الانقسام الطائفي في إسرائيل

الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين (GPO)
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين (GPO)

رئيس دولة إسرائيل يُقدّم “مجتمعًا إسرائيليًّا جديدًا”

بعد عام في منصبه كرئيس لدولة إسرائيل، يتفرّغ رؤوفين ريفلين من أجل الكشف عن رؤيته للمجتمع الإسرائيلي الجديد الذي يئنّ في الوقت الراهن تحت وطأة الانفصال والاستقطاب الاجتماعي

خطب رئيس دولة إسرائيل، هذا المساء، أمام ضيوف مؤتمر هرتسليا. مؤتمر هرتسليا حول ميزان القوة والأمن القومي هو مؤتمر مهم يجري كل عام منذ العام 2000 ويناقش خلاله مسؤولون حكوميون، سياسيون واقتصاديون كبار وضع إسرائيل وقوتها الأمنية والاقتصادية.

ومن بين أصحاب المناصب العليا في البلاد، يأتي كلّ من رئيس الدولة، رئيس الحكومة ورئيس الأركان لإلقاء الخطابات كل عام في المؤتمر. وبالإضافة إليهم، يُدعى إلى المؤتمر أيضًا أصحاب رؤوس الأموال، الإعلاميون والمثقّفون الإسرائيليون بالإضافة إلى ممثّلين من دول أجنبية، ويدعى كذلك إلى المؤتمر السفراء، الدبلوماسيون ومسؤولو الحكومة، وبشكل خاص من الولايات المتحدة وأوروبا.

ومع مرور عام على تولّيه لمنصب رئيس دولة إسرائيل، تحدث رؤوفين ريفلين عن الفجوات الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية الكثيرة التي تُمزّق المجتمع الإسرائيلي وذلك من أجل اختبار إسرائيل الجديدة التي لا تزال قطاعات عديدة بها محرومة أو تشعر بأنها خارج الإجماع.

“في إسرائيل هناك كلمة واحدة تحوّلت منذ زمن إلى سلاح وهي: “الديموغرافيا”. ورغم أن أصحاب الأذن الموسيقية يفهمون أنه بشكل عام فإن الحديث عن طريقة “مهذّبة ظاهريا” لوصف مثل هؤلاء السكان أو غيرهم كـ”تهديد” أو كـ”خطر”، كغير مرغوب بهم، كغير شرعيين. تُوجّه الإصبع أحيانا باتجاه العرب، وأحيانا باتجاه المتديّنين أو الحاريديم”. وقال الرئيس أيضًا إنّ هذا النوع من التفكير يباعد قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي الذي يتفكّك ببطء.

“في التسعينيات، كان المجتمع الإسرائيلي مجتمعا مكوّنا من غالبية واضحة وصلبة، وإلى جانبها أقليّات. غالبية رسمية صهيونية كبيرة، وإلى جانبها ثلاث أقليّات: أقلية دينية قومية، أقلية عربية وأقلية حاريدية. هذه الصورة، ربّما تكون قد تجمّدت في ذهن غالبية الشعب الإسرائيلي. والإعلام. والمنظومة السياسية. ولكن الواقع في هذه الأثناء تغيّر جذريّا”، كما قال الرئيس وأضاف: “تتألف الصفوف الأولى اليوم من نحو 38% من العلمانيين (“الرسميين”)، نحو 15% من المتديّنين القوميين، ونحو ربع من العرب وما يقارب الربع من الحاريديم. ترتيب لم تعد فيه غالبية ولا أقليات واضحة. ترتيب يتألف المجتمع الإسرائيلي فيه من أربعة قطاعات، وإذا أردنا: أربع “قبائل” رئيسية: العلمانيون، المتديّنون القوميّون، الحاريديم والعرب. “سواء أردنا أم لم نرد، فإنّ “بناية الملكية” للمجتمع الإسرائيلي ودولة إسرائيل تتغيّر أمام أعيننا”، كما قال الرئيس.

