الأقباط في مصر

دور العبادة تشكل هدفا للهجمات الإرهابية الفتاكة (Flash90/AFP)
دور العبادة تشكل هدفا للهجمات الإرهابية الفتاكة (Flash90/AFP)

مجازر في دور العبادة

أصبحت دور العبادة في الولايات المتحدة، مصر، إسرائيل، العراق، وفي أماكن كثيرة حول العالم، هدفا مفضّلا لدى الإرهابيين والمهوسين لتنفيذ "المجازر الدموية". هل هناك تفسير لهذه الظاهرة؟

تحدثت وسائل الإعلام في العالم اليوم (الإثنين) صباحا عن المجزرة البشعة التي حدثت أمس (الأحد) بحق المصلين المسيحيين أثناء صلاة يوم الأحد في تكساس، الولايات الأمريكية.

قُتِل 26 شخصا أثناء هذه الحادثة في الكنيسة، تراوحت أعمار الضحايا بين 5 حتى 72 عاما، ومن بينهم ابنة الكاهن وعمرها 14 عاما. وأصيب 20 شخصا آخر أيضا. لم يتضح الدافع وراء هذه الهجمة البغيضة، لكن قالت الشرطة إن الحديث يجري عن إطلاق نار الأكثر فتكا في الكنيسة في الولايات المتحدة بشكل عام وفي تكساس بشكل خاص.

وأوضحت الجهات الأمريكية المسؤولة عن إنفاذ القانون أن مطلق النار هو رجل عمره 26 عاما يُدعى دوين بطريك كالي، من سكان مدينة مجاورة. ما زالت الأسباب والدوافع (حتى لحظة كتابة هذا المقال) لدى كالي للوصول إلى الكنيسة وهو يرتدي ثوبا أسود ويقرر إطلاق النار، قيد الفحص. رغم هذا، يبدو أنه من السهل في الولايات المتحدة، التي يمكن فيها شراء الأسلحة بسهولة ودون تقييد، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أن يشنوا عملية قتل بسهولة ويلحقوا ضررا بالكثير من العائلات، المدن الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

من الجدير بالذكر أنه في الأول من تشرين الأول هذا العام، حدثت المجزرة الأفظع في تاريخ الولايات المتحدة بعد أن أطلق رجل عمره 64 عاما يدعى سيتفان بادوك، كان مسلحا بأسلحة أوتوماتيكية، النيران من الطابق 32 في الفندق الذي نزل فيه في لاس فيغاس، نحو 22.000 شخص متسببا بقتل 59 شخصا وجرح نحو 600 شخص آخر.

ومقارنة بالحادثة الرهيبة التي حدثت أمس (الأحد)، لم يكن إطلاق النار في لاس فيغاس موجها نحو أي دار عبادة. يتضح من تحقيقات المسؤولين القانونيين في الولايات المتحدة وفي دول أخرى في العالم أن دور العبادة أصبحت هدفا محتملا جدا لعمليات القتل والمجازر. يعرف القتلة سواء كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو كانوا إرهابيين ينتمون إلى تيارات ومجموعات إرهابية متطرفة، أن دور العبادة هي نقطة الضعف لدى الكثيرين في العالم، لهذا هم يعملون ضد هذه الأهداف لزيادة حجم الصدمة والإضرار بأكبر عدد من الأشخاص أثناء الصلاة.

ولمزيد الأسف، وقعت أحداث قتل خطيرة ومروعة في دور العبادة في الشرق الأوسط. مؤخرا، في شهر نيسان، غمرت مصر موجة من الإرهاب ضد الكنائس القبطية. يتذكر العالم جيدا كيف نجح منتحر في تفجير نفسه عند مدخل الكاتدرائية القبطية في الإسكندرية، وقتل 18 شخصا وجرح 40 مصليا. في شهر أيار هذا العام، قُتِل 28 مسيحيًّا، على الأقل، أثناء عملية إطلاق النيران على حافلة كانت تنقل مسافرين مسيحيين أقباط من جنوب القاهرة، عشية شهر رمضان. وقد أعلنت داعش مسؤوليتها عن كلا العمليتين الخطيرتين.

مرت إسرائيل أيضا بتجارب صعبة: بتاريخ 18 تشرين الثاني عام 2014 أثناء صلاة الصباح، في إحدى الكنس المركزية في القدس، قتل مسلحان فلسطينيان 6 أشخاص وجرحا 7 آخرين في عملية رهيبة. كان منفذا العملية فلسطينيان من حي جبل المكبّر، وقد دخلا إلى قاعة صلاة مركزية وهما يحملان فؤوسا وبنادق وبدآ بمهاجمة المصلين. لقد توفي الفلسطينيان بعد معركة طويلة دارت بينهما وبين قوات الشرطة التي هرعت إلى المكان.

إحدى الحالات الصادمة التي شهدتها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في التسعينيات، هي المجزرة الكبيرة ضد المسلمين في المسجد الإبراهيمي في الخليل، التي أسفرت عن مقتل 29 مصليا مسلما على يد المستوطن القاتل باروخ جولدشطاين، طبيب يهودي من سكان كريات أربع المجاورة للخليل. تعتبر هذه المجزرة، العملية الإرهابية اليهودية الأكبر منذ عام 1948. أدت هذه الحادثة إلى ردود فعل جماهيرية صعبة في الشارع الإسرائيلي والفلسطيني على حدِّ سواء، وإلى زيادة العنف، الذي دام عدة أشهر.

هناك الكثير من الحالات في الشرق الأوسط التي يشكل فيها المصلين في المساجد، الكنائس، والكُنس، ودور عبادة أخرى، هدفا للإرهابيين لتنفيذ عمليات تسفر عن وفاة آلاف الأشخاص، وتحدث هذه العمليات لدوافع دينية أو أخرى من خلال تجاهل قدسية هذه الأماكن.

اقرأوا المزيد: 563 كلمة
عرض أقل
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يصافح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، خلال لقاء القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يصافح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، خلال لقاء القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض (AFP)

حتى ائتلاف دولي لن يساعد السيسي في محاربة داعش

لا يبدو أن الحكومة المصرية لديها برنامج قتال منظم ضد الهجمات التي تُنَفذ في المواقع المسيحية وما زال الجيش المصري يتدرب ويتسلح في حربه ضد داعش وكأنه يخوض حربا ضد دولة وليس ضد منظمة إرهابية

لم يتأثر فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مصر بشكل خاص بالصورة المتفائلة للرئيس دونالد ترامب، ملك السعودية، سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهم يلمسون الكرة الأرضية كرمز للتعاون من أجل محاربة الإرهاب. بعد مرور شهر من الهجوم على دير سانت كاثرين في سيناء، والكنيستين في الإسكندرية وطنطا، أعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجوم في مدينة المنيا المصرية، حيث أسفر عن مقتل 29 مواطنا مصريا قبطيا، والذي صادف في جدول زمني محدد مسبقا، مع بدء شهر رمضان.

