الأمراض الجنسية

الإيدز لا يهمّ الإسرائيليين (AFP)
الإيدز لا يهمّ الإسرائيليين (AFP)

الإيدز لم يعد “شأنا” كبيرا في إسرائيل

قبيل يوم الإيدز العالمي، يظهر أن أكثر من 65% من الإسرائيليين لم يفحصوا إذا ما أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية

أظهر استطلاع إسرائيلي أجري لصالح لجنة مكافحة الإيدز، قبيل يوم الإيدز العالمي الذي سيحلّ في الأول من كانون الأول، أنّ الإسرائيليين ليسوا على وعي بمخاطر الإصابة بهذا المرض الخطير، لا يجرون فحصا، ولا يستخدمون الواقي الذكري بشكل منتظم من أجل منع العدوى.

بحسب الاستطلاع يظهر أنّ 55.2% استخدموا الواقي الذكري في المرة الأولى التي أقاموا فيها علاقات جنسيّة. بينما لم يستخدم 44.8% الواقي للمرة الأولى التي أقاموا فيها علاقات جنسيّة.

يميل أكاديميون بشكل أقل إلى استخدام الواقي، 53.1% استخدموه للمرة الأولى فقط، في حين أنّ الأشخاص ذوي التعليم الأقل من 12 عشر سنة دراسية قد حرصوا جدّا على ذلك في المرة الأولى؛ حيث إنّ نحو 67% منهم استخدموا الواقي مقارنة بنحو ثلثهم ممن لم يحرصوا على استخدامه.

لا يجرون فحص الإيدز

65.2% من العلمانيين والتقليديين الذين شاركوا في الاستطلاع لم يجروا فحص نقص المناعة البشرية مطلقا. ويجري الرجال الفحص أكثر من النساء، وأكثر فئة عمرية تجري الفحص هي ما بين 35-54، حيث إن 50% من هؤلاء أجروا في الماضي فحص نقص المناعة البشرية، قريبا من الربع فقط (27.3%) من الفئة العمرية بين 18-34 أجروا الفحص، وأقل من الربع لدى الفئة العمرية 55+ أجروا الفحص في الماضي (21.5%).

أكثر من 35% من الإسرائيليين أقاموا علاقات جنسيّة قبل سنّ ال-18

ويظهر من الاستطلاع أيضًا أنّ الإسرائيليين يفقدون عذريتهم في سنّ 18.6، الرجال قبل النساء. وفقًا للاستطلاع – 52.2% من النساء و 58.4% من الرجال أقاموا علاقات جنسيّة للمرة الأولى في سنّ الثامنة عشرة فما تحت. يفقد الرجال عذريتهم في المعدّل في سنّ 18.3، في حين أنّ النساء يفقدنها في سنّ 19.‎ ‎

تعتقد الغالبية الساحقة من المستطلَعة آراؤهم (96.6%) أنّ هناك أهمية للحديث مع الشبيبة في الفئة العمرية 14-18 عن الجنس والحياة الجنسية، ولكنهم يختلفون بخصوص السؤال على مَن تُلقى مسؤولية الحديث مع الشبيبة حول هذا الموضوع.

ففي حين أن 61% من النساء يعتقدن أنّ المسؤولية الأساسية ملقاة على كاهل الوالدين (وفقط 37% يعتقدون أنّ المسؤولية الأساسية ملقاة على المدرسة)، يعتقد الرجال أن الوضع معاكس: 50% من المستطلَعة آراؤهم يعتقدون أنّ المسؤولية الأساسية للحديث مع الشبيبة حول الجنس ملقاة على المدرسة، وفقط 46% يعتقدون أنّ المسؤولية ملقاة على الوالدين. لقد أشار 1% فقط إلى أنه على رجال الدين تناول هذا الموضوع. 2.1% أشاروا إلى الإخوة الكبار باعتبارهم من يفترض بهم تربية الجيل المستقبلي حول الجنس والحياة الجنسية.

