“إسرائيل أنذرت أمريكا من اختراق روسي لاستخباراتها في أثناء حدوثه”
كشفت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة عن هجمة إلكترونية روسية تجسست على استخباراتها في أثناء حدوثها بفضل اختراق إسرائيل لشبكة خاصة تابعة لشركة "كاسبرسكي لاب" الروسية
كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة عن هجمة إلكترونية روسية وجهت ضد خدمات الاستخبارات الأمريكية في أثناء حدوثها. وجاء في التقرير أن الإنذار الإسرائيلي أتيح في أعقاب اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لشبكة خاصة لشركة “كاسبرسكي لاب” الروسية لأمن المعلوماتية.
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن الإدارة الأمريكية أمرت العاملين بإزالة البرنامج من حواسيبهم الشهر الفائت في أعقاب الإنذار. وذكرت الصحيفة أن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد حذرت وكالة الأمن القومي الأمريكية من “اختراق روسي واسع النطاق” قبل سنتين لخدماتها الاستخباراتية، عن طريق البرنامج الروسي المشهور في العالم.
ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في منتجات شركة “كاسبرسكي لاب” الروسية لأمن المعلومات إن كانت مرتبطة بجهات استخباراتية روسية، وتعمل كمنفذ لها للتجسس على الإدارة الأمريكية. إلا أن الشركة الروسية تنفي أي ارتباط من هذا النوع.
ما زالت قضية المعلومات السرية التي نقلها ترامب إلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة تتصدر العناوين، ويبدو الآن أنها قد تؤدي إلى أزمة استخباراتية ودبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفق ما نُشر اليوم صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أعرب أمس خبراء في مجال الاستخبارات في محادثات مغلقة عن “قلق خطير” فيما يتعلق بنقل المعلومات السرية إلى روسيا حول الوضع في سوريا، حيث نقلتها إسرائيل في البداية إلى الولايات المتحدة، داعين إلى إجراء فحص كل المعلومات التي نقلت إلى أمريكا مجددا. وفق الصحيفة، في بداية ولاية ترامب حذر مسؤولون كبار في الاستخبارات الأمريكية الإسرائيليين من مشاركة المعلومات السرية مع الرئيس الجديد، بسبب علاقاته الودية مع الروس.
“لا تشكل المعلومات مشكلة بل المصادر الحساسة للحصول عليها، حيث استُثمرت جهود طيلة سنوات للحصول عليها. الروس أذكياء وهم قادرون على معرفة مصدر هذه المعلومات وقد يتخذوا هم أو حلفاؤهم، أعداء إسرائيل جميعا، خطوات ملائمة”، قال مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة “يديعوت أحرونوت”. وقال مصدر آخر في أعقاب القضية، إنه على الاستخبارات الإسرائيلية “التفكير مجددا إذا كان على إسرائيل أن تنقل معلومات إلى أمريكا وأية معلومات يجدر بها نقلها”. يدور الحديث عن أقوال متطرفة تعبّر عن أزمة ثقة خطيرة بين الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، التي تقيم بينها تعاونا مكثفا منذ السنوات الماضية.
وفق النشر اليوم صباحا في قناة ABC، تتعلق المعلومات التي نقلتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة حول نوايا داعش تنفيذ عملية إرهابية في طائرة مستخدمة متفجرات كانت مخبأة في حاسوب محمول، مما أدى إلى حظر تام لإدخال أجهزة حاسوب محمولة إلى طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة. نُشر أيضا أن المعلومات تشكل خطرا على كشف جاسوس إسرائيلي يخدم في صفوف داعش، ما يشير إلى أن قلق عناصر الاستخبارات الإسرائيلية صادقة.
بالمقابل، كتب محلل إسرائيلي اليوم في صحيفة “إسرائيل اليوم” أن لا داعي للعاصفة حول القضية، لأن الحديث يدور عن جزء من الحرب العالميّة ضد داعش، وأنه من المرجح أن المعلومات التي نُقلت لم تكن جديدة بالنسبة لروسيا إلى حد بعيد. وفق أقواله، فإن وسائل الإعلام تزيد من حدة الحدث مما هو في الواقع، ولكنه يتجاهل تماما الخطر الذي تشكله القضية على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي باتت تتعرض إلى هزة في الأيام الماضية.
هجمات 11 سبتمبر، أكبر فشل استخباري في تأريخ أمريكة (AFP / SETH MCALLISTER)
ما هو سر فشل الأجهزة الاستخباراتية؟
إن ما يُفشل المعلومات الاستبخاراتية في أنحاء العالم، التنبؤ بالأحداث الهامة، مثل الثورات، وتنفيذ العمليات الكبيرة والحروب، هو ليس نقص المعلومات أبدا بل شيء هام أكثر بكثير
قبل التطرق إلى فشل الاستخبارات، من المهم طرح السؤال، ما هي وظيفة الاستخبارات؟ الإجابة السائدة هي – جمع معلومات ذات صلة بأمن الدولة، تنظيمها وفق أهمتيها، ونقلها إلى المسؤولين عن الحفاظ عليها. بكلمات أخرى: جمع المعلومات، ونقلها.
