الأب قسطنطين نصار من يافا (Noam Moskowitz)
الأب قسطنطين نصار من يافا (Noam Moskowitz)

محادثات عن الله – الأب قسطنطين نصار من يافا

الأب قسطنطين نصار، 39 عاما، من يافا، هو رئيس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. متزوج منذ 14 عاما، ولديه بنتان، يتحدث عن صعوبات الإيمان في العصر الحديث والحاجة إلى المحبة

لقد فكرتُ كثيرا في إجراء محادثة مع رجال دين إسرائيليين حول الله، الإلهة، ومكانة الدين في المجتمَع الإسرائيلي في العصر الحديث.

تهدف الفكرة إلى عرض 10 أسئلة شبيهة أمام ثلاثة رجال دين ومحاولة الإجابة بواسطتها عن أسئلة كثيرة، تقلق البشر.

هل المجتمَع الإسرائيلي: اليهودي، المسيحي، والإسلامي متدين أكثر؟ لماذا يلجأ المؤمنون إلى الدين لتلقي نصائح لحياة أفضل مع شريك أو شريكة الحياة، العائلة، والتعامل مع الآخرين؟ هل هناك أهمية خاصة بالإيمان الديني في العصر الحديث؟ هل هناك المزيد من الأشخاص الذين يؤدون الصلاة، يسعون إلى الطهارة، والحفاظ على الوصايا؟ هل يُعتبر الإنسان الذي لا يعمل بموجب الوصايا، أو يصلي بشكل ثابت، مؤمنا؟

تعرض لكم سلسلة المقالات التالية، قراءنا الأعزاء، وجهة نظر ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث الأكبر في الأراضي المقدّسة، وفق ظهور هذه الديانات في التاريخ البشري: اليهودية، المسيحية، والإسلام.

رجال دين آخرون يتحدثون عن الله:

الشيخ محمد شريف من حيفا
الحاخام دافيد ستاف من بلدة شوهام

1.هل أمنت بالله دائمًا؟

“بالتأكيد. دائما كان لدي إيمان بالله، منذ الطفولة. حدث ذلك لأسباب شخصية. فقد توفي والدي عندما كنت صغيرا جدا. وعانت والدتي من مرض في الكلى، فاضطرت إلى السفر إلى مصر لاجتياز عملية صعبة. في ذلك الحين، لم تُنجز في إسرائيل عمليات من هذا النوع، لذا اضطرات والدتي إلى أن تدخلنا إلى مدرسة داخليّة في الناصرة. كنت في السابعة من عمري. ترعرعرت في المدرسة الداخلية على المسيحية، الإيمان، والصلاة. فأصبحت مؤمنا رويدا رويدا. أشكر الله على هذا الإيمان”.

الأب قنسطنطين: "دائما كان لدي إيمان بالله، منذ الطفولة" (Noam Moskowitz)
الأب قنسطنطين: “دائما كان لدي إيمان بالله، منذ الطفولة” (Noam Moskowitz)

2.هل يمكن أن يؤمن الإنسان بالله دون أن يكون متديّنا؟

“بالتأكيد. كل إنسان قادر على الإيمان بالله. يكفي أن نرى كل صباح هذا العالم المحيط بنا. فلا شك أن هناك من خلقه. ونحن المسيحيين نؤمن أن الله خلقه. لا شك أنه من المحتمل أن يؤمن الإنسان بالله دون أن يكون متديّنا”.

3.ما الذي يُميز اليهودية، المسيحية، والإسلام عن الديانات الأخرى وفق اعتقادك؟

“يختلف الإيمان بالله في المسيحية عن الإيمان في الديانتين الإسلامية واليهودية. فنحن المسيحين نؤمن أن يسوع ليس نبي، بل هو الله”.

4.هل تعتقد أن الله يستجيب للصلوات؟ ماذا تقترح على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى في حياته؟

“الله هو بمثابة الأب. فنحن ندعوه “أبانا”. فهو ككل والد، يسمع طلبات أولاده ويقرر وفق وجهة نظره، إذا كان سيستجيب لها أم لا. لا يعلم الإنسان الغيب. ولكن الله هو الوحيد الذي يعلمه. يتضرع الإنسان أحيانا ويطلب من الله مساعدته ولكن الله لا يستجيب لأنه يعرف أنه على الأمد الطويل قد تلحق هذه الطلبات ضررا بذلك الشخص بدلا من مساعدته.

