“كُفوا عن قياس طول بنطال الفتيات”

طالبات في مدرسة ثانوية إسرائيلية (Hadas Parush/Flash90)
طالبات في مدرسة ثانوية إسرائيلية (Hadas Parush/Flash90)

منظمات اجتماعيّة إسرائيلية تعارض قوانين اللباس المتبعة في المدارس، وتطالب بوضع قوانين جديدة للباس متساو، في ظل تطبيق قوانين اللباس المتزايد والمفروض على الطالبات

قبيل افتتاح السنة الدراسية، تناشد منظمات اجتماعيّة اتباع نظام لباس موحد في المدارس الإسرائيلية. تدعي المنظمات أنه بسبب نقص التعليمات الواضحة لوزارة التربية حول الموضوع، أصبح يُطلب من الطالبات، من ضمن طلبات أخرى، أن يرتدين زيا مدرسيا أطول من الزي المدرسي الذي يرتديه الطلاب.

في أعقاب ذلك، أطلق المنتدى العلماني واللوبي النسائي الإسرائيلي حملة تسويقية عنوانها: “نعارض قوانين الاحتشام في المدارس”. تشير المنظمات إلى أن أنظمة اللباس المفروضة على الطالبات كانت صارمة أكثر من الطلاب، وكان عدد الطالبات اللواتي أرسِلن إلى المنزل لاستبدال ملابسهن أعلى مقارنة بعدد الطلاب. وفق الأنظمة الإدارية الجديدة المتعلقة بالزي المدرسي التي تقترحها المنظمات، لن يتم التوجه إلى جنس معين، بل ستكون التوجهات عامة أكثر فيما يتعلق بالزي المدرسي ولن تتطرق إلى طول الملابس. مثلا، بدلا من “بنطال قصير” و”قمصان تكشف عن البطن” – سيُكتب في الأنظمة الإدارية يجب أن يكون الزي المدرسي “لائقا” أو “ملائما”.

وفق سياسة جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي المتعلقة بالزي المدرسي الموحد، يمكن أن تختار كل مدرسة الزي المدرسي الخاص بها، وفق ما تراه ملائما، وبالتعاون مع المعلمين، الوالدين، والطلاب. رغم هذا، لا يتطرق الجهاز إلى أنظمة إدارية بشأن المساواة بين كلا الجنسين، ما يسمح باتباع سياسة مختلفة بين الطلاب والطالبات.

“عند إبداء الملاحظات للفتيات بشأن ملابسهن، يشير هذا إلى أنهن يشكلن مصدر إثارة جنسيّة، وعليهن الاختباء لئلا يغرين الشبان”، قالت ميخال غيرا مرغليوت، مديرة عامة في اللوبي النسائي الإسرائيلي، في مقابلة معها لموقع ynet. وفق أقوالها، “إن تطبيق قوانين الاحتشام في المدارس مهين وضار. ففي السنة الماضية، وصلت إلينا قصص كثيرة حول التشديد على طول بنطال الطالبات، وعن الفتيات اللواتي طُلِب منهن الذهاب إلى المنزل لاستبدال ملابسهن خلال اليوم الدراسي، بدلا من المشاركة في الدروس، وخلافا لتعليمات وزارة التربية والتعليم”.

اقرأوا المزيد: 269 كلمة
عرض أقل
نساء متدينات (المصدر/Guy Arama)
نساء متدينات (المصدر/Guy Arama)

هل الاحتشام يمنع التحرش الجنسي؟

خلافا لما يبدو، من الصعب جدا كسر "الصمت" في المجتمعات المغلقة. اهتماما بشرف العائلة وخوفا من المعتدي تسكت ضحايا الاغتصاب والتحرشات الجنسية حتى لو كن يرتدين الحجاب

في الأشهر القليلة الماضية، تصدرت قضايا التحرشات الجنسية في المجتمع العناوين بشكل بارز. وقد توسع الخطاب العام حول هذا الموضوع في ظل قضية التحرش الجنسي الفظيعة التي ارتكبها المخرج الهوليوودي، هارفي وينشتاين.

وبسبب انفجار هذه القضية، بدأت في الشبكات الاجتماعية حملة عالمية لرفع الوعي حول التحرش الجنسي، شاركت فيها ملايين النساء في العالم قصصهن وتجاربهن تحت هاشتاغ “‏‎Metoo#‏”. وقد عرف العديد من النساء والرجال الإسرائيليين بهذه الحملة وشاركوا فيها تعبيرا عن تضامنهم وتوضيحا لأن العديد من الناس يتعرضون للتحرش الجنسي في حياتهم. في أعقاب الحملة الدعائية، اتُهم كبار المسؤولين في وسائل الإعلام والسياسة الإسرائيلية باستغلال قوتهم والتحرش جنسيا بالنساء اللواتي عملن تحت أمرتهم.

وقد أثار هذا الخطاب الكبير والرهيب، الذي كشف عن قضية جديدة في كل مرة، جدلا بين مجموعات مختلفة في المجتمع الإسرائيلي، ومثال جيد على ذلك، هو الخلاف حول ما إذا كان الاحتشام والعيش في المجتمع التقليدي يقللان حالات التحرش الجنسي. يوضح الجمهور المتديّن في إسرائيل أن الفصل بين الرجال والنساء والتقيّد بقواعد التواضع يشكلان وسيلة لمنع التحرش الجنسي. في المقابل، دحضت جهات في أوساط الجمهور العلماني والمتديّن هذه الادعاءات وتحدثت عن الأصوات الصامتة للضحايا في المجتمَع الحاريدي والعربي، التي تخشى من الكشف عن أنفسها والإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية.