التعبير السائد بين رجال المخابرات هو أن الجميع يعرف عن الفشل الذريع، ولكن لا أحد يعرف عن النجاحات. يبدو أن هذا صحيح، ولكنه ما زال لا يوضح سلسلة الفشل من جهة المخابرات في تنبؤ الأحداث التاريخية الكبيرة والهامة في القرن الماضي، مرة تلو الأخرى. لماذا فشل رجال المخابرات بتنبؤ الأحداث التاريخية في القرون الماضية؟ تقدم الحالات التالية شرحا لذلك.
مظاهرة في الإتحاد السوفيتي قبيل انهياره (AFP / WOJTEK DRUSZCZ)
انهيار الاتّحاد السوفيتي
كان انهيار الاتّحاد السوفيتي “مفاجئة” كبيرة إلى حد بعيد في النصف الثاني من القرن الماضي، دون شك. كيف انهارت إحدى الدول العظمى في العالم من دون أن تحذر أية جهة استخباراتية تحذيرا رسميًّا يشير إلى أن الدولة العظمى الثانية في العالم تقف على شفا الانهيار التام؟
انهار الاتّحاد السوفيتي في بداية التسعينيات، أثناء ذروة الحرب الباردة بينه وبين أمريكا. ولكن كانت الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريغان مشغولة باستثمار المليارات في محاولة إطلاق صواريخ اصطناعية متطورة إلى الفضاء لهزيمة الاتحاد السوفيتي.
من بين آلاف العمال في مجال البحث لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لم يحذر أي عامل المسؤولين عنه، أن الاتحاد السوفيتي على وشك الانهيار. وذلك رغم أن نقل تقارير حول إمكانية كهذه هي من مسؤولية وكالة الاستخبارات دون شك.
وهكذا، طُلب من رجال الاستخبارات التركيز على التفاصيل التكتيكية ذات الصلة بتسلح الاتحاد السوفيتي عسكريّا، وقد نجحوا في المهمة جيدا. ولكن لو اهتم رجال الاستخبارات الأمريكية بالمجتمَع السوفيتي، فعرفوا أنه في الوقت الذي يطمح فيه الاتحاد السوفيتي إلى الوصول إلى الفضاء، يعاني مواطنوه من بطالة وفقر محدق. لو أنهم أدركوا ما يمر به المجتمع المنهار الذي يكافح تحت وطأة التسلح باهظ الثمن، كانوا سيعرفون أن انهيار الاتحاد السوفيتي لأسباب داخلية ما هو سوى مسألة وقت فقط.
لجنة هجمات 11/09 (wikipedia/defenseimagery.mil)
هجمات 11 سبتمبر
“عرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) معلومات تشير إلى أن نشطاء إرهابيين تابعين للقاعدة قد دخلوا إلى أمريكا… وعرف مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أن هناك “خطوات هامة” تسير في المدرسة للطيران في أمريكا.. وكانت لديه معلومات هامة عن نشطاء إرهابيين فرديين… ولكن لم تصل إليّ أية معلومات أو إلى البيت الأبيض”، هذا وفق أقوال ريتشارد كلارك، مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، في شهادته في المحكمة، بعد العملية الرهيبة التي ضربت برجي التوأم بتاريخ 11 أيلول 2001.
في تموز عام 2001، أرسل عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بريدا إلكترونيا إلى مركز مكافحة الإرهاب التابع لـ CIA، وطلب إخبار الـ FBI أن هناك ناشطا من القاعدة في أمريكا، وناشطا آخر يحمل جنسية أمريكية. لكن المسؤولين عنه لم يردوا على رسالته.
وفق تقرير التحقيقات الأمريكية، فعندما اقتنع رجال الـ CIA أن القاعدة ستنفذ عملية، افترضوا أنها ستكون في المملكة العربية السعودية أو في إسرائيل. فهم كانوا معتادين على التركيز على تنفيذ عمليات كبيرة حدثت في الشرق الأوسط بوتيرة عالية. لقد وصلت معلومات إلى وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة، ولكنها لم تعمل على تشبيكها معا لمعرفة أن هذه المعلومات الصغيرة تشهد على التخطيط لتنفيذ العملية الأكبر في تاريخ الغرب.
لم تتعرض أمريكا أبدا إلى عملية كبيرة إلى هذا الحد من قبل تنظيم إرهابي جهادي في أراضيها سابقا، لذلك قد يكون هذا أحد الأسباب أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية الجيدة في العالم لم يستوعبوا في الوقت المناسب أن عملية فظيعة كهذه ستحدث في أمريكا تحديدًا. فهم لم يولوا اهتماما إلى الأضواء التحذيرية بسبب اللا مبالاة.
طائرة ميج-17 مصرية تحطمت في منطقة إسرائيلية حلال حرب 1973 (wikipedia)
حرب تشرين عام 1973
“إن الإمكانية أن تستأنف مصر القتال منخفضة “، هذا وفق تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل يوم فقط من نشوب حرب تشرين عام 1973. ولكن نشبت الحرب في اليوم التالي.
