استهلاك الأقراص المضادة للاكتئاب يشهد ارتفاعا في إسرائيل
يتضح من معطيات جديدة أن %5 من الإسرائيليين يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب وأنه طرأت زيادة كبيرة على بيع الأقراص المعدّة لعلاج الأمراض النفسية في الصيدليات
وفق معطيات وزارة الصحة في إسرائيل، أصبح الإسرائيليون يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب والقلق أكثر من الماضي. خلال ثلاث سنوات، وذلك بين عامي 2013 و 2016، ازداد عدد الإسرائيليين الذين يستخدمون أدوية مضادة للاكتئاب والقلق بنسبة %13. في عام 2013، تمت معالجة 413.000 إسرائيليّ بهذه الأدوية، وفي عام 2016 ازداد عدد متلقي العلاج الذين يتلقون أدوية مضادة للاكتئاب والقلق ووصل إلى 466.000 شخص.
لا شك أن شركات الأدوية راضية عن زيادة استهلاك منتجاتها. فبين عامي 2012 و 2017، ازدادت نسبة استهلاك دواء ميرتازابين بـ %35، وإسيتالوبرام بـ %43، وسيرترالين بنسبة %78.
لمزيد المفاجأة، فإن المعدل الأعلى لمستهلكي هذه الأدوية كان في المناطق الإسرائيلية الغنية وذلك في منطقتي تل أبيب والمركز. يتضح أن الثروة والنجاح في الحياة لا يشكلان وصفة للسعادة بالضرورة. في تل أبيب، يستخدم مواطن من بين عشرة أدوية مضادة للاكتئاب، في المقابل، يستخدم مواطنو منطقتي الجنوب والشمال %4 منها فقط.
يتضح من المعطيات أيضا أن زيادة استهلاك الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق تحدث في كل جيل، بما في ذلك لدى الصغار والكبار في العمر. طرأت زيادة نسبتها %16 لدى الأولاد الذين أعمارهم 4 حتى 15 عاما، في استهلاك هذه الأدوية، وزيادة نسبتها %19 لدى الذين أعمارهم 85 وأكثر، وفي سن 35 حتى 44 طرأت الزيادة الأكبر، إذ وصلت النسبة إلى %35.
يدعي الباحثون أن موسم السنة يؤثر في العمليات العصبية التي تسيطر على مزاج الإنسان. الأطفال المولودون في الشتاء مشهورون والأطفال المولودون في الربيع متفائلون
يحاول الأشخاص منذ بداية التاريخ معرفة السبب وراء شخصيتهم. يعتقد بعض الأشخاص أنهم فرحون، تعساء، أو عصبيون بطبيعتهم. يحاول علم التنجيم، سواء كنتم تؤمنون به أم لا، أن يرسم أيضا أوجه شبه وشخصية كل طفل مولود في كل شهر من أشهر السنة.
حللت أبحاث من السنوات القادمة شخصيات المشاركين في الأبحاث وحاولت معرفة إذا كانت الولادة في موسم من السنة تشكل عاملا هاما في بناء شخصية الإنسان.
الادعاء العلمي الهام هو أنّ المواسم السنوية تؤثر في النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين التي تتحكّم بمزاج الإنسان.
وهكذا، فالأطفال الذين وُلدوا في الصيف يميلون على ما يبدو لدى بلوغهم إلى المعاناة من تقلّبات المزاج، مقابل من وُلدوا في الشتاء، والذين سيكونون على الأرجح أشخاصًا أكثر راحة.
وجد الباحثون، من بين أمور أخرى، أنّ عدد الذين يعانون من مزاج متقلّب، والذين يتّسمون بالانتقال السريع والمتكرّر بين الحزن والفرح، كان كبيرًا بشكل ملحوظ لدى من وُلدوا في الصيف.
بالإضافة إلى ذلك، فلدى مواليد الصيف والربيع وُجد أنّ هناك عددًا أكبر من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في ألا يبتسموا كل الوقت، فهم ذوو ميول – مبالغ بها أحيانا – لتطوير مزاج إيجابي. وعلى الرغم من أن الناس يميلون إلى التعامل مع الخريف باعتباره فصلا قاتمًا، وفق أبحاث كثيرة، فإنّ مواليد هذا الفصل الانتقالي يميلون بشكل أقل إلى الاكتئاب، ومن وُلدوا في الشتاء نادرًا ما يغضبون ويميلون إلى الغضب أقل من الآخرين.
يقسّم معظم الأبحاث مزاج الإنسان وفق مواسم السنة على النحو التالي:
الربيع: مواليد شهر آذار، نيسان، وأيار هم متفائلون بطبيعتهم. وقادرون على أن يكونوا متفائلين في كل الحالات. أما الناحية السلبية للأطفال الذين وُلِدوا في الربيع هي فرط الحساسية والميل إلى الاكتئاب أكثر.
الصيف: مواليد شهر حزيران، تموز، وآب فرحون بطبيعتهم. هناك بعض المزايا المشتركة بين الأطفال المولودين في الصيف والمولودين في الربيع ولكن يحدث تغيرّ المزاج سريعا جدا. مع ذلك، لا يعاني الأطفال المولودون في الصيف من اضطرابات ثنائية القطب.
