الأسرى الإسرائيليون

ليئة وسمحاه غولدين (Yonatan Sindel/Flash90)
ليئة وسمحاه غولدين (Yonatan Sindel/Flash90)

والدا الجندي المحتجز في غزة يصعدان نضالهما من أجل إعادته

منذ أربع سنوات تقريبا تحتجز حماس جثمان هدار غولدين، والآن بدأت عائلته تشن نضالا جماهيرا مقابل قطاع غزة.. "لن نكون لطفاء بعد اليوم"

09 مايو 2018 | 09:34

قبل عدة أسابيع، وقفت والدة الجندي الإسرائيلي المحتجز جثمانه في قطاع غزة، ليئة غولدين وزوجها سمحاه غولدين أمام مسيرة العودة الأولى على الحدود مع قطاع غزة.  أعلنت إسرائيل أن هدار غولدين قُتِل، بعد أن اختطفه نشطاء  حماس في غزة خلال هدنة وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية في عام 2014. بعد عشرة أيام تقريبا من ذلك الوقت، اختُطف الجندي شاؤول آرون من ناقلة جنود مدرعة إسرائيلية في حي الشجاعية على يد حماس أيضا.

وصل والدا الجندي غولدين المحتجز جثمانه لدى حماس إلى الحدود وناشدوا إعادة جثمان ابنهما والأسرى الآخرين المحتجزين لدى حماس، إذ إن جزء منهم هم مواطنون. “لم نتخذ خطوة كهذه سابقا. منذ أسابيع يتظاهر الفلسطينيون وهم يرفعون توابيت أولادنا. كنا لطفاء وقتا طويلا، ولكن انتهى ذلك”.

كان هدار غولدين جزءا من قوات الجيش الإسرائيلي وكان يبحث عن أنفاق تحت الأرض في غزة. وقد نفذ إرهابي انتحاري عملية فجر نفسه فيها  بالقرب من هدار. عندما تصاعد الدخان إثر الانفجار لم يعد غولدين هناك. اعترفت حماس أنها احتجزته، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جندي مفقود وميت.

في نهاية الأسبوع، قال سمحاه، والد هدار، للنشرة الإخبارية في التلفزيون الإسرائيلي، “اعتقدنا أنه عندما يقول ممثلو الحكومة لنا إنهم سيبذلون قصارى جهودهم لإعادة هدار، فهم يقولون الحقيقة”. ولكننا فقدنا ثقتنا بهم. “سئمنا”، قالت ليئة والدة هدار. “لا تريد الحكومة ووزير الدفاع إعادة هدار”.

وأضاف والده قائلا: “ليست هناك قيم لدى هؤلاء الأشخاص [الزعماء الإسرائيليين] ولا يعرفون كيف يتخذون قرارات. لهذا علينا أن نهتم بأن يعلّم الجمهور زعماءه القيم، الدوافع لشن الحرب، وأنه يجب إعادة الجنود عند خوض الحروب”. يدعي الوالدان اليأسان بعد محادثات كثيرة مع القيادة الإسرائيلية والحجج الكثيرة التي سمعاها، وبعد مرور أربع سنوات تقريبا منذ احتجاز جثمان ابنهما في غزة، أن القيادة الإسرائيلية قررت “التخلي عن الجنود”.

لخصت والدة هدار أقوالها في أعقاب النضال المتواصل لإعادة ابنها قائلة: “لم نتفرغ بعد للحداد على ابننا. نشعر بألم كبير. ولكن بعد إعادته يمكن أن نبدأ بالحداد”.

جاء في رد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي على أقوال عائلة غولدين: “تبذل دولة إسرائيل قصارى جهودها، علنا وسرا، لإعادة المفقودين إلى إسرائيل. حفاظا على سرية خطواتها المختلفة، لن نتطرق إلى هذه الجهود. تعمل الحكومة الإسرائيلية، والمسؤول عن الأسرى والمفقودين وطاقمه كل ما في وسعهم لإعادة الجندي الإسرائيلي والمواطنين المحتجزين لدى حماس وسيواصلون عملهم الدؤوب”.

اقرأوا المزيد: 349 كلمة
عرض أقل
وحدة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)
وحدة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)

هكذا يتدرب الكوماندوز الإسرائيلي من أجل الصمود في الأسر

الجيش الإسرائيلي يعد المقاتلين من الوحدات المختارة من خلال ورشة للتدرّب عند الوقوع في الأسر. يتعرض المقاتلون للضربات، الإهانات، والتهديدات التي تجعل هذه الورشة تبدو حقيقية

تعتبر “ورشة الأسر” إحدى المواضيع الأكثر غموضا في الجيش الإسرائيلي وتُجرى قُبَيل كل مسار تأهيل في عدة وحدات مختارة في الجيش الإسرائيلي. وتُقام ورشة العمل، التي تهدف إلى إعداد المقاتلين للأسر، في عدة وحدات مختارة مثل وحدة الكوماندوز البحرية، وحدة هيئة الأركان، وفي دورة الطيران وقد كشف مراسل الجيش الإسرائيلي للقناة الإخبارية الثانية الإسرائيلية، نير دفوري، عن هذه المعلومات.

يتعرض المقاتلون الذين يتم اختيارهم بعناية كبيرة للتعذيب، الضرب، والإذلال خلال ورشة العمل، وهناك شعور أحيانا بأن من “يحتجزهم” يفقد السيطرة.

وتهدف ورشة العمل إلى تدريب المقاتلين والطيارين في اللحظة التي يسقطون فيها في الأسر ويتعين عليهم التعامل مع التحقيقات، التهديدات، والتعذيبات. وقال أحد الجنود “إنهم يأخذون متدربا بارزا من بين الجنود، ويجلسونه مع مُحقق ويبدأون بطرح الأسئلة عليه”. “يضرب المحقق الجندي على وجهه فجأة، مما يشعره بالإهانة”.

وأوضح دفوري بعد الحديث مع بعض المقاتلين الذين شاركوا في ورشة العمل الصعبة، أنه قبل بدء الورشة، يشاهد المقاتلون الأفلام ويتلقون تفسيرات ويلتقون مع أشخاص تعرضوا للأسر الحقيقي. ويوضح لهم المسؤولون أن الورشة، المؤلفة من أسبوعين، ستكون صعبة جدا.