نحن الكهنة، نقدم في الكنيسة دائمًا مثالا على الأم التي تعمل في المطبخ وتستخدم سكينا لقطع الخضروات. فيرى صغيرها السكين ويعتقد أنها معدة للعب. فيبكي لأنه يريد الحصول عليها. ولكن والدته لا تستجيب لطلبه لأنها تعرف أنها تشكل خطرا على حياته. هكذا يتصرف الله أيضًا. يصغي الله إلى صلاوات مؤمنيه وإذا اعتقد أنه من الصحيح الاستجابة لها فسيلبيها، ولكن سيرفضها في الحالات الأخرى.

أقترحُ على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى في حياته أن يجري بحثا. لا يكفي أن يؤدي الإنسان الصلاة ببساطة. فالإنجيل يقول: ” لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”. لذا، نحن نصلي ونبحث عبر الصلاة عن معنى، هذه هي أهمية الإيمان”.

5.هل تعتقد أن هناك شيئا سلبيا في الدين؟ أم أن هناك أمورا إيجابية فقط؟

الأب قنسطنطين: "كل إنسان قادر على الإيمان بالله. يكفي أن نرى كل صباح هذا العالم المحيط بنا" (Noam Moskowitz)
الأب قنسطنطين: “كل إنسان قادر على الإيمان بالله. يكفي أن نرى كل صباح هذا العالم المحيط بنا” (Noam Moskowitz)

“ليست هناك أمورا سلبية في الدين. ولكن هناك محاولات لاستخدامه سلبا. إذا تعمقنا للحظة في الدين فسنفهم أنه يتضمن أمورا إيجابية فقط. على سبيل المثال، البحر، فلا يتجسد جماله فيما يطفو على وجهه، بل في أعماقه ومكوناته الكثيرة التي يخفيها. الإيمان هو كالبحر، كلما أصبح الإنسان مؤمنا أكثر وحاول أن يساهم من أجل بيئته القريبة أكثر، هكذا يمكن أن يكتشف الكنوز الكثيرة”.

6.ماذا تقول لمن يدعي أن بسبب الدين فقط، هناك الكثير من الحروب في العالم؟

“لا أوافق على هذه الأقوال أبدا. قيل لنا في العهد الجديد بوضوح: “أحبوا بعضكم بعضا” أو “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ”، ” بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ”، فلا يمكن تفسير هذه الأقوال بشكل آخر. عندما كان يسوع مصلوبا، وينزف دما، طلب شرب الماء، فقدموا له خلا مرا. ما الذي فعله حسب رأيك؟ قال: “يا رب! اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”. هذه هي الرسالة الدينية الحقيقية. مَن يقحم الدين في السياسة يخلق مشاكل، من الصعب حلها لاحقا”.

7.هل الجيل الشاب قريب أو بعيد عن الله والدين؟

“لمزيد الأسف، الجيل الشاب بعيد عنهما قليلا. يحب الفتية في صغرهم الكنيسة، فترى الأطفال يخدمون في الكنيسة ويحرصون على المشاركة في الصلاة وأن يكونوا نشيطين في المجتمع. الشبيبة والشبان مشغولون في الأمور الدنياوية. لمزيد الأسف، يرغب الشبان في تلبية احتياجاتهم في وقت قصير. فهم يبتعدون عن الدين لأنه يضع حدودا، ومن المعروف أن الشبان متمرودون يبحثون عن الحرية كل الوقت. رغم ذلك، وضعت الكنيسة نصب عينيها هدفا وهو تقريب هؤلاء الشبان من خلال اللقاءات، المحاضرات، والنشاطات الكثيرة. فنحن نستغل المؤسَّسات التابعة للكنيسة، مثل الكشافة، لمنح الشبان معنى في الحياة.
لا داعي أن نوصي بزيارة الكنيسة، بل هناك حاجة للقيام بأعمال تجذب الناس. خلال السنة، أقوم برحلات، ففي عيد المظال مثلا، نجري زيارة إلى كنائس في الشمال، أقيم مخيما صيفيا في خارج البلاد، في قبرص للأطفال في أشهر الصيف، وأنا مطلع على التكنولوجيا وأستخدمها. لم تكن لدي صفحة فيسبوك حتى عرفت أن كل الأشخاص يلتقون في الفيسبوك. لا أنشر في صفحتي على الفيسبوك صورا لي أو لبناتي، ولكن أنشر كل برامج الكنيسة، مناسبات العماد، التهاني، والأعراس.

الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في يافا (Noam Moskowitz)
الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في يافا (Noam Moskowitz)

مؤخرا، كنت محتارا. صادفت قبل أسبوع صلاة خاصة تدعى: “مدائح العذراء”. احترت إذا كنت سأنشر الصلاة في صفحتي على الفيسبوك ببث مباشر. لم أرغب في أن يتهرب المؤمنون من الصلاة ويشاهدونها عبر الإنترنت فقط. في نهاية المطاف، نشرنا صلاة المدائح الخاصة ببث مباشر (LIVE) ليستطيع الأشخاص الذين لم يكن في وسعهم الوصول إلى الكنيسة سماع الصلاة في البيت. لقد أنهيت الصلوات في ذلك اليوم نحو الساعة العاشرة مساء، وعندما كنت في طريقي إلى المنزل تلقيت مكالمة هاتفية. كان المتصل رجلا يافويا يعيش في كندا ولم يزر يافا منذ 21 عاما. اتصل وشكرني على استخدام التكنولوجيا والفيسبوك من أجل بث الصلاة. فقال لي إن هذه الخطوة جعلته يتذكر أيام طفولته في يافا، الكنيسة، ورائحة يافا. يوفر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والواتس آب لنا إمكانية التواصل بسهولة مع الشبان وتقريبهم أكثر من الدين”.

8.ما المشترك بين المسيحية، اليهودية، الإسلام، والديانات الأخرى؟

“المحبة. تحظى المحبة في المسيحية بأهمية كبيرة وفي الديانتين الإسلامية واليهودية أيضا. نتمنى في يومنا هذا أن “يحب الإخوة بعضهم بعضا”. هناك نقص في المحبة في هذا العالم. يعود ذلك إلى أسباب كثيرة: الضغوط الحياتية، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. مات الكثير من الشبان في يافا لأنهم عانوا من نقص كبير في المحبة. أقترح على الديانات الثلاث تعلم هذا المصطلح واستنتاج العبر الضرورية. فلا يمكن للبشرية أن تستمر دون المحبة”.

الأب قسطنطين: "الله هو الصالح الكبير والكامل ونحن البشر أخذنا منه هذا الصلاح. كل إنسان جيد في طبعه" (Noam Moskowitz)
الأب قسطنطين: “الله هو الصالح الكبير والكامل ونحن البشر أخذنا منه هذا الصلاح. كل إنسان جيد في طبعه” (Noam Moskowitz)

9.ما هي الضائقة البارزة بشكل خاص لدى الناس في أيامنا هذه؟

أعتقد أن المشاكل الاقتصادية تحتل مرتبة هامة. تؤدي مشاكل كهذه إلى تفكيك العائلات الكثيرة. إن السعي المستمر وراء الثروة يدمر الإنسان. لم تعد قيمة في يومنا هذا، للإنسان المثقف، المحترم أو المؤدب. السؤال الأول الذي يُطرح هو هل يملك هذا الشخص مالا؟ هل لديه منزل؟ أية سيارة لديه؟ يستيقظ الإنسان اليوم وبدلا من أن يقول: “يا الله”، يفكر كيف يحصل على المزيد من المال.

10.هل الإنسان صالح في طبيعته؟

“لا شك. الصلاح هو طبيعة إلهية. الله هو الصالح الكبير والكامل ونحن البشر أخذنا منه هذا الصلاح. كل إنسان جيد في طبعه. السؤال الذي يُطرح هو هل يكرس الإنسان حياته لزيادة الجوانب الإيجابية الخاصة به أو أنه سيعمل على تدميرها وكبتها”.