الخريف: مواليد شهر أيلول، تشرين الأول، وتشرين الثاني يميلون إلى تطوير الاكتئاب أقل وهم هادئون أكثر. يطورون اضطرابات ثنائية القطب أقل ولكن لديهم ميل أكثر إلى العصبية.
الشتاء: مواليد شهر كانون الأول، كانون الثاني، وشباط يميلون إلى تطوير الفُصام، اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب. مواليد الشتاء هم عصبيون أقل من مواليد الخريف. شهرا كانون الثاني وشباط هما الشهران الصحيحان للولادة إذا كنتم معنيين بأن تكونوا مشهورين لأن مواليد الشتاء هم مبدعون وأصحاب خيال واسع.
ليس سرّا أن شركات الإعلان تجمع المعلومات عنّا وترصدها، من صفحاتنا الشخصية في فيسبوك وإنستجرام. لاحظوا على سبيل المثال، الإعلانات التي تظهر لكم في كل مرة على صفحات الفيسبوك وافهموا كيف تنشر شركات التأمين، المصالح التجارية، وشركات البيع بالتجزئة المنتجات والخدمات التي قد تهتمّون بها تحديدا.
ولكن إلى جانب التعبير عن آرائنا السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي، نحن لا نعرف حقّا ماذا نكشف. أظهرت دراسات نفسية أجريت في السنوات الأخيرة أنّه عدا المعلومات المعلنة، فإنّ السلوك الرقمي لنا يكشف عن صفات شخصية تميّزنا مثل الميل إلى الاكتئاب، الضغط، القلق، الاعتمادية بل وحتى الاضطرابات الشخصية.
أحد الأدلة على أننا، بصفتنا مستخدمين رقميين، نكشف الكثير جدا من سلوكياتنا النفسية، دون أن نلاحظ ذلك أبدا، هو أنّنا قرارنا الأساسي حول مع من نتواصل، متى نتواصل، وكم من الوقت نمنح هذا التواصل. ولأنّ هذا الاتصال يجري في المجال الافتراضي وليس في لقاءات حميمية، وجها لوجه، فنحن معرّضون للكشف بسهولة أكبر عن معلوماتنا الشخصية ونسمح لأنفسنا بأن نكشف “الأنا الحقيقي”.
الشعور بالسيطرة وحقيقة أننا موجودون “خلف الشاشة” يؤديا إلى الكشف الذاتي المتزايد للمحتوى الشخصي والحميمي. بالإضافة إلى ذلك، فهو يسمح بتحقيق خيالات لا نستطيع تحقيقها في حياتنا اليومية بسبب الخوف من ردّ فعل الجانب الآخر. في بعض الحالات يسمح الإنترنت لنا التعبير عن تلك الأجزاء السلبية التي توجد لدى كل واحد منا، التي لا تحظى بمشروعية لدى معظمنا في الحياة اليومية وفي الغالب لا تكون مقبولة اجتماعيا. يقول الناس أقوال في الشبكة ويفعلون أمورا لا يتجرأون على القيام بها أبدا، “مباشرة”.
على سبيل المثال، فالوتيرة التي يحدّث فيها “الستاتوس” Status)) قد تدلّ على انعدام الاستقرار، قد تدل كثرة تغيير الصورة الشخصية والتحديثات اليومية على شخصية منفتحة، قد تدل كثرة “الإعجاب” بمنشورات الآخرين على محاولات إثارة الإعجاب في نظر الآخرين أو على الاعتمادية. فضلا عن ذلك، فإنّ قرار عدم مشاركة المعلومات مثل ما هو التفضيل الجنسي أو هل أنا الآن في علاقة من شأنه أن يكشف أكثر عن المستخدم مما لو اختار نفس المستخدم الكشف عنها.
العصابية والفيس بوك
يمكن في الإنترنت أن نعكس الكثير من مشاعرنا الخفية، دون أن نكون واعين لها (Canva)
هناك علاقة بين اضطراب الذهان والعصابية وبين الرغبة الكبيرة في قضاء الوقت في الفضاء الرقمي. وذلك لأنه يوفر للمستخدمين منصّة مريحة للتعبير عن الجوانب الداخلية لديهم والتي لا تنعكس في البيئة الواقعية اليومية. بالنسبة للعصبيين الذين يتميّزون بالخجل والقلق، فإنّ الكشف عن الأفكار والمشاعر الشخصية قد يكون غير محتمل، ولكن يسمح الإنترنت بالشعور بتعرّض أقلّ للتهديد. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الذهان والذين يجدون صعوبة في الاندماج بالمجتمع، يوفّر الإنترنت خيارات مختلفة لـ “الاندماج”.
وإلى جانب التنبّؤ بالصفات الشخصية، فقد استطاعت دراسة أجريت مؤخرا في قسم علم النفس في جامعة هارفرد توقّع علامات الاكتئاب في أوساط مستخدمي إنستجرام من خلال تحليل إحصائي لسلوكهم في تلك المنصّة بعد تحليل المنشورات التي نشروها. وُجد أنّ الصور التي نشرها مستخدمون يعانون من الاكتئاب كانت أكثر ضبابية، رمادية، وداكنة (من خلال استخدام الفلاتر)، وكذلك فإن المستخدمين الذين كانوا يعانون من اكتئاب كانوا يميلون إلى نشر عدد أكبر من الصور التي يظهر فيها وجههم ولكن مع عدد أقل من الأشخاص في كل صورة. كما يبدو يحدث ذلك لأنّ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى قضاء الوقت في مجتمع مصغّر.