لقد كانت هناك إشارات كثيرة تشهد على أن الحرب باتت وشيكة قبل أشهر من نشوبها. أوضح مسؤولو الجيش الإسرائيلي أنهم لاحظوا استعدادات في الجانب السوري والمصري. حذر الملك الحسين بن طلال رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير موضحا أن مصر وسوريا تعتزمان شن هجوم على إسرائيل، قبل أسابيع قليلة من نشوب الحرب. جاءت التحذيرات من قبل مسؤول بارز في “الموساد” في مصر. بالإضافة إلى ذلك، في اليوم الذي سبق الحرب، وصلت أنباء إلى سلاح المخابرات أن روسيا قد أعادت أفرادها من مصر وسوريا في أعقاب رسالة واضحة وصلت إليها من الدولتين حول نيتهما شن حرب ضد إسرائيل.
رغم ذلك، فضلت القيادة الإسرائيلية العمل وفق رأي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الذي قدر حتى ساعة الصفر أن احتمال حدوث حرب مع مصر منخفض جدا. لقد لاقى هذا الرأي قبولا لأنه مريح أكثر بالنسبة لصناع القرارات. بعد مرور ست سنوات من الشعور بالانتصار الإسرائيلي في حرب تشرين عام 1967، كان شعور الابتهاج ما زال ملحوظا. كان جزء من صناع القرار متأكدا أن عامل الإخافة في حرب تشرين عام 1967 سيمنح إسرائيل سنوات من الهدوء.
وكما ذُكر آنفًا، وصلت معلومات وإشارات مبكرة إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ولكن الاستنتاجات كانت خاطئة بسبب شعور الابتهاج والاستعلاء الذي شعر به المسؤولون فيها. إن التقديرات التي توصل إليها رؤوساء شعبة الاستخبارات العسكرية أدت إلى التساهل في التطرق إلى الإشارات الخطيرة التي شهدت على أن الحرب وشيكة، وإلى منع إحباط هجوم مفاجئ أسفر عن ضحايا إسرائيليين كثيرين.
الجنرال الإسرائيلي حاييم بار ليف يتلاقى مع جنرال مصري عام 1973 (IDF)
لو كان ضباط الاستخبارات يقرأون القصائد…
ذات مرة، اقتبس الشاعر حاييم غوري وهو شخصية بارزة في الحضارة الإسرائيلية، كلمات قالها له دكتور حسين فوزي بعد الحرب. “لقد أهنتموننا في حرب الأيام الستة، خجلت بنا نساؤنا، واحتقرنا أولادنا. لو كان رجال الاستخبارات الإسرائيلية يقرأون القصائد المصرية التي كُتبت بعد حرب تشرين عام 1967، كانوا سيعرفون أنه لم يكن بالإمكان تجنب حدوثها. على كل ضابط استخبارات جيد أن يقرأ القصائد”.
ولكن لا يكرس ضباط الاستخبارات غالبا وقتا لقراءة القصائد، بل ينشغلون في متابعة الأهداف التي يضعها أمامهم المسؤولون عنهم. والمدراء الذين يترأسون الأجهزة الأمنية هم سياسيون.
صحيح أنه من المفترض أن تعمل أجهزة الاستخبارات بشكل مستقل وأن تتوصل إلى نتائج مستقلة، ولكن عندما تُقدّم إلى صناع القرارات تقديرات مستقلة تماما، ولكنها لا تنال إعجابهم، فيجد صناع القرار هؤلاء خبيرا آخر غالبا للعمل معه. هذا هو سر طريقة العمل التي تؤدي إلى مفاجئة الأجهزة الاستخباراتية، الحكيمة، والمكلفة في العالم، مرة تلو الأخرى، عندما لا تنجح في التعرف إلى الأمور الهامة حقا.
تكشف مستندات مؤرشفة لوكالة الاستخبارات الأمريكية التي سُمح بنشرها في الإنترنت عن أن “الساحر” الإسرائيلي المشهور، أوري غيلر، اجتاز اختبارات خاصة لوكالة الاستخبارات الأمريكية في أطار مشروع “ستارغيت” (بوابة النجوم) لتجنيد أصحاب القدرات الخارقة.
خضع غيلر لاختبارات عام 1973 طيلة أسبوع، حيث شارك فيه في تجارب لفحص قدراته. في نهاية الاختبارات، كتب المسؤولون في وكالة الاستخبارات الأمريكية عند التعبير عن رأيهم أن “غيلر قد أثبت قدرات خارقة بشكل واضح وقاطع”. جلس غيلر في أحد الاختبارات بناء على طلب مُجري الاختبار في غرفة محكمة الإغلاق، وطُلب منه رسم صورة كانت مرسومة على الحائط في الغرفة المجاورة. فنجح غيلر في رسم صورة شبيهة تماما تقريبًا لم يرَها سابقا. في اختبار آخر، رسم مجرو الاختبار مفرقعة، وكُتِب في التقرير أن “غيلر قال في رد فعله الفوري إنه يرى أسطوانة يخرج منها ضجيج”.