مثلا، قال عضو الكنيست المتديّن، يهودا غليك (الليكود) في مقابلة مع محطة إذاعية شعبية: “إن التحرشات الجنسية تحدث لأن المتحرش يشعر بالتفوّق على الآخرين والقوة وبسبب المجتمع المتسامح. عندما وضع الحاخامات قواعد التواضع، عرفوا نقاط الضعف البشرية، لهذا وضعوا قواعد واضحة، مثل أسلوب الكلام واللمس ” .

غليك في الكنيست (Hadas Parush/Flash90)

وردا على أقوال غليك، قالت الناشطة النسوية وعضوة الكنيست تمار زاندبرج (ميرتس): “التحرش والاعتداء الجنسي يحدثان بسبب علاقات القوة. ولا يحدثان بسبب الاحتشام، طريقة اللباس، والدين. هناك في المجتمع المتسامح قواعد سلوكية أيضا. يتخطى الأشخاص هذه القواعد والحدود لأنهم يشعرون أنه كل شيء ممكن، وأن النساء ليسوا بشرا، بل غرضا، لهذا يستغلون قوتهم الزائدة تجاه أولئك الأضعف منهم”.

عضو الكنيست تمار زندبرغ (Falsh90/Yonatan Sindel)

هناك ادعاء آخر يتضح من أقوال الصحفي الحاريدي، يسرائيل كوهين، الذي أيد في مقالته في صحيفة “هآرتس” أهمية الفصل بين الجنسين الذي يُمارس في المجتمع الحاردي المتزمت الذي هو جزء منه بصفته وسيلة للحد من ظاهرة التحرش الجنسي. وكتب: “في الأيام التي يُكشف فيها المزيد عن حالات التحرش الجنسي، إضافة إلى الشهادات القاسية حول استغلال علاقات التبعية، يبدو أن النهج الحاريدي الذي يقدس الفصل بين الجنسين له معنى كبير”. وأضاف: “إن منع الاحتكاك غير الضروري بين الجنسين هو الطريقة الأكثر فعالية ببساطة “.

طلب العديد من النساء اللواتي قرأن أقواله التوضيح له أن اداعاءاته لا تستند إلى المعطيات حول الإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية وأنه منفصل عن الشهادات والحوادث العديدة التي تحدث داخل المجتمعات الدينية والحاريدية.

يبدو أن اللباس المتواضع لا يضمن أو يحمي من الاعتداءات الجنسية

تشير البيانات الجافة من العديد من الدراسات في العالم إلى أنه ليست هناك علاقة بين لباس النساء وبين إلحاق الضرر بهن. مثلا، منذ سنوات تكافح في مصر جهات قانونية عديدة مسؤولة عن إنفاذ القانون ظاهرة التحرش الجنسي، ومن المعروف أن المجتمع المصري هو مجتمع متواضع. قد يتعرض الرجال أو النساء اليهود، المسيحيون، المسلمون، العلمانيون، الشباب، المسنون، الذين يستخدمون أو لا يستخدمون حجابا للتحرش الجنسي. يبدو أن اللباس المتواضع لا يضمن أو يحمي من الاعتداءات الجنسية.

حملة MeToo# الإسرائيلية

يدعي الكثير من العلماء أن في المجتمعات المغلقة والدينية بشكل أساسي باتت ظاهرة “الصمت” شائعة جدا. لا يفهم الأطفال والمراهقون دائما ما حدث لهم، لأن الخطاب حول الحياة الجنسية محدود وأحيانا ليس موجدا على الإطلاق. لا يعرف الضحايا ما يمرون به، وهم يُستغلون على يد المعتديين. وعلاوة على ذلك، يخشى الرجال والنساء في المجتمعات المغلقة أن يعاقبهم المجتمع بدلا من يعاقب المعتدين عليهم.

يبدو أن “الصمت” بين أوساط العرب الإسرائيليين كبير جدا. يخشى الكثير من النساء، لا سيما المراهقات، من تحطيم حدود المسلمات الاجتماعية، ويفضلن التستر على ضائقتهن لئلا تتضرر أسرهن. تعرض العديد من النساء في حياتهن من المجتمع العربي طيلة سنوات إلى سوء المعاملة من قبل شركائهن، وحافظ جزء منهن ببساطة على “شرف الأسرة” وفي المقابل، يجرؤ القليل منهن على تقديم الشكوى والتحدث عن قصصهن الرهيبة، في حين يخاطرن بحياتهن.

اقرأوا المزيد: 618 كلمة
عرض أقل
المساعدة البرلمانية شاكيد حسون (Facebook)
المساعدة البرلمانية شاكيد حسون (Facebook)

احتجاج النساء في البرلمان الإسرائيلي ضد الاحتشام

عاصفة نسوية في إسرائيل بعد أن عارض حرس الكنيست دخول بعض المساعدات البرلمانيات عند مدخل الكنيست لأنهن كنّ يرتدين "تنانير قصيرة جدًا"

تم اعتراض دخول شاكيد حسون، مستشارة عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي (العمل)، البارحة عند دخولها إلى الكنيست لأن تنورتها قصيرة جدًا. وأعرب مساعدون برلمانيون عن احتجاجهم على ذلك التصرف في مواقع التواصل الاجتماعي.

وصلت حسون إلى مبنى البرلمان الإسرائيلي إلا أنه تم توقيفها من قبل الحراس المسؤولين عن التفتيش، الذين أخبروها أن تنورتها قصيرة جدًا ولا يُمكنها الدخول.”ارتديتُ تنورة، ولم تكن مُلفتة بشكل خاص. “لم أُفكر بأية إثارة”، وفقًا لما صرّحت به حسون اليوم في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وقالت حسون إن الحراس لم يسمحوا لها بالدخول إلى الكنيست، لمدة طويلة لأنهم لم يستطيعوا أن يُقرروا إذا كانت تنورتها قصيرة جدا أو أن لباسها ليس محتشما.