توضح هذه التفجيرات جيدا لماذا لن يكون الائتلاف الدولي الذي تشغله الولايات المتحدة في العراق وسوريا، ناجعا ضد الهجمات الإرهابية في مصر، السعودية، أو الدول العربيّة الأخرى. لا تسيطر داعش في مصر على مناطق مثل المناطق التي تسيطر عليها في سوريا أو العراق. لذلك من الصعب إذا لم يكن غير ممكن شن هجوم ضد قواتها خلال حرب عادية. الدليل على ذلك هو “معطيات حول عدد القتلى” التي تنشرها مصر.

جنازة مهيبة لشهداء حادث المنيا الإرهابى (AFP)
جنازة مهيبة لشهداء حادث المنيا الإرهابى (AFP)

وفق التقديرات في الغرب، يصل تعداد مقاتلي داعش إلى 1000 حتى ‏1,500 ‏ مقاتل في مصر؛ ولكن وفق تقارير الحكومة المصرية، فمنذ منتصف عام ‏2013‏ قُتِل في سيناء نحو ‏6,000‏ من “عناصر داعش” — نحو أربعة أضعاف عددهم المُقدّر. من هم القتلى الآخرون؟ تشير منظمات حقوق الإنسان ورئيس القبائل البدوية إلى حالات قتل بمحض الصدفة للمواطنين، ويعرّف كل مواطن قتيل فورا على أنه من عناصر داعش. في الشهر الماضي، نُشر في النت مقطع فيديو يظهر فيه كيف يقتل الجنود المصريون مواطنَين بعد تحقيق قصير معهما في الشارع، بينما كانت موضوعة جثث مواطنين آخرين إلى جنبهما. أنكرت الحكومة المصرية أن هؤلاء كانوا جنودا، ولكن من الصعب تصديق هذه الأقوال في ظل الحقائق.

إضافة إلى الصعوبة في الحصول على معلومات استخباراتية حول عناصر داعش، وبرامجهم، واستراتيجيات الحرب الفاشلة ضدهم، يجب الأخذ بعين الاعتبار الدافعية المنخفضة لدى جنود الجيش المصري الذي ينشط في سيناء، حيث أن الجنود ليسوا قادرين على القيام بأدائهم. قبل بضع سنوات، عندما كان السيسي، رئيس الأركان، أوضح في مؤتمر للضباط لماذا يصعب على الجيش محاربة الإرهاب. “يشكل الجيش آلة قتل، وليس آلة اعتقال… نحن لا نتحمل مسؤولية محاربة الإرهاب”، قال السيسي. “تتحمل الشرطة وقوات الأمن الداخلي مسؤولية محاربة الإرهاب. بالمقابل على الجيش حماية حدود الدولة”.

طائرات حربية مصرية تحلق فوق الأراضي المصرية في سيناء (AFP)
طائرات حربية مصرية تحلق فوق الأراضي المصرية في سيناء (AFP)

في هذه الأثناء، تغيّرت الاستراتيجية ولكن الجيش ما زال يتدرب ويتسلح وكأنه يحارب وينوي محاربة دول وليس منظمة إرهابية. يشتري السيسي من الولايات المتحدة وروسيا طائرات حربية، دبابات، وسائل نقل مدرّعة ليست صالحة للاستخدام في الحرب المدنية أو الحرب في المناطق الصحراوية في سيناء. لا تسير التدريبات لمحاربة الإرهاب بشكل منهجي وهناك نقص في الخبرة القتالية المنتظمة.

في جزء من الحالات، يسمح السيسي لسلاح الجو الإسرائيلي، لا سيّما للطائرات الحربية الإسرائيلية (وفق تقارير أجنبية) بالعمل في سيناء، في حين أن سلاح الجو المصري يعمل كرد فعل غير ناجع مثلا شن هجوم على معاقل داعش في درنة في ليبيا. لا تهدف هذه الجهمات التي نفذ مثلها سلاح الجو المصري عام 2015 بعد أن قطعت داعش رؤوس 21 قبطيا عملوا في ليبيا، سوى إلى استعراض لإظهار أن الجيش يؤدي عملا معين.

 مشاهد مؤلمة من جنازة شهداء "مذبحة المنيا" (AFP)
مشاهد مؤلمة من جنازة شهداء “مذبحة المنيا” (AFP)

تعرف الإدارة الأمريكية جيدا إخفاقات الحرب المصرية ضد المنظمات الإرهابية في مصر، وكان هذا الموضوع من بين المواضيع المركزية التي طرحها ترامب أثناء لقائه مع السيسي. تحاول الإدارة الأمريكية منذ زمن إقناع الرئيس المصري بإنجاز إصلاحات في طرق عمل الجيش، وتخصيص مبالغ أكثر من المساعدة العسكرية التي يحصل عليها، ما مجموعه 1.3 مليارات دولار، لشراء معدات لمحاربة الإرهاب؛ ولكن السيسي لا يتبنى هذه التوصية سريعا. ستُقلص الولايات المتحدة هذا العام المساعدة المدنية بنحو 40 مليون دولار، بالمقابل ستُجمد نسبة %15 من المساعدة العسكرية وستكون مشروطة بتحسين حقوق الإنسان في الدولة. لن يُفرض هذا التقييد وفق قانون الموازنة على الأسلحة لمحاربة الإرهاب. ولكن هناك شك إذا كان سيُغير هذا الشرط بشكل ملحوظ طريقة شراء المعدات من قبل الجيش والحكومة المصرية ومحاربتهما للإرهاب.

بالمقابل، لم تعد “ولاية سيناء” التابعة لداعش، منذ زمن، تستكفي بالعمل في المنطقة الشمالية من سيناء، حيث وسعت منذ عامين مناطق عملها وبدأت تنشط في المدن الكبرى. ولكن إذا نشطت قواتها سابقا ضد القوى الأمنية المصرية التي تنشط تحديدا في منطقة العريش، ففي السنة الماضية بدأت تعمل وفق استراتيجية أخرى لشن حرب أهلية في مصر. تحظى التفجيرات ضد المواقع المسيحية التي تحدث في أحيان قريبة بتأييد في أوساط جزء من المواطنين المصريين المسملين، وتشهد على قراءة خارطة التوتر في الدولة بشكل جيد. لا يبدو أن النظام المصري لديه حاليا برنامج عمل منتظم من أجل مواجهة هذه المعركة التي لا تتطلب حاليا خبرة قتالية عسكريّة أخرى فحسب، بل تتطلب أيضا عملا وطنيا لنزع شرعية الأيديولوجية المتطرفة، وحظر التمويل الذي تحصل عليه المنظمات الإرهابية من خارج مصر، لا سيّما من سوريا.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 721 كلمة
عرض أقل
نساء يشاركن في جنازات ضحايا تفجير الكنيستين في مصر في نهاية السنة الماضية (AFP)
نساء يشاركن في جنازات ضحايا تفجير الكنيستين في مصر في نهاية السنة الماضية (AFP)