للإجمال، نوضح أنه يمكن في الإنترنت أن نعكس الكثير من المشاعر الخفية لدينا، دون أن نكون واعين لذلك. فهكذا تجد المشاعر المخبأة لدينا والتي نسيطر عليها في العالم المادي، حريتها في الإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الإنترنت يجعلنا نتخلى عن مسؤولية كلامنا ويسمح، من بين أمور أخرى، لنا بتجاهل الأجزاء الأخلاقية لـ “لأنا”. ولذلك، فإنّ مراقبة السلوك الرقمي للأشخاص تسمح بالكشف عن معلومات شخصية تساوي وأحيانا تفوق التعرف الشخصي بين البشر.
للمرة الأولى، نُشرت دراسات كثيرة تم اقتباسها في المقال، في موقع هآرتس
ما هو سر السعادة؟ في الواقع، كل شخص مُلّم إلى حد ما بالأبحاث الجارية في مجال علوم الدماغ، سيخبركم أنّ إعاقة عملية تحليل السيروتونين والدوبامين داخل الدماغ ستحسن معنوياتكم ومزاجكم كثيرا. يمكننا القيام بذلك عن طريق استعمال أدوية مصنَّعة – مضادة للاكتئاب، في حالات متطرفة، ولكن أيضّا باستخدام وسائل طبيعية، وأكثر لذة وهي الأطعمة. نوصي بتناول سبعة مأكولات، يُفضّل أن يتناولها كل شخص يرغب في كسب التشجيع. الصحة والعافية!
1. الزعفران
هل تذكرون أنّ الزعفران هو أغلى التوابل في العالم؟ ننوّه هنا، أنكم لستم مضطرين إلى أن تدخلوه في طبخاتكم ووجباتكم، لأنه يكفي فقط أن يشمّه الشخص الذي يشعر قلقا ومتوترا نفسيًّا، لكي يهدأ باله ويرتاح نفسيا.
من المفضّل، شم رائحة الزعفران لمدة عشرين دقيقة في اليوم. وبشكل عام، من المفضَّل الإكثار من استخدام التوابل الآتية: القرفة، القرنفل، المردقوش الإقريطي، جوزة الطيب؛ حيث أن جميعها غنيّ بمضادات التأكسد، وهكذا ستعرقل تحلل السيروتونين في الدماغ.
زعفران (Thinkstock)
2. الثمار البرية
الثمار البرية (ThinkStock)
تحتوي، هذه الفواكه الصغيرة واللذيذة، على نسبة عالية من مضادات التأكسد، وننصحكم، أن تتلذّذوا بتناولها طيلة السنة.
3. الأسماك
السردين (Nithin bolar wikimedia)
من المفضَّل، بالأخصّ، تناول الأسماك الصغيرة، كالسردين، وذلك لأن لحمها يحوي على أوميغا 3، وتركيز المعادن فيها أقل نتيجة تلوّث مياه البحر – بشكل مخالف للأسماك الأكبر حجمًا. وبالمقارنة، فلا نفضَّل تناول اللحوم، لكل شخص يعاني من الاكتئاب.
4. الخضروات البرتقالية
الجزر (ThinkStock)
الخضروات ذات اللون البرتقالي: كاليقطين، القرع المسكي، الجزر والبطاطا – قد تحسن أية طبخة، ومزاجك أيضا.
5. القهوة
قهوة في فنجان
مع أن القهوة ذات سلبيات أيضًا، ولكن، من المفضَّل أن يشربها، الأشخاص المصابين بالاكتئاب تحديدا؛ وذلك لأنها تحوي على منشّطات، وقادرة على تحسين صحة أو مزاج المصاب بالاكتئاب.
6. الخضار الورقية
(Photo: Tsofit archive via PikiWiki)
انتقَوا كما تشاؤون من الأوراق الخضراء: الكزبرة، البقدونس، الريحان، السبانخ، الخس، وأكثرو من تناول هذه الأطعمة؛ لأنها مفيدة جدًا وتعمل على تحسين المزاج.
7. الشوكولاطة
شوكولاتة (Thinkstock)
الشوكولاطة، ذات الجودة العالية – بنسبة %100 كاكاو، إضافة إلى إحدى المقبّلات اللذيذة الطبيعية، مثل التمر – قادرة على صنع المعجزات لدى المصابين بالاكتئاب أو بأمراض أخرى.
يمكننا أن نقول ونحن متأكّدين تقريبًا إنّ معظمنا ليس مولعًا بشكل خاص بالانتقال إلى التوقيت الشتوي. إننا نخرج من العمل حين يكون المساء قد حلّ، يلعب الأولاد بنسبة أقل في الهواء الطلق، وتبدو الحياة بشكل عام أقل سعادة عندما تكون هناك ساعات أقل من الضوء في الخارج.