اقرأوا المزيد: 1146 كلمة
عرض أقل
كتاب الإنجيل
كتاب الإنجيل

كهنة سويديون ينوون إغراق مقاتلي داعش بكتب الأناجيل

لمحاربة داعش تقترح كنيسة في السويد إسقاط عشرات آلاف كتب الأناجيل على مقاتلي داعش لوقف أعمالهم

تنوي “كنيسة “كلمة الحياة” في مدينة أوبسالا بالسويد، شن حملة ضد مقاتلي داعش في العراق – ولكن من دون استخدام المقاتلين. بدلا من ذلك ستُرسل طائرات من دون تيار لإسقاط آلاف كتب الأناجيل الصغيرة إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

من المتوقع أن يخرج المشروع ‎حيز التنفيذ في الأسابيع القريبة، وفي محادثة مع “ديلي ميل” البريطانية، قارن رجال الكنيسة إسقاط كتب الأناجيل بإدخال الكتب المقدسة إلى الاتّحاد السوفياتي في الثمانينات، قبل إزالة الستار الحديدي.

صرح الكهنة قائلين إن “هدفنا هو بث الأمل والمحبة للبشارة المسيحية في أوساط السكان الذين يعيشون في المناطق المحاصرة، التي تسلب فيها حقوق البشر”. أوضح المسؤولون في “ديلي ميل” أن الكنيسة تعتبر في نظر الكثيرين في السويد مثار جدل، من بين أمور أخرى، بسبب تبرعات الكنيسة التي نُقلت لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.‏

اقرأوا المزيد: 126 كلمة
عرض أقل
تمثال يسوع المسيح في البرازيل (AFP)
تمثال يسوع المسيح في البرازيل (AFP)

حقائق مثيرة عن يسوع المسيح

الشبكة العنكبوتية حافلة بالمعلومات عن يسوع المسيح، الشخصية التي ألهمت الملايين من البشر وأسست الديانة المسيحية على بنيان الديانة اليهودية. اقرؤوا حقائق مثيرة عن المسيح لم تعرفوها من قبل

25 ديسمبر 2014 | 14:05

بمناسبة عيد الميلاد الذي يحتفل به مسيحيو العالم في هذه الأيام، وفي مركزه شخصية يسوع المسيح، جمّعنا حقائق مثيرة عن شخصه وحياته، معظمها منتشرة على شبكة النت وتستند إلى الكتب المقدّسة. فرغم التركيز على ألوهية شخصية المسيح، انه ابن الله، وأنه مبشر الديانة المسيحية، ثمة جوانب أخرى، بعضها إنسانية، لشخصية المسيح، غائبة عن أنظار العامة. متى ولد المسيح؟ وهل ولد مسيحيا أم يهوديا؟ وما هي فكرة القرآن عن المسيح؟ الإجابات في المقالة، وكذلك المزيد من الحقائق التي تؤكدها جهات وترفضها أخرى.

حقيقة يهودية المسيح

كثيرون لا يعلمون أن يسوع المسيح ولد يهوديا، وعاش في فترة الهيكل الثاني. ويتفق المؤرخون على أن يسوع المسيح يهودي، ولد في أرض إسرائيل التاريخية، وكان معلّما أصحبت تعاليمه حجر الأساس للدين المسيحي في تطوره المبكر ومن ثم المسيحية الجديدة. وقد انشق تلاميذه، بعد وفاته، لتيارين مركزيين، الأول قاده يعقوب، ووفق هذا التيار يعد المسيح نبيا ومخلصا للشعب اليهودي، وقد قام في اليوم الثالث على موته. أما التيار المركزي الآخر والذي أقامه بولس فيعتمد على النظرة القائلة إن المسيح هو ابن الله، تجسّد في هيئة إنسان. وعلى أساس فكر التيار الأخير قامت الديانة المسيحية الجديدة والتي أصبح فيها المسيح شخصية مركزية.

ومن ألقاب اليسوع كما وردت في الكتاب المقدس: “عمانوئيل” وتعني حرفيا “الله معنا”، وتؤكد هذه التسمية أن المسيح سيولد في بيت لحم وهو نفسه الله المتجسد الذي جاء ليعيش بين شعبه. وكذلك يلقب “المخلص” حيث ورد في كتاب روميه “كما كان شعب إسرائيل بحاجة لأن يخلصهم الله من عبوديتهم لمصر كذلك فإن المسيح هو مخلصنا من عبودية الخطية”.