إسرائيل تدين العملية الإرهابية في مصر وتبعث التعازي للسيسي

ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي ينشر بيان استنكار للعملية الإرهابية في مصر التي أودت بحياة 26 قبطيا ويرسل تعازي الشعب الإسرائيلي للرئيس المصري والشعب المصري

26 مايو 2017 | 17:37
اقرأوا المزيد: 1 كلمة
عرض أقل
السيدة دينا حبيب باول، نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية في إدارة الرئيس ترامب (AFP)
السيدة دينا حبيب باول، نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية في إدارة الرئيس ترامب (AFP)

تعرّفوا إلى السيدة حبيب باول: المصرية الأبرز في إدارة ترامب

تعيين دينا حبيب باول، مصرية سابقا، في منصب رفيع في إدارة ترامب. مسيحية قبطية بارزة في الحزب الجمهوري لم تنسَ طعم الطعمية المصرية

لمعرفتكم، كانت السيدة دينا حبيب باول حتى وقت ليس بعيد، مستشارة كبيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون المبادرات الاقتصادية وباتت الآن تشغل منصبا آخر. وفق التقارير في الولايات المتحدة الأمريكية، عُينت السيّدة باول في منصب بارز أكثر، وستشغل منصب نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية.

بدأت السيدة المصرية سابقا، دينا حبيب باول، من مواليد القاهرة، بالعمل لخدمة الرئيس ترامب بعد أن قدمت استشارة طيلة سنوات لابنته إيفانكا في شؤون دفع مكانة المرأة قدما في المصالح التجارية في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت تعتبر دينا منذ سن 29 عاما المرأة الأصغر سنا عندما عُينت لشغل منصب مساعدة شخصية للرئيس الأسبق، جورج بوش.

في عمر 31 عاما، عُينت في منصب بارز في طاقم كونداليزا رايس، في وزارة الخارجية الأمريكية، بهدف العمل على تحسين الدعاية الأمريكية في العالم العربي.

كانت تعتبر حبيب – باول منذ عام 2005 صاحبة منصب رفيع في البيت الأبيض، وأمينة سر الرئيس بوش. من بين أمور أخرى، شغلت منصب مديرة مكتب الرئيس ومسؤولة عن العثور على مئات المرشحين من أجل شغل مناصب رفيعة في إدارة الرئيس بوش، مثل سفراء، وزراء، نوّاب وزراء، وتعيينات في مناصب بارزة أخرى.

“حبيب بول متحدثة ناجعة باسم الإدراة الأمريكية، لأنها ناطقة بالعربية – لغتها الأم – وقادرة على أن تشكل مثالا يحتذى به ودحض وجهات نظر خاطئة في العالم”، قال نائب الرئيس بوش، ديك تشيني، حينها. “حبيب باول قادرة على توضيح سياستنا وحمايتها”، أضاف قائلا.

عُينت باول في منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون التعليم والثقافة حينذاك ودفعت الدعاية الأمريكية في العالم العربي قدما.

في يومنا هذا، ستكون حبيب باول في إدارة ترامب مسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد لتحييد التهديد الأمني على الولايات المتحدة الأمريكية وحتى أن هناك من يدعي أنها ساهمت كثيرا في التخطيط للقاء هذا الأسبوع بين ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

والدا حبيب – باول اهتما أن يطعماها الطعمية المصرية

السيدة دينا حبيب باول، نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية في إدارة الرئيس ترامب (AFP)
السيدة دينا حبيب باول، نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية في إدارة الرئيس ترامب (AFP)

ولدت السيدة حبيب باول في القاهرة وكان اسمها دينا حبيب، ابنة ضابط في الجيش المصري، حسني حبيب، ووالدتها هدى سليمان، خريجة الجامعة الأمريكية في القاهرة. كان عمر دينا أربع سنوات عندما قرر والداها المسيحيان البحث عن حياة أفضل. هاجرت العائلة إلى الولايات المتحدة عام 1977 واستقرت في دالاس في تكساس. تتحدث دينا العربية بطلاقة، وحرص والداها على أن تتناول أوراق العنب المحشية، الحمص والطعمية، رغم أنها ترعرعت في الولايات المتحدة. عمل والدها سائق حافلة حتى افتتح سوبرماركت.

دينا امرأة ريتشارد باول، رجل علاقات عامة، ولديهما ابنة عمرها ثلاث سنوات. هي أيضا خرّيجة جامعة تكساس شقت طريقها نحو البيت الأبيض، عبر الحزب الجمهوري في تكساس. عملت مساعدة أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ووصلت إلى مقر الحزب الجمهوري في واشنطن ومن هناك شقت طريقها إلى البيت الأبيض.

اقرأوا المزيد: 404 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

عملية وحشية ضدّ كاتدرائية قبطية في القاهرة، إسرائيليون يدعون إلى إيقاف المجزرة في حلب، وفنانة إسرائيلية تعرض مُلصقا فيه حبل مشنقة حول عنق نتنياهو

16 ديسمبر 2016 | 10:13

هذه هي الصور الخمس التي تصدرت العناوين في الأسبوع الماضي في إسرائيل والعالم

ضربة على الوتر المصري الحساس

25 قتيلا في انفجار داخل الكاتدرائية القبطية المرقسية في القاهرة (AFP)
25 قتيلا في انفجار داخل الكاتدرائية القبطية المرقسية في القاهرة (AFP)

قُتل ما لا يقل عن 25 شخصا يوم الأحد، في بداية الأسبوع، وجُرح نحو 50 في تفجير في كنيسة قبطية في القاهرة. يمثّل هذا التفجير حلقة من سلسلة هجمات قاسية ضدّ أهداف مصرية واضحة. يشكل الهجوم ضدّ الأقباط تغييرا خطيرا، إضرارا بالنسيج المدني الهشّ في مصر، وقد يُورّط مصر في دوامة داخلية أخرى. في مقابلة مع خبير إسرائيلي في داعش، آدم هوفمان، حاولنا أن نفهم إلى أي مدى تمثّل العملية ضدّ الأقباط خطرا على نظام السيسي وهل إسرائيل هي الهدف التالي لفرع داعش في سيناء.

حبل المشنقة حول عنق نتنياهو

نتنياهو وحبل المشنقة: إعلان يثير عاصفة في إسرائيل
نتنياهو وحبل المشنقة: إعلان يثير عاصفة في إسرائيل

حققت الشرطة الإسرائيلية هذا الأسبوع مع طالبة إسرائيلية في الفنّ، عرضت صورة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وإلى جانبه حبل مشنقة. وفتح المستشار القضائي للحكومة تحقيقا باشتباه التحريض في أعقاب الملصقات التي عُلّقت في الحرم الجامعي لقسم الفن في الأكاديميا.