هذا العام هو العام الثاني الذي يبدأ فيه التوقيت الشتوي في إسرائيل متأخرًا عن المعتاد. حتى قبل عامين، كان الانتقال في إسرائيل يتم في وقت سابق مما عليه الأمر في دول أوروبا. وسبب ذلك هو اعتبار احتياجات الجمهور المتديّن في إسرائيل، والذي اعتاد على الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكرة للصلوات الخاصة، بالإضافة إلى التسهيل بشكل ما على صيام يوم الغفران. أثارت المسألة معارضة كبيرة، حتى قرر الكنيست، كما ذكرنا، تأجيل الانتقال ليتأخر بضعة أسابيع عن ذلك.
لماذا يُحزن التوقيتُ الشتوي البشر؟
مرض الاكتئاب (Thinkstock)
يبدو لنا أحيانا أنّ كل الضجة المثارة حول التوقيت الشتوي ترجع جزئيّا إلى حقيقة أنّ الناس يفضّلون تأجيل مجيء الشتاء وقصر النهار على قدر الإمكان. هل الأمر حقّا بهذا السوء؟ وفقًا للخبراء يبدو أنّه كذلك فعلا. لدى كثير من الناس فإنّ الانتقال للتوقيت الشتوي يعني المزيد من الظلمة خلال النشاط اليومي. تُفرز خلال ساعات الظلام نسبة أقل من المواد التي تعزّز المزاج الإيجابي، ونحن نشهد زيادة حادّة في حالات الاكتئاب، الكآبة والمزاج والطاقة المنخفضة.
هناك شعوب بأكملها اليوم في العالم الغربي تُشخّص بأنّها تعاني من الاكتئاب الشتوي، والظواهر المنتشرة في فترات الشتاء هي صعوبة الأداء اليومي، رغبة أقلّ لقضاء الوقت مع الأصدقاء، طاقات منخفضة في العمل ونفاد الصبر من الوجود في تفاعلات اجتماعية. وهناك من يتفاقم وضعه وصولا إلى فقدان الشهية أو صعوبة النهوض من السرير لأداء المهامّ اليومية.
الأشخاص الذين يميلون إلى الاكتئاب حسّاسون للانتقال إلى التوقيت الشتوي وقصر النهار. يعيش أيضًا الأشخاص الواقعون في أزمة ما في حياتهم الشتاء بشكل أسوأ. وقد يؤثر ذلك على مزاجهم وقدرتهم على مواجهة الأزمة. إنّ الساعات الكثيرة التي يُفَضل فيها الناس البقاء في المنزل، بسبب البرد أو الطقس العاصف، تترك العديد من الناس بعزلة قد تؤدي إلى حالات متطرّفة فيما لو كانوا في أزمة موازية.
من الذي يستمتع بالتوقيت الشتوي؟ الأطفال
اللعب في بقع المياه على سكك القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)
هناك أشخاص يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي. “المجموعة الرئيسية هي الأهل والأطفال، حيث إنّ التوقيت الشتوي يجبرهم على البقاء معًا في المنزل. وبهذه الطريقة فهم يعزّزون العلاقة والتفاعل بينهم. مجموعة أخرى من الأشخاص الذين يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي هم المراهقون، والذين يجعلهم التوقيت الشتوي يشعرون بأنّهم يقظون لساعات طويلة في الظلام وعلى ما يبدو متعبون أكثر. نتيجة لذلك فإنّهم يذهبون للنوم باكرًا، ومن ثمّ يصبحون أكثر يقظة خلال ساعات الدراسة.
يناضل الناس منذ فجر التاريخ ليعرفوا لماذا وُلدوا كما وُلدوا. هناك من يعتقدون أنّهم سعداء، تعساء أو عصبيّون بطبعهم، والآن، دراسة جديدة تزعم أنها تشرح – على الأقل إلى حدّ ما – لماذا يكون بعضنا محبطا أكثر من الآخرين.
يقول علماء من بودابست، قاموا بفحص 400 شخص وطابقوا بين نوع شخصيتهم والموسم الذي وُلدوا فيه، إنّ للأشخاص الذين وُلدوا في فترة معيّنة من العام احتمال أكبر لتطوير شخصية من نوع معيّن. هذا ما نُشر في موقع “التيلغراف” البريطاني.
وفقًا للدراسة، التي ستُعرض في الأسبوع القادم في برلين، فإنّ للمواسم تأثير على النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تتحكّم بمزاج الإنسان.
وهكذا، فالأطفال الذين وُلدوا في الصيف يميلون على ما يبدو لدى بلوغهم إلى المعاناة من تقلّبات المزاج، مقابل من وُلدوا في الشتاء، والذين سيكونون على الأرجح أشخاصًا أكثر راحة.
ومن بين أمور أخرى، وجد الباحثون أنّ عدد الذين يعانون من مزاج متقلّب، والذين يتّسمون بالتحوّلات السريعة والمتكرّرة من الحزن للفرح، كان كبيرًا بشكل ملحوظ لدى من وُلدوا في الصيف.
بالإضافة إلى ذلك، فلدى مواليد الصيف والربيع وُجد أنّ هناك عددًا أكبر من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إنزال البسمة من على وجوههم، فهم ذوي ميول – مبالغ بها أحيانا – للمزاج الإيجابي. وعلى الرغم من أن الناس يميلون للتعامل مع الخريف باعتباره فصلا قاتمًا، فإنّ مواليد هذا الفصل الانتقالي يميلون بشكل أقل للاكتئاب، ومن وُلدوا في الشتاء نادرًا ما يغضبون ويميلون إلى الغضب أقل من الآخرين.