علّقت الوزيرة، شيلي يحيموفيتش، أيضًا على تلك القضية، في الفيس بوك. ووجّهت كلامها ضد رئيس الكنيست، يولي إيدلشتاين (الليكود)، حيث قالت: “يبدو أن رئيس الكنيست، الذي يُتيح أن تكون جلسات الكنيست مُهينة، فوضوية، محرجة، وعدوانية بشكل غير مسبوق في تاريخ الدولة – وجد الوقت ليهتم بالأمور الأكثر أهمية أخيرًا. أعطى تعليمات واضحة بشأن “اللباس” وهي بمثابة تلطيف للتعليمات أن على “النساء ارتداء ملابس مُحتشمة”، وهناك وراء هذه التعليمات تفكير تقليدي، رجعي، مشوه تمييزي، وفوضوي”.

الملابس التي ارتدتها حسون عند دخولها البرلمان الإسرائيلي (Facebook)
الملابس التي ارتدتها حسون عند دخولها البرلمان الإسرائيلي (Facebook)

حتى أن صحيفة هآرتس كرّست افتتاحيتها للنضال النسوي ضد نزعة التديين التي تطال المؤسسات العامة في إسرائيل وكتبت “المواقف المُهينة التي تعرضت لها المساعدات البرلمانيات… تُعتبر محاولة إضافية للمس بحرية النساء تحت شعار الحفاظ على “الحشمة” أو “المس بمشاعر الآخرين”. والدعوات التي تدعو إلى منع “غناء النساء” أو منع خدمتهن في الجيش لدواعي “الاحتشام”، هي جزء من عملية تديين الحيز الجماهيري وعملية إكراه شوفينية. يُقصد دائمًا عند الحديث عن “المس بالمشاعر”، فقط مشاعر المتدينين، ما من أحد يُفكر بمشاعر المساعدات البرلمانيات أو غيرهنّ من النساء، ممن يتعرضنّ لمثل هذه المواقف المحرجة عند مدخل الكنيست”.

اقرأوا المزيد: 269 كلمة
عرض أقل
الحريديات - عالم مغلق ومنعزل (Flah90/Yossi Zelinger)
الحريديات - عالم مغلق ومنعزل (Flah90/Yossi Zelinger)

إطلالة على عالم الحريديات الإسرائيليات الممنوع

تربي النساء الحريديات، بالمعدل، 7 أبناء، يعملنّ على إعالة أولادهنّ وأزواجهنّ وحدهنّ، ويُحظر عليهنّ إسماع صوتهنّ علانيةً. إطلالة نادرة على حياة النساء الحريديات في إسرائيل

تخيلوا عالمًا مُغلقًا ومُنعزلاً. عالم محدود جدًا، تسود فيه قيود وخطوط واضحة جدًا، عالم منطوي على ذاته. وكُلما تمدد العالم العصري وتطور ينطوي أكثر على نفسه بقدر الإمكان، وتسود فيه قوانين عزل جديدة، وتحيط أسوار أعلى بأبنائه. وفي يوم من الأيام استطاع طاقم قناة تلفزيونية أن يخترق، بشكل بسيط، أحد تلك الجدران العالية والمُخيفة من أجل توثيق ما يدور داخل تلك الأسوار، بمعزل عن الفروض الدينية، التقاليد، القيود الشديدة، وقوانين الاحتشام الأكثر تطرفا.

تبث القناة العاشرة الإسرائيلية في هذه الأيام سلسلة وثائقية قصيرة تتطرق إلى حياة أكثر الأوساط عزلة في المُجتمع الإسرائيلي. هذا الوسط، ليس معزولا عن الواقع الإسرائيلي وعن الإسرائيليين فحسب، بل هو أيضًا مُناهض للصهيونية ويرى في دولة إسرائيل تجديد للعالم العصري، الذي لا تقبله التوراة. تُعرض تلك السلسلة الوثائقية على الجمهور في وقت ذروة المشاهدة وتمنحهم إطلالة على نمط حياة الحريديم وللمزيد من الدقة، على العالم الممنوع، المخفي، المُحتشم الخاص بالنساء الحريديات.

الحريديات - عالم مغلق ومنعزل (AFP)
الحريديات – عالم مغلق ومنعزل (AFP)

يعرف المواطن الإسرائيلي العادي، تقريبًا، من هو الحريدي وكم يُعتبر غرسة غريبة في المُجتمع الإسرائيلي بسبب تطرفه، أفكاره السياسية المُعادية للصهيونية والمناهضة للمؤسسات، تعصبه الديني وكرهه التام لكل ما هو عصري. يجرؤ القليلون فقط على التطرق إلى مكانة النساء الحريديات، دورهنّ كربات بيوت، واللواتي تم إيكال دور كبير لهنّ لتوفير رغبات “الزوج الحريدي” وهنّ، تقريبًا، المُعيلات الوحيدات لعائلاتهنّ. ولتوضيح الأمر أكثر نُشير إلى أن المرأة الحريدية تربي 7 – 8 أبناء، بالمعدل، لا يُسمع صوتها تقريبًا علانية، ليست سيدة نفسها وسيدة بيتها ويجب عليها أن تكون في بيت والديها صاغرة لهم وكذلك لزوجها في بيت الزوجية.

