشحا للانتخابات الرئاسية.

وأعلن الحزب انه لن يدعم اي مرشح وأنه يترك لأتباعه حرية انتخاب رئيس “يشكل ضمانة للديموقراطية”.

ويقول خصوم حركة النهضة إنها تدعم بشكل “غير معلن” المرشح المستقل محمد المنصف المرزوقي، وهو أمر تنفيه الحركة.

وستنهي الانتخابات الرئاسية مرحلة انتقالية استمرت نحو اربعة اعوام في تونس.

وكان “المجلس الوطني التأسيسي” المكلف صياغة الدستور الجديد لتونس، والمنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011، انتخب محمد المنصف المرزوقي رئيسا “مؤقتا” للبلاد.

وسيحكم الرئيس الجديد تونس لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وفق الدستور التونسي الجديد الذي صادق عليه المجلس التأسيسي مطلع 2014.

ولا يمنح الدستور سوى صلاحيات محدودة لرئيس الدولة لكن الاقتراع العام يمنحه وزنا سياسيا كبيرا. كما يتمتع الرئيس بحق حل البرلمان اذا لم تحصل الحكومة التي تعرض عليه لمرتين متتاليتين على الثقة.

وفي 2013 اندلعت في تونس ازمة سياسية حادة إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية وقتل عشرات من عناصر الامن والجيش في هجمات نسبتها السلطات الى اسلاميين متطرفين.

واضطرت الحكومة التي كانت تقودها حركة النهضة الى الاستقالة مطلع 2014 وترك مكانها لحكومة غير حزبية لاخراج البلاد من الازمة السياسية.

وتعتبر تونس استثناء في دول “الربيع العربي” التي سقط اغلبها في العنف والفوضى.

اقرأوا المزيد: 660 كلمة
عرض أقل
القاضية كلثوم كنو، المراة الوحيدة المترشحة الى الانتخابات (AFP/FETHI BELAID)
القاضية كلثوم كنو، المراة الوحيدة المترشحة الى الانتخابات (AFP/FETHI BELAID)

تونس تشهد اليوم اول انتخابات رئاسية حرة في تاريخها

يتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي والقاضية كلثوم كنو، المراة الوحيدة المترشحة الى الانتخابات

دعي الناخبون في تونس الى الاقتراع اليوم الاحد لانتخاب رئيس لهم للمرة الاولى منذ ثورة 2011 وانجاز عملية انتقال سياسي استمرت حوالى اربع سنوات وافضت الى اقامة مؤسسات منتخبة دائمة.

ويرجح فوز الباجي قائد السبسي (87 عاما) زعيم حزب نداء تونس الذي فاز في الانتخابات التشريعية في 26 تشرين الاول/اكتوبر في الاقتراع الذي نشرت السلطات عشرات الآلاف من الشرطيين والعسكريين لضمان امنه تحسبا لهجمات قد يشنها جهاديون.

ودعي نحو 5,3 ملايين ناخب الى التصويت اعتبارا من الساعة الثامنة الى الساعة 18,00 (7,00 الى 17,00 تغ) بعد الانتخابات التشريعية التي اشادت الاسرة الدولية بطابعها الديموقراطي، في ما يعتبر استثناء في المنطقة حيث تغرق بلدان شهدت احتجاجات في الفوضى والعنف.

وستجرى دورة ثانية في نهاية كانون الاول/ديسمبر اذا لم يحصل اي من المرشحين على الاغلبية المطلقة بينما لدى الهيئة الانتخابية حتى 26 تشرين الثاني/نوفمبر لاعلان النتائج.

وسيتولى الفائز رئاسة تونس لولاية مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ووزراء من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واليساري البارز حمة همامي ورجل الاعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو، المراة الوحيدة المترشحة الى الانتخابات.

تنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ووزراء من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واليساري البارز حمة همامي ورجل الاعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو (AFP)
تنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ووزراء من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واليساري البارز حمة همامي ورجل الاعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو (AFP)

وقد تخلى خمسة منهم عن السباق خلال الحملة لكن اسماءهم ما زالت مدرجة على بطاقات الاقتراع.

ولم يقدم حزب النهضة الذي حكم من نهاية 2011 الى بداية 2014 وحل ثانيا في الانتخابات التشريعية بحصوله على 86 مقعدا من اصل 217 في البرلمان اي مرشح مؤكدا انه يترك حرية الخيار لاتباعه لانتخاب رئيس “يشكل ضمانة للديموقراطية”.