قال غيلر إن المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأمريكية قد “اختبروني وقتا طويلا واجتزتُ اختبارات دقيقة، لا يمكن استخدام الخدعة فيها. ومن ثم بدأت أعمل لصالح هذه الوكالة”. في فيلم وثائقي لقناة وكالة الاستخبارات الأمريكية تحدثت تقارير عن أن غيلر عمل جاسوسا فيها وفي الموساد الإسرائيلي، وأنه نجح بقواه الخارقة بشطب ملفات وسائط رقمية من أقراص مرنة ومن وسائط لتخزين المعلومات مثل الأقراص الصلبة.
كان هناك شك طيلة سنوات حول عمل غيلر لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية، ولكن المستندات الجديدة التي كُشف عنها تدعم جزء من ادعاءاته. اشتهر غيلر في أمريكا في السبعينيات في سلسلة من العروض التي كشف فيها عن قدرة قراءة الأفكار وثني مواد حديدية مستخدما قدرته التفكيرية
مظاهرة احتجاجية لجماعات سلفية، مؤيدة للدولة الإسلامية، في قطاع غزة (AFP)
فلسطيني من غزة مطلوب للاستخبارات الأميركية
يعدُ حسين الجعيثني المطلوب في الراهن للاستخبارات الأمريكية من أوائل المسؤولين في الجماعات الجهادية بغزة، وتتهمه أمريكا بالمسؤولية عن تجنيد مقاتلين فلسطينيين وعرب لتنظيم الدولة الإسلامية
منذ أيام قليلة، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية أسماء 3 أشخاص على القائمة السوداء لتنظيم الدولة الإسلامية، داعش، من بينهم الفلسطيني، حسين الجعيثني، والذي كان يسكن في قطاع غزة.
الجعيثني الذي يبلغ من العمر نحو 47 عاما، ويسكن في مخيم البريج وسط قطاع غزة، يُعد من أوائل المسؤولين في الجماعات الجهادية بغزة، على الرغم من أنه ضابط أمني فلسطيني سابق وعمل لسنوات مع مقاتلي حركة فتح، ثم مقاتلي حماس قبل أن يصبح متطرفا بفكره الجهادي.
واعتقل الجعيثني لدى إسرائيل لعام ونصف فقط منذ أن كان عمره 23 عاما، أصيب برصاص إسرائيلي خلال عملية اقتحام لمخيم البريج في أوساط عام 2004.
ومنذ بدايات عام 2007، نشط في ما يعرف باسم “تنظيم جلجلت الجهادي” بغزة، وأصبح مطلوبا لحماس عدة سنوات قبل أن يغادر غزة في عام 2010 إلى مصر ومنها إلى العراق، حيث التقى بجهاديين كبار من ما كان يعرف حينها باسم “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وعاد إلى غزة في عام 2011، وبدأ بتأسيس مجلس شورى المجاهدين في “أكناف بيت المقدس”، وعمل على تمديده في سيناء بتنسيق مع جهاديين في العراق، ومن ثم عاد لتلك البلاد بعد ملاحقته من قبل الأمن المصري وحماس التي تسيطر على غزة. والتقى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بعد إعلانه بمسماه الجديد، وأعلن بيعته ل “أبي بكر البغدادي” الذي تربطه علاقة مباشرة معه.
https://www.youtube.com/watch?v=k2_wZ2iKX-0
وعاد الجعيثني بعد أشهر من بيعته للبغدادي إلى غزة، وعمل على محاولة توحيد التنظيمات الجهادية مع هشام السعيدني (أبو الوليد المقدسي) الذي اغتالته إسرائيل في 2012، ولكن لأسباب وخلافات ترك غزة، وعاد إلى العراق واختفى هناك.
وتتهمه الاستخبارات الأميركية بالمسؤولية عن تجنيد مقاتلين فلسطينيين وعرب لتنظيم الدولة الإسلامية.
اوباما يتابع من البيت الأبيض عملية تصفية أسامة بن لادن (The White House Flickr)
البيت الأبيض يصرّ على أنّ الولايات المتحدة اغتالت بن لادن
ردّا على ما نشره باحث كبير في صحيفة نيويورك تايمز سابقا، أنّ أوباما كذب على العالم في قضية اغتيال أسامة بن لادن عام 2011، يقول الناطق باسم البيت الأبيض إنّ أوباما أمر باغتياله دون علم باكستان
في أول إشارة إلى التقارير التي نُشرت، أمس، من قبل الباحث الكبير سابقا في صحيفة نيويورك تايمز، سيمور هيرش، بأنّ الولايات المتحدة قد نشرت للعالم أكاذيب بخصوص الطريقة التي قُتل فيها الإرهابي أسامة بن لادن في أيار عام 2011، نفى الناطق باسم البيت الأبيض ادعاءات هيرش وقال إنّ الرئيس أوباما أمر بقتله دون علم الجهات الاستخباراتية الباكستانية.