سارعت وزيرة الثقافة، ميري ريغيف (الليكود)، إلى الردّ على المُلصق الفنّي مُدعية أنّ حرية الفن ليست حرية التحريض، فالمُلصق يعبّر عن “موهبة فنية على التحريض والقتل”، كما قالت الوزيرة، التي طالبت المؤسسة المحترمة، التي تدرس فيها الطالبة، توفير إجابات بخصوص هذا الأمر.‎

وسوى هؤلاء، لم يصدر بعد تعليق لنتنياهو على الصورة، التي ما زالت تثير ضجة في إسرائيل.

نحن اليهود يجب علينا ألا نسكت إزاء المجزرة في حلب

سياسيون إسرائيليون يعلّقون على المجزرة في حلب بعد اقتحامها قوات نظام الأسد (AFP PHOTO / AMEER ALHALBI)
سياسيون إسرائيليون يعلّقون على المجزرة في حلب بعد اقتحامها قوات نظام الأسد (AFP PHOTO / AMEER ALHALBI)

مع توقّف المعارك في مدينة حلب والتي انتهت بانتصار جيش الأسد، تظهر إحدى أكبر الفظائع الكبرى التي حدثت في سوريا في السنوات الأخيرة. إذ يتنقل جنود الجيش السوري من بيت إلى آخر، يهاجمون النساء، يذبحون الرجال، ويلقون كل من يشتبه بأنه ثائر من أعالي المباني والمنازل.

تتابع إسرائيل بقلق ما يحدث في سوريا وتسمح لمنظمات الإغاثة بنقل الطرود إلى الجانب السوري من الحدود عن طريق معبر القنيطرة. ودعا وزير الداخلية أرييه درعي رئيس الحكومة نتنياهو إلى المساعدة قدر الإمكان قائلا “كيهود فقدنا 6 ملايين شخص، يُحظر علينا أن نسكت في ظل الفظائع التي تحدث في سوريا”.

إسرائيل تواجه الفيضانات

إسرائيل تواجه الفيضانات (Flash90)
إسرائيل تواجه الفيضانات (Flash90)

سقطت أمطار غزيرة في شمالي إسرائيل وغمرت فيضانات كثيرة عدة مدن إسرائيلية: ضربت هذا الأسبوع موجة شتاء قاسية مدن إسرائيل بعد فترة طويلة من الجفاف، أدت إلى حرائق ضخمة في القدس وحيفا في الشهر الماضي. هطلت الأمطار وسقط البرَد في شمال إسرائيل وأدى جميعها إلى فيضانات عديدة وإلى إغلاق شوارع.

أدت حالة الطقس العاصفة إلى وفاة سائق إسرائيلي، في الرابعة والسبعين من عمره، بعد أن قرر الدخول بسيارته في ممر تحت الأرض في حيفا، كان مليئا بمياه الأمطار. لم تنجح قوات الإنقاذ التي وصلت إلى المكان في إنقاذ حياته فتوفي نتيجة انخفاض حرارة جسمه.

ماذا بحث الإسرائيليون في جوجل هذا العام؟

جوجل تعرض: أكثرُ ما أثار اهتمامَ الإسرائيليين عام 2016 (Serge Attal/FLASH90)
جوجل تعرض: أكثرُ ما أثار اهتمامَ الإسرائيليين عام 2016 (Serge Attal/FLASH90)

نشرت جوجل هذا الأسبوع (الأربعاء) ملخّص العام حول أكثر ما بحث عنه الإسرائيليون وآخرون في العالم في محركها وعن المصطلحات الأكثر شعبية وبحثا في عام 2016.

وفقا لجوجل، فإنّ كلمة البحث الأكثر سخونة في السنة الماضية في إسرائيل كانت برنامج الواقع “الأخ الأكبر”. وكلمة البحث التالية كانت “بوكيمون جو”، وهي اللعبة الرائدة التي اجتاحت العالم في الصيف الماضي. بعد ذلك يأتي المسلسل التلفزيوني العسكري “تاجد”، مباريات اليورو 2016، والرئيس الأسبق شمعون بيريس، الذي توفي في أيلول هذا العام 2016.

اقرأوا المزيد: 479 كلمة
عرض أقل
25 قتيلا في انفجار داخل الكاتدرائية القبطية المرقسية في القاهرة (AFP)
25 قتيلا في انفجار داخل الكاتدرائية القبطية المرقسية في القاهرة (AFP)

ضربة على الوتر المصري الحساس

هل ستنجح مصر في التعافي بعد الضربة القوية ضدّ الأقباط والرموز المدنية في البلاد؟ وما هي الأهداف التالية لداعش، هل إسرائيل؟

قبل لحظات من عيد الميلاد: قُتِل 25 شخصا على الأقل أمس (يوم الأحد) وأصيب 38 في انفجار في كنيسة قبطية في القاهرة. يشكّل هذا الانفجار، بالإضافة إلى الهجوم على قافلة الشرطة المصرية قرب الأهرام في الجيزة (السبت) حلقة في سلسلة هجمات قاسية ضدّ أهداف مصرية واضحة. الهجوم ضدّ الأقباط هو تغيير خطير قد يقود مصر إلى دوامة داخلية أخرى.

في محادثة مع هوفمان آدم، وهو خبير إسرائيلي لشؤون داعش (حتى الآن لم يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية في الكاتدرائية)، حاولنا فهم ما هو سبب هذا التفجير تحديدًا ضدّ الأقباط والرموز المدنية في مصر، وهل يقود هذا التفجير مصر مجددا إلى دوامات اليوم الذي تلى الربيع العربي؟

يقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ فرع داعش في سيناء آخذ بالتدهور، ولكن كيف يمكن تفسير إنجازاته في اليوم الأخير؟

“لنفترض أن عناصر داعش نفذت العملية، لأنّه حتى الآن لم يعلن التنظيم مسؤوليّته، فالحديث مع ذلك عن ضربة قاسية على الوتر المصري الحساس واستمرار مباشر للأيديولوجية القاتلة لدى داعش ضدّ الأقليات الدينية.

كجزء من الاتجاه العام، سيطر عناصر داعش اليوم (الأحد) على المدينة القديمة تدمر، بعد نحو تسعة أشهر من طردهم منها من قبل قوات النظام. لقد احتلّوا المدينة رغم موجة الهجمات الجوية للطائرات الروسية وسجّلوا إنجازا كبيرا بعد سلسلة من الهزائم في السنة الماضية في سوريا والعراق.

تشكل الدافعية عاملا مشتركا بين كلا هذين الحدثين، فالعملية في مصر هي ضربة على الوتر المصري الحساس ضدّ أهداف مدينة قبطية وكذلك فإن الدافعية هي السبب في إعادة احتلال تدمر. تحديدًا لأنّ العالم بدأ الآن برثاء داعش، تزداد دافعية مقاتلي الحركة لتنفيذ عمليات القتل هذه. ترغب داعش في تصدر العناوين وضرب الرموز الدينية، مثل مهاجمة الكاتدرائية خلال صلاة يوم الأحد في قلب القاهرة، وهو ما يشكّل استجابة جوهرية للأيديولوجية القاتلة لدى التنظيم”.

