الإعتراف بدولة إسرائيل

وعد بلفور (Wikipedia)
وعد بلفور (Wikipedia)

وعد بلفور نقطة تحوّل في تاريخ الصراع

اليوم قبل 100 عام تم توقيع وعد بلفور، الذي كان بمثابة كارثة للحلم العربي الفلسطيني بإقامة دولة قومية، وكان إنجازا سياسيا غير مسبوق للمشروع الصهيوني الذي عمل على إقامة دولة إسرائيل

في مثل هذا اليوم قبل 100 عام (1917) وقّع وزير الخارجية البريطاني على وعد بلفور، وبحسبه فإنّ بريطانيا ستدعم إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل). بالنسبة للصهيونية، التي أقامت بعد ذلك دولة إسرائيل (1948)، كان الوعد اختراقا تاريخيا وانطلق مع نشره فرح كبير في العالم اليهودي. ومع ذلك، كانت هناك أقلية يهودية رفضت هذا الوعد وأعلنت حربا عليه وعلى الصهيونية.

تم استقبال هذا الوعد في العالم العربي بالانقسام إلى جزءين، ولم يقبله الفلسطينيون إطلاقا وردّا عليه هدّدوا بأعمال شغب دامية.

كانت أهمية كبيرة لوعد بلفور في خفايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال مستعرا ولم تظهر نهايته بعد في الأفق.

ومن أجل أن نفهم بشكل أفضل ما هو هذا الوعد ومدى تأثيره على الصراع، أحضرنا لكم 5 حقائق وتفسيرات حوله:

1.تم توقيع هذا التصريح، كما ذكرنا، من قبل وزير الخارجية البريطاني حينذاك في 2 تشرين الثاني عام 1917، وهو في أساسه إعلان ستدعم بحسبه بريطانيا إقامة وطن قومي للشعب اليهودي. كان هذا الإعلان بالنسبة للصهيونية العالمية إنجازا غير مسبوق، حيث أنّ قوة عظمى مثل بريطانيا وافقت على رعاية الحركة الصهيونية.

2.وقد عمل الكثير من البريطانيين ضدّ عرض إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل) والذين خشوا من إفساد العلاقات مع العرب، أو اعتبروا فكرة إقامة دولة يهودية خيالا مجنونا. كان أحد أبرز المعارضين لهذا العرض، إدوين مونتاجو، وهو يهودي، وعضو برلمان ووزير شؤون الهند في الإمبراطورية البريطانية، وقد ادعى أن الوعد قد ينشئ ولاء مزدوجا عند اليهود في العالم.

طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)
طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)

3.سبقت الإعلان النهائي 12 مسودّة تم رفضها من قبل البريطانيين أنفسهم. وفي نهاية المطاف تم قبول مسودّة تحدثت عن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل (‏Palestine‏). ومن هنا يظهر أيضًا أن الوعد لم يكن ينفي إقامة سلطة سياسية أو قوميات أخرى في فلسطين (أرض إسرائيل).

4.عوامل إعطاء هذا الوعد: إعادة نظر قيمية – حيث بحسبها يجب إيجاد حلّ لمشكلة الشعب اليهودي المضطهد، وإعطاؤه أرضه الموعودة. هوية القيادة البريطانية – كانت الحكومة البريطانية الجديدة من العام 1916 تميل لأن تكون مصغية لمطالب الحركة القومية الصهيونية لاعتبارات استراتيجية واعتقادية مسيحية. يهود الولايات المتحدة – كان يهدف الوعد إلى إيجاد تماهٍ ليهود الولايات المتحدة مع بريطانيا، وتعزيز الضغوط من قبلهم على الإدارة الأمريكية لمساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. تحقيق السيطرة على فلسطين (أرض إسرائيل) – كانت هناك أهمية استراتيجية كبيرة لفلسطين (أرض إسرائيل) بالنسبة لبريطانيا، بسبب قربها من قناة السويس التي تمكّن من المرور عبر البحر باتجاه الهند.‎ ‎بحسب اتفاقية سايكس – بيكو (1916) كانت فلسطين (أرض إسرائيل) معدّة لتكون تحت سيطرة فرنسية – إنجليزية (“المنطقة البنية”) بعد الحرب العالمية الأولى.‎ ‎كان يفترض أن يساعد الوعد الداعم للصهيونية بريطانيا في أن تحظى بالسيطرة على تلك المنطقة. في نهاية المطاف منحت عصبة الأمم حق الوصاية على أراضي فلسطين (أرض إسرائيل) لبريطانيا في مؤتمر سان ريمو عام 1920.‎ ‎كان في الوعد نوع من التهرّب من الالتزام المناقض لشريف مكة الذي أُعطي في إطار مراسلات حسين – ماكماهون، والتي لم تتم صياغتها في اتفاق رسمي أبدا، وبحسبها فإنّ عرب الشرق الأوسط سيحظون بالاستقلال إذا وقفوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.

5.بعد المصادقة على الوعد فورا أقام القادة الصهاينة سلسلة من اللقاءات السياسية مع قادة العالم العربي من أجل تنفيذ ما ورد في هذا الوعد، ولكن هذه التحركات التي كانت تهدف إلى ترتيب العلاقات بين الصهيونية وبين القيادة العربية لم تنضج أبدا. لم يحبّ الفلسطينيون أبدا هذا الأمر وبدأوا بتنظيم أنفسهم في مؤتمرات وتجمعات احتجاجية ضدّ الوعد. أجريت إضرابات ومظاهرات في القدس بعد التوقيع على الوعد بعام. وتأسست رابطة إسلامية مسيحية بهدف إقناع البريطانيين بإلغاء الاتفاق مع الصهيونية. ادعى العرب الملكية الكاملة على الأرض، واستخدموا تفسيرات تاريخية (إقامتهم الطويلة في البلاد)، وديمغرافية (كونهم غالبية السكان بنسبة 90% من سكان البلاد عام 1918)، وقانونية (عدم دستورية – كما يفترض – هذا الوعد والتناقضات الداخلية فيه)، وسياسية (مراسلات الحسين – ماكماهون، والتي وُعد العرب فيها بفلسطين) وغيرها، من أجل إثبات صحة موقفهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد ادعوا أن اليهودية دين وليست قومية، وأن ادعاء اليهود بخصوص العودة إلى أرضهم بعد ألفي عام، ليس ذا صلة لأنّه “لا يمكن إعادة رسم خريطة العالم من جديد على أساس ادعاءات قديمة”.