قال نيد برايس، الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إنّه وبخلاف مقال سيمور هيرش، فإنّ عملية أبوت آباد، باكستان، كانت مهمة أمريكية من جانب واحد دون مشاركة باكستانية. “قرّر الرئيس في مرحلة مبكّرة ألا يُعلم أية حكومة أخرى، بما في ذلك الحكومة الباكستانية، التي لم يتم إعلامها بعملية الاغتيال حتى بعد المداهمة”، كما قال. “كانت تلك عملية أمريكية بحت”.
كان الادعاء الرئيسي في مقال هيرش، والذي نُشر في مجلة Review of Books، هو أنّ الولايات المتحدة قد عملت بالتعاون مع الحكومة الباكستانية حتى قبل حدوث عملية الاغتيال. “ما زال البيت الأبيض يدّعي أنّ المهمة كانت عملية أمريكية، وأنّه لم يتم إعلام الجنرالات الكبار في الجيش الباكستاني ووكالة الأنباء الباكستانية (ISI) بالمداهمة مسبقا”، كتب هيرش. “هذا كذب، بالإضافة إلى عناصر أخرى اخترعتها إدارة أوباما بخصوص تفاصيل اغتيال بن لادن”.
وكما ذُكر آنفًا، فقد وصف الناطق باسم البيت الأبيض ادعاءات هيرش بأنّها “كذب جليّ” وعارية عن الصحة، بينما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، على لسان الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) أنّ كلام هيرش هو بمثابة “هراء”.
صحفي سابق لصحيفة نيويورك تايمز يُوجه نقدًا لاذعًا لرئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، مُدعيًّا أن الولايات المتحدة كذّبت فيما يتعلق بالقضاء على الإرهابي بن لادن
كذّب رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، على الأمريكيين فيما يخص عمل القوات الخاصة في باكستان حول الغارة التي قتلت الإرهابي الكبير أسامة بن لادن فقط من أجل أن ينسب الفضل لنفسه. هكذا، على الأقل، يدّعي الصحفي الحاصل على جائزة بوليتزر سيمور هيرش (Simor Hirsch)، وكان فيما مضى مراسل “نيويورك تايمز”. حسب أقواله فهو يتهم قائد القوات المسلحة في الولايات المتحدة، مدعيًّا “لقد تعجل في تلقي الإطراء” بعد ساعات معدودة من تصفية رئيس تنظيم القاعدة قبل أربع سنوات.
نشر هيرش مقال في مجلة “London Review of Books”، يشرح فيه أن ادعاءاته ترتكز على مصدر موثوق وكبير في أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى جانب عدة مصادر باكستانية.
حسب أقواله، احتجزت المخابرات الداخلية الباكستانية (ISI) بن لادن كسجين. باع كبير رجال المخابرات معلومات حول “سجن” بن لادن للولايات المتحدة بمبلغ 25 مليون دولار. بحسب مقال هيرش، لقد كذب البيت الأبيض فيما يتعلق بحقيقة أن الولايات المتحدة لم تقُم بإبلاغ كبار رجال المخابرات الباكستانية مطلقًا عن عملية التصفية.
وكذلك، يدحض هيرش الادعاء القائل إن مصادر الاستخبارات في الولايات المتحدة قد تتبعت رسول بن لادن وهكذا نجحت بتحديد مكانه. فعليًّا، يشرح الصحفي الأمريكيّ أن بن لادن قد تم القبض عليه من قِبل الحكومة الباكستانية كأسير منذ سنة 2006، بهدف استعماله كورقة مساومة أمام التنظيمات الإرهابية في الدولة. لقد كان ضابط سابق في المخابرات الباكستانية مهتمًا بالجائزة التي عرضتها الولايات المتحدة كمكافأة لمن يجلب رأس بن لادن ولذلك قرر أن يكشف عن مكان أسره.
اوباما يتابع من البيت الأبيض عملية تصفية أسامة بن لادن (The White House Flickr)
وكذلك، ينفي الصحفي المسؤول معركة إطلاق النار المشهورة التي تكلموا عنها كثيرًا. “الرصاص الذي أُطلِق هو فقط الذي قتل بن لادن، والذي كان غير مُسلح وضعيف”. ويضيف أيضًا أنه وبعد عملية التصفية، لم يتم دفن الإرهابي في البحر- بل في أفغانستان.
لقد تم القضاء على أُسامة بن لادن في الثاني من مطلع شهر أيار 2011، في ذات الوقت، هاجمت وحدة السلاح البحري الأمريكية “أسود البحر” المزرعة التي اختبأ فيها أبوت آباد، باكستان. بعد وفاته، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن جثته قد تم إلقاؤها في البحر.
سيدة من انصار حزب الله تقف قرب صورة ضخمة لعماد مغنية خلال مسيرة في النبطية جنوب لبنان (AFP)
“السي آي ايه واسرائيل اعدتا خطة اغتيال عماد مغنية في 2008”
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية واسرائيل عملتا معا لوضع خطة اغتيال القائد العسكري لحزب الله في تفجير سيارة في دمشق في 2008
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) واسرائيل عملتا معا لوضع خطة اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في تفجير سيارة في دمشق في 2008.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات قولهم ان جهازي الاستخبارات الاميركي والاسرائيلي عملا معا لاستهداف مغنية في 12 شباط/فبراير 2008 عند مغادرته مطعما في العاصمة السورية.
