الإسلام في أوروبا

سمية سهلا (Credit: Mark Israel Salem)
سمية سهلا (Credit: Mark Israel Salem)

مسلمة تتحول من دعم الجهاد إلى دعم إسرائيل

كيف أصبحت شابة مسلمة قضت عقوبة السجن بسبب انتمائها إلى منظمة إرهابية تشارك في ندوة عمل ضد معاداة السامية في إسرائيل؟

لم تفكر سمية ساهلة (Soumaya Sahla)، شابة مسلمة هولاندية عمرها 34 عاما، أن حياتها ستبدو هكذا اليوم. وصلت هذه الشابة، التي قضت عقوبة السجن بعد اتهامها بالانتماء إلى منظمة إرهابية، مؤخرا إلى إسرائيل للمشاركة في ورشة عمل حول الهولوكوست واجتثاث معاداة السامية في متحف “ياد فاشيم”.

بدأت قصة ساهلة المثيرة للاهتمام في عام 1983، عندما وُلدت في هولاندا لوالدين من أصل مغربي. رغم أنها درست في مدرسة مختلطة في لاهاي، فقد ترعرعت في مجتمع إسلامي تقليدي ومغلق. في مقابلة معها لصحيفة “معاريف”، قالت ساهلة إن والدها أقام في التسعينيات مسجدا في هولندا وأصبحت تعمل على إدارته. في أعقاب مقتل المخرج الهولندي الشهير الذي كان يُعرف باسم الناقد القوي للإسلام في أمستردام في تشرين الثاني 2004، أقرت الحكومة الهولندية قوانين لمكافحة الإرهاب أثرت أيضا على المسلمين في لاهاي.

أدت القيود التي فرضتها الحكومة الهولندية بأن تتقرب ساهلة من الشبان المسلمين، الذين كان بعضهم أعضاء في المنظمة الإرهابية “شبكة هوبستاد”. في حزيران 2005، اعتُقلت ساهلة بتهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني. لهذا سُجنت لمدة نصف سنة، ولكن في عام 2006 اعتُقلت ثانية، بعد العثور على أسلحة في منزلها، وعندها اتُهمت بالانتماء إلى تنظيم إرهابي.

في مقابلة معها، أوضحت ساهلة أنها لم تكن عضوة في التنظيم، ورغم هذا سُجنت لمدة ثلاث سنوات في أحد السجون الأكثر حراسة في هولاند، إذ قضت عقوبتها في سجن مع الرجال. مرت ساهلة بتغييرات كثيرة في السجن، إذ التقت فيه بشخص أثر فيها كثيرا وهو الحاخام أرييه هاينتس، من أتباع حركة “حباد”. “كان يصل الحاخام إلى السجن ليصغي إلى اليهود المسجونين”، قالت ساهلة. “لقد لاحظ أنني أحب قراءة مواضيع الفلسفة المختلفة، فدار حديث بيننا عن الفلسفة والدين”.

النساء المسلمات في أوروبا (AFP)

أصبحت تلك المحادثات بينها وبين الحاخام تدور في أحيان قريبة، ولوقت أطول، إذ تحدثا معا عن مواضيع دينية، فاقترح الحاخام على ساهلة بأن تقرأ كتبا تظهر فيها العلاقة بين الإسلام واليهودية. في وقت لاحق، ساعد الحاخام ساهلة على الالتحاق بالدراسة في جامعة خارج السجن، وهكذا بدأت بتعلم العلوم السياسية.

في نهاية عام 2008، أطلِق سراحها من السجن، وفي ظل التغييرات التي مرت بها فيه، قررت أن تتعرف إلى العالم الآخر، غير الإسلامي، وحتى أن تتحدث عنه أمام المسلمين. منذ ذلك الحين، أصبحت تنظر ساهلة إلى الجامع كموقع لجعل الشبان متطرفين.

إن تقارب ساهلة من اليهودية ومعرفتها لإسرائيل، جعلاها داعمة متحمسة لإسرائيل، وهي معنية اليوم بتمرير محاضرات حول إسرائيل في المجتمع الإسلامي في أوروبا، الذي يستقي معلوماته وفق رأيها من الحملات التسويقية ضد إسرائيل. ساهلة مسؤولة عن منظمة تعمل على التسوية والتقارب بين المسلمين واليهود، وفي إطار عملها انضمت مؤخرا إلى ورشة حول الهولوكوست ومعادة السامية التي تُجرى في إسرائيل.

لم يكن دخول ساهلة إلى إسرائيل مفهوما ضمنا، وسُمح به بناء على دعم سفير إسرائيل في هولاندا، آفيف شيرؤون. ترسل ساهلة من إسرائيل رسالة تسوية وأمل: “ليس من السهل أن تصل شابة مثلي، ذات ماض شبيه بالماضي الخاص بي، إلى إسرائيل وتلقى ترحابا جيدا. يشهد هذا بشكل أساسيّ على قدرة هذه الدولة على احتواء الأشخاص. أشعر أن وصولي إلى إسرائيل حدث بسبب أعجوبة.”