اقرأوا المزيد: 357 كلمة
عرض أقل
تقليد ختان الذكور اليهودي (Thinkstock)
تقليد ختان الذكور اليهودي (Thinkstock)

توصي إرشادات جديدة في الولايات المتحدة: أجروا ختانًا

نشر مركز مراقبة الأمراض الأمريكي تقريرًا جاء فيه أن إنجاز الختان يساعد على منع الإصابة بالأمراض الجنسية والإيدز، وقد يمنع نحو 300 ألف حالة وفاة في السنة

يساعد الختان ويحمي من الأمراض الفتاكة: هذا ما حدده المركز الأكبر في العالم لمراقبة الأمراض، الـ CDC الأمريكي، في مسودة التعليمات الجديدة التي ستُنشر قريبًا. يحدد خبراء المركز الذين يعتمدون على أبحاث من السنوات الماضية، أن حفل الختان في الديانة اليهودية والإسلامية يُقلل من خطر الإصابة بأمراض الجنس والإيدز، وأن أفضلياته الصحية تفوق على سلبياته.

إن أهمية الختان في الوقاية من الأمراض المعدية معروفة منذ سنوات كثيرة. وفق التقديرات، فإن خطر الإصابة لدى الرجال الذين اجتازوا الختان منخفض ويعود ذلك إلى مبنى جلدة العضو التناسلي. تحتوي الطبقة الداخلية من الغُلفة على خلايا حساسة للإصابة بفيروس الإيدز. إن جلدة العضو التناسلي لدى الرجال الذين لم يجتازوا الختان طويلة أكثر مما يجب، ولذلك يسهل على الفيروس البقاء في الطبقة الداخلية والانتقال منها إلى الجسم.

ورد في التعليمات الجديدة للمنظمة أن “الشهادات العلمية واضحة وتشير إلى أن أفضليات الختان تفوق على سلبياته”. وفق أقوال خبراء المركز، تنمو الجراثيم والفيروسات تحت الغُلفة وتزيد من خطر تمرير الرجل الأمراض لشريكته التي يقيم معها علاقات جنسيّة.

حفل ختان طفل رضيع (Flash90/Yonatan Sindel)
حفل ختان طفل رضيع (Flash90/Yonatan Sindel)

في عام 2007، أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات شبيهة، كانت ترتكز على بحث أجري في كينيا وشمل آلاف الرجال، ووُجد أن نسبة الإصابة بين أوساط الرجال الذين اجتازوا الختان أقل بـ 51%‏ حتى ‏60%‏. أصيب بمرض الإيدز 10 رجال لم يجتازوا الختان، مقابل ثلاثة رجال اجتازوه. كانت النتائج حاسمة وملحوظة، لدرجة أنه تم إيقاف التجربة تسعة أشهر قبل موعد انتهائها، وكان الادعاء أن النتائج واضحة لدرجة أن متابعة البحث لا تعتبر أمرا أخلاقيَّا دون تحذير المفحوصين الذين لم يجتازوا الختان من الخطر الكامن لديهم.

يعتقد الباحثون من تحليل إحصائي للأبحاث السابقة أنه في العقدين القريبين قد يمنع الختان مليوني حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ونحو 300 ألف حالة وفاة. في السنة الماضية، أصيب 2.8 مليون شخص في إفريقيا بالفيروس القاتل، وتُوفي 2.1 مليون شخص نتيجة الإصابة بالمرض.‎

استنادًا إلى هذه المعطيات، تقر منظمة الصحة العالمية أن الختان هو وسيلة أخرى لخفض نسبة الإصابة بالمرض لدى الرجال. رغم ذلك، يُشدد الخبراء على أن المعطيات قد تختلف بين دولة وأخرى. هكذا على سبيل المثال، في المناطق التي يكون فيها الإيدز منتشرا بين أوساط الذين ينشغلون في العمل في مجال الجنس والمدمنين على المخدرات، قد لا يساعد الختان على تقليل خطر الإصابة.

اقرأوا المزيد: 346 كلمة
عرض أقل
فحوصات الايدز (Thinkstock)
فحوصات الايدز (Thinkstock)

القضاء على الإيدز حتى عام 2030؟

تقرير للأمم المتحدة يظهر أنّ معدّل الإصابة بالمرض آخذ بالهبوط بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. منذ اكتشاف المرض توفي بسببه 39 مليون شخص

17 يوليو 2014 | 13:32

بيانات مشجّعة من الأمم المتحدة: معدّل حوادث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والوفيّات الناجمة عن الفيروس آخذة في الانخفاض باستمرار. هذا ما ذكرته وكالة الأمم لمكافحة الإيدز، UNAIDS. وقد نُشرت البيانات قبيل مؤتمر سيُعقد في الموضوع في ملبورن بأستراليا في الأسبوع القادم.