اقرأوا المزيد: 640 كلمة
عرض أقل
المجتمع العربي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع العربي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

استطلاع: عرب 48 يصبحون إسرائيليين أكثر

تشير نتائج مفاجئة حول الجمهور الإسرائيلي أن النساء الإسرائيليات يدعمن الحرب أكثر من الرجال وأن عرب إسرائيل أصبحوا متضامنين أكثر مع الدولة ومتفائلين أكثر

يتضح من “مؤشر المرونة الوطنية”، في إسرائيل لعام 2017 لمركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ في جامعة حيفا، أن هناك ارتفاعا في أوساط المجتمَع العربي في إسرائيل في السنوات الماضية في التضامن مع دولة إسرائيل. بدءا من عام 2010 هناك زيادة واضحة في مستوى الوطنية، حيث ارتفع من درجة 3 في عام 2010 إلى 3.87 في السنة الماضية. سُجل انخفاض في هذا العام ووصل إلى 3.57، ولكن ما زال يعتبر هذا المستوى عاليا مقارنة ببداية سنوات الألفين.

يفحص مؤشر المرونة الوطنية في إسرائيل وجهات نظر مختلفة ذات صلة بالمرونة الوطنية، بدءا من مستوى السعادة، والوطنية في أوساط سكان إسرائيل، مرورًا بالخوف من تهديدات الإرهاب أو التعرض لهجوم من قبل دول معادية وانتهاء بمستوى الثقة بالمنظومة السياسية والمحاكم العليا. أجري الاستطلاع في المنتصف الثاني من شهر أيار 2017 وتضمن نحو 2000 مشارك وهم يشكلون عينة تمثيلية لكافة سكان إسرائيل حيث عُرِضت عليهم سلسلة من الأسئلة تراوحت بين 6 (مستوى عال) و 1 (مستوى منخفض) في سلم التصنيف.

هناك زيادة في مؤشر التفاؤل لدى عرب إسرائيل حيث كان مستواه 3.15 في عام 2010 ووصل إلى 3.66 هذا العام.

الشباب العربي في إسرائيل (Flash90/Zach Wajsgras)
الشباب العربي في إسرائيل (Flash90/Zach Wajsgras)

بالمقابل، طرأ انخفاض في دعم اليهود في إسرائيل للعمليات العسكرية في السنوات الماضية. حيث انخفض من مستوى نحو 4.7 في عام 2010 إلى 4 درجات هذا العام. مستوى دعم العرب للعمليات العسكرية الإسرائيلية هو 2.5.

الفئة التي ظهر فيها في معظم السنوات التي تطرق إليها المؤشّر، مستوى أعلى في أوساط العرب من اليهود في إسرائيل، هي الثقة بالمؤسسات السياسية والمحاكم العليا. ولكن يعرب العرب هذا العام عن ثقة أقل بالمؤسسات السياسية (2.9) من اليهود (3.1). ولكن مستوى ثقة اليهود والعرب بالمحاكم العليا مساو ووصل إلى 4.1.

جندريا، عند المقارنة بين النساء والرجال، تظهر نتائج مفاجئة لدى النساء الإسرائيليات، العربيات واليهوديات على حدِّ سواء. يتضح أن مستوى الوطنية لدى النساء الإسرائيليات، العربيات واليهوديات على حد سواء، هو 4.68 مقارنة بـ 4.38 فقط لدى الرجال الإسرائيليين. تدعم النساء القتال أي القيام بعمليات عسكرية (3.77 مقابل 3.69 لدى الرجال)، وتعربن عن تفاؤلهن أكثر من الرجال (‏4.7‏ مقابل ‏4.5‏).

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل
حماس تعرض ميثاقها الجديد في قطر (AFP)
حماس تعرض ميثاقها الجديد في قطر (AFP)

إسرائيل ليست متحمسة لميثاق حماس الجديد

انتقاد ثاقب في المنظمومة السياسية الإسرائيلية ضد ميثاق حماس الجديد الذي عُرِض في قطر. نتنياهو: يدور الحديث عن استعراض واهٍ

عرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، أمس (الإثنين) مثياق الحركة الجديد في مؤتمر صحفي في الدوحة عاصمة قطر.

وفق الميثاق الجديد، توافق الحركة على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 دون الاعتراف بدولة إسرائيل. وفق جهات في حماس، اتُخِذ قرار لعرض الميثاق الجديد رسميا في الوقت الراهن، قريبا من موعد اللقاء بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن. وهناك من يعتقد أن الحديث يدور عن محاولة حماس لإظهار نفسها صاحبة قوة مؤثرة في الحلبة الدولية وكمنظمة برغماتية.

افتتح مشعل المؤتمر الصحفي قائلا: “في توقيت بالصدفة المحضة يتم تقديم ميثاق الحركة الجديد أثناء إضراب الأسرى العادل من أجل المطالبة بحقوقهم. نطالب بمواصلة الضغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراح الأسرى”.‎ ‎وقال أيضا إن حماس تطمح إلى “تحرير كل أراضي فلسطين، ولكن رغم ذلك فهي مستعدة للتباحث حول إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس كأساس لاتفاق وطني. حماس تعارض كل البرامج التي تقترح وطن بديل”. حسب تعبيره “صراع حماس ليس موجها ضد اليهود ولا ضد ديانتهم، بل ضد الصهيونية وعدائيتها”.

يؤاف مردخاي، منسق نشاطات الحكومة في الأراضي الفلسطينية (فيسبوك)
يؤاف مردخاي، منسق نشاطات الحكومة في الأراضي الفلسطينية (فيسبوك)

ولم تتأخر ردود الفعل في إسرائيل على الإعلان عن ميثاق حماس الجديد: تطرق ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمس، إلى النشر قائلا إن “الميثاق الجديد هو استعراض واهٍ. حماس لا تستثمر كل مواردها في الاستعداد للحرب مع إسرائيل فحسب، بل في تربية أطفال غزة على إبادة إسرائيل”.

تطرق منسق العمليات في الأراضي، اللواء يوآف (بولي) مردخاي في الفيس بوك إلى نشر ميثاق حماس الجديد أيضا.

وكتب “”القرآن – دستورنا والموت من أجل الله يشكلان حلمنا الأكبر” – هذا هو توجه التنظيم الإرهابي، حماس، الحقيقي وليس ميثاقها الجديد – الذي هو بمثابة خداع وغش صاف”.