اقرأوا المزيد: 463 كلمة
عرض أقل

صورة لمقاعد في حافلة تثير الخوف من الإسلام في النرويج

أصبحت صورة نُشرت كنكتة في النت مظاهرة عنصرية وتعبيرا عن رهاب الإسلام في أوروبا: "تبدو هذه الصورة رهيبة، يجب حظر هذا اللباس"

كيف أصبحت صورة فيها مقاعد فارغة في حافلة مسيرة لحملة عنصرية ضد الإسلام؟ في البداية ظهرت صورة تظهر فيها 6 مقاعد في حافلة فارغة تبدو مثل 6 نساء يرتدين البراقع، كنكتة بعد أن نشرها متصفح نرويجي يدعى يوهان سلتويك، كتب أسفلها “ماذا ترون في هذه الصورة؟”.

https://twitter.com/JohanSlattavik/status/892478427583873024

ولكن الصورة وصلت سريعا إلى مجموعة فيس بوك مغلقة تدعى “Fedrelandet viktigst ” (الوطن أولا) وهي مجموعة نرويجية تعارض الهجرة من الدولة وإليها وتتضمن أكثر من 13 ألف عضو. أثارت الصورة في صفحة الفيس بوك الخاصة بهذه المجموعة غضب المتصفِّحين، لا سيما لأنها عبرت عن آراء أعضائها العنصرية.

وكتب متصفح آخر من أعضاء الصفحة “يجب حظر ارتداء هذه الملابس، إذ لا يمكن معرفة من يرتديها وهناك شك أن يكون إرهابيا”. كتب آخرون: “الإسلام هو لعنة”، أو “أعتقدت أننا سنصل إلى هذه الحال في عام 2050 فقط، ولكنها حدثت قبل أوانها”.

وهناك من اكتفى بكتابة كلمة معبّرة واحدة مثل “مأسوي”، “مخيف”، “مُقزز”، وقال آخرون إن هذه الصورة تشكل إثباتا على أنه يجب طرد كل الإسلام من الدولة.

وسريعا انتشرت الصورة في كل أنحاء النرويج، وأثارت التعليقات عليها نقاشا لاذعا وغضبا عارما لدى اليسار الليبرالي الذي اتهم اليمين المتطرّف برهاب الإسلام. نشر سندرا باير، عضو البرلمان في حزب العمل البريطاني، الذي يتابع مجموعة الفيس بوك هذه تعليقات عنصرية ومقرفة لأعضاء المجموعة في 23 صفحة بهدف “الكشف عن الوجه الحقيقي الحقير”، لأعضاء اليمين المتطرّف في الدولة.

لا شك أن الإحراج كان كبيرا عندما اتضح أن أعضاء المجموعة لم يشاهدوا أن الكراسي فارغة بسبب كراهيتهم.

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
الإرهابي محمد مراح (AFP)
الإرهابي محمد مراح (AFP)

صدمة في فرنسا: مسرحية قاتل الأطفال اليهود

مسرحية عن حياة محمد مراح، الذي قتل ثلاثة جنود فرنسيين، ونفذ مجزرة في مدرسة يهودية في تولوز، تثير عاصفة | عائلات الضحايا تقدم شكوى احتجاجا على "تشجيع الإرهاب"

18 يوليو 2017 | 15:16

في هذه الأيام، يُجرى في جنوب فرنسا “مهرجان افينيون” وهو أحد المهرجانات المسرحية الكبيرة والمشهورة عالميا. ولكنه يثير هذه السنة نقدا وغاضبا عارما، لأنه يتضمن من بين العروض مشهدا حول الإرهابي محمد مراح، وهو مسلم من جزائي، نفذ عملية في عام 2012، في مدرسة يهودية في تولوز، أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال ومعلمة، ونفذ عمليتين أخريين أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين.

وتعرض المسرحية اللحظات الأخيرة من حياة مراح، عندما كان مختبئا في شقته بعد أن نفذ العملية في المدرسة اليهودية. ولكن بعد حصار دام 30 ساعة، اقتحمت الشرطة الشقة وقضت عليه. يستند المشهد “أنا والموت الذي أعشقه كما تعشقون الحياة”، على حوار يدور بين شرطي من وحدة محاربة الإرهاب ومراح أثناء محاصرته.

وتتهم عائلات الضحايا مخرج المسرحية، وهو محمد قاسمي الجراري، لأنه يعرض مراح كبطل، لهذا قدمت إلى الشرطة في باريس شكوى ضد المهرجان والمشهد الذي يُشجع الإرهاب.

وتستند الانتقادات ضد المسرحية على أن الحوار بين الشرطي ومراح يعرض الأخير بصفته شابا عاديا وقع ضحية للبيئة وعمل بناء على الإحباط. وقد كتب الممثل الذي يؤدي دور مراح في المسرحية في منشور: “كان مراح إنسانا قبل أن يصبح وحشا”.

ويعارض المخرج قاسمي الانتقادات ضد المسرحية. فكتب احتجاجا عليها “تفاجأت من ردود الفعل”، وأضاف “لن نحل المشكلة إذا غضينا الطرف. فالمسرحية تهدف إلى إثارة الصدمة وطرح الأسئلة، وهي لا تهدف إلى تأهيل مراح الراحل مُجددا، بل تطرح أسئلة حول الوحش من صنع المجتمع”.