على الرغم من النتائج التي اكتشفتْ، فقد أوضح العلماء أنّه ينبغي الاستمرار في الدراسة لاكتشاف السبب الذي يقف وراء تأثير المواسم على النواقل العصبية.
الثورات، غلاء المعيشة والاكتئاب: ارتفاع معدلات الانتحار في مصر
في الأيام الأخيرة، يتم التعامل مع معطيات جديدة تُظهر ارتفاع معدلات الانتحار، في مصر. يحاول الإخوان المسلمين أن يترجموا هذه المحاولات للانتحار على أنها نوع من أنواع الاحتجاج على النظام، لكن يربط المختصون هذه المحاولات بالوضع الاقتصادي المتزعزع في الدولة
أظهرت المعطيات، التي أُعلِن عنها في مصر، ارتفاعًا حادًا في معدل الانتحار، وكذلك تشير إلى ما يُقارب 18 ألف محاولة انتحار، جرت هذه السنة، من بينها 3000 محاولة للانتحار من قِبَل أناس تحت جيل الـ 40. لقد أصيب الشارع المصري بالهلع عندما علم بالارتفاع الملحوظ في حالات الانتحار في الدولة، وقد بدأت وسائل الإعلام تتعامل مع هذا الموضوع ، في الأيام الأخيرة.
يُحيل المختصون والساسة المصريون هذا الارتفاع في عدد حالات الانتحار في الدولة إلى الأزمات النفسية التي يعاني منها هؤلاء المنتحرين. هذه الأزمات، وفق ادعاء المختصين، نابعة، في الأساس، من الفقر، البطالة، غلاء المعيشة، قلة أماكن العمل والانخفاض في مستوى الحياة، وكذلك من المشاكل الزوجية. وقد قال عالم الاجتماع، محمد فتحي لقناة الجزيرة: “إن الكثير من هؤلاء الذين يقررون الانتحار هم ضحايا الظروف الاجتماعية الصعبة وضغوطات الحياة التي لا يمكنهم تحملها”.
يحيل البروفيسور في علم النفس في جامعة الإسكندرية، الأستاذ محمد زويل، محاولات الانتحار لعدة عوامل، منها: العنف الأسري، الزواج المبكر، البطالة، التربية الخاطئة، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية. ويقول إن المنتحرين هم “مريضون نفسيا حيث أهملت عائلاتهم ومجتمعهم رعايتهم”.
يبين زويل أن معدل الانتحار في العالم العربي والذي يكون سببه المعاناة من الاكتئاب والاضطراب، يصل إلى 20%. وإن ما يقارب 10% يعانون من حالة الانفصام في الشخصية. وكحلٍّ ممكن لظاهرة الانتحار، يدعو زويل أفراد العائلات بأن يراقبوا تصرفاتهم مع أبنائهم وأن يستجيبوا لمتطلبات الحياة المختلفة. وقد أشار إلى دور المؤسسات التربوية والتعليمية، وكذلك علماء النفس في التعامل مع هذه الظاهرة.
وهناك من يدّعي أن قسما من حالات الانتحار ينبع من الوضع السياسي غير المستقر في مصر، والذي مرّ بالكثير من التقلبات في السنوات الأخيرة. وصفت عناصر من حركة الإخوان المسلمين، والتي توجد في هذه الفترة بين كونها قوة معارضة وحركة غير شرعية، أن حالات الانتحار ما هي إلا احتجاجًا على النظام. وقد وصفت بعض وسائل الإعلام المقربة للنظام أن قسما من حالات الانتحار هدفها أرسال رسالة سياسية، من الممكن أن تشابه حادثة انتحار بائع الخضروات التونسي الذي أشعل ثورات الربيع العربي.
وقال، من جانبه، المحلل السياسي في مصر، عمرو عادل إن مصر فيها طبقة اجتماعية صغيرة تتولى قسما كبيرا من موارد ومقاليد السلطة، وإن غالبية المصريين يعانون من الفقر. وحسب قوله، فإن الكثير من المصريين يأملون أن الثورات الأخيرة ستغيّر هذا الوضع الحالي في الدولة، ولكن هذا الأمر في نظر الكثيرين منهم سيبقى كما هو، بل سيتدهور أكثر.
صور تعرّي على الواتس آب تؤدي إلى اقتراب فتاة من الانتحار
هدّدت الفتاة، التي نُشرت صور تعريها على الواتس آب، بالانتحار. فتاة في الثالثة عشر من العمر، أبدت مسؤولية حول التقرير والإعلام عن هذا الحدث وبالتالي منعت حدوث الكارثة
تنتشر الظاهرة: تصرّف سريع وصحيح من فتاة بعمر الثالثة عشر من ديمونا (جنوب إسرائيل) أنقذ حياة فتاة أخرى تبلغ السادسة عشر من مركز البلاد، وذلك بعد أن هددت الأخيرة بالانتحار عقب انتشار صور تعريها عبر تطبيق الرسائل السريعة، واتس آب.
اكتشفت فتاة من مركز البلاد يوما أنّ شريكها قد قام بنشر صور تعري لكليهما أثناء إقامة علاقة جنسية فمويّة، وبالتالي دخلت الفتاة إلى حالة اكتئاب صعبة. انتشرت هذه الصور مؤخّرًا على شبكة الرسائل الاجتماعية، واتس آب، ووصلت إلى العديد من الشباب في أنحاء الدولة والذين استمروا بنشر وتمرير هذه الصور الحميمة.
