الانتخابات الإسرائيلية 2015

سيذهب الإسرائيليون في 17 مارس/ آذار إلى صناديق الاقتراع لينتخبوا السياسيين الذين سيقودن دولتهم في السنوات القادمة، ويدور محور هذه الانتخابات حول أمر واحد، وهو هل يختار الإسرائيليون بنيامين نتنياهو مجددا أم أن الشعب الإسرائيلي يطمح إلى التغيير؟
ناخبة عربية في الانتخابات الإسرائيلية (Flash90Nati Shohat)
ناخبة عربية في الانتخابات الإسرائيلية (Flash90Nati Shohat)

أصوات العرب تثير عاصفة في إسرائيل مُجددا

رئيس الائتلاف الإسرائيلي يثير غضبا بعد أن قال إنه "يُفضّل ألا يصل العرب إلى صناديق الاقتراع"؛ مسؤولون في اليمين: هذا تعبير شرعي تجاه خصمك السياسي. يُفضّل العرب أيضا ألا يصل مؤيدو اليمين إلى صناديق الاقتراع

إن أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هي الأكثر تذكُّرا منذ تاريخ 17.03.15، موعد الانتخابات الماضية في إسرائيل، إذ قال: “يتدفق العرب إلى صناديق الاقتراع، وتهتم جمعيات من اليسار أن يصلوا بحافلات”. كانت هذه الأقوال طلبا للمساعدة (هناك مَن يقول إنها دعوة ترهيب)، عندما ساد في إسرائيل شعور أن نسب عالية من التصويت في أوساط اليسار تشكل خطر على ولاية نتنياهو. اتضح لاحقا أن هذه الأقوال هي إحدى الأقوال التي ساهمت في حسم نتائج الانتخابات وجعلت الكثيرين يصوتون، وفي نهاية الأمر فاز نتنياهو بفارق ملحوظ.

منذ ذلك الحين يتذكر الجميع أقوال نتنياهو العنصرية هذه، وحتى أن نتنياهو قد اعتذر أمام رؤساء الجاليات العربية في إسرائيل، ولكن منذ أمس تثير قضية تصويت المواطنين العرب في إسرائيل ضجة إعلامية مُجددا.

في حدث إعلامي، تطرق أمس (السبت) رئيس الائتلاف، عضو الكنيست دافيد بيتان من حزب الليكود، إلى أقوال نتنياهو المشهورة قائلا “كنت أفضل ألا يتدفق العرب إلى صناديق الاقتراع وألا يصلوا إليها أبدا”. حسب تعبيره، فإن ‏97%‏ من العرب يصوتون للقائمة العربية المشتركة، التي لا تُمثل عرب إسرائيل بل المصالح الفلسطينية. قال “إنها تمثل غزة وقطر ودول أخرى…” مضيفا، “نؤيد التعايش، ولكن العرب لا يؤيدونه، ويرغبون في أن يكون التعايش إشكاليا دائما”.

رئيس الائتلاف الإسرائيلي، عضو الكنيست ديفيد بيتان (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس الائتلاف الإسرائيلي، عضو الكنيست ديفيد بيتان (Yonatan Sindel/Flash90)

شجب مسؤولون في المنظومة السياسية أقوال بيتان. وشجب رؤساء أحزاب المعارضة أقواله، وتوجه عضو الكنيست زهير بهلول إلى المستشار القضائي للحكومة طالبا “التحقيق في أقوال عضو الكنيست بيتان بتهمة التّحريض وإلغاء طابع دولة إسرائيل الديمقراطي”. واتهم آخرون بيتان أنه يتحدث باسم نتنياهو، وقد أرسله نتنياهو ليثير استفزازا لإبعاد النقاش عن إدارته.

قال رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست، أيمن عودة: “أصبح بيتان المتحدث باسم رئيس الحكومة وما زال يثبت أن كل ما تقترحه هذه القيادة هو العنصرية الفاحشة ومحاولة رخيصة لاسترضاء الشعب. في ظل هذه العنصرية، علينا متابعة تعزيز قوتنا السياسية”.

في المقابل، أعربت جهات إعلامية ويمينية عن موافقتها على أقوال بيتان، موضحة رغم أن صياغتها لم تكن ناجحة، يدور الحديث عن أمنية شرعية لكل منا، تكون فيها نسب التصويت في أوساط المنافسين منخفضة، وأن اليساريين والعرب كانوا يفضّلون ألا يصل مؤيدو اليمين إلى صناديق الاقتراع.

اقرأوا المزيد: 319 كلمة
عرض أقل
لحظة فوز نتنياهو في الانتخابات (Flash90)
لحظة فوز نتنياهو في الانتخابات (Flash90)

الكشف عن تمويل أمريكي لحملة تغيير نتنياهو

تقرير مجلس الشيوخ يكشف أنّ التمويل الذي قدّمته وزارة الخارجية الأمريكية ساعد بشكل غير مباشر في حملة إسقاط نتنياهو في الانتخابات الأخيرة

كشف تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي أمس (الثلاثاء) أنّ المنظمة التي حصلت على تمويل وزارة الخارجية الأمريكية نقلت الأموال إلى منظمة تعمل على إسقاط نتنياهو قبيل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل. وقد أقيمت لجنة التحقيق في أعقاب ذلك

منظمة “صوت واحد” (“OneVoice”) هي منظمة أمريكية لها فرعان أحدهما فلسطيني والآخر إسرائيلي، وهدفها المعلن هو التأثير في الرأي العام لدعم حل الدولتَين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني المستمر. عام 2013، حصلت المنظمة من وزارة الخارجية الأمريكية على منحة بقيمة 349 ألف دولار لتعزيز هذا الهدف.