اقرأوا المزيد: 218 كلمة
عرض أقل
تيغن هارفي
تيغن هارفي

الشابة التي رفضت اعتناق الإسلام.. تكتشف أن والدها إرهابي

عند رؤية صور تيغن هارفي، شابة بريطانية مسيحية، من الصعب أن نصدّق أن والدها خالد مسعود، مسلم يدعم داعش ونفذ عملية في لندن في الأسبوع الماضي

27 مارس 2017 | 15:09

حاربت تيغن هارفي طيلة سنوات ضد محاولات والدها لإرغامها على اتباع قوانين الإسلام. فهو طلب منها أن ترتدي لباسا محتشما وتغطي رأسها، ولكنها تابعت ارتداء البيكيني والفساتين التي تكشف عن جسدها، ونشرت صورها في صفحتها على الفيس بوك.

قبل نحو أسبوع، اتضح أن هارفي قد حاربت ضد إرهابي خطير، قتل أربعة أشخاص وجرح عشرات آخرين قبل أن قُتِل ومات. والدها هو خالد مسعود، إرهابي نفذ عملية كبيرة يوم الأربعاء الماضي بجانب البرلمان البريطانيّ.

تعرض صور نُشرت أمس (الأحد) من حساب الفيس بوك الخاص بهاروي في وسائل الإعلام البريطانيّة شابة جميلة، ترتدي لباسا يكشف عن جسدها. عند رؤية صورها من الصعب أن نصدق أنها ابنة الإرهابي خالد مسعود الذي قتل أربعة أشخاص في عملية نفذها في لندن في الأسبوع الماضي.

تيغن هارفي
تيغن هارفي

وُلد مسعود في مقاطعة كنت، بريطانيا في عام 1964، وكان اسمه أدريان إلمس، وفي عام 1991 التقى بشابة تدعى جين هارفي فأنجبا ثلاث بنات: تيجان البنت الوسطى، أندي البنت الكبرى، أدريان البنت الصغرى. خلال السنوات، تورط خالد في عدة مشاجرات، حتى سُجن بعد أن جرح صاحب ناد محلي في وجهه.

تعرف خالد في السجن على الديانة الإسلامية، فقرر اعتناقها وتغيير اسمه، وقطع علاقاته مع عائلته. تزوج من امرأة مسلمة، وسافر إلى السعودية، وعندها أصبحت مواقفه متطرفة. تركته زوجته الثانية لأنه اعتاد على ضربها، ومؤخرا تزوج للمرة الثالثة.

في السنوات الماضية، تواصل مع بناته مجددا، وحاول أن يؤثر فيهن وإقناعهن على اتباع قوانين الإسلام. لقد سارت ابنته الكبيرة أندي في طريقه، واعتنقت الإسلام وأصبحت متدينة متشددة. ولكن أختيها الأخرتين رفضتا الاستجابة لطلب والدهما، وتابعتا نمط حياة غربيا. وفق أقوال المقربين والجيران فقد تفأجاوا جدا عند رؤية صور والد الفتيات في نشرات الأخبار بعد تنفيذ العملية، ومنذ ذلك الحين لا تخرج الفتيات من المنزل بسبب الخجل الذي يشعرن به.

اقرأوا المزيد: 271 كلمة
عرض أقل
وزبر الدفاع الفرنسي مع جنود في كاتدرائية نوتردام في باريس (AFP)
وزبر الدفاع الفرنسي مع جنود في كاتدرائية نوتردام في باريس (AFP)

الخارجية الإسرائيلية: أوروبا عاجزة عن الدفاع عن نفسها

تقرير سري لوزارة الخارجية يختبر مستقبل السياسة الأمنية المشتركة ويتوصل إلى الاستنتاج أنّ أوروبا وصلت إلى عجز عسكري، وأنّ ليست هناك أية دولة قادرة على حماية نفسها بشكل مُستقل

“أوروبا ليست قادرة على حماية نفسها من هجمة عسكرية مباشرة، وليست هناك أية دولة أوروبية قادرة على تنفيذ عملية عسكرية مستقلة تماما”، هذا ما أظهره تقرير سري لـ “مركز الدراسات السياسية” في وزارة الخارجية – وهو أحد ثلاث هيئات للتقييم الرسمي في إسرائيل إلى جانب قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد.

وفقا لنتائج التقرير، التي نُشرت اليوم (الأربعاء) في موقع ynet الإسرائيلي، ليست هناك اليوم أية دولة أوروبية قادرة على تنفيذ عملية عسكرية مستقلّة تماما. ففي الكثير من الحالات لا يكون الاعتماد فقط على دول أوروبية أخرى، وإنما على الولايات المتحدة. الدول الأوروبية ليست قادرة على التعاون تكنولوجيا. عمليا لا يمكن تحويل الحجم الكلي لترتيب القوات العسكرية الأوروبية إلى قوة عسكرية مشتركة.

التقرير هو تلخيص لسلسلة من خمسة نقاشات أجريتْ بمشاركة كبار مسؤولي وزارة الخارجية للإجابة عن السؤال: “أوروبا إلى أين – مستقبل سياسة الأمن المشتركة”. النتيجة التي ظهرت من تلك النقاشات هي أن أوروبا تواجه عجزا عسكريا وليست قادرة حتى على حماية نفسها بقواها الذاتية.‎

في المقابل، فقد طُرح الخوف من التهديدات الأمنية في الوعي العام الأوروبي، وطرأ انخفاض في الثقة المتبادلة بين الدول في القارة، ممّا يزيد من صعوبة التعاون العسكري بينها.