وقال ريفلين إنّه في الانتخابات الأخيرة كان بالإمكان فعليا أن نرى التقسيم الواضح هذا والترتيب الجديد المتمثّل بإسرائيل الجديدة. “كل طفل يأتي إلى العالم في دولة إسرائيل يتم إرساله إلى واحد من أربعة أنظمة منفصلة… إلى نظام مصمّم لتعليمه ولتشكيل رؤيته، إلى روح ثقافية، هوياتية دينية بل وقومية مختلفة. طفل من بيت إيل، طفل من رهط، طفلة من هرتسليا وطفلة من بيتار عيليت، ليس فقط أنهم لا يلتقون؛ وإنما هم أيضًا يتعلّمون رؤية مختلفة تماما بخصوص القيم الأساسية والطابع المنشود لدولة إسرائيل”.

وسعى ريفلين إلى إبراز الفجوات الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية التي تُفرّق المجتمع الإسرائيلي وقال إنه “إذا لم نقلّص الفجوات الحالية في معدل المشاركة في سوق العمل ومستويات الأجور في المجتمع العربي والحاريدي، واللذين سيكونان نصف قوة العمل؛ فلن تستطيع إسرائيل الاستمرار في أن تكون اقتصادا متقدّما. ستزداد حدّة وباء الفقر الصعب والمؤلم الذي ضرب دولة إسرائيل، وستتوسع. سياسيًا، فالسياسية الإسرائيلية، مبنية – بدرجة كبيرة – كلعبة محصّلتها صفر بين القبائل. إحدى القبائل، العربية، سواء كانت مذنبة أم لا، ليست شريكا في اللعبة حقا. الثلاث المتبقية، على ما يبدو، مشغولة بصراع البقاء، حول الميزانيات والموارد – على التعليم، السكن، البنى التحتية – كل فئة لصالح وسطها. في الترتيب الإسرائيلي الجديد، حيث يشهد كل وسط على نفسه كأقلية، فإنّ هذه الديناميكية ستكون مدمّرة بشكل أكبر”.

بعد أن عدّد ريفلين الفجوات أوضح بأنّ على الزعماء أن يفكّروا بحلول لتجميع المجتمع الإسرائيلي الجديد. إذا كان الجيش حتى الآن يمثّل رابطة الوصل فإنّ نصف السكان اليوم (العرب والحاريديم) لا يخدمون في الجيش أبدا ومن المهم التفكير بآلية ترابط أخرى.

اقترح ريفلين التفكير بآليات شراكة مدنية “ترتيب إسرائيلي جديد”، يتطلّب منّا الانتقال من الرؤية التقليدية نحو الغالبية والأقلية، إلى الرؤية الجديدة للشراكة، بين الأوساط المختلفة في المجتمع الإسرائيلي”.

وقد عدّد ريفلين أيضًا ما هي في نظره المحرّكات التي يجب أن تُعزّز الترتيب الإسرائيلي الجديد. قال ريفلين إنّ على إسرائيل الجديدة أن تُعزّز أربعة مبادئ: الشعور بالأمن لكل وسط ووسط، المسؤولية المشتركة، الإنصاف والمساواة وخلق إسرائيلية مشتركة. “الفسيفساء الإسرائيلية الناشئة ليست شكلا؛ وإنما فرصة هائلة. فهي تحمل في داخلها ثراء ثقافيا، إلهامًا، إنسانية وحساسية. يُحظر علينا أن يدفعنا الترتيب الإسرائيلي الجديد إلى التفرقة والانفصال”.

نص الخطاب الكامل

اقرأوا المزيد: 652 كلمة
عرض أقل
زواج عربي في إسرائيل (Flash90Hamad almkt)
زواج عربي في إسرائيل (Flash90Hamad almkt)

هل تتيح إسرائيل الزواج بين مسلمين ويهود؟

على خلفية الضجة الإعلامية والاجتماعية التي أحدثها زواج محمد (مسلم) ومورال (يهودية) من يافا أمس، يُطرح السؤال عن مكانة الزواج بين الطوائف في إسرائيل

23 أغسطس 2014 | 09:32

في الأسبوع الأخير شغل زواج شاب عربي من يافا من فتاة يهودية التي اختارها قلبه، والتي هو على علاقة حب وحياة مشتركة منذ خمس سنوات، الإعلام الإسرائيلي ونسيج المجتمع الإسرائيلي كله.

