أعلنت السفارة البريطانية في إسرائيل اليوم (الخميس)، أنه للمرة الأولى، سيزور الأمير ويليام، دوق كامبريدج، إسرائيل في الصيف القادم. جاء في الإعلان الرسمي للسفارة البريطانية حول الزيارة أن “الأمير سيزور في الصيف المقبل إسرائيل، الأردن، والسلطة الفلسطينية. ستُجرى هذه الزيارة بناء على طلب الأمير ولاقى هذا الطلب ترحابا في إسرائيل، الأردن والسلطة الفلسطينية”.
في ظل الإعلان عن هذه الزيارة، الذي من المتوقع أن تكون الزيارة الرسمية الأولى لأمير من الأسرة المالكة البريطانيّة إلى إسرائيل، تُطرح تساؤلات لماذا لم تجرَ زيارات كهذه حتّى الآن. في الماضي، حاول ممثلون إسرائيليّون دعوة الأسرة المالكة أو مندوب آخر لإجراء زيارة رسمية إلى إسرائيل، ولكن حتى الآن عارضت وزارة الخارجية البريطانيّة هذه المبادرة. فرضت السياسة المتبعة في بريطانيا عدم المصادقة على إجراء زيارة رسمية قبل تحقيق تقدم هام في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
في الماضي، أجرى بعض أفراد الأسرة المالكة زيارات خاصة إلى إسرائيل وشاركوا في جنازات زعمائها. مثلا، شارك الأمير تشارلز في جنازة رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين، في تشرين الثاني 1995، وحتى أنه شارك أيضا في جنازة الرئيس الأسبق، شمعون بيريس، في أيلول 2016. خلال هذه الزيارة الشخصية، زار الأمير قبر جدته، الواقع في كنيسة مريم المجدلية في القدس في جبل الزيتون.
وقد أجرت الملكة إليزابيث التي وصلت إلى العرش البريطانيّ في عام 1953، عددا كبيرا من الزيارات الرسمية على مر التاريخ، وزارت من بين دول أخرى، الدول العربيّة، مثل الأردن، السعودية، الكويت، والبحرين. ولكنها لم تزر إسرائيل إطلاقًا، رغم أنها تلقت دعوات كثيرة على مرّ السنين. علاوة على ذلك، زار أشخاص آخرون من الأسرة المالكة دولا مختلفة في الشرق الأوسط، مثل مصر، الإمارات العربية المتحدة وقطر.
على مر السنوات، حاول السفراء الإسرائيليون في لندن معرفة إذا كانت الملكة إليزابيث ستجري زيارة رسمية إلى إسرائيل، أو على الأقل، هل سيزورها الأمير تشارلز، بشكل خفي وعلني على حدٍّ سواء. في عام 2006، خلال الاحتفالات بعيد ميلاد الملكة الـ 80، أوضح السفير البريطاني في البلاد في ذلك الحين، سايمون مكدونالد، أنه ستُجرى زيارة رسمية لأحد أفراد الأسرة المالكة إلى إسرائيل بعد صنع السلام فقط.
“لا يجري الحديث عن مقاطعة من جهة الملكة بل عن أنها تعمل وفق توصيات الحكومة. نظام الحكم في بريطانيا هو ملكي، وتعمل الملكة والأسرة المالكة وفق توصيات الحكومة، أو عوضا عن ذلك إنهم لا يعملون خلافا لتوصياتها أبدا”، هذا وفق ما أوضحه البروفيسور جفري ألدرمان، الخبير بالشؤون التاريخية البريطانية العصرية والعلاقات البريطانية اليهودية. “من الواضح أنه لأسباب سياسيّة ودبلوماسية مختلفة، أوصت كل الحكومات منذ عهد الأمير تشرتشل بعدم إجراء زيارة رسمية إلى إسرائيل”.
قد جرى الحديث قبل سنة عن احتمال أن يجري أحد أفراد الأسرة المالكة زيارة رسمية إلى إسرائيل، وجاء ذلك الخبر عندما التقى في شهر آذار الماضي رئيس الدولة الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، مع وزير الخارجية البريطانيّ، بوريس جونسون، وسلمه دعوة لزيارة إسرائيل بمناسبة مرور 100 عام على “وعد بلفور”. أثارت هذه الإمكانية غضبا لدى منظمات موالية للفلسطينيين لأنها ادعت أن على الحكومة البريطانية أن تفكر في الأعمال التي نفذتها لطرد الفلسطينيين وحتى أن عليها تقديم اعتذارها لهم.
يشير محللون إسرائيليّون إلى أنه يمكن النظر إلى التغييرات في السياسة البريطانية واتخاذ قرار لإرسال أحد ممثلي الأسرة المالكة إلى إسرائيل كمحاولة من قبل الأسرة المالكة لاستئناف تعاونها في الخطوات الدبلوماسية في المنطقة، والحفاظ على دورها بعد انسحابها المتوقع من الاتحاد الأوروبي.