استأجرت المنظمة خدمات شركة استشارة أمريكية مقابل دفع جزء من المنحة، من أجل تنسيق النشاط الإعلامي لفرعيها الفلسطيني والإسرائيلي. ساعدتها الشركة في الإعلان، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، تجنيد المتطوّعين، العمل في الجامعات من أجل تعزيز حل الدولتَين. ومن أجل تطوير الحملة الميدانية للمنظمة، بُنيت قاعدة بيانات معلومات الاتصال بالناشطين وجهات الاتصال.

في نهاية عام 2014، فشلت محادثات السلام التي قادها جون كيري بين إسرائيل والفلسطينيين، وأدركت منظمة “صوت واحد” أنّه في أعقاب ذلك ستُجرى في إسرائيل انتخابات قريبا. لذلك قرر أعضاؤها أن يركّزوا في التأثير على رأي الناخبين الإسرائيليين، وتطوير خطة استراتيجية سياسية، تعتمد على الموارد التي طوّروها قبل ذلك، بتمويل وزارة الخارجية الأمريكية.

احدى اعلانات انتخابات 2015 ضد نتنياهو (Flash90)
احدى اعلانات انتخابات 2015 ضد نتنياهو (Flash90)

في الرسالة الإلكترونية التي أرسِلت من المنظمة إلى السفير الأمريكي في إسرائيل، تم تفصيل البرنامج الاستراتيجي وجاء فيه أنّ أهدافه هي “إضعاف نتنياهو وأحزاب اليمين”، بالإضافة إلى “إجبار الائتلاف على الانهيار”، و”منع ائتلاف يميني من الفوز في الانتخابات القادمة، وهو ما سيحدث مع انهيار الائتلاف”.

ولذلك تواصلت منظمة “صوت واحد” مع منظمة إسرائيلية محلية وهي V15 كانت قد أقيمت في الفترة ذاتها من أجل العمل على إسقاط نتنياهو من رئاسة الحكومة. استخدمت “صوت واحد” عِبَر توصلت إليها من مشروعها السابق، الذي موّلته الحكومة الأمريكية، لغرض هدفها الجديد – التأثير في الانتخابات في إسرائيل.

لقد حدث كل ذلك علنا. ولكن رغم أن المنظمة قد أعلمت وزارة الخارجية الأمريكية بأهدافها، وفقا للتقرير، “من غير الواضح إذا كان الموظّفون الذين تلقّوا البرامج قد راجعوها”.

وجاء في التقرير أنّه رغم أنّ المنظمة لم تستثمر الأموال، التي منحتها لها وزارة الخارجية، مباشرة في النشاط السياسي، فقد “استغلّت البنية والموارد الخاصة بالحملة، التي بنيت في بعضها بأموال وزارة الخارجية، من أجل دعم حملة تعمل على إسقاط رئيس الحكومة نتنياهو في انتخابات عام 2015”. وأضاف التقرير وأشار إلى أنّ “التأثير الأجنبي على الانتخابات يعتبر ‘تجاوزا للخطّ الأحمر’ للحاصلين على منَح من الولايات المتحدة”.

اقرأوا المزيد: 364 كلمة
عرض أقل
بار رفائيلي (إنستجرام)
بار رفائيلي (إنستجرام)

عمّ بحث الإسرائيليون في جوجل عام 2015؟

فضائح جنسيّة أكثر من السياسة، الموسيقى الشرقية، والأفلام الأجنبية: القائمة الكاملة لعمليات البحث الإسرائيلية في جوجل لهذا العام

نشرت عملاقة البحث جوجل قائمة عمليات البحث الأكثر شعبية في إسرائيل عام 2015، ويمكن أن نتعلم من القائمة الكثير عن المجتمع الإسرائيلي، وبالتأكيد عن تفضيلات الإسرائيليين.

الأحداث الإخبارية:

بشكل مفاجئ جدا، كان الحدث الإخباري الذي شغل اهتمام الإسرائيليين أكثر من أي شيء في السنة الأخيرة هو فضيحة نادي “ألنبي 40“، وهو نادٍ ليليّ أُغلق في أعقاب نشر مقطع فيديو تظهر فيه امرأة وأربعة رجال أقاموا معها علاقة جنسية أمام أنظار الجميع على البار في النادي.

وقد وصلت انتخابات الكنيست، التي جرت في شهر آذار، إلى المركز الثاني فقط في قائمة عمليات البحث، رغم أنّها كانت الحدث السياسي الأهم في إسرائيل هذا العام. ووصل إلى المركز الثالث الزفاف الأكثر شهرة لعارضة الأزياء بار رفائيلي.

وبشكل مثير للدهشة، فقد تصدّرت قضية مهمة مثل داعش المركز الخامس في القائمة فقط، ولم تدخل مواضيع مهمة مثل تهديد الإرهاب، “الانتفاضة الثالثة”، وموجة أحداث الطعن والدهس في قائمة عمليات البحث الرائدة إطلاقا.

السياسة:

كان أكثر سياسي بحث عنه الإسرائيليون في جوجل في هذا العام هو عضو الكنيست ينون مغال، الذي انتقل من عالم الإعلام إلى حزب “البيت اليهودي”، واستقال من منصبه بعد أقل من ثمانية أشهر من دخوله إلى الكنيست في أعقاب شكاوى عن ارتكاب تحرّشات جنسيّة.

وتألق في المركز الثاني عضو الكنيست أورن حزان من حزب الليكود، الذي تحوّل إلى “مهرّج” الكنيست، ولاحقا انكشفت شبهات بحسبها فإنّه قد أدار كازينو في الماضي ووفّر فيه لزبائنه المخدّرات وخدمات الدعارة.