وقد قتل عماد مغنية على الفور في انفجار قنبلة زرعت في عجلة احتياطية وضعت على الجزء الخلفي من سيارة متوقفة وانفجرت ناثرة شظايا على نطاق ضيق.
والقنبلة التي صنعتها الولايات المتحدة وتم اختبارها في ولاية كارولاينا الشمالية، فجرها عن بعد عملاء الموساد في تل ابيب الذين كانوا على اتصال مع عملاء للسي آي ايه على الارض في دمشق.
وقال مسؤول سابق في الاستخبارات الاميركية للصحيفة ان “الطريقة التي اعدت بها تسمح للولايات المتحدة بالاعتراض وبتعطيلها لكنها لا تمكنها من تفجيرها”.
يفوق الواقع كلّ خيال، حتى في توقعات الاستخبارات الأمريكية: نجاح إلى جانب فشل
نظرة إلى تقرير نشره محلّلون وخبراء استخبارات عام 2000 كمحاولة لتوقع التوجهات العالمية حتى عام 2015، تكشف أنّهم قدّروا أنّ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني سينتهي من العالم ولم يذكروا بن لادن أبدا
قبل 15 عاما، نشر مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي (NIC) تقريرا يجمع تقديرات محلّلين سياسيين، أكاديميين ومسؤولين في أجهزة الاستخبارات حول التوجهات العالمية المتوقع حدوثها بين عامي 2000 – 2015. تكشف النظرة المعاصرة إلى الواقع المستقبلي الذي نصّ عليه الخبراء عن بعض التوقعات الدقيقة جدّا إلى جانب أخطاء ذات صدى، وخصوصا الأسئلة الخاطئة.
فعلى سبيل المثال، قدّر الخبراء أنّه في بداية الألفية أنّه حتى عام 2015 سينتهي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من العالم وسيمكّن الولايات المتحدة من التركيز على نقاط احتكاك أخرى. “حتى 2015، ستُحقق إسرائيل سلاما باردا مع جيرانها، رغم أن العلاقات الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية بينها وبين فلسطين ستكون محدودة. ستُقام دولة فلسطينية، ولكن العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستستمرّ بالتوتّر وستتدهور في بعض الأحيان لتصبح أزمة”. وتبعا لعدم الأهمية المنسوبة لهذا الصراع في المستقبَل، فإنّ جملا قليلة في التقرير فحسب مكرّسة لإسرائيل.
ساحة أخرى أخطأ فيها كتاب الوثيقة بشكل كبير هي شبه الجزيرة الكورية. فقد قدّروا أنّه حتى عام 2015 ستُقيم الولايات المتحدة قواعد في كوريا الموحّدة. “كوريا موحدة مع وجود أمريكي كبير يمكنه أن يكون قوة عسكرية عظمى في المنطقة، ولكن عملية التوحيد ستبتلع طاقتها ومواردها”، كما جاء. من جهة أخرى، توقع الخبراء اندفاع إيران باتجاه السلاح النووي، ولكنهم قدّروا أنّه حتى عام 2015 ستمتلك الجمهورية الإسلامية قنابل ذرّية فعلا.
منشأة أصفهان النووية (AMIR KHOLOOSI / ISNA / AFP)
كُتب التقرير الاستخباراتي قبل الهجوم الإرهابي في 11 أيلول عام 2001، وهو يكرّس سطورا قليلة فقط لدول مثل أفغانستان والعراق. لم يظهر أبدا تنظيم القاعدة واسم أسامة بن لادن في صفحات التقرير. وستبقى أفغانستان المحطّمة بحسب كلامهم “مصدّرة مخدّرات معزولة وتستخدم كملاذ للإرهابيين والمتطرّفين المسلمين”. وبحسب كلام الخبراء، فإنّ الصراع المُتوقع أن يشكّل العالم بين عامي 2000 – 2015 هو ذلك الذي بين الهند وباكستان.
العام الذي كُتب فيه التقرير الأمريكي هو أيضا العام الذي صعد فيه للحكم في روسيا رجل الكي جي بي غير المعروف واسمه فلاديمير بوتين. توقع معدّو التقرير جزئيًّا فقط أبعاد المسّ بالديمقراطية وحرية التعبير في روسيا تحت قيادته. “التوجه الرئيسي لروسيا هو باتجاه السلطوية ولكن ليس إلى الدرجة المتطرّفة كما في الاتّحاد السوفياتي”. وكان هناك توقع آخر وهو أنّ روسيا ستُنهي كونها لاعبا رئيسيا وأنّ “تغييرات ديمغرافية، صعوبات اقتصادية مزمنة ومشاكل حكومية ستحدّ من قدرتها على التأثير على الجمهوريات السوفياتية سابقا ومنع أوكرانيا من الاقتراب إلى الغرب”.