تدور حياة المرأة الحريدية، في هذا العالم المُركَب، دائمًا حول إيجاد حلول إبداعية للأوضاع المُعقدة التي آلت إليها حياتها في الجيل الأخير. قبل 60 عامًا كانت المرأة الحريدية مُخبأة داخل بيتها، لأن الاحتشام هو القيمة العُليا في وسط الحريديم. كانت تُربي 4 أبناء، بالمعدل، ولم تكن تعمل، وكان زوجها يُعيلها. ومؤخرا خرجت المرأة الحريدية من البيت، إثر ثورة قادها حاخام كبير في وسط الحريديم، لكي تُعيل عائلتها و “حررت” زوجها لكي يتعلم التوراة. هذه كانت فكرة جديدة وجريئة وليس فقط أنها كانت ضد التعاليم اليهودية المتوراثة بل أيضًا ضد عقد الزواج (عقد ما قبل الزواج) الذي يلتزم فيه الزوج بإعالة الزوجة.

من هم الحريديون في إسرائيل؟

اليهود الحريديون (Flash90/Nati Shohat)
اليهود الحريديون (Flash90/Nati Shohat)

من أجل فهم عمق التعقيد في حياة المرأة الحريدية علينا أن نفهم ماهية اليهودية الحريدية. اليهودية الحريدية هي مجموعة من التيارات التابعة لليهودية الأرثوذوكسية التي تتمثل بالتشديد الكبير على الالتزام بالوصايا، تطبيق التعاليم اليهودية والتمسك المُبالغ به بالدين والثقافة الدينية ونمط الحياة المحتشم.

نشأ التيار الحريدي في وسط وشرق أوروبا، في العصر الحديث، كردة فعل على عمليات التحديث والعصرنة التي مر بها اليهود في أواخر القرن الثامن عشر. في القرن التاسع عشر كان مُصطلح “حريديم” صفة مميزة لليهود الذين تمسكوا بنمط حياتهم التقليدي وفقًا للتعاليم اليهودية.

يتركز مُعظم اليهود الحريديم اليوم في دولة إسرائيل، الولايات المُتحدة، بلجيكا، وبريطانيا.

تحمل النساء الحريديات على أكتافهنّ الرقيقة العبْء الأكبر

المرأة الحريدية ليست سيدة نفسها (Flash90/Hadas Parush)
المرأة الحريدية ليست سيدة نفسها (Flash90/Hadas Parush)

تبدو المرأة الحريدية في عام 2016 مُنهارة من هول المهام الملقاة على عاتقها. وهي تربي اليوم 7 أبناء، بالمعدل، والمُعيلة الوحيدة، في مُعظم بيوت الحريديم، ومُعظم الأعمال البيتية ملقاة على عاتقها. تنص كُتب الإرشاد الخاصة بالنساء الحريديات على عدم طلب المُساعدة من الزوج. دور المرأة الحريدية مُعقد جدًا: يُتوقع منها أن تُربي الأولاد، تهتم بالأعمال البيتية، وأن تهتم بإعالة عائلتها. وكل ذلك من أجل إتاحة فرصة تعلم التوراة للزوج من الصباح حتى المساء. ترضع المرأة الحريدية هذه التربية منذ سن صغيرة: هناك فصل تام بين الرجال والنساء، ومكان المرأة ليس بين الجمهور، وتكون معزولة عن الحياة العامة، وتوصى بألا تحاول الخروج عن نمط الحياة وهذه القوانين الصارمة.

“تبدو امرأة حريدية في الثلاثينات من العمر وكأنها في الستينات. إلى متى يُمكنهن العيش هكذا؟”، وفقًا لما ذكرته الباحثة في شؤون الحريديم، في لقاء لها ضمن البرنامج الوثائقي.

الحيز العام محظور عليهن تمامًا، وكما يحظر على المرأة أن تُسمع صوتها لأنها ليست سيدة نفسها. “عندما تُنهي الفتاة الحريدية تعليمها وتبلغ 17.5 عاما أو 18، يجب إيجاد زوج لها. فهي تعيش في ضغط كبير والمطلوب منها واضح: الموافقة على تزويجها من الرجل الذي تلتقيه نحو 2 – 3 مرات، وفي أحسن الأحوال عندما يتم إعلان خطوبتهما”، وفقًا لما قالته شابة حريدية في الثلاثينات من العمر، وهي متزوجة وأم لأربعة أولاد كانت قد شاركت في البرنامج.

بداية ثورة

الاحتشام هو القيمة العُليا في وسط الحريديات (Flash90/Liron Almog)
الاحتشام هو القيمة العُليا في وسط الحريديات (Flash90/Liron Almog)

حطمت الثورة، التي بدأت في الستينات، مع إخراج النساء خارج جدران البيت الخاص وإلى الحيز العام لكسب الرزق من أجل أزواجهن وأولادهن، الكثير من الجدران الزجاجية. أصبح الكثير من النساء على تواصل مع “العالم الخارجي”، وهن يُطالبنّ امتهان أعمال ووظائف حرة، ويسعين إلى التعلم في الجامعات وتحصيل العلم. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل بعد الثورة الأولى ستحدث ثورة ثانية، تقودها النساء، وسيثرن على الوضع الذي حددته لهنّ المؤسسة الحريدية الذكورية؟ هل ستعود المرأة التي خرجت للعمل، وحصلت على تعليم عالي، ورأت العالم، إلى البيت كامرأة خانعة جُل ما عليها فعله هو إشباع رغبة زوجها؟