وللمرة الاولى، سيكون باستطاعة التونسيين التصويت بحرية لاختيار رئيس الدولة. فمنذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وحتى الثورة، عرفت تونس رئيسين فقط هما الحبيب بورقيبة “ابو الاستقلال” الذي خلعه رئيس وزرائه زين العابدين بن علي في تشرين الثاني/نوفمبر 1987.

وبن علي حكم البلاد حتى 14 كانون الثاني/يناير 2011 تاريخ هروبه الى السعودية في اعقاب ثورة عارمة طالبت برحيله.

وبينت استطلاعات للرأي أجريت في وقت سابق ان الباجي قائد السبسي هو الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، على الرغم من تقدمه في السن. وقد ركز حملته الانتخابية على “إعادة هيبة الدولة” في خطاب لقي صدى لدى تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011.

ولا يمنح الدستور سوى صلاحيات محدودة لرئيس الدولة لكن الاقتراع العام يمنحه وزنا سياسيا كبيرا. كما يتمتع الرئيس بحق حل البرلمان اذا لم تحصل الحكومة التي تعرض عليه لمرتين متتاليتين على الثقة.ويقول انصار قائد السبسي انه الوحيد الذي تمكن من الوقوف بوجه الاسلاميين لكن خصومه يتهمونه بالسعي الى اعادة انتاج النظام السابق سيما وأن حزبه يضم منتمين سابقين لحزب “التجمع” الحاكم في عهد بن علي.

من جهته، لم يتوقف المرزوقي خلال حملته عن طرح نفسه كسد منيع ضد عودة “السابقين”، مناشدا التونسيين منحه اصواتهم لمواجهة “التهديدات” المحدقة، حسب رأيه، بالحريات التي حصلوا عليها بعد الثورة.

ويأمل قائد السبسي في ان يسهل فوزه مهمة حزبه في تشكيل حكومة ائتلاف اذ ان فوز نداء تونس في الاقتراع لا يكفيه ليحكم بمفرده.

وبينما هزت تونس عمليات اغتيال معارضين في 2013 وهجمات لجماعات جهادية على قوات الامن خصوصا على الحدود الجزائرية، عبرت السلطات عن تفاؤلها في حسن سير الاقتراع.

فقد اكد رئيس الوزراء مهدي جمعة المستقل الذي يشغل هذا المنصب منذ بداية السنة لاخراج تونس من ازمة سياسية عميقة وتنظيم المهل الانتخابية، انه “واثق” من حسن سير الاقتراع، مؤكدا انه سيكون “اكثر ثقة غدا بعد انتهاء عمليات” التصويت.

من جهته، صرح وزير الدفاع غازي الجريبي لوكالة فرانس برس “اتخذنا كل الاحتياطات لتسير الامور بشكل صحيح وبشكل طبيعي كما جرى في الانتخابات التشريعية”.

اقرأوا المزيد: 538 كلمة
عرض أقل
الانتخابات في تونس (AFP)
الانتخابات في تونس (AFP)

تونس: عودة رموز النظام السابق

الاحساس الغلب للانتباه لدى التونسيين هو ان عودة رموز النظام السابق لا تعني عودة النظام السابق بسياساته وشخوصه، فـ"التاريخ يمضي ولا يعود"

يعرف المشهد السياسي التونسي حالة حراك استثنائية، وذلك بمناسبة الإعداد لتنظيم أول استحقاق انتخابي بعد ثورة يناير 2011. وينظر إلى هذا الاستحقاق الانتخابي في الداخل والخارج على أنه سيحدد مستقبل البلاد خلال السنوات القادمة؛ خاصة وأنه يترافق مع حالة ترقب وقلق مجتمعية عامة بسبب الأزمة الاقتصادية وغياب الاستقرار. ولعل أبرز ما يميز هذا الحراك التونسي، الذي يشغل المراقبين والمحلّلين الدوليين، هو العودة القوية لرموز ووزراء نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، و هذه العودة أدّت الى بروز تساؤلات حول نجاح التحول الديمقراطي في تونس.

أحدث مشهد عودة منذر الزنايدي، أحد أبرز وزراء النظام السابق، من باريس بعد ثلاثة سنوات من الإقامة بفرنسا، استفزاز وصدمة لدى قطاع واسع من التونسيين حيث أقيم له استقبال “شعبي” في بهو مطار تونس في قرطاج. وقد سبق الإعداد لهذه العودة عبر تهيئة واسعة للرأي العام، كما حضيت باهتمام إعلامي كبير، خاصة بعد أن أعلن الزنايدي عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. و الزنايدي هو خامس شخصية “كبيرة” من فترة حكم بن علي تعلن عن ترشحها. هذا الأمر عمّق “التخوفات” من إمكانية حكم تونس مستقبلا من قبل أحد “رجالات” بن علي، وبالتالي عودة المنظومة القديمة.