وفقًا للبيانات، فإنّ عدد حاملي فيروس نقص المناعة البشرية اليوم هو نحو 35 مليون حول العالم. من بين 78 مليون ممّن أصيبوا بالفيروس منذ انتشاره في سنوات الثمانينيات في القرن الماضي، توفي 39 إنسان من الإيدز.

“يمكن وضع حدّ لوباء الإيدز في كلّ منطقة، دولة، مكان، لدى كلّ شعب ومجتمع”، هذا ما قاله ميشل سيديبي، مدير وكالة UNAIDS. وأضاف أنّنا “لو قمنا بتسريع مواجهة الفيروس حتى عام 2020، سنكون في مسار القضاء على الإيدز حتى عام 2030”. حسب تعبيره، ففي السنوات الخمس الأخيرة عرف الصراع مع الإيدز تطوّرات لم تكن معروفة في الـ 23 عامًا التي سبقت ذلك.

حتى عام 2010، كان لدى خمسة مليون من حاملي فيروس نقص المناعة البشرية إمكانية للحصول على علاج. بالمقابل، شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد المعالَجين، والذين يقاربون الآن 13 مليون شخص. بالإضافة إلى ذلك، فمنذ العام 2001 انخفض معدّل الإصابة بالفيروس بنسبة 38%، وانخفض معدّل الوفيات بنسبة 35% منذ الذروة التي سُجّلت عام 2005.

ظلّ معدّل الإيدز في العالم العربي والدول المسلمة منخفضًا منذ اكتشاف الفيروس، بمعدّل 0.1% من السكان فقط. الاستثناء الوحيد هو السودان. سُجّل في العقد الماضي نحو 530,000 حامل للفيروس في أنحاء الشرق الأوسط، نحو 70% منهم من الرجال. بالنسبة للنساء، فإنّ نسبة كبيرة من النساء قد حملنَ الفيروس من أزواجهنّ.

في إسرائيل يصاب أكثر بقليل من 400 شخص في العام بفيروس نقص المناعة البشرية. وفقًا للتقديرات، فهناك اليوم نحو 5,600 حامل للفيروس، ونحو 521 مصابًا بالإيدز. بخلاف الانخفاض العالمي، فإنّ عدد اكتشاف حالات المرض السنوية في إسرائيل آخذة بازدياد  مستمرّ، وخصوصًا لدى المثليّين.

اقرأوا المزيد: 283 كلمة
عرض أقل
هل يمكن لامرأة أن تَستغلُ جنسيًّا؟ (Thingstock)
هل يمكن لامرأة أن تَستغلُ جنسيًّا؟ (Thingstock)

هل يمكن لامرأة أن تَستغلُ جنسيًّا؟

بعد فضيحة إقامة العلاقات الجنسية مع القاصرين: يجب أن نقول ذلك بصوت يسمعه القاصي والداني: لا يمكن المقارنة بين امرأة تعاشر الفتيان وبين رجل يستغل قاصرات؛ فهناك فروق القوى

لقد دار حديث كثير عن فضيحة الجنس جنوبي البلاد: امرأة في الأربعينات، يبدو أنها مضطربة نفسيًّا، أقامت علاقات جنسية مع عدد كبير من الفتيان القاصرين، في عمر 13حتى 14. كانت الحالة معروفة لسلطات الرفاه الاجتماعية وعلى ما يبدو للشرطة في المدينة أيضًا، لكن ساكنا لم يُحرّك لمدة طويلة. والآن المرأة معتقلة بتهمة استغلال فتيان ومضاجعتهن.

فور نشر الفضيحة،  تعالت الأصوات ضد- النسويّة التي نادت المنظماتِ النسوية لاستنكار ما جرى وإدانة تصرف المرأة، لقد ادعوا أن “ها هُنّ، النساء أيضًا يستغللن جنسيًّا”، وهاجموا نفاق الإعلام الذي لم ينظر إلى تلك المرأة سوى نظرة أنها أول وآخر من مارس الاغتصاب.

ولكن في الحقيقة، ليس الأمر كذلك أبدًا. إن اتهام المرأة “بالاغتصاب” هو إشكالية لها أسبابها الكثيرة، وليس لأن الحديث هذه المرة عن امرأة مضطربة نفسيًّا. فلا تستطيع المرأة، من الناحية الجسدية مجامعة رجل لا يرغب في ذلك (والحديث ليس عن “وسائل مساعدة كيميائية” تساعد الرجل. لا شك هنا  في أن الفتيان كانوا “يرغبون” بذلك رغبة طبيعية).