ويظهر من التقرير أنّ عدم الرغبة الأوروبية في استخدام القوة لتعزيز السياسات الداخلية أو الخارجية، تصعّب قدرة الدول على القيام بذلك ويعزز الاعتماد الأوروبي على الولايات المتحدة. تجد الدول الأوروبية نفسها تتسلّح ضدّ تهديدات ليست بالضرورة ذات صلة بها، وقدراتها لا تكفي لمواجهة تهديدات محدّدة تتعرض لها. إنّ منظومة الدفاع الأوروبية القائمة تستند إلى وسائل قتالية أمريكية باهظة، لا توفّر التفوّق العسكري المطلوب للتعامل مع التهديدات الخارجية المحتمَلة على أوروبا.

يُلحق كل ذلك ضررا بقدرة الردع الأوروبية وأيضا بشعور المواطنين بأمنهم. وفقا للتقرير، فنتيجة مشكلة الأمن الداخلي والخارجي المتزايدة، هناك شعور بتغيير ملحوظ في الخطاب حول هذه القضية، وتُثار من جديد أفكار مثل جيش أوروبي خاص واحتمال استخدام الجيش من أجل مواجهة الأزمات الاجتماعية مثل الهجرة.

يشير التقرير أيضا إلى التغييرات في النظام العالمي وفي أوروبا مع التركيز على روسيا الخصم، خوفا من انخفاض الالتزام الأمريكي في الدفاع عن أوروبا من الإرهاب الإسلامي والانخفاض في كفاءة الحدود الأوروبية – التي تعزز الشعور المتزايد بالتهديد المصيري في أوروبا. وتُضاف إليها المخاوف من التغييرات الديمغرافية والأيديولوجية التي تُحدث أزمة الهجرة.

 

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل
مسلمات من الفلبين (AFP)
مسلمات من الفلبين (AFP)

كيف ستبدو خارطة ديانات العالم بحلول عام 2050؟

يتنبّأ تقرير مركز بيو للأبحاث، العام الماضي، بأن عدد المسلمين في العالم بحلول العام 2050 سيقارب عدد المسيحيين. ويستند هذا التوقع إلى عاملين بارزين يميزان أتباع الديانة الإسلامية عن البقية. ما هما؟

04 أكتوبر 2016 | 14:19

خارطة ديانات العالم في تحوّل مستمر. وازدياد أعداد أتباع ديانة معنية لا يعني ازدياد نسبتها في العالم، وفي بعض الحالات، العكس هو الصحيح.

يشير تقرير مركز “بيو” للأبحاث، منذ عام 2015، إلى أنه سيقطن العالم، بحلول 2050، نحو 9.6 مليار نسمة، وذلك يعني نمو سكان العالم بنسبة 35% مقارنة بعام 2010، حين سجل عدد السكان 6.9 مليار نسمة.

وزيادة أعداد البشر تعني تضائل طوائف دينية معينة، وازدياد طوائف أخرى. ما هي التحوّلات التي ستطرأ على انتشار الديانات السماوية في العالم، وعلى سائر الديانات مثل: الهندوسية والبوذية؟ وماذا عن طائفة غير المنتسبين لأي دين؟

المعطى الأبرز في البحث الذي أجراه المركز منذ عام هو أن الطائفة الإسلامية في العالم هي الأسرع انتشارًا، وبحلول عام 2050 سيبلغ عدد المسلمين في العالم 2.8 مليار، أي سيشكل أتباع هذه الطائفة نحو 30% من سكان العالم، في حين سيبلغ عدد المسيحيين 2.9 مليار، ونسبتهم في العالم ستكون 31%.

وتظهر المقارنة بين الديانتين الأكبر في العالم أن انتشار المسيحية في الأربعة عقود القادمة ستكون بنسبة 35%، بينما انتشار الديانة الإسلامية ستبلغ 75%.
ويعود السبب لهذا الانتشار السريع للمسلمين حسب المركز إلى عاملين بارزين لدى المسلمين وهما: نسب الخصوبة العالية، ووجود شريحة الشباب الأكبر. وتفوق المسلمين في هذين العاملين، وفق حسابات المركز الأمريكي، يعني نمو انتشارهم على نحو أسرع بكثير من سائر الطوائف.

ومن المعطيات الأخرى اللافتة التي وردت في التقرير:

– سيشكل المسلمون في أوروبا 10 بالمئة من سكان القارة بحلول 2050

– أعداد أتباع الديانة البوذية لن تتغير، إذ ستبقى كما كانت عليه في عام 2010، في حين ستزداد أعداد أتباع الديانة اليهودية والهندوسية مقارنة باليوم.