انفجار داخل الكاتدرائية القبطية المرقسية في القاهرة (AFP)
انفجار داخل الكاتدرائية القبطية المرقسية في القاهرة (AFP)

لماذا تعتقد أن عناصر داعش تهاجم الأقباط تحديدا؟

“تركّز داعش هجماتها ضدّ الأهداف المسلمة الشيعية، في الغالب. لا تظهر هنا تحديد أولويات حول “العدو المطلق”. تهاجم داعش الأكراد، اليزيديين والمسلمين السنة المتّهمين بالتجسس بالإضافة إلى الجيش المصري في سيناء. لا ينبغي التقليل في حوادث القتل هذه ولكن أيضًا لا يمكن الاستنتاج من ذلك أنّ داعش تعطي الأولوية للأقلية القبطية عن سائر السكان. المسيحيون في مصر هم بمثابة “الآخر” في الشرق الأوسط ولذلك يجب إما أن يعتنقوا الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية، أو أن يتم طردهم أو تصفيتهم. رأينا نماذج كهذه أيضًا ضدّ الجالية المسيحية في مدينة الموصل: تطهير منطقة الشرق الأوسط من كل غير المسلمين”.

هل يمكن أن نتوقع أن تنتقل داعش من حرب ضدّ النظام المصري، ضدّ الأقليات الدينية إلى حرب ضدّ إسرائيل؟

“لا أعتقد. الهدف من ضرب الكاتدرائية في القاهرة هو فتح جبهة داخلية للأقباط ضدّ المسلمين، لتأجيج النفوس والتوترات بين الطائفتين. لا أعتقد أن هناك اتجاها للانتقال من الصراع ضدّ النظام المصري إلى الصراع ضدّ إسرائيل. أعتقد أنّ هدف داعش هو تأجيج التوترات في مصر ولكن الهجوم ضدّ إسرائيل يتطلّب موارد عسكرية أكثر والمزيد من القدرات التي لا تمتلكها داعش الآن.

تقاتل داعش بشكل تقليدي حتى الآن بنجاح ضدّ قوات ضعيفة: مثل الجيش السوري الذي تقهقر نتيجة الحرب الأهلية، والجيش العراقي في الموصل وبطبيعة الحال ضدّ قوات الثوار في المجال السوري – العراقي. داعش لا تقاتل قوات نظامية. وحربها في سيناء ضدّ الجيش المصري تتم في المنطقة الجغرافية الضخمة في سيناء وفي ظل الحضور الضئيل للقوات المصرية في المنطقة على مدى سنوات طويلة، وهو الأمر الذي تغيّر في السنوات الأخيرة”.

https://www.youtube.com/watch?v=QJgwJ0Narq4

هل تُتخذ قرارات في داعش سيناء؟ ما هو نوع علاقة فرع داعش في سيناء بالقيادة العامة للتنظيم؟ إلى أي مدى هذا الفرع مستقل؟

“أعتقد أن هناك تنسيق بين فرع داعش في سيناء والقيادة العامة. ومع ذلك داعش هي تنظيم هرمي جدا ومنظّم. أرجّح أنّ القيادة العامة تعلم بأعمال الفرع في سيناء، كما تتطلّب البيعة لأبي بكر البغدادي. ميدانيا، أعتقد أنّ فرع داعش في سيناء يختار كيفية تنفيذ العمليات والأهداف الحصرية”.

هل تشكّل داعش في سيناء اليوم تهديدا على السيسي؟

“الأمر متعلّق بتعريف التهديد. لا تشكل داعش تهديدا لإسقاط النظام. من جهة أخرى، أحد وعود عبد الفتاح السيسي لناخبيه هو أنّه سيعمل على استقرار الأمن في مصر. لقد اختير باعتباره الرجل الأقوى الذي سيعيد الأمن إلى الشارع المصري، ولكن الحرب المستمرة للجيش في سيناء ضدّ داعش والإضرار المتكرر بالمدنيين وعناصر الجيش، بدأت تقوّض من الثقة بالرئيس.

حتى الآن لا يمكن تتويج محاولة السيسي القضاء على الإرهاب في سيناء كنجاح. في المقابل كان هناك وعد آخر للسيسي في الانتخابات وهو أن تشكّل سيناء وجهة سياحية تدخل الأموال لمصر والآن طالما استمر الإرهاب فيها، فلن يزورها السائحون. لا يمكن للسيسي اليوم أن يقول للمواطن المصري البسيط “أعدتُ الأمن وأعدتُ مصر إلى مسارها”. كل ذلك يزيد من الاضطرابات الداخلية”.

آدم هوفمان هو طالب دكتوراه في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس وباحث في مواقع التواصل الاجتماعيّ في جامعة تل أبيب. تتناول وظيفته الدكتوراة استراتيجيات الإعلام لدى التنظيمات السلفية الجهادية في مواقع التواصل الاجتماعي. باحث مشارك في منتدى التفكير الإقليمي 

اقرأوا المزيد: 749 كلمة
عرض أقل
الأقباط في الشرق الأوسط: بين القاهرة والقدس (AFP)
الأقباط في الشرق الأوسط: بين القاهرة والقدس (AFP)

الأقباط في الشرق الأوسط: بين القاهرة والقدس

حظر زيارة القدس، استفزاز الفتيات المسيحيات القبطيات في القاهرة ومضايقتهنّ، وسياحة الحجّ المزدهرة في عيد الفصح هي مزيج من العلاقات المعقّدة بين الأقباط، إسرائيل، ومصر

تُعتبَر الإزالة التدريجية للحواجز الجسدية بين الأقليات في الدول العربية المختلفة أحدَ الآثار الكثيرة للربيع العربي. وإحدى الحالات الخصوصية في هذا المجال هي الحضور المتزايد للحجّاج الأقباط في الأماكن المقدسة للعالَم المسيحي في القدس.

نذكر بدايةً أنه بعد التوقيع على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، قرّر زعيم الكنيسة القبطية السابق، البابا شنودة الثالث (رحل عام 2012)، منعَ الأقلية القبطية في مصر من زيارة القدس “ما دامت تحت الاحتلال”، وما دام لم يجرِ حلّ القضية الفلسطينية. لكنّ البابا الحالي، تواضروس الثاني، بدأ عملية تغيير هذه السياسة.