وأكثر حزب تم البحث عنه هذا العام هو “المعسكر الصهيوني”، وهو قائمة جديدة تشكلت من حزبَي “العمل” و”الحركة”، وكان يبدو للحظات أنّه نجح في أن يحلّ مكان الليكود وبنيامين نتنياهو في منصب رئاسة الحكومة، ولكنه هُزم في الانتخابات وبقي في المعارضة.

الموسيقى:

كانت الأغنية الأكثر بحثا من قبل الإسرائيليين لهذا العام هي الأغنية الناجحة “طريق السلام” لمطرب شاب يدعى بئير تاسي. ووصلت إلى المركز الثاني في قائمة أكثر الأغاني بحثا أغنية “غولدن بوي”، وهي الأغنية التي مثّلت إسرائيل في الأوروفيزيون. بشكل عام، تسيطر الموسيقى الشرقية دون منازع في مجال الأغاني التي بحث عنها الإسرائيليون هذا العام.

الأفلام:

كانت الأفلام التي أكثر ما بحث عنها الإسرائيليون هي الأفلام أمريكية في معظمها. وقد صل إلى المركز الأول فيلم “السرعة والغضب 7″، والذي تألقت فيه عارضة الأزياء والممثلة الإسرائيلية “جال جادوت” أيضًا. وقد توفي نجم الفيلم، الذي صدر هذا العام، بمفارقة في حادث طرق، مما زاد من الاهتمام بالفيلم وجعله يتصدّر عناوين الصحف.

وقد وصل إلى المركز الثاني الفيلم الشهير “خمسون ظلا للرمادي“، الذي صُنع في أعقاب ثلاثية الكتب الجنسيّة الناجحة، ووصل إلى المركز الثالث فيلم “قلبًا وقالبًا”، وهو فيلم رسوم متحركة صدر عن بيكسار وهو معدّ للبالغين والأطفال على حدّ سواء.

اقرأوا المزيد: 397 كلمة
عرض أقل
بنيامين نتنياهو (Miriam Alster/Flash90)
بنيامين نتنياهو (Miriam Alster/Flash90)

حكومة نتنياهو الرابعة: نجاح أم فشل؟

من المتوقع أن يكون نتنياهو مبتزًّا ومضغوطا في حكومة ضيقة بشكل خاصّ، ومضطرّا للتخلّي عن حقائب مهمة، حيث يترك أعضاء حزبه محبطين. هل نجاح نتنياهو في تشكيل حكومة هو في الواقع فشل سياسي، أم فرار آخر لامع؟

وقّع نتنياهو أمس (الأربعاء)، قبل أقل من ساعة ونصف على نهاية الوقت الذي تم تحديده له لتشكيل حكومة، على الاتفاق الائتلافي الأخير مع حزب “البيت اليهودي”، وضمن بذلك تشكيل الائتلاف، ولكن مع غالبية في الحدّ الأدنى من 61 مقعدا من بين 120 من مقاعد الكنيست. لو كان قد فشل، بالمناسبة، فمن المتوقع أن يكلّف رئيس الدولة عضو كنيست آخر بمهمّة تشكيل الحكومة، في هذه الحالة يبدو أنّه سيكون رئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ.

بعد أن أعلن وزير الخارجية الحالي، أفيغدور ليبرمان، في بداية الأسبوع، أنّه ينوي الاستقالة من منصبه وعدم الانضمام إلى حكومة نتنياهو رغم أنّه كان أحد الشركاء الطبيعيين والمرتقبين، بقي نتنياهو في مأزق: “الشريك الطبيعي” الوحيد الذي تبقى له من أجل النجاح في تشكيل حكومة هو نفتالي بينيت، رئيس “البيت اليهودي”. أدرك بينيت ذلك جيّدا، وقرّر، عن حقّ، أن يمارس ضغوطا على نتنياهو من أجل الحصول على حقيبة كبيرة أخرى، على صورة وزارة العدل لعضو حزبه أييلت شاكيد.

اعتُبر تنازل “البيت اليهودي” من قبل أوساط المحللين في إسرائيل بمثابة التوقيع الأخير الذي يثبتُ فشل نتنياهو. بعد أسابيع طويلة من المفاوضات، رغم أنّه نجح في تشكيل ائتلاف وضمان ولاية رابعة لنفسه كرئيس حكومة، ولكن الائتلاف الذي شكّله كان ضيّقًا، ممّا قد يجعله مستقبلا معرّضا لطلبات وابتزازات كل واحد من الأحزاب فيه، والتي من المرتقب أن تهدّد بتفكيك الائتلاف إذا لم يستجب نتنياهو لها.

بالإضافة إلى ذلك، فالتعيين الأخير لأييلت شاكيد كوزيرة للعدل، اعتُبر فشلا شخصيا لنتنياهو، والتي كانت في الماضي مديرة لمكتبه، ولكنها تركته بسبب صراع معه ومع زوجته سارة، ويُعتبرون اليوم “أعداء”. كذلك على المستوى السياسي، فإنّ اضطرار نتنياهو للتخلّي عن حقيبة أخرى لحزب “البيت اليهودي”، خصمه اليميني، يُعتبر فشلا.

“أقيمت حكومة نتنياهو الرابعة بدماء، عرق ودموع نتنياهو والليكود”، كما كتب محلّل “هآرتس” يوسي فيرتر. وقد وصف المفاوضات الائتلافية أيضًا، والتي استمرت حتى الدقيقة الأخير، بأنّها “مفاوضات فاشلة فرّغت حزب الليكود من معظم ممتلكاته”.