وهنالك من يدعي أنهم قاصرون، وذكور، و “تنقصهم القدرة” للحكم على الأمور.  لكن، في الحقيقة،  لا يجري الحديث عن  امرأة قد أغرت أولئك الفتيان. فلم تلاحقهم، أو تشترِ لهم هدايا ولم تعرض عليهم اقتراحات قد استجابوا لها. لقد عرف الفتيةُ أنهم إن توجهوا لتلك المرأة فستلبى رغبتهم الجنسية، مثل الذهاب إلى زانية، ولكن مجانًا. وهذا قبل التطرق إلى الفجوة في القوة بين النساء والرجال، الذين سيغلبون في أي صراع جسدي.

وليس هذا فقط، لقد اختار الفتية أن يصوروا المرأة بهواتفهم النقالة، ونشروا الصور وهم يفتخرون بأفعالهم، عدا عن إهانة المرأة. نعم، نعم، فقرأتم العبارات جيدًا. المرأة هي التي أهينت وليس الفتية. إنها لم تفتخر بالأمر، لم تذكر أسماء الفتية، ولم تفرض نفسها عليهم. هم الذين استغلوها واستغلوا حاجاتها ومشكلاتها.

ينتشر في الشبكة في الأيام الأخيرة منشور مثير للاهتمام يهدف إلى  أن يبين لماذا لا يعتبر استغلال الرجل للفتيات كاستغلال المرأة للفتيان، مثل ما جرى في هذه الحادثة.  فيفصّل المنشور بندا إثر بندٍ، تفصيلا مريحًا وواضحًا. و يجدر الذكر أنه يقارن ما حدث بالتحديد في فضيحة إيال جولان، المغني المشهور الذي اتهم بإقامة علاقات جنسية مع قاصرات (كما فعل أبوه)، وهو حدث مشهور انتقدت فيه وسائل الإعلام المغني بحدة وكما ادعى مقربوه ومعجبوه “رقصت على دمائه”. مع ذلك فإن المقارنة صحيحة تقريبًا لكل الحالات التي يَستغلُ بها الرجل استغلالا جنسيًّا.

المطرب الإسرائيلي إيال جولان (Gideon Markowicz/Flash90)
المطرب الإسرائيلي إيال جولان (Gideon Markowicz/Flash90)

وهذه بعض الادعاءات (المنصفة) في المنشور:

هل خدعت أو أغرت الفتيان ليأتوا إليها؟ اشترت لهم هدايا؟ لا. ولكن في الحالة العكسية، يفعل الرجل ذلك.

هل صورت الفتيات ما حدث لهن ونشروه للمشاهدة في الواتس آب كأمر جيد جرى لهن؟ لا. في الحالة العكسية، تم ذلك.

هل شعر الفتيان بالعار مما حدث لهم؟ لا. هل شعرت الفتيات بالعار مما حدث لهن؟ نعم.

هل ضرب الفتيان المرأة، أهانوها وشتموها؟ نعم. هل ضربت الفتيات الرجل؟ أهانوه وشتموه؟ لا.

هل اتهموا الفتيات أنهن أردن ذلك؟ أُغريِنَ؟ لسن بهذه السذاجة؟  يحاولن ابتزازه وتلطيخ اسمه مجانًا؟ يكذبن؟ نعم. هل اتهموا الفتيان بكل هذا؟ لا.

هل الرجل مشهور؟ قوي في المجتمع؟ له مركزه؟ نعم. هل المرأة كذلك؟ لا.

هل عرضت وسائل الإعلام أيضًا روايته للأحداث؟ منحو الفرصة له ولمحاميَه للشرح؟ نعم. في الحالة العكسية، لم يتم ذلك.

هل كان الرجل معروفًا لسلطات الرفاه الاجتماعية كمَن لديه مشكلة نفسية؟ ضعيف اجتماعيًّا ويحتاج إلى مساعدة؟ لا. في الحالة العكسية، نعم أنتم صادقون، بالطبع نعم.