أقباط مصر (AFP)
أقباط مصر (AFP)

فعلى سبيل المثال، أثار البابا تواضروس الثاني ضجة كبيرة في مصر والدول العربية حين قرّر زيارة القدس في تشرين الثاني 2015، للمشاركة في تشييع مطران الكنيسة القبطية للكرسي الأورشليمي، الأنبا أبراهام، الذي توفي حينذاك. وسرت شائعات في مصر أنه سافر في الطائرة نفسها التي سافر فيها السفير الإسرائيلي في القاهرة، الذي كان متوجها لقضاء عطلته الأسبوعية في إسرائيل. وكما ذُكر آنفًا، كان الأقباط قد توقّفوا عن زيارة أماكنهم المقدسة في القدس منذ حرب العام 1967.

يُذكَر أنّ هذه الزيارة النادرة لم تأتِ من فراغ. فمنذ وفاة شنودة عام 2012، وهو الذي أدان بشدة زيارة الأماكن المقدسة في القدس، ينتهز عدد متزايد من الأقباط غياب سياسة واضحة من أجل زيارة القدس في رحلات جوية مباشرة من مصر.

البابا تواضروس الثاني (AFP)
البابا تواضروس الثاني (AFP)

وإذا لم يكن ذلك كافيًا، بدأ الإعلام المصري قُبَيل عيد الفصح كلّ عام (بدءًا من سنة 2011 مع اندلاع أحداث الربيع العربي) يُثير السؤال: هل تنسجم زيارات الأقباط إلى القدس مع السياسة العربية تجاه إسرائيل؟

لا شكّ أنّ عادة الحجّ، التي تواصلت لقرون، في موسم عيد الفصح عمومًا، كانت أحد مصادر فخر الكنيسة القبطية في مصر. فالحجّ القبطي، المؤسس على رواية الكتاب المقدس حول فرار مريم، يوسف، والطفل يسوع إلى مصر من حُكم الملك هيرودس بالموت، مثّل العلاقة الخصوصية بين الكنيسة في مصر وبين البلاد المقدسة المجاورة. وكواحدة من الطوائف المسيحية الصغرى في القدس، لدى الكنيسة القبطية أملاك متواضعة في كنيسة القيامة، أضحت مراكز زيارة وجدانية بالنسبة للحجّاج الأقباط المصريين على مدى أجيال. ولكن بعد حرب الأيام الستة (نكسة 1967) وفرض السيادة الإسرائيلية على البلدة القديمة في القدس، توقف هذا التقليد ولم يُستأنَف حتى بعد التوقيع على اتّفاق السلام مع مصر.

مطران الكنيسة القبطية للكرسي الأورشليمي، الأنبا أبراهام (AFP)
مطران الكنيسة القبطية للكرسي الأورشليمي، الأنبا أبراهام (AFP)

مجتمع صغير، أقلية دينية كبيرة

الأقباط هم إحدى أقدم الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. فقد كان معظم سكّان مصر مسيحيين حتّى ظهور الإسلام في القرن السابع، حين اعتنق الملايين الإسلام. وطوال التاريخ، شهد الأقباط فترات تمييز وفترات راحة بشكل متقطّع. فخلال العقود الثلاثة لعهد مبارك على سبيل المثال، نعم الأقباط بهدوء نسبي، ولكنهم بقوا ضحية للتمييز في الجامعات، الشرطة، والوظائف الحكومية. ولا تخلو الروايات الشعبية الواسعة الانتشار في مدن مصر الكبرى من الحديث عن فتيات قبطيات اختُطفنَ وأُكرهنَ على اعتناق الإسلام.

أقباط مصر (AFP)
أقباط مصر (AFP)

مع تولي محمد مرسي، المنتمي إلى الإخوان المُسلمين، رئاسة الجمهورية في حزيران 2012، ساد ذُعر لدى الأقباط في مصر ممّا قد يخبئه لهم المستقبل. بشكل عامّ، يُعارض الإخوان المُسلمون ممارسة العنف ضدّ الأقباط. فخلال عهده الرئاسي، أدان مُرسي مضايقة الأقباط، رغم أنه حمّلهم المسؤولية عنها، واهتمّ بتعيين أقباط في مناصب وزارية واستشارية في حكومته. أمّا مَن يُعتبَرون أعداء الأقباط فهم السلفيون، الذين تحالفوا مع الليبراليين في الاحتجاجات الأخيرة للإطاحة بمرسي.

https://www.youtube.com/watch?v=zgmO_W7ZHkU

يُشكّل الأقباط، البالغ عددهم 8 – 10 ملايين في مصر (من أصل نحو 50 مليونًا في العالم، بشكل أساسي في إثيوبيا، إريتريا، ومصر) نحو عُشر سكّان مصر والأكثرية الساحقة من المسيحيين فيها. وهم يسكنون في المدن الكبرى، مثل القاهرة والإسكندرية. ومنذ الانقلابَين اللذَين أطاحوا بالرئيسَين محمد حسني مبارك ومحمد مرسي، يُعاني الأقباط من مُضايَقات متكررة.‎ ‎فقد قُتل العشرات منهم في مواجهات في السنوات الخمس الأخيرة، أُحرقت كنائس، وأخبرت منظمات حقوق الإنسان عن الاعتداء على نساء يُضربنَ ويُكرهنَ على ارتداء الحجاب والتفوّه بالشهادتَين.

ومنذ عقود، يُغادر أفراد الطبقة الوسطى والمثقفون الأقباط مصر والشرق الأوسط – إلى الولايات المتحدة، بريطانيا، وأستراليا – بحثًا عن تعليم أفضل ومستقبل مهنيّ واعد أكثر.

الأقباط في إسرائيل

هل تنسجم زيارات الأقباط إلى القدس مع السياسة العربية تجاه إسرائيل؟ (Flash90/Nati Shohat)
هل تنسجم زيارات الأقباط إلى القدس مع السياسة العربية تجاه إسرائيل؟ (Flash90/Nati Shohat)

تعود الشهادات على حُضور للأقباط في القدس إلى أوائل القرن الميلادي التاسع. ومنذ عام 1236، عُيّن مطران قبطي على القدس، ولا تزال المطرانية القبطية موجودة فيها مذّاك. مبنى المطرانية موجود في دير مار أنطونيوس، المجاوِر لكنيسة القيامة. إضافة إلى ذلك، يمتلك الأقباط بعض أماكن الصلاة في كنيسة القيامة.

ويدور صراع قديم بين الأقباط وبين الكنيسة الإثيوبية حول ملكية دير السلطان، بناية موجودة على سطح كنيسة القيامة. وكان هذا النزاع قد نشأ حين سيطرت الشرطة الإسرائيلية في عيد الفصح عام 1970 على الأملاك القبطية في “دير السلطان”، إذ استبدلت الشرطة الأقفال في البطريركية القبطية وسلّمت المفاتيح لجيرانهم – رهبان الكنيسة الحبشية. نُظر إلى نقل المفاتيح إلى الرهبان الأحباش تحديدًا، إثر العلاقات الشائكة بين الكنيستَين وصراعهما التاريخي على “دير السلطان”، كخطوة استفزازية تهدف إلى تحسين العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا، وذلك إثر العلاقات السيئة بين إسرائيل ومصر قبل توقيع معاهدة السلام بينهما. يسكن اليوم في المبنى رهبان إثيوبيون وراهب قبطي واحد. وبسبب النزاع، فإنّ المبنى اليوم في حالة سيّئة.