تبدأ ورشة العمل باختطاف الجنود، عادة في الليل، بهدف دب الرعب في قلوبهم. على الرغم من الإعداد الدقيق لورشة العمل، عندما يبدأها الجنود يجدون أنفسهم يتعاملون مع واقع صعب جدا – جسديا وعاطفيا – وينشأ شعور لدى “الأسير” أن الباحثين قد فقدوا السيطرة. قال أحد الجنود الذين شاركوا في ورشة العمل: “بدأت أبكي ولكن هذا لم يساعدني. عندما أغضبتهم، طلبوا مني الوقوف إلى جانب الحائط وكانت يدي مرفوعتين وبدأوا بجلدي على ظهري. إذا كان الجندي يصرخ من شدة الألم، بسبب الضربات القاسية – فمع مرور الوقت يفهم أن عليه السكوت”.

شغّل المحققون الموسيقى العربية وأجبروا الجنود على الرقص. “كانت هناك لحظات قلت فيها كفى أنا لست قادرا”، قال أحد المقاتلين. “لست قادرا على الوقوف بعد والرقص. أعتقد أن هذه التدريبات كانت أصعب ما مررت به في حياتي”.

يجتاز الجنود ورشة العمل ويخضعون لمراقبة نفسية مكثفة ويمرون خلالها بتدريبات قاسية. فهي تحاكي حالة حقيقة للحصول على معلومات سرية من الجنود.

في نهاية الورشة الصعبة، يلتقي الجنود مع الأشخاص الذين “احتجزوهم” ويتحدثون معا، وأعرب جزء من الجنود أنه عندما انتهت الورشة بدأوا بالبكاء. قال المقاتلون إنه يجب التعامل مع الموضوع بدقة متناهية: فمن جهة يهتم الجيش بتحضيرهم وبصحتهم، وتعزيز قدراتهم، ومن جهة أخرى، هناك شعور أن الورشة تتعارض مع هذه الحقيقة. فكما ذُكر آنفًا، تهدف الورشة إلى تعزيز قدرات المقاتلين قدر الإمكان وتحضيرهم للحالات السيئة.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
يارون بلوم (لقطة شاشة)
يارون بلوم (لقطة شاشة)

بدءا من استوديو التلفزيون وصولا إلى المفاوضات مع حماس

مَن هو يارون بلوم الذي عينه نتنياهو منسقا لشؤون الأسرى والمفقودين وممثل الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات مع حماس حول الأسرى؟

22 أكتوبر 2017 | 16:32

ربما هو الشخصية المميزة ذات الشارب البارز، وربما هذه هي الحقيقة وراء عدم ظهور الكثير من أعضاء منظمة سرية مثل الشاباك الإسرائيلي في وسائل الإعلام – ولكن يارون بلوم أصبح معروفا في كل إسرائيل.

عندما ورد تصريح عن أن رئيس الحكومة نتنياهو عين بلوم منسقا لشؤون الأسرى والمفقودين وردت تغريدة في تويتر “هذا هو يوم أسود لمعدّي البرامج التلفزيونية”، لأن بلوم يظهر في وسائل الإعلام يوميا تقريبا.

هل يبشّر تعيين بلوم بتقدّم قريب بشأن المفاوضات مع حماس في قضية إطلاق سراح جثث الجنود والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في أيدي حماس في غزة؟ لا يمكن التأكد على الإطلاق.

كما هو معروف، فإن المنسق السابق، ليئور لوتان، استقال بعد ثلاث سنوات من بذل الجهود، على ما يبدو، لأن نتنياهو لم يبدِ استعدادا للتسوية مع حماس.

عُيّنَ بلوم في أعقاب الضغط الذي مارسته العائلات، بصرف النظر عن معارضة وزير الدفاع، ليبرمان، الذي كان يُفضّل تعيين مسؤول آخر. كان بلوم جزءا من طاقم المفاوضات الذي سعى لإطلاق سراح جلعاد شاليط ويعرف قادة حماس جيدا. رغم هذا دعم علنا استنتاجات “لجنة شمغار” – أقيمت هذه اللجنة لتحديد القواعد لصفقات تبادل الأسرى بهدف عدم عقد صفقة شاليط إضافية. أحد استنتاجات هذه اللجنة هي الموافقة على إطلاق سراح الأسرى القلائل فقط.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلافا لصفقة شاليط، بما أن الحديث يجري عن جثمان جنود ومواطنَين إسرائيليين من أصل بدوي وإثيوبي، فإن الضغط الجماهيري على الحكومة أقل بكثير. يمكن أن نفترض أن خطوات نتنياهو لإطلاق سراح الأسرى مقابل إطلاق سراح الجثث ستحظى بمعارضة الجمهور والحكومة على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن الكثير من الأسرى المحررين في صفقة شاليط أصبحوا يشغلون ثانية مناصب رفيعة في حماس (وعلى رأسهم يحيى السنوار) وحتى أنهم يخططون لتنفيذ عمليات فقد باتت صفقة شاليط في الرأي العام الإسرائيلي شهادة على أنها كانت خاطئة – من أجل إنقاذ حياة إسرائيلي ضحت الدولة بحياة الكثير من الإسرائيليين في المستقبَل.

وقال رئيس لجنة مجلس الأمن الوطني في إسرائيل سابقا، عيران عتصيون، لموقع “المصدر” إن نتنياهو أجبِرَ على هذا التعيين. فهو لم ولن يكن مستعدا لدفع سعر هذه الصفقة. فهو يعتقد أن الموضوع هامشي، ولكنه يتميز بطابع سياسي تهديدي، ولهذا يجب العمل عليه.‎ ‎لا يملك بلوم قدرات وتجربة أكثر من لوتان، الذي استقال بسبب الإحباط الذي شعر به، ومن الواضح أن هناك أهمية هامشية لشخصية الوسيط وقدراته في التأثير على أية مفاوضات.‎ ‎كانت احتمالات الصفقة ضيئلة وما زالت. إسرائيل وحماس تتجهان نحو المواجهة التي ستحدث على الأمد القريب في حال التقدم في التسوية، أو على الأمد المتوسط بعد أن يبتعد أبو مازن عن المنصة. ربما في نهاية مواجهة واسعة النطاق يمكن التوصل إلى صفقة سريعة حول المفقودين أيضا. في حال عدم حدوث مواجهة كهذه فستُدفن هذه القضية”.