وبالفعل، فالخاسر الأكبر من الائتلاف المتشكّل، سوى نتنياهو، هو أيضًا أعضاء حزبه. بعد الانتصار الكبير في الانتخابات، مع اكتساح ربع مقاعد الكنيست، بقي أعضاء الليكود مع عدد أقل من الحقائب، بالإضافة إلى عدد أقل من الحقائب الكبرى. ولكن انسحاب ليبرمان جعل حقيبة الخارجية الكبيرة شاغرة، ولكن بداية، يبدو أن نتنياهو ما زال يحتفظ بها في محاولة أخيرة لإدخال “المعسكر الصهيوني”، برئاسة يتسحاق هرتسوغ للحكومة، وثانيا، حتى لو لم يحدث ذلك، فالصراع على هذه الحقيبة من المتوقع أن ينشئ صراعات وخصومات بين أعضاء الليكود الذين سيجدون أنفسهم يتوسّلون أمام نتنياهو.

قضية أخرى إشكالية في الائتلاف الذي تمّ، هو الغياب التام للمسألة السياسية عنه. كما تشير المحللة والمدوّنة السياسية تال شنايدير، فللمرة الأولى منذ عشرين عاما، وللمرة الثانية فقط منذ قيام الدولة، لم يتم ذكر عملية السلام، المفاوضات مع الفلسطينيين وترسيم حدود البلاد كشروط للانضمام إلى الائتلاف. كانت المرة السابقة، بالمناسبة، حكومة نتنياهو الأولى عام 1996.

رغم أنّ الأمر قد سهّل على نتنياهو في المفاوضات الائتلافية، ولكن من المتوقع أن يصعّب جدّا من سلوكه المستقبلي. إذا لم يعمل على تجديد المفاوضات، فسيكبر الصدع السياسي مع الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تمارس الأخيرة ضغوطا، اقتصادية أيضًا، ولكن الأخطر من ذلك، ضغوطا سياسية، عندما تدعم الفلسطينيين في الأمم المتحدة. من جهة أخرى، إذا سعى نتنياهو للعمل في المجال السياسي، فمن المتوقع أن يجد معارضة حقيقية من داخل الائتلاف اليميني الضيق الذي شكّله، وقد يفكّك الأمر هذا الائتلاف، أو يجعله مضطرا إلى إدخال حزب آخر، ممّا يعني التنازل عن وزارات حكومية أخرى.

يبدو إذن أنّ نتنياهو قد نجح في تشكيل حكومة، ولكنه لم يحرص منذ البداية على أدائها، وأنشأ حالة تُبشر بالفشل مسبقا، هذا – على الأقل – بحسب رأي معظم المحلّلين في إسرائيل. ومع ذلك، يبدو أنّ نتنياهو سينجح في ممارسة سحره السياسي، وأن “يصنع سحر سحب الأشياء من القبعة” مجدّدا، كما يتمكّن من القيام في كلّ مرّة من جديد.

اقرأوا المزيد: 584 كلمة
عرض أقل
خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (AFP)
خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (AFP)

مشعل:”إسرائيل قضت على عملية السلام، الفلسطينيون أظهروا مرونة”

تطرق القيادي في حماس، أول مرة، إلى نتائج الانتخابات في إسرائيل مدعيًّا أن فوز نتنياهو وتعاظم اليمين يُشيران إلى التطرف المُتنامي في إسرائيل

تطرق القيادي في تنظيم حماس، خالد مشعل، للمرة الأولى، إلى نتائج الانتخابات في إسرائيل مدعيًّا بأن فوز رئيس الحكومة، نتنياهو، وتعاظم قوة اليمين يؤديان إلى تطرف في السياسة الإسرائيلية.

قال مشعل في تصريح له لشبكة BBC إن حماس ليست معنيّة بالتصعيد “لكنها ستُدافع عن نفسها إن تطلب الأمر. ستستمر العمليات طالما بقي الاحتلال، والاعتداءات والقتل، هدد مشعل، “حماس تحترم القوانين الدولية ووضعت لها أهدافًا عسكرية فقط”.

طالب مشعل بإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 67، مدعيًّا أن الفلسطينيين أثبتوا، طوال سنوات، أنهم مرنون بمواقفهم، جديون ومتحمسون، حسب قوله، لتحقيق سلام حقيقي ومناسب.

سارة وبنيامين نتنياهو يحتفلان بفوز الليكود (Flash90/Miriam Alster)
سارة وبنيامين نتنياهو يحتفلان بفوز الليكود (Flash90/Miriam Alster)

وهاجم قائد التنظيم الإرهابي الغزي إسرائيل قائلاً: “إسرائيل قضت على عملية السلام”. متهمًا حكومة نتنياهو واليمين الإسرائيلي بتخريب عملية السلام بوساطة أمريكية. “سياسة إسرائيل كانت سيئة دائمًا، ولكن اليمين اليوم في حالة تعاظم وصلت إلى ذروتها بفوز نتنياهو بالانتخابات. “سيكون الأمر أصعب عندما نرى التطرف بالذهنية الإسرائيلية”.

رفض مشعل تصريحات رئيس الحكومة التي تساوي بين حماس وداعش والقاعدة. “هذه لعبة إسرائيلية معروفة، يحاولون اتباع خطوات الغرب والإدارة الأمريكية وإظهار أنهم شركاء “بالحرب ضد الإرهاب”، بينما نحن تنظيم يناضل ضد الاحتلال”.