رهبان بوذيون يمارسون عشائرهم الدينية (AFP)
رهبان بوذيون يمارسون عشائرهم الدينية (AFP)

– أعداد الأشخاص الذين لا ينتمون إلى ديانة محددة ويعرفون أنفسهم على أنهم ملحدون ستتراجع في العالم، رغم زيادة أعدادهم في دول مثل: الولايات المتحدة وفرنسا

– الهند ستتفوق على إندونيسيا من ناحية عدد المسلمين لتصبح الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين بها، رغم بقاء الديانة الهندوسية الديانة المهيمنة

– ستشهد الديانة المسيحية في الولايات المتحدة تراجعا حيث سيشكل أتباعها عام 2050 2/3 عدد السكان، في حين كانوا يشكلون 3/4 السكان. وستقفد الديانة اليهودية مرتبتها كثاني أكبر ديانة في الولايات المتحدة، لتحل محلها الديانة الإسلامية

– 4 من كل 10 مسيحيين سيكونون في أفريقيا جنوب الصحراء

اقرأوا المزيد: 336 كلمة
عرض أقل
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (AFP)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (AFP)

هل تقف ألمانيا أمام موجة إرهابية لا يُمكن إيقافها؟

التفجير الانتحاري الذي نفذه لاجئ سوريّ في مدينة آنسباخ في بافاريا هو العملية العنيفة الرابعة في غضون أسبوع

قبل نحو سنة، رُفِضَ طلب اللجوء الذي قدّمه اللاجئ السوري مُنفذ العملية الانتحارية مساء هذه الليلة في مدينة آنسباخ في بافاريا. حاول الشاب، ابن الـ 27 عامًا، الدخول إلى مهرجان الموسيقى القريب، وعندما فشلت محاولته، فجّر عبوّة ناسفة كان يحملها في حقيبة ظهر في مطعم مجاور. لذلك أصيب 12 شخصا في الحادثة، وهناك ثلاثة حالتهم حرجة.

هذه هي حادثة العنف الصعبة الرابعة التي تتعرض لها ألمانيا هذا الأسبوع. قُبِض أمس على لاجئ سوريّ يبلغ 21 عاما من عمره بشبهة قتل امرأة بمنجل ماشيتي وجرح شرطيَين في جنوب الدولة. في نهاية الأسبوع، قتل شاب من مدينة ميونيخ في الثامنة عشرة من عمره من أصل إيراني وكان يعاني من اكتئاب، تسعة أشخاص من ميونخ، وهاجم في الأسبوع الماضي مهاجر أفغاني يبلغ 17 عاما أربعة مسافرين في القطار في شمال ألمانيا مستخدما فأسا وسكينا، فأصابهم بجروح حادة.

في السنة والنصف الماضية، قُتِل في أوروبا نحو 2000 مواطن في ظروف شبيهة. في الآونة الأخيرة، لم يمض أسبوع من دون وقوع عملية إرهابية في أوروبا. لقد اجتاز الإرهاب الإسلامي بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية أو بإلهامها، منذ زمن، حدود الشرق الأوسط، وأصبح مهددا للحياة في الغرب.

الشرطة الألمانية بعد التفجير الانتحاري (AFP)
الشرطة الألمانية بعد التفجير الانتحاري (AFP)

تزداد حدة أزمة اللاجئين السوريين، وهناك نحو سبعة ملايين لاجئ وفق التقديرات. يتدفق الرجال، النساء، والأولاد إلى الأراضي الأوروبية بحثًا عن حياة جديدة. يُؤدي الفقر والجوع، كما هي الحال في كل مكان في العالم إلى الإجرام، ويسببان موجة من الكراهية والإسلاموفوبيا. يبدو المسار نحو حدوث تفجير هائل غير قابل للمنع.

في شهر فبرائر (شباط) الماضي، قالت كارول شطرن، رئيسة اليونيسيف في الولايات المتحدة إن “العالم قد فشل في مواجهة أزمة اللاجئين”. وأضافت: “علينا أن نستيقظ، وإلا فسنخسر جيل بأكمله، لأن الأولاد الذين ليس لديهم منزل هم أولاد لا يلتحقون بالمدارس. وليس أنهم لا يتعلمون القراءة والكتابة والحساب وسيحتاجون في المستقبل إلى تلقي المساعدة فحسب، بل إنهم يطورون مهارات تفكيرية انتقادية ويصبحون أكثر عرضة لأفكار أيدولوجية سطحية. إذا لم نساعد هؤلاء الأولاد الآن، قد نجدهم ينجذبون إلى منظمات إرهابية”.

إذا حدث هذا السيناريو المخيف، قد يواجه الأوروبيون، قريبًا، موجة من الإرهابيين الشبان، الذين يعملون بدافع الدمج الهدام بين التحريض الإسلامي، المواقع الاجتماعية واندفاعية جيل المراهقة. ما يميز هذه العمليات هو شبان يقررون ارتكاب جريمة قتل، ويحصلون بمساعدة الإنترنت، إضافة إلى الإلهام، على معرفة حقيقية وحتى على الأسلحة، وبالتالي يكون من الصعب على جهات استخباراتية العثور عليهم تقريبا.

في حين أن تنظيم داعش آخذ بفقدان قوته ويخسر مناطق في العراق وسوريا، فإن أفكاره آخذة بالتوسع والتغلغل. إذا لم يتخذ الألمانيون بشكل خاص، والأوربيون عامّةً، خطوات هامة لمساعدة اللاجئين من جهة، ولم يعملوا على اجتثاث الكراهية والعنف من جهة أخرى، فستصبح الحياة في أوروبا كابوسا متواصلا.