قال الكثير من النساء اللواتي شاركن في البرنامج إن العالم العصري والعلماني ليس بالضرورة أن يكون العالم الذي تسعى إليه النساء الحريديات. لا شك أن هناك العديد من المشاكل في مُجتمع الحريديم، مثل العزلة عن العالم، إلزام النساء على تلبية احتياجات أزواجهن، العنف الشديد المُمارس ضدهنّ، إلزامهن بالصمت، التحريم التام لعالم الجنس، نسبة الولادة المُرتفعة، عيش حياة مُنغلقة جدًا، احتشام مُبالغ به، وتمييز كبير ضد النساء. تعتبر غالبية النساء الحريديات النساء النسويات مصدر شر مُستديم وعليهن الامتناع من أن يلحق بهن الضرر. تُريد النساء الحريديات، الشابات الصغيرات اللواتي يتبنين التغيير، توسيع الحدود من جديد داخل مجتمعهنّ وفي إطار عائلاتهنّ: تخليصهنّ من عبء إنجاب عدد كبير من الأولاد، إتاحة فرص عمل متساوية لهن، أن يكون الزوج جزءًا من تربية الأولاد وتنشئتهم، التصدي لظاهرة ممارسة العنف ضد النساء داخل الوسط، توفير تعليم أسس التربية الجنسية للزوجات الحديثات اللواتي لا يمسكن يد أزواجهن المُستقبليين، إسماع أصواتهن أكثر في المُجتمع، وإتاحة الفرصة أكثر للنساء الحريديات للتقدم والتطور.

نساء الطالبان – المُحافظات

نساء طالبنا اليهوديات (Flash90/Nati Shohat)
نساء طالبنا اليهوديات (Flash90/Nati Shohat)

يقف مُقابل النساء الحريديات، اللواتي يُطالبنّ بالتحرر من الأعباء الثقيلة الموجودة في عالم الحريديم، الكثير من المُعارضين. يرى الكثير من الحاخامات بذلك التغيير الذي يُحدثه الكثير من النساء الحريديات لعنة كبيرة ويمنعون مُجتمعًا كاملاً (عدد الحريديم في إسرائيل يتراوح بين 950 ألف – مليون شخص) من الانفتاح والانجرار خلف العالم العصري الضال. حتى أنه في البرنامج الوثائقي قُدّمت اثباتات على وجود حاخامت توجهوا إلى أصحاب عمل، ممن يُشغّلون نساء حريديات، وطلبوا منهم إعطاءهن راتبًا مُنخفضًا عمدًا لإبقائهنّ دائمًا تحت رحمة أزواجهنّ في البيت. لا يرى الكثير من الحاخامات تقديم الأزواج المساعدة لزوجاتهن، بعين جيدة، في كل ما يتعلق بتربية الأولاد والاهتمام بهم.

ليس أولئك فقط هم الذين يقفون ضد النساء الحريديات اللواتي يُطالبنّ بتحرير المرأة الحريدية بل أيضًا مجموعات مُتزمتة أخرى. مجموعة “نساء الطالبان”، أو باسم المجموعة “نساء الشالات” هي أكبر مجموعة تتكتل ضد النساء الراغبات في التغيير.

نساء الطالبان هي مجموعة من النساء اللواتي يتميزن بوضع “الشال”، وهو ثوب يُغطي الجزء الأعلى من الجسم ويُموه شكله، وتستخدمه النساء الحاريديات عند خروجهن من البيت، وأيضًا يضعن الشال على جسم بناتهن. هذا الثوب، وفقًا لادعاءاتهنّ، هو ثوب نسائي يهودي قديم تنص التعاليم الدينية على واجب ارتدائه. كما ويضع بعض النساء من تلك المجموعة الحجاب.‎ هناك، وفق التقديرات الأخيرة، نحو 10,000 امرأة من الحريديات يضعنّ الشال.‎ توجد مجموعة من أولئك النساء في القدس، ومجموعة ثانية في بيت شيمش، غرب القدس.

ترى تلك المجموعة من النساء أن النساء الحريديات غير مُحتشمات وعدم الاحتشام ذاك سيدفع نحو خراب المُجتمع اليهودي. تدعي نساء طالبان أن ملابسهن المميزة هي التي ستُعجّل الخلاص أكثر.

عالم النساء الحريديات مُعقد جدًا: من جهة نجد أن ذلك الانفتاح يجذبهن ويُتيح لهنّ مساحة حركة أوسع، ومن جهة أخرى، فإن الانفتاح المُبالغ به والعصرنة تُهدد مُجتمعاتهنّ المُنغلقة على نفسها والمُحافظة. يبدو أن السنوات القادمة سوف تجلب معها تغييرات بسيطة ولكنها هامة بما يكفي لإتاحة الفرصة للمرأة الحريدية أن تُنزل عن كاهلها القليل من تلك الأعباء الثقيلة ومسؤوليتها للحفاظ على سمعتها وسمعة عائلتها.

اقرأوا المزيد: 1208 كلمة
عرض أقل
عروس في يوم زفافها في مدينة بيت شيمش الحاريدية- جنوب القدس (Flash90)
عروس في يوم زفافها في مدينة بيت شيمش الحاريدية- جنوب القدس (Flash90)

قواعد الاحتشام: كيف على المرأة اليهودية أن تتصرف؟

قواعد الاحتشام في اليهودية أيضًا مثل الإسلام تلزم النساء غالبا. هل هناك فرق بين الديانتين؟ هل يتجول في شوارع البلاد المقدسة أفراد شرطة الآداب من أجل ضمان الامتثال للقواعد؟

نشر الحاخام شلومو أفينر، وهو أحد الحاخامات الأكثر بروزا في إسرائيل، قواعد احتشام جديدة للنساء في إسرائيل، وادعى أنّ الرغبة الذاتية في الاحتشام آخذة بالازدياد في أوساط الكثير من الفتيات اليهوديات في العقود الأخيرة.