اقرأوا المزيد: 168 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان في الكنيست (Flah90/Miriam Alster)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان في الكنيست (Flah90/Miriam Alster)

هل إسرائيل في طريقها نحو حكومة وحدة وطنية؟

نتنياهو يجد صعوبة في إقامة حكومة يمينية ضيقة برئاسته وهناك ضغوط هائلة في اليسار الإسرائيلي يتم تفعيلها على هرتسوغ: "لا تنفِ احتمال الدخول في حكومة وحدة"

قال مصدر في حزب “المعسكر الصهيوني”، برئاسة عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ، إنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تم تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة القادمة في إسرائيل، أرسل أشخاصا من قبله من أجل الاستفسار إذا ما كان المعسكر الصهيوني سيوافق على الانضمام إلى حكومة وحدة.

وقد فحص الأشخاص المبعوثون من قبل نتنياهو بشكل غير رسمي، بحسب المصدر، إذا ما كان هرتسوغ سيوافق على الدخول بشكل أو بآخر في حكومة نتنياهو. وفقا للتقرير فقد ردّ هرتسوغ بأنّه ليس هناك احتمال بأنّ يجلس المعسكر الصهيوني في حكومة كهذه.

يتسحاق (بوجي) هرتسوغ رئيس "المعسكر الصهيوني" (Miriam Alster/FLASH90)
يتسحاق (بوجي) هرتسوغ رئيس “المعسكر الصهيوني” (Miriam Alster/FLASH90)

قال نتنياهو مرارا وتكرارا في حملته الانتخابية إنّه لن يشكّل حكومة وحدة مع المعسكر الصهيوني. وقد أكّد هرتسوغ أيضًا في الانتخابات بأنّ المعسكر الصهيوني سيشكّل بديلا للّيكود، ولكنه لم يصرّح مطلقا بأنّه سيرفض الجلوس في حكومة وحدة مع نتنياهو، ممّا قد يجعل الأصوات المتزايدة بين أعضاء قائمته في الموضوع ذات صلة. في الوقت الراهن، ينتظر المعسكر الصهيوني ليرى إذا سيتم الحصول على عرض جادّ في الموضوع من قبل نتنياهو، مع التأكيد الآن على أنّه ليس مطروحا على طاولة المحادثات الائتلافية.

ويوضح محلّلون سياسيون في إسرائيل بأنّه قد نشأت العديد من المشاكل في الأسبوع الأول من المفاوضات لتشكيل حكومة يمينية ضيّقة برئاسة نتنياهو، من بينها مطالبات مفرطة من قبل ممثّلي الأحزاب المختلفة للحصول على مناصب وزارية رفيعة كجزء من الموافقة المبدئية على الانضمام إلى الليكود برئاسة نتنياهو.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أعرب صباح اليوم مراسل صحيفة إسرائيل اليوم المخضرم، دان مرجليت، بأنّ “الاحتمال العملي لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة هو (في تشكيل) حكومة وحدة، وهذا أهم من كل شيء. سيكون هرتسوغ رئيسًا للحكومة حتى كانون الثاني عام 2017، حتى تنتهي ولاية أوباما، ثم بعد ذلك يبدّله نتنياهو لعامين إضافيين”.

رئيس الوزراء نتنياهو ورئيسة حزب العمل سابقأ يحيموفيتس (Flash90/Miriam Alster)
رئيس الوزراء نتنياهو ورئيسة حزب العمل سابقأ يحيموفيتس (Flash90/Miriam Alster)

وقالت عضو الكنيست المخضرمة من المعسكر الصهيوني، شيلي يحيموفيتش، في مقابلة لها مع إذاعة الراديو إنّه ليس هناك أي سبب للانضمام إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو: “يجب أن تنعكس نتائج الانتخابات، والناخب الإسرائيلي أراد نتنياهو برئاسة حكومية يمينية”. بحسب كلامها، فقد عرض نتنياهو عليها في الماضي وزارة المالية، ولكن هناك “هوّة هائلة بينهما”.

كما ألمح الرئيس رؤوفين ريفلين، الذي كلّف نتنياهو في بداية الأسبوع الماضي بمهمّة تشكيل الحكومة القادمة لإسرائيل، إلى أنّه على رؤساء الأحزاب الكبرى المسارعة للتوصّل في أسرع وقت ممكن إلى اتفاقات وتشكيل حكومة قبل الموعد المحدّد في القانون. “مررنا بمعركة انتخابية عاصفة ومليئة بالأحداث. هذا هو الوقت لبدء عملية التعافي والتئام المجتمع الإسرائيلي. رغم أن الحكومة التي ستتشكّل قد اختيرت من قبل غالبية الشعب، إلا أنّها ستضطر إلى الاستجابة لجميع الشعب في إسرائيل؛ اليهود والعرب، اليسار واليمين، الشمال والجنوب، المركز والأطراف”، كما قال الرئيس ريفلين. وألمح ريفلين قبل الانتخابات إلى أنّه يرغب بحكومة وحدة وطنية على ضوء الأزمة في طريقة الحكم في إسرائيل، الذهاب المتكرّر للانتخابات كلّ عامين بالمعدّل، على ضوء التحدّيات الأمنية في إسرائيل وعلى ضوء العلاقات المتوتّرة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا في قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

يبدو حتى الآن أنّ المبادرات السياسية الأولية صوب حكومة وحدة لم تتحقّق وأنّه سيظلّ مريحًا أكثر لنتنياهو أن يمضي ليشكّل حكومة مع شركائه الطبيعيين، ممثّلي اليمين الإسرائيلي، رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان.