وفق أقواله: “يهزأ التنظيم الإرهابي، حماس، من العالم عندما يحاول عرض نفسه عبر “ميثاقه الجديد” بصفته حركة ثقافية ومتقدمة. نضحك لأننا شهدنا كيف “تؤمن” المنظمة الإرهابية حماس بالديمقراطية عندما تقتل معارضيها وتلقي بهم من على السطوح، وكذلك تحتقر النساء اللواتي لا يشاركن في المكتب السياسي، وتتابع عملياتها الإرهابية مستغلة مساعدة العالم بهدف القتل بدلا من أن تعالج المشاكل في القطاع”.

وتشير التقديرات الإسرائيلية في هذه المرحلة إلى أن حماس تتعرض لضغط كبير بسبب تصريحات أبو مازن حول وقف تمويل غزة في حال لم تسيطر قوات الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية عليها ثانية. بالإضافة إلى ذلك، تُقلص قطر والحرس الثوري في إيران بشكل ملحوظ التمويل للمنظمة.

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل (AFP)
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل (AFP)

ميثاق حماس الجديد: عملية تجميل سياسية

في عهد ترامب تحديدًا، عهد الصواب السياسي المنافق، هناك شعور في حماس أنه من المهم تعديل الصورة المعادية للسامية، التي برزت في الميثاق السابق، لدوافع نفعية

30 عام على صياغة ميثاق حماس، تعتبر فترة طويلة. فعلى سبيل المثال، عندما كُتِب ميثاق حماس الحالي، كان رونالد ريغان رئيس الولايات المتحدة، سطع نجم ترامب على غلاف مجلة “نيوزويك” بصفته ملياردير نيويورك وصاحب “الآنا” البارز، لم تحدث الانتفاضة الأولى، وسيطر الرئيس الأسد على سوريا وساد الأمان. ليس الأسد الحالي، بل السابق.

تفهم حماس أنه قد طرأت تغييرات وأن سر الحركة، التي كافحت من أجل بقائها، يكمن في مرونتها السياسية وملاءمتها للظروف. في الأيام القريبة سيعرض رئيس حماس المنتهية ولايته، خالد مشعل، ميثاق الحركة الجديد، الذي يشكل إضافة إلى انتخابات القيادة الجديدة، “عملية تجميلية” لحماس. إليكم بعض الأمور التي يجدر بكم معرفتها:

تجدر الإشارة إلى التغييرات في حماس، لا سيّما عند مقارنتها بالجمود السياسي لدى خصمها التاريخيّ – حركة فتح. خلال أشهر قليلة، نجحت حماس في تغيير قادتها ونص مبادئها مجددا، رغبة منها في بدء العمل على علاقاتها مع العالَم العربي وتحسين صورتها. بالمُقابل، يسود ركود ونقص الطاقة في حركة فتح.

يمكن أن نصف الخطوة السياسية التي تحاول حماس اتخاذها – من جهة، إقامة علاقات سليمة مع إيران، ومن جهة أخرى مع السعودية وحليفاتها في العالم العربي – كمشجع كرة قد يحب منتخبي برشلونة وريال مدريد في آنٍ واحد. تبدو هذه الخطوة غير ممكنة، ولكن لا مناص أمام حماس سوى أن تحاول – فالجناح العسكري الخاص بها مرتبط بالحرس الثوري الإيراني ماديا، وأما الجناح السياسي فهو مرتبط بدول الخليج. يحاول كل طرف شد الحبل، وأحيانا ينجح أحد طرفيها على حساب الآخر، ولكن حماس ليست قادرة على التخلي عن أي منهما. لذلك، هي عازمة على عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها عندما خرجت ضد بشار الأسد في سوريا، وأغضبت الإيرانيين، والبقاء حيادية والتركيز على القضية الفلسطينية.

قيادة حماس في غزة (AFP)
قيادة حماس في غزة (AFP)

يحتاج قطاع غزة إلى الهواء، إلى منفذ إلى العالم. المنفذ الوحيد المحتمل هو من جهة مصر، عبر معبر رفح. بهدف التخلص من الخناق من جهة السيسي، تعتزم حماس القيام بخطوة استثنائية والانفصال عن حركة الأم، الإخوان المسلمين. تجدر الإشارة إلى أن الحديث لا يدور عن انفصال أيدولوجي، بل عن التوضيح أن حماس حركة مستقلة لا تخضع للمرشد العام للإخوان المسلمين.

الفصل بين اليهود وإسرائيل – ميثاق حماس الأصلي معروف بأنه مرفوض لأنه مستند معاد للسامية بكل معنى الكلمة، وعنصري ضد اليهود. في عهد ترامب تحديدًا، عهد الصواب السياسي المنافق، هناك شعور في حماس أنه من المهم تعديل الصورة المعادية للسامية، لدوافع نفعية. هناك جهات في الحركة توضح أن إسرائيل تستخدم ميثاق حماس للإشارة إلى أن حماس حركة تدعم الجهاد ضد اليهود. بالمناسبة، سينشر نص الميثاق بالعربية والإنجليزية تجنبا للتحليلات المختلفة للنص بالعربية.

بالنسبة لحدود 67 – لا تعتزم حماس الاعتراف بإسرائيل، من بين أمور أخرى، فهي مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين. أي، أنها توافق على دولة فلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس، ولكن دون التنازل عن حلم تحرير فلسطين بأكملها. مَن يعتقد أن حماس تغيّر طريقها، تغييرا ملحوظا فهو مخطئ. يفهم المسؤولون في حماس أنهم يديرون في الواقع الخطوة الأقرب لإقامة دولة فلسطينية مستقلّة في غزة، وعليهم استخدام اللغة الدبلوماسية بشكل أنجع، في حال كانوا يرغبون في السيطرة على الضفة قريبا أيضا. في هذا السياق، تتبنى حماس تكتيكة عرفات – إطلاق تصريحات معتدلة (نسبيًّا) من دون التنازل عن النزاع المسلح، الذي يُدعى في العالم، الإرهاب الإسلامي. هل هناك من يقتنع بهذه التصريحات المعروفة؟ ربما. تعتقد حماس أنه من المجدي على الأقل أن تحاول.