اقرأوا المزيد: 416 كلمة
عرض أقل
رئيس المكتب السياسي في حماس، إسماعيل هنية (Flash90/Abed Rahim Khatib)
رئيس المكتب السياسي في حماس، إسماعيل هنية (Flash90/Abed Rahim Khatib)

للمرة الأولى: منظمة العفو الدولية تطالب بالضغط على هنية

منظمة العفو الدولية تعمل ضد حماس وتطالب بتحرير مواطنَين إسرائيليَين محتجزَين في غزة وحتى أنها تنشر رقم مكتب القيادي الحمساوي إسماعيل هنية

31 يوليو 2017 | 16:43

نشرت منظمة العفو الدولية، أمنستي، اليوم (الإثنين) رسالة استثنائية لنشطائها تطالبهم فيها التوجه مباشرة عبر البريد الإلكتروني والفاكس إلى قياديي حماس وطلب تحرير المواطنَين الإسرائيليَين أفرا منغيستو وهشام السيد.

وهذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها المنظمة ضد حماس، الحاكمة في غزة، منذ عام 2007.

الرسالة كما نشرت باللغة العبرية:

وفي الرسالة تحت عنوان: “دعوة للعمل سريعا – منذ أكثر من عامين حماس تحتجز مواطنَين إسرائيليَين”، أشارت المنظمة إلى أن الإسرائيليين المحتجزين يعانيان من “أمراض نفسية خطيرة” وأن هناك قلقة لأنهما “محتجزان كرهينين على يد الجناح العسكري لحركة حماس بهدف تبادل الأسرى المحتملين”. وكُتب أيضا أن حماس ترفض نقل معلومات حول مصيرهما أو مكان وجودهما.

وتدعو منظمة العفو الدولية الجمهور للتوجه إلى رئيس المكتب السياسي في حماس، إسماعيل هنية، وإلى عضو القيادة السياسية في حماس، محمود الزهار، ومطالبتهما بنقل معلومات حول الإسرائيليَين وتأكيد إطلاق سراحهما، سريعا”. ورد في أسفل الرسالة عنوان البريد الإلكتروني ورقم الفاكس، وطُلِب من النشطاء نقل الطلبات قبل الرابع من أيلول.

اقرأوا المزيد: 150 كلمة
عرض أقل
رئيس السلطة الفلسطينية يخاطب في مؤتمر لحركة فتح (AFP)
رئيس السلطة الفلسطينية يخاطب في مؤتمر لحركة فتح (AFP)

“رواتب الأسرى” في مرمى الحكومة الإسرائيلية

إسرائيل تمارس ضغوطا سياسية لإقناع الأمريكيين بأن أموال العون التي يدفعونها لبناء دولة فلسطين تذهب إلى من قتلوا إسرائيليين وأمريكيين، والحكومة الإسرائيلية ستدرس قريبا خطوات لصد الرواتب التي تصل الأسرى

30 مايو 2017 | 17:18

تسدّد القيادة الإسرائيلية في الراهن أسهمها نحو قضية واحدة، ستشكل المعركة السياسية القادمة بين إسرائيل والسلطة، وتعدها إسرائيل العائق الأخطر للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي التحريض الفلسطيني. وبالنسبة لإسرائيل، المجهود المكثف القادم سيكون ضد الرواتب التي تنقها السلطة لمن قتلوا إسرائيليين ويقبعون في السجن الإسرائيلي. وإن كانت إسرائيل قد غضت النظر عن هذا في السابق، فالآن انقلبت الآية.

وفي دلالة على تصدر هذه القضية جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية، فقد خصصت لجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان الإسرائيلي، وهي لجنة ذات تأثير كبير على القرارات الخارجية والأمنية للكنيست والبرلمان الإسرائيلي، نقاشا مطولا لموضوع “التحريض في السلطة الفلسطينية”، أمس الاثنين، مسلطة الضوء على قضية تخصيص الرواتب الشهرية من قبل السلطة الفلسطينية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وعرضت اللجنة معطيات تشير إلى أن السلطة تنقل ما يقارب 1.15 مليار شيكل لهذا الغرض الذي تعتبره إسرائيل “محفزا للإرهاب”.

وجاء في المعطيات التي عرضتها اللجنة أن المبلغ السنوي الذي تنقله السلطة لجيوب الأسرى يشكل 7% من ميزانيتها، و20% من أموال العون الدولي التي تصل إلى خزنة السلطة. واستهجن رئيس اللجنة، آفي ديختر، رئيس جهاز الأمن العام في السابق، ما تقوم به السلطة قائلا ” لا يعقل أن تقيم إسرائيل علاقات سياسية مع شريك يواصل في التحريض ضدنا، وليس فقط أنه لا يكافح التحريض إنما يكافئه”. وتوعد ديختر بأنه سيعقد جلسة خاصة مع القيادة السياسية الإسرائيلية لدراسة سبل الإجراءات التي ستتخذها إسرائيل ضد التحريض الفلسطيني.

وعرض رئيس قسم البحث في الاستخبارات العسكرية في السابق، يوسي كوبرفاسر، أمام اللجنة إحصاءات للأموال التي تنقلها السلطة كرواتب للأسرى. وقال إن الفلسطينيين يطلقون على قتلة الإسرائيليين باسم “أسرى” للدلالة على أنهم سقطوا في الأسر خلال الحرب ضد إسرائيل، وإن السلطة تضفي الشرعية على ممارستها مدعية بأنها يتماشى مع القانون الدولي الخاص ب “الأسرى”، إلا أن القانون الدولي يخالف هذه الممارسات، حسب كوبرفاسر، موضحا أن السلطة تنتهك اتفاقات أوسلو التي وقعت عليها.

وأشار كوبرفاسر إلى أن السلطة قامت بخدعة لتفادي الضغط الدولي عليها بهذا الشأن، ناقلة الدعم المالي للأسرى من مسؤوليتها إلى مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية، عبر صندوق الأسير (الصندوق القومي الفلسطيني)، إلا أن الأموال ما زالت تأتي في الواقع من خزنة السلطة.

وفي حين يعد الجانب الفلسطيني الأسرى أشخاصا ضحوا من أجل الحرية والكرامة وحق تقرير المصير، تسمي إسرائيل الأسرى سجناء وإرهابيين قتلوا إسرائيليين دون أي رحمة، مطالبة الدول الغربية المانحة، على رأسها الولايات المتحدة وأروبا، إلى الضغط على السلطة ورئيسها بوقف هذه الممارسات التي تشجع على استمرار قتل الإسرائيليين في نهاية المطاف، وتخالف مفاهيم السلام الأساسية التي من المفروض أن ترسو بين الشعبين.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي قد ناقش هذه القضية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زياته الأخيرة في إسرائيل، والذي قام بدوره إلى مناقشة هذه القضية مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر فلسطيني أن ترامب رفع صوته على الرئيس الفلسطيني على خلفية هذه القضية.