على المستوى الشعبي، أثار ترشح وزراء “الصف الأول” في آخر حكومة قبل الثورة، أي الذين شاركوا في كل حكومات بن علي طيلة 23 سنة، العديد من ردود الأفعال بين رافض لعودتهم للحياة السياسية، باعتبارهم جزء من نظام قامت عليه ثورة شعبية، وطرف أخر مؤيد لهذه العودة بل يرى أنها أصبحت ضرورية لإنقاذ البلاد من حالة التردي التي انتهت إليها بعد ثلاثة سنوات ونصف من ثورة 2011. وفي ذلك احتجاج على عجز حكومات ما بعد الثورة عن تأمين حاجيات الناس، وعن إدارة شؤون البلاد والحكم، نظرا لافتقارها للتجربة والكفاءة الضرورية لمثل هذه المهمة، وهو ما برز بالخصوص أثناء فترة حكم الترويكا بزعامة حزب حركة النهضة الإسلامية.

المرشح الباجي قائد السبسي يصوت  (AFP)
المرشح الباجي قائد السبسي يصوت (AFP)

أما على المستوى السياسي، فان عودة رموز نظام ما قبل الثورة كانت في الواقع سابقة لمرحلة الاعداد للانتخابات. فبعد عامين وسبعة أشهر من سقوط النظام، عاد قيادات حزب التجمع الدستوري الحاكم سابقاً إلى الساحة السياسية. فقدّم الوزير الأول السابق لبن علي حامد القروي طلباً رسمياً للحصول على ترخيص لحزب جديد باسم “الحركة الدستورية،” ويشارك الآن في الانتخابات البرلمانية والرئاسية. كما تنشط أحزاب “دستورية” أخرى يتزعمها رموز ووزراء اشتغلوا مع النظام السابق بل كانوا من أعمدته، على غرار حزب “نداء تونس” بزعامة الباجي قائد السبسي، الذي يعدّ المرشح القوي للرئاسة. إضافة إلى حزب “المبادرة الدستورية” برئاسة وزير الخارجية في عهد بن علي كمال مرجان، الذي له 5 مقاعد في المجلس الوطني التأسيسي.

كما تجدر الإشارة إلى أن هذه العودة تفسر بتمطيط مسار الانتقال الديمقراطي خلال الفترة الانتقالية، وعجز حكومات ما بعد الثورة عن تأمين احتياجات الناس، ويضاف إليها تفجر مظاهر العنف السياسي الذي تطور إلى إرهاب مسلح مارسته جماعات متشددة في “غفلة” أو “تواطؤ” من “حكم الترويكا” بزعامة “النهضة” الإسلامية. أدى هذا الأمر الى التعجيل بإسقاط حكم الاسلاميين بطريقة سلمية عبر رحيل حكومة الترويكا التي جاءت بها “الحالة الثورية”. ومن أبرز سيمات هذا الواقع الجديد بروز دعوات علنية لعودة رموز النظام القديم.

لكن الاحساس الغالب واللافت للانتباه لدى الجميع، بما فيهم رموز ووزراء النظام السابق، هو أن عودتهم لتصدر المشهد السياسي لا تعني “المصالحة” التي تبقى رهينة “الاعتذار” ثم “المحاسبة” ضمن عدالة انتقالية بعيدة عن التشفي. كما أنها لا تعني عودة النظام السابق بسياساته وشخوصه، فـ”التاريخ يمضي ولا يعود،” كما صرح منذر الزنايدي أحد رموز عهد بن علي، وهو من بين العائدين للمشهد.