اقرأوا المزيد: 510 كلمة
عرض أقل
قيادة حماس تشارك في افتتاح مسجد جديد في رفح (Abed Rahim Khatib/ Flash90)
قيادة حماس تشارك في افتتاح مسجد جديد في رفح (Abed Rahim Khatib/ Flash90)

حماس تتجه إلى المركز

تفاصيل جديدة يكشف عنها قيادي في حماس، أحمد يوسف، حول وثيقة سياسة جديدة للحركة، تدل على براغماتية سياسية في تعامل الحركة مع إسرائيل والمجتمع الدولي وقطع العلاقات مع داعش، وغيرها

أجرى قيادي حمساوي، أحمد يوسف، مقابلة يوم الأحد‏‎ ‎‏مع موقع “معا”‎‏‏‎ ‎‏تحدث فيها عن ملامح البرنامج الجديد الذي من المتوقع أن يتم إقراره رسميا في الشهر القادم، مع انتخاب رئيس المكتب السياسي الجديد (على ما يبدو إسماعيل هنية ). أهم ما جاء في البرنامج:

أولا، تميّز حماس التي ميثاقها مليء بالأساطير المعادية للسامية ونظريات المؤامرة، بين اليهود كانتماء ديني وبين “الاحتلال والمشروع الصهيوني”. ستُجرى المقاومة المُسلحة في فلسطين فقط، وليس ضد اليهود خارج البلاد.

ثانيا، تعلن عن قبول دولة فلسطينية على أراضي عام 1967 والقدس عاصمة لها. إلا أن النزاع من أجل فلسطين بأكملها قد أرجِأ إلى وقت غير محدد. كما تجدر الإشارة إلى أن كل اتفاقية سلام بين إسرائيل وجاراتها يستند أولا إلى مبدأ الردع والمصالح الاقتصادية، وليس على الاعتراف والتقارب الثقافي.

ثالثا، تعتقد أن التوجه إلى المحافل الدولية هو حق مشروع مشيرة بذلك إلى منظمة التحرير الفلسطينية وأبو مازن.

القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)
القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)

رابعا، تقطع علاقاتها مع الحركات الإسلامية في العالم. لا تذكر حماس علاقاتها مع الإخوان المسلمين وتدعي أن داعش “قد ألحقت ضررا بصورة الإسلام والمسلمين والقضية الفلسطينية”.

خامسا، تنظر نظرة إيجابية إلى الفلسطينيين المسيحيين، وبصفتهم مجموعة وطنية مساوية للمسلمين، مؤكدة أيضا على دور المرأة ومكانتها في “مشروع المقاومة والتحرير”.

وأضاف يوسف قائلا إن إسرائيل ترسل رسائل إلى حماس عبر جهات دولية تعرب فيها عن رغبتها في صفقة تبادل الأسرى مقابل جثتَي هدار غولدين وشاؤول آرون. رغم ذلك، حماس ليست مستعدة للتحدث حول الموضوع طالما أن إسرائيل لا تعمل على إعادة إطلاق سراح الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة شاليط واعتُقلوا مؤخرا.

يبدو أن برنامج حماس السياسي الجديد جاء على خلفية ضعف الحركة الملحوظ إقليميا ودوليا. تدرك حماس على ضوء محادثات مستمرة مع جهات أوروبية أنها لن تحظى باعتراف غربي دون أن تبدي حسن نية حول ثلاثة شروط على أقلّ تقدير وضعتها اللجنة الرباعية الدولية حول عملية السلام: الاعتراف بإسرائيل، التوقف عن النزاع المُسلح، والاعتراف باتفاقيات أوسلو.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
استعراض عسكري لحركة حماس (Flash90/Abed Rahim Khatib)
استعراض عسكري لحركة حماس (Flash90/Abed Rahim Khatib)

تحديث ميثاق حماس: الاعتراف بضرورات الواقع

حماس تلمّح منذ سنوات أن ميثاقها، المتطرّف تجاه اليهود، ليس مستندا ملائما لإدارتها السياسية. باتت الحركة على وشك تحديث ميثاقها وقبول حل الدولتَين

باتت حركة حماس على وشك نشر ميثاق مبادئ جديد توضح فيه طبيعة نزاعها الوطني ضد إسرائيل بحيث لا يشمل معاداة السامية والتآمر ضد اليهود، هذا وفق ادعاء قيادي في الحركة، أسامة حمدان، في مقابلة أجراها مؤخرًا في قناة الجزيرة بالإنجليزية.

يُعرّف ميثاق حماس الذي تمت صياغته في آب 1988، الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بصفته نزاعا أبديا بين اليهود والمسلمين. فهو يرسخ الجهاد في الحديث الشهير، الذي جاء فيه “نص عن الحجر والشجر“، الذي يعرض قتال المسلمين لليهود في آخر الزمان. يصف البند 22 من الميثاق سيطرة اليهود على وسائل الإعلام العالمية وإحداث انقلابات كبيرة – بما في ذلك الثورة الفرنسية وانقلاب شيوعي من خلال تأثير اقتصادي ومياثيق سرية. وفق الوصف التاريخي لحماس فإن اليهود هم المسؤولون عن الحرب العالمية الأولى بهدف قطع وعد بلفور، وشن حرب عالمية ثانية لإقامة دولة إسرائيل.

القيادي الحمساوي، أسامة حمدان (Wikipedia/Sebastian Baryli)
القيادي الحمساوي، أسامة حمدان (Wikipedia/Sebastian Baryli)

تأتي أقوال حمدان الثورية‏‎ ‎‏والتي حُذِفت من ‏‎ ‎‏المقابلة الكاملة‏‎ ‎‏التي نُشِرت في القناة القطرية بتاريخ 27 كانون الثاني على خلفية زيادة الدعم الإقليمي لحماس (في تركيا ومصر) ومحاولتها أن تظهر بصفتها لاعبا سياسيًّا شرعيا في الغرب. تعرف عناصر حماس جيدا موقف الرباعية الدولية لشؤون الشرق الأوسط (الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، والاتحاد الأوروبي) التي ترفض التحدث مع حماس طالما أنها لا تعترف بإسرائيل، لا تتخلى عن النزاع المُسلّح، ولم تعترف باتفاقيات أوسلو. هناك في موقف حماس الجديد والمُعقّد محاولة لتخطي هذه الظروف الصعبة بالنسبة للحركة.

رفض حمدان الذي يحفظ الأسرار، الكشف متى من الموقع نشر الميثاق الجديد وإذا كان سيتضمن التخلي كليا عن التصريحات المعادية للسامية المذكورة في ميثاق الحركة لعام 1988. “اطرح عليّ هذا السؤال ثانية بعد نشر الميثاق”، قال.

وفق ما قاله مُجري المقابلة، مهدي حسن، فقد كان من الواضح أثناء المقابلة أن حمدان يحاول المشي على حبل دقيق: الإشارة إلى تغيير سياسي، ولكن ألا يظهر كضعيف أو أنه يسير في طريق ملتو. فقد أنكر حمدان أن حركة حماس “تدعم حل الدولتين” ولكنه وافق على أنها تدعم “إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس، ودعم حق العودة للاجئين”. عندما أصر حسن أن هذا في الواقع يشكل اعترافا بحل الدولتين، رد حمدان قائلا: “يمكن أن تسمّي هذا ما تشاء […] وعلى هذا نتفق، لا أقل ولا أكثر”.