وعرض كوبرفاسر جدولا يظهر الدرجات التي يحددها الفلسطينيون لرواتب الأسرى، ويظهر الجدول أنه كلما كانت العملية التي نفذها الفلسطيني أكبر –أي خلفت ضحايا أكثر في الجانب الإسرائيلي- كان الراتب الذي يتقاضاه أكبر. إليكم الجدول:

الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏3‏ سنوات يحصل على ‏1,400‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏5-3‏ سنوات يحصل على ‏2,000‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏10-5‏ سنوات يحصل على ‏4,000‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏15-10‏ سنة يحصل على ‏6,000‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏20-15‏ سنة يحصل على ‏7,000‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏25-20‏ سنة يحصل على ‏8,000‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لمدة ‏30-25‏ سنة يحصل على ‏10,000‏ شيكل شهريا
الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن لأكثر من ‏30‏ سنة يحصل على ‏12,000‏ شيكل شهريا

كما وأظهر كوبرفاسر أن السلطة تكافئ الأسرى المحررين بمنحهم وظائف حكومية وعسكرية قيادية، وأن الوظيفة تكون بحجم العملية التي نفذت.
وانتقد رئيس قسم البحث في الاستخبارات العسكرية في السابق، السياسة الإسرائيلية المتساهلة مع السلطة الفلسطينية حتى اليوم، قائلا إن السلطة أقامت مؤسسة تشغل نحو 144 موظفا، وهدفها نقل الأموال لمن قتوا إسرائيليين.

وقال دوري جولد، مدير الخارجية الإسرائيلية في السابق، والذي حضر الجلسة، إن الكونغرس الأمريكي بدأ يتحرك باتجاه صد هذه القنوات مشيرا إلى أن الأمريكيين لم يعودوا يقلبون أن تصل أموالهم إلى من تورطوا بالقتل والإرهاب.

اقرأوا المزيد: 642 كلمة
عرض أقل
مصادر في حماس : تناول قضية الأسرى والجنود الاسرائيليين في غزة- فقط في اطار فتح كافة ملفات الهدنة
مصادر في حماس : تناول قضية الأسرى والجنود الاسرائيليين في غزة- فقط في اطار فتح كافة ملفات الهدنة

حماس: تناول قضية الجنود الاسرائيليين في غزة- فقط في اطار فتح ملفات الهدنة

نفت مصادر في حماس لموقع المصدر، ما أوردته صحيفة العربي الجديد بخصوص الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة فيما قدمت طلب لمصر لأداء دور الوسيط بينها وبين إسرائيل

نفت مصادر في حركة حماس، ما أوردته صحيفة “العربي الجديد” القطرية، الصادرة من لندن، بأن المخابرات المصرية طلبت من وفد الحركة أي معلومات حول الإسرائيليين المفقودين في غزة والذين تلمح كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أنهم أسرى أحياء لديها.

و أوضحت المصادر الخاصة لموقع المصدر، أن الملف لم يبحث نهائيا خلال الحوارات التي جرت في القاهرة على مدار عدة جولات في الزيارتين الأولى والثانية, مبينةً أن وفد حماس طلب من مصر فتح ملف الهدنة ومطالب المقاومة خلال العدوان الأخير على غزة والذي سيكون مقدمة لملفات كثيرة سيتم تناولها لعل منها صفقة جديدة بشأن الأسرى لدى الحركة.

وقالت المصادر انها غير مسؤولة عن ما يتم تداوله وأن ملف الأسرى لم ولن يفتح إلا بشروط الحركة الواضحة بشأن الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار الأولى والذين تم اعتقالهم من قبل اسرائيل قبل وخلال الحرب الأخيرة على غزة وتم إعادة الأحكام بشأنهم . كما وتشمل صفقة ملفات الهدنة الإفراج عن جميع الأسيرات مجددا بالإضافة إلى جميع الأسرى الأطفال الذين اعتقلوا في الانتفاضة الحالية، وبحث ملفات تتعلق بهدنة غزة وبناء الميناء قبل الحديث في ظروف الصفقة الجديدة بكامل تفاصيلها والتي من المتوقع أن تشهد تعقيدا كبيرا خلال مرحلة المفاوضات في حال بدأت.

المصادر اعتبرت أن ما تتناوله وسائل الإعلام بشأن هذه القضية غير دقيق على الإطلاق. وأن حماس لن تتحدث في هذا الملف دون شروطها.

مصادر أخرى في غزة قالت، أن الصحيفة القطرية تعمدت نشر الخبر بصيغة تتهم الجانب المصري بأنه يعمل لصالح إسرائيل ويربط كل الملفات الخاصة بالعلاقة مع حماس بأمن إسرائيل. معتبرة أن ذلك محاولة من الصحيفة المعروفة بتوجهاتها السياسية لدعم نظام الإخوان في مواجهة نظام السيسي وتحويله لجهة تعمل لصالح إسرائيل وأن حماس ترفض ان تكون جزء من هذا السجال.

وكانت صحيفة “العربي الجديد” قد نقلت عن مصادر مصرية بأن مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري، طلبوا من وفد حركة حماس، الكشف عن معلومات تتعلق بالإسرائيليين المفقودين.
ولفتت المصادر المصرية للصحيفة، إلى أن الطرف المصري تطرق إلى الحديث عن مصير الجنود الإسرائيليين المفقودين، بعد طلب وفد حركة حماس الكشف عن مصير أعضاء الحركة الأربعة الذين اختطفوا في وقت سابق داخل الأراضي المصرية.

الصحيفة قالت أن الطلب المصري وضع في خانة “سلّة” المطالب أو الملفات التي يُجري الوفدان ما يشبه التفاوض حولها في إطار “صفقة” تحسين العلاقات وفتح معبر رفح ووقف “ما يشبه الحرب المصرية الرسمية ضد حركة حماس”.

ترى الصحيفة أن الرغبة المصرية باستعادة الدور المفقود فلسطينياً، لن تخرج عن عناصر تلك “السلة”، إذ يمكن للقاهرة أن تؤدي دوراً يعود لها بفوائد كبيرة على الصعيد الإقليمي إذا عادت إلى ما يشبه دور “الوسيط المقبول” بين إسرائيل وحماس، مثلما كان عليه الحال في نظام الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك.