اقرأوا المزيد: 476 كلمة
عرض أقل
  • تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015  (اف ب)
    تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015 (اف ب)
  • بار رفائيلي وجال جادوت
    بار رفائيلي وجال جادوت
  • إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
    إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
  • نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
    نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
  • الشيخ أحمد ياسين (AFP)
    الشيخ أحمد ياسين (AFP)

الأسبوع في 5 صور

ها هي الصور التي حققت انتشارًا حول العالم هذا الأسبوع: الحوثيون يهددون استقرار اليمن، بيبي يعتذر من العرب وفي غزة تم الاحتفال بمناسبة مرور 11 عامًا على اغتيال أحمد ياسين

27 مارس 2015 | 10:47

كان هذا الأسبوع أسبوعًا كثيفًا من ناحية الأحداث التاريخية والحديثة: المملكة العربية السعودية وجاراتها يوجهون ضربة قوية لمعاقل المتمردين الحوثيين لإعادة الاستقرار إلى اليمن، ونتنياهو يحاول بجهود حثيثة تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل وبالطريق يعتذر من المواطنين العرب في إسرائيل على تصريحاته العنصرية في ليلة الانتخابات ضد نسبة التصويت الكبيرة التي شهدها الوسط العربي، حرب عارضاتي الأزياء الإسرائيليتين اللتين تحققان انتشارًا كبيرًا حول العالم: بار رفائيلي أو جال جادوت، جداريات تُزيّن شوارع تل أبيب وفي غزة يحتفلون بمرور 11 عامًا على اغتيال أحمد ياسين

11 عامًا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين

الشيخ أحمد ياسين (AFP)
الشيخ أحمد ياسين (AFP)

مؤسس حركة حماس وأحد معارضي المفاوضات مع إسرائيل. تم اغتياله من قبل إسرائيل في عام 2004 بعد سلسلة من التفجيرات التي نفذتها حركة حماس ضد مواطنين وجنود إسرائيليين.

وُلد في قرية جورة عسقلان بالقرب من أشكلون. هرب، بعد حرب 1948، مع عائلته وأصبح لاجئًا في قطاع غزة.‎ تعرض ياسين لإصابة، خلال اللعب؛ حين كان عمره 12 عامًا، ما أدى إلى شلل كامل في جسده. قام، في شبابه، بتدريس الدين واللغة العربية في قطاع غزة وأصبح أحد أئمة المساجد والواعظين المعروفين في غزة منذ الستينيات. تم اعتقاله في هذه الفترة من قبل القوات المصرية، بسبب نشاطه في حركة الإخوان المُسلمين.

أسس ياسين، بعد احتلال غزة في حرب 1967، جمعية العمل الإسلامي، التنظيم الذي اهتم بالنشاطات الثقافية والدينية. دعمت إسرائيل في تلك المرحلة التنظيمات الإسلامية، ظنًا منها أن تلك التنظيمات سوف تُضعف قوة فتح، التنظيم الخصم.

تم اعتقال ياسين، لأول مرة، من قِبل إسرائيل عام 1983 بتهمة حيازة وسائل قتاليّة، تأسيس تنظيم عسكري سري وبالتحريض. حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، إلا أنه تم إطلاق سراحه عام 1985 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وتنظيم أحمد جبريل. انتقلت حركته، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، إلى مرحلة جديدة من التطرف الأيديولوجي والتكتيكي. قام ياسين بتأسيس حركة حماس بعد فترة قصيرة من ذلك، عام 1988.

نتنياهو يعتذر من العرب على تصريحاته

نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)

اضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للاعتذار من المواطنين العرب في إسرائيل بعد أن أدلى الأسبوع الماضي، ليلة الانتخابات (17.3)، بتصريحات ضد نسبة التصويت العالية في الوسط العربي الأمر الذي كان يُمكن أن يؤثر على نتيجة الانتخابات من جديد.

دعا نتنياهو، ضمن حفل مُغلق، إلى مقره في القدس قادة المُجتمع العربي واعتذر منهم على تصريحاته العنصرية. لكن الوسط العربي، بشكل عام، لم يقبل اعتذاره وهناك من ادعوا بأن قادة الوسط العربي الذين تمت دعوتهم هم من العرب المصوتين لحزب نتنياهو وليسوا من المواطنين الذين شعروا باستياء من تصريحاته. رفض رؤساء القائمة المشتركة أيضًا اعتذاره بادعاء أنه ليس اعتذارًا صريحًا وبادعاء أن نتنياهو عنصري وقد كشف في الانتخابات الأخيرة وجهه الحقيقي، العنصري تجاه عرب إسرائيل.

الحوثيون والصراع في اليمن

مدنيون وقوات امنية في موقع استهدف في الغارات ليل الاربعاء الخميس 25-26 (MOHAMMED HUWAIS / AFP)
مدنيون وقوات امنية في موقع استهدف في الغارات ليل الاربعاء الخميس 25-26 (MOHAMMED HUWAIS / AFP)

بدأت المملكة العربية السعودية البارحة (الخميس)، قبل الفجر، بمشاركة جيرانها من دول الخليج، الأردن ومصر بعملية عسكرية غير مسبوقة، “عاصفة الحزم”، ضد معاقل الحوثيين بعد أن سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في عدن.

يتلقى المتمردون الحوثيون، الذين يعتنقون التيار الشيعي، دعمًا من إيران، في السنوات الأخيرة، التي تدعمهم بالسلاح لزعزعة حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

يُطالب الحوثويون، الذين يُشكلون نحو 33% من اليمنيين، بحقوق مساوية وتوزيع عادل لموارد الدولة وهذا بعد أكثر من ثلاثين عامًا تحت الحكم الاستبدادي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي لم يوفر أية عمليات عسكرية بغية التخلص منهم. يهاجم، بالمقابل، تنظيم القاعدة السني الحوثيين كجزء من محاولة شاملة لوقف تقدم القوات الشيعية في اليمن.