دخلت الفتاة بنت السادسة عشر لحالة نفسيّة صعبة وأعلنت أنّ كل ما تريده ”هو أن تموت، أن تموت من العار والألم…”.
واتس آب
انتبهت فتاة أخرى أصغر سنّا، في الثالثة عشر من ديمونا، لرسائل الضائقة للفتاة المذكورة وقامت في الحال بإعلام المسئولين عن الرعاية الاجتماعية في بلدية ديمونا. حاول مسئولو الرعاية الاجتماعية في بلدية ديمونا بمساعدة عاملات اجتماعيات تحديد مصدر الرسائل ومصدر نشرها، وبعد وقت قصير عرفوا اسم الفتاة والمدرسة التي تدرسُ فيها.
قامت العاملات الاجتماعيات بتمرير المعلومات إلى مسئولي الرعاية الاجتماعية في المدرسة التي تتعلم فيها الفتاة، التي انتشرت صورها عبر الشبكة، وبالتالي قاموا في المدرسة بإعلام الشرطة عن الموضوع.
أدّى العمَلُ والاجتهاد السريع من قِبل مسئولي الرعاية الاجتماعية إلى التعرف على الفتاة وإرسالها إلى علاج نفسي عاجل، وبذلك مُنع حدوث كارثة. وقامت أيضًا الشرطة بتحديد ومعرفة مكان الشباب الذين مرّروا الصور فيما بينهم واستدعتهم إلى التحقيق. أمّا أبو الفتاة التي نُشرت صور تعريها، فطالب بعدمِ تقديم شكوى ضد الشبان في هذه المرحلة.
نسبة انتشار تعاطي الماريجوانا تتسع أكثر فأكثر في إسرائيل والعالم، حيث تقوم دول كثيرة بتغيير نظرتها لهذه النبتة التي لا يزال تاريخ إخراج تعاطيها من إطار القانون تشوبه الشكوك. هل ستعود الماريجوانا إلى الأيام الخوالي التي كانت تُستخدم فيها للأدوية، الأقمشة والأغذية؟
تحوّل تدخين القنب، أو الماريجوانا كما هو معروف شعبيًا، ليصبح شائعًا جدًا في المجتمع الإسرائيلي ولم نعد نتحدث عن ظاهرة مهملة. تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من مليون إسرائيلي تعاطوا الماريجوانا في السنة الأخيرة ونصف مليون شخص يدخنونه بشكل ثابت.
ربما كانت المواد الفعالة في الماريجوانا أو القنب ممنوعة قانونيًا بكل ما يتعلف باستخدامه كمخدّر إلا أن هناك مكمّلات غذائية، دهون وعناصر أُخرى مرتبطة به ويُسمح باستخدامه فيها وحصل على كل المسوغات القانونية.
يثار اليوم أكثر من ذي قبل نقاش جماهيري واعٍ في إسرائيل يتعلق باحتمال تسويغ تعاطي هذا المخدّر تعاطيًّا شخصيًّا قانونيًا. يقول المعارضون لتسويغ تعاطي هذا المخدّر أن هذه المادة هي مخدر على أي حال ومضر بالصحة وقد يؤدي إلى الإدمان. تسويغ تعاطي هذا المخدّر قانونيًا، برأيهم، من شأنه أن يتيح للمزيد من الأشخاص تعاطي هذا المخدّر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحيّة صعبة، وإلى الإدمان وتطور نقاشات جديدة حول السماح قانونيًا بتعاطي مخدّرات أخطر من هذا المخدّر.
يدعي المؤيدون لتسويغ تعاطي هذا المخدّر أنه في دول (مثل بعض الولايات في الولايات المتحدة التي سمحت بتعاطي المخدّر قانونيًا لوحظ تراجع بتعاطي المخدّر. يحصل المستهلكون ،الذين حصلوا على هذا المخدّر بطرق ملتوية ومن تجار مشكوك بهم، على منتج سيء لم تتم إضافة أي مستحضرات صحية له. يدعون أيضًا أن العلم أثبت بأن الماريجوانا تساعد على الأمراض المزمنة مثل الباركينسون ويخفف آلام مرضى السرطان. الكحول أيضًا والأدوية المضادّة للاكتئاب هي مخدّرات تسبب الإدمان ولا تزال الدول تعمل على تنظيم إطار قانوني لإتاحة استخدامها.
الماريجوانا – تاريخ تخويف
لم يكن القنب الهندي دائمًا ممنوعًا، حتى أنه في الماضي استخدم في احتياجات كثيرة. تم استخدام تلك النبتة في مجال صناعة الحبال والصيد وحتى أنها كانت تستخدم كشراب مخفف للسعال عند الأطفال. لاحقًا، صُنع من نبتة القنب قماش الكتان الذي طُبع عليه أول علم للولايات المتحدة وقبل ذلك أيضًا استخدم قماش الكتان لصناعة أشرعة سفن كولومبوس تلك السفن التي أبحرت لاكتشاف القارة الجديدة، قارة أمريكا.