في المقابل، فإن حركة حماس أيضاً قد لا تمانع مثل تلك العودة المصرية في حال حصل تعديل حقيقي في نهج النظام المصري إزاءها، لجهة التخفيف من الطابع العدائي الذي تتسم به طريقة تعاطي الحكم في مصر بعد يوليو/ تموز 2013 مع الملف الفلسطيني، خصوصاً ما يتعلق بالمقاومة ضد إسرائيل.

وكانت كتائب القسام كشفت يوم الجمعة الماضي عن أربع صور قالت أنهم لجنود إسرائيليين مفقودين في غزة منذ الحرب الأخيرة.

اقرأوا المزيد: 475 كلمة
عرض أقل
شيلي يحيموفيتس وأفراد من حزب العمل يزورون عائلة أبو خضير في القدس (Facebbok)
شيلي يحيموفيتس وأفراد من حزب العمل يزورون عائلة أبو خضير في القدس (Facebbok)

العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية تحاول أن تجد المواساة

رئيس الحكومة نتنياهو يُقرر التحدث هاتفيًا مع والد الفتى الفلسطيني، من شعفاط، والذي قُتل في القدس

أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية؛ بنيامين نتنياهو، اليوم (الاثنين) مكالمة هاتفية مع والد الفتى الفلسطيني من شعفاط، محمد أبو خضير، الذي قُتل في القدس الأسبوع الفائت وقال له “نرفض التصرفات الوحشية أي كانت وقتل ابنك عمل شنيع ولا يمكن لأي إنسان أن يقبله. حدث ذلك بعد اعتراف واحد من الموقوفين (اليهود) الستة بالجريمة وحتى أنه دفع رفاقه الآخرين للاعتراف بعد أن ورطهم.

زار رئيس الحكومة البارحة؛ برفقة زوجته سارة نتنياهو، عائلات إيال يفراح، جلعاد ونفتالي فرانكل، الشبان الثلاثة الذين تم اختطافهم وقتلهم. طلب نتنياهو خلال زيارته لعائلات الشبان القتلى “مواساة عائلة الفتى وأنا أؤكد لكم أيضًا بأننا سننزل أشد العقوبات مع من قاموا بهذه الجريمة، التي تستحق الشجب والاستنكار. مكان هؤلاء القتلة ليس في المجتمع الإسرائيلي”.

“نحن لا نفرق بين إرهاب وإرهاب وسنتعامل مع الجهتين بكل حزم ولا أفرق بين تحريض وتحريض في دولة إسرائيل. مثلما أشجب بشدة كل شعارات الموت للعرب أشجب شعارات الموت لليهود”. ذكر نتنياهو، خلال حديثه، طالب الجامعة العربي الذي أشاد بعملية الاختطاف وكتب على الفيس بوك “3:0 لفلسطين ونحن لسنا حتى في المونديال”. وعلق على ذلك: “لقد روعني ذلك الشر. لن ندع المتطرفين، ولا يهم من أي جانب كانوا، أن يشعلوا المنطقة وأن يتسببوا بسفك الدماء”.

تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، القدس (Flash90/Sliman Khader)
تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، القدس (Flash90/Sliman Khader)

في هذه الأثناء أجرى رئيس بلدية القدس، نير بركات، البارحة مكالمة جماعية مع عم نفتالي فرانكل ووالد محمد أبو خضير، حسين أبو خضير. قال بركات للعائلتين “تصرفكم هو دليل نبل”. وشجب بركات جريمة قتل الفتى ووصف الجريمة بأنها “خطيرة ووحشية”. وقال أيضًا: “من المهم إنزال الحكم بالقتلة بسرعة وإعادة الهدوء إلى الحي وعموم القدس.

اتصل عم أحد الفتيان الذين قُتلوا لاحقًا لمواساة عائلة أبو خضير وتحدث مع أبيه. وقال “عبرنا عن حزننا ومشاركتنا لهم حزنهم، من عائلة ثكلى لعائلة ثكلى”. “أعتقد أنه لأمر جيد أنهم وجدوا الأشخاص المشتبه بهم. كما وعبرنا عن اشمئزازنا مما حدث. ليس هناك أي فرق بين من قتل محمد ومن قتل أولادنا. هؤلاء قتلة وأولئك قتلة وبحق هؤلاء وأولئك يجب إنزال أقصى عقوبة”.

اقرأوا المزيد: 303 كلمة
عرض أقل
هكذا يعمل محقّقو الشاباك لاستقاء المعلومات من المشتبه بهم (IDF Flickr)
هكذا يعمل محقّقو الشاباك لاستقاء المعلومات من المشتبه بهم (IDF Flickr)

هكذا يعمل محقّقو الشاباك لاستقاء المعلومات من المشتبه بهم

في أعقاب حادثة اختطاف الشبان الثلاثة، إليكم لمحة نادرة عن اللحظات المتوترة في غرف التحقيقات، حول المسؤولية الثقيلة والطرق التي يعمل بها الشاباك من أجل الوصول إلى "معرفة الكنز"

تستدعي عملية “إعادة الإخوة” لإعادة الشبان المختطفين الثلاثة والتي بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع، وهي العملية التي توسعت وفي هذه الأثناء بدأت تتقلص، فرصة نادرة، لنلقي نظرة على الوحدات الاستخباراتية الخاصة بالجيش الإسرائيلي: الشاباك ووحدة 504، المعروفة جدّا في الحياة العامّة الإسرائيلية.

تحدّث الإعلام الإسرائيلي والفلسطيني في الأيام الأخيرة عن عشرات بل مئات المعتقلين، من أعضاء حركة حماس وآخرين، بعضهم مشتبه به بالاشتراك والبعض الآخر بسبب كونه من رجال حماس. ليس واضحًا كيف سينتهي التفتيش وراء المختطفين أو الخاطفين، ولكن بالنسبة للمحقّقين فهي لعبة “شحذ الأدمغة” ضدّ مئات المعتقلين والذين من المرجّح أن يستمرّ عددهم بالارتفاع.

كيف تبدو تلك اللعبة وماذا يحدث في غرف التحقيقات؟ طلب الإعلام الإسرائيلي التوضيح حول كيفية تنفيذ النشاط السرّي للتحقيق مع المشتبهين. يقدّم موقع Mako شهادة (أ)، وهو محقّق شاباك سابق يعمل اليوم في مجال الإرشاد، و (ع)، ضابط احتياط يعمل محقّق في الوحدة 504، وهما يتحدّثان – من خلال تجاربهما بطبيعة الحال – عمّا يفعل الآن المحقّقون، وماذا يخطر في بال المحقّقين الذين “يعرفون أنّ مصير الرهائن ملقى على مسؤوليتهم”.