عارضتا الأزياء الإسرائيليتَان: جال جادوت أم بار رفائيلي؟

بار رفائيلي وجال جادوت
بار رفائيلي وجال جادوت

تتنافس على هذا اللقب نجمتان إسرائيليتان: بار رفائيلي وجال جادوت. شاهدوا الفيديو:

جرافيتي رائع في شوارع تل أبيب

إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)

لا يعرف الكثيرون هذا إلا أن فن الجرافيتي هو فن قديم. هناك من يقولون إنه فن ككل فن آخر وهناك من يصفونه بفن الخربشة.

في شوارع مدن إسرائيل الكبيرة أيضًا هناك من يحاول طوال الوقت تزيين الجدران برسومات الجرافيتي كجزء من الوعي الفني، السياسي أو الاجتماعي. إليكم هذه الصور لبعض رسومات الجرافيتي في شوارع تل أبيب:

رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flash90/Nati Shohat)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا قرب تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا قرب تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
اقرأوا المزيد: 602 كلمة
عرض أقل
نتنياهو وزوجته في الاجتمع مع بعض ممثلي المُجتمع العربي (GPO)
نتنياهو وزوجته في الاجتمع مع بعض ممثلي المُجتمع العربي (GPO)

ردود فعل مُتباينة: عرب إسرائيل لا يقبلون اعتذار نتنياهو

تباين في الوسط العربي حول كيفية التعامل مع اعتذار نتنياهو منهم: "لا نثق به... هذا مجرد تظاهر تمثيلي بما يتلاءم مع الفكر الاستعماري"

انتقادات في الوسط العربي على أقوال نتنياهو البارحة (الإثنين)، الذي أعرب عن اعتذاره بخصوص تصريحاته يوم الانتخابات، حيث قال حينها: حكومة اليمين في خطر، الناخبون العرب يتدفّقون بأعداد هائلة إلى صناديق الاقتراع. تجلبهم المنظمات اليسارية بالحافلات‎”.

شعر الكثير من المواطنين العرب، في إسرائيل، باستياء من التصريحات وطالبوا نتنياهو بالاعتذار. اجتمع البارحة مع بعض ممثلي المُجتمع العربي في مقره الرسمي واعتذر منهم.

إلا أن الكثيرين في المجتمع العربي رفضوا قبول ذلك الاعتذار وتحدثوا عن أن ذلك ليس إلا نوع من المخاتلة والكذب. كذلك ادعى البعض بأن نتنياهو لم يقم إلا بدعوة شخصيات عربية من الكبار بالسن، الذين يسميهم هو “ممثلي الوسط”، والذين هم لا يمثلون غالبية الوسط حقًّا، بل يمثلون العرب الذين صوتوا لليكود وللأحزاب اليهودية، وأنه أدار ظهره للشباب العرب.

كذلك قيل إن نتنياهو في كلامه لم يعتذر بل “أبدى أسفه”، أي، لم يتحمل مسؤولية أفعاله وتصريحاته. لم يقم نتنياهو أيضًا بدعوة وسائل إعلامية لتغطية الحدث والمقاطع التي تم بثها كانت قد مرت من خلال مكتب المُتحدث باسم الليكود وديوان رئيس الحكومة، دون إمكانية توجيه مسح انتقادي.

رفض حزب القائمة المُشتركة هو أيضًا اعتذار رئيس الحكومة: “للأسف فإن عنصرية نتنياهو وحكومته لم تبدأ ولن تنتهي بتصريحاته التحريضية تلك”، وفق ما أُعلن. “قوانين عنصرية ومجحفة وسياسة التفرقة هي مشاريع نتنياهو للكنيست القادمة أيضًا ولهذا لم يتبق لنا إلا أن نرفض هذا الاعتذار وأن نستمر بنضالنا من أجل تحقيق المساواة للمجتمع العربي. عملية إبداء الأسف تلك هي أمر فارغ من محتواه وتهدف فقط إلى المتابعة بنهج الحكم العنصري”.

انتقد محمد بركة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة سابقًا، خلال حديث له مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، ما فعله نتنياهو قائلاً: “القيام بهذا الاستعراض المسرحي بما يتوافق مع الفكر الاستعماري، جمع بعض التابعين للإمبراطورية، بملابس تقليدية، لكي يُصفقوا له – هذا أمرُ مُثير للقلق والغثيان”.

وقال نائب الكنيست عيساوي فريج من حزب ميرتس: “أنا سعيد بأنه اعتذر. أود أن أُصدق رئيس الحكومة ولكنني لا أعرف بأي رئيس حكومة عليَّ أن أثق – ذلك رئيس البارحة؟ أم رئيس اليوم؟ أم رئيس الغد؟ كل يوم لديه موقف مُختلف. أدعو رئيس الحكومة بأن يدعم أقواله بالأفعال. أتحنا له الفرصة لثلاث ولايات، ووصلت العنصرية والقومية إلى ذروتهما”.

نال نتنياهو أيضًا نصيبًا كبيرًا من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم وصفه بأنه أشبه بملك يتوجه “لرعايا من أبناء الأقليات الذين نسوا ما معنى كرامة”. كتب الكثيرون أنهم لا يصدقونه وبأن اعتذاره ليس حقيقيًا بل “مداهنة” مفروضة عليه فقط لتخفيف الاحتقان الجماهيري. يبدو أن هناك الكثير من العمل الذي ينتظر نتنياهو إن أراد بالفعل أن يُثبت للعرب، الذين يعيشون في إسرائيل، بأنهم مواطنون مساوون لبقية مواطني إسرائيل.