اقرأوا المزيد: 406 كلمة
عرض أقل
مكان وقوع الحادث في نيس (AFP)
مكان وقوع الحادث في نيس (AFP)

بين مدينتي نيس والرقة

"الفكرة أنّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو جذور كل المشاكل في الشرق الأوسط تناقض الواقع في المنطقة. إنّ الهجمة العالمية التي تشنها داعش ضد الغرب، وضدّ كل المسلمين الذين لا يشاركونها معتقداتها، هي دليل على ذلك"

هل فكرتم ذات مرة أن السيارة قد تشكل سلاحا؟ سائق السيارة قادر على تنفيذ القتل. ليس عن طريق الخطأ، بل بالقتل العمد. نفذ إرهابيون إسلاميون عمليات القتل عدة مرات في السنة الماضية، ولكن كل ما حدث يكاد لا يُذكر مقارنة بما اقترفه محمد لحويّج بوهلال، على امتداد مسافة كيلومترين في متنزّه في نيس في 17 تموز.

ما زال الفرنسيون يتساءلون حول الدافع وراء ارتكاب المجزرة. “هل كان يدعم بوهلال الجهاد بشكل خفي، أم إنه قرر الانتحار من خلال التظاهر أنه شهيد؟”، كما سأل “لوموند”. يرى رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، الإجابة واضحة: “لا شكّ أنه مرتبط بالإسلام المتطرف بطريقة أو بأخرى”، كما قال في التلفزيون الفرنسي. بخلاف باراك أوباما، فهو لا يرتدع عن تسمية الأشياء بمسمّياتها – إنه إرهاب يُقترف باسم الإسلام المتطرف.

كان ذلك قتلا مخطّطا له مسبقا. قبل ثلاثة أيام من ذلك، في 11 تموز، استأجر بوهلال شاحنة تبريد تزنُ 19 طنّا. “أنا أنقل البوظة”، قال بوهلال للحارس عند الحاجز، ولذلك سمح له بالمرور. حتى التوقيت، يوم الباستيل، لم يتم اختياره عشوائيًّا. هل ما زال هناك شكّ أنّها جريمة أخرى اقترفها الإسلاميون المتطرفون؟ وهل هناك شك أن مصدر الإلهام لتنفيذ هذه الجريمة، كان بشكل مماثل للكثير من العمليات الإرهابية، في الرقّة، هو مقر داعش؟

من الصعب في الواقع التنبّؤ بهجمات “الذئاب المنفردة”، والأصعب هو منع عملية مخطط لها، تنظمها مجموعة هي جزء من شبكة، ويمكن للأجهزة الأمنية الخبيرة وذات الكفاءة أن تتعقّبها. ولكن على أية حال، في الأحداث الجماعية مثل احتفال يوم الباستيل في فرنسا، يمكن أن نتوقع أنّ تكون الشرطة في حالة تأهّب قصوى. من غير الواضح إذا حدث ذلك.

كان ذلك الهجوم الإرهابي الكبير الثالث في فرنسا خلال 19 شهرا. بعد عملية هيئة تحرير “شارلي إيبدو”، في كانون الثاني 2015، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أنّها “عملية حربية” لداعش. ويُطرح السؤال، ماذا فعلت فرنسا في 19 شهرا التي مرت منذ ذلك الحين من أجل الانتصار في هذه الحرب، أو على الأقل من أجل حماية نفسها. ماذا يمكن أن تفعل فرنسا؟

رغم العمليات الإرهابية القاسية، وجد هولاند وقتا لعقد لقاء لوزراء الخارجية في باريس، من أجل تجنيد الدعم لمبادرته، والتي ستُعرض في الأمم المتحدة، وتهدف إلى إجبار إسرائيل على قبول نسخته لحلّ الدولتين. ربما يثق حقّا بمحمود عباس، الذي صرّح مؤخرًا في خطاب في البرلمان الأوروبي أنّ الإرهاب سيختفي فورا مع حل المشكلة الفلسطينية. ربما تجسدت مبادرته لحل المشكلة الفلسطينية في إجابته على هجمات داعش على فرنسا.

ومع ذلك، فالفكرة أنّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو جذور كل المشاكل في الشرق الأوسط، وهو رأي كان يدعمه باراك أوباما أيضًا، على الأقل خلال فترة معينة، تناقض تماما الواقع في المنطقة. إنّ الهجمة العالمية التي تشنها داعش ضد الغرب، وضدّ كل المسلمين الذين لا يشاركونها معتقداتها، هي دليل على ذلك يظهر كل يوم تقريبا.

من أجل الدفاع عن فرنسا خصوصا والعالم الغربي عموما، هناك حاجة إلى ملاحقة داعش في موطنها، في الرقة. إنها مصدر أوامر العمليات وإلهام “الذئاب المنفردة”. سيفضّل هولاند، بطبيعة الحال، أن يترك هذه المهمة إلى الأكراد والميليشيات الإيرانية، ومنحها دعما جويا من حين لآخر، ولا شكّ أنّه يحصل على تشجيع من نجاجاتهم المتواضعة مؤخرا. الحرب من خلال التحكّم عن بعد أفضل من المواجهة الحقيقية. ولكن القوات البرية فقط يمكنها الانتصار في الحروب، وفي هذه الحرب سيكون بالإمكان الانتصار فقط في الحرب البرية على أرض الرقة.