ميدانيًّا، من اللحظة الأولى حتى الاعتقال

كانت اللحظة التي علم فيها الجيش الإسرائيلي عن حادثة اختطاف الشبان هي ذات اللحظة التي خرج فيها المحقّقان من المنزل، وودعا زوجاتهما وأطفالهما “الذين لا يعلمون متى سيعودان”، كما يقول (ع) في المقابلة مع الموقع الإخباري Mako. ويشير المحقّقان المخضرَمان إلى أنّ المحقّق لا يحتاج لانتظار الدعوة الرسمية، رغم أنّها تأتي غالبًا قبل النشر في وسائل الإعلام. “أنت تصل إلى حيث ينبغي، تتلقّى المعلومات الصحيحة حتى تلك اللحظة وتبدأ بإعداد نفسك للعمل أيضًا من الناحية النفسية. كمحقّق عليك أن تعلم ماذا يوجد في جعبتك، من ناحية المعلومات، وبالطبع في هذه المرحلة لا يوجد الكثير ولكن يكفي أنّ لديك طرف خيط صغير كي تعرف إلى أين تتوجّه وأمام من تعمل. ويشمل ذلك كما في هذه الحالة، عدد المختطفين ممّا يعطيك بعض المؤشرات عن الخلية. من أين اختطفوا، متى وماذا حصل هناك. كلّ معلومة حتى لو كانت صغيرة فهي مهمّة ويمكن أن تساعد في التحقيق”.

يشير المحقّقان إلى أنّ أحداث الماضي، وأيضًا العملية التي تجري في هذه الأيام، تدلّ على أنّ المشتبه بهم سيأتون سريعًا جدّا. “يأتي ذلك من سائر المصادر الاستخباراتية وأنت كمحقّق تخرج إلى الميدان مع الوحدة التي ستنفّذ الاعتقال”، كما يشرح (أ). “ليس ذلك كما في الأفلام بحيث ترى كيف يُحضر رجل المباحث المشتبه به للمحقّق ويديران اللعبة في غرفة التحقيق. في الواقع فإنّ المحقّق يريد الإمساك بالمشتبه به في اللحظة الأولى من الاعتقال حين يكون لا يزال مصدومًا من الوضع”.

"التحقيق هو شحذ عقول، مجال للذكاء، وليس مجالا للأيدي" (IDF Flickr)
“التحقيق هو شحذ عقول، مجال للذكاء، وليس مجالا للأيدي” (IDF Flickr)

تجري المحادثة بين المحقّق والمعتقل أكثر من مرة أيضًا خلال سفره لمبنى التحقيق، حيث “أحاول تشخيص من يقف أمامي”، كما يشرح (أ). “إن هدفي هو التعرّف إلى شخصيّته وبأي طريقة أحتاج أن أتعامل معه. حين نصل إلى المكان الذي سيجري فيه التحقيق أعطيه بعض الحلويات، سيجارة أو أقول لجندي لمَ هكذا؟ انزع عنه الأصفاد، أو أتصرّف معه بصلابة وربما بشكل مقرف كي أزيد من صدمته. أحيانًا يمكن لهذا التصرّف من التحقيق في الميدان أن ينهي لك القصّة”.

مواجهة في غرفة التحقيق

نقوم بالاستعداد للتحقيق في مباني التحقيق التابعة للشاباك أو للوحدة 504. من المهم أن نقول إنّه بخلاف ما نرى في الأفلام فإنّ التحقيق لا يجري من قبل محقّق واحد وإنما من فريق كامل. “قبل التحقيق، يجلس المحقّقون حول طاولة مع ملف المشتبه به والذي يحوي جميع البيانات ذات الصلة بخصوص عمله، شخصيته وما الذي جعله يكون زبونًا لي”، كما يحكي (ع). “هناك توزيع مرتّب للمحقّقين وفقًا للدور”.

بالإضافة إلى ذلك فهناك من يحرص على التنسيق بين المحقّقين، في حالة كثرة المشتبه بهم ومن يحرص على مدّهم بالمعلومات التي تتدفّق دائمًا من الميدان، حتى خلال التحقيق. قد يمتدّ التحقيق إلى ساعات، أيام أو أسابيع، وفي هذا الوقت فهم يتلقّون معلومات من الميدان تمكّن من التحقّق من ادّعاءات المشتبه به أو العكس. من المهم أن نقول إنّه، بالمقابل، فإنّ المحقّقين يخرجون أيضًا من غرفة التحقيق، ينضمّون إلى نشاطات الجيش الإسرائيلي ذات الصلة بالنسبة لهم أو يخرجون مع المشتبه به إلى عمليات تحقيق، كالإشارة إلى نقطة ما.

أروقة جهاز الموساد الإسرائيلي (Flas90Gideon Markowicz)
أروقة جهاز الموساد الإسرائيلي (Flas90Gideon Markowicz)

يمكن تشبيه غرفة التحقيق بالمسرح. ينبغي على المحقّق أنّ يعرف كيفية تغيير الوجوه والمزاجات وفقًا لسير عملية التحقيق؛ فأحيانًا يصرخ على المشتبه به، وأحيانًا تُعطى له فرصة تجاوزه وشعوره بأنّه ينتصر، وأحيانًا تكون هناك لفتات صغيرة من المحقّق التي يمكنها شراء المشتبه به.

ضغط مركّز من جميع الاتجاهات

هناك تحقيقات تمتدّ أسابيع، ولكن هناك تحقيقات، كالأخيرة بخصوص المختطفين، والتي تكون فيها كلّ لحظة هي لحظة حاسمة. يشعر المحقّقون بهذه التحقيقات بشكل كبير. لأن كبار المسؤولين يُمارسون عليهم ضغطًا كبيرًا وليس هم فحسب، بل جميع المواطنين في البلاد.

إذن فما الذي يفكّرون به؟ يقول الاثنان إنّهما خلال التحقيق يركّزان على الهدف، ولكن في لحظات قليلة تخترق الأفكار والمشاعر جدار المهنية.