مُدركا لحديثه غير المباشر، لخص حمدان أقواله: “أود أن أوضح أن حماس تتحدث سياسيا في حين أن الآخرين لا يصغون. عليهم الإصغاء جيدا […] والعمل بموجب ذلك، وليس بموجب أفكار مقولبة يطلقها الإسرائيليون”.‎

إن حمدان ليس القيادي الأول في حركة حماس الذي يرمى قنبلة إعلامية في الآونة الأخيرة. فصرح في بداية شهر كانون الثاني نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق عن تفضيلاته لحل فيدرالي للانقسام بين غزة والضفة الغربية بدلا من محاولة التسوية الفاشلة مع فتح. في مقابلة أدت إلى ردود فعل حادة في الشارع الفلسطيني، أعلن أبو مرزوق عن استقلاليّة حماس تماما عن حركة الإخوان المسلمين، وهي علاقة ينص عليها ميثاق الحركة لعام 1988 في بدايته.

هل تعترف حماس يوماً ما بحل الدولتين؟ (Flash90/Hadas Parush)
هل تعترف حماس يوماً ما بحل الدولتين؟ (Flash90/Hadas Parush)

كان بالإمكان ملاحظة تغيير توجه حماس منذ أيلول الماضي، في خطاب رئيس المكتب السياسي المنتهية ولايته، خالد مشعل. فتحدث مشعل عن ‏‎ ‎‏نوايا حماس في إبداء المرونة السياسية لمواجهة اضطرارات الواقع (‎‏ضرورات الواقع) طالما أن هذا لا يمس بمبادئها الأساسية. (يُستخدم المصطلح ‏‎ ‎‏ضرورة‏‎ ‎في الشريعة الإسلامية كوسيلة للتسوية العملية لصالح الأمة الإسلامية، لا سيّما لوقت محدود).

وفق ما كتبه الباحث الفلسطيني، ناصر خضور‏‎ ‎‏في ورقة موقف‏‎ ‎‏نشرها ‏‎ ‎‏‏‎ا‎لمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات في تشرين الأول الماضي حول تغيير موقف حماس، فإن “الواقع والمنطق” الجديد لحماس يتجسدان في التقارب من مصر وإيران رغم الخلاف في الرأي السياسي والأيدولوجي بينهما، وقبول واقع التقارب بين تركيا وإسرائيل‏‎ ‎‏.‎

يمس ميثاق حماس الذي يتجاهل الحاجة إلى دولة الشعب الفلسطيني ولا يهتم أبدا في العلاقات الخارجية، في علاقات حماس الخارجية، وفق أقوال خضر. أدت هذه النقطة إلى أن يُعرّف نائب رئيس حكومة حماس، ناصر الدين الشاعر بين عامي 2006‏—‏2007، الميثاق بصفته “برنامجا دينيا من الدعوى” وليس ميثاقا سياسيًّا بمعناه التام”. جعلت هذه الحقيقة وفق أقواله الميثاق غير ذي صلة منذ التسعينيات، لذلك توقفت الحركة عن طباعته مجددا.

بقي الآن أن نرى ماذا سيتضمن الميثاق الجديد، وهل سيكون قادرا على أن يجعل المجتمع العالمي ينظر إلى حماس بصفتها منظمة تحرير وطنية وليست منظمة إرهابية.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 655 كلمة
عرض أقل
دافيد بن غوريون (GPO)
دافيد بن غوريون (GPO)

بن غوريون: 5 أمور عن الرجل الذي لولاه لما قامت دولة إسرائيل

في ذكرى مرور 43 عاما على وفاة رئيس الوزراء الأول لدى إسرائيل، دافيد بن غوريون، نقدم لكم بعض الحقائق غير المألوفة عن حياته. أولها أنه آمن أن العالم العربي سيتقبل إسرائيل كدولة

تحيي إسرائيل اليوم ذكرى مرور 43 عاما على وفاة رئيس الحكومة الأول، المُعتَبر من نواحٍ عديدة مؤسس دولة إسرائيل، وهو دافيد بن غوريون.

بن غوريون يخاطب الكنيست (Wikipedia)
بن غوريون يخاطب في الكنيست (Wikipedia)

وُلد بن غوريون في بولندا عام 1886، وهو الزعيم الذي أعلن استقلال دولة إسرائيل عام 1948، وترأس الدولة خلال سنواتها الأولى. وفي يوم ذكراه، نقدّم لكم 5 حقائق حول الرجل الذي أقام دولة إسرائيل.

طوال فترة زعامته اعتقد دافيد بن غوريون أنّ العالم العربي سيقبل إسرائيل في نهاية المطاف. في محادثة مع اللجنة البريطانيّة التي أرسِلت لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية عام 1937 قال بن غوريون إنّه يعتقد أنّ سوريا، العراق، ومصر ستعترف في يوم من الأيام بشراكة المصالح مع الدولة اليهودية. وفي مقابلة أجراها عام 1970 أوضح بن غوريون أنّه لا يزال يعتقد ذلك. وقال: “لا يمكنني أن أقول متى سيحصل ذلك، إذ لا يمكن معرفة المستقبل. ولكن الأمر الذي يُقلق العرب، هو الصهيونية”.

دافيد بن غوريون إلى جانب حفيده وحوض من الماء
دافيد بن غوريون إلى جانب حفيده وحوض من الماء

كُشف مؤخرا أنّه رغم سنوات زواج بن غوريون الطويلة من زوجته بولا بن غوريون، فقد كان بن غوريون على مدى سنوات طويلة على علاقة رومانسية مع امرأة أخرى، وهي رجينا كلفهولتز. في إحدى الرسائل التي كتبها بن غوريون لمحبوبته في ثلاثينيات القرن العشرين قال: “حُبِك في قلبي الآن لا نهاية له. كم كنتُ أرغب في معانقتك وتقبيلك الآن”.

كان بن غوريون مشغولا بتطوير القادة الذين سيرثون مكانه بعد وفاته. ومن بين أمور أخرى، عزّز مكانة موشيه ديان الذي كان وزير الدفاع الإسرائيلي، وشمعون بيريس الذي أصبح لاحقا رئيس حكومة ورئيسا لإسرائيل. كان الضابط الشاب أريئيل شارون، إحدى الشخصيات التي التقى بها بن غوريون، والذي أصبح رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد وفاة الأخير بسنوات. ولكن بن غوريون أعرب عن قلقه من صفة واحدة تميز بها شارون: ميله إلى الكذب وعدم قول الحقيقة. كتب بن غوريون: “لو تخلص من عادة عدم قول الحقيقة والابتعاد عن القيل والقال، أصبح قائدا عسكريا مثاليا”.