يسكن معظم الأقباط في القدس في خان الأقباط، مبنى في حيّ النصارى بُني عام 1838. ولا يتعدى عدد الأقباط في القدس اليوم عشرات العائلات. كما يسكن بعض الأقباط في الناصرة، ويحملون اسم العائلة “قبطي” ويبلغ عددهم نحو ألفَين. في مدينة يافا الساحلية، كانت هناك جماعة قبطية لديها كنيسة ونزل، لم يبقَ منها اليوم سوى قليلين. كما يسكن عدد من العائلات المسيحية التي تحمل الاسم “قبطي” في مدينة حيفا.

زيارة القدس: علنًا أم سرًّا

لدى الكنيسة القبطية أملاك متواضعة في كنيسة القيامة (Flash90)
لدى الكنيسة القبطية أملاك متواضعة في كنيسة القيامة (Flash90)

انتُخب البابا تواضروس الثاني في تشرين الثاني 2012 لقيادة الكنيسة القبطية في مصر، وسُرعان ما واجه القضية. فقد ذكرت الصحافة المصرية أنّ هذا كان السؤال الأول الذي وجّهه إليه أفراد المجتمع القبطي. من أجل بلورة إجابة مدروسة، التأم “المجمع المقدس” للأساقفة في مصر برئاسته، وأعاد بحث المسألة. في النهاية، قرّر المجمع، مخيّبًا آمال أقباط عديدين، الإبقاء على الوضع القائم وعدم السماح للمعنيين بزيارة القدس أن يفعلوا ذلك. وكانت اعتبارات المجمع مبرّرة، إذ كان وضع الأقباط في مصر حسّاسًا حينذاك، إثر تعزيز مكانة الشريعة الإسلامية في الدستور المصري الذي كانت تتمّ صياغته. استنادًا إلى ذلك، اختار قادة الطائفة عدم التسبّب باحتكاك غير ضروريّ بين الأقباط وجيرانهم المُسلمين.

في شباط 2014، نُشر أنّ نحو 10 آلاف قبطي زاروا القدس عام 2013. وفي مصر، يعمل نحو عشرين شركة سفر على نقل الحجاج الأقباط ضمن رحلات منظّمة مدّتها أسبوع إلى القدس في أعياد الفصح. يتراوح سعر رحلة كهذه بين 9000-10000 جنيه مصري، وهي منوطة طبعًا بموافقة إسرائيل، التي تُمنَح للنساء والأطفال والرجال المولودين بعد عام 1970. قُبَيل عيد الفصح عام 2014، كتب الصحفي مجدي نجيب وهبة في موقعه على الإنترنت “صوت الأقباط المصريين” (مُغلَق حاليًّا) مقالة استثنائية في حدّتها حول الحظر الكنيسي على زيارة القدس. فقد انتقد البابا شنودة وخلفه، متّهمًا إياهما بالانجراف نحو الجوّ السياسي العربي ضدّ إسرائيل، ممّا أفاد القوى المعادية لمصر أيضًا. ولم يُخفِ وهبة في المقالة دعوته إلى عصيان الكنيسة وزيارة القدس.

أقباط مصر (AFP)
أقباط مصر (AFP)

تدلّ هذه الأقوال، التي تتحدى المؤسسة الكنسية القبطية من جهة وقواعد النقاش السياسي المصري من جهة أخرى، على تطوّرات في السلوك السياسي والاجتماعي للأقباط في مصر ونظرتهم إلى إسرائيل والمجتمع القبطي الصغير الذي لا يزال موجودًا في إسرائيل. صحيح أنّ النقاش حول الحجّ القبطيّ يتمّ على هامش الأحداث التاريخية التي تعيشها مصر اليوم، لكن لهذا السبب تحديدًا يمكن أن يدلّ على تعقيد الأحداث الجارية.

ففيما كان يبدو أنّ المجتمع في مصر يمرّ بعملية تسييس مُسرَّعة، يُبيّن الأقباط أنّ زيارة القدس هي شأن دينيّ بحت، لا يجب أن يُنسَب له أيّ معنى سياسي. وفيما كان يبدو أنّ الشارع المصري ينحو نحو التطرّف في شأن التطبيع مع إسرائيل، يجد الكثيرون من المسيحيين والمسلمين أنفسهم يزورونها أو يتعاونون معها، علانية أو في الخفاء.

نُشر جزء من المعلومات في هذا التقرير، حول العلاقة بين الأقباط المصريين والقدس، للمرة الأولى في مقالة للباحث الإسرائيلي، دوتان هليفي، في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 1181 كلمة
عرض أقل
نساء قبطيات تأدي الصلاة في الكنيسة الأرثودكسية (AFP)
نساء قبطيات تأدي الصلاة في الكنيسة الأرثودكسية (AFP)

هاشتاغ #مصر_اتعرت: أسى على حال الأقباط وحال الدولة

أقباط مصر ينتظرون رد الرئيس السيسي على حادثة تعرية مسنة مسيحية في محافظة المنيا، التي مست بكرامة الطائفة المسيحية برمتها، بموازاة انتشار هاشتاغ #مصر_اتعرت

26 مايو 2016 | 14:11

في حين ينتظر أقباط مصر رد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على حادثة تعرية مسنة مسيحية على يد 300 رجل في كرم الشيخ في محافظة المنيا، وسط تخاذل القوات الأمنية في حمايتها وإنكار السلطات المصرية بأن الحادثة وقعت بالفعل، انتقلت معركة المصريين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ #مصر_اتعرت قائمة الأكثر تداولا.

وكان الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمطرانية المنيا، قد كشف قبل وقت قصير أن نحو 300 شخص تعدوا على سبعة من منازل الأقباط، وحطموا محتوياتها وأضرموا النار في بعضها، مشيرا إلى أن المعتدين جردوا سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع. وسارعت السلطات المصرية إلى رفض البيان الذي عمّمه الأنبا، مشيرة أنها لم تستقبل بلاغا يفيد بوقوع هذا الحدث.

وأثار بيان الأنبا وإنكار السلطات بالمقابل، سخط مصريين كثيرين، لا سيما الطائفة القبطية في مصر، الذين طالبوا “رد كرامة جميع المصريين وتقديم اعتذار لسيدة المنيا المسنة، نيابة عن كل المصريين، الذين شعروا بالإهانة والخزي من هذا العمل المشين، أسوة بالاعتذار لسيدة التحرير داخل المستشفى، التي تم علاجها بها جراء قيام بعض الأشخاص بتعريتها داخل ميدان التحرير في منتصف عام 2014، حيث لقي ترحيب من المصريين بعدما شعروا أن رئيسهم يحافظ على كرامتهم”.