لا يمكن التهرّب من السؤال: هل الضغط يجعلهم يُمارسون تحقيقا عنيفًا، بما في ذلك التعذيب كما تمّ اتهامهم أكثر من مرّة. أصر الاثنان فورًا وادعيا بعزم أنّه ليست هناك تعذيب أثناء التحقيقات ولن تكون. “أيضًا، ليس الآن عندما يكون مصير الشبان الثلاثة على المحكّ”. إنّهما يوضحان أنّ أعمال العنف لا تساعد في التحقيق بل إنّها تضرّ به. “لا يوجد هنا حبّ للإنسانية والأخلاق”، كما يشرح (أ). أيضًا يؤكّد (ع) أنّ العنف يضرّ بالتحقيق أكثر ممّا يساعد. كما ويؤكّد أنّ قدرة المحقّق على إنشاء علاقة شخصية مع المشتبه به هي التي ستجلب المعلومات “في النهاية تفهم أنّ التفاعل الذي تنمّيه مع المشتبه به هو الذي سيجلب لك ما تحتاجه. يزعجني كلّ ما يُنشر عن التعذيب لأنّه ليس لدى الناس أدنى فكرة عمّا يجري في الداخل وهذا بعيد عن ذلك كل البُعد”. يتدخّل (أ) ويضيف: “التحقيق هو “شحذ عقول”، مجال للذكاء، وليس مجالا للأيدي”.

اقرأوا المزيد: 866 كلمة
عرض أقل
يوجد في السجون الإسرائيلية حاليًا 22 ألف سجين (Flash90/Moshe Shai)
يوجد في السجون الإسرائيلية حاليًا 22 ألف سجين (Flash90/Moshe Shai)

ما الذي أدى إلى تعليق إضراب السجناء الفلسطينيين؟

حسب التقديرات الإسرائيلية فإن اختطاف الشبان والتهديد بتشديد القيود أديا إلى توصل ممثلي السجناء وإدارة السجون إلى اتفاق

علق السجناء الإداريين الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، بعد أكثر من شهرين، إضرابهم عن الطعام. وأبلغ ممثلو السجناء البارحة عن تعليق الإضراب، بعد مفاوضات بينهم وبين إدارة السجون. ومن المنتظر عودة عشرات السجناء الفلسطينيين، الذين أُدخلوا إلى المستشفيات، إلى السجون.

لا تزال تفاصيل الاتفاق بين السجناء وإدارة السجون سرية، إنما رغم احتجاجهم يُتوقع أن يبقوا قيد السجن الإداري. وتقول تقديرات في إسرائيل بأن سبب تعليق الإضراب في هذا الوقت هو اختطاف الشبان الثلاثة في الخليل وتهديدات إدارة السجون بالتضييق على السجناء في ظروف سجنهم وتحديدًا مسألة زيارة العائلات لهم.

ولقد ورد في الرسالة التي وردت عن لسان ممثلي السجناء المضربين عن الطعام بأنهم اتخذوا قرار تعليق الإضراب والتوقيع على الاتفاق بعد مفاوضات أجروها مع جهات في السجون الإسرائيلية وبسبب عدوانية الجيش ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي غزة. وكان يمكن الحصول على إشارة تدل على هذا القرار منذ أسبوعين، عندما قام حسن سلامة، عباس السيد ومحمود شريتح، القياديين في حماس المعتقلين في إسرائيل، بتعليق إضرابهم عن الطعام.

في هذه الأثناء، توصل ممثلون عن حزب الليكود بيتنا وعن حزب “هناك مستقبل” إلى تسوية بما يخص الخلاف حول مشروع القانون الإشكالي، الذي سيتم وفقه إطعام السجناء الأمنيين المضربين عن الطعام إطعامًا قسريًّا.

لن يكون ممكنًا، وفق تلك التسوية، إطعام سجين إطعامًا قسريًّا في حال وجود ضرر على صحته، إلا في حال وجود خطر كبير على حياته أو خطر تعرضه لإعاقة شديدة. هناك تغيير آخر تضمنه مشروع القانون ويتعلق بالأطباء الذين اعترضوا على قانون الإطعام القسري. لا يُفرض على الأطباء، وفق الاتفاق، القيام بالإطعام القسري إن كانوا لا يوافقون على فعل ذلك.

ونجحت كتلة “هناك مستقبل” في بداية الأسبوع (الأحد) بممارسة ضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لمنع المصادقة على قانون الإطعام القسري في الكنيست. تم، بسبب هذه الضغوطات، تأجيل الجلسة المتعلقة بالموضوع إلى الأسبوع القادم وعلى ما يبدو أنه الآن – سيتم التصديق على القانون في الكنيست يوم الاثنين القادم (30.6) ولكن ليس بصيغته الأولى.

اقرأوا المزيد: 298 كلمة
عرض أقل
الجندي الأسير جلعاد شاليط (IDF Spokesperson)
الجندي الأسير جلعاد شاليط (IDF Spokesperson)

ثمن باهظ: تاريخ صفقات تبادل الأسرى الفلسطينيين

في الخمسين سنة الأخيرة، أطلقت إسرائيل سراح ما يزيد عن 4000 أسير أمني، في صفقات تبادل الأسرى

لا شكّ أن صفقة إطلاق سراح الأسرى هي إحدى أكثر القضايا تعقيدًا في المجتمَع الإسرائيلي. ولقد أعلنت إسرائيل في الماضي أنّها لن تُطلق سراح الأسرى مقابل الإرهاب أبدًا. وفعلا، قامت بعمليات تحرير الأسرى أحيانًا، إذ كان بعضها ناجحًا مثل عملية “إنتيبي” وبعضها أقل نجاحًا مثل حادثة الجندي المخطوف نحشون فاكسمان. رغم كلّ ذلك، ففي نهاية المطاف أفرجت إسرائيل، مع مرور السنوات، عن عدد كبير من الإرهابيين مقابل إطلاق سراح الجنود والمواطنين.

والحادثة الأبرز والتي تم تسليط الضوء عليها كثيرًا في الإعلام هي حادثة الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الأخيرة، والتي تمت مقابل الإفراج عن ألف أسير فلسطيني وأكثر، وكان من بينهم بضع عشرات ممن ملطخة أيديهم بالدماء. كجزء من الاتفاق بين إسرائيل وحماس، خلال المرحلة الأولى من الصفقة، التي خرجت إلى حيّز التنفيذ في 18 تشرين الأول عام 2011، أفرجت إسرائيل عن 450 أسيرًا، وبالمقابل، نقلت حركة حماس شاليط إلى القاهرة، ثم نُقل إلى إسرائيل. وفي إطار المرحلة الثانية من الصفقة، التي خرجت إلى حيّز التنفيذ في كانون الأول عام 2011، أفرجت إسرائيل عن 550 أسيرًا أمنيًّا آخر.