شمعون بيريس مع رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون عام 1955
شمعون بيريس مع رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون عام 1955

بعد احتلال المدينة القديمة في القدس عام 1967، كان بن غوريون متأثرا جدا إلى درجة أنه اقترح أن تهدم إسرائيل أسوار المدينة. “حينذاك فقط عرف العالم أنّ هناك قدس واحدة، ويمكن أن تكون فيها أقلية عربية”. لقد استُقبل اقتراح بن غوريون الثوري في إسرائيل بصدمة وباشمئزاز. وقد ردّ كبير الكتّاب الإسرائيليين، شموئيل يوسف عجنون على ذلك قائلا: “لقد تفوّه بن غوريون بالكثير من الهراء في حياته. واقتراحه تدمير السور هو الأكبر”. لقد تم تجميد الاقتراح.

وهناك شائعات كثيرة حول تعامل بن غوريون السلبي، المولود في بولندا، تجاه اليهود ذوي الأصول المغربية. بعد أعمال شغب في مدينة حيفا ارتكبها يهود مغاربة احتجوا على إطلاق النار على صديقهم من قبل شرطي، قال بن غوريون: “لن ينجح أي بلطجي، سارق، قوّاد أو قاتل من أصول أوروبية في إثارة تعاطف الطائفة الشكنازيّة، وكذلك لن يخطر بباله أمرا كهذا. ولكن هذا الأمر قابل للحدوث لدى طائفة بدائية”.

اقرأوا المزيد: 424 كلمة
عرض أقل
وعد بلفور (Wikipedia)
وعد بلفور (Wikipedia)

وعد بلفور نقطة تحوّل في تاريخ الصراع

اليوم قبل 99 عاما تم توقيع وعد بلفور، الذي كان بمثابة كارثة للحلم العربي الفلسطيني بإقامة دولة قومية، وكان إنجازا سياسيا غير مسبوق للمشروع الصهيوني الذي عمل على إقامة دولة إسرائيل

في مثل هذا اليوم قبل 99 عاما (1917) وقّع وزير الخارجية البريطاني على وعد بلفور، وبحسبه فإنّ بريطانيا ستدعم إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل). بالنسبة للصهيونية، التي أقامت بعد ذلك دولة إسرائيل (1948)، كان الوعد اختراقا تاريخيا وانطلق مع نشره فرح كبير في العالم اليهودي. ومع ذلك، كانت هناك أقلية يهودية رفضت هذا الوعد وأعلنت حربا عليه وعلى الصهيونية.

تم استقبال هذا الوعد في العالم العربي بالانقسام إلى جزءين، ولم يقبله الفلسطينيون إطلاقا وردّا عليه هدّدوا بأعمال شغب دامية.

كانت أهمية كبيرة لوعد بلفور في خفايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال مستعرا ولم تظهر نهايته بعد في الأفق.

ومن أجل أن نفهم بشكل أفضل ما هو هذا الوعد ومدى تأثيره على الصراع، أحضرنا لكم 5 حقائق وتفسيرات حوله:

1.تم توقيع هذا التصريح، كما ذكرنا، من قبل وزير الخارجية البريطاني حينذاك في 2 تشرين الثاني عام 1917، وهو في أساسه إعلان ستدعم بحسبه بريطانيا إقامة وطن قومي للشعب اليهودي. كان هذا الإعلان بالنسبة للصهيونية العالمية إنجازا غير مسبوق، حيث أنّ قوة عظمى مثل بريطانيا وافقت على رعاية الحركة الصهيونية.

2.وقد عمل الكثير من البريطانيين ضدّ عرض إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل) والذين خشوا من إفساد العلاقات مع العرب، أو اعتبروا فكرة إقامة دولة يهودية خيالا مجنونا. كان أحد أبرز المعارضين لهذا العرض، إدوين مونتاجو، وهو يهودي، وعضو برلمان ووزير شؤون الهند في الإمبراطورية البريطانية، وقد ادعى أن الوعد قد ينشئ ولاء مزدوجا عند اليهود في العالم.

طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)
طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)

3.سبقت الإعلان النهائي 12 مسودّة تم رفضها من قبل البريطانيين أنفسهم. وفي نهاية المطاف تم قبول مسودّة تحدثت عن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل (‏Palestine‏). ومن هنا يظهر أيضًا أن الوعد لم يكن ينفي إقامة سلطة سياسية أو قوميات أخرى في فلسطين (أرض إسرائيل).

4.عوامل إعطاء هذا الوعد: إعادة نظر قيمية – حيث بحسبها يجب إيجاد حلّ لمشكلة الشعب اليهودي المضطهد، وإعطاؤه أرضه الموعودة. هوية القيادة البريطانية – كانت الحكومة البريطانية الجديدة من العام 1916 تميل لأن تكون مصغية لمطالب الحركة القومية الصهيونية لاعتبارات استراتيجية واعتقادية مسيحية. يهود الولايات المتحدة – كان يهدف الوعد إلى إيجاد تماهٍ ليهود الولايات المتحدة مع بريطانيا، وتعزيز الضغوط من قبلهم على الإدارة الأمريكية لمساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. تحقيق السيطرة على فلسطين (أرض إسرائيل) – كانت هناك أهمية استراتيجية كبيرة لفلسطين (أرض إسرائيل) بالنسبة لبريطانيا، بسبب قربها من قناة السويس التي تمكّن من المرور عبر البحر باتجاه الهند.‎ ‎بحسب اتفاقية سايكس – بيكو (1916) كانت فلسطين (أرض إسرائيل) معدّة لتكون تحت سيطرة فرنسية – إنجليزية (“المنطقة البنية”) بعد الحرب العالمية الأولى.‎ ‎كان يفترض أن يساعد الوعد الداعم للصهيونية بريطانيا في أن تحظى بالسيطرة على تلك المنطقة. في نهاية المطاف منحت عصبة الأمم حق الوصاية على أراضي فلسطين (أرض إسرائيل) لبريطانيا في مؤتمر سان ريمو عام 1920.‎ ‎كان في الوعد نوع من التهرّب من الالتزام المناقض لشريف مكة الذي أُعطي في إطار مراسلات حسين – ماكماهون، والتي لم تتم صياغتها في اتفاق رسمي أبدا، وبحسبها فإنّ عرب الشرق الأوسط سيحظون بالاستقلال إذا وقفوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.