هنا، يتوجب على رموز النظام القديم، أن يدركوا جيدا بأن عالم ما بعد “الربيع العربي” تغير والى حد كبير عن شكله القديم، حيث وجدت أشكال جديدة وفاعلة وخارج حيز المؤسسات التقليدية. ولا يمكن الاتكاء على الأساليب القديمة وحدها لإنجاز الشرعية السياسية، أو قياس حجم الرضا الشعبي العام.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع منتدى فكرة

اقرأوا المزيد: 585 كلمة
عرض أقل
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)

حزب نداء تونس يقول انه لن يحكم البلاد وحده إثر فوزه بالانتخابات التشريعية

الباجي قائد السبسي: "الناس الذين لديهم افكار غير افكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم اعداء ليسوا اعداءنا بل منافسينا، ولا اتصور انه بامكاننا تحسين الوضع في اقل من سنتين على الاقل"

اعلن حزب نداء تونس العلماني أنه لن يحكم تونس بمفرده بعد فوزه على حركة النهضة الاسلامية التي حلت ثانية في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي أجريت الاحد وقال مراقبو الاتحاد الاوروبي انها اتسمت ب”الشفافة” و”المصداقية”.

وقال الباجي قائد السبسي رئيس ومؤسس حزب نداء تونس في مقابلة بثها تلفزيون “الحوار” التونسي الخاص الليلة الماضية “أنا لا أتحالف مع أحد وإنما أتعامل حسب الواقع”.

واضاف “اخذنا قرارا قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الاغلبية المطلقة (…) يجب ان نحكم مع غيرنا (…) مع الاقرب الينا من العائلة الديموقراطية، لكن حسب النتائج”.

وسيكون على الحزب الحاصل على اكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف ليحصل على الاغلبية (109 مقاعد من 217).

وأقرت حركة النهضة بناء على تقديراتها الخاصة للنتائج، بحلولها ثانية في الانتخابات خلف نداء تونس الذي اعلن “انتصاره”.

وقال المتحدث باسم الحزب زياد العذاري لوكالة فرانس برس ان الفارق بين الحزبين يبلغ نحو 12 مقعدا.

وقال السبسي ان عبارة  “الربيع العربي” هي “اختراع اوروبي”، مضيفا  “ليس هناك ربيع عربي بل بداية ربيع تونسي قد يصبح يوما ما ربيعا عربيا اذا نجح في تونس”

وبحسب تقديرات حزب النهضة فانه حصل على سبعين مقعدا مقابل 80 لنداء تونس. ولم تعلن “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” حتى الان سوى نتائج جزئية لعمليات الاقتراع. ولم يعلن بالتالي حتى الان عن توزيع المقاعد، لكن النظام الانتخابي النسبي بالقوائم يساعد على تمثيل الاحزاب الصغيرة.

وقالت البلجيكية آنمي نايتس أويتبروك رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي الاثنين في مؤتمر صحفي بتونس ان “الشعب التونسي عزز التزامه الديموقراطي بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافة مكنت التونسيين من مختلف التوجهات السياسية من التصويت بحرية لمجلس تشريعي وفقا لأول دستور ديموقراطي” في البلاد.

وأضافت أويتبروك وهي عضو بالبرلمان الأوروبي “جرت الحملة الانتخابية على نطاق واسع في هدوء وتمكنت القوائم (الانتخابية المترشحة) من تقديم برامجها بحرية، وقد احترمت عموما معايير الحملة الانتخابية التي ثبت أنها معقدة جدا”.

آنمي نايتس أويتبروك رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي (AFP)
آنمي نايتس أويتبروك رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي (AFP)

وقال الباجي قائد السبسي في مقابلته مع تلفزيون الحوار التونسي “الناس الذين لديهم افكار غير افكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم اعداء (…) ليسوا اعداءنا بل منافسينا” وذلك في اشارة الى حركة النهضة.

وخلال الحملة الانتخابية لم يستبعد الباجي قائد السبسي التحالف مع حركة النهضة بعد الانتخابات.

وشددت حركة النهضة خلال حملتها الانتخابية على ضرورة “التوافق” بين الاحزاب السياسية في تونس بعد الانتخابات.

أما حزب نداء تونس فقد ركز حملته الانتخابية على ابراز ما اعتبره حصيلة “سلبية” لفترة حكم حركة النهضة التي اتهمها بالتراخي في التعامل مع جماعات سلفية جهادية اتهمتها السلطات باغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في 2013.

والاثنين اعلن حزب نداء تونس فوزه في الانتخابات التشريعية التي سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائمين في تونس منذ أن اطاحت الثورة في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب الى السعودية.

ويمنح الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه في 26 كانون الثاني/يناير 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.

وأضاف السبسي إن “تونس في حاجة ملحة للخروج من الوضع (الصعب) التي هي فيه (…) لا اتصور انه بامكاننا تحسين الوضع في اقل من سنتين على الاقل (…) لأن الحالة وصلت الى درجة نهائية” من التردي.