ادعى أفينر، الذي يعمل حاخاما في مستوطنة بيت إيل (شمال رام الله)، أكثر من مرة أنّ “الاحتشام يتضمن كرامة واحترام، طهارة وقداسة، وأنّه عند تغطية الجسد تُحترم النفس التي هي أساس الإنسان”.

في إطار نشرات الدعاية والأفلام، يرسم أفينر على سبيل المثال قواعد لباس واضحة جدا، ويعرّف فيها لصالح النساء الإسرائيليات المتديّنات وغير المتديّنات، ما هو الاحتشام وفقا لرأيه وما هي الملابس المتواضعة التي يجب على المرأة ارتدائها. “يجب على الملابس أن تغطي كامل الجسد، ويحظر عليها أن تكون شفافة أو ضيّقة، ويجب أن تكون هادئة ومتحفّظة”. وللتوضيح، يقول أفنير عن الملابس الشفافة: “تُفحص شفافية اللباس أمام ضوء الشمس أو أمام ضوء قوي، وليس في المنزل”.

في الأماكن العامة في دولة إسرائيل، لا تعمل شرطة الآداب كما في إيران أو في مصر ولكن، هناك داخل المجتمعات الدينية المغلقة حضور كبير لهذه القوانين ومنفذيها. ومثل الشريعة الإسلامية هناك منطق معيّن وراء قواعد الاحتشام اليهودية أيضًا والذي يهدف إلى حماية المجتمعات المتدينة من التعرض للعالم العلماني.

ولكن، ما هو الاحتشام الديني في اليهودية؟

نساء متديّنات في إسرائيل - اللاتي يسمّينَ "نساء طالبان" (Flash90/Yossi Zamir)
نساء متديّنات في إسرائيل – اللاتي يسمّينَ “نساء طالبان” (Flash90/Yossi Zamir)

كما في الإسلام ففي اليهودية أيضًا هناك قواعد واضحة للاحتشام. ولكن ما هو الاحتشام في اليهودية وكيف يختلف عنه في الإسلام؟ هل يهدف بشكل عام إلى تقييد المرأة بالمؤسسة الذكورية؟ هل يهدف إلى أن تكون ذات علاقة تبعية بالرجل؟

يمثّل الاحتشام بمعناه العام طريقة تصرّف “أخلاقية” تهدف إلى تجنّب السلوكيات المنفتحة والتي قد تشهد على صفات الإنسان. يشتمل المعنى العام لمفهوم الاحتشام هذا على الاحتشام الجنسي. ومع مرور السنوات، أصبح الاحتشام الجنسي جزءًا رئيسيّا في مفهوم الاحتشام في اليهودية، سواء في الشريعة أو في التفكير اليهودي.

اعتمدت قوانين الاحتشام في السياق الجنسي في معظمها على الآية التالية الواردة في الكتاب المقدس (سفر اللاويين، الإصحاح 18، الآية 19): “وَلاَ تَقْتَرِبْ إِلَى امْرَأَةٍ فِي نَجَاسَةِ طَمْثِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا”.

وقد اندمجت أيضا في النقاش الديني حول أزياء الملابس نقاشات تطرق إلى التحريم التوراتي “لاَ يَكُنْ مَتَاعُ رَجُل عَلَى امْرَأَةٍ، وَلاَ يَلْبَسْ رَجُلٌ ثَوْبَ امْرَأَةٍ” (سفر التثنية، الإصحاح 22، الآية 5).

احتشام المرأة

معظم تعريفات الاحتشام في اليهودية موجّهةٌ إلى الجنس اللطيف – النساء. تشتمل هذه التعريفات على غطاء جسد المرأة، بالإضافة إلى تعليمات تهدف إلى حشمتها، واستبعادها عن الانخراط الزائد في المجتمع الرجولي.

ولكن ماذا تتضمّن التحريمات والقيود الأخرى؟ نُقدّم لكم بعض النماذج الدينية لنثبتَ أنّ جزءًا كبيرا من هذه التحريمات يظهر اليوم أيضًا في الشريعة الإسلامية.

صوت المرأة – ممنوع؟

هناك مجموعة تحريمات تتعلق بسماع صوت امرأة وهي تغنّي. فهناك عدة مستويات بين الفقهاء بخصوص شروط هذا التحريم، من بينها إذا ما كان التحريم هو فقط في المشاهدة الجسدية لامرأة تغني أو إن كان أيضًا من دون مشاهدتها وهي تظهر فعلا؟ هل يدور الحديث فقط عن الغناء الحقيقي أم عن الغناء من خلال الوسائل الرقمية، وما شابه ذلك.

تحريم النظر

تحريم النظر إلى النساء أيضًا مبني على هذا الأساس. يعود أساس هذا التحريم إلى المقولة الدينية إن “كل شخص ينظر إلى النساء سيرتكب جريمة”. في أيامنا هذه، التي لا يمكن فيها منع وجود النساء في الأماكن العامة، فُرض مجدّدا مبدأ التحريم هذا على النساء، اللاتي سيحرصنَ على التغطية المناسبة لأجسامهنّ. ففي المجتمع الحاريدي (المتزمت)، يُستخدمُ هذا التحريم الذي تم تأكيده وتوسيعه في مجالات الحياة المختلفة، كأحد أسس الفصل بين الجنسين، بل ووصل إلى تحريم عرض صور النساء على أنواعها في الإعلانات في الأماكن العامة.

تحريم التحدث

ملصق نُشر في حيّ يهودي حاريدي يهدف إلى طلب عدم ركوب الحافلات التي تقودها امرأة (Flash90/Yonatan Sindel)
ملصق نُشر في حيّ يهودي حاريدي يهدف إلى طلب عدم ركوب الحافلات التي تقودها امرأة (Flash90/Yonatan Sindel)

لقد فسر الفقهاء اليهود التحريم المفروض على الرجل، بعدم إكثار التحدّث مع المرأة في الحالات التي ينطوي عليها الخوف من التدهور نحو الجريمة أو التواني في دراسة التوراة فقط.