إن الأمور واضحة، فنحن نعيش في مجتمع تسلطي ذكري، يتحكم الرجال ويسيّطرون فيه  منذ مئات وآلاف السنوات.  وهم يتحكمون بالمجتمع، بالنساء، بالمعلومات والحديث، بمؤسسات الحكم والقانون. ويعود ذلك إلى تفوّق الرجال جسديًّا على النساء، وقدرتهم على مر التاريخ في تهديد النساء وجعلهن مطيعات. في أية لحظة، يمكن للرجل أن يهدد المرأة بالاغتصاب، أما الوضع العكسي، ليس  قائمًا، تقريبًا.

في نصف القرن الأخير، بدأت الأمور تتغير. أخذت النساء تفهم وتذوّت أنهن لسن ملكًا للرجال، لأنه لا ينبغي عليهن أن يشعرن بالتهديد بسبب قوتهم، ويبدأ القانون بالتغير ليحمي النساء من كل هؤلاء.

إذًا، لكل من يطالب “بالمساواة” أمام هذا القانون تحديدًا، ويحكم على المرأة كما يحكم على أي رجل مستغِل جنسيًّا، عليه أن يفهم أولا كم من العدل في هذا القانون، وكم يمنح العالم الذي نعيش فيه النساء حقوقهن.  وبعد ذلك، فليحاول أن يفكر، من الضحية فيما حدث؟ وفي أي حال كان يريد أن يجد نفسه؟ فتاة مستغلة، أم فتى “مستغَلا”  تصرف  فور ذلك الاستغلال وكأنه حقق للتوّ حلمًا؟

اقرأوا المزيد: 658 كلمة
عرض أقل
مومس في شوارع تل أبيب (Flash90)
مومس في شوارع تل أبيب (Flash90)

قضية جنسية خطيرة: السلطات في إسرائيل علمت بذلك ولكنها لم تحرك ساكنا

منذ فترة طويلة تعرف سلطات الرفاه الاجتماعية في إسرائيل بما تفعله امرأة في الـ 40 من العمر، مصابة بمرض الإيدز والتي تمارس علاقات جنسية مع فتيان دون اتخاذ أي تدابير وقائية

ما زالت القضية الجنسية التي تعصف في إسرائيل، تجذب العديد من الشهادات المروّعة.

بدأ ذلك من بضع شهادات تقشعر لها الأبدان. قال بعض الفتيان المراهقين القاطنين في مدينة كريات غات، في جنوب إسرائيل، لذويهم أنهم كانوا يمارسون الجنس مع امرأة محلية تبلغ الـ 40 من العمر.

وبدأت تتسرب التفاصيل شيئًا فشيئًا. هناك عشرات الشهادات التي جاء فيها أكثر من مائة شهادة مختلفة لدرجة أنه لم يعد بالإمكان إسكات العاصفة الجماهيرية المتأججة. بدأ سكان المدينة في الأيام الأخيرة بالبحث عمن يوجهون اصبع الاتهام إليه، وحاليًا يتضح أن سلطات الرفاه في المدينة كانت تعرف، ومنذ مدة طويلة، بخصوص ما يحدث لكنهم لم يكلفوا أنفسهم عبء إبلاغ الشرطة بتلك المعلومات.

وذكرت الشرطة أنه اتضح خلال سؤال بعض الفتيان الذين مارسوا الجنس مع تلك المرأة في الأيام الأخيرة، أن ذات الفتيان تم سؤالهم من قبل عاملين اجتماعيين ومستشارات تربويات في المدرسة. وحسب التقديرات، فمنذ خمس سنوات، بدأت تتجمع لدى قسم الرفاه شهادات حول قيام امرأة ما بممارسة الجنس مع فتيان.

صور لمومس (Thinkstock)
صور لمومس (Thinkstock)

وإن كان هذا غير كافٍ، فيتضح أن قسم الرفاه قام بجمع تلك الشهادات وتحريرها كتابيًا دون أن يهتم بإطلاع أحد على أي من تلك المعلومات الجنائية الخطيرة. وكإثبات على أن سلطات الرفاه كانت على علم، ومنذ مدة طويلة، بما يحدث في بيت تلك المرأة، فقبل خمس سنوات، قررت سلطات الرفاه استصدار أمر محكمة يتيح إخراج ابنة تلك المرأة من البيت خوفًا على سلامتها.

اشتكى محققون في هذه القضية من أن سلطات الرفاه والتربية في المدينة لا تزال تعيق عملهم. وتتهم الشرطة بأن هناك مُديرين، مربين، ومستشارين في المدارس، وكذلك موظفي الرفاه، يرفضون التعاون معها.