ووعد بـ”ارجاع الدولة” و”الاستقرار” الى تونس التي قال انها تمر بوضع “متدن في كل الميادين” متوقعا ان يساعد الغرب بلاده لكن شرط “وقف التيار الارهابي” .

وقال “نحن لم نعد بشي. الشيء الوحيد الذي وعدت به هو ارجاع الدولة التونسية لاني اعتقد ان كثيرا من مشاكلنا الان والوضع المتدني الذي تمر به بلادنا في كل الميادين (…) الامنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ناجم عن نقص الدولة، الدولة التونسية لم يبق لها حضور”.

وقال ان عبارة  “الربيع العربي” هي “اختراع اوروبي”، مضيفا  “ليس هناك ربيع عربي بل بداية ربيع تونسي قد يصبح يوما ما ربيعا عربيا اذا نجح في تونس”.

واضاف “لا ينقصنا الا السند الاقتصادي، التعليم معمم عندنا، المراة محررة، الطبقة المتوسطة موجودة لا ينقصنا الا السند الاقتصادي”.

والاثنين هنأ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، الباجي قائد السبسي بفوز نداء تونس في الانتخابات.

وتحت عنوان “الروح الرياضية السياسية” قالت يومية “لابريس” التونسية الناطقة بالفرنسية متحدثة عن حركة النهضة إن “الاعتراف بالهزيمة وتهنئة المنافس لا يمكن أن يكون إلا أمرا مريحا ومطمئنا في بلد نجح في انتقاله الديموقراطي”.

راشد الغنوشي: “تونس اليوم رايتها عالية في العالم لأنها البلد الوحيد، الشجرة الوحيدة القائمة في غابة مكسرة في العالم العربي”

وأقام أنصار حركة النهضة تجمعا الليلة الماضية أمام مقر حزبهم احتفالا بـ”العرس الديموقراطي” حضره راشد الغنوشي وعلي العريض الامين العام للحزب الاسلامي. وقال الغنوشي للصحافيين “نهنئ تونس بهذا العرس الديموقراطي الذي بوّأها مرة أخرى موقع الصدارة والقيادة في العالم العربي وجعلها منارة في العالم العربي. نحن نهنئ انفسنا بهذا العرس”.

وخاطب انصار حزبه قائلا “تونس اليوم رايتها عالية في العالم لأنها البلد الوحيد، الشجرة الوحيدة القائمة في غابة مكسرة في العالم العربي”.

وقال علي العريض “نحن ما زلنا اهم ضمانة للحرية والديموقراطية (في تونس) نحن حزب عريق”، بينما هتف أنصار الحزب الذين رفعوا اعلام تونس ورايات حركة النهضة “الشعب مسلم ولا يستسلم” و”أوفياء، أوفياء، لا تجمع لا نداء”.

و”التجمع” هو الحزب الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

ويعتبر الاسلاميون نداء تونس الذي يضم منتمين سابقين لحزب التجمع ويساريين ونقابيين  امتدادا للحزب الحاكم في عهد بن علي.

اقرأوا المزيد: 790 كلمة
عرض أقل
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)
الباجي قائد السبسي (AFP PHOTO / FETHI BELAID)

هل السبسي هو ماضي تونس أم مستقبلها؟

التخبطات السياسية في مهد الربيع العربي ما زالت تفاجئنا، ونجاح الباجي قائد السبسي يشير إلى تراجع كبير بقوة حركة النهضة

تُعتبر الانتخابات البرلمانية في تونس، التي أُجريت البارحة والانتخابات الرئاسية التي من المزمع أن تبدأ بعد شهر، أهم نقطة تحول في الدولة التي هي مهد الربيع العربي. يبدو أن الثورة التونسية، بعد التقدم الكبير الذي حققه حزب النهضة في الانتخابات السابقة؛ عام 2011 والذي أشار في حينه إلى صعود موجة إسلامية بعد الربيع العربي، تشهد الآن انعطافة حادة أُخرى في طريقها المتعرجة.

كانت نسبة المشاركة الكبيرة بالانتخابات التي وصلت إلى 55% من المعطيات الاستثنائية التي لفتت الانتباه. لا شك أن تحول حزب “نداء تونس” إلى أكبر حزب في البرلمان، متجاوزًا بذلك حزب النهضة، يشير دون شك إلى وجود إحباط متنامِ من طريقة حزب النهضة بإدارة البلاد في السنوات الماضية. تتركز الاتهامات الرئيسية التي توُجه لحزب النهضة في كون أعضاء الحزب عديمي التجربة، وبالضرر الذي تسببت به إدارتهم للاقتصاد التونسي.