تحريم اللمس

يشكل اللمس مثل المصافحة لأداء التحية، المعانقة والتقبيل غير “النابعة عن المودّة”، مثار الجدل بالنسبة لفقهاء الشريعة اليهود.

هل الرقص محظور؟

كان من المتبع في مجتمعات يهودية مختلفة في أوروبا في القرون الوسطى ممارسة الرقص المختلط، بل وتأسس ذلك في جاليات مختلفة هاجرت من أوروبا إلى إسرائيل.

ولكن، أدى الرقص المختلط إلى خلافات حادّة، تضمّنت محاولات متكررة لحاخامات لإلغائه لاعتباره انتهاكا لمعظم تعريفات الاحتشام: التفكير بتنفيذ جريمة، النظر، اللمس، وسماع صوت المرأة.

تحريم الخِلوة

تفصّل التشريعات الشروط التي يُحظر فيها على الرجل أن يستفرد بالمرأة. ومن بين هذه القيود أيضًا تمت مناقشة الحظر على العازب أن يُعلم الأطفال لمنع إتاحة فرصة للخِلوة بأمهاتهم، وكذلك خِلوة الطبيب بالمريض، المعلّم بالطالبة وغير ذلك.

تحريم الاستمناء لدى الرجال

تُحظر على الرجال الممارسة الجنسية الأكثر طبيعية وهي الاستمناء. ففي العديد من المرات تعتبر الشريعة اليهودية هذا التحريم عملا أكثر فظاعة من القتل. لأنّ الممارسة الجنسية تهدف إلى الحفاظ على الإطار الأسري بواسطة العلاقات بين النساء والرجال وكذلك الحفاظ على وصايا “أثمروا وتكاثروا”، فهناك واجب ديني لإقامة العلاقات الجنسية من أجل إنجاب الأطفال فقط.

كيف تُطبق هذه القوانين؟

هناك عدة منظمات في المجتمع المتدين في إسرائيل مثل شرطة الآداب، والتي تهدف إلى إنفاذ قوانين الاحتشام. غالبا ما يتم إنفاذها من دون ممارسة العنف، ولكن أحيانا تستخدم هذه المنظمات العنف الجسدي القاسي، والذي يشتمل على حرق الممتلكات، الضرب وقص الشعر، البصق بل وحتى النبذ الاجتماعي. تمثّل هذه المنظمات أيضًا حاجزا بين أجزاء من المجتمع المتدين وبين سلطات إنفاذ القانون في دولة إسرائيل، وتحظر على الشرطة معالجة هذه الأعمال الخطيرة وأحيانا الجنائية أيضًا وذلك لفرض الاحتشام.

اقرأوا المزيد: 801 كلمة
عرض أقل
الفتيات الصغار يرقصن بالظلمة لأسباب تتعلق "بالاحتشام"
الفتيات الصغار يرقصن بالظلمة لأسباب تتعلق "بالاحتشام"

الفتيات الصغار يرقصن بالظلمة لأسباب تتعلق “بالاحتشام”

نشرت حركة الشبيبة "بني عكيفا" في إسرائيل حفلا ظهرت فيه فتيات يرقصن في العتمة من أجل عدم المس بمشاعر المتدينين المتطرفين الذين يحرّمون رقص النساء في المجال العام. الجمهور الإسرائيلي غاضب من هذا الفعل

نشرت حركة “بني عكيفا” التي تمثّل حركة الشبيبة الرئيسية في الوسط المتدين القومي في إسرائيل يوم السبت الماضي حفل “شبات إرجون”. وهو حفل يظهر كل عام في ليالي السبت التي تأتي بعد شهر كامل يدعى “حودش إرجون”. في “حودش إرجون” كل عام يهتم المرشدون والطلاب في حركة الشبيبة بالفعاليات التربوية حول موضوع يتم تحديده من قبل الإدارة القطرية للحركة. وفي حفل “شبات إرجون” يعرض الطلاب في الواقع الفعاليات التي تم القيام بها خلال ذلك الشهر.

أقيم الحفل قبل عدة أيام في الفروع وأثار عاصفة لأنّ رقص الطالبات البالغات من العمر 13 عاما فقط تم كله في الظلمة لأسباب تتعلق بالاحتشام. لم تُشاهد الفتيات الصغار قطّ، وإنما تمت مشاهدة الأشكال فقط. وكما هو معلوم فإنّ جزءا من الوسط الديني في إسرائيل يعارض غناء النساء في الوسط ورقصهن لأسباب تتعلق بالاحتشام ويدعي أنّ مثل هذا العمل يتعارض مع الشريعة اليهودية. ولكن متدينين آخرين لا يعتقدون ذلك ويعارضون هذا الإكراه من قبل المتطرفين.

تم نشر الحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل وأثارت غضبا كبيرا. ادعى بعض الإسرائيليين أنّ اللوم ملقى بالذات على الأهل الذين يؤيدون رقص الفتيات الصغار البالغات من العمر 13 عاما في الضوء، لأنّهم هم من كان ينبغي أن يعارضوا الأهالي الذين يحظرون ذلك وأن ينقلوا لهم رسالة بأنّ هذا العمل غير منطقي.