صفقة عملية تبادل الأسرى عام 2011 (Flash90)
صفقة عملية تبادل الأسرى عام 2011 (Flash90)

في شباط عام 1989، صعد الجندي، آفي سسبورتس، إلى سيارة بعد أن قام بإيقافها ولم يرجع بعد ذلك. وقد جلس في السيارة التي صعد إليها رجلان من حماس متنكّران لحاريديان، وعلى ما يبدو قتلاه بعد وقت قصير. ولقد بحثت عنه الدولة بأكملها، ولكنّ فشلت الجهود التي استمرّت لأشهر طويلة.

بعد ثلاثة شهور من ذلك، حدث حادث خطف آخر هزّ البلاد؛ إذ قام الجندي إيلان سعدون بإيقاف سيارة وصعد إليها لوحده واختُطف بنفس الطريقة. سعى الخاطفون إلى تهريبه إلى قطاع غزة ولكنّهم أجبروا على تغيير خطّتهم. فخلال الرحلة، تعارك سعدون مع خاطفيه إلى أن أطلقوا النار على رأسه.

استعادات في جنوب لبنان لإستقبال الأسرى المحررين (AFP)
استعادات في جنوب لبنان لإستقبال الأسرى المحررين (AFP)

وخلال جهود البحث عن سعدون، تم العثور على جثّة سسبورتس في أحد مفترقات الطرق الشمالية في إسرائيل. بعد سبع سنوات من ذلك، تمّ العثور على رفات سعدون في منطقة الشاطئ الجنوبي قرب غزة.

وبعد مرور خمسة سنوات، في التاسع من تشرين الأول عام 1994، صعد الجندي نحشون فاكسمان إلى سيارة في أحد مفترقات الطرق الجنوبية. وقام أربعة إرهابيين من حماس، وهم متنكرون لمستوطنين، بخطفه واقتياده إلى قرية بير نبالا وفي اليوم التالي نشروا تسجيلا تم تصوير فاكسمان حين يقف خلفه إرهابي مسلّح.

وأعلن الخاطفون تحذيرًا؛ جاء فيه إن لم تفرج إسرائيل عن إرهابيين حتى يوم الجمعة في الثامنة مساء، فسيتمّ قتل الأسير فاكسمان. في نفس اليوم، حدّدت قوات الشاباك موقع المنزل الذي تم فيه احتجاز فاكسمان وأصدرت أوامر لإنقاذه من خلال عملية عسكرية. حين سمع الإرهابيون قوة سرية هيئة الأركان العامة داخل المبنى الذي تواجدوا فيه، أطلقوا النار على فاكسمان وأردوه قتيلا. كذلك، قُتل في العملية قائد القوة، وذلك عندما فتح أحد الإرهابيين النار باتجاه القوة التي فجّرت باب الغرفة التي احتُجز فيها الأسير.

كانت هناك حادثة خطف أخرى لأوفير رحوم الذي كان طالبًا ثانويًا في السادسة عشرة من عمره من مدينة أشكلون، ومثل الكثير من أصدقائه، قام بإجراء محادثات دردشة في الإنترنت. كانت إحدى هذه المحادثات التي تبدو بريئة، مع فتاة تدعى سالي وصفت نفسها بأنّها مهاجرة جديدة من المغرب. ولكن، تخفّتْ وراء الاسم المستعار الإرهابية آمنة منى، التي نجحت بعد عدّة أشهر من إجراء المحادثات باكتساب ثقة الفتى وأقنعته بلقائها في منطقة القدس. فانتقل من سيارة إلى أخرى، ثم اختُطف في ضواحي رام الله، وهناك أطلق الإرهابيون النار عليه حتى لاقى حتفه.

إسرائيل تفرج عن الأسير سمير الفنطار (AFP)
إسرائيل تفرج عن الأسير سمير الفنطار (AFP)

وعندما لم يعد رحوم إلى منزله في تلك الليلة، اكتشف المحقّقون المحادثات التي أجراها مع منى، ولذلك، ألقت الشرطة القبض عليها. تم العثور أيضًا على جثّة الفتى. وبعد عشرة سنوات، تم إطلاق سراحها في صفقة شاليط.

عام 2004، تم إطلاق سراح مصطفى الديراني والشيخ عبيد، ورقة المساومة الأقوى لدى إسرائيل، كجزء من إطلاق سراح 400 أسير، تم الإفراج عنهم في صفقة “الأزرق والأبيض”، مقابل المواطن الحنان تننبويم وأسرى موقع هار دوف الثلاثة. قالت المصادر العسكرية والسياسية وقتئذ، إنّ هذه هي المرة الأخيرة التي يتمّ فيها تنفيذ عملية كهذه. ولكنها لم تكن المرة الأخيرة.

إسرائيل تفرج عن 190 جثّة لمقاتلي حزب الله عام 2008 (Flash90)
إسرائيل تفرج عن 190 جثّة لمقاتلي حزب الله عام 2008 (Flash90)

مع نهاية حرب لبنان الثانية (حرب تموز) عام 2006 أعاد حزب الله إلى إسرائيل جثث الجنديّين إيهود غولدفاسر وألداد ريغيف، في حين لم يكن مصيرهما واضحًا حتى اللحظة الأخيرة. وفي النهاية، تمّ إرجاع جثتيهما إلى البلاد، ومقابل إطلاق سراحهما، أفرجت دولة إسرائيل عن أحد القاتلين الأكثر شهرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي؛ سمير القنطار. وقد أفرجت إسرائيل أيضًا عن 190 جثّة لمقاتلي حزب الله. أدى الإفراج عن قنطار، إلى جدل عاصف جدّا في الدولة حول إذا كان الثمن يستحقّ ذلك حقّا، وخاصة لأنّ الحديث عن جثث وليس عن جنود أحياء.

إن الصراع مع الوقت، الماضي الصعب والرغبة التي لا تكلّ، للتوصل إلى نهاية جيّدة، ترافق جميعها الجنود الذين يزحفون في كلّ زاوية آملين العثور على ذرّة من معلومات تؤدّي إلى إرجاع الشبّان بسلام. وقد أخبر أولئك الشبّان أنّهم في طريقهم إلى المنزل، ولكن منذ ذلك الحين اختفت آثارهم.

اقرأوا المزيد: 739 كلمة
عرض أقل