ولم يتوقف الغضب الشعبي عند إصدار البيانات، إنما انتقلت المعركة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشن ناشطون على تويتر هاشتاغ #مصر_اتعرت، فلقي رواجا واسعا خلال وقت قصير، وتوزّع الخطاب بين حاقنين على وضع الأقباط في مصر، وحزينين على وضع مصر عامة.

اقرأوا المزيد: 379 كلمة
عرض أقل
صورة أرشيفية: Miriam Alster/Flash90
صورة أرشيفية: Miriam Alster/Flash90

آلاف السُيّاح المصريين يزورون إسرائيل

احتفاء بيوم "سبت النور" المقدس، وصل إلى إسرائيل نحو 6000 من الحجاج الأقباط، وذلك بعد سنوات حظرت فيها الكنيسة المصرية هذه الزيارة خوفا من التطبيع

وصل نحو 6000 سيّاح مصريين، وغالبيتهم من المسيحيين الأقباط، في الأيام الأخيرة، إلى إسرائيل بمناسبة الاحتفال بـ “سبت النور” والذي سيُجرى في كنيسة القيامة في القدس وذلك يوم السبت، هذا وفق تقرير ورد اليوم في صحيفة  “هآرتس”. في السنوات الأخيرة، طرأ ارتفاع حاد في عدد الحجاج المصريين الذين يصلون إلى القدس، وهذا بعد سنوات كثيرة حظرت فيها الكنيسة المصرية هذه الزيارة، خوفا من تفسيرها على أنها تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

قرر قداسة البابا ثيودور الثاني بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي عُين في العام 2012 في منصبه، تغيير السياسة التي كانت متبعة والسماح بحج المصريين إلى الأماكن المقدسة في إسرائيل. وصل البابا قبل نحو نصف سنة إلى البلاد للمشاركة في جنازة البطريرك القبطي السابق في القدس، الانبا ابراهام.

يُعتبر الاحتفال بيوم “سبت النور” المقدس في كل سنة أحد أهم أيام عيد الفصح لدى المسيحيين الكاثوليك. خلال الاحتفال، تنطلق بأعجوبة شعلة نار مقدسة من الكنيسة، وفق الإيمان، وتصل إلى المؤمنين خارج الكنيسة، والذين يمررون أيديهم في النور ويمسحون وجهوهم به، وهم  يحملونها معهم في أرجاء العالم الكاثوليكي. ومن المتوقع أن يشارك عشرات آلاف المؤمنين من العالم في هذا الاحتفال.

وقد وصل معظم الزوار المصريين إلى البلاد عبر الأردن وهم يبيتون في بيت لحم. وسيبقون في البلاد لمدة نحو أسبوع، وسيزورون تحديدا الأماكن المقدسة في القدس وضواحيها.

وقد ساهم وصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر أيضا في كسر المحرمات ضد زيارة القدس. وهناك شعور في الأشهر الأخيرة من دفء العلاقات الإسرائيلية المصرية، والتي تحظى بانتقادات لاذعة في بلاد النيل، ولكن تحظى برحابة صدر في إسرائيل. من بين أمور أخرى، نشر أحد البنوك المصرية سعر صرف الجنية المصري مقابل الشاقل الإسرائيلي. في أسبوع الكتاب المصري والذي أجري في القاهرة، عُرض ثلاثة كتب لكتّاب إسرائيليين وتم بيعهم، وذلك باللغة العربية، وكذلك الرواية الرومانسية المصرية “عمارة يعقوبيان” والتي تباع في كل الأوقات، والمترجمة إلى العبرية مؤخرا أيضا.

فضلًا عن ذلك، تعلن وسائل الإعلام العالمية، أن هناك ترتيبات أمنية متقدمة بين مصر وإسرائيل في كل ما يتعلق بما يحدث في سيناء والحرب ضد داعش في شبه الجزيرة. وورد تقرير مؤخرا أيضًا أن إسرائيل كانت مشاركة في اتخاذ قرار الرئيس السيسي حول نقل جزيرتي تيران وصنافير إلى السيطرة السعودية.

 

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
بابا الاقباط تواضروس الثاني مترئسا قداسا عن روح مسيحيين قتلوا على يد تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، في القاهرة في 17 شباط/فبراير 2015 (AFP)
بابا الاقباط تواضروس الثاني مترئسا قداسا عن روح مسيحيين قتلوا على يد تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، في القاهرة في 17 شباط/فبراير 2015 (AFP)

بابا الأقباط يتوجه إلى القدس في أول زيارة لرئيس الكنيسة منذ عقود

أوضح تواضروس الثاني أن الزيارة هي زيارة عزاء وليس أكثر، وأن موقف الكنيسة ثابت ولم يتغيّر وهو عدم دخول القدس إلا مع إخوتنا المصريين جميعا

توجّه بابا الأقباط، تواضروس الثاني، صباح الخميس، إلى القدس لحضور جنازة مطران القدس والشرق الأدنى السبت المقبل، في أول زيارة من نوعها لرئيس الكنيسة القبطية منذ عشرات السنين، حسب ما أفاد المتحدث باسم الكنيسة وكالة “فرانس برس”.

ومنع البابا السابق شنودة الثالث أقباط مصر من السفر لإسرائيل اعتراضا على إعلان إسرائيل للقدس، بما فيها القدس الشرقية، “عاصمة موحدة وأبدية” لها في العام 1980. وترأس شنودة الكنيسة القبطية الأرثدوكسية لمدة 41 عاما بين عامي 1971 و2012.

نُصب تواضروس الثاني بابا للأقباط الارثوذكس في مصر، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. ويشكل الأقباط نحو 10% من إجمالي سكان مصر البالغ نحو 90 مليون نسمة.

وأوضح القس بوليس حليم المتحدث باسم الكنيسة ل “فرانس برس” أن البابا تواضروس الثاني غادر القاهرة صباح الخميس ليحضر السبت جنازة الأنبا إبرام، مطران القدس والشرق الأدنى ودول الخليج في القدس، الذي توفي الأربعاء عن عمر يناهز 73 عاما. ويرأس البابا وفدا من كبار قساوسة الكنيسة.

وأضاف “هذا عزاء وليس أكثر. موقف الكنيسة ثابت ولم يتغيّر وهو عدم دخول القدس إلا مع اخوتنا المصريين (المسلمين) جميعا”.

وأشار إلى أنه لم يزر القدس “لا البابا شنودة ولا البابا كيرلس” السادس الذي تولى قيادة الكنيسة منذ العام 1959 وحتى العام 1971.

ورغم قرار الكنيسة منع سفر الأقباط للقدس، يتوجه العشرات منهم سنويا لحضور صلوات واحتفالات عيد القيامة في القدس كل عام.

اقرأوا المزيد: 209 كلمة
عرض أقل