فلاديمير بوتين (Flash90)
في وقت لاحق، يبدو أن في هذه المقولة سخرية كبيرة على ضوء حقيقة أن روسيا قد ضمّت العام الماضي شبه جزيرة القرم وقامت بغزو المناطق الشرقية لأوكرانيا. واعترف مدير فرع التخطيط السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد غوردون، والذي شارك في كتابة التقرير عام 2000، في مقابلة مع مجلة DefenceOne الأمريكية بأنّه وزملاءه قد نعوا روسيا في وقت مبكّر جدّا. ومع ذلك، فهو يعتقد أنّ الأزمة الاقتصادية التي تدهورت إليها روسيا في الأشهر الأخيرة هي إشارة إلى أنّ تنبّؤاته قد بدأت بالتحقق.
ولا يتطرّق التقرير أبدا إلى عصر الشبكات الاجتماعية وإلى استخدام منصّات الإنترنت للتنظيم السياسي. أشار معدّو التقرير بنبرة عامّة إلى أنّه “ستكون هناك حاجة للحكومات بأنّ تعزّز تكنولوجيا المعلومات ولكن في نفس الوقت أن تراقب آثارها الضارّة”.
وعبّر الخبراء عن قلقهم من تحوّل عالم الإنترنت إلى أداة بأيدي أعداء الولايات المتحدة، وهو قلق قد تحقّق كاملا. “أحد أصعب الأمور في تلك التقارير هو الدمج بين التغييرات التكنولوجية والتوجهات الجيوسياسية”، كما يلخّص غوردون، “الأمر الرئيسي الذي صدقنا به هو صعود الصين. يتعامل الجميع مع الأمر اليوم باعتباره مفروغًا منه، ولكن الأمر لم يكن كهذا عام 2000”. سيحاول الخبراء في التقرير الاستخباراتي القادم، الذي سيُنشر عام 2016، توقّع التحدّيات والتطوّرات في عام 2035.
يتضح أنّ أجهزة الاستخبارات العالمية ما زالت تحاول رسم صورة أكثر وضوحًا عن تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يهددّ فقط أمن الدول العربية والمسلمة في منطقة الهلال الخصيب والعراق، وإنما يهدد أيضًا استقرار وأمن دول كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة.
تتلقّى وكالات الاستخبارات الغربية انتقادات على التقليل من قيمة الدولة الإسلامية (داعش)، والتي تغلغلت خلال عام واحد عميقًا في الوعي السياسي – الاجتماعي -التشدّدي والإعلامي في الغرب. نجح هذا التغلغل غير المتكافئ تقريبًا لهذه المجموعة السنية في إثارة أمن بعض دول المنطقة وتجاوز تأثيرها إلى ما وراء حدود الحرب الأهلية السورية، والتي بدأت تزدهر فيها.
بل إنّ حجم هذا التنظيم ليس واضحًا. تتحدّث بعد الهيئات العراقية والإقليمية عن 50 ألف مقاتل. وتقدّر الاستخبارات الأمريكية العدد بنحو 10,000. والبريطانيّون أكثر تحفّظًا. قال مصدر استخباراتي بريطاني إنّ التقدير هو بضعة آلاف معدودة.
ولكن فهم المبنى القيادي في التنظيم وتحديد قادته أكثر أهمية – كما يبدو – من عدد مقاتليه والمعلومات هنا غامضة جدّا، بل حتى قائد التنظيم المعروف، أبو بكر البغدادي، كان لغزًا حتى ظهرت خطبته في رمضان على شبكة الإنترنت في الشهر الماضي.
https://www.youtube.com/watch?v=OCyjvRRggZw
يقدّر مديرو استخبارات أمريكيون اليوم أنّ التنظيم قادر على الاحتفاظ بقائدين على الأقل في الميدان في أية لحظة. ليس لديهم سيطرة مركزية. ويحدد القادة السياسات، ولكنهم لا يحاولون إدارة كلّ عملية وعملية. وهم يتنقّلون. لا يعرف معظم المقاتلين أين تتواجد القيادة الأهم.
قادة داعش
حين أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأسابيع الماضية قرارًا يدين داعش ويحدّ من قدرات التجنيد والتمويل لدى التنظيم، فقد فرضت عقوبات على ستّة أفراد، ولكن اثنين منهم فقط أعضاء في الدولة الإسلامية وهما: حامد حمد حامد العلي، رجل التمويل، وأبو محمد العدناني، مسؤول الدعاية الرئيسي له.
تنقسم القيادة العليا في داعش بين مجلس الشورى – مجلس وزاري مصغّر مع مجالات مسؤولية معيّنة مثل التجنيد، التمويل وتوفير الطعام – ومجلس عسكري مصغّر، مع قائد له. يعمل تحت لواء المجلس العسكري معيّنون بمجالات مسؤولية وخبرة مثل بناء شاحنات متفجرة أو العبوات المتفجرة.