5.بعد المصادقة على الوعد فورا أقام القادة الصهاينة سلسلة من اللقاءات السياسية مع قادة العالم العربي من أجل تنفيذ ما ورد في هذا الوعد، ولكن هذه التحركات التي كانت تهدف إلى ترتيب العلاقات بين الصهيونية وبين القيادة العربية لم تنضج أبدا. لم يحبّ الفلسطينيون أبدا هذا الأمر وبدأوا بتنظيم أنفسهم في مؤتمرات وتجمعات احتجاجية ضدّ الوعد. أجريت إضرابات ومظاهرات في القدس بعد التوقيع على الوعد بعام. وتأسست رابطة إسلامية مسيحية بهدف إقناع البريطانيين بإلغاء الاتفاق مع الصهيونية. ادعى العرب الملكية الكاملة على الأرض، واستخدموا تفسيرات تاريخية (إقامتهم الطويلة في البلاد)، وديمغرافية (كونهم غالبية السكان بنسبة 90% من سكان البلاد عام 1918)، وقانونية (عدم دستورية – كما يفترض – هذا الوعد والتناقضات الداخلية فيه)، وسياسية (مراسلات الحسين – ماكماهون، والتي وُعد العرب فيها بفلسطين) وغيرها، من أجل إثبات صحة موقفهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد ادعوا أن اليهودية دين وليست قومية، وأن ادعاء اليهود بخصوص العودة إلى أرضهم بعد ألفي عام، ليس ذا صلة لأنّه “لا يمكن إعادة رسم خريطة العالم من جديد على أساس ادعاءات قديمة”.

اقرأوا المزيد: 640 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الأول لدى إسرائيل ومؤسسها، دافيد بن غوريون
رئيس الوزراء الأول لدى إسرائيل ومؤسسها، دافيد بن غوريون

بن غوريون.. 5 أمور عن الرجل الذي لولاه لما قامت دولة إسرائيل

في ذكرى مرور 42 عاما على وفاة رئيس الوزراء الأول لدى إسرائيل، دافيد بن غوريون، نقدم لكم بعض الحقائق غير المألوفة عن حياته. أولها أنه آمن أن العالم العربي سيتقبل إسرائيل كدولة

تحيي إسرائيل اليوم ذكرى مرور 42 عاما على وفاة رئيس الحكومة الأول، المُعتَبر من نواحٍ عديدة مؤسس دولة إسرائيل، وهو دافيد بن غوريون.

دافيد بن غوريون (GPO)
دافيد بن غوريون (GPO)

وُلد بن غوريون في بولندا عام 1886، وهو الزعيم الذي أعلن استقلال دولة إسرائيل عام 1948، وترأس الدولة خلال سنواتها الأولى. وفي يوم ذكراه، نقدّم لكم 5 حقائق حول الرجل الذي أقام دولة إسرائيل.

طوال فترة زعامته اعتقد دافيد بن غوريون أنّ العالم العربي سيقبل إسرائيل في نهاية المطاف. في محادثة مع اللجنة البريطانيّة التي أرسِلت لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية عام 1937 قال بن غوريون إنّه يعتقد أنّ سوريا، العراق، ومصر ستعترف في يوم من الأيام بشراكة المصالح مع الدولة اليهودية. وفي مقابلة أجراها عام 1970 أوضح بن غوريون أنّه لا يزال يعتقد ذلك. وقال: “لا يمكنني أن أقول متى سيحصل ذلك، إذ لا يمكن معرفة المستقبل. ولكن الأمر الذي يُقلق العرب، هو الصهيونية”.

بن غوريون يخاطب الكنيست (Wikipedia)
بن غوريون يخاطب الكنيست (Wikipedia)

كُشف مؤخرا أنّه رغم سنوات زواج بن غوريون الطويلة من زوجته بولا بن غوريون، فقد كان بن غوريون على مدى سنوات طويلة على علاقة رومانسية مع امرأة أخرى، وهي رجينا كلفهولتز. في إحدى الرسائل التي كتبها بن غوريون لمحبوبته في ثلاثينيات القرن العشرين قال: “حُبِك في قلبي الآن لا نهاية له. كم كنتُ أرغب في معانقتك وتقبيلك الآن”.

كان بن غوريون مشغولا بتطوير القادة الذين سيرثون مكانه بعد وفاته. ومن بين أمور أخرى، عزّز مكانة موشيه ديان الذي كان وزير الدفاع الإسرائيلي، وشمعون بيريس الذي أصبح لاحقا رئيس حكومة ورئيسا لإسرائيل. كان الضابط الشاب أريئيل شارون، إحدى الشخصيات التي التقى بها بن غوريون، والذي أصبح رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد وفاة الأخير بسنوات. ولكن بن غوريون أعرب عن قلقه من صفة واحدة تميز بها شارون: ميله إلى الكذب وعدم قول الحقيقة. كتب بن غوريون: “لو تخلص من عادة عدم قول الحقيقة والابتعاد عن القيل والقال، أصبح قائدا عسكريا مثاليا”.

أريئيل شارون ورئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون (Flash90)
أريئيل شارون ورئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون (Flash90)

بعد احتلال المدينة القديمة في القدس عام 1967، كان بن غوريون متأثرا جدا إلى درجة أنه اقترح أن تهدم إسرائيل أسوار المدينة. “حينذاك فقط عرف العالم أنّ هناك قدس واحدة، ويمكن أن تكون فيها أقلية عربية”. لقد استُقبل اقتراح بن غوريون الثوري في إسرائيل بصدمة وباشمئزاز. وقد ردّ كبير الكتّاب الإسرائيليين، شموئيل يوسف عجنون على ذلك قائلا: “لقد تفوّه بن غوريون بالكثير من الهراء في حياته. واقتراحه تدمير السور هو الأكبر”. لقد تم تجميد الاقتراح.

وهناك شائعات كثيرة حول تعامل بن غوريون السلبي، المولود في بولندا، تجاه اليهود ذوي الأصول المغربية. بعد أعمال شغب في مدينة حيفا ارتكبها يهود مغاربة احتجوا على إطلاق النار على صديقهم من قبل شرطي، قال بن غوريون: “لن ينجح أي بلطجي، سارق، قوّاد أو قاتل من أصول أوروبية في إثارة تعاطف الطائفة الشكنازيّة، وكذلك لن يخطر بباله أمرا كهذا. ولكن هذا الأمر قابل للحدوث لدى طائفة بدائية”.

