سيغريد كاغ هي الدبلوماسية المسؤولة عن تدمير الأسلحة الكيميائية التي وافقت سوريا على التخلص منها وهي أم لأربعة أولاد، تتكلم ست لغات، ولا تخاف من مناطق الحروب. خلال تسعة شهور، ترأست وفد المراقبين الدوليين الذي كان مسئولا عن المواد الكيميائية التي اعترفت دمشق بوجودها، دون أن تخاف الرصاص القاتل، تتنقل بين الشرق الأوسط وأوروبا ونيويورك وتحافظ على اتصال مستمر مع موسكو، واشنطن وأسلحة البحرية لجيوش عدة.
كاغ مسؤولة عن الجزء الأصغر من الأخبار السارة التي تأتي من الحرب الأهلية المروّعة التي أودت حتى الآن بحياة 160 ألف شخص. وهي تحصل في أروقة مقر الأمم المتحدة بنيويورك على ما لا نهاية من المديح.
وتتكلم كاغ البالغة من العمر 53 عامًا العربية بطلاقة. عملت في الماضي في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” مع الملكة الأردنية رانيا. وسنوات قبل ذلك، حلمت أن تكون مطربة. يقول الدبلوماسيون أن كاغ عملت عملا رائعًا في سوريا، وتحظى باحترام في دمشق، وهناك من أسماها “المرأة الحديدية”.
والآن، يبدو أن وظيفة كبيرة بانتظارها، فور نهاية مهمة تفكيك الأسلحة خلال الأشهر القريبة. وتذكرها بعض وسائل الإعلام كوريث محتمل للأخضر الإبراهيمي، الوسيط في العملية السلمية في سوريا بين النظام والمتمردين. في حين يذكرها البعض الآخر كمرشحة لوظائف أخرى في المنطقة.
ترفض كاغ كل ادعاء يقول إن المرأة الغربية تستصعب في التأقلم مع العالم العربي، وتقول بأنها حصلت دائمًا على احترام ولم تتعرض للشتائم والإهانات في الشرق الأوسط. “أعتقد أن للمرأة ثقل كبير في الكثير من المفاوضات”، هكذا قالت في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية AFP. “أعتقد أن لدينا طيف أوسع من الإمكانيات”.
زوج كاغ دبلوماسي فلسطيني سابقًا، وهي تعترف أيضًا بأن كون أولادها عربًا من زوجها الفلسطيني فهذا الشيء يساعدها كثيرًا. وتقول: “أعتقد أنه في نهاية المطاف يحكم الناس عليك من خلال ما تأتين به، من خلال السؤال هل أنت صريحة، هل أنت ملتزمة وهل تتناسبين والمهمة”.
بالطبع، فهي تدفع ثمنًا غاليًّا لمشاركتها الفعالة والناجحة في تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا. ومثل كل امرأة تؤدي وظيفة حساسة من هذا النوع، فعليها أن توفق بين العمل وكونها أم لأربعة أولاد. وفي مقابلات صحافية، اعترفت بأنها لم تر أولادها منذ أكثر من سبعة شهور وأنها تنتظر بفارغ الصبر والأمل لقائهم فور نهاية مهمتها في سوريا نهاية الشهر الحالي. من الصعب جدًا أن نفهم كيف تستطيع أم لأربعة أولاد أن تعرّض نفسها إلى هذا الحد للخطر، في الوقت الذي تسقط فيه قذائف بين الحين والآخر إلى جانبها، نتيجة الحرب القاسية في سوريا. “كلي أمل الخروج من هنا على قيد الحياة لأقص القصة”، أضافت.
إذًا، إنها تتحدث ست لغات: الإسبانية، الإنجليزية، الألمانية، الدنماركية، الفرنسية وأيضًّا العربية. وفي حديثها مع زملائها في العمل، قالت إنها ترتاح كثيرًا عندما تتحدث اللغة العربية باللهجة الفلسطينية وهذا الأمر يهَوِّن عليها كثيرًا المهمة في سوريا. وهي تؤمن بالقوة النسائية وتعتقد بأن على المرأة أن تبقى كما هي من خلال حفاظها على المهنية والاحترام للوظيفة وللمهنة التي تشغلها. في حين المهمة الرئيسية بالنسبة لها الآن هي تفكيك الأسد من أسلحته الكيميائية، فتؤمن بمهمة شخصية من نوع آخر “مهم جدًا بالنسبة لي أن أوضح للنساء أن لهنّ نفس الاحتمالات مثل الرجال، بإدارة عائلة ومهنة على حد سواء”.