تم نشر هذا المقال لأول مرة في صحيفة هآرتس

 

اقرأوا المزيد: 518 كلمة
عرض أقل
مظاهرة ضد الإسلام في أوروبا (AFP)
مظاهرة ضد الإسلام في أوروبا (AFP)

ما هي أكثر دولة مصابة بالإسلاموفوبيا في أوروبا؟

استطلاع جديد لمعهد الدراسات "Pew" يكشف كيف تغيّر الرأي العام الأوروبي من عام لآخر بتأثير موجات الهجرة من الشرق الأوسط وإفريقيا

فحص الاستطلاع الحديث لمعهد “Pew” لعام 2016 الرأي العام  بخصوص الجوانب المختلفة لهجرة المسلمين واللاجئين إلى الدول الأوروبية، وتضمن عشر دول منها: ألمانيا، بريطانيا، السويد، اليونان، هنغاريا، بولندا، إسبانيا، هولندا، فرنسا، وإيطاليا.

وجد الاستطلاع أنّ الدولة ذات أكبر نسبة من السكان الذين يعبّرون عن نظرة سلبية تجاه المسلمين، هي هنغاريا ونسبتها 72%. بعدها تأتي إيطاليا، بولندا، واليونان مع 69%، 66%، و 56% من الدول ذات آراء سلبية تجاه المسلمين.

في أسفل القائمة تأتي فرنسا وألمانيا مع 29% من الأشخاص الذين ينظرون نظرة سلبية تجاه المسلمين، وبريطانيا مع 28% فقط. ولا تزال هناك زيادة نسبتها  9% في الآراء السلبية تجاه المسلمين في بريطانيا مقارنة بالعام الماضي.

شعر ما معدله 59% من المستطلعة آراؤهم من جميع البلدان أنّ كثرة تدفق اللاجئين ستزيد من احتمالية الإرهاب في بلادهم. في حين أنه في هولندا، ألمانيا، السويد، وبريطانيا كان هذا هو الخوف الأكبر، بينما في سائر الدول المشاركة في الاستطلاع أعرب المجيبون عن خشية أكبر من أن يشكّل اللاجئون عبئا على النسيج الاجتماعي.

وعلى السؤال إذا كانوا يعتقدون أن المسلمين في بلادهم يرغبون في اعتماد نمط الحياة المحلي أم التميّز عن المجتمع العام، أجاب 58% في المعدّل من المستطلعة آراؤهم أنّه بحسب رأيهم يرغب المسلمون في التميّز، و أن 33% من المسلمين يرغبون، وفق اعتقادهم، في الاندماج في المجتمع العام. في اليونان كان 78% من  المستطلعة آراؤهم  مقتنعين أنّ المسلمين يرغبون في التميّز، في المقابل، يعتقد 42% حتى 43% من المستطلعة آراؤهم  في  هولاندا، فرنسا، والسويد أنّ المسلمين تحديدا يرغبون فعلا بالاندماج في المجتمع المحلي.

ووجد الاستطلاع أيضا انقساما مثيرا للاهتمام في آراء المجيبين وفقا للخصائص الشخصية غير المتعلقة بجنسيتهم أو أصولهم. وبشكل عام، وجد الاستطلاع أنّ الأشخاص البالغين وذوي المستوى التعليمي المنخفض يميلون أكثر إلى دعم الآراء المعادية تجاه المسلمين واللاجئين، في حين أن الأشخاص الشباب وذوي المستوى التعليمي العالي، يعبّرون تحديدا عن آراء إيجابية أكثر تجاه المسلمين.

بالإضافة إلى ذلك، يميل المجيبون المتعلّمون أكثر في أرجاء أوروبا إلى الاعتقاد أنّ التنوّع العرقي، الإثني والقومي في بلادهم إيجابي ومرحّب به، مقابل المجيبين الأقل تعليما الذين يعتبرونه ظاهرة سلبية.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل
مسلم يقرأ في القرآن في المسجد الأقصى (Flash90/Sliman Khader)
مسلم يقرأ في القرآن في المسجد الأقصى (Flash90/Sliman Khader)

هل يوجد ملحدون في المجتمعات المسلمة؟

في محاولة لمواجهة العنف القاسي تجاه "الكفار" يعرض فقهاء معتدلون في الإسلام مواقف أصلية بخصوص إحدى الخطايا الكبرى في الإسلام: الإلحاد

عززت عمليات الحادي عشر من أيلول تصرفات المتطرفين دينيا، المسيحيين، والمسلمين، ولكن وللمفارقة عززت أيضا تصرفات الملحدين في أرجاء العالم، بما في ذلك في أوساط المسلمين.‎ جعل الإرهاب عموم المسلمين يتطرّقون إلى مسائل الأخلاق والشريعة، وكان هناك من وجد إجابة على أسئلته في القرآن والحديث بشكلٍ مُستقلّ، وهناك من حصل على الإجابات من مختلف الفقهاء، وبينما ظل آخرون يشعرون بخيبة أمل كبيرة وتوجّهوا للإلحاد. من الصعب أن نعثر على بيانات حول عدد المسلمين الذين أصبحوا ملحدين خلال العقدين الأخيرين. أظهرت مصادر غربية أنّه في العام 2015 عاش في البلدان العربية نحو ألفي ملحد من بين 300 مليون شخص. إذا أخذنا بالحسبان البلدان الآسيوية، ولا سيما، الجمهوريات الإسلامية من الاتحاد السوفياتي سابقا، فالعدد أكبر.