حركة نداء تونس هي مجموعة، غريبة بعض الشيء، من الأشخاص. يضم هذا الحزب بين أعضائه سياسيين لديهم أجندات مختلفة ومتناقضة، والقاسم المشترك بينهم هو فقط علمانيتهم

حركة نداء تونس هي مجموعة، غريبة بعض الشيء، من الأشخاص. يضم هذا الحزب بين أعضائه سياسيين لديهم أجندات مختلفة ومتناقضة، والقاسم المشترك بينهم هو فقط علمانيتهم. يمكن أن نجد بينهم من كانوا يومًا الأتباع المخلصين للديكتاتور السابق زين العابدين بن علي، ويمكن أن نرى أشخاصًا ممكن يحملون أجندات اشتراكية ليبرالية – الذين وقفوا معًا ضد أسلمة تونس وحالفهم الفوز هذا الأسبوع. يبدو، على الرغم من ذلك، أنه ليس لديهم الأغلبية وأن عليهم أن يتعاونوا في إطار حكومة ائتلاف.

ربما أن الانتقادات القائلة بعدم وجود خبرة لدى قادة حزب النهضة هو ما يُفسر ذلك الدعم الكبير بقيادة الباجي قائد السبسي، الذي ما يميزه هي خبرته. لا يكفي أن الحديث هو عن قائد عمره 87 عامًا، بل لديه خبرة كرئيس سابق للحكومة الانتقالية عام 2011 وكوزير في حكومة الحبيب بورقيبة. يبدو أن الشعب التونسي يتذكر بشكل إيجابي فترة ولايته كرئيس مؤقت للحكومة خلال عام 2011 لحين وصول حزب النهضة للحكم.

الباجي قائد السبسي يصوت (FADEL SENNA / AFP)
الباجي قائد السبسي يصوت (FADEL SENNA / AFP)

تمتد خبرة الباجي قائد السبسي على طول سنوات عديدة خلال القرن الماضي. بدأ السبسي حياته المهنية كطالب محاماة في باريس في بداية خمسينيات القرن العشرين. ووجد نفسه، عندما عاد إلى تونس، يعمل في أوساط الحزب الحر الدستوري الجديد، وبعد نيل تونس استقلالها عام 1956 أصبح أحد مستشاري الرئيس بورقيبة.

المناصب التي شغلها السبسي لدى النظام التونسي كثيرة ومتنوعة: حتى سنوات الـ 70 شغل منصب مسؤول الحكم المحلي، رئيس إدارة الأمن الوطني، وزير الداخلية، وزير الأمن وسفير تونس في فرنسا.

لم يكن طموحه بتحقيق الديمقراطية في تونس أمرًا خافيًا على أحد. فقد دعا بشكل علني، في عام 1971، بإحداث إصلاحات ديمقراطية في تونس وبعد ذلك استقال من منصبه كسفير في فرنسا عندما لم تتم الاستجابة لنداءاته

إلا أنه على الرغم من ذلك لم يكن طموحه بتحقيق الديمقراطية في تونس أمرًا خافيًا على أحد. فقد دعا بشكل علني، في عام 1971، بإحداث إصلاحات ديمقراطية في تونس وبعد ذلك استقال من منصبه كسفير في فرنسا عندما لم تتم الاستجابة لنداءاته. عاد عام 1981 إلى الحكومة وتم تعيينه وزيرًا للخارجية، ومن ثم سفيرًا في ألمانيا.

الآن، وبعد النتيجة الجيدة في الانتخابات البرلمانية، يبدو الباجي قائد السبسي في نقطة انطلاق جيدة فيما يخص الانتخابات الرئاسية التي ستُقام في نهاية تشرين الثاني. وهذا على الرغم من أن الدستور التونسي الجديد لم يترك الكثير من الصلاحيات لرئيس الدولة والتأثير الكبير سيكون من نصيب رئيس الحكومة.

واجه السبسي خلال الشهر الأخير خلافات مع جهات في حزبه والتي اتهمها بمحاولة إفشال ترشحه للرئاسة ومن المثير أن نرى كيف سيكون تأثير نتائج الانتخابات البرلمانية على الانتخابات الرئاسية. أيًّا كان، يبدو أن هناك في تونس معسكر كبير يُفضل استقرار الحكم السابق على التخبطات الكبيرة التي تحدث خلال السنوات الأربع الأخيرة.

اقرأوا المزيد: 562 كلمة
عرض أقل