إذاً، كيف تحوّل استخدام النبتة من استخدام شائع إلى استخدام معيب؟ الإجابة نجدها لدى رائد الصحافة الصفراء في أمريكا، وليام راندولف هارست، الذي كانت لديه، بالصدفة أيضًا، مصانع تصنيع الورق المصنوع من الشجر وقماش الكتان، الأمر الذي عرّض أعماله للخطر.
استغل هارست الصحافة التي كان يسيطر عليها، عرض القنب الهندي باسمه الجديد “ماريجوانا”، وهو مخدّر خطير جلبه المكسيكيون المهاجرين ونجح بجذب شركات الأدوية إلى هذا الأمر أيضًا وشركات التبغ والكحول التي هددتها هذه المادة أيضًا. منذ ذلك الحين تم إخراج الماريجوانا من إطار القانون وتم منع استخدامه.
عادت الماريجوانا ثانية لتحتل العناوين
تغيّرت النظرة إلى الماريجوانا في الفترة الأخيرة وتحديدًا على خلفية تعاطي المخدّر من قبل المرضى المحتضرين، وخاصة عندما أدركت المؤسسة القانونية أن الحرب ضدّ هذه النبتة لم تأت بأي نتيجة. يزداد عدد الأشخاص الذين يزرعونها أكثر فأكثر، يتعاطونها ويقارنون بينها وبين الكحول والسجائر التي لا جدال عليها.
ماريجوانا (Thinkstock)
وفق منظمة الصحة العالمية يموت إنسان واحد كل 10 ثوان نتيجة احتساء الكحول والسجائر وعلى سبيل المثال هناك نحو 10000 إسرائيلي يموتون كل عام نتيجة هاتين المادتين وهي نسبة لا يؤدي إليها تعاطي القنب. تدرك هذا الكلام ولايات أخرى أيضًا في الولايات المتحدة حيث تسمح باستخدام القنب الهندي (بانجو) كمادة مسموحة قانونيًا في واشنطن وكولورادو و 40 ولاية أُخرى تفحص هذه المسألة.
تضع شركات الأدوية عراقيل أمام السماح قانونيًا بتعاطي المخدّر
أجرى الكثير من الباحثين في السنوات الأخيرة أبحاثًا على المادتين الفعالتين في القنب، CBD، و THC. وجد الباحث الإسرائيلي البروفيسور رفائيل مشولام من الجامعة العبرية في القدس بأن هاتين المادتين تؤثران تحديدًا على منطقة معيّنة في الدماغ والمسماة، في الطب، جهاز الاندوكانابينويد. الجهاز الذي إذا وفرنا له هاتين المادتين الفعالتين فإنه يوفر الحماية للجسم من الأمراض. اكتشف مشولام بأن المادتين الفعالتين في القنب يمكنها أن تقي الأطفال المصابين بالسرطان من التقيؤ بسبب العلاج الكيميائي.
وتقف خلف إخفاء هذا الاكتشاف منظومة قذرة ومصالح اقتصادية تقودها شركات الأدوية. بما أن القنب نبتة وليس ابتكارًا لشركة أدوية ليست هناك أية جهة مستعدة لتقديم الأموال اللازمة لتحويل هذه النبتة إلى دواء معترف به. في هذه الحالة، بينما يعمل الطب الغربي وفق أبحاث طبية مثبتة لا يعرف الطب المحافظ التقليدي كيف يتعامل مع القنب.
هل الماريجوانا مادة تؤدي للإدمان حقًا؟
زراعة الماريجوانا الطبية في إسرائيل (Flash90/Abir Sultan)
يتحدثون في مراكز الفطام في إسرائيل عن عشرات الأبحاث التي تحوّل فيها تعاطي الماريجوانا إلى إدمان. يبدأ ذلك من تدخين سيجارة واحدة أو اثنتين في اليوم وبسرعة يتحوّل إلى تدخين كثيف يصل إلى عدة مرات في اليوم إلى أن يسيطر ذلك على الشخص ويدير له حياته. كذلك، يعترف المؤيدون المتحمسون للقنب بأن التعاطي الكثيف للمخدّر حتى سن 25 – قد يؤدي إلى إصابة خطيرة.
في كولارادو، بالمناسبة، التي فيها نظموا موضوع القنب قانونيًّا، تم الإبلاغ عن انخفاض في عدد الشبان الذين يتعاطون المخدّر. ذلك لم يعد أبدًا “سريًّا”.
القصص الفردية الخارجة من مراكز الفطام هي استثنائية في الواقع. القنب – لا يعتبر مادة تسبب الإدمان الجسدي، بل الإدمان النفسي. يشير بحث أُجري في جامعة كامبريدج في الولايات المتحدة إلى أن 9% فقط من أولئك الذين يتعاطون المخدّر بشكل دائم يعانون من ذلك الإدمان ذاته. هذا مقابل 32% من مدخني السجائر، و 15% من مستهلكي الكحول.