إن منظمة “لهفاه” (شعلة)، وهي منظمة أخذت على عاتقها منع العلاقات الرومانسية بين اليهود وغيرهم، هي التي أشعلت نيران الاحتجاج الاجتماعي التي اندلعت بعد الدعوة التي نُشرت في الشبكات الاجتماعية إلى زواج العروسين.

اتخذ النقد الاجتماعي العارم الذي ألقي على منظمي المظاهرة المعارضة لزواج العروسين مساحة كبيرة في الإعلام. منظمة “لهفاه” تعد اليوم منظمة مؤقتة في الجمهور الإسرائيلي. وهي منظمة صغيرة جدًا حملت على كاهلها عبء مواجهة ظاهرة غير منتشرة في إسرائيل، علاقات رومانسية بين اليهود وغير اليهود.

يُطرح السؤال ما هي مكانة الزواج بين الأديان أو الطوائف في إسرائيل بعد ذلك الحدث الفرديّ؟

من المهم التوقف قليلا عند معنى مراسم الزواج حسب اليهودية والإسلام من أجل أن نفهم بُعد الدلالة للحدث الفردي لمحمود ومورال من يافا في الفترة ما بعد الحرب على غزة.

مظاهرة لهفاه الأمس (Flash90)
مظاهرة لهفاه الأمس (Flash90)

حسب اليهودية فإن الزواج بين اليهود وغيرهم ممنوع منعًا باتًا، ويعد سببًا رئيسيًّا في الانخراط. مع ذلك، في حال تزوجت امرأة يهودية من رجل غير يهودي، فإن ذريتها تعتبر حسب اليهودية من اليهود.

حسب الإسلام يمكن للرجل أن يتزوج امرأة غير مسلمة سواء أكانت تعد من كلا الديانتين الموحدتين: اليهودية أو النصرانية. يقرر فقهاء الدين أن هذا الزواج غير محبذ حين يعيش الزوجان في دولة غير مسلمة. في حال تزوج رجل مسلم من غير مسلمة، تعد ذريتهما مسلمة حسب الإسلام.

يصبح الموضوع أكثر تعقيدًا في إسرائيل تحديدًا حين تصبح مكانة الزواج دينية. يُسجَّل الزوجان متزوجَيْن فقط إذا ما أتما زواجهما حسب الشريعة الإسلامية أو دور العبادة اليهودية.

حالة محمود ومورال هي حالة فردية لا تدل على ظاهرة. نعم، تتم اللقاءات الرومانسية في إسرائيل بين عرب ويهود لكن نادرًا ما ينتهي ذلك بإقامة عائلة مشتركة. والندرة أمر نسبي، نسبي للواقع القائل إن هناك شعبين كبيرين يعيشان لفترة طويلة في نطاق بلاد مكتظة. فقط عشرات من اليهود يعلنون كل سنة إسلامهم أو تنصّرهم، ويبدو أن ذلك من أجل الزواج الذي يتجاوز القوميات، وكذلك مسلمون يتحولون ليهود أو مسيحيين. تضيق الورقة عن وصف الأسباب، ولكن هنالك الخلاف العربي اليهودي وهنالك الواقع الذي يتحدث دائمًا عن جماعات محافظة وتقليدية أشد المحافظة، ونشأت لديهم أيضًا مخاوف متبادلة ترتكز على العنصر، الدين والقومية.

الزوجان مورال ومحمد مع الوزيرة ياعيل غارمن
الزوجان مورال ومحمد مع الوزيرة ياعيل غارمن

لكن تحديدًا في السنوات الأخيرة، يمكن لإسرائيل أن تفتخر، أو أن تخجل من ظاهرة آخذة في الازدياد. إنها متعلقة بفئة يفوق عددها ثلث مليون مواطن يعرفون كـ “لا دين لهم”. قدم أناس كثيرون إلى إسرائيل في إطار “قانون العودة” (وهو قانون يعطي الحق لكل يهودي في العالم، أبدى رغبته في الاستقرار في إسرائيل، في أن يكون مواطنًا إسرائيليًّا) لكنهم غير يهود حسب الأحكام اليهودية. لا تتيح دولة إسرائيل لهذه المجموعة الكبيرة الزواج في إسرائيل. بالمقابل، عملية التهويد (تحول غير اليهود إلى يهود) ليست خيارًا لأغلبهم، إذ أن الإجراءات طويلة، تدار بتشديد كبير من دور العبادة اليهودية في إسرائيل التي تعسّر على الكثيرين اتخاذ اليهودية دينًا لهم. هذه المشكلة، لسبب ما، أقل عناءً، لأنها لا تعتمد على الخلاف القومي، ولا تمتطي الأمواج العكرة لحملة “الجرف الصامد” والحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، والتي جرّت عدد غير قليل من موجات العنصرية بين المجموعتين المدنيتين في إسرائيل.