يسوع المسيح المخلص (Thinkstock)
يسوع المسيح المخلص (Thinkstock)

متى ولد المسيح؟

رغم أن الطوائف المسيحية تحتفل بعيد ميلاد المسيح في 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، إلا أن الاستناد إلى الكتاب يظهر أن المسيح لم يولد في فصل الشتاء، وأن جزءا من الباحثين يعتقد أن ميلاد المسيح كان في شهر أبريل/ نيسان في عيد الفصح. أما المقارنة بين كتاب العهد الجديد وبين المصادر التاريخية الأخرى فتفيد أن المسيح ولد في العام 4 قبل الميلاد، وأنه قد يكون ولد أربع سنوات قبل هذا الموعد، وذلك بناء على كتاب المبشر متى الذي ذكر أن المسيح ولد في زمن الملك هيرودس، ملك يهودا، مع العلم أن هيرودس توفي في العام 4 قبل الميلاد.

المسيح لم يؤلف الإنجيل

حسب الدراسات التاريخية التي تبحث في شخصية المسيح التاريخية (وليست الدينية) فإن المسيح لم يؤلف نصا إنما كانت تعاليمه شفهية. وقد دوّنت المواد التاريخية المتعلقة بحياة المسيح وتعاليمه (البشائر) بعد جيلين على موته المقدر، وهي مواد نقلت عن تلاميذه. وحسب الدراسات التاريخية، ثمة 54 كتابا لبشائر المسيح، لكن 4 منهم فقط ادرجوا في كتاب العهد الجديد أو الإنجيل وهم متى، مرقس، لوقا، وكتاب البشير يوحنا الذي كتب في مرحلة متأخرة.‏

رسومات مختلفة لهيئة المسيح
رسومات مختلفة لهيئة المسيح

كان للمسيح أخوة

ذكر المبشر متى أن ليسوع كان أربعة أخوة: يعقوب، يوسف، سمعان، ويهوذا (متى 55:13). وأيضاً يخبرنا الكتاب أن للمسيح أخوات ولكن لا يحدد عددهن أو يذكر أسماءهن. ويقول بعض الكاثوليكيين أن هؤلاء الأخوة والأخوات كانوا أولاد عم المسيح. ولكن تعبير “أخ” هو التعبير المستخدم في كل مرة يذكر فيها الكتاب أخوة المسيح.

والمعتقد الكاثوليكي الآخر هو أن أخوة المسيح كانوا أبناء يوسف من زواج آخر سبق زواجه من مريم، والنظرية تستند إلى احتمال أن يوسف كان متقدماً في العمر، وأنه سبق له الزواج، وأن له أبناء عديدين وأنه قد ترمل قبيل زواجه من مريم. والمشكلة في هذا المعتقد تكمن في أن الكتاب المقدس لم يشر إلى أن يوسف قد سبق له الزواج.

هل كان المسيح داكن البشرة أم فاتح البشرة؟

إن أغلب صور المسيح الشائعة اليوم غير دقيقة في الغالب. فقد كان يسوع يهودياً، وعلى الأغلب كان داكن البشرة والعينين والشعر. وهذه صورة بعيدة جداً عن صورة يسوع الحديثة ذات البشرة الفاتحة والشعر الأصفر والعينين الزرقاوين. وشيء واحد يبقى واضحاً: إذا كان من المهم أن نعرف شكل يسوع الحقيقي فبالتأكيد كان بمقدور متى وبطرس ويوحنا الذين قضوا معه 3 سنوات أو إخوته يعقوب ويهوذا أن يقدموا لنا وصفاً دقيقاً. ولكن وفق كتاب العهد الجديد هؤلاء لم يقدموا لنا أية تفاصيل عن سماته الجسدية.

فكرة القرآن عن المسيح

يشدّد المسلمون على قول “عليه السلام” حين يلفظون اسم المسيح احتراما لمكانته في الأديان السماوية ولنبوته الإلهية. ويعدّ من “أولو العزم من الرسل”. وكذلك يحرص المسلمون على عدم رسم صورة المسيح خلافا لما هو متفق عليه في الغرب حيث يتم رسم صورة المسيح دون أي تقييد. وقد تم ذكر اسم عيسى المسيح في القرآن 25 مرة مقابل 5 مرات ذكر فيها اسم النبي محمد.

وبحسب القرآن، أم المسيح مريم، تعتبر أقدس النساء، وقد ذكر اسمها 32 مرة، وهنالك كتاب كامل في القرآن مخصص لمريم وهو “سورة مريم” وكذلك كتاب مخصص للعشاء الأخير وهو “سورة المائدة”.

اقرأوا المزيد: 705 كلمة
عرض أقل