تم لغاية الآن تقديم 17 شكوى ضد تلك المرأة من قبل ذوي الفتيان الذين مارسوا الجنس معها. والمرأة متهمة بالقيام بأعمال مشينة واغتصاب قاصرين تحت سن 14 عامًا. وتم تمديد اعتقالها لخمسة أيام. وخضعت المرأة البارحة لإجراء فحص الإيدز، وستُسلم النتائج إلى وزارة الصحة.

اقرأوا المزيد: 288 كلمة
عرض أقل
ما هو مُستقبل التربية الجنسية (Meital Cohen/FLASH90)
ما هو مُستقبل التربية الجنسية (Meital Cohen/FLASH90)

المعركة بين علماء الدين والأفلام الإباحيّة على مُستقبل التربية الجنسيّة

العالم مرتبِك حول كيفية إرشاد الشبّان وتعليمهم عن العلاقات الجنسية الآمنة والممتِعة، لكنّ ما يجلب العار هو أنّ الدين والمحافَظة يعيقان التعليم، ويحوّلان الأفلام الإباحيّة مصدرًا لتعليم الشبّان. في الدول العربية، التي يسيطر فيها الدين على الإرشاد الجنسيّ، المشكلة مضاعَفة

كلّ معنيّ بالتربية، وبشكل خاصّ بتربية وتعليم الشبّان، لا سيّما في سنوات المراهقة، لتي يتحوّل فيها الإنسان من طفل إلى بالغ، يواجه مشكلة التربية الجنسيّة. يستهلّ الإنسان العقد الثاني من حياته طفلًا لا يعرف الكثير، أو لا يعرف شيئًا عن العلاقات بين الرجال والنساء، الحُبّ، وطريقة إنجاب الأطفال. لكن في نهاية هذا العقد، في سنّ العشرين، يكون قد أضحى إنسانًا بالغًا، ذا رغبة جنسيّة وحاجة إلى حبّ. فكيف يجري تأهيله لذلك؟ كيف تجري مرافقة التطوّرات الجسدية للأطفال والطفلات وتحويلهم إلى بالغين ذوي مسؤولية وفطنة؟

إذا كانت وظيفة التربية الجنسيّة في الماضي تزويد الشابّ بالمعرفة المطلوبة والإجابات عن أسئلة، فإنّ وظيفتها في مجتمعنا اليوم هي اعتراض سَيل المعلومات الخاطئة غالبًا التي يتعرّض لها الشبّان

الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، لكنّه ينطوي على مخاطر عديدة مثل الأمراض الجنسية، الحبل غير المرغوب فيه، العنف الجنسي، والارتباك حيال الهويّة الجنسيّة. لا ريب في أنّ الشابّ الذي يبدأ بالتعرّض للرغبات والشهوة الجنسية بحاجة إلى إرشاد يجنّبه إيذاء نفسه ومحيطه، ويساهم في تطوّره الجنسيّ النفسيّ السليم.

إذا كانت وظيفة التربية الجنسيّة في الماضي تزويد الشابّ بالمعرفة المطلوبة والإجابات عن أسئلة مثل ما هي العلاقات الجنسيّة، ما هي الأمراض الجنسية، ما هو الاستمناء، وكيف يمكن الحَمل، فإنّ وظيفة التربية الجنسيّة في مجتمعنا اليوم هي اعتراض سَيل المعلومات الخاطئة غالبًا التي يتعرّض لها الشبّان. ويتمثّل الخطر الأكبر على الشبّان في الأفلام الإباحية، التي تُنتج صورة مشوّهة، وتشجِّع على الفسق والاغتصاب.

الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا (Nati Shohat/Flash90)
الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا (Nati Shohat/Flash90)

في إسرائيل، تزداد مؤخرا التقارير حول الكوارث التي تحدث حين يلتقي النقص في التربية والجهل في المواضيع الجنسية بين الشبّان والشابّات بالفضول الهائل، ثقافة التساهُل الجنسيّ، والوسائل التكنولوجية للقرن الحادي والعشرين؛ فتلميذات مدارس عديدات، لم يتخطّ جيل بعضهنّ الرابعة عشرة، صوّرنَ صورًا مثيرة وعارية لأنفسهنّ، أرسلنَها إلى صديقاتهنّ، وذهلنَ لدى اكتشاف تسرّب الصور عبر تطبيق “واتس آب” إلى جميع زملائهنّ في الصفّ.