طبعًا، لا يتيح القانون الإسرائيلي نفسه الزواج في إسرائيل بين الأديان المختلفة، ولهذا لو لم تُسلم مورال، لم يكن الاثنان ليتزوجا في إسرائيل التي يخضع الزواج فيها للأحكام الدينية التي تمنع الزواج بين اليهود والعرب.

معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25  (Flash90/Serge Attal)
معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25 (Flash90/Serge Attal)

لكن، هذين الزوجين يمكنهما التزوج خارج البلاد والتسجيل في إسرائيل كمتزوجين، أو أن يعيشا معلنين زواجهما بين الجمهور، أو من المفضل التذكر أن منع الزواج بين اليهود والعرب هو، للأسف الشديد، القانون السائد. منع الزواج بين الأديان المختلفة يخدم المفهوم الذي بحسبه يجب “حماية” النساء اليهوديات من “التهديد العربي”.

نعم، إن منظمة “لهفاه” معروفة ويدور الحديث عنها أكثر من أي وقت مضى، لكن المنظمة المتطرفة، من غير أن تنتبه، أضرت بالموضوع المعلن الذي أرادت عرضه- منع الانخراط، على الأقل كقناع لكره العرب. لقد حوّلت المنظمة العروس مورال إلى بطلة اليوم. وُصف المعترضون على الزواج الشخصي كمتعصبين خارج جدار الشرعية. لا دليل على ذلك أفضل من رد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الذي على ضوء الحملة التي قادتها “لهفاه”، تمنى كل خير للزوجين الغضّيْن.

اقرأوا المزيد: 650 كلمة
عرض أقل
تطور الإنسان حسب نظرية التطور (Thinkstock)
تطور الإنسان حسب نظرية التطور (Thinkstock)

طلاب إسرائيل سيتعلّمون عن نظرية التطوّر دون الحديث عن أصل الإنسان

منذ سنوات طويلة، لا يعرف طلاب إسرائيل ما هي النسخة العلمية عن أصل الإنسان. والآن، تُقرّر وزارة التربية تحديث البرنامج الدراسي، بحيث يتضمّن دراسة التطوّر للنباتات والحيوانات دون الإنسان

دراسة التطوّر دون دراسة أصل الإنسان؟ حتى اليوم، لم يتعلّم الطلاب في النظام التعليمي في إسرائيل إطلاقًا عن نظرية التطور كاملة، باستثناء الطلاب الذين درسوا الاتجاه الموسّع لعلم الأحياء. أنهى الطلاب تعليمهم وكلّ ما يعرفونه عن أصل الإنسان هو نسخة الكتاب المقدّس. أثارت هذه الحقيقة الكثير من الانتقادات، ولذلك قرّرت وزارة التربية تحديث البرنامج الدراسي للصفوف السابع والثامن وإدخال دراسة موضوع التطوّر. ولكن بطريقة مبتكرة.

لأول مرة سيتضمّن البرنامج الدراسي نظرية التطور، ولكن خشية من الانتقادات من الوسط المتديّن والحاريدي، فاتّخذ قرار تدريس النظرية بالنسبة للنباتات والحيوانات فقط من خلال تكيّفها مع البيئة. وقد قرّرت وزارة التربية أنّ الطلاب لن يتعلّموا عن نظرية التطور التي تتطرّق لتطوّر الإنسان، والتي وُجد بموجبها جدّ سالف مشترك بين القردة والبشر، وذلك حتى لا يتم إغضاب الكثير من الأوساط التقليدية والدينية التي تعارض بشدّة تعليم ذلك.

وتعترف وزارة التربية أنّه ليس حلّا مثاليّا، ولكنه طموح في الحفاظ على الإجماع وحفاظ على النسيج الدقيق بين الأوساط المختلفة.