 

اقرأوا المزيد: 399 كلمة
عرض أقل
نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)

نتنياهو يعتذر أمام عرب إسرائيل على تصريحاته التمييزية

نتنياهو التقى بممثلي المجتمع العربي وقال إنه يدرك أن تصريحاته يوم الانتخابات جرحت مشاعرهم: "لم أقصد أبدا أن أفعل ذلك"

تأسف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الليلة (الاثنين) بسبب تصريحاته المحذّرة من نسبة التصويت عند العرب يوم الانتخابات. وقال خلال لقائه مع ممثلي المجتمع العربي في مقر رئيس الحكومة في القدس “أدرك أن التصريحات التي صدرت مني قبل عدة أيام أدت إلى المس ببعض مواطني إسرائيل، وهم عرب إسرائيل”، “لم أقصد ذلك بتاتا. وأنا أعتذر على ذلك”.

بحسب أقواله، إنّ أعماله التي قام بها خلال فترات ولايته السابقة هي خير دليل على أنه لا يتخذ التمييز العنصري منهجا في حياته. “إن أعمالي كرئيس للحكومة، يشمل ذلك الاستثمارات الكبيرة التي كرسناها للأقليات السكانية، تدلّ على عكس ذلك تماما. أعتقد أيضا أنه يجب ألا تتدخل أية جهة خارج دولة إسرائيل في العملية الديمقراطية الخاصة بنا”، أردف قائلا.

وأضاف: “أرى نفسي رئيسا للحكومة لكل شخص وشخص منكم، لكل مواطني دولة إسرائيل، دون أية تفرقة على أساس الدين، العرق، والجنس. أرى في جميع مواطني إسرائيل شركاء في عملية بناء وتطوير دولة إسرائيل، لتكون دولة مزدهرة وآمنة لجميع مواطني إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 152 كلمة
عرض أقل
نواب الكنيست العرب يلتقون بالرئيس الإسرائيلي ريفلين (Flash90/Yonatan Sindel)
نواب الكنيست العرب يلتقون بالرئيس الإسرائيلي ريفلين (Flash90/Yonatan Sindel)

الرئيس الإسرائيلي يدافع عن المواطنين العرب

في نقاشات مع رؤساء الأحزاب التي انتُخبت للكنيست، أكّد رؤوفين ريفلين على تحفّظه من التصريحات القاسية التي صدرت ضدّ المواطنون العرب: "لا مكان للأقوال القاسية وللتمييز بين المواطنين"

أنهى رئيس دولة إسرائيل، اليوم، جولة استشارية عقدها مع رؤساء كل الأحزاب في الكنيست بعد الانتخابات، بهدف التكليف بمهمّة تشكيل الحكومة القادمة للشخص الذي يوصي به غالبية أعضاء الكنيست. وكما هو متوقع، فقد أعلن ريفلين بأنّه على ضوء كلام معظم أعضاء الكنيست، فسوف يكلّف بنيامين نتنياهو ليعود ويشكّل الحكومة القادمة، بعد فوزه المثير للإعجاب في الانتخابات.

ولكن فيما عدا الجانب التقني من المشاورات، فقد عاد ريفلين وتحدّث في الكثير من الاجتماعات مع الممثّلين عن الموضوع الذي يزعجه بشكل شخصي، وهو التصريحات العنصرية ضدّ مواطني إسرائيل العرب. وفي اجتماعه مع أعضاء كتلة الليكود، التي يترأسها نتنياهو قال ريفلين: “لقد جاء الوقت لبداية عملية الشفاء وتضميد الجراح في المجتمع الإسرائيلي. رغم أن الحكومة التي ستتشكّل قد اختيرت من قبل غالبية مواطني إسرائيل؛ إلا أنّه ستضطرّ إلى الاستجابة لعموم مواطني إسرائيل”، ملمّحا بذلك أنّه لا ينبغي للحكومة تهميش المواطنين العرب.

وفي اجتماعه مع رؤساء القائمة المشتركة التي تمثّل المواطنين العرب قال ريفلين كلاما أكثر وضوحًا، ولكنه لم يتجنّب انتقاد الجمهور العربي أيضًا. قال ريفلين: “سمعنا تصريحات قاسية من الجانب اليهودي تجاه الجمهور العربي. لا يمكن تجاهل تصريحات لا تقلّ قسوة من الجانب العربي. لا مكان لمثل هذه التصريحات، لا مكان للتمييز بين المواطنين”.

وأضاف ريفلين: “تُعرَّف إسرائيل باعتبارها دولة يهودية، لا يمكن أن ننسى في نفس الوقت أنّها تعرَّف باعتبارها ديمقراطية أيضًا. أدعو اليهود وإخواني العرب كذلك إلى تجنّب التحريض. من الواضح أنّ تصريح أحد مسؤولي الدولة يظهرُ بشكل أكثر وضوحا وحدّة من أي شخص آخر”. وقد ألمح بذلك إلى تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي حذّر من أنّ “المصوّتين العرب يصلون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة”.

وقد تشاور ريفلين اليوم مع وزير الخارجية في الحكومة المنتهية ولايتها، أفيغدور ليبرمان، الذي صدرت عنه سلسلة من التصريحات القاسية ضدّ العرب من مواطني إسرائيل، ومن بينها اتهام رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، بأنّه عبارة عن “طابور خامس” في دولة إسرائيل. قال ليبرمان لريفلين إنّه يشعر بالقلق من “الكراهية التي لا أساس لها والتي تتطوّر داخل الشعب اليهودي”. وردّ الرئيس ريفلين عليه بانتقاد ضمني قائلا: “سأشارك معك هذا الكلام وأقول ذلك عن الكراهية التي لا أساس لها ليس فقط بين اليهود، وإنما بين جميع مواطني إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 337 كلمة
عرض أقل