للتلخيص، رغم معارضة المؤسسة القانونية وغياب أي مصلحة لشركات الأدوية وطرق التخويف التي تنتهجها المؤسسة القانونية تحوّلت إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى دولة رائدة في العالم من ناحية الأبحاث وتطوير القنب. 50 مليون دولار هي حصيلة الأموال التي تجنيها هذه الصناعة التي تتقدم بخطوات كبيرة وتنجح بجعل أشخاص يبتسمون وتخفف آلام آخرين وتسهّل عليهم التعامل مع الأمراض. وليست هناك إجابة حاسمة حتى الآن – هل ستدعم إسرائيل بنهاية الأمر مسألة تسويغ استخدام هذا المخدّر قانونيًا؟
للاكتئاب أعراض مختلفة وكثيرة. يمكن أن يشير تكرّر عدد من الأعراض معًا لفترة زمنية متواصلة، إلى حالة اكتئاب تستدعي العلاج، لكن ما هو مرض الاكتئاب في الحقيقة؟
من يصدّق؟ لكن، هناك لمرض الاكتئاب يوم محدد في التقويم السنوي الدولي والمسمى “يوم التعريف العالمي بالاكتئاب والقلق”، ويقام كل سنة في أول شهر تشرين الثاني وهو مخصص لزيادة الوعي لظاهرة الاكتئاب التي تعتبر المرض النفسي الأكثر انتشارًا في العالم.
أصابت الأخبار عن موت الممثل الهوليوودي الأمريكي روبين ويليامز أمس، مجال السينما والعالم بصدمة كبيرة. وُجد الممثل الرابح للأوسكار روبين ويليامز متوفيًّا في بيته في كاليفورنيا. صارع ويليامز ابن 63 سنة على مدى سنوات إدمان المخدرات والكحول وكذلك الاكتئاب.
الممثل الأمريكي الراحل روبين ويليامز (AFP)
نعتقد أن هذه فرصة مواتية لنحاول ونشرح بعض المواضيع المتعلقة بهذا المرض النفسي العسير. إليكم بعض الحقائق عن الاكتئاب:
حسب التقديرات، يعاني حوالي 14% من سكان إسرائيل والعالم، من الاكتئاب.
تقدّر منظمة الصحة العالمية، أنه حتى سنة 2020 سيدرج مرض الاكتئاب في المرتبة الثانية من بين الأمراض الأكثر صعوبة في العالم بعد أمراض القلب، من ناحية الوطأة العالمية على الإنسانية، بسبب خسارة أيام عمل وتكلفة العلاج الباهظة.
لكن ما هو الاكتئاب حقًا؟ الاكتئاب المرَضي، هو اضطراب نفسي يتميّز بنمط واسع ومستمر من مزاج نفسي متدنٍّ، يرافقه تقدير ذاتي متدنٍّ، وفقدان الاهتمام والمتعة التي تعتبر عادة سارّة للنفس. حظي مجمل الأعراض باسمه المهني، وُصف وُصنف كاضطراب في المزاج بإضافته سنة 1980 لكتاب التشخيص التابع لمنظمة العلاج النفسي الأمريكية.
هناك لظاهرة الاكتئاب عدة أسباب، وما زال قسم منها ليس معروفًا. على ما يبدو، هنالك عدة عوامل بيولوجية وعاطفية يمكنها أن تزيد من احتمال إصابة أحد ما بالاكتئاب خلال حياته. في العقد الأخيرة تشير الشواهد العلمية على ارتباط وراثي بالاكتئاب، الذي يمكن أن ينتقل وراثيًّا. تجارب الحياة الصعبة، أنماط شخصيات معيًنة، توتر زائد، تقدير ذاتي متدنٍّ أو تشاؤم مفرط، كل ذلك يمكنه أن يزيد من خطر الوقوع في الاكتئاب.
تطوَّر فهم الاكتئاب وعوامله كثيرًا خلال السنوات، ومع ذلك ليس هنالك من فهم كامل وبعض جوانب معينة من الاكتئاب تشكل موضوعًا للنقاش والبحث. من بينها اقتراح تفسيرات من مجال علم النفس، التطور والبيولوجيا. العلاجات النفسية للاكتئاب مبنية على نظرياتِ الشخصية، التواصل بين الإنساني، والتعلم. تتمحور النظريات البيولوجية بالأساس حول العلاقة بين الاكتئاب والنواقل العصبية مثل السيروتونين، نورأدرينالين ودوبامين: مواد كيميائية موجودة في الدماغ طبيعيًّا وتساعد على التواصل بين الخلايا العصبية.
كذلك يمكن للناس الأقوياء وأصحاب القوة النفسية العالية، أن يعانوا من الاكتئاب.
تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال. سيعاني حوالي ربع مجموع النساء وثمن الرجال، من نوبة واحدة على الأقل أو حالة من الاكتئاب خلال الحياة.
حوالي 3% حتى 5% من الفتيان يعانون من الاكتئاب المرَضي كل سنة. يعاني واحد من بين 25 فتى من الاكتئاب في فترة البلوغ.
الخطوة الأولى نحو العلاج هي تحديد الظاهرة. للأسف الشديد، من الصعب على مَنْ وقعَ في الاكتئاب التفكير الصافي أو معرفة الأعراض التي يعانونها. يمكن لإظهار الاهتمام والدعم من جانب العائلة والأصدقاء، أن يساهم في طلب المساعدة المهنية.
حوالي 80%-90% ممن يعانون من ظاهرة الاكتئاب (حتى في الحالة الأصعب منه)، يمكن لهم أن يطلبوا المساعدة بواسطة الدعم النفسي، العلاج الدوائي، أو دمج كليهما معًا.