إن الجدل الديني حول تعليم نظرية التطوّر لا يميّز إسرائيل فقط. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تشترك المحاكم في الموضوع، والتي تصدر منذ 40 عامًا أحكامًا تحدّد أنّ تجاهل نظرية التطور في المدارس تشكّل انتهاكًا للدستور الأمريكي. رغم ذلك، يبدو أن تشارلز داروين يخسر في الصراع على الرأي العام: فوفقًا لدراسة لجامعة ولاية بنسيلفانيا، فإنّ معظم مدرّسي علم الأحياء في مدارس الولايات المتحدة لا يتجاهل تعليم “نظرية الخلق”، وهي المنظومة الاعتقادية التي تقول قد خلق الله الوجود والإنسان الذي يعيش فيه.

اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل
رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريس يحتفل عيد الميلاد مع أولاد مسيحيين ومطران مدينة حيفا (Mark Neyman/GPO)
رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريس يحتفل عيد الميلاد مع أولاد مسيحيين ومطران مدينة حيفا (Mark Neyman/GPO)

“إنّهم ليسوا عربًا”

انقسام في إسرائيل إثر اقتراح لنائب ليكوديّ بتسجيل العرب المسيحيين "مسيحيّين" فقط في بطاقة الهوية ومنحهم امتيازات بهدف زيادة تماثُلهم مع الدولة

“إنها خطوة تاريخية وهامّة يمكن أن تؤدي إلى توازُن دولة إسرائيل وتصل بيننا وبين المسيحيين، وأنا أُصرّ على عدم دعوتهم عربًا، لأنهم ليسوا عربًا”. تفوّه بهذا التصريح المثير للجدل رئيس الائتلاف الحكومي النائب ياريف ليفين (الليكود).

وكانت صحيفة معاريف نشَرت صباح اليوم أنّ ليفين يسعى لتمرير عدد من اقتراحات القوانين الهادفة إلى تعزيز مكانة “المسيحيين” في إسرائيل، بينها اقتراح يُتيح لهم تسجيل أنفسهم كـ”مسيحيّين” فقط في خانة القوميّة في بطاقة الهوية للتمييز رسميًّا بينهم وبين المسلمين. لكنّ الحديث ليس عن إجراءٍ رمزيّ فقط. فالهدف هو منحهم عددًا من الامتيازات الإضافيّة: تمثيلًا خاصًّا في السلطات المحلية، تعيين مُديرين في شركات حُكوميّة، وغير ذلك.

“بيننا وبين الطوائف المسيحية الكثيرُ من الأمور المشتركة”، يقول ليفين، “فهم حلفاء طبيعيون لنا، ثقلٌ مقابل المسلمين الذين يريدون القضاء على الدولة من الداخل. الطوائف المسيحية أيضًا تخاف من الإسلام المتطرّف الذي يعزلها. إذا أحسنّا التعامُل مع هؤلاء السكّان، فسيتجندون للجيش الإسرائيلي”.

ويقول ليفين إنّه قرّر تسريع اقتراحات القوانين في أعقاب ردّ فعل العرب المسلمين في إسرائيل على اقتراح وزير الخارجية ليبرمان بتبادُل الأراضي بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة، الذي سيشمل انتقال عددٍ من مواطني إسرائيل العرب إلى فلسطين. “يكشف الأمر نفاق العرب المسلمين الذين يقطنون في البلاد. فمن جهة يهاجمون دولة إسرائيل الفظيعة، ويتوقون إلى الدولة الفلسطينية.  ومن جهة أخرى، لا يرغبون في العيش فيها. يا للعار!”.