في الكويت، قطر، السعودية، وفي الإمارات حُدّدت في القانون عقوبة الإعدام للذين يرتدّون عن الدين. في السنوات الأخيرة نُشرت في السعودية لوائح تعرّف الملحدين على أنهم إرهابيين ومهددين قوميا. تراقبهم السلطات في البلاد رقابة وثيقة، يُعتقلون أحيانا من دون أي سبب واضح (تكفي الوشاية من أحد أفراد العائلة أو الجيران)، ويُسجنون حتى يُحكم عليهم بالإعدام. في الغرب أيضا هناك “محاكمة داخلية” في المجال الشخصي، ومخفية عن أنظار الحكومة، وفي نهاية المطاف يتم الإلقاء بالملحدين خارج الإطار الأسري، المجتمعي الإسلامي، ويجدون أنفسهم معزولين تماما. كمهاجرين، فإنّ احتمالات بقائهم على قيد الحياة في دولة أجنبية من دون دعم الأسرة الصغيرة ضئيلة.

تتغذّى أوامر الدولة ولوائحها، المضايقات و “المحاكمة الداخلية” كلها على النقاش الفقهي والمعاصر. يعتبر المحافظون الإلحاد تهديدا على الدين وعلى أمة الإسلام، بشكل مشابه للتهديد الشيوعي الذي حلّق فوق العالم الإسلامي في فترة الحرب الباردة. دعت كلا الأيديولوجيّتين اللتين “تم استيرادهما من الغرب”، إلى شن ثورة في العالم الإسلامي كانت نتيجتها الدمار والفوضى. في الأحكام التي ناقشت مسائل الخطيئة الأشد خطرا – الإلحاد أم الشرك – اعتمد فقهاء الشريعة المحافظين على كتابات ابن تيمية وادعوا أنّ الإنسان الذي لا يؤمن بأي إله يكون أشدّ كفرا من الذي يؤمن بتعدّد الآلهة. كذلك لم يُستثنَ الملحد الصالح والذي يقوم بأعمال الخير لأنه إذا لم يعترف بوجود الله كخالق له فلا معنى أو قيمة لأعماله الصالحة. يُبطل الفقهاء المحافظون صلاحية الزواج من ملحد/ة، ويقررون أن النساء الملحدات يجلبن العار على أسرهنّ لأنّهنّ يهملنَ القيم الأخلاقية والدينية.

تبنّى الخطاب الإسلامي المعتدل أيضا هذا الخطّ المتشدّد ضدّ المرتدّين عن الدين، وخصوصا ضدّ الملحدين. أفتى يوسف القرضاوي أنّ الإلحاد والعلمانية يتنافيان مع الإسلام والشريعة وأعرب عن تأييده لإنزال عقوبة قاسية ضدّ المرتدين، اعتمادا على حديث يقول إنّ الخليفة علي أمر بحرق شخص ظهر بأنّه ملحد. ولكن هناك فقهاء معتدلون يفرّقون بين الصالحين والشريرين في مجموعة الملحدين، ويعتقدون أنّ الملحدين الصالحين والذين يقومون بأعمال الخير يستحقّون ضمان سلامتهم وأمنهم في هذا العالم، حتى لو لن تكون لهم حصة في العالم الآخر. وذكر آخرون أنّه لم تُذكر في القرآن أن عقوبة الردّة عن الدين هي الإعدام.

دفع التوتر بين المسلمين وبين أبناء دينهم الذين تحوّلوا إلى ملحدين الفقهاء المعتدلين إلى محاولة التأثير أولا وقبل كل شيء على خفض مستوى العنف، ولكن أيضًا تقديم الاستجابة للمسلمين الذي ضلّوا في طريقهم الروحي. بروح الدعابة يدعون إلى تهنئة الملحد المبتدئ لتمسّكه بالجزء الأول من الشهادة، “لا إله”، بحيث يبقى هكذا فقط إقناعه بالجزء الثاني، “إلا الله”.

ومن جهتهم، لا يجرؤ الملحدون على “الخروج من الخزانة”، لأنّ الدين هو جزء لا يتجزأ من الجوانب الأخرى في حياتهم مثل الحياة الزوجية، الأسرية، المجتمعية، والثقافية. إنهم يقترحون على المنضمين الجدد أن يتوخوا الحذر وألا يعلنوا على الملأ إلحادهم، وإنما أن يعرضوا أنفسهم كـ “تقدّميين” أو “إصلاحيين”. معظم نشاطهم هو بواسطة الإنترنت، والذي يسمح بالسرية وعدم الكشف عن الهوية. يعمل في أوروبا، كندا، وفي الولايات المتحدة بعض بذور المسلمين الذين أصبحوا ملحدين، ولكن ليست هناك معلومات عن وجود مثل هذه المنظمات في البلدان ذات الغالبية المسلمة.

يفضّل المسلمون الذين أصبحوا ملحدين العمل بسرية والمساهمة في التغيير الاجتماعي والتربوي، أكثر من الانكشاف والدخول في نقاش عام حول مصداقية الحقائق الدينية التي هي بالنسبة لهم عبثية.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 614 كلمة
عرض أقل