كشف أمس (الثلاثاء) تقرير لاذع لمنظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان “أمنستي”، أنّ أكثر من نصف اللاجئين في العالم يتركزون تحديدا في الدول الفقيرة، وأنّ الدول الغنية تستقبل أعداد قليلة من اللاجئين بل وصفرية مقارنة بقدراتها. من بين الدول التي لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا: دول الخليج.
من بين 21 مليون لاجئ في العالم اليوم، يعيش أكثر من نصفهم في عشر دول فقط، والتي تشكل جميعها 2.5% فقط من الناتج الإجمالي العالمي كله. ما يثير الغضب أكثر هو أنه وفقا لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين، فإنّ الصين، روسيا، ودول الخليج لم تستقبل حتى الآن ولا حتى لاجئا سوريا واحدا.
ذُكر في التقرير أنّ الدول المجاورة لمناطق الصراع، والتي في غالبيتها تواجه حتى قبل ذلك عدم استقرار اقتصادي، تضطر للتعامل وحدها مع ملايين اللاجئين القادمين إلى أراضيها. ورغم أن الدول الغربية تستقبل اللاجئين هي أيضا، ولكن أعدادهم ضئيلة مقارنة بدول مجاورة لمناطق الصراع (مثل تشاد المجاورة للسودان، لبنان، الأردن، تركيا المجاورة لسوريا، إيران وباكستان المجاورة لأفغانستان وكينيا المجاورة للصومال). للمقارنة، منذ 2011 استقبلت الولايات المتحدة 12 ألف لاجئ سوري فقط وبريطانيا 8,000 فقط.
إحدى المقارنات المثيرة للاهتمام والمعروضة في التقرير، هي المقارنة بين لبنان وبين دولتين تشبهانه من حيث عدد السكان ومساحة أراضيهما وفي نصيب الفرد فيهما وهما نيوزيلندا وفنلندا:
وفقا لتقرير منظمة العفو، فالدول الغربية الغنية، التي تستقبل أعدادا ضئيلة من اللاجئين، تطهر ضميرها بضخ المال لتلك الدول المجاورة لمراكز الصراع وتحمّل عبء استيعاب ملايين اللاجئين في الواقع، مقابل أن يبقى اللاجئون في أراضيها وألا يتم نقلهم بأعداد إلى أراضي الدول الغنية.
رغم الحالة الصعبة، يقول الأمين العام لمنظمة العفو الدولية إنّ هناك أمل لحل الأزمة – إذا استقبلت الدول الغنية عددا أكبر من اللاجئين. “إذا تقاسمت 60-90 دولة العبء، يمكن أن يكون الوضع مختلف تماما”، كما قال. وتم اختتام التقرير القاتم بالكلمات التالية: “إن أزمة اللاجئين العالمية […] هي أزمة من الممكن إدارتها، والتقاسم المنصف للمسؤولية على مستوى العالم هو أكثر الوسائل فعالية لإدارتها”.