يبلغ عدد السكّان العرب المسيحيين في البلاد نحو 160 ألفًا. وقد كانت ثقافة الطوائف المسيحية دائمًا أعلى من تلك التي للمُسلمين، ومن المعدّل العامّ. وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية، فإنّ نسبة مستحقّي شهادة البجروت بين “المسيحيين” تبلغ 63 في المئة، وعدد دارسي الطب أكبر بثلاثة أضعاف منه بين سائر السُّكَّان.‎ ‎‏ كما أنّ نسبة الطالبات الجامعيّات العربيات المسيحيات أعلى من قطاعاتٍ أخرى. مع ذلك، ثمّة من يدّعون أنّها شريحة سُكّانية قويّة نسبيًّا ليست بحاجة إلى دعم الدولة، بالتأكيد ليس مثل أقسام من السكّان المسلمين في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 292 كلمة
عرض أقل
الأديب الإسرائيلي المعروف أبراهام جبريئيل يهوشواع (Flash 90)
الأديب الإسرائيلي المعروف أبراهام جبريئيل يهوشواع (Flash 90)

الأديب ضد الحاخام

لقّب الأديب الإسرائيلي المعروف، أ.ب يهوشواع، الحاخامَ عوفاديا يوسف "آية الله"، مدعيًا أنه أحدث ضررًا أكثر من الفائدة

18 أكتوبر 2013 | 14:49

التوتر بين العلمانيين والمتديّنين في إسرائيل آخذ بالتوسع خلال السنوات، وفي مجتمع يتهم فيه العلمانيون الحاريديين بعدم المساواة بتحمل العبء الاجتماعي، والإكراه الديني في مواضيع مثل الزواج وحفظ يوم السبت، يأخذ الطرفان بالانعزال أكثر فأكثر. وبين حين وآخر، نسمع ما يفكر به كل طرف عن الآخر حقًا.

بعد مضي أسبوع ونصف على وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، يعبّر الكاتب المسرحي والأديب الإسرائيلي أ. ب يهوشواع (أبراهام جبريئيل يهوشواع) عن تعجب وقلق حيال تحويل مسيرة الجنازة إلى حدث كبير، تم تعريفه في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه أحد أكبر الأحداث الجماعية التي جرت منذ قيام الدولة.

يجدر الذكر إلى أن الكاتب يحظى باعتراف على نطاق واسع إسرائيليًّا وعالميًّا. وقد فاز بجوائز أدبية كثيرة على إبداعاته المتنوعة. ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه أشبه بـ “فوكنر الإسرائيلي”، نظرًا لقدرته المميزة على نقل “المزاج العام” الإسرائيلي الحالي إلى الصفحة المكتوبة.

وظهرت أقوال يهوشواع في مقال، تحت عنوان “عندما تتحوّل جنازة الحاخام يوسف إلى حادثة”، في الصحيفة الفرنسية المنتشرة “ليبراسيون”، التي تُعتبر ذات خط يساري واضح، وقد نشرت سابقًا مقالات من أعمال يهوشواع الأدبية.
“عدد المشاركين في جنازة الحاخام يوسف يثير بي القلق، لماذا؟ ذلك لأنني أعتقد أنه على المدى البعيد، شخصية الحاخام عوفاديا يوسف وأعماله ألحقا ضررًا بالمجتمع الإسرائيلي أكثر من الفائدة”، كتب يهوشواع في مستهل المقالة. “أنا لا أعرف كافة أعمال الحاخام فعلا، ولكن من بين كل ما قرأته وسمعته منه، لم يتفوه بمقولة جامعة ملهِمة”.

وتطرق يهوشواع في المقال إلى أقوال الحاخام المثيرة للجدل، يعرفّها على أنها “تصريحات عنصرية وحقيرة، من بينها شتائم وتهديدات، ضد النساء، وضدّ غير اليهود”.

فيما بعد، تطرق الكاتب والأديب الذي يحظى بمكانة جيدة إلى الانقسام الطائفي وكتب “شجع الحاخام الشرقيين على الانعزال والتطرّف، رغم أنهم كانوا على وشك الانخراط في المجتمع. ودعم المدارس التي انتهجت التفرقة بين البنين والبنات، ولم تدرّس المواضيع الأساسية (العلمانية). قاد حركته السياسية مثل “آية الله” إيراني، دون أن يتيح أي نقاش أيديولوجي حر. وكان حزبه، شاس، الحزب الأكثر فسادًا في الجهاز السياسي”.

كتب يهوشواع في مجمل أقواله أن “عوفاديا يوسف كان شخصية كاريزمية ولكن سلبية أيضًا، وكلي أمل أن يؤدي غيابه إلى تغيير إيجابي في المجتمع الديموقراطي الإسرائيلي”.

اقرأوا المزيد: 326 كلمة
عرض أقل