وتقع فتيات أخريات لا ينجحنَ في مواجهة مرحلة الانتقال المربِكة من الطفولة إلى البلوغ الجنسيّ ضحيةَ استغلال جنسيّ، وحتّى اغتصاب. ففي نصف السنة الأخير، كُشفت في إسرائيل فضيحتا اغتصاب جماعيّ نُفّذ في فتيات في الثالثة عشرة من قِبل زملائهنّ في الصفّ.

في مجتمَعات عديدة، يُنظَر إلى الجنس كموضوعٍ يجدر السكوت حياله، ووجهة النظر هي أنّ ما يجري في مخدع النوم يجب أن يُدفَن هناك

لمَ يحدث ذلك، وعلى مَن تقع مسؤولية وقف ذلك؟ من الواضح أنّ التربية الجنسيّة لا تقوم بمهامّها، ولا تنجح في اعتراض تدفّق المعلومات المشوّهة الناتجة عن الفنّ الإباحيّ. فالتلاميذ الإسرائيليون يتذمّرون من أنّ دروس التربية الجنسيّة تتطرّق إلى مواضيع مثل الدورة الشهريّة، الهرمونات، وعمليّة التكاثر والحمل، ولكن ليس إلى ما يثير اهتمامهم حقًّا: العلاقات الجنسية، الرغبة الجنسية، والاستمناء. وحين لا تقوم التربية الجنسيّة بوظيفتها، يتوجّه الشبّان إلى الموادّ الإباحية، ويستقون مِن هناك المعلومات في الشأن الذي يُثير فضولهم. والنتيجة هي نظرة مشوَّهة تشجِّع على الاغتصاب والعُنف.

العلاقة الزوجية بين مثليّي الجنس (Flash90/Zuzana Janku)
(Flash90/Zuzana Janku)

لا يجب أن ننسى أنّ التربية الجنسية في كلّ مجتمَع هي موضوع مثير للجدل. ففي مجتمَعات عديدة، يُنظَر إلى الجنس كموضوعٍ يجدر السكوت حياله، ووجهة النظر هي أنّ ما يجري في مخدع النوم يجب أن يُدفَن هناك. حتّى بعد الاتّفاق على الحاجة إلى التربية على عادات جنسيّة سليمة، لا يمكن في أيّ مجتمَع الاتّفاق على ماهيّة تلك العادات، أو كيفيّة اكتسابها. فضلًا عن ذلك، الجنس هو موضوع معقَّد ومتعدّد الأوجه، ومعناه متغير من إنسان إلى إنسان، ومِن مُجتمَع إلى مُجتمَع.

التربية الجنسيّة في العالم العربي حِكر على العلماء

في المجتمَع العربي وفي العالَم الإسلاميّ كلّه، المشكلة أكثر تعقيدًا، لأنّ موضوع التربية الجنسيّة كلّه هو بين يدَي فقهاء الدين والشريعة. لذلك، ما دام الدين لا يتيح إقامة علاقات جنسيّة خارج إطار الزواج، لا جدوى لتدريس الموضوع في سنّ الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، حين تبدأ أولى المؤشّرات الجسديّة للجنسانيّة تظهر. وحدهم المُقبِلون والمُقبِلات على الزواج يحظَون بإرشادٍ كهذا، وأحيانًا يصلون إلى هذا الوضع، وكلّ معلوماتهم عن الجنس تقتصر على الشائعات، النكات، والقصص، التي تتناقلها الألسُن.

هكذا تظهر وتزدهر ظواهر زواج المتعة والمسيار، الذي يتيح للرجل تزوّج امرأة فقط لإراحة شهواته الجنسيّة، ليلقي بعد ذلك زوجته الجديدة كأنها سِلعة قديمة

لكن بالطبع، لا تخضع الرغبة والشهوة الجنسيّة لقُيود المجتمَع المحافِظ، ولا تنتظر بصبرٍ يوم الزواج. هكذا تظهر وتزدهر ظواهر زواج المتعة والمسيار، الذي يتيح للرجل تزوّج امرأة فقط لإراحة شهواته الجنسيّة، ليلقي بعد ذلك زوجته الجديدة كأنها سِلعة قديمة.