البغدادي، الذي توّج نفسه “خليفة” للدولة الإسلامية، يفرض سلطته على التنظيم كما فعل قبله زعماء القاعدة، بإجرائين رئيسيّين: وحدة اغتيالات داخلية تقتل المنحرفين عن الطريق، وسلطة دينية تشكّل ضغوطا أيديولوجية. بالإضافة إلى هذه البنية الأساسية، فلدى الدولة الإسلامية “حكومة” من الأمراء المحليّين، وهم مسؤولون عن مناطق سيطرتهم، وقادة عسكريّون منفصلون. إنّ إرفاق الأسماء لكل هذه المجموعة هو أمر معقّد، وسبب ذلك – من بين أمور أخرى – هو استخدام كنى سرّية.
كل ما هو معروف، بأنّ “وزير الحرب” لدى التنظيم هو رجل اسمه أبو سليمان الناصر لدين الله، وهو مثل البغدادي كان معتقلا في معسكر بوكا (Bucca) الأمريكي في العراق، قبل أن يشق طريقه في عالم الجهاد.
حازم عبد الرزاق الزاوي هو وزير الداخلية، وأبو صفوان الرفاعي هو رئيس جهاز الأمن، وفقًا لمعلومات تفصيلية لم يتمّ التحقّق منها سُرّبتْ من موقع إنترنت مجهول يسمّى “ويكي البغدادي” عام 2013.
هناك شخصيات أخرى يمكن تحديدها بشكل أوضح: عبد الرحمن البيلاوي، كان أحد القادة الكبار في داعش، وتقول بعض المصادر إنّه القائد العسكري الأعلى. لقد توفي في حزيران قبل الهجوم واحتلال الموصل تمامًا.
أبو عمر الشيشاني، وهو من الشيشان، أصبح هو أيضًا شخصية مهمّة في التنظيم. كان قائدًا لمجموعة تابعة له، جيش المهاجرين، في سوريا قبل أن ينشقّ وينضمّ لداعش.
شاكر وهيب الفهداوي، الملقّب بـ “أسد الصحراء”، هو قائد كبير آخر، وهو حريص أكثر على إظهار وجهه مقارنة مع الآخرين. يمكن التعرّف عليه في عشرات الصور: وجه بلطجي صارم لا يبتسم مع شعر أسود طويل.
عبد الله الجنابي: كان في الماضي شخصية رئيسية في القاعدة، وهرب من محاولات اغتيال أمريكية، وهو كما يبدو مسؤول آخر في داعش، رغم أنّ دوره ليس واضحًا. يلقي جنابي الخطب الدينية بشكل دائم في مدينة الفلّوجة منذ سقوطها بيد داعش عام 2013.
تعود قيادة داعش في حقيقتها إلى حزب البعث العراقي، وهي مشغولة جدّا بإعادة السيطرة على كلّ البلاد. يمكن ملاحظة ذلك في الخبرة العسكرية التي يملكونها. أسّس قدماء القاعدة نواة التنظيم، وهم ملتزمون بنفس المُثل.
أبو عمر الشيشاني
بالنسبة لداعش، فإنّ الهدف الأيديولوجي كان دائمًا “العدوّ القريب”؛ وهو مصطلح يشير في الأصل إلى المسلمين الآخرين، وخصوصًا الشيعة والممالك مثل المملكة الأردنية الهاشمية وآل سعود في المملكة العربية السعودية. بالمقابل، فقد ركّزت شبكة القاعدة الأساسية دائمًا على “العدو البعيد”؛ الغرب الكافر.
مع القصف الأمريكي للولايات المتحدة وقتل الصحفي الأمريكي جيمس بولي، يبدو أنّ داعش غيّرت من تركيزها. بخلاف القاعدة، أعلنت عن نفسها خلافة عالمية، ولذلك فقد تحتاج إلى إظهار القوة على المستوى الدولي.
شاكر وهيب (AFP)
وفقًا لبعض التقديرات الاستخباراتية الغربية، فمن غير الواضح مدى السلطة التي تتمتّع بها القيادة الرئيسية للتنظيم على المجموعات الإقليمية التي تنفّذ المجازر بالسكان. إنّ تيّارًا قويّا من الأعضاء الجدد، الذين ينجذبون إلى الدعاوى الأيديولوجية المتطرفة جدّا، ليسوا مُدمَجين دمجًا كاملا بالمبنى القيادي للتنظيم؛ سواء لأنّ القيادة تخشى من اختراق التهديدات، أو لأنّ النشاط يمتدّ الآن على مساحة كبيرة جدّا من الأراضي. من المرجّح أن يكون المتحمّسون الجدد أكثر وحشية وأقلّ توقّعًا في سلوكهم، كما يعتقد المسؤولون الاستخباراتيّون.
أبو بكر البغدادي (AFP)
لا يزال من غير الواضح بأية سرعة ستستطيع داعش مهاجمة الغرب في بلاده، من خلال تخطيط مقدّم ومركّز أو بمبادرة المجنّدين المتحمّسين من تلك البلدان. يقدّر محلّلو المعلومات الاستخباراتية أنّه فيما يتعلّق بتخطيط الهجمات في الخارج، فليس لدى الدولة الإسلامية اليوم القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية في العواصم الأوروبية أو في الولايات المتحدة.