حركة الشبيبة "بني عكيفا" (فيس بوك)
حركة الشبيبة “بني عكيفا” (فيس بوك)

كتب أحد المتصفحين: “نحن نشهد هنا مجدّدا نفس الديناميكية التي يمكن تسميتها “المتطرف يقرر”، والتي في إطارها يتم التماشي مع الأكثر تزمّتا، لأنّه يُفترض أن الآخرين “لن يخسروا شيئا” إذا تصرّفوا بحسب ما يريد. ولكنهم يخسرون فعلا، وليس فقط مشاهدة بناتهم يرقصن. إنهم يخسرون عالما قيميّا كاملا من الانفتاح، الأبوة والأمومة، النسوية، المساواة، العدالة، الحوار المباشر مع الواقع المعاصر، الحياة الطبيعية”. وأضاف الكاتب أيضًا: “إنهم يخسرون أيضا الدرس التربوي المهم جدّا تجاه بناتهم والذي يكمن في التمسّك بجميع تلك القيم أمام المتطرفين”.

وكتبت إحدى الأمهات التي شاركت ابنتها في الحفل منشورا حظي بانتشار واسع في الشبكات وبمئات المشاركات. عبّرت الأم في المنشور عن غضبها لكون بعض الناس يظنّون أنّ الفتيات الصغار اللواتي يرقصن يرمزن إلى شيء جنسي. كتبت أنّها رغم ذهابها إلى حفل ومشاهدة ابنتها وهي ترقص في العتمة بألم كبير، إلا أنّها وعدت بتربية ابنتها أنّ هذا خطأ من جميع الأوجه المحتملة: “ليتني كنت أستطيع أن أقسم، بأنّه لو أن ابنتي ستكون هكذا سأكسر الأشعة فوق البنفسجية وسط الحفل”، وأضافت: “ليتني كنت أستطيع أن أقسم، بأنّه لو أن ابنتي ستكون هكذا سأقنعها بألا تذهب لبني عكيفا مجدّدا أبدا. ليتني كنت أستطيع أن أقسم، ولكن كما يبدو أنني سأقف صامتة أمام الطفلة التي فقط سترغب أن تكون جزءًا من صديقاتها وأن ترضي مرشدتها. وبالتأكيد سأكون من بين الجمهور، لأنّها ستتوسل كثيرا بأن أحضر. وأنا سأجلس هناك وأبكي”. وأضافت أيضًا: “ولكني أقسم، أنّه بعد أن نعود إلى المنزل، سأقول لها كم هذا سيء وسأقنعها حتى تفهم إلى أية درجة هذا الشيء مريض، ومشوّه، وغير مقبول”.

اقرأوا المزيد: 443 كلمة
عرض أقل
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)

الاحتشام اليهودي، أحد خطوط الموضة في خريف 2015

بإلهام من نساء يهوديات متديّنات، مصمّمو النخبة في نيويورك يطلقون مجموعات خريف/ شتاء 2015: فساتين طويلة ومحتشمة وأقل عُريًا

من ستمشي في نيويورك، اليوم، وستبحث عن التزين بأفضل المقتنيات، الفساتين، الحقائب، أحذية الكعاب وسائر ملحقات الأزياء الأكثر حداثة، ستصل في نهاية المطاف إلى الجادة الخامسة. هناك في الواقع تتجمّع معظم متاجر الأزياء الكبرى: غوتشي، ديور، شانيل، بربري وغيرها.

نساء بروكلين المتحشمات (AFP)
نساء بروكلين المتحشمات (AFP)

ولكن من خلال تصفّح متّئد لمجلات الموضة الفاخرة من الشهرين الأخيرين يبدو أنّ من يقرّر ماذا سيكون في تلك المتاجر هنّ تحديدًا نساء يهوديات متديّنات يعشنَ في أحياء حاريدية في بروكلين.

يجري الحديث عن نساء ينتمين إلى تيار يهودي متديّن جدا ومحتشم، ومنشغلات في معظم اليوم بتربية الأطفال، وبالصلوات ورعاية أسرهنّ كثيرة الأطفال. من يتجول في تلك الأحياء من المرجح أن يرى نساء شابّات يتغطّين من أخمص القدم حتى الرأس بفساتين ماكسي عملاقة، طبقات من القماش، أحذية كعب سوداء، شعر مستعار يزين رؤوسهنّ ويدفعنَ في أيديهن عربات الأطفال.

بحسب الشريعة اليهودية، يعتبر الجسم شيئا خاصا يجب أن يكون مخفيا عن أعين الناس. يهدف الاحتشام إلى الحفاظ على الخصوصية بين المرأة وزوجها بالإضافة إلى كونها طريقة للنظر إلى الجمال الداخلي للمرأة دون التشتيت الجسدي. إن العثور على ملابس عصرية تتم الموافقة عليها من قبل المجتمع المحتشم هو ليس أمرا بسيطا بالنسبة لهؤلاء النسوة، ومن ثم فهناك زيادة في السنوات الأخيرة في عدد المدونات، المصممين ومتاجر الألبسة التي تتوجّه إلى جمهور الهدف المحدّد هذا.

من بين أمور أخرى، تكتب نساء النخبة في الموضة في المجلات عن المزج بين العالم الحاريدي/المتديّن وبين عالم الموضة. وهنّ لا يتخطّين أيّ نمط مهم، يوصين بالمزج بين التنانير غير المتماثلة والقمصان المُزرّرة. كما يليق بمن هنّ على دراية يقمن باستعراض الشخصيات النسائية الترفيهية العالمية واللواتي يرتدين بشكل محتشم نسبيًّا.

فيما يلي بعض النماذج من عروض الأزياء المحتشمة التي توضح إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا الاتجاه جديرا ومثيرا للاهتمام:

الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
الاحتشام اليهودي هو أحد خطوط الموضة في خريف 2015 (Fabologie)
اقرأوا المزيد: 267 كلمة
عرض أقل