يتواجد موضوع زواج المتعة والمسيار في قلبِ خلاف حادّ في المجتمَعات العربيّة المختلفة، لكنّ الرأي السائد بين رجال الدين هو أنه حتّى لو كان الزواج محلّلًا وفق الشريعة، فهو باطل من الناحية الأخلاقيّة. ومن الجليّ أنّ الضحايا الرئيسيات لهذه الظاهرة المؤسِفة هنّ النساء العربيات، اللواتي يُتاجَر بهنّ كسِلع تنتقل من يدٍ إلى يد.

الزواج (AWAD AWAD / AFP)
الزواج (AWAD AWAD / AFP)

ثمة مشكلة أخرى ناجمة عن الآراء المقولَبة، الخرافات، والشائعات حول الجنس، التي تزيد الجهل، وتضيف قوانين وقيودًا في العالم العربي. ولا يفعل رجال الدين، الذين يُعتبَرون أصحاب السلطة الأعلى فيما يتعلّق بالجنس، أيّ أمر لدحض الأفكار الخاطئة. على النقيض من ذلك، يمكن القول إنهم يساهمون في الحفاظ عليها.

فعلى سبيل المثال، فيما العالم الغربيّ متّفق على أنّ العادة السرية ظاهرة طبيعية لدى الذكور والإناث على حدّ سواء، لا يزال الإسلام يراها خطية خطيرة. وتُعتبَر المقارنة بين النظرة الغربيّة والنظرة الإسلاميّة إلى الاستمناء مثيرة للاهتمام بشكل خاصّ. بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أنّ ثمة كلمة تصف بوضوح هذه الظاهرة في لغات العالم، فيما ينتشر في اللغة العربية التعبير “العادة السرية”، لأنّ كثيرين يخجلون مِن هذه الظاهرة إلى درجة أنهم لا يُريدون أن يدعوها باسمها.

والمثال المثير للاهتمام بشكل خاصّ هو صفحة ويكيبيديا التي تتحدث عن كلمة “استمناء” في اللغة العربية مقارنةً بلُغات أخرى. ففي الصفحة باللغة الإنجليزية، كُتب بوضوحٍ أنّ المعلومات الحديثة تُقرّ أنّ الاستمناء غير المفرط ظاهرة طبيعية، وأنّ الأدب العلمي المعاصر يعتقد أنّه لا يسبّب أيّ أذى، بل قد يكون مفيدًا. فضلاً عن ذلك، تذكُر ويكيبيديا أنّ السلطة الصحيّة للحكومة البريطانيّة نشرت عام 2009 بيانًا في مدينة شفيلد، يدعو إلى عدم الامتناع عن الاستمناء، لأنّه مفيد إن لم يُنفَّذ بإفراط.

بالتباين، تصف الصفحة بالعربية العادة السرية كخطية خطيرة جدًّا، وتعرض الآراء التي ترى ذلك كمعلومات موثوق بها. وبين الأضرار التي يسبّبها الاستمناء وفق ويكيبيديا بالعربية: الإنهاك والآلام والضعف، الشتات الذهني وضعف الذاكرة، إفساد خلايا المخ والذاكرة، وزوال الحياء والعفة. كذلك، تدّعي المقالة أنّ الاستمناء يمكن أن يمسّ بالقدرة على تحصيل التعليم العالي والعمل الجيّد.

مع ذلك، تعترف الصفحة بالعربية في ويكيبيديا بوجود الكثير من الأفكار الدينية الخاطئة حول أضرار العادة السرية، قائلةً: “أحياناً تضطر المجتمعات المتدينة إلى الاستناد إلى معلومات غير دقيقة علميًّا في سبيل إبعاد الشباب عن الاستمناء”‏‎.‎‏

إذا كان الأمر كذلك، فهذا هو وضع التربية الجنسيّة في العالم. الشبّان عالقون بين المطرقة والسندان، بين نزعتَين هدّامتَين: الفسق والمحافَظة. فمِن جهة، لا تنجح الدول الغربية في حماية الشبّان من الفحش والأعمال البغيضة التي تميّز الأفلام الإباحيّة. ومِن جهة أخرى، تشجّع الدول التي يتحكّم فيها الدين أفكارًا خاطئة، مثقَلة بالجهل والخوف من المُتعة الجنسية. كيفما رأيتم ذلك، التربية الجنسية هي شأن مُعقَّد، لكن لا جدل في كونها ضروريّةً إلى أبعد الحُدود.

اقرأوا المزيد: 1061 كلمة
عرض أقل