في الوقت الذي تشتكي فيه الدول الغربية بأنّ الهواتف المحمولة تؤدي فقط إلى الانحطاط الفكري بين الشباب، الذين يقضون أوقاتهم في إرسال رسائل “الواتس آب” ونشر المنشورات والتغريدات في “الفيس بوك” و”التويتر”، يتّضح أنّه بالنسبة لدول معيّنة، فإنّ الهواتف المحمولة أدّت إلى نعمة حقيقيّة واعتبرت أداة فعّالة لمكافحة الأمية.
فحصت دراسة جديدة لوكالة اليونسكو في الأمم المتحدة تأثير استخدام الهواتف المحمولة في إثيوبيا، غانا، الهند، كينيا، نيجيريا، باكستان وزيمبابوي؛ وهي دول نسبة الأمية فيها بين البالغين هي 34% في المعدّل، وبين الأطفال 20%. لا تنجح البنى التحتية التعليمية في هذه الدول في التعامل مع تزايد عدد السكان من الشباب وتعليمها القراءة والكتابة.
وقد أجرِيتْ الدراسة على أشخاص اشتركوا في مشروع سمّيَ WorldReader، والذي يمكّن من قراءة الكتب من خلال هواتف ليست ذكيّة. من بين من المستطلعة آراؤهم، قال 62% إنّهم يستمتعون أكثر من القراءة منذ أن بدأوا يقومون بذلك من خلال الهواتف المحمولة. قال ثلث من المستطلعة آراؤهم إنّهم يستخدمون الهاتف المحمول من أجل قراءة الكتب لأطفالهم، وقال ثلث آخر إنّهم كانوا سيفعلون ذلك فيما لو كان هناك المزيد من كتب الأطفال. إنّ انتشار الكتب في هذه البلدان قليل جدّا، ولم يكن المشاركون في المشروع ليقرأوا لو لم يكن بالإمكان أن يقوموا بذلك فعليّا باستخدام الهاتف المحمول.
ثمّة معطى آخر مثير للاهتمام كشفت عنه الدراسة وهو نسب القراءة لدى النساء. فعلى الرغم من أنّ النساء يشكّلن نسبة قليلة نسبيًّا من القرّاء الذين اشتركوا في المشروع – 23% فقط – يبدو أنّهنّ يستثمرن وقتًا أكبر في القراءة: 277 دقيقة في الشهر بالمعدّل، مقارنة مع 33 دقيقة بالمعدّل لدى الرجال. كان استنتاج التقرير هو أنّه كلّما بدأت النساء في القراءة، فإنّهنّ يقرأنَ أكثر.
اشتكى الكثير من المشاركين في المشروع من أنّهم لا يملكون وصولا إلى محتوى متنوّع من الكتب، وأنّهم يرغبون في أن يكونوا قادرين على للقراءة. ولكن تعتقد اليونسكو أنّ زيادة التنويع وزيادة حجم الوصول إلى الكتب لن يخفّض بالضرورة مستوى الأمية. والذي سيساعد في النضال ضدّ الأمية هو التعليم الأفضل. وبالمقابل، دون قراءة الكتب إطلاقًا، فإنّ احتمال محاربة الأمية يكاد يصل إلى الصفر.