اقرأوا المزيد: 424 كلمة
عرض أقل
وعد بلفور (Wikipedia)
وعد بلفور (Wikipedia)

وعد بلفور نقطة تحوّل في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

اليوم قبل 98 عاما تم توقيع وعد بلفور والذي كان بمثابة كارثة للحلم العربي الفلسطيني بإقامة دولة قومية، وكان إنجازا سياسيا غير مسبوق للمشروع الصهيوني الذي عمل على إقامة وطن قومي يهودي

في مثل هذا اليوم قبل 98 عاما (1917) وقّع وزير الخارجية البريطاني على وعد بلفور، وبحسبه فإنّ بريطانيا ستدعم إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل). بالنسبة للصهيونية، التي أقامت بعد ذلك دولة إسرائيل (1948)، كان الوعد اختراقا تاريخيا وانطلق مع نشره فرح كبير في العالم اليهودي. ومع ذلك، كانت هناك أقلية يهودية رفضت هذا الوعد وأعلنت حربا عليه وعلى الصهيونية.

تم استقبال هذا الوعد في العالم العربي بالانقسام إلى جزءين، ولم يقبله الفلسطينيون إطلاقا وردّا عليه هدّدوا بأعمال شغب دامية.

كانت أهمية كبيرة لوعد بلفور في خفايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال مستعرا ولم تظهر نهايته بعد في الأفق.

ومن أجل أن نفهم بشكل أفضل ما هو هذا الوعد ومدى تأثيره على الصراع، أحضرنا لكم 5 حقائق وتفسيرات حوله:

1.تم توقيع هذا التصريح كما ذكرنا من قبل وزير الخارجية البريطاني حينذاك في 2 تشرين الثاني عام 1917، وهو في أساسه إعلان ستدعم بحسبه بريطانيا إقامة وطن قومي للشعب اليهودي. كان هذا الإعلان بالنسبة للصهيونية العالمية إنجازا غير مسبوق، حيث أنّ قوة عظمى مثل بريطانيا وافقت على رعاية الحركة الصهيونية.

2.وقد عمل الكثير من البريطانيين ضدّ عرض إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (أرض إسرائيل) والذين خشوا من إفساد العلاقات مع العرب، أو اعتبروا فكرة إقامة دولة يهودية خيالا مجنونا. كان أحد أبرز المعارضين لهذا العرض، إدوين مونتاجو، وهو يهودي، وعضو برلمان ووزير شؤون الهند في الإمبراطورية البريطانية، وقد ادعى أن الوعد قد ينشئ ولاء مزدوجا عند اليهود في العالم.

طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)
طاولة اللورد بلفور التي كتب عليها الوعد (Wikipedia)

3.سبقت الإعلان النهائي 12 مسودّة تم رفضها من قبل البريطانيين أنفسهم. وفي نهاية المطاف تم قبول مسودّة تحدثت عن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل (‏Palestine‏). ومن هنا يظهر أيضًا أن الوعد لم يكن ينفي إقامة سلطة سياسية أو قوميات أخرى في فلسطين (أرض إسرائيل).

4.عوامل إعطاء هذا الوعد: إعادة نظر قيمية – حيث بحسبها يجب إيجاد حلّ لمشكلة الشعب اليهودي المضطهد، وإعطاؤه أرضه الموعودة. هوية القيادة البريطانية – كانت الحكومة البريطانية الجديدة من العام 1916 تميل لأن تكون مصغية لمطالب الحركة القومية الصهيونية لاعتبارات استراتيجية واعتقادية مسيحية. يهود الولايات المتحدة – كان يهدف الوعد إلى إيجاد تماهٍ ليهود الولايات المتحدة مع بريطانيا، وتعزيز الضغوط من قبلهم على الإدارة الأمريكية لمساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. تحقيق السيطرة على فلسطين (أرض إسرائيل) – كانت هناك أهمية استراتيجية كبيرة لفلسطين (أرض إسرائيل) بالنسبة لبريطانيا، بسبب قربها من قناة السويس التي تمكّن من المرور عبر البحر باتجاه الهند.‎ ‎بحسب اتفاقية سايكس – بيكو (1916) كانت فلسطين (أرض إسرائيل) معدّة لتكون تحت سيطرة فرنسية – إنجليزية (“المنطقة البنية”) بعد الحرب العالمية الأولى.‎ ‎كان يفترض أن يساعد الوعد الداعم للصهيونية بريطانيا في أن تحظى بالسيطرة على تلك المنطقة. في نهاية المطاف منحت عصبة الأمم حق الوصاية على أراضي فلسطين (أرض إسرائيل) لبريطانيا في مؤتمر سان ريمو عام 1920.‎ ‎كان في الوعد نوع من التهرّب من الالتزام المناقض لشريف مكة الذي أُعطي في إطار مراسلات حسين – ماكماهون، والتي لم تتم صياغتها في اتفاق رسمي أبدا، وبحسبها فإنّ عرب الشرق الأوسط سيحظون بالاستقلال إذا وقفوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.

5.بعد المصادقة على الوعد فورا أقام القادة الصهاينة سلسلة من اللقاءات السياسية مع قادة العالم العربي من أجل تنفيذ ما ورد في هذا الوعد، ولكن هذه التحركات التي كانت تهدف إلى ترتيب العلاقات بين الصهيونية وبين القيادة العربية لم تنضج أبدا. لم يحبّ الفلسطينيون أبدا هذا الأمر وبدأوا بتنظيم أنفسهم في مؤتمرات وتجمعات احتجاجية ضدّ الوعد. أجريت إضرابات ومظاهرات في القدس بعد التوقيع على الوعد بعام. وتأسست رابطة إسلامية مسيحية بهدف إقناع البريطانيين بإلغاء الاتفاق مع الصهيونية. ادعى العرب الملكية الكاملة على الأرض، واستخدموا تفسيرات تاريخية (إقامتهم الطويلة في البلاد)، وديمغرافية (كونهم غالبية السكان بنسبة 90% من سكان البلاد عام 1918)، وقانونية (عدم دستورية – كما يفترض – هذا الوعد والتناقضات الداخلية فيه)، وسياسية (مراسلات الحسين – ماكماهون، والتي وُعد العرب فيها بفلسطين) وغيرها، من أجل إثبات صحة موقفهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد ادعوا أن اليهودية دين وليست قومية، وأن ادعاء اليهود بخصوص العودة إلى أرضهم بعد ألفي عام، ليس ذا صلة لأنّه “لا يمكن إعادة رسم خريطة العالم من جديد على أساس ادعاءات قديمة”.

اقرأوا المزيد: 